جمهرة اللغة
الجزء الأول
مقدمة التحقيق
جمهرة اللغة، ج1، ص: 9
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
ابن دريد
ترجم لابن دريد كثير من المؤلفين القدماء، كما عني بعض المحدثين بأخباره و مكانته و مؤلفاته.
و لسنا نقصد هنا إلى وضع ترجمة له مطوّلة منقولة عن المصادر؛ فأحسن من ذلك أن نذكر مصادر ترجمته، ثم نعرض بإيجاز شديد إلى ملامح من حياته العلمية مع حصر مؤلفاته المطبوعة و غير المطبوعة، قبل أن نفرغ إلى الكلام على الجمهرة نفسها.
و فيما يلي ثبت لأهمّ المصادر التي ترجمت لابن دريد مرتّبة ترتيبا تاريخيا بحسب وفيات مؤلفيها (انظر تفاصيل الطبعات في ثبت مصادر التحقيق في آخر الكتاب):
1- مروج الذهب للمسعودي (346)، 4/ 320- 321.
2- مراتب النحويين لأبي الطيّب اللغوي (351)، 135- 136.
3- تهذيب اللغة للأزهري (370)، 1/ 31.
4- طبقات النحويين و اللغويين للزبيدي (379)، 183- 184.
5- الفهرست لابن النديم (380)، 67.
6- معجم الشعراء للمرزباني (384)، 425- 426.
7- نور القبس المختصر من المقتبس للمرزباني (384) باختصار اليغموري (673)، 342- 344.
8- تاريخ العلماء النحويين للمفضّل بن محمد التنوخي (442)، 225- 226.
9- جمهرة أنساب العرب لابن حزم (456)، 381.
10- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (463)، 2/ 195- 197.
11- الإكمال لابن ماكولا (475)، 3/ 388.
12- الأنساب للسمعاني (562)، 5/ 342- 344.
13- نزهة الألبّاء لابن الأنباري (577)، 191- 194.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 10
14- المنتظم في تاريخ الملوك و الأمم لابن الجوزي (597)، 6/ 261- 262.
15- معجم الأدباء لياقوت (626)، 18/ 127- 143.
16- الكامل في التاريخ لعزّ الدين بن الأثير (630)، 6/ 234.
17- اللباب في تهذيب الأنساب لعزّ الدين بن الأثير (630)، 1/ 499- 500.
18- إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي (646)، 3/ 92- 100.
19- المحمدون من الشعراء و أشعارهم للقفطي (646)، 279- 283.
20- وفيات الأعيان لابن خلّكان (681)، 4/ 323- 329.
21- تاريخ الإسلام للذهبي (748)، وفيات 321.
22- تذكرة الحفّاظ للذهبي (748)، 3/ 810.
23- العبر في خبر من غبر للذهبي (748)، 2/ 187.
24- ميزان الاعتدال للذهبي (748)، 3/ 520.
25- الوافي بالوفيات للصفدي (764)، 2/ 339- 343.
26- مرآة الجنان لليافعي (768)، 2/ 282- 284.
27- طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (771)، 3/ 138- 142.
28- البداية و النهاية لابن كثير (774)، 11/ 176.
29- البلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروزابادي (817)، 216.
30- الفلاكة و المفلوكون للدلجي (838)، 73.
31- طبقات النحاة و اللغويين لابن قاضي شهبة (851)، 73- 86.
32- النجوم الزاهرة لابن تغري بردي (874)، 3/ 240- 242.
33- بغية الوعاة للسيوطي (911)، 1/ 76- 81.
34- طبقات المفسّرين للداودي (945)، 2/ 119- 123.
35- شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي (1089)، 2/ 289- 291.
36- خزانة الأدب للبغدادي (1093)، 1/ 490- 491.
37- روضات الجنّات للخوانساري (1313)، 7/ 303- 308.
ولد ابن دريد بالبصرة في سكّة صالح سنة 223 (838 م)، «و نشأ بعمان و تنقّل في الجزائر البحرية ما بين البصرة و فارس» «1»، و كانت وفاته في بغداد سنة 321 (933 م)، كما أجمعت المصادر.
حدّث ابن دريد عن عبد الرحمن بن أخي الأصمعي، و أبي حاتم السجستاني، و أبي الفضل الرياشي، و أبي عثمان الأشنانداني، و غيرهم. و قد أحصى محقّق الاشتقاق تسعة عشر شيخا من شيوخه «2».
______________________________
(1) إنباه الرواة 3/ 93.
(2) مقدمة الاشتقاق 5- 6.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 11
أما تلاميذه فكثر، و قد أحصى منهم محقق الاشتقاق خمسة و أربعين تلميذا «1»، من أشهرهم أبو سعيد السيرافي، و أبو علي القالي، و أبو الفرج الإصبهاني، و أبو الحسن الرمّاني، و ابن خالويه، و أبو القاسم الزجّاجي، و أبو عبيد الله المرزباني، و أبو علي محمد بن علي بن مقلة، و أبو القاسم الآمدي، و أبو الحسن المسعودي، و مبرمان، و أبو بكر بن السرّاج.
و قد قدّم ابن دريد للمكتبة العربية مؤلفات حسنة في اللغة و الأدب، و قد طبع منها ما يلي:
1- الاشتقاق، أو كتاب اشتقاق أسماء القبائل، كما سمّاه ياقوت «2». و قد نشره و ستنفلد (جوتا، 1854)، ثم حققه عبد السلام هارون (القاهرة، 1958).
2- الجمهرة، و سيأتي الكلام عليه مفصّلا.
3- ديوان شعره، و قد نشره محمد بدر الدين العلوي (القاهرة، 1964)، ثم نشره عمر بن سالم (تونس، 1973).
4- روّاد العرب، و هو منشور بعنوان «صفة السحاب و الغيث و أخبار الروّاد و ما حمدوا من الكلأ» ضمن مجموعة «جزرة الحاطب و تحفة الطالب» بتحقيق وليام رايت (ليدن، 1859). و كذلك نشره عز الدين التنوخي (دمشق، 1963) بعنوان «كتاب وصف المطر و السحاب و ما نعتته العرب الروّاد من البقاع».
5- السّرج و اللجام، أو صفة السّرج و اللجام كما في نشره رايت المذكورة أعلاه (ليدن، 1859).
6- المجتنى، و قد نشره كرنكو (حيدر أباد، 1342). و هو يشتمل، كما جاء في مقدّمته على «فنون شتى من الأخبار المونقة و الألفاظ المسترشقة، و الأشعار الرائعة، و المعاني الفخمة، و الحكم المتناهية، و الأحاديث المنتخبة».
7- المقصورة، و هي قصيدة من حوالي 250 بيتا نظمها في مديح ابني ميكال. و قد ذكر ياقوت و السيوطي من بين مؤلفات ابن دريد: المقصور و الممدود، و لعل الإشارة إلى المقصورة نفسها. و قد طارت للمقصورة شهرة يعزّ نظيرها. و انظر ما وضع لها من شروح و معارضات و تخميسات و ترجمات في مقدّمة أحمد عبد الغفور عطّار على شرح ابن هشام على المقصورة (بيروت، 1980).
8- الملاحن، و قد نشره رايت (ليدن، 1859)، ثم ثوربكه (جوتا، 1882)، ثم أبو إسحاق إبراهيم اطفيش الجزائري (القاهرة، 1347). و في مقدمة ابن دريد على الملاحن: «هذا كتاب ألّفناه ليفزع إليه المجبر المضطهد على اليمين المكره عليها فيعارض بما رسمناه و يضمر خلاف ما يظهر ليسلم من عادية الظالم و يتخلّص من حيف الغاشم» «3». و من ذلك ما جاء في موضع آخر: «و تقول: و اللّه ما رأيت فلانا قطّ و لا كلمته؛ فمعنى ما رأيته، أي ما ضربت رئته، و معنى كلمته: جرحته» «4».
______________________________
(1) نفسه 6- 8.
(2) معجم الأدباء 18/ 136.
(3) الملاحن 3.
(4) نفسه 8.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 12
و من كتب ابن دريد المذكورة في مصادر ترجمته ما يلي:
1- أدب الكاتب، و أول من ذكره ابن النديم.
2- الأمالي، ذكره ياقوت و السيوطي (و في فهارس المزهر «1» أنه ذكر فيه عشر مرّات). و في الأعلام «2» أنه في خزانة الرباط، و هو مكتوب في دمشق سنة 641 بخط علي بن أبي طالب الحسيني.
3- الأنباز، و له ذكر في الجمهرة (دعو).
4- الأنواء، و أول من ذكره ابن النديم.
5- البنين و البنات، و قد أشار إليه العلوي في مقدمة ديوان ابن دريد «3»، و نقله عنه محقق الاشتقاق «4»، و سندهما في ذلك ما جاء في المزهر للسيوطي 1/ 518- 528. و الذي في ذلك الموضع من المزهر نقول عن الجمهرة و غيرها، و فيه فصلان: «في الأبناء»، و «في البنات»، و لا دليل على أن لابن دريد كتابا بهذا العنوان، كما أن السيوطي نفسه لم يذكره بين مؤلفات ابن دريد في ترجمته له في البغية.
6- تقويم اللسان، و هو «على مثال كتاب ابن قتيبة [في أدب الكاتب] و لم يجرّده من المسوّدة فلم يخرج منه شيء يعوّل عليه»، كما جاء في الفهرست و معجم الأدباء «5».
7- التوسّط، و أول من ذكره ابن النديم. و يبدو أن أبا حفص عمر بن حفص المعروف بابن شاهين هو الذي جمعه و ترجمه بهذا الاسم، من تعليقات ابن دريد على ردّ المفضّل بن سلمة على الخليل في العين.
8- الخيل الصغير.
9- الخيل الكبير. و في أواخر الجمهرة باب عنوانه: «باب ما وصفوا به الخيل في السرعة».
10- السلاح.
11- غريب القرآن. و في الفهرست: «لم يتمّه».
12- فعلت و أفعلت، و أول من ذكره ابن النديم.
13- لغات القرآن، و قد ذكره ابن دريد نفسه في الجمهرة ص 785 و 888 و في الجمهرة ص 1064 كتاب القرآن، و لعله هو. و الذي في الاشتقاق 80: اللغات في القرآن.
14- ما سئل عنه لفظا فأجاب حفظا، و قد ذكره ابن النديم و قال: «جمعه علي بن إسماعيل بن حرب عنه». و في الإنباه: فأجاب عنه حفظا.
______________________________
(1) ص 639.
(2) الأعلام 6/ 80.
(3) ص 26.
(4) مقدمة الاشتقاق 16.
(5) الفهرست 67، و معجم الأدباء 18/ 136.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 13
15- المتناهي في اللغة، و قد ذكره القالي مرة واحدة في أماليه 2/ 44.
16- المطر، و قد ذكره ياقوت و السيوطي. و قد يكون عنوانا آخر لكتاب السحاب و الغيث الذي سبق ذكره «1».
17- المقتبس، و أول من ذكره ابن النديم.
18- المقتنى، ذكره ابن النديم أيضا. و ليس اللفظ تحريفا للمجتنى، فقد ذكرهما معا ابن النديم.
19- الوشاح، ذكره ابن النديم أيضا، و قال عنه ياقوت إنه «على حذو المحبّر لابن حبيب» «2».
______________________________
(1) انظر مقدمة المحقّق على الاشتقاق 17 و 20.
(2) معجم الأدباء 18/ 136.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 15
كتاب الجمهرة
وضع الخليل أساسا متينا للتأليف المعجمي العربي و خطّ نهجا لا يمكن أن يغفله من يتصدّى بعده لوضع معجم. و لعل أهمّ ما عمل الخليل أنه ابتدع، في العربية، طريقة تحصر اللغة و تستوعبها جميعا.
فمعجمات المعاني، القائمة على موضوعات مستقلّة، أي المؤلفات التي يقول عنها ابن سيدة إنها مبوّبة لا مجنّسة «1»، لا يمكنها أن تحيط باللغة و تنتظمها مهما سعت إلى ذلك لأنها غير قائمة على خطة صوتية محكمة تجمع بين النظري و المستعمل من موادّ اللغة. و لأنّ بين هذين النوعين المعجميين فرقا في الفائدة- فالباحث في معجمات الألفاظ يعرف اللفظ و يبحث عن معناه و شواهده و مواطن استعماله، و الباحث في معجمات المعاني يعرف المعنى العامّ أو الباب و يطلب مفرداته و تراكيبه- فإن النوعين استمرّا في الوجود جنبا إلى جنب؛ غير أن المعجم اللفظي، الذي أرساه الخليل، كان هو الغالب، و عليه وحده يجب أن يطلق مصطلح «معجم» حقيقة لا مجازا.
و لنبيّين صنيع ابن دريد في الجمهرة و إسهامه في التأليف المعجمي العربي، يحسن بنا أن نقف عند صنيع الخليل في العين، لنحدّد بعد ذلك، المواطن التي اتّبع فيها ابن دريد الخليل، و المواطن التي فارقه فيها، في التبويب و المادّة و الشرح الخ …
تقوم خطّة الخليل في حصر اللغة على مبادئ ثلاثة، أولها أن الحروف محدودة، و قد جعلها تسعة و عشرين «2» إذ عدّ الألف اللينة و الهمزة كلّا على حدة فزاد على الثمانية و العشرين المعهودة «3». و المبدأ الثاني أن الحروف و الأفعال و الأسماء إنما تكون من أصول محدودة، فأقلّها ثنائي و أكثرها خماسي، كما زعم «4». و على ذلك قسم الخليل الأبنية كما يلي:
(أ) الثنائي الصحيح، أي ما كان على حرفين صحيحين، نحو قد، و كذلك ما شدّد ثانيه، نحو
______________________________
(1) المخصّص 1/ 10.
(2) العين 1/ 57.
(3) نفسه 1/ 48.
(4) نفسه 1/ 48- 49.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 16
عزّ، و ما كرّر أوله و ثانيه، نحو زعزع، و كذلك الثنائي المضاعف الفاء و اللام، نحو كعك.
(ب) الثلاثي الصحيح، أي ما كان على ثلاثة أحرف صحيحة.
(ج) الثلاثي المعتلّ، و يشمل ما يعرف بالمثال و الأجوف و الناقص.
(د) الثلاثي اللفيف، أي ما كان فيه حرفا علّة في أي موضع منه.
(ه) الرباعي الصحيح، أي ما كان على أربعة أحرف صحيحة.
(و) الخماسي الصحيح، أي ما كان على خمسة أحرف صحيحة.
(ز) الرباعي و الخماسي المعتلّان، أي ما كان فيهما حرف معتلّ أو أكثر.
أما المبدأ الثالث الذي استند إليه الخليل في حصر اللغة فهو المكمّل لما سبق تكميلا يصل به إلى الغاية. فقد حصر الخليل التقليبات التي بها ينكشف عدد الأصول الممكنة في كل باب، المستعمل و المهمل منها سواء. يقول: «اعلم أن الكلمة الثنائية تتصرّف على وجهين نحو: قد، دق، شد، دش.
و الكلمة الثلاثية تتصرّف على ستة أوجه، و تسمّى مسدوسة، و هي نحو: ضرب ضبر، برض بضر، رضب ربض. و الكلمة الرباعية تتصرّف على أربعة و عشرين وجها … و الكلمة الخماسية تتصرّف على مئة و عشرين وجها … يستعمل أقلّه و يلغى أكثره» «1». و يمكن رسم هذه التقاليب على شكل خط في الثنائي، و مثلّث في الثلاثي، و مربّع في الرباعي، و مخمّس في الخماسي:
أما تقسيم الخليل للحروف فهو كالتالي «2»:
(أ) خمسة أحرف حلقية لأن مبدأها من الحلق: ع ح ه خ غ.
(ب) حرفان لهويّان لأن مبدأهما من اللهاة: ق ك.
(ج) ثلاثة أحرف شجرية لأن مبدأها من شجر الفم أي مفرج الفم: ج ش ض.
(د) ثلاثة أحرف أسلية لأن مبدأها من أسلة اللسان أي مستدقّ طرفه: ص س ز.
(ه) ثلاثة أحرف نطعية لأن مبدأها من نطع الغار الأعلى: ط ت د «3».
(و) ثلاثة أحرف لثوية لأن مبدأها من اللثة: ظ ذ ث «4».
(ز) ثلاثة أحرف ذلقية لأن مبدأها من ذلق اللسان و هو تحديد طرفي ذلق اللسان: ر ل ن.
______________________________
(1) نفسه 1/ 59.
(2) نفسه 1/ 57- 58.
(3) ط د ت في 1/ 48.
(4) ظ ث ذ في 1/ 48.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 17
(ح) ثلاثة أحرف شفوية لأن مبدأها من الشفة: ف ب م.
(ط) أربعة أحرف هوائية لأنها لا يتعلّق بها شيء: وايء.
بعد وضع هذا المنهج الذي يستوعب اللغة جميعا، أضحى كل ما يقع تحته لا يخرج عن أن يكون فرعيا و ثانويا، و فيه كان التمايز بين المعجميين. و لعل في قول ابن دريد في مقدّمته إن الخليل «ألّف كتابه مشاكلا لثقوب فهمه و ذكاء فطنته و حدّة أذهان أهل دهره» (ص 40) إشارة إلى ما اجترحه الخليل، إذ إن كلّ من ألّف معجما بعده إنما على نهجه العامّ يسير، و لا يفارقه إلا فيما هو فرعي و ثانوي. فمهما بلغ التفريع على الخليل، و مهما أدخل على المعجم من تغيير و ترتيب، فالأصل له و الفرع لغيره.
و أبرز ما خالف به ابن دريد الخليل تأليفه الجمهرة على الحروف المعجمة، «إذ كانت بالقلوب أعبق و في الأسماع أنفذ، و كان علم العامّة بها كعلم الخاصّة، و طالبها من هذه الجهة بعيدا من الحيرة مشفيا على المراد» (ص 40). و كأن هذا نقد مهذّب لطريقة الخليل، فهي طريقة متعبة لا يتمّ بها الاهتداء إلى مظانّ الألفاظ إلا بعد جهد. و لئن كان ابن دريد قد اتّبع طريقة أسهل في ترتيب الحروف، فإن في تقسيمه موادّ معجمه على النحو الذي سنبيّنه ما يفوّت علينا الاستفادة من التسهيل الحاصل بهذا الترتيب. فالأبواب الرئيسية التي يتألف منها الكتاب هي التالية:
(أ) الثنائي الصحيح، و هو «لا يكون حرفين البتة إلا و الثاني ثقيل، حتى يصير ثلاثة أحرف؛ اللفظ ثنائي و المعنى ثلاثي. و إنما سمّي ثنائيا للفظه و صورته، فإذا صرت إلى المعنى و الحقيقة كان الحرف الأول أحد الحروف المعجمة، و الثاني حرفين مثلين أحدهما مدغم في الآخر نحو بتّ يبتّ بتّا» (ص 53).
(ب) الثنائي الملحق ببناء الرباعي المكرّر (ص 173)، نحو بجبج و بحبح. و أفرد بعده ابن دريد بابا صغيرا للرباعي المكرّر المهموز (ص 226)، نحو بأبأ و تأتأ.
(ج) الثنائي المعتلّ و ما تشعّب منه (ص 229)، نحو توى و أتى، و معه ذكر ابن دريد ما كان منتهيا بالهمز، نحو بوأ و وثأ.
(د) الثلاثي الصحيح و ما تشعّب منه (ص 252)، و هو يشغل ما يقرب من ثلثي المعجم.
(ه) الثلاثي يجتمع فيه حرفان مثلان في موضع الفاء و العين أو العين و اللام أو الفاء و اللام (ص 999)، نحو بلل و لبب.
(و) الثلاثي الذي عين الفعل منه أحد حروف اللين (ص 1015)، نحو باب وبيب وسوس، و منه ما هو مهموز أيضا نحو خبأ و أبد.
(ز) باب النوادر في الهمز (ص 1086)، و ألحق به باب اللفيف في الهمز، و المقصور في الهمز (ص 1106).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 18
(ح) الرباعي الصحيح (ص 1110).
(ط) الرباعي المعتلّ (ص 1162)، و ذكر تحته أشياء غير معتلّة من الرباعي، كالرباعي الذي فيه حرفان مثلان، نحو دردق و كركم، و الثلاثي المضعّف الآخر، نحو عكبّ و خدبّ.
(ي) الخماسي، و ما لحق به من الحروف الزوائد (ص 1184).
(ك) أبواب لغوية متفرّقة، منها ألفاظ يجمعها وزن ما، و ألفاظ يجمعها موضوع ما، و ألفاظ تمثّل ظاهرة لغوية ما، كالإتباع و الاستعارة (من ص 1247 حتى آخر الكتاب).
و لئن كان الخليل قد بوّب معجمه على الحروف بدءا بالعين، فجعل لكل حرف بابا يقع تحته الثنائي فالثلاثي فالرباعي فالخماسي، فإن ابن دريد بنى معجمه على أساس من الأبنية يقع تحت كل منها الحروف على الألفباء، على أن تجيء كل مادة مع تقليباتها المستعملة. و قد أفضى هذا المنهج إلى شيء من التعقيد زاده أن المؤلف أملى كتابه إملاء و لم يسلم من التكرار، كما سنبيّن. و قد اقتضى نظام التقاليب ابن دريد أن يبدأ في كل باب بالحرف الذي يلي الحرف المخصّص له الباب؛ ففي حرف الخاء مثلا، يبدأ بالخاء و الدال، فالخاء و الذال، فالخاء و الراء، الخ لأن الخاء و الأحرف التي تسبقها كان قد مرّ ذكرها في الأبواب السابقة، و هكذا يجب على طالب المادة أن ينظر في أول حروفها ترتيبا، سواء أكان ذلك الحرف في أول المادة أم في وسطها أم في آخرها. فمادة «ر ج ع» تطلب في الجيم لأن الجيم أسبق من الراء في الترتيب الألفبائي.
و لا يخفى أن المنهج الذي اتّبعه ابن دريد أكثر تعقيدا من منهج الخليل، غير أن في هذا دليلا واضحا على تفرّد ابن دريد و عدم التزامه التزام تسليم بصنيع الخليل. و لظنّنا أن ابن دريد صدر في كتابه عن خطّة متقنة إجمالا من أجل ضبط الأبواب و تمايزها، فإننا نعزو ما وقع فيه من اضطراب إلى أنه إملاء.
فقد ذكر ابن دريد في المقدمة أن الكتاب أملي إملاء (و أملينا هذا الكتاب و النقص في الناس فاش …
ص 40)، كما قال في آخر الثلاثي: «و إنما أملينا هذا الكتاب ارتجالا لا عن نسخة و لا تخليد في كتاب قبله، فمن نظر فيه فليخاصم نفسه بذلك فيعذر إن كان فيه تقصير أو تكرير إن شاء اللّه» (ص 1085).
و كأنه استشعر بأكثر من ذلك في خاتمة الكتاب فقال: «فإن كنّا أغفلنا من ذلك شيئا لم يُنكر علينا إغفاله لأنّا أمليناه حفظا، و الشذوذ مع الإملاء لا يدفع» (ص 1339). فمن مظاهر الاضطراب في الأبواب أنه خلط بين المعتلّ الواوي و المعتلّ اليائي في المثنى، و أنه خلط بين الثلاثي الصحيح و المعتلّ ثم أفرد بابا للمعتلّ و المهموز من الثلاثي، و أنه لم يلتزم ترتيبا دقيقا في إيراد التقاليب، و لا سيما في الرباعي.
غير أن كثيرا مما قيل إنه من مظاهر اضطراب الجمهرة له ما يسوّغه، و لا نراه إلا ناشئا عن قصد.
من ذلك ذكره بعض الألفاظ الثلاثية المختومة بتاء التأنيث في الرباعي، فإنّا لا نخاله لبعد واضعه عن معرفة هذا الأمر كما زعم ابن جني في قوله في «باب في سقطات العلماء»: «و أما كتاب الجمهرة ففيه أيضا من اضطراب التصنيف و فساد التصريف ما أعذر واضعه فيه لبعده عن معرفة هذا الأمر. و لمّا كتبته وقّعت في متونه و حواشيه جميعا من التنبيه على هذه المواضع ما استحييت من كثرته، ثم إنه لمّا طال عليّ
جمهرة اللغة، ج1، ص: 19
أومأت إلى بعضه و أضربت البتّة عن بعضه» «1». و أن تكون التاء زائدة أمر لا يخفى على المبتدىء، فكيف يخفى على لغوي كابن دريد؟ لقد نبّه ابن دريد نفسه على هذا الأمر فأغنانا عن التنقيب و الاعتذار، فهو يورد هذه الألفاظ في الرباعي لأن التاء لازمة فيها لا تفارقها، إذ ليس لهذه الألفاظ من مذكّر. و دليل ذلك الشواهد المختارة التالية:
(أ) «و القربة: معروفة، و ليس لها ذكر، و لذلك أدخلناها في الرباعي مع هاء التأنيث» (ص 1124).
(ب) «و الجحمة: العين، لغة يمانية. قال أبو بكر: و إنما أدخلناها في هذا الباب لأنه لا مذكر لها، فالهاء كالحرف اللازم» (ص 1135).
(ج) «و حردة: اسم موضع، و هذه هاء التأنيث و ليس له مذكر في معناه فاستجزنا إدخاله في هذا الباب» (ص 1140).
(د) «و الحسكة و الحسيكة: الحقد في القلب؛ و أدخلناه في هذا الباب لأنه لا مذكر له من لفظه، إلّا أن تقول حسك، تريد جمع حسكة» (ص 1142).
و يؤيّد هذا أن الأمر غير مقصور على الرباعي؛ فقد ذكر ابن دريد في الثلاثي الصحيح ألفاظا ثنائية مضعّفة منتهية بتاء التأنيث، نحو «الغصّة: اسم الغصص» و نبّه أنه مرّ في الثنائي (ص 890). و في مثل هذا أيضا ذكر ابن دريد السبب ذكرا صريحا فقال: «الصّفّة: صفّة البيت و صفّة السّرج. قال أبو بكر:
و إنما أدخلناها في هذا الباب لأنه لا مذكر لها، و الهاء تقوم مقام حرف ثالث» (ص 893). و لذلك نرى أن رأي كرنكو قريب من الصواب إن يقول إن ابن دريد أدرج الثلاثيّ المنتهي بتاء التأنيث في باب الرباعي عن قصد، و كأنه يفعل ذلك ليسعف طالب المادة الذي لا يتقن التصريف «2».
و أما إفراده بابا للثلاثي يجتمع فيه حرفان مثلان في موضع الفاء و العين أو العين و اللام أو الفاء و اللام من الأسماء و المصادر (ص 999) و إلحاقه إيّاه بالثلاثي الصحيح، و إن كان ثنائيا، نحو التّبب و البجج و الحباب، فلأن الألفاظ التي اقتصر عليها فيه غير مدغمة، في حين أنه ذكر المدغم في الثنائي.
و لذلك نراه يذكر (جوو) في الثنائي ثم يهمله في باب الملحق بالثلاثي لأنه مدغم، و كذلك (خمم) فقد ذكرها في الثنائي و أهملها في الموضع الآخر للسبب عينه، و كذلك (ودد) فقد ذكرها في الثنائي و لم يذكر من تقاليبها في الملحق بالثلاثي إلا الدود لأنه غير مدغم. و هنا أيضا لا ننسب هذه التفرقة إلى جهل بمثل هذا الأمر البسيط، بل ننسبها إلى خطّة ابن دريد نفسها، و إلى ما ذكرناه عن الاضطراب الذي أورثه الإملاء. و قد أدرك أحمد فارس الشدياق أن الإملاء لا يحسن في اللغة لما يؤول إليه من تداخل
______________________________
(1) الخصائص 3/ 288. و قارن شرح السيوطي لهذه العبارة في المزهر 1/ 93: «يعني أن ابن دريد قصير الباع في التصريف و إن كان طويل الباع في اللغة. و كان ابن جني في التصريف إماما لا يشقّ غباره، فلذا قال ذلك». و قد عثر محقّق الاشتقاق على مواضع جانب فيها ابن دريد صواب التصريف، و بعضها مذكور في ص 14 من مقدّمة التحقيق.
(2) انظر:
fokroW eht toecnerefeR laicepS hitw, irahuag fo emiT eht llityhpargoixel cibarA fo sgninnigeB ehT ». ff 254. pp, 1924,. ppuS. tneC, SARJni«, diaruD nbI
جمهرة اللغة، ج1، ص: 20
و اضطراب فقال: «و ربما يعتذر لابن دريد بأن يقال إنه أملى كتاب الجمهرة إملاء من حفظه، غير أن الإملاء إنما يحسن في نوادر الأدب لا في اللغة» «1». و إلى ذلك فالإملاء، كما ذكر السيوطي، أفضى إلى اختلاف نسخ الجمهرة: «و قال بعضهم: أملى ابن دريد الجمهرة في فارس، ثم أملاها بالبصرة و ببغداد من حفظه، و لم يستعن عليها بالنظر في شيء من الكتب إلّا في الهمزة و اللفيف، فلذلك تختلف النسخ» «2». و رغم ذلك كله تبقى الجمهرة في إملائها شاهدا على سعة مؤلّفها و صحّة علمه، حتى إننا نجد تطابقا في الشروح و الشواهد في المواطن المكرّرة و لا نكاد نقع على تضارب أو تناقض. فمادة (ش أ و ي) بتقاليبها المحتملة جاءت ص 239 و 883 و في الموضعين تطابق عجيب في الشروح و الشواهد، و كذلك في سائر المعتلّ و المهموز مما كرّر في الثنائي و الثلاثي. و لا عجب لهذا أن نرى ياقوت الحمويّ «3» يجعل إملاء ابن دريد دون الاستعانة بالكتب إلا في باب الهمزة و اللفيف شاهدا على أن الرجل متمكن «من علمه كلّ التمكن» «4».
و مع هذا التمكن، لم يسلم ابن دريد من الألسن كما لاحظ ياقوت، و لا سيما في هجاء نفطويه له إذ قال «5»:
ابن دريد بَقَرَهْ و فيه عِيٌّ و شَرَهْ
و يدّعي من حُمْقه وَضْعَ كتاب الجمهرهْ
و هو كتاب العين إلا أنه قد غيّرهْ
و هذا الكلام لا يمكن حمله إلا على المنافرة بين الرجلين، فلابن دريد فيه هجاء إذ يقول «6»:
لو أنزلَ الوحيُ على نِفطويه لكان ذاك الوحي سُخطا عليه
و شاعرٍ يُدعى بنصف اسمه مستأهلٌ للصفع في أخدعيه
أحرقه اللّه بنصف اسمه و صيَّر الباقي صُراخا عليه
و قد نبّه السيوطي على أنه «قد تقرّر في علم الحديث أن كلام الأقران في بعضهم لا يقدح». غير أن التهمة التي تضمّنها هجاء نفطويه ابن دريد ظلّت تلاحقه حتى عصرنا هذا، فقد وهم بعض المحدثين أن مقولة نفطويه صحيحة. ففي إحدى حواشي المعرّب بتحقيق أحمد محمد شاكر: «و العبارة الآتية ذكرها ابن دريد بنصّها في الجمهرة و نسبها للخليل. و كتاب الجمهرة مقتبس من كتاب العين، أو هو كما قال بعضهم: و هو كتاب العين إلا/ أنه قد غيّره» «7». و يقول آخر في كلام له عن التقليد في تصنيف المعاجم
______________________________
(1) الجاسوس على القاموس 521.
(2) المزهر 1/ 94.
(3) معجم الأدباء 18/ 138؛ و هو النص الذي أخذ عنه السيوطي.
(4) يذكر أيضا أن ما ينقله ابن دريد عن أبي عبيدة في مجاز القرآن- و هو معتمده في التفسير- يطابق إجمالا ما في المجاز، و في هذا دليل على ما نحن فيه. و قد نبّهنا في هوامش التحقيق على جميع المواضع التي أخذ منها ابن دريد عن مجاز أبي عبيدة.
(5) معجم الأدباء 18/ 138، و المزهر 1/ 94.
(6) المزهر 1/ 93- 94.
(7) المعرّب 288، الحاشية الأولى.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 21
العربية: «و عند ما أراد أحد علماء اللغة في عصره، و هو نفطويه، أن يهجوه لمنافرة بينهما أثبت عليه أن كتاب الجمهرة معتمد على كتاب العين …» «1». و لعل طبيعة العلاقة بين العين و الجمهرة إنما يحسن أن تنكشف من خلال الجمهرة نفسها لا اعتمادا على آراء القدماء أو المحدثين، و لذلك يتعيّن البحث عن هذه العلاقة في شواهد بعينها، كما سنبيّن. و سنقسم هذه المسألة ثلاثة أقسام كالتالي:
(أ) مقدّمة الكتابين.
(ب) مواضع ذكر الخليل في الجمهرة.
(ج) الشروح و الشواهد.
لعل الموضع الذي تأثر فيه ابن دريد بالخليل تأثرا أوضح من سائر المواضع هو مقدمة الجمهرة.
فهذه المقدمة، إذا استثنينا بعض جزئياتها و لا سيّما أوائلها المسجّعة و إهداءها، لا تتعدى الموضوعات التي ذكرها الخليل في مقدمة العين، كالأصوات العربية و مخارجها، و أقسامها، و ائتلافها، و التفرقة بين العربي و الأعجمي، و الأبنية الناشئة عن الأصوات و مبلغ أصولها في الصيغ، و معرفة الزوائد و مواقعها. و مع هذا نجد أن ترتيب ابن دريد لمخارج الأصوات يخالف ما ذكره الخليل في مقدمة العين «2». فقد ذكر ابن دريد نوعين من الترتيب أولهما التالي:
(أ) المصمتة:
1- حروف الحلق: الهمزة و الهاء و الحاء و العين و الخاء و الغين.
2- حروف أقصى الفم من أسفل اللسان: القاف و الكاف و الجيم و الشين.
3- حروف وسط اللسان مما هو منخفض: السين و الزاي و الصاد.
4- حروف أدنى الفم: التاء و الطاء و الدال.
5- حروف أدنى من سابقتها، مما هو شاخص إلى الغار الأعلى: الظاء و الثاء و الذال و الضاد.
(ب) المذلقة: 1- حروف الشفة: الفاء و الميم و الباء.
2- حروف مما بين أسفل أسلة اللسان إلى مقدّم الغار الأعلى: الراء و النون و اللام.
أما الترتيب الآخر الذي يذكره ابن دريد فعن قوم من النحويين، و فيه ستة عشر مخرجا تقسيمها كالتالي:
1- الهاء و الهمزة و الألف.
2- العين و الحاء.
3- الغين و الخاء.
4- القاف و الكاف.
______________________________
(1) المعاجم اللغوية في ضوء دراسات علم اللغة الحديث لمحمد أحمد أبو الفرج، 27.
(2) راجع ما سبق ص 17.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 22
5- الجيم و الشين.
6- الياء.
7- السين و الصاد و الزاي.
8- النون.
9- اللام.
10- الراء.
11- التاء و الدال و الطاء.
12- الفاء.
13- الواو و الباء و الميم.
14- النون الخفيفة (الخيشومية).
15- الظاء و الذال و الثاء.
16- الضاد.
و هكذا يظهر الفرق بين المقدمتين من حيث ترتيب المخارج. و يحسن التنبيه إلى أن لترتيب المخارج علاقة وثيقة بترتيب كتاب العين، فذكرها في مقدمة العين كالتمهيد للكتاب. أما في الجمهرة فالأمر مختلف إذ لا علاقة البتّة بين ترتيب المخارج و خطّة الكتاب القائمة على الترتيب الألفبائي. و يبدو أن ابن دريد ذكر المخارج في مقدمته على نحو اتّباعي، أو أنه جعلها جزءا مما يجب معرفته للتمييز بين ما هو عربي و ما ليس بعربي.
الأمر الثاني في مسألة العلاقة بين العين و الجمهرة هو البحث في المواضع التي يذكر فيها ابن دريد الخليل. إن الفهارس التي أعددناها تبيّن هذه المواضع، غير أننا لا نريد النظر هنا في المواضع التي ينقل ابن دريد فيها عن الخليل نقولا نجدها في العين (و قد التزمنا في الهوامش أن نذكر هذه المواضع من كتاب العين)، أو المواضع التي ينصّ فيها ابن دريد على أن الخليل أهمل ذكر لفظ ما، و لا نقع عليه في العين «1»، بل إننا سننظر في مظاهر أخرى من ذكر الخليل في الجمهرة، و نقسمها كما يلي:
(أ) أن ابن دريد قد ينصّ على ذكر الخليل لفظة ما، و هذه اللفظة ليست في العين، أو قل إنها ليست في النسخ التي وصلتنا من العين. من ذلك قوله: «و عرف الخليل ندلت يده تندل ندلا، إذا غمرت، و منه اشتقاق المنديل، زعم أنه مفعيل من ذلك» (ص 682)؛ و ليس في العين (ندل) 8/ 41 شيء من هذا. و منه أيضا قوله: «و المشع: لغة يمانية جاء بها الخليل» (ص 870)؛ و لم نجد في العين (مشع) 1/ 267 ذكرا لهذا. و منه أيضا قوله: «و الطَّعْس: كلمة يكنى بها عن النّكاح، أحسب الخليل قد ذكرها و تقلب فيقال: الطَّسع، و ربما قلبت السين زايا فقيل: الطَّعز» (ص 834)؛ و ليس في العين شيء
______________________________
(1) من ذلك قول- ابن دريد (3/ 126) إن الخليل لم يذكر الفكع؛ و هذا اللفظ غير مذكور في تقاليب العين و الكاف و الفاء في كتاب العين 1/ 205.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 23
من هذا، فالطعس مهمل في العين (1/ 319)، و أما الطسع «1» و الطّزع فقد ذكر الخليل أنه «الرجل الذى لا غيرة له» (1/ 321 و 1/ 351). و كأن ابن دريد في الشاهد الأخير قد أخطأ في الرواية أو حرّفها فتغيّر المعنى و بقي منه أنه في علاقة بين رجل و امرأة و أن اللفظ يحتمل الإبدال. و إن صح هذا التفسير فهو دليل آخر على ما أورثه الإملاء هذا المؤلّف
(ب) أن ابن دريد قد يهمل قولا للخليل، و هو موجود في العين. من ذلك ما جاء في (ص 365): «و الكبع ذكر الخليل أنه المنع؛ كبعته عن كذا و كذا أكبعه كبعا، إذا منعته عنه»، و ليس في (كبع) في كتاب العين (1/ 208) ذكر لهذا المعنى، بل فيه أن الكبع «نقد الدراهم و وزنها»، و هذا المعنى لم يذكره ابن دريد! و شبيه بهذا من وجه أن ابن دريد قد ينكر معرفته بلفظ ما، و أنت تجده في العين؛ كأن يقول: «فأما الفقّاع المشروب فلا أدري ممّا اشتقاقه و ما صحته» (ص 936)، في حين أن اللفظ مذكور و مشروح في العين 1/ 176: «و الفقّاع: شراب يتّخذ من الشعير سمّي به للزّبد الذي يعلوه».
(ج) أن ابن دريد قد ينقل عن الخليل رأيا نقع على نقيضه، أو على ما يخالفه، في العين. فمما جاء نقيضه في العين قول ابن دريد إن الخليل زعم أن الشعوذة عربية (ص 696)، و تعقيبه بالقول: «و لا أدري ما صحّتها». و الذي في العين: «و الشّعوذيّ: كلمة ليست من كلام العرب، و هي كلمة عالية» (1/ 244). و مما نقع على خلافه قول ابن دريد: «قال الخليل و أبو مالك؛ شواء معلوس، إذا أكل بالسّمن» (ص 841)، و قوله: «و العلس»: شواء مسمون، و هو الذي يؤكل بالسّمن؛ هكذا يقول الخليل، رحمه اللّه» (ص 1270). و في العين 1/ 333: «و العلس [بالتسكين]: الشواء السّمين». و لسنا ندري أهذا الخلاف ناتج عن خطأ في حفظ ابن دريد، فجعل السّمن سمنا، أم عن غير ذلك.
(د) أن ابن دريد قد يشكّ في صحّة ما ذكره الخليل. فهو يذكر في مادة (عدس) أن الخليل كان «يزعم أن عدسا كان رجلا عنيفا بالبغال في أيام سليمان بن داود عليهما السلام، فالبغال إذا قيل لها:
عدس، انزعجت؛ و هذا ما لا تعرف حقيقته في اللغة» (ص 645). و في العين 1/ 321 ما يشبه هذا كثيرا: «عدس: زجر للبغال، و ناس يقولون: حدس. و يقال: إن حدسا كانوا بغّالين على عهد سليمان …» الخ. و مثل هذا قول ابن دريد: «و العمص ذكره الخليل فزعم أنه ضرب من الطعام، و لا أقف على حقيقته» (ص 887). و في العين 1/ 315: «عمصت العامص، و أمصت الآمص، أي الخاميز، معرّبة»، و الخاميز ضرب من الطعام.
(ه) أن ابن دريد قد ينسب الخطأ في العين إلى الليث فينزّه الخليل عنه. و هذا أمر درج عليه الأقدمون عند طعنهم على العين، و هو أمر مرتبط بنسبة الكتاب إلى الخليل فهل وضعه برمّته أم وضع أوله فأكمله الليث أم وضع رسمه فحشاه الليث. و لسنا في مجال هذا البحث «2»، و حسبنا أن نلاحظ هنا أن ابن
______________________________
(1) بلا ضبط في النصّ المحقّق!
(2) راجع ما نقله السيوطي عن المصادر في هذا الموضوع، في المزهر 1/ 77 و ما بعدها.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 24
دريد كان قد امتدح في مقدمته الخليل و اعترف بفضله و فطنته، و هذا يوافق نهجه في نسبة الخطأ إلى الليث لا إلى الخليل نفسه. و من الأمثلة على ذلك قول ابن دريد: «و لا تنظرنّ إلى ما جاء به الليث عن الخليل في كتاب العين في باب السين فقال: سدف في معنى شدف، فإنما ذلك غلط من الليث على الخليل» (ص 651؛ و ليس في العين، شدف، 6/ 244، و لا سدف، 7/ 230، شيء من هذا). و من هذه الظاهرة أيضا قول ابن دريد (ص 260) أن ليس صحيحا عن الخليل ما ذكر من قوله؛ يوم بغاث، بالغين المعجمة، و المعروف يوم بعاث، بالمهملة. و بغاث مذكور في العين (4/ 402)، و يبدو أن ابن دريد يعني الليث دون أن يسمّيه؛ و يقوي هذا الاحتمال قول ابن منظور في اللسان (بعث): «و ذكر ابن المظفّر هذا في كتاب العين، فجعله يوم بغاث و صحّفه، و ما كان الخليل، رحمه اللّه، ليخفى عليه يوم بعاث، لأنه من مشاهير أيام العرب، و إنما صحّفه الليث و عزاه إلى الخليل نفسه، و هو لسانه».
هذا في المواضع التي ذكر فيها ابن دريد الخليل. أما موضوع القسم الثالث من العلاقة بين العين و الجمهرة فأوسع من ذلك، و نعني به مجمل الشروح و الشواهد لا مواطن محدّدة بعينها. فالناظر في الكتابين يرى فرقا أساسيا في التنظيم الداخلي للشرح. و قد كشف حسين نصار عن هذا الفرق حيث يقول: «فالخليل يجمع كل الصيغ التي تشتقّ من مادة واحدة تحت مادّتها، و يميل إلى نوع من الانتظام في معالجة هذه الصيغ، فإذا كانت اسما ذكر مفرده و جمعه، و إن كانت فعلا قدّم ماضيه فمضارعه فمصدره، ثم الصفة منه في كثير من الأحيان، و قدّم الثلاثي اللازم منه ثم المتعدي ثم الصيغ غير الثلاثية على قدر الإمكان، و يميل إلى الربط بين الصيغ الأصلية و الفرعية … أما ابن دريد فيوزّع صيغ المادة الواحدة على أبواب متباعدة، و يحاول أحيانا أن يربط بين الصيغ الفرعية و الأصلية فيخلط بينها، و لا نجد عنده الانتظام الداخلي في الموادّ أو الميل إلى الانتظام الذي عند الخليل» «1». أما قول نصّار بعد ذلك إن الجمهرة لا يصل في تفسيراته إلى الدقة التي وصل إليها سابقه، فدعوى تحتاج إلى بيّنة و دليل؛ و نحن نجد ابن دريد في مجمل كتابه دقيق الشرح حسن التفصيل منبّها في مواطن كثيرة على الفروق الدقيقة في المعاني. و أما أن يقول: معروف، أو: لا أدري ما صحّته، فأمر مألوف في المعجمات كلها، و ليس وقفا على الجمهرة.
و فيما يتعلّق بالشواهد نجد خلافا كبيرا بين الكتابين، فمعظم شواهد كلّ ليس من شواهد الآخر.
و قد حرصنا على استقصاء الشواهد المشتركة فنبّهنا إلى مواضع ورودها جميعا في كتاب العين في تخريج الأبيات. و الناظر في التخريج يجد أن شواهد الجمهرة التي في العين قليلة نسبيا و أنه قد تمرّ موادّ بأسرها ليس بين الكتابين فيها شاهد واحد مشترك. و يذكر لنا القفطي و السيوطي «2» أن الإمام أبا غالب تمّام بن غالب المعروف بابن التّيّاني المتوفى عام 436 ه وضع كتابا اسمه الموعب أتى فيه بما في العين من صحيح اللغة و طرح فيه من الشواهد المختلفة، و زاد ما زاده ابن دريد في الجمهرة. و من جهة أخرى نجد
______________________________
(1) المعجم العربي: نشأته و تطوّره 427.
(2) الإنباه 1/ 259، و المزهر 1/ 88.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 25
أن في العين كثيرا من الشواهد التي لم يذكرها ابن دريد، و بالتالي لم يجد كثير منها طريقه إلى المعجمات المتأخرة.
و من مظاهر تفرّد الجمهرة عن العين أن ابن دريد أورد موادّ أهملها الخليل- مثل مادة «معس» (ص 843)، و هي من المهمل في العين (1/ 346)- كما أن موعب ابن التّيّاني المذكور فيه زيادات من ابن دريد، و لم تحدّد المصادر أنها زيادات في الشواهد فقط، فالأرجح أنها في الشواهد و الشروح و الموادّ جميعا: و إلى ذلك تجد لابن دريد آراء في منع أشياء نجد الخيل قد أجازها؛ من ذلك قول ابن دريد:
«و يقال: مرّ الفرس يركض، و لا يقال: يركض» (ص 750)، في حين أن الخليل يقول: «و فلان يركض دابّته يضرب جنبيها برجليه، ثم استعملوه في الدوابّ لكثرته على ألسنتهم، فقالوا: هي تركض، كأن الركض منها» (5/ 301).
و لعل في الشواهد السابقة دليلا قويا و واضحا على أن ابن دريد، و إن أفاد الخطّة من الخليل و اعترف بفضله، ألّف كتابا متفرّدا له «شخصية» خاصة به، و أنه جاء بشواهد و آراء و شروح لا نجدها في العين. و أحسن ما يستدلّ به على ذلك أخيرا قول تلميذه المسعودي عنه: «و كان ممن قد برع في زمننا هذا في الشعر، و انتهى في اللغة، و قام مقام الخليل بن أحمد فيها، و أورد أشياء في اللغة لم توجد في كتب المتقدمين» «1».
و لم يسلم ابن دريد، بعد التّهمة التي جاء بها نفطويه، من تهم أخرى أشدّ قسوة و أدهى مضمونا؛ و نعني التّهم التي صدّر بها الأزهري تهذيبه، حيث يقول: «و ممّن ألّف في عصرنا الكتب فوسم بافتعال العربية و توليد الألفاظ التي ليس لها أصول، و إدخال ما ليس من كلام العرب في كلامهم أبو بكر محمد ابن الحسن بن دريد الأزدي صاحب كتاب الجمهرة، و كتاب اشتقاق الأسماء، و كتاب الملاحن» «2». و كذلك رماه الأزهري بالتصحيف: «و تصفّحت كتاب الجمهرة فلم أره دالّا على معرفة ثاقبة، و عثرت منه على حروف كثيرة أزالها عن «وجوهها» «3». و يقول الأزهري في بعض الرباعي مما أورده ابن دريد: «هذه حروف لا أثق بها لأني لم أحفظها لغيره، و هو غير ثقة، و جمعتها في موضع واحد لأفتّش عنها فما صحّ منها لإمام ثقة أو في شعر يحتجّ به فهو صحيح، و ما لم يصحّ توقّف عنه إن شاء اللّه «4».
و في كلام الأزهري كثير من التجنّي و التحامل، و يكفي أن نعلم، كما صرّح هو في مقدّمته، أنه سأل نفطويه عنه فاستخفّ به لم يوثّقه في روايته! و كأن نفطويه شاهد عدل في هذه المسألة! أما شرب ابن دريد للخمر فيما صرّح الأزهري «5» و فيما روي عنه «6»، فمبلغ الظن فيه «أنه كان يشرب النبيذ على
______________________________
(1) مروج الذهب 4/ 320.
(2) تهذيب اللغة 1/ 31.
(3) نفسه 1/ 31.
(4) نفسه 5/ 334- 335.
(5) في التهذيب 1/ 31: «و دخلت عليه يوما فوجدته سكران لا يكاد يستمرّ لسانه على الكلام، من غلبة السكر عليه».
(6) في معجم الأدباء 18/ 131: «و قال أبو ذرّ الهروي: سمعت أبا منصور الأزهري يقول: دخلت على ابن دريد فرأيته سكران فلم-
جمهرة اللغة، ج1، ص: 26
مذهب أهل العراق»، كما يقول هارون «1»، و في المصادر القديمة روايات كثيرة تدلّ على صحة رواية ابن دريد و سعة حفظه، و هذا لا يتفق و ما ذكر عن سكره «2». و قد روى الخطيب البغدادي عن أبي الحسن أحمد بن يوسف الأزرق قوله: «و كان أبو بكر واسع الحفظ جدا ما رأيت أحفظ منه؛ كان يقرأ عليه دواوين العرب كلّها أو أكثرها فيسابق إلى إتمامها و يحفظها، و ما رأيته قطّ قرىء عليه ديوان شاعر إلّا و هو يسابق إلى روايته لحفظه له» «3». و نحن أميل إلى أن نردّ ما انفرد به ابن دريد من الألفاظ الرباعية و غيرها إلى سعة الحفظ و كثرة الأخذ عن العرب، و هذا يفسّر أيضا ما انفرد به من نقل للغات أزدية و يمانية. و إلى سعة الحفظ، نرى أن في تكرار ابن دريد في الجمهرة لعبارات من مثل: «لا أدري ما حقيقته»، و «ليس بثبت»، و «لا أحقّه»، و «كذا زعموا» دليلا على تحرّي الضبط و تقصّي الصحّة. و من المواضع اللافتة في هذا الأمر قوله: «و لا تلتفتنّ إلى قول الراجز:
بصريةٍ تزوّجت بصريّا يُطعمها المالح و الطريّا
فإنه مولّد لا يؤخذ بلغته» (ص 568)؛ و قوله معلّقا على من ادّعى أن اشتقاق منشم من «من شمّ»: «و هذا هذيان» (ص 754)؛ و عدم أخذه باشتقاق الظليم، أي الذّكر من النعام، من ظلم الأرض لأنه يدحّي في غير موضع يدحّى به (ص 934)!
و غاية القول إن الطعن على من وضع معجما كالجمهرة أمر له أكثر من داع، و لذلك لا ينبغي الأخذ به أخذ تسليم لما في المؤلّف نفسه من دلائل تنفي المطاعن، و لأنّ بإزاء من طعن شهادات لعلماء مدقّقين أنصفوا ابن دريد دون أن يكون لهم غرض في شهادتهم. يقول أبو الطيب: «فهو الذي انتهى إليه علم لغة البصريين، و كان أحفظ الناس و أوسعهم علما، و أقدرهم على شعر؛ و ما ازدحم العلم و الشعر في صدر أحد ازدحامهما في صدر خلف الأحمر و أبي بكر بن دريد» «4».
و قد كان للجمهرة أثر بارز في التأليف المعجمي و اللغوي، و نستطيع أن نحدّد ثلاثة معالم لهذا الأثر، أولها ما تناقله عنه المصنّفون من الغريب (و إن كان صرّح في مقدمته بأنه اختار الجمهور من
______________________________
– أعد إليه». و مثله في معجم الأدباء 18/ 130: «و قال أبو ذرّ عبد الله بن أحمد الهروي: سمعت ابن شاهين يقول: كنّا ندخل على ابن دريد و نستحيي منه لما نرى من العيدان المعلّقة، و الشراب المصفّى موضوع، و قد جاوز التسعين سنة».
(1) مقدمة الاشتقاق 14.
(2) إلى هذا نجد في ابن دريد ورعا شديدا عندما تصادفه كلمة قرآنية أو معنى ديني. ففي اللات يقول إنه لا يحبّ الكلام على اشتقاقها (82؛ و قارن الاشتقاق 11 لاسم الجلالة)؛ و في لفظة الخليل يقول: «و لا أزيد فيه شيئا لأنه في القرآن» (108)؛ و في قوله تعالى: سُجِّرَتْ يقول: «و زعموا أنه من الأضداد، و لا أحبّ أن أتكلم فيه» (457)؛ و في الرحيق يقول: «و خلّط فيه أبو عبيدة فلا أحبّ أن أتكلم فيه» (519)؛ و في الرّوح يقول: «و أما الرّوح فلا ينبغي لأحد أن يقدم على تفسيره» (526)؛ و في اللوح المحفوظ يقول: «فهذا ما لا نقف على كنه صفته و لا نستجيز الكلام فيه إلّا التسليم للقرآن و اللغة. و الألواح في قصة موسى عليه السلام، و لا أقدم على القول فيه، و اللّه أعلم ما هي» (571). و كذلك لا يحبّ أن يتكلم في الإثم (1036)، و معنى المسيح (353)، الخ.
(3) تاريخ بغداد 2/ 196.
(4) مراتب النحويين 136.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 27
كلام العرب، لا الوحشيّ المستنكر)؛ و ثانيها ما أخذوه عنه من عنايته بالمعرّب، حتى ليكاد يكون الجواليقي و من جاء بعده عالة عليه في جلّ ما صنّفوا؛ و ثالثها ما قبسوه عنه من اشتقاق الأعلام، و في الجمهرة عناية كبيرة بإيرادها و شرحها «1». و كثير من كلام ابن دريد و شروحه منقول عنه مباشرة أو بالواسطة في المعجمات اللاحقة كلّها؛ فهذا ابن فارس مثلا يعدّه من الكتب الخمسة التي اعتمدها فيما استنبطه من مقاييس اللغة، «و ما بعد هذه الكتب فمحمول عليها و راجع إليها» «2». و ليس أدلّ على أن مادة الجمهرة مبثوثة في المعجمات اللاحقة من أن ابن حجر العسقلاني أخطأ في عدّ المصادر التي اعتمد عليها ابن منظور، فقال: جمع فيه بين التهذيب و المحكم و الصحاح و الجمهرة» «3»، فجعل الجمهرة واحدا منها. و نحن نعلم أنه ليس كذلك؛ غير أن كثرة النقول عن ابن دريد في مراجع ابن منظور أوحت لابن حجر بأن الجمهرة من مراجعه. و أعجب من هذا أن الزّبيدي، صاحب التاج، عدّ مصادر ابن منظور الخمسة و سدسها بذكر الجمهرة: «و لسان العرب … التزم فيه الصحاح و التهذيب و المحكم و النهاية و حواشي ابن برّي و الجمهرة لابن دريد» «4».
______________________________
(1) و يبدو أن ابن دريد كان يؤلف الاشتقاق و الجمهرة في وقت واحد، لأن في كلّ إشارة إلى الآخر (انظر مقدّمة الاشتقاق 34- 35). و من الملاحظ أن بعض إشارات ابن دريد في الجمهرة إلى الاشتقاق غير موجود في الاشتقاق، نحو المرض (752)، و أروى (809)، و مغازلة النساء (819)، و زيفن (821)، و العيبة (1025). و مما لم يذكر هارون ما يقابله في الاشتقاق: النديم و الندمان (684)، و القفيز (844)، فقد ذكر ابن دريد الكلمتين الأوليين عرضا في الاشتقاق 58: «قال أبو عبيدة: رحمان فعلان من الرحمة، و رحيم فعيل منها، مثل ندمان و نديم»، و ذكر القفيز عرضا أيضا في الاشتقاق 151: «فنظر إلى قفيزهم الذي يسمّى القنقل فقال: إنه لقباع، فلقّب بذلك».
(2) مقدّمة المقاييس 1/ 5.
(3) الدرر الكامنة 4/ 263.
(4) مقدّمة التاج 1/ 3.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 29
تحقيق الكتاب
عند ما أقدمت على تحقيق جمهرة ابن دريد كنت أعلم أن التصدّي لمثل هذا المؤلّف عمل صعب، و إن كان قد فاتني تقدير مبلغ الصعوبة حقّ التقدير، و لا سيّما لأنني ألزمت نفسي بمنهج صارم في التحقيق و تخريج الشواهد و مقارنة المواد بنظائرها في المعجمات.
و قد طبعت الجمهرة في حيدر أباد الدّكن 1344- 1351 في ثلاثة أجزاء بعناية الشيخ محمد السورتي و المستشرق الألماني فريتس كرنكو (سالم الكرنكوي)، و ذيّلت بجزء رابع معظمه فهارس للألفاظ. و إن مجرّد نشر الجمهرة عمل جدير بالثناء و التقدير، غير أنه لا يخفى أن تلك النشرة لا تستكمل شروط التحقيق العلمي الدقيق، و أنها ليست لائقة بمكانة هذا المؤلّف في تاريخ التأليف المعجمي العربي. فنصّ المطبوعة مليء بالتحريف و أخطاء الضبط (و قد نبّه الدكتور حسين نصار إلى شيء من هذا في كتابه) «1»، و لا يغني عن ذلك شيئا ثبت الأخطاء في آخر الجزء الثاني. و إلى ذلك تكاد تلك النشرة تخلو خلوّا تامّا من تخريج الشواهد، و هذا عيبها الأكبر. ثم إن المحقق زاد في مواضع كثيرة أسماء الشعراء قبل الشاهد مباشرة فالتبس الأصل بالزيادة حتى ليظنّ القارىء أن ابن دريد نصّ على نسبتها، و هو خلاف ما في النسخ. و لا يكفي لرفع اللبس هذا أن يضع المحقق خطا فاصلا ليدل على أنه مزيد «2»! و الدليل أنك تجد في هوامش كتب التراث المحققة إشارات إلى نسبة ابن دريد لشواهده، و لا وجود للنسبة في النسخ في كثير من الأحيان.
أما فهارس المطبوعة، و إن كانت تيسّر الرجوع إلى الكتاب إلا أن القسم المتعلّق بالألفاظ منها مضخّم إلى أبعد الحدود، و ذلك أن صانعها لم يكتف بالإشارة إلى موضع ورود المادّة، بل ذكر موضع مشتقّاتها جميعا فأفضى ذلك إلى زيادة غير ذات فائدة لأن هذه المشتقّات، بغالبيتها العظمى، تأتي في موضع ورود الجذر، أو مواضع وروده، لا في موادّ أخرى. فمادة (عبر) مثلا جاءت في موضعين من
______________________________
(1) المعجم العربي: نشأته و تطوره، 433 مثلا.
(2) مقدمة المطبوعة 1/ 19.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 30
المطبوعة هما 1/ 266 و 3/ 466، و كان يكفي القارىء أن يذكر الموضعان في الفهارس، إذ لا حاجة إلى إثبات موضع كل لفظة (في حوالى 20 مدخلا) و كلها محصورة في هذين الموضعين. و إلى ذلك، فإن العيب الكبير الثاني في الفهارس عدم تضمّنها قسما للشواهد، و لا سيما الشعرية منها، علما أن حواشي الأجزاء الثلاثة الأولى تخلو تماما من أي تحويل إلى مواضع الشواهد المكررة، و ما أكثرها.
لهذا أيقنت أن من الواجب إعادة تحقيق يليق بها. و قد حاولت أن أستدرك كل العيوب التي وقعت في النشرة الأولى فأعفيت المتن من أسماء الشعراء إلّا ما ورد منها في الأصول، خلافا للنشرة السابقة، و ضبطت النصّ ضبطا دقيقا ضمن قواعد ألزمت نفسي بها لتجيء متّسقة إلى الغاية.
و أفرغت جهدي الأكبر في تخريج الشواهد الشعرية في مظانّها ليكون في الهوامش التي صنعتها غناء للباحث المدقّق، كما ذكرت في الحواشي المصادر التي استقى منها ابن دريد (كالعين للخليل، و مجاز القرآن لأبي عبيدة، و فعل و أفعل للأصمعي الخ)، و أشرت إلى مظانّ كثير من المسائل الصوتية و الصرفية و النحوية و الأمثال و الأضداد الخ، كما علّقت على أصول بعض الكلمات التي ذكر ابن دريد أنها معرّبة و بيّنت صوابها. و إلى ذلك أثبتّ الخلافات بين النّسخ المعتمدة في التحقيق، و كنت أعتزم إفرادها بهامش خاصّ في كل صفحة، إلا أنني أدمجتها بالهوامش الأخرى لئلا ينشأ هامشان فاضطرّ إلى ترقيم السطور في جانبي الصفحة لتكون أساسا لأحد الهامشين، لأني أفدت من جانبي كل صفحة لأضع جذر المادة المشروحة في كل موضع.
و قد نحوت في الهوامش منحيين اثنين؛ ففي حين استوفيت ذكر مصادر التخريج، عمدت إلى التخفيف عن الهوامش بالاكتفاء بالضروري من خلافات النسخ دون النصّ على التقديم و التأخير بالنسبة للأصل، و إلا لاستغرق ذلك وحده هامشا برأسه. و رغم استيفاء مصادر التخريج، فقد خفّفت عن الهوامش باعتماد أربعة معجمات فحسب ألزمت نفسي بالإشارة إليها في جميع الحالات، و هي العين و المقاييس و الصحاح و اللسان، و لم أشر في التخريج إلى معجمات أخرى إلا نادرا و لضرورة ما، كأن يكون فيها تعليق مفيد، أو نسبة الشاهد إلى قائل آخر، أو أن تكون مصادر الشاهد الأخرى قليلة جدّا فاستحسنت النصّ على تلك المعجمات في تلك المواضع دون غيرها. و كذلك خفّفت عن الهوامش بالاكتفاء في تخريج الأبيات المأخوذة من المعلّقات بذكر موقعها في الديوان أو شرح المعلقات فحسب، و ذلك لشهرة هذه الأبيات. و رتّبت مصادر الشواهد ترتيبا تاريخيا، غير أني أخّرت ذكر المعجمات إلى ما بعد المصادر الأخرى لتكون على حدة، و فصلت بين المجموعتين بعلامة (؛) في حين أن العلامة (،) تفصل بين المصادر في كل مجموعة. و كذلك التزمت بذكر المواضع التي ترد فيها الشواهد المكرّرة في الكتاب ليسهل بذلك الرجوع إليها، و لا سيما لأن هذه الشواهد تكون غالبا مكرّرة مع الموادّ التي ذكرت فيها فيكون ذكرها أوجب. و إلى ذلك أضفت أوزان الأبيات جميعا و وضعتها بين أقواس، كما أضفت إلى جانبي الصفحة جذر المادّة المشروحة (باستثناء الجذر الذي تقع تحته التقاليب، لأنه مذكور في رأس المادّة)، ليسهل على القارىء وجدان ضالّته، فإن كان في المادّة ذكر لما ليس من جذرها (كأن يذكر ابن دريد «آس» في «أسس»، و «طحا» في «حطط») لم نلتزم ذكره في جانبي الصفحة، و اكتفينا
جمهرة اللغة، ج1، ص: 31
بالإشارة إليه في الهامش، فإن لم نشر إليه لشدّة جلائه، فهو في جميع الأحوال مذكور في فهارس الموادّ اللغويّة. و ننبّه إلى أننا لم نلتزم، في جانبي الصفحة، ذكر الرباعي في الموادّ الثلاثية (نحو «صنبر» في «صبر»)، ففي الفهارس ما يغني عن إثقال جانبي الصفحة بمثل هذا.
أما الفهارس فقد انتهجت فيها خطّة تجمع بين الاستيعاب و عدم التكرار، فباينت في ذلك فهارس المطبوعة، و ذلك أني اعتمدت أمرين، أولهما الاكتفاء في فهارس الألفاظ بمواضع ورود الموادّ لا مشتقّاتها، إلا إذا وردت إحدى مشتقاتها في غير بابها. و الواقع أن التحويلات الكثيرة في الهوامش على المتن أغنتني عن كثير من التكرار؛ و بذلك تحقّق لي (في الفهارس الخاصّة بالألفاظ) ألّا تندّ عني لفظة واحدة دون أن يصل عدد صفحات فهارس الألفاظ وحدها إلى 734 كما في المطبوعة! و الأمر الثاني أني أضفت أنماطا جديدة من الفهارس الفنيّة، على رأسها فهارس الشعر و الرجز، و غيرها كثير. ثم زوّدت الفهارس بمقابلة بين صفحات تحقيقنا و صفحات النشرة الأولى.
أما النّسخ المعتمدة في هذا التحقيق فهي التالية:
1- النسخة المحفوظة في مكتبة ليدن تحت رقم 123. و هذه النسخة في ثلاثة أجزاء، و هي التي جعلناها أصلا للتحقيق لأنها في غاية الصحة و تكاد تخلو من التحريف، و هي نسخة قديمة و كاملة، كما جاء في مقدمة المصحّح الثاني للمطبوعة، كرنكو «1». و القسمان الثاني و الثالث من هذه النسخة برواية أبي سعيد السيرافي المتوفى سنة 368، و له تعليقات أثبتناها في الحواشي. و قد وصف كرنكو هذه النسخة، فأثبتنا صورة لما كتب بخطّه تجدها مع نماذج المخطوطة. و القسم الأخير من الجزء الأول لهذه النسخة (من الورقة 247 حتى الورقة 326؛ أي من مادة «تغف» حتى آخر حرف الجيم) مكتوب بخطّ مغاير لما قبله، و فيه بعض الخطأ. إلا أن سائر النسخة في غاية الصحة و الضبط. و في آخر النسخة:
«و فرغ من كتبه الفقير إلى اللّه تعالى محمد بن ميكائيل أحمد الموصلي رحمه اللّه، و ذلك في يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخرة من سنة أربع و أربعين و ستمائة». و قد رمزنا لهذه النسخة بالحرف (ل).
2- النسخة المحفوظة في المتحف البريطاني في لندن تحت رقم 1185. و هي ناقصة تنتهي في وسط مادة (خرس)، فهي جزءان من السبعة الأجزاء الكاملة. و تقسم هذه النسخة، من حيث الخطّ، ثلاثة أقسام أولها مغربي قديم ينتهي في الورقة 166 (مادة رعرع)، و الثاني عراقي ينتهي في الورقة 322 (مادة تعي)، و الثالث يعود إلى القرن الرابع أو أوائل القرن الخامس كما قدّره المصحّح الثاني للمطبوعة (ص 17). و القسم الأول هو من رواية أبي علي القالي المتوفى سنة 356، و هو تلميذ ابن دريد، و أما القسم الثاني فأقل صحّة من القسمين الآخرين. و تمتاز هذه المخطوطة بأن روايتها أقصر من غيرها، و لا سيما في الشواهد الشعرية، و لكن فيها زيادات قليلة في بعض المواضع، و روايات مختلفة أفدنا منها و نبّهنا عليها. و رمز هذه النسخة (م).
______________________________
(1) المقدمة 1/ 17.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 32
3- قطعة صغيرة في المتحف البريطاني أيضا خطّها قديم، و قد وصفه المحقق الثاني للمطبوعة «1» بأنه «من عهد المؤلف»، أي من القرن الرابع، و هذا ممكن. و على حواشي هذه القطعة تعليقات لغلام ثعلب، أبي عمر الزاهد المتوفى سنة 345. و قد أثبتنا هذه التعليقات في الهوامش. و تقع هذه القطعة في أواخر الكتاب، من «باب ما جاء على فعلّى» حتى أواسط «باب من النوادر في صفة النعل» (الصفحات 1227- 1282). و رمز هذه النسخة (ع).
4- نسخة المكتبة الآصفية، و هي النسخة التي اعتمدت أصلا للمطبوعة. و هي من نسخة قرئت على ابن خالويه و أبي العلاء المعرّي، و لهما حواش عليها. و في هذه النسخة زيادات على سائر النسخ، و لا سيما في الشواهد الشعرية؛ فأنت تجد البيت الشاهد في ل م و تجد قبله أو بعده بيتا أو أكثر في هذه النسخة، و كأنها زيادات لاحقة من النسّاخ، و يرجع زمن الفراغ من كتابتها إلى 1078. و قد رمزنا إلى هذه النسخة بالحرف (ط)، أي المطبوعة لأنها أصلها، و أثبتنا ما فيها من زيادات شعرية على النسخ الأخرى بين الحاصرتين [] لأنها قد تكون مزيدة على الأصل كما ألمحنا.
و بعد فإني أسجّل شكري لكل من أعانني على إنجاز هذا التحقيق، و لا سيما والدي، الأستاذ منير البعلبكي، الذي قرأ النصّ و أبدى عليه ملاحظات مفيدة و أعانني على حلّ كثير مما استغلق و أشكل.
و أشكر للدكتورK .Versteegh مساعدته لي في الحصول على نسخة الأصل، كما أشكر للأستاذ.J Kinnier -Wilson تلطّفه في الحصول على نسخة المعهد البريطاني. و لا يفوتني أن أشكر كذلك كلية الآداب و العلوم في الجامعة الأميركية ببيروت لدعمها هذا المشروع بمنحة سخيّة أعانت على تغطية بعض جوانب المرحلة السابقة على طبع الكتاب.
و اللّه المسؤول أن يتقبّل هذا العمل لوجهه خالصا رمزي منير بعلبكي الجامعة الأميركية في بيروت 17 حزيران 1987
______________________________
(1) المقدمة 1/ 18.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 33
طريقة الكشف عن الكلمات
ذكرنا في المقدمة الأبواب التي ينقسم إليها الكتاب؛ و تسهيلا، نجعلها هنا أقلّ عددا و ذلك بذكر ملحقات كل باب مع ذلك الباب نفسه. فالكتاب يقع في خمسة أبواب رئيسية الأربعة الأولى منها للأبنية من الثنائي إلى الخماسي، و الخامس فصول في النوادر و الموضوعات المتفرقة؛ و قد وضعنا بعد ذلك فهارس مفصّلة.
على طالب الكلمة أن يحصر بحثه في الأبواب الأربعة الأولى لأن الباب الخامس من صنف معجم المعاني لا معجم الألفاظ، و بعد تحديد الباب تنظر الكلمة تحت الحرف الأسبق من جذرها ألفبائيا (مثلا: «سلب» تنظر في الباء، و «علم» في العين، و هكذا) لأن الكتاب قائم على نظام التقاليب.
و نضع هنا الهيكل العام للكتاب مع صفحات كل باب منه ليقتدى به عند الحاجة.
1- الثنائي الصحيح (53- 172)، و يلحق به الثنائي المكرّر، نحو بجبج (173- 225)، فالمهموز و المعتلّ (226- 251).
2- الثلاثي الصحيح (252- 998)، و يلحق به ما كان فيه حرفان مثلان، نحو بلل و لبب (999- 1014)، و المعتلّ الوسط فالمهموز (1015- 1109).
3- الرباعي الصحيح (1110- 1161)، و يلحق به المعتلّ (1162- 1183).
4- الخماسي و ما لحق به (1184- 1247).
و الألفاظ الواردة في هذه الأبواب جميعا، مع الألفاظ الواردة في الباب الخامس، مفهرسة جميعا في آخر الكتاب فليرجع إلى ذلك القسم من الفهارس عند الحاجة؛ كما أن في هوامش التحقيق نفسها إحالات كثيرة إلى نصّ الجمهرة في مواضع تكرار اللفظ أو الشاهد أو المثل الخ.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 39
مقدّمة المؤلّف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* و به نستعين و صلواته على سيّدنا محمد و آله و سلامه قال أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد رحمه اللّه تعالى: الحمد للّه الحكيم بلا رويّة، الخبير بلا استفادة، الأول القديم بلا ابتداء، الباقي الدائم بلا انتهاء، منشىء خلقه على إرادته، و مجريهم على مشيئته بلا استعانة إلى مؤزر و لا عوز إلى مؤيد، و لا اختلال إلى مدبّر و لا تكلفة «1» لغوب، و لا فترة كلال، و لا تفاوت صنعة، و لا تناقض فطرة، و لا إجالة فكرة، بل بالإتقان المحكم، و الأمر المبرم؛ حكمة جاوزت نهاية العقول البارعة، و قدرة لطفت عن إدراك الفطن الثاقبة. أحمده على آلائه، و هو الموفّق للحمد الموجب به المزيد، و أستوهبه رشدا إلى الصواب، و قصدا إلى السّداد، و عصمة من الزّيغ، و إيثارا للحكمة، و أعوذ به من العيّ و الحصر، و العجب و البطر، و أسأله أن يصلّي على محمد بشير رحمته و نذير عقابه.
قال أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد: إني لما رأيت زهد أهل هذا العصر في الأدب، و تثاقلهم عن الطلب، و عداوتهم لما يجهلون، و تضييعهم لما يعلّمون، و رأيت أكرم مواهب اللّه لعبده سعة في الفهم و سلطانا يملك به نفسه و لبّا يقمع به هواه، و رأيت ذا السنّ من أهل دهرنا لغلبة الغباوة عليه و ملكة الجهل لقياده «2»، مضيّعا لما استودعته الأيام مقصّرا في النظر فيما يجب عليه حتى كأنه ابن يومه و نتيج ساعته، و رأيت الناشىء المستقبل ذا الكفاية و الجدّة مؤثرا للشهوات صادفا عن سبل الخيرات، حبوت العلم خزنا على معرفتي بفضل إذاعته و جلّلته سترا مع فرط بصيرتي بما في إظهاره من حسن الأحدوثة الباقية على الدهر، فعاشرت «3» العقلاء كالمسترشد، و دامجت الجهّال كالغبيّ، نفاسة في العلم «4» أن أبثّه في غير أهله أو أضعه حيث «5» لا يعرف كنه قدره، حتى تناهت بي الحال إلى صحبة «6» أبي العبّاس
______________________________
(1) م: «و لا كلفة».
(2) م: «و ملكة الجهل في يديه».
(3) م: «و مارست».
(4) م ط: «بالعلم».
(5) ط: «و أضعه بحيث».
(6) «صحبة»: سقط من ط.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 40
إسمعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال «1»، أيّده اللّه بتوفيقه، فعاشرت منه شهابا ذاكيا و سبّاقا «2» مبرّزا و حكيما متناهيا و عالما متقنا، يستنبط الحكمة بتعظيم أهلها، و يرتبط العلم بتقريب حملته، و يستجرّ الأدب بالبحث عن مظانّه، لم تطمح به خيلاء الملك و لم تستفزّه شرّة الشباب، فبذلت له مصون ما أكننت، و أبديت مستور ما أخفيت، و سمحت بما كنت به ضنينا، و مذلت بما كنت عليه شحيحا، إذ رأيت لسوق العلم عنده نفاقا و لأهله لديه مزيّة، و إنما يدّخر النفيس في أحرز أماكنه، و يودع الزرع أخيل البقاع للنفع، فارتجلت الكتاب المنسوب إلى جمهرة اللغة، و ابتدأت فيه بذكر الحروف المعجمة التي هي أصل تفرّع منه جميع كلام العرب، و عليها مدار تأليفه و إليها مآل أبنيته، و بها معرفة متقاربه من متباينه و منقاده من جامحه «3». و لم أجر في إنشاء هذا الكتاب إلى الإزراء بعلمائنا و لا الطعن على «4» أسلافنا، و أنّى يكون ذلك؟ و إنما على مثالهم نحتذي، و بسبلهم نقتدي، و على ما أصّلوا نبتني. و قد «5» ألّف أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفرهودي، رضوان اللّه عليه، كتاب العين، فأتعب من تصدّى لغايته، و عنّى من سما إلى نهايته، فالمنصف له بالغلب معترف، و المعاند متكلّف، و كلّ من بعده له تبع أقرّ بذلك أم جحد، و لكنه رحمه اللّه ألّف كتابه مشاكلا «6» لثقوب فهمه و ذكاء فطنته و حدّة أذهان أهل دهره.
و أملينا هذا الكتاب و النقص في الناس فاش و العجز لهم شامل، إلا خصائص كدراريّ النجوم في أطراف الأفق، فسهّلنا وعره «7» و وطّأنا شأزه، و أجريناه على تأليف الحروف المعجمة إذ كانت بالقلوب أعبق «8» و في الأسماع أنفذ، و كان علم العامّة بها كعلم الخاصة، و طالبها من هذه الجهة بعيدا من الحيرة مشفيا على المراد.
فمن نظر في كتابنا هذا فآثر التماس حرف ثنائيّ فليبدأ بالهمزة و الباء إن كان الثاني باء ثقيلة، أو الهمزة و التاء إن كان الثاني تاء، و كذلك إلى آخر الحروف. و أما الثلاثي فإنّا بدأنا بالسالم، فمن أحبّ أن يعرف حرفا من أبنيته مما جاء على فعل و فعل و فعل و فعل و فعل و فعل و فعل و فعل و فعل و فعل فليبغ ذلك في جمهور أبواب الثلاثي السالم. و من أراد بناء يلحق بالثلاثي بحرف من الحروف الزوائد فإنّا قد أفردنا له بابا في آخر الثلاثي تقف عليه إن شاء اللّه مع المعتلّ. فأما الرباعي فإن أبوابه مجمهرة على حدتها، نحو فعلل مثل جعفر، و فعلل مثل برثن، و فعلل مثل عظلم، و فعلل مثل هجرع، و فعلّ مثل سبطر «9». ثم جعلنا ما لحق بالرباعي بحرف من الزوائد «10» أبوابا مثل فوعل نحو كوثر، و فعول نحو جهور، و فيعل نحو خيعل و بيطر، و فعيل «11» نحو حذيم. و ليس في كلامهم فعيل إلا مصنوعا، كذا قال
______________________________
(1) ترجمته في معجم الأدباء 7/ 5، و الوافي بالوفيات 9/ 148. و في عبد اللّه و ابنه أبي العبّاس قال ابن دريد مقصورته.
(2) م ط: «و سابقا».
(3) م: «متوحّشه».
(4) م ط: «في».
(5) من هنا ما نقله في المزهر 1/ 92.
(6) م ط: «مشكلا».
(7) م: «فسهّلنا و عرفنا»؛ و هو تحريف.
(8) م: «أعلق».
(9) م: «قمطر».
(10) ط: «من حروف الزوائد».
(11) ط: «فيعل»!
جمهرة اللغة، ج1، ص: 41
الخليل «1»؛ فهذا سبيل الرباعي في الأسماء و الصفات. و أما الخماسي فنبوّب له أبوابا لم نحوج فيه إلى طلب لقرب تناولها، و كذلك الملحق بالسداسي بحرف من الزوائد. فإن عسر مطلب حرف من هذا فليطلب في اللفيف، فإنه يوجد إن شاء اللّه تعالى. و جمعنا النوادر في باب اشتمل عليها و سمّيناه النوادر لقلة ما جاء على وزن ألفاظها نحو قهوباة، و طوبالة، و قلنسوة «2»، و قرعبلانة، و ما أشبه ذلك. على أنّا ألغينا المستنكر، و استعملنا المعروف. و اللّه الموفّق.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* و هذا كتاب جمهرة الكلام و اللغة و معرفة جمل منها تؤدّي الناظر فيها إلى معظمها إن شاء اللّه تعالى.
قال أبو بكر: و إنما أعرناه هذا الاسم لأنّا اخترنا له الجمهور من كلام العرب و أرجأنا الوحشيّ المستنكر، و اللّه المرشد للصواب.
فأول ما يحتاج إليه الناظر في هذا الكتاب ليحيط علمه بمبلغ عدد أبنيتهم المستعملة و المهملة أن يعرف الحروف المعجمة التي هي قطب الكلام و محرنجمه بمخارجها و مدارجها و تباعدها و تقاربها و ما يأتلف منها و ما لا يأتلف، و علة امتناع ما امتنع من الائتلاف، و إمكان ما أمكن، و أنا مفسّر لك إن شاء اللّه تعالى ألفاظ الحروف المعجمة بمخارجها و مدارجها و تقاربها و تباعدها و ما يأتلف منها و ما لا يأتلف بعللها فتفهم ذلك إن شاء اللّه.
اعلم أن الحروف التي استعملتها العرب في كلامها في الأسماء و الأفعال و الحركات و الأصوات تسعة و عشرون حرفا «3» مرجعهنّ إلى ثمانية و عشرين حرفا، منها حرفان مختصّ بهما العرب دون الخلق، و هما الظاء و الحاء، و زعم آخرون أن الحاء في السريانية و العبرانية و الحبشية كثيرة، و أن الظاء وحدها مقصورة على العرب. و منها ستة أحرف للعرب و لقليل من العجم، و هنّ العين و الصاد و الضاد و القاف و الطاء و الثاء، و الباقي «4» فللخلق كلّهم من العرب و العجم إلا الهمزة فإنها ليست «5» من كلام العجم إلا في الابتداء. و هذه الحروف تزيد على هذا العدد إذا استعملت فيها حروف لا تتكلم بها العرب إلا ضرورة، فإذا اضطروا إليها حوّلوها عند التكلّم بها إلى أقرب الحروف من مخارجها. فمن تلك الحروف الحرف
______________________________
(1) في العين 2/ 283: «ضهيد كلمة مولّدة لأنها على بناء فعيل، و ليس فعيل من بناء كلام العرب». و ذكر هذا أيضا في العين 2/ 170 (هيع)، و كذلك في الجمهرة 954. انظر أيضا الجمهرة 659 و 1168 و 1173. و انظر البلدان (صهيد) 3/ 436 و (ضهيد) 3/ 464. و في ليس لابن خالويه 293: «ليس في كلام العرب فعيل إلا حرفين؛ ضهيد: الرجل الصلب، و صهيد: موضع. و إنما يجيء فيعل، الياء قبل العين، مثل صيقل و صيرف».
(2) «قلنسوة»: سقطت من ط، و جاء في موضعها في م: «قرطعبة».
(3) في الكتاب 2/ 404: «فأصل حروف العربية تسعة و عشرون حرفا … و تكون خمسة و ثلاثين حرفا بحروف هن فروع و أصلها من التسعة و العشرين و هي كثيرة يؤخذ بها و تستحسن في قراءة القرآن و الأشعار … و تكون اثنين و أربعين حرفا بحروف غير مستحسنة و لا كثيرة في لغة من ترتضى عربيته، و لا تستحسن في قراءة القرآن و لا في الشعر».
(4) م ط: «و ما سوى ذلك».
(5) م ط: «فإنها لم تأت».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 42
الذي بين الباء و الفاء، مثل پور إذا اضطرّوا إليه قالوا: فور «1»، و مثل الحرف الذي بين القاف و الكاف و الجيم و الكاف «2»، و هي لغة سائرة في اليمن مثل جمل إذا اضطروا قالوا: كمل، بين الجيم و الكاف «3»، و مثل الحرف الذي بين الياء و الجيم و بين الياء و الشين مثل غلامي فإذا اضطرّوا قالوا غلامج، فإذا اضطر المتكلّم قال غلامش «4»، و كذلك ما أشبه هذا من الحروف المرغوب عنها. فأما بنو تميم فإنهم يلحقون القاف باللهاة «5» فتغلظ جدا، فيقولون للقوم: الكوم «6»، فتكون القاف بين الكاف و القاف و هذه لغة معروفة في بني تميم؛ قال الشاعر (بسيط) «7»:
و لا أكول لكدْر الكوم كد نضجت و لا أكول لباب الدار مكفول
و كذلك الحرف الذي بين الياء و الجيم إذا اضطروا قالوا: غلامج أي غلامي «8»، و كذلك الياء المشدّدة تحوّل جيما فيقولون بصرجّ و كوفجّ كما قال الراجز «9»:
خالي عويف و أبو علجّ المطعمان اللحم «10» بالعشجّ
و بالغداة فلق البرنجّ
و كذلك ياء النسبة يجعلونها جيما فيقولون: غلامجّ، فإذا اضطروا قالوا: غلامش، فيجعلونها بين الشين و الجيم، و كذلك ما يشبه هذا من الحروف المرغوب عنها «11»، و هذه اللغة تعرف في كاف مخاطبة المؤنث، يقولون: غلامش، أي غلامك يا امرأة، إذا خاطبوا المرأة؛ قال راجزهم «12»:
[تضحك منّي أن رأتني أحترش]
______________________________
(1) قارن الصاحبي لابن فارس 54. و «پور» في الفارسية: ابن.
(2) «و الجيم و الكاف»: سقط من ل.
(3) «بين الجيم و الكاف»: سقط من ل.
(4) «و مثل الحرف … غلامش»: سقط من م.
(5) م ط: «بالكاف».
(6) م ط: «فيقولون الگوم يريدون القوم».
(7) البيت في ديوان أبي الأسود الدؤلي 353، و المنصف 3/ 60، و إصلاح المنطق 190، و الصاحبي 54، و الصحاح و اللسان (غلق) و (غلا). و الرواية في الديوان و المصادر: مغلوق. و قد أثبتنا ألفاظه بالكاف على ما يقتضي الموضع و قوله: «فيقولون للقوم:
الكوم»، و هو في م بالقاف و فوقها الكاف.
(8) «و قالوا … غلامي»: سقط من ل.
(9) الرجز في كتاب العين (كتل) 5/ 337، و سيبويه 2/ 288، و المنصف 2/ 178 و 3/ 79، و الصاحبي 55، و سرّ صناعة الإعراب 1/ 193، و الإبدال لأبي الطيّب 1/ 257، و أمالي القالي 2/ 77، و شرح المفصّل 9/ 74 و 10/ 50، و شرح شواهد الشافية 212، و الصحاح (برن)، و اللسان (عجج، شجر، كتل، برن). و سيرد مع رابع في الجمهرة 242؛ و هو في الأمالي برواية: عمّي، و في العين: المطعمون؛ و يروى أيضا: كتل البرنجّ، كما في العين و اللسان (كتل).
(10) م: «الشحم».
(11) «و كذلك ما يشبه … عنها»: سقط من ل.
(12) الأول و الثاني في الاشتقاق 257. و انظر: كتاب العين (عن) 1/ 91، و قارن (قنفرش) 5/ 266 و (كش) 5/ 269، و ملحقات أمالي الزجاجي 235، و الإبدال لأبي الطيّب 2/ 231، و شرح شواهد الشافية 419، و الخزانة 4/ 594، و اللسان (حرش، قنفرش، كشش). و الأول برواية: قد ضحكت لمّا رأتني، في الاشتقاق.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 43
و لو حرشت لكشفت عن حرش عن واسع يغرق فيه القنفرش
أي عن حرك، فجعل كاف المخاطبة شينا. و أنشد أبو بكر لمجنون ليلى (طويل) «1»:
فعيناش عيناها و جيدش جيدها سوى عنّ عظم الساق منش دقيق «2»
أراد عيناك و جيدك و منك و أن، و إذا اضطر هذا الذي هذه لغته قال: جيدش و غلامش «3»، بين الجيم و الشين، لم يتهيّأ له أن يفرده، و كذلك ما أشبه هذا من الحروف المرغوب عنها «4».
باب صفة الحروف و أجناسها
الحروف سبعة أجناس يجمعهنّ لقبان: المصمتة و المذلقة، فالمذلقة ستة أحرف، و المصمتة اثنان و عشرون حرفا ثلاثة منها معتلّات و تسعة عشر حرفا صحاح «5». فمن المصمتة الصحاح حروف الحلق، و هي الهمزة و الهاء و الحاء و العين و الغين و الخاء مأخذهنّ من أقصى الحلق إلى أدناه. أما الهمزة منهن فمن مخرج أقصى الأصوات، و الهاء تليها و هي من موضع النّفس، و الحاء أرفع و هي أقرب حرف يليها، ألا ترى أنها في كلام كثير من الناس مغلوط بها حتى تصير الهاء حاء و الحاء هاء. قال رؤبة (رجز) «6»:
للّه درّ الغانيات المدّه [سَبّحْنَ و استرجعن من تألّهي]
و يروى: المزّه «7»، أراد المزّح؛ و من روى المدّة أراد المدّح. و قال النّعمان بن المنذر لرجل ذكر عنده رجلا؛ أردت كيما تذيمه فمدهته، أراد: تعيبه فمدحته. و أنشدنا الأشناندانيّ عن التّوّزيّ عن أبي عبيدة لرجل من بني سعد، جاهلي (رجز) «8»:
حسبك «9» بعض القول لا تمدّهي
______________________________
(1) ديوان المجنون 207، و الكامل 3/ 133، و الخصائص 2/ 460، و الإبدال لأبي الطيّب 2/ 231، و الخزانة 4/ 595، و اللسان (كشش، روع، سوق). و سينشده أيضا في الجمهرة 292. و في الكامل: رقيق.
(2) م: «مدقّق».
(3) ل: «قال و جيدك قال غلامش».
(4) «المرغوب عنها»: سقط من ل.
(5) جعل ابن دريد القسمة الرئيسية للحروف قسمتها إلى مصمتة و مذلقة يقع تحتها الترتيب على المخارج، و هو غير ما في الكتاب 2/ 405، و كتاب العين 1/ 57.
(6) الرجز في كتاب العين (مده) 4/ 32 و (أله) 4/ 90، و الهمز لأبي زيد 702، و نوادر أبي مسحل 296، و الكامل 3/ 147، و الإبدال لأبي الطيّب 1/ 318، و الإبدال لابن السكّيت 91، و أمالي القالي 2/ 97، و الأزمنة و الأمكنة 1/ 126، و المخصّص 12/ 191 و 17/ 136، و السّمط 731، و الأمالي الشجرية 2/ 15، و شرح ابن يعيش 1/ 3؛ و من المعجمات: مقاييس اللغة (أله) 1/ 127، و الصحاح (أله)، و اللسان (سبح، أله، سمه). و سينشده ابن دريد أيضا ص 685 و 829.
(7) م: «و قالوا: المزّه، فمن قال المزّه بالزاي»؛ و في ل: «و يروى المزّه، أراد المدّح و المزّح».
(8) الإبدال لأبي الطيّب 1/ 316، و الصحاح و اللسان (برزغ).
(9) م: «سعيك».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 44
غرّك برْزاغ الشّباب المزْدهي
يقال: شباب «1» برزغ و برزاغ و برزوغ إذا تمّ. و الهمزة تدخل على الهاء كثيرا و تدخل الهاء عليها كقولهم أيهات و هيهات و آزيد و ها زيد في الدعاء. و العين تتلو الحاء في المدرج و الارتفاع، فلذلك قال قوم من العرب: محهم يريدون معهم، و إذا أدغم قيل محّم «2». و الخاء أرفع منها و هي تلي العين و الغين على مدرج الخاء إلا أنها أسفل منها «3». فهذا جنس حروف الحلق.
و أما جنس حروف أقصى الفم من أسفل اللسان، فهن القاف و الكاف ثم الجيم ثم الشين، فلذلك لم تأتلف الكاف و القاف في كلمة واحدة إلا بحواجز: ليس في كلامهم قك و لا كق، و كذلك حالهما مع الجيم، ليس في كلامهم جك و لا كج «4». إلا أنها قد دخلت على الشين لتفشّي الشين و قربها من عكدة اللسان بل هي مجاوزة للعكدة إلى الفم، فقد جاء في كلامهم قشّ، و القشّ: مصدر قششت الشيء أقشّه قشّا، إذا استوعبته؛ و يقال: قششت الشيء بيدي قشّا، إذا حككته بيدك حتى يتحاتّ. و ألحقوا هذه الكلمة ببناء جعفر فقالوا: قشقش، و قالوا: تقشقشت القرحة، إذا جفّت و برأت. و كانت قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ «5» و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ «6» تسمّيان في صدر الإسلام: «المقشقشتين»، لأنهما أبرأتا من النّفاق. و قد جمعوا بين الشين و الكاف فقالوا: شكّ في الأمر، و كشّ البعير إذا هدر هديرا خفيفا. قال رؤبة (رجز) «7»:
[إنّي إذا حمّشني تحميشي] يوما وجدّ الأمر ذو تكميش]
هدرت هدرا ليس بالكشيش
و قد جمعوا بين الشين و الجيم في الشجّ و الجشّ.
جنس حروف وسط اللسان «8» مما هو منخفض: السين و الزاي و الصاد.
جنس حروف أدنى الفم «9»: و من جنس حروف أدنى الفم التاء و الطاء و الدال، و أدنى منها أيضا مما هو شاخص إلى الغار الأعلى: الظاء و الثاء و الذال و الضاد «10».
______________________________
(1) ط: «شاب».
(2) «و إذا … محّم»: سقط من ل.
(3) ترتيبها في كتاب العين 1/ 48 و 57: ع، ح، ه، خ، غ. و في الكتاب 2/ 405 «فللحلق منها ثلاثة، فأقصاها مخرجا الهمزة و الهاء و الألف، و من أوسط الحلق مخرج العين و الحاء، و أدناها مخرجا من الفم الغين و الخاء».
(4) في الاشتقاق 429: «و قلّ ما يجيء في كلام العرب كلمة فيها جيم و قاف، إلا كلمات سبع أو ثمان».
(5) الكافرون: 1.
(6) الإخلاص: 1.
(7) ديوانه 77، و المقاييس (حمش) 2/ 104، و الصحاح (كشش)، و اللسان (حمش، كشش)، و المخصّص 7/ 77. و سينشد الشطر الثالث ص 139.
(8) ل: «حروف اللسان».
(9) ل م: «جنس أدنى الفم».
(10) جعلها الخليل في حيّز الجيم و الشين (العين 1/ 58).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 45
الحروف المذلقة
أما المذلقة من الحروف فهي ستة و لها جنسان: جنس الشفة، و هي الفاء و الميم و الباء؛ لا عمل للسان في هذه الأحرف الثلاثة، و إنما عملهنّ في التقاء الشفتين، و أسفلهن الفاء ثم الباء ثم الميم.
و الجنس الثاني من المذلقة بين أسلة اللسان إلى مقدّم الغار الأعلى، و هي: الراء و النون و اللام، و هنّ ممتزجات بصوت الغنّة لأن الغنّة صوت من أصوات الخيشوم، و الخيشوم مركّب فوق الغار الأعلى و إليه يسمو هذا الصوت «1». و سمعت الأشناندانيّ يقول: سمعت الأخفش يقول: سمّيت الحروف مذلقة لأن عملها في طرف اللسان، و طرف كل شيء ذلقه، و هي أخفّ الحروف و أحسنها امتزاجا بغيرها، و سمّيت الأخر مصمتة لأنها أصمتت أن تختصّ بالبناء إذا كثرت حروفه لاعتياصها على اللسان. و أما الحرف التاسع و العشرون فجرس بلا صرف، يريد أنه ساكن لا يتصرّف في الإعراب، و هو الألف الساكنة، و ذلك أنه لا يكون إلا ساكنا أبدا، فمن أجل ذلك لم يبدأوا به، فإذا احتجت أن تحرّكه تحوّله إلى لفظ أحد الحروف المعتلّات: الياء و الواو و الهمزة، فمن ثمّ لم يعدّ في الحروف المعجمة حين وجدوه راجعا إلى الثمانية و العشرين، فإن اللسان ممتنع من أن يبتدئ بساكن أو يقف على متحرّك، فإذا كانت كلمة أوّلها ألف صارت همزة لحركتها و انتقالها إلى حال الهمزة، فلذلك قالوا في الألف ما قالوا «2». و من جنس الفم أيضا ما مخرجه إلى الهواء من الشفتين: الواو و الياء، و هما إلى الثنيّة اليمنى. و هذه جملة مخارج الحروف و أجناسها، و أنا مبيّن لك بعد هذا وجوه ائتلافها إن شاء اللّه. و قد فسّر النحويون مخارج الحروف و أجناسها تفسيرا آخر، و قد أثبتّه لك و إن كان فيه طول لتقف على ألقاب الحروف و مخارجها.
باب مخارج الحروف و أجناسها
ذكر قوم من النحويين أن هذه التسعة و العشرين حرفا لها ستة عشر مجرى، للحلق منها ثلاثة، فأقصاها الهاء و هي أخت الهمزة و الألف، و الثاني العين و الحاء، و الثالث، و هو أدناها إلى الفم، الغين و الخاء، فهذه ثلاثة مجار «3». ثم حروف الفم، فأدناها إلى الحلق القاف ثم الكاف أسفل منها قليلا، ثم الجيم و الشين من اللهاة، و الياء من وسط اللسان بينه و بين ما حاذاه من الحنك الأعلى، ثم السين و الصاد و الزاي بجنب اللسان الأيمن من أصول الأضراس إلى أصول الثنايا العليا، ثم النون تحت حافة اللسان اليمنى «4»، و اللام قريبة من ذلك، و الراء «5»، إلا أن الراء أدخل منه بطرف اللسان في الفم؛ ثم التاء و الدال و الطاء من طرف اللسان و أصول الثنايا، ثم الفاء و هي من باطن الشفة السفلى و أطراف الثنايا العليا، ثم الواو و الباء و الميم، و هي من بين الشفتين، ثم النون الخفيفة، و هي من الخياشيم لا عمل
______________________________
(1) في ل بعد هذا عبارة نرجّح أنها مقحمة على النصّ الأصلي: «الخيشوم: قال أبو بكر: الخيشوم الذي بين الفم و الأنف يخرج فيه النّفس، فسمّي الأنف كله خيشوما».
(2) «فإن اللسان ممتنع … ما قالوا»: سقط من ل.
(3) «فهذه ثلاثة مجار»: سقط من ل.
(4) م ط: «تحت حافة اللسان من الشق الأيمن».
(5) ط: «و الراء أدخل بطرف إلا أن …»!
جمهرة اللغة، ج1، ص: 46
للّسان فيها «1»، ثم الظاء و الثاء و الذال، بطرف اللسان و أطراف الثنايا، ثم الضاد، من وسط اللسان مما يليه إلى الحافة اليمنى. و إنما خالف بين هذه الحروف المتقاربة حتى اختلفت أصواتها الهمس، و الجهر، و الشدة، و الرخاوة، و المدّ، و اللين، و الإطباق. فالحروف المهموسة: الهاء و الحاء و الكاف و الخاء و السين و الشين و الثاء و الصاد و التاء و الفاء؛ و إنما سمّيت مهموسة لأنه اتّسع لها المخرج فخرجت كأنها متفشّية.
و المجهورة: الهمزة و الألف و العين و الغين و القاف و الجيم و الياء و الضاد و اللام و النون و الراء و الزاي و الدال و الذال و الطاء و الظاء و الباء و الواو و الميم «2»؛ سمّيت مجهورة لأن مخرجها لم يتّسع فلم تسمع لها صوتا.
و الحروف الرّخوة: الهاء و الحاء و الكاف و الخاء و السين و الشين و العين و الغين «3» و الصاد و الضاد و الظاء و الذال و الثاء و الفاء و الزاي؛ سمّيت رخوة لأنها تسترخي في المجاري.
و اعلم أن هذه الحروف ربما كانت مهموسة رخوة «4» و فيها بعض ما في غيرها فلذلك كرّرتها. و أما حروف المدّ و اللين فثلاثة لا غير: الواو و الياء و الألف، و إنما سمّيت ليّنة لأن الصوت يمتدّ فيها فيقع عليها الترنّم في القوافي و غير ذلك، و إنما احتملت المدّ لأنها سواكن اتّسعت مخارجها حتى جرى فيها الصوت.
و الحروف المطبقة: الصاد و الضاد و الطاء و الظاء لأنك إذا لفظت بها أطبقت عليها حتى تمنع النّفس أن يجري معها. و الحروف الشديدة: الطاء و الشين «5» و الجيم و غير ذلك مما تقدر أن تشدّده إذا لفظت به.
فهذا جميع مجاري الحروف و مدارجها فانظر فيها نظرا غير كليل و أجل فيها فكرا ثاقبا تظفر بمرادك إن شاء اللّه. و إنما عرّفتك المجاري لتعرف ما يأتلف منها ممّا لا يأتلف فإذا جاءتك كلمة مبنيّة من حروف لا تؤلّف مثلها العرب عرفت موضع الدّخل منها فرددتها غير هائب لها.
و اعلم أن الحروف إذا تقاربت مخارجها كانت أثقل على اللسان منها إذا تباعدت، لأنك إذا استعملت اللسان في حروف الحلق دون حروف الفم و دون حروف الذلاقة كلّفته جرسا واحدا و حركات مختلفة؛ ألا ترى أنك لو ألّفت بين الهمزة و الهاء و الحاء فأمكن لوجدت الهمزة تتحوّل هاء في بعض اللغات لقربها منها نحو قولهم في «أم و اللّه»: «هم و اللّه» «6»، و كما قالوا في «أراق»: «هراق الماء»؛ و لوجدت الحاء في بعض الألسنة تتحوّل هاء، و قد ذكرت هذا آنفا، و إذا تباعدت مخارج الحروف حسن وجه التأليف، و أنا واصف لك هذا في موضعه إن شاء اللّه تعالى.
و اعلم أنه لا يكاد يجيء في الكلام ثلاثة أحرف من جنس واحد في كلمة واحدة لصعوبة ذلك عليهم، و أصعبها حروف الحلق، فأما حرفان فقد اجتمعا في كلمة مثل أخ بلا فاصلة، و اجتمعا في مثل أحد «7» و أهل و عهد «8» و نخع، غير أن من شأنهم إذا أرادوا هذا أن يبدأوا بالأقوى من الحرفين و يؤخّروا
______________________________
(1) زاد في م بعد هذا: «قال أبو بكر: الخيشوم: الخرق الذي بين الفم و الأنف، منه يخرج النّفس فسمّي الأنف كله خيشوما».
(2) ط: «و الواو و الجيم»؛ و هو تحريف لأن الثاني مكرّر.
(3) «و العين و الغين»: سقط من ل م.
(4) ل: «مهموسة رخوة و مهموسة».
(5) ط: «و السين».
(6) قارن الإبدال لأبي الطيّب 2/ 550.
(7) ل: «أخ و أحد».
(8) و في مادة (عهد) في الجمهرة ص 668 «و اجتماع الهاء و العين في كلمة واحدة قليل في كلام العرب».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 47
الألين، كما قالوا: ورل و وتد، فبدأوا بالتاء على الدال و بالراء على اللام «1»، فذق التاء و الدال فإنك تجد التاء تنقطع بجرس قويّ و تجد الدال تنقطع بجرس ليّن، و كذلك الراء تنقطع بجرس قوي و تجد اللام تنقطع بغنّة، و يدلّك على ذلك أيضا أن اعتياص اللام على الألسن أقلّ من اعتياص الراء، و ذلك للين اللام، فافهم.
قال الخليل «2»: لولا بحّة في الحاء لأشبهت العين فلذلك لم تأتلفا في كلمة واحدة و كذلك الهاء و لكنهما يجتمعان في كلمتين لكل واحدة منهما معنى على حدة «3»، نحو قولهم: حيّ هل، و كقول الآخر:
هيهاؤه، و حيهله، فحيّ كلمة معناها هلمّ و هلا حثيثا، و كذلك
في الحديث: «فحيّ هلا بعمر»
. و قال الخليل: سمعنا كلمة شنعاء: الهعخع، فأنكرنا تأليفها «4»؛ و سئل أعرابي عن ناقته فقال: تركتها ترعى الهعخع، فسألنا الثقات من علمائهم «5» فأنكروا ذلك و قالوا: نعرف الخعخع، فهذا أقرب إلى التأليف.
و اعلم أنه لا يستغني الناظر في هذا الكتاب عن معرفة الزوائد لأنها كثيرة الدخول في الأبنية قلّ ما يمتنع منها الرباعيّ و الخماسيّ و الملحق بالسداسي من البناء، فإذا عرفت مواقع الزوائد في الأبنية كان ذلك حريّا ألّا تشذّ على الناظر فيها إن شاء اللّه تعالى. و الزوائد عند بعض النحويين عشرة أحرف و قال بعضهم تسعة؛ تجمع هذه العشرة الأحرف كلمتان، و هما «6»: «اليوم تنساه»، و هذا عمله أبو عثمان المازني «7».
باب معرفة الزوائد و مواقعها
و هي الهمزة و الألف «8» و الياء و الواو و الميم و النون و التاء و اللام و السين و الهاء. فزيادة الهمزة أن تقع أوّلا فيما عدده أربعة أحرف فصاعدا نحو: أسود و أحمر و أخضر و أصفر لأنها من السواد و الحمرة و الصّفرة و الخضرة، فإذا كانت الثلاثة كلّها من الحروف التي لا تكون زوائد و الهمزة أوّلا فلا يجوز إلا أن تكون زائدة، و إن كان معها غيرها من الحروف الزوائد لم يحكم على واحدة منها بالزيادة إلّا بالاشتقاق. و الميم توضع زيادتها أوّلا في موضع الهمزة ممّا عدده أربعة أحرف فصاعدا، نحو مضروب و مقتول و مرميّ و مقضيّ و كذلك مستخرج و ما أشبهه، فإن وجدت حرفا من حروف الزوائد في غير موضعه لم تحكم عليه
______________________________
(1) م ط: «بالتاء مع الدال و بالراء مع اللام».
(2) في كتاب العين 1/ 57: «و لولا بحّة في الحاء لأشبهت العين لقرب مخرجها من العين، ثم الهاء، و لولا هتّة في الهاء، و قال مرة:
«ههّة» لأشبهت الحاء لقرب مخرج الهاء من الحاء».
(3) العين 1/ 60: «إن العين لا تأتلف مع الحاء في كلمة واحدة لقرب مخرجيهما، إلّا أن يشتقّ فعل من جمع بين كلمتين، مثل:
حيّ على».
(4) العين 1/ 55: «… لمّا كان الهعخع، فيما ذكر بعضهم، اسما خاصا، و لم يكن بالمعروف عند أكثرهم و عند أهل البصر و العلم منهم، ردّ و لم يقبل».
(5) ط: «علمائنا».
(6) م ط: «و هي قوله».
(7) انظر بيان ذلك في المنصف 1/ 98.
(8) ط: «و ألف»؛ و هو تحريف.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 48
بالزيادة إلّا أن يوضحه الاشتقاق. و قد تزاد الميم آخرا في أحرف ستراها إن شاء اللّه و قد أفردنا لها بابا في آخر الكتاب «1». و محال أن تزاد الألف أوّلا لأنه لا يبتدأ بساكن، و الألف لا تكون إلا ساكنة، و لكن تزاد ثانية و ثالثة و رابعة و خامسة و سادسة، فهي ثانية في ضارب و قاتل، و ثالثة في ذهاب و كتاب، و رابعة في حبلى و معزى، و خامسة في حبنطى و حبركى، و الحبنطى: العظيم البطن، و الحبركى: القصير اليدين و الرجلين الطويل الظهر «2»، و سادسة في قبعثرى.
و اعلم أن الألف و الياء و الواو أمّهات الزوائد لأنهن حروف المدّ و اللين و منهن الحركات فلا تخلو الكلمة من بعضهن في الخماسي و الملحق بالسداسي خاصّة و في كثير من الرباعي. و الواو لا تزاد أوّلا البتّة و لكن تزاد ثانية في كوثر، و ثالثة في عجوز، و رابعة في ترقوة، و خامسة في قلنسوة. و الياء تزاد أوّلا في يضرب و يرمع و يربوع، و ثانية في زينب و حيدر، و ثالثة في رغيف، و رابعة في قنديل، و خامسة في منجنيق، و لا تكون الواو و لا الياء أصلا في ذوات الأربعة إلا في شيء من التكرير، و ستراه إن شاء اللّه.
و النون تزاد أوّلا في نضرب، و ثانية في جندب، و ثالثة في حبنطى و جحنفل، و رابعة في ضيفن و رعشن، و خامسة في عطشان و عثمان، و سادسة في زعفران و عقربان «3»؛ و تزاد علامة للصرف في كل اسم ينصرف، و تزاد في الأفعال ثقيلة و خفيفة، و تزاد في التثنية نحو قولك: مسلمان، و في الجمع نحو قولك:
مسلمون، و في أفعال جماعة النساء «4» نحو: يضربن و تضربن و ضربن. و التاء تزاد أوّلا في المذكر للمخاطب نحو: أنت تفعل للرجل و تفعلين للمرأة «5»، و تلحق الأسماء المفردة و هي التي تبدل في الوقف هاء، نحو طلحة و حمزة، و هي في فعل المؤنث نحو ذهبت و أفسدت و انطلقت، و في جماعة النساء نحو ذاهبات و منطلقات، و تلحق في ملكوت و عنكبوت، و تلحق في باب افتعل، و تلحق مع السين في استفعل و ما تصرّف منه. و أما اللام فليست زيادتها موجودة إلا في أحرف نحو ذلك و أولالك و عبدل و خفجل و هو من الخفج و الخفج شبيه بالعرج. و جعلوا الهاء من حروف الزوائد لأنها تلحق في الوقف لبيان الحركة نحو قوله تبارك و تعالى: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ «6» و نحو كِتابِيَهْ* «7» و حِسابِيَهْ* «8»، و في إرمه، فإذا وصلت سقطت.
باب الأمثلة
اعلم أن الأمثلة التي أصّلها النحويون و اصطلح عليها أهل اللغة ثلاثية و رباعية و خماسية. فالثلاثية عشرة أمثلة، و هي فعل مثل سعد، و فعل مثل قفل، و فعل مثل جذع، و فعل مثل جمل، و فعل مثل طنب،
______________________________
(1) الجمهرة ص 1332.
(2) «و الحبنطى … الظهر»: سقط من ل.
(3) بفتح العين و الراء في ط!
(4) م: «جماعة النساء»؛ ط: جماعة أفعال النساء!
(5) «نحو أنت … للمرأة»: سقط من ل؛ و فيه: للمخاطب بتفعل.
(6) الأنعام: 90.
(7) الحاقة: 19 و 25.
(8) الحاقة: 20 و 26.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 49
و فعل مثل إبل، و فعل مثل رجل، و فعل مثل فخذ، و فعل مثل جرذ، و فعل مثل ضلع. و في هذه الأمثلة سالم و معتلّ و ستراه إن شاء اللّه.
[و] الرباعية، و هي خمسة أمثلة، و قال الأخفش: هي ستّة: فعلل مثل جعفر، و فعلل مثل درهم، و فعلل مثل برثن، و فعلل مثل زبرج، و فعلّ مثل سبطر؛ و قال الأخفش: فعلل مثل جخدب. و أبى ذلك سائر النحويين، و قالوا جخدب. و قد لحق بالرباعي ما جاء على وزن فوعل، نحو كوثر، و فعول نحو جهور، و فيعل نحو صيقل، و فعيل نحو حذيم «1».
و الأمثلة الخماسية أربعة: فعلّل نحو سفرجل، و فعللل «2» نحو قهبلس «3»، و فعلل نحو جردحل، و فعلّل نحو خزعبل، الخزعبل: اللهو و الخرافات و ما يضحك منه. قال أبو بكر: أخبرني أبو حاتم قال:
رأيت مع أم الهيثم أعرابية في وجهها صفرة فقلت: ما لك، قالت: كنت و حمى بدكة فحضرت مأدبة فأكلت خيزبة من فراص هلّعة «4» فاعترتني زلّخة، فضحكت أم الهيثم و قالت: إنك لذات خزعبلات أي لهو «5». و أنشد (رجز) «6»:
كأنّ مَتْنَي أخذته زُلَّخْه من طول جذبي بالفَرِيّ المِفْضَخَهْ
و اعلم أن أحسن الأبنية عندهم أن يبنوا بامتزاج الحروف المتباعدة؛ ألا ترى أنك لا تجد بناء رباعيا مصمت الحروف لا مزاج له من حروف الذّلاقة إلّا بناء يجيئك بالسين، و هو قليل جدا، مثل عسجد، و ذلك أن السين ليّنة و جرسها من جوهر الغنّة فلذلك جاءت في هذا البناء.
فأما الخماسي مثل فرزدق و سفرجل و شمردل فإنك لست تجد واحدة إلا بحرف و حرفين من حروف الذلاقة من مخرج الشفتين أو أسلة اللسان، فإن جاءك بناء يخالف ما رسمته لك مثل دعشق و ضعثج و حضافج و صفعهج، أو مثل عقجش و شعفج، فإنه ليس من كلام العرب فاردده فإن قوما يفتعلون هذه الأسماء بالحروف المصمتة و لا يمزجونها بحروف الذلاقة «7» فلا تقبل ذلك كما لا يقبل من الشعر المستقيم الأجزاء إلا ما وافق أبنية «8» العرب من العروض الذي أسّس على شعر الجاهلية. فأما الثلاثي من الأسماء و الثنائي فقد يجوز بالحروف المصمتة بلا مزاج من حروف الذّلاقة مثل خدع، و هو حسن
______________________________
(1) كتب فوقه في ل: اسم رجل.
(2) ط: «فعلل»؛ و هو تحريف.
(3) كتب فوقه في ل: تمرة عظيمة.
(4) ط: «صلعة»؛ تحريف، و الهلّع الجدي، و الهلّعة العناق (اللسان، هلع).
(5) قارن المزهر 2/ 539. و سيأتي الخبر ص 288 أيضا.
(6) الرجز في تهذيب الألفاظ 573، و المخصّص 12/ 18 و 181، و اللسان (زلخ، فضخ). و سيرد أيضا ص 595 و 634 و فيهما:
كأن ظهري. و رواية المخصّص و اللسان (زلخ): لمّا تمطّى، و رواية اللسان (فضخ): ممّا تمطّى.
(7) هذا شبيه بقول الخليل في مقدّمة العين 1/ 53: «فإن النحارير ربما أدخلوا على الناس ما ليس من كلام العرب إرادة اللّبس و التعنيت».
(8) م ط: «ما بنته».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 50
لفصل ما بين الخاء و العين بالدال، فإن قلبت الحروف قبح، فعلى هذا القياس فألّف ما جاءك منه و تدبّر فإنه أكثر من أن يحصى.
و اعلم أن أكثر الحروف استعمالا عند العرب الواو و الياء و الهمزة، و أقلّ ما يستعملون لثقلها «1» على ألسنتهم الظاء ثم الذال ثم الثاء ثم الشين ثم القاف ثم الخاء ثم العين «2» ثم الغين ثم النون ثم اللام «3» ثم الراء ثم الباء ثم الميم، فأخفّ هذه الحروف كلّها ما استعملته العرب في أصول أبنيتهم من الزوائد لاختلاف المعنى، و قد تقدم ذكرها و تفسير مواقعها. و مما يدلّك أنهم لا يؤلّفون «4» الحروف المتقاربة المخارج أنه ربما لزمهم ذلك من كلمتين أو من حرف زائد فيحوّلون أحد الحرفين حتى يصيّروا الأقوى منهما مبتدأ على الكره منهم، و ربما فعلوا ذلك في البناء الأصلي.
فأما ما فعلوه من بنائين فمثل قوله تعالى جل ثناؤه: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ «5» لا يبيّنون اللام و يبدلونها راء لأنه ليس في كلامهم لرّ، إلّا أنهم قد قالوا: ورل، و هو دويبة صغيرة أصغر من الضبّ، و أرل، و هو جبل معروف، لمّا جاءت الهمزة و الواو قبل الراء. و أنشدوا (بسيط)
* تزجي مع الليل من صرّادها صرما*
«6»:
و هبّت الريحُ من تلقاء ذي أرُلٍ تُزجي سحابا قليلًا ماؤُه شَبِما
فلما كان كذلك أبدلوا اللام فصارت مثل الراء. و مثله: الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ لا تستبين اللام عند الراء. و كذلك فعلهم فيما أدخل عليه حرف زائد و أبدل، فتاء الافتعال عند الطاء و الظاء و الزاي و الضاد «7» و أخواتها تحوّل إلى الحرف الذي يليه حتى يبدأوا بالأقوى فيصيرا «8» في لفظ واحد و قوة واحدة.
فأما ما فعلوه في بناء واحد و قوة واحدة فمثل السين عند القاف و الطاء يبدلونها صادا، لأن السين إذا اجتمعت في كلمة مع الطاء أو مع القاف أو مع الحاء فأنت مخيّر إن شئت جعلتها صادا و إن شئت جعلتها سينا، و ليس هذا في كل الكلام؛ قالوا: سراط و صراط، و سقر و صقر، و سبخة و صبخة، و سويق و صويق، و لم يقولوا الصّوق بدل السّوق، إلا أن يونس بن حبيب ذكر أنه سمع من العرب الصّوق بالصاد. و الغين إذا اجتمعت مع السين في كلمة فربما جعلوا السين صادا و الصاد سينا؛ قالوا: سوّغته و صوّغته، و قالوا: أصبغ اللّه عليه النّعمة و أسبغها، و لم يقولوا: سبغت الثوب في معنى صبغت لأن السين من وسط الفم مطمئنّة
______________________________
(1) ل: «لقلّتها».
(2) «ثم العين»: سقط من م ط.
(3) «ثم اللام»: سقط من ل.
(4) ل: «يقولون».
(5) المطفّفين: 14.
(6) البيت للنابغة الذبياني في ديوانه 63. و انظر: كتاب العين (صرم) 7/ 121، و المقاييس (صرم) 3/ 345، و الصحاح (صرم)، و اللسان (أرل، صرم)، و معجم البلدان (أرل) 1/ 154. و سيأتي البيت أيضا ص 1068 برواية:
* تزجي مع الليل من صرّادها صرما*
و هي رواية الديوان. أما العجز الذي هنا فللبيت الذي يليه في الديوان.
(7) م ط: «و الصاد».
(8) م: «أو يصيروا»؛ ط: «فيصير».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 51
على ظهر اللسان، و القاف و الطاء شاخصتان إلى الغار الأعلى، فاستثقلوا أن يقع اللسان عليها ثم يرتفع إلى الطاء و القاف فأبدلوا السين صادا لأنها أقرب الحروف إليها لقرب المخرج «1»، و وجدوا الصاد أشد ارتفاعا و أقرب إلى القاف و الطاء، و إن كان استعمالهم اللسان في الصاد مع القاف أيسر من استعمالهم إياه مع السين، فمن ثمّ قالوا: صقر، و الأصل السين، و قالوا: قصط، و إنما هو قسط. و كذلك إن أدخلوا بين السين و الطاء و القاف حرفا حاجزا أو حرفين لم يكترثوا و توهّموا المجاورة في البناء فأبدلوا، ألا تراهم قالوا: صبط، و قالوا في السّبق: الصّبق، و قالوا في السّويق: الصّويق. و كذلك إذا جاورت الصاد الدال و الصاد متقدّمة، فإذا أسكنت الصاد ضعفت فيحوّلونها في بعض اللغات زايا، فإذا تحرّكت ردّوها إلى لفظها مثل قولهم: فلان يزدق في قوله «2»، فإذا قالوا: صدق قالوها بالصاد لتحرّكها، و قد قرئ: حتّى يزدر الرّعاء «3»، بالزاي. فما جاءك من الحروف في البناء مغيّرا عن لفظه فلا يخلو من أن تكون علّته داخلة في بعض ما فسّرت لك من علل تقارب المخارج.
و اعلم أن الثلاثي أكثر ما يكون من الأبنية، فمن الثلاثي ما هو في الكتاب و في السمع على لفظ الثنائي و هو ثلاثي لأنه مبنيّ على ثلاثة أحرف: أوسطه ساكن و عينه و لامه حرفان مثلان، فأدغموا الساكن في المتحرّك فصار حرفا ثقيلا، و كلّ حرف ثقيل فهو يقوم مقام حرفين في وزن الشّعر و غيره.
______________________________
(1) «لقرب المخرج»: سقط من ل.
(2) م ط: «في كلامه».
(3) القصص: 23، و قرئ بفتح الياء و ضمّها. و الزاي قراءة حمزة و الكسائي، و ذلك في اثني عشر موضعا من كتاب اللّه جاءت فيها الصاد ساكنة و بعدها الدال؛ انظر الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكّي بن أبي طالب 1/ 393.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 53
باب الثنائي الصحيح
ما جاء على بناء فَعْل و فُعْل و فِعْل من الأسماء و المصادر «1». و الثنائي الصحيح لا يكون حرفين إلّا و الثاني ثقيل حتى يصير ثلاثة أحرف: اللفظ ثنائي و المعنى ثلاثي.
و إنما سُمّي ثنائيا «2» للفظه و صُورته، فإذا صرتَ إلى المعنى و الحقيقة كان الحرفُ الأول أحدَ الحروف المعجمة و الثاني حرفين مثلين أحدهما مدغم في الآخر نحو: بَتَّ يَبُتُّ بَتًّا، في معنى قطع، و كان أصله بَتَتَ، فأدغموا التاء في التاء فقالوا:
بَتَّ، و أصل وزن الكلمة فَعَلَ، و هو ثلاثة أحرف، فلما مازجها الإدغام رجعتْ إلى حرفين في اللفظ، فقالوا: بَتَّ، فأُدغمت إحدى التائين في الأخرى؛ و كذلك كل ما أشبهها من الحروف المعجمة.
[باب الألف]
أ ب ب
أبب
أَبٌ، و الأبّ: المَرْعى. قال اللّه عزَّ و جلَّ: وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا «3». قال الشاعر (رمل) «4»:
جِذْمُنا قيسٌ و نجدٌ دارُنا و لنا الأَبُ بها و المَكْرَعُ
و المَكْرَع: الذي تكرع فيه الماشية مثل ماء السماء؛ يقال:
كَرَعَ في الماء، إذا غابت فيه أكارعُه؛ و كذلك نخل كوارع، إذا كانت أصولها في الماء «5».
و أبَ أبًّا للشيء، إذا تهيّأ له أو همّ به. قال الأعشى (طويل) «6»:
[صَرَمْتُ و لم أصرِمكمُ و كصارمٍ] أخٌ قد طوى كَشْحا و أَبَ لِيذْهبا
و الأبّ: النِّزاع إلى الوطن. قال هشام بن عُقْبة أخو ذي الرُّمّة (بسيط) «7»:
و أبَ ذو المَحْضَرِ البادي إبابتَهُ و قَوَّضَتْ نِيَّةٌ أطنابَ تَخييمِ
قال أبو بكر: و كان الذي يجب في هذه الأبنية أن نسوق معكوسها فنجعله بابا واحدا، فكرهنا التطويل فجمعناه في باب الهمزة و ستراه إن شاء اللّه تعالى.
فأما الأبُ، الوالد، فناقص و ليس من هذا؛ قالوا: أَبٌ، فلما ثَنَّوا قالوا: أَبَوان. و كذلك أخ و أَخَوان «8». و للناقص باب في آخر الكتاب مُجمل مفسَّر ستقف عليه إن شاء اللّه و به العون.
و أبَ الرجلُ إلى سيفه، إذا ردّ يدَه إليه ليستلَّه.
______________________________
(1) «ما جاء … و المصادر»: سقط من ل.
(2) ل: «ثلاثيا»؛ و هو خطأ.
(3) عبس: 31.
(4) المقاييس (أبّ) 1/ 6، و اللسان (أبب). و فيهما: به.
(5) «و المكرع … الماء»: سقط من ل.
(6) ديوان الأعشى 115، و المعاني الكبير 854 و 1132، و المخصّص 12/ 36 و 15/ 127، و شرح شواهد الشافية 436؛ و من المعجمات: المقاييس (أب) 1/ 7 و (كشح) 5/ 183، و الصحاح (أبب)، و اللسان (أبب، كشح).
و سيكرر إنشاده ص 538.
(7) الشعر و الشعراء 441 (برواية: و آب … إيابته)، و المقاييس (أبّ) 1/ 7، و اللسان (أبب).
(8) «قالوا أب … و أخوان»: سقط من ل.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 54
أ ت ت
أتت
أتَّه يَؤتُّهُ أَتًّا في بعض اللغات، مثل غَتَّهُ «1»، إذا غَتَّهُ بالكلام أو كَبَتَه بالحُجَّة.
أ ث ث
أثث
أثَ النبتُ يَئِثُ و يَؤثّ أثًّا، إذا كثر و التفّ؛ و يئثّ أكثر من يؤثّ.
و النبت أثيث، و الشَّعَر أثيث أيضا.
و كل شيء وطّأته و وثّرته من فراش أو بساط فقد أثَّثْتَه تأثيثا.
و الأثاث، أثاث البيت، من هذا. قال الراجز في النبت «2»:
يَخبِطْنَ منه نَبْتَهُ الأثيثا حتّى ترى قائمَه جَثِيثا
أي مجثوثا مقلوعا. و قال اللّه تبارك و تعالى: أَثاثاً وَ رِءْياً «3»؛ و قال أبو عبيدة: مَتاع «4» البيت: و قال النُّميري الثَّقَفي- و إنما قيل له النُّميري لأن اسمه محمد بن عبد الله بن نُمير بن أبي نُمير (وافر) «5»:
أهاجَتْكَ «6» الظعائنُ يومَ بانُوا بذي الزِّيِّ الجَميلِ من الأثاثِ
و أحسب أن اشتقاق أُثاثة من هذا.
و قال رؤبة (رجز) «7»:
ابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص54
و مِن هَوايَ الرُّجَّحُ الأثائثُ تُمِيلُها أعجازُها الأواعِثُ
الأثائث: الوثيرات الكثيرات اللحم.
و قد جمعوا أثيثة إثاثا، و وثيرة وِثارا «8»، و به سمَّي الرجل أثاثة «9».
أ ج ج
أجج
أجَ الظليم يَئجُ، و قالوا يَؤجّ أجًّا، إذا سمعتَ حفيفَه في عَدْوه.
و كذلك: أجيج الكِير من حفيف النار. و قال الشاعر يصف ناقة (طويل) «10»:
فراحتْ و أطرافُ الصُّوَى محزَئلَّةٌ تَئجُ كما أَجَ الظَّليمُ المفزَّعُ
و قال الآخر (متقارب) «11»:
كأنَّ تردُّدَ أنفاسِهِ أجيجُ ضِرامٍ زَفَتْهُ الشَّمالُ
يصف فرسا واسع المَنْخِر.
و الماء الأُجَاج: المِلْح.
و يقال: سمعت أجَّةَ القوم، يعني حفيف مشيهم أو اختلاط كلامهم.
و أجَ القومُ يَئجّون أجًّا، إذا سمعتَ لهم حفيفا عند مشيهم.
و الأجّه: شدّة الحرّ.
و أجّة كل شيء: أعظمه و أشدّه «12».
أ ح ح
أحح
أحّ: حكاية تنحنح أو توجّع.
و أحَ الرجلُ، إذا ردّد التنحنحَ في حلقه.
و سمعتُ لفُلان «13» أُحَّةً و أُحاحا و أحيحا، إذا رأيتَه يتوجّع من غيظ أو حزن. و في قلبه أُحاح و أحيح. و الأُحَّةُ أيضا كذلك.
و منه اشتقاق أُحَيْحَةَ «14». قال الراجز «15»:
يَطْوي الحيازيمَ على أُحاحِ
و أُحَيْحَة: أحد رجالهم من الأوس، و هو أُحيحة بن الجُلاح الشاعر، كان رئيس القوم في الجاهلية «16».
______________________________
(1) «في … غتَّه»: سقط من ل.
(2) المقاييس (أثّ) 1/ 8.
(3) مريم: 74.
(4) ل م: «قال أبو عبيدة: قال النّميري».
(5) البيت مطلع قصيدة في الأغاني 6/ 27، و قد أنشده ابن دريد أيضا في الاشتقاق 86. و انظر: مجاز القرآن 1/ 365، و الكامل 2/ 239 و المقاييس (أث) 1/ 8، و الصحاح و اللسان (رأى)، و معجم البلدان (نقب) 5/ 298. و في اللسان:
بذي الرِّئي.
(6) م ط: «أشاقتك»؛ ثم قال: «و يروى أهاجتك».
(7) ديوان رؤبة 29، و المقاييس (أث) 1/ 8 و (رجح) 2/ 489، و الصحاح (أثث، رجح)، و اللسان (أثث، عثث، رجح). و سينشدهما ابن دريد أيضا ص 437.
(8) ط: «أثيثة و إثاثا و وثيرة و وِثارا»!
(9) في الاشتقاق 86: «و أُثاثة فُعالة إمّا من أثَّ النبتُ يثثّ أثَّا إذا كثُفت أغصانُه، أو من أثاث البيت و هو متاعه من فَرْش أو غير ذلك». و انظر أيضا: الاشتقاق 204.
(10) المقاييس 1/ 8 (أج)، و الصحاح (أجج)، و اللسان (أجج، حزل). و في اللسان (حزل): فمرّت و أطراف …
(11) المقاييس (أج) 1/ 9، و اللسان (أجج)، و السمط 81.
(12) «و أجّ القوم … و أشدّه»: سقط من ل.
(13) ط: «بفلان».
(14) قارن الاشتقاق 78 و 441.
(15) المقاييس (أح) 1/ 9، و اللسان (أحح).
(16) «و أحيحة … الجاهلية»: سقط من ل.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 55
أ خ خ
أخخ
أخّ: كلمة تقال عند التأوّه، و أحسبها مُحْدَثَة.
فأما قولهم للجمل: إخْ ليبرك فمعروف، و لا يقولون:
أَخَخْتُ الجملَ، و إنما يقولون: أنَخْتُه.
و الأخُ اسمٌ ناقص. و زعم قوم أن بعض العرب يقولون: أخٌ و أخَّةٌ، مثقَّل، ذكره ابن الكلبي و لا أدري ما صحّة ذلك.
و الأخيخة: دقيق يُصبّ عليه ماء و يُبْرَق بزيت أو سمن و يُشرب و لا يكون إلّا رقيقا؛ و معنى يُبْرَق: يُصَبّ؛ يقال:
بَرَقْتُ الزيتَ، أي صببته: قال الراجز «1»:
تَصْفِرُ في أعْظُمِهِ المَخيخَهْ تَجَشُّؤَ الشَّيخِ عن الأَخيخَهْ
شبَّه صوتَ مصِّه العظامَ التي فيها المخُّ بجُشاءِ الشيخ لأنه مسترخي الحَنَك و اللَّهَوات فليس لجُشائه صوت.
و يقال: عظمٌ مَخِيخٌ «2»، و مُمِخٌّ، كما يقال مكانٌ جَدِيبٌ و مُجْدِبٌ.
أ د د
أدد
أُدّ، هو اسم رجل: أُدّ بن طابِخة بن الياسِ بن مُضَر.
و أحسب أنّ الهمزة في أُدّ واو لأنه من الودّ أي الحبّ، فقلبوا الواوَ همزةً لانضمامها، نحو: أُقِّتَتْ «3» و أُرِّخ الكتابُ؛ الأصل وُرِّخ و وُقِّتت. قال الشاعر «4» (كامل):
أُدُّ بن طابخةٍ أبونا فانسبوا يومَ الفَخار أبا كأُدٍّ تُنْفَروا
و الفِخار المصدر، و الفَخار الاسم «5». يقال: نَسَبَ يَنْسِبُ في الشعر إذا شبَّب به، و نَسَبَ يَنْسُبُ من النَّسَب. و تنفروا من قولهم: نافَرَ فلانٌ فلانا فنُفر فلانٌ عليه، إذا حُكم له بالغَلَبَة.
و الإدُّ: الأمر «6» العظيم الفظيع. و في التنزيل العزيز: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا «7»، و اللّه أعلم بكتابه. قالت جارية من العرب (رجز) «8»:
يا أُمّتا ركبتُ شيئا إدّا «9» رأيتُ مشبوحَ اليدَين «10» نَهْدا
أبْيَضَ وَضّاحَ الجَبِينِ جَعْدا فَنِلْتُ منه رَشَفا و بَرْدا
مشبوح: عريض الساعدين و الذراعين، و منه قيل: شَبَحَه، إذا مدَّ يده فضربه، و منه انشبح «11» الحِرْباءُ، إذا امتدّ.
و أنشد «12»:
لمّا رأيتُ الأمرَ أمرا إدّا و لم أَجِدْ من الفِرار بُدّا
ملأتُ لحمي و عظامي شَدّا «13»
و الأَدُّ و الأيدُ و الآدُ: القوة. يقال: رجل ذو آدٍ و ذو أَدٍّ و ذو أيدٍ. قال الراجز «14»:
أَبْرَحَ آدُ الصَّلَتانِ آدا إذ رَكِبَتْ أعوادُهم أعوادا
و في التنزيل: وَ السَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ «15»، أي بقوة، و اللّه أعلم.
و قال الراجز في الأَدّ، و هي القوّة «16»:
نَضَوْنَ عنّي شِرَّةً و أَدّا من بعد ما كنتُ صُمُلًّا نَهْدا «17»
و يقال: أبْرَحَ الرجلُ، إذا جاء بالداهية. و البُرَحاء: الأمر العظيم. قال الشاعر- الأعشى (متقارب) «18»:
______________________________
(1) المقاييس (أخ) 1/ 11، و اللسان (أخخ)، و المخصّص 4/ 147. و في اللسان:
على الأخيخة.
(2) من (مخخ). ل: «أخيخ»؛ و لعله تحريف.
(3) المرسلات: 11.
(4) اللسان و التاج (أدد).
(5) م: «و الفِخار بالكسر المصدر و الفَخار بالفتح الاسم».
(6) م ط: «و الإدّ من الأمر …».
(7) مريم: 89.
(8) عن ابن دريد في المقاييس (أد) 1/ 11، و في اللسان (أدد).
(9) م ط و اللسان و المقاييس: «أمرا إدَّا».
(10) م: «الذراعين»؛ ط و اللسان: «الذراع».
(11) م: «شبحَ».
(12) الأوّل و الثاني، مع آخر، في الاقتضاب 127، و الأول فيه برواية: إني إذا ما الأمر كان جِدّا، و الثاني برواية: من اقتحامٍ بُدّا. و سينشد ابن دريد الأبيات الثلاثة ص 1087؛ و في الثالث: ملأت جلدي.
(13) «مشبوح … شدًّا»: سقط من ل.
(14) البيتان في الاشتقاق 168.
(15) الذاريات: 47.
(16) المقاييس (أد) 1/ 12، و الصحاح و اللسان (أدد)، و المخصَّص 2/ 90. و في اللسان و المخصَّص: شِدَّة.
(17) «و قال الراجز … نهدا»: جاء في م في آخر المادة.
(18) ديوانه 49، و كتاب سيبويه 1/ 299، و نوادر أبي زيد 252، و السمط 388، و الخزانة 1/ 575؛ و من المعجمات: العين (برح) 3/ 216، و المقاييس (برح) 1/ 240، و الصحاح و اللسان (برح). و سينشده ابن دريد أيضا ص 275 برواية: تقول ابنتي حين جدّ الرحيل، و هي كرواية الديوان.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 56
[أقولُ لها حينَ جَدَّ الرَّحي لُ] أَبْرَحْتِ رَبًّا و أَبْرَحْتِ جارا
أعوادهم: أي وقع السهمُ على القوس فهي الأعواد على الأعواد «1».
و أَدَّت الإبلُ تَئدُّ «2» أَدًّا، إذا حنَّت إلى أوطانها فرجَّعت الحنينَ في أجوافها.
و أَدَّت الإبلُ تَئدُّ أَدًّا، إذا نَدَّت «3».
أ ذ ذ
أذذ
إذ: كلمةٌ لِما قد مضى، تقول: إذ كان كذا أو كذا.
و ليست من الثلاثي لأنها حرفان، و لكنهم قد قالوا: أَذَّ يَؤذُّ أذًّا، إذا قطع، مثل: هذَّ يَهُذُّ هذًّا، سواءٌ، فقلبوا الهاء همزةً.
و شفرةٌ هَذُوذٌ و أَذُوذٌ، إذا كانت قاطعةً. و أنشدَنا أبو حاتم عن أبي زيد عن المفضَّل (رجز) «4»:
يَؤُذُّ بالشفرةِ أيَ أَذِّ من قَمَعٍ و مَأْنَةٍ و فِلْذِ
الفِلذة: القطعة من الكبد، و القَمَع، طَرف السَّنام، و المَأْنة:
بيت اللَّبن، و قالوا الشحم الذي في باطن الخاصرة «5». قال الشاعر (وافر) «6»:
إذا استُهديتِ مِن لحم فأَهْدِي مِن المأناتِ أو طَرَفِ السَّنامِ
و لا تُهْدِي الأمرَّ و ما يَلِيه و لا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العظامِ
و الفِلْذ: القطعة من الكبد. قال الشاعر، و هو أعشى باهلة (بسيط) «7»:
تكفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إن أَلَمَّ بها من الشِّواء و يُرْوي شُرْبَه الغُمَرُ
و الغُمَر: قَدَحٌ صغير.
قال النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم:
«هَلُمُّوا غُمَري» «8»
، و أُخذ من التغمير و هو الشرب دون الرِّي.
أ ر ر
أرر
أرَّ الرجلُ المرأةَ يَؤرُّها أرًّا، إذا جامعها.
و الرجل مِئَرّ، إذا كان كثير الجماع. قالت ليلى بنت الحُمارِس أو الأغلب العجلي (رجز) «9»:
بَلَّتْ به عُلابِطا مِئَرّا ضَخْمَ الكَراديس وَأًى زِبِرّا
الوَأَى: الشديد، و كذلك الزِّبِرّ: الصلب الشديد، و أحسبه أيضا مِن زَبْرَ البئرِ و هو أن تطويَها بالحجارة، و هو فِعِلّ من زبرتُ البئرَ أزْبُرها زَبْرا و زِبِرًّا، بكسر الباء و الزاي. و العُلابط:
العريض «10». مِئَرّ: مِفْعَل من أرَّ يؤرّ أرًّا، و هو آرٌّ. و
في الحديث: «الفقير الذي لا زَبْرَ له»
، أي: لا معتمَدَ له.
أ ز ز
أزز
أزَّ يؤزُّ أزًّا، و الأزّ: الحركة الشديدة.
و أزَّتِ القِدْرُ، إذا اشتدّ غليانُها.
و في كتاب اللّه تعالى: تَؤُزُّهُمْ أَزًّا «11».
و المصدر الأزّ و الأزيز و الأَزاز. قال رؤبة (رجز) «12»:
لا يَأخُذُ التأفيكُ و التَحَزّي فينا و لا طَيْخُ العِدى ذو الأزِّ
التأفيك من قولهم: أَفِكَ الرجلُ عن الطريق، إذا ضلّ عنه.
و في القرآن العزيز: يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ «13». قال: يُصرف
______________________________
(1) «و يقال أبرح … الأعواد»: سقط من ل.
(2) «تؤدّه» في الصحاح و اللسان؛ و الوجهان مذكوران في القاموس.
(3) زاد في م: «و أيّدت الرجل تأييدا إذا قوّيته و ثبّته، و كذلك أيّد فلان فلانا إذا أعانه و قوّاه».
(4) المقاييس (أذ) 1/ 12، و اللسان (أذذ).
(5) «بيت اللبن … الخاصرة»: سقط من م، و جاء في موضعه: «و المأنة التي تسمَّى اللبن و هي الأمعاء المتلاصقة بالشحم، و قال قوم: هي الحوايا، واحدها حَوِيّة». و من قوله: «باطن الخاصرة» إلى آخر المادة: سقط من ل.
(6) الاشتقاق 23، و المقاييس (مأن) 5/ 292، و اللسان (مأن) 5/ 292، و اللسان (مأن). و سينشدهما ابن دريد أيضا ص 1104 و في اللسان: إذا ما كنتِ مُهْديةً … أو قِطَع السَّنامِ.
(7) ديوان أعشى باهلة 268، و الاشتقاق 486، و الأصمعيات 91، و جمهرة أشعار العرب 137، و نوادر أبي مسحل 146، و إصلاح المنطق 4 و 85 و 285، و تهذيب الألفاظ 607، و المعاني الكبير 1109، و الكامل 1/ 356 و 4/ 65، و مختارات ابن الشجري 1/ 9، و الخزانة 1/ 96؛ و من المعجمات: العين (غمر) 4/ 416، و المقاييس (غمر) 4/ 394، و الصحاح (غمر)، و اللسان (فلذ، غمر). و سينشده ابن دريد أيضا ص 96 و 510 و 699 و 781. و في الاشتقاق: تُغنيه.
(8) سيجيء أيضا ص 781.
(9) المقاييس (أرّ) 1/ 12، و اللسان (أرر).
(10) م ط: «الغليظ الشديد».
(11) مريم: 83.
(12) ديوانه ص 64، و اللسان (أزز، حزا)، و في الديوان: و لا طبخ! و في اللسان (أزز): و لا قول.
(13) الذاريات: 9.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 57
عنه، و قوله عزّ و جلّ: فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ* «1»، أي يُصرفون، و اللّه أعلم. و التحزّي: التكهُّن؛ و الحازي: الكاهن؛ و الطَّيْخ:
التكبُّر و الانهماك في الأباطيل؛ يقول: إنّا لا نُستضعف «2».
و يقال: بيتٌ أَزَزٌ، إذا امتلأ ناسا «3».
أ س س
أسس
الأُسُ: أُسُ البناءِ؛ أَسَّهُ «4» يؤسّه أسًّا. و أصْلُ الرجلِ: أسُّه أيضا. و قالوا: الأسّ أيضا.
و مثل من أمثالهم: «ألصِقوا الحَسَ بالأَسّ» «5». و الحَسّ في هذا الموضع: الشرّ. يقول: ألحِقوا الشرَّ بأصولِ مَن عاديتم. قال الراجز في أسِ البناءِ- و أحسبه لكذّاب بني الحِرْماز «6»:
و أُسُ مَجْدٍ ثابتٌ و طيدُ نالَ السّماءَ فرعُه المديدُ
فأما الآسُ «7» المشموم فأحسبه دخيلًا، على أن العرب قد تكلّمت به و جاء في الشعر الفصيح.
و الآس: باقي العسل في موضع النحل، كما سُمِّي باقي التمر في الجُلَّة قَوْسا و باقي السمن في النِّحْي كَعْبا. و قال الهذلي، و هو مالك بن خالد الخُناعي (بسيط) «8»:
[تاللّه يبقى على الأيّام ذُو حِيَدٍ بمُشمَخِرٍّ] به الظَّيّانُ و الآسُ
الظَّيّان: شجر. قال قوم: هو ذَرْق «9» النَّحل؛ و قال أبو حاتم: هو البَهْرامَج؛ و قالوا: هو الياسمين البرّي.
و الآس: بقيّة الرماد بين الأثافي.
و أُسَ أُسَ «10»: مِن زَجْرِ الضأن؛ يقال: أسَّها أسًّا.
أ ش ش
أشش
أشَ القومُ يَؤشّون «11» أشًّا، و تأشّشوا، إذا قام بعضهم إلى بعض و تحرّكوا، و هذا القيام للشرّ لا للخير.
و أحسب إن شاء اللّه أنهم قد قالوا: أشَ على غنمه يَؤشُ أشًّا، مثل هشَّ سواء، و لا أقف على حقيقته.
أ ص ص
أصص
الأُصُ و الأَصُ واحد، و جمعه آصاص، و هو الأصل. قال الراجز «12»:
قِلالُ مَجْدٍ فَرَعتْ آصاصا و عِزَّةُّ قَعْساءُ لن تُناصَى
تُناصَى: أي تُفاعَلُ من ناصَيْتُه، أي جاذبتُ ناصيته؛ و يقال: تناصى الرَّجلان، إذا أخذ كلُّ واحد منهما بناصية صاحبه. قعساء: ثابتة لا توهن.
أ ض ض
أضض
يقال: أضَّني إلى كذا و كذا يَؤُضُّني أَضًّا، إذا اضطَرّني إليه. و قالوا: يأتضُّني و يَئِضُّني. قال الراجز «13»:
[دايَنْتُ أَرْوَى و الدُّيونُ تُقْضَى فمَطَلَتْ بعضا و أَدَّتْ بعضا]
و هي تَرى ذا حاجةٍ مؤتَضّا
و الأَضّ أيضا: الكسر، مثل الهضّ سواء؛ يقال: أضَّه مثل هَضَّه.
______________________________
(1) العنكبوت: 61، و الزخرف: 87.
(2) «التأفيك … نستضعف»: سقط من ل.
(3) في اللسان (أزز): و ليس له جمع و لا فعل.
(4) «أسَّه»: سقط من ط.
(5) المستقصى 1/ 328.
(6) المحتسب 1/ 304 و المقاييس (أس) 1/ 14، و اللسان (أسس).
(7) من (أوس). ل: «الأسُّ»؛ و لعله تحريف.
(8) تُنسب القصيدة التي فيها البيت إلى مالك بن خالد، و أبي ذؤيب، و أميّة بن أبي عائذ، و عبد مناف، و هي لمالك في ديوان الهذليين 3/ 2. و انظر أيضا: كتاب سيبويه 2/ 144، و الملاحن 39، و المقتضب 2/ 324، و أمالي الشجري 1/ 369، و المخصَّص 13/ 111، و شرح المفصّل 9/ 98، و المغني 214، و الهمع 2/ 32 و 39، و الخزانة 2/ 361 و 4/ 231؛ و من المعجمات: العين (آس) 7/ 331، و الصحاح (حيد، شمخر، ظيا)، و اللسان (حيد، شمخر، أوس، قربس، ظين، ظيا). و هو شاهد، عند سيبويه، على دخول اللام على لفظ الجلالة في القَسَم بمعنى التعجّب، و روايته عنده: للّه يبقى … و سينشدهابن دريد ص 238 أيضا.
(9) ط: «زرق»!
(10) في اللسان (أسس): إسْ إسْ، و إسَّ إسَّ.
(11) ط: «يئشّون».
(12) أمالي القالي 2/ 16، و السمط 647، و المقاييس (أص) 1/ 15 و (قعس) 5/ 110، و اللسان (أصص، نصا). و سيرد الثاني في الجمهرة ص 864.
و في اللسان: و عزّةً قعساءَ، بالنصب.
(13) الرجز لرؤبة في ديوانه 79. و انظر: كتاب سيبويه 2/ 300 و المعاني الكبير 499، و الأغاني 21/ 84، و الخصائص 2/ 96، و أمالي القالي 1/ 65، و السمط 231، و المخصّص 17/ 155، و العيني 3/ 139؛ و من المعجمات: العين (مطل) 7/ 434، و المقاييس (دين) 2/ 320، و الصحاح (أضض)، و اللسان (أضض، دين). و سيرد الثالث أيضا في الجمهرة ص 904. و الشاهد فيه عند سيبويه إثبات الألف في «تُقضى» كما تثبت في «بعضا» لأنها عوض من تنوين النصب.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 58
فأما قولهم: آضَ يَئيض أيضا فهو في معنى رجع؛ يقال:
آضَ فلانٌ إلى أهله، أي رجع إليهم. و منه قولهم: فعلتُ كذا و كذا أيضا، أي رجعتُ إليه.
أ ط ط
أطط
أطَّ يَئِطّ و أطيطا. و الأطيط: صوتُ الرَّحْل الجديدِ أو النِّسع إذا سمعت له صريرا. و كلُّ صوتٍ يشبه ذلك فهو أطيط. و
في الحديث: «حتى يُسْمَع له أطيطٌ من الزِّحام»
، يعني باب الجنّة. قال الراجز «1»:
يَطْحَرْنَ ساعاتِ إنّى الغَبوقِ مِن كِظَّةِ الأطّاطةِ السَّبوقِ
يصف إبلًا امتلأت بطونُها. يَطْحَرْنَ: يتنفَّسنَ تنفُّسا شديدا شبيها بالأنين. و الإنَى: وقت الشرب بالعشيّ. و الأطَّاطة: التي تسمع لها صوتا و أطيطا.
و قد سمّوا أطيطا، و أحسب أن اشتقاقه من ذلك إن شاء اللّه.
أُهملت الهمزة مع الظاء و العين و الغين في الثنائي الصحيح، و لها مواضع في المعتلّ تراها إن شاء اللّه تعالى.
أ ف ف
أفف
أَفَ يئفّ «2»، أفًّا، و قالوا يؤفّ أيضا، إذا تأفَّفَ من كَرْبٍ أو ضَجَر.
و يقال: رجلٌ أفّافٌ: كثير التأفُّف. و في التنزيل: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ «3».
و يقال: أتانا على أُفِ ذلك و أَفَفِهِ و إفّانِهِ، أي إبّانه.
و تقول: أُفٍ لك يا رجل، إذا تضجَّرت منه.
و ذكر أبو زيد أن قولهم: أُفُ و تُفُّ؛ قال: الأُفُ: الأظفار، و التُّفُ: وسخ الأظفار.
أُهملت الهمزة مع القاف في الثنائي الصحيح.
أ ك ك
أكك
أكَ يومُنا يَؤُكُ أكًّا، إذا اشتدّ حرُّه «4» و سكنت ريحُه.
و يومٌ عَكٌ أكُ، و عَكيكٌ أكيكٌ. قال الراجز «5»:
إذا الشَّريبُ أَخَذَتْهُ أَكَّهْ فَخلِّهِ حتّى يَبُكَّ بَكَّهْ
أي خَلِّه حتى يورد إبلَه الحوضَ حتى تَباكَّ عليه فتزدحم «6».
الشريب: الذي يسقي إبله مع إبلك. يقول: فخلِّه حتى يورد إبلَه فتَباكَّ عليه، أي تزدحم، فيسقي إبله سقيةً. و كان بعض أهل اللغة يقول: سُمِّيت مَكَّةُ: بَكَّة، لأن الناس يتباكُّون فيها، أي يزدحمون. و كل شيء تراكب «7» فقد تَباكَ.
أ ل ل
ألل
ألَ الشيءُ يَئِلُ أَلًّا و أَليلًا، إذا برق و لمع. و به سُمّيت الحَرْبَة أَلَّةً للمعانها.
و يقال: ألَّهُ يَؤلُّهُ ألًّا، إذا طعنه بالألَّة، و هي الحَرْبَة.
و ألَ الفَرَسُ يَئِلُ و يَؤُلُ ألًّا، إذا اضطرب في مشيه؛ و ألَّت فرائصُه، إذا لمعت في عَدْوه. و قال الشاعر يصف فرسا (كامل) «8»:
حتى رَمَيْتُ بها يَئِلُ فريصُها و كأنَّ صَهْوَتَها مَداكُ رُخامِ
المَداك: الصَّلاءة، و يقال الصَّلاية، و بالهمز أجود.
و صَهْوَتُها: أعلاها؛ و صَهوة كلِّ شيء: أعلاه؛ و الصَّهوة:
منخفَض من الأرض يُنبت السِّدْرَ و ربّما وقعت فيه ضَوالُّ الإبل. و الرُّخام: حجر أبيض.
و الإلُ: العهد فيما ذكر أبو عبيدة في قول اللّه عزّ و جلّ:
لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَ لا ذِمَّةً «9».
و أَلَ الرَّجلُ في مشيه، إذا اهتزّ.
______________________________
(1) المقاييس (أط) 1/ 16، و اللسان (أطط). و الثاني صوابه: السَّنوق، كما جاء في حاشية المقاييس.
(2) العبارة في م ط: «أفّ يؤفّ».
(3) الإسراء: 23.
(4) م ط: «اشتدّت حرارته».
(5) الرجز لعامان بن كعب التميمي، كما جاء في ط. و هو، غير منسوب، في نوادر أبي زيد 389، و إبدال أبي الطيّب 1/ 14، و أضداد أبي الطيّب 171 و 386، و الأزمنة و الأمكنة 2/ 23، و الخزانة 1/ 36؛ و من المعجمات: المقاييس (أك) 1/ 18 و (بك) 1/ 186، و الصحاح و اللسان (شرب، أكك، بكك). و سيردان في الجمهرة أيضا ص 74 و 311.
(6) م ط: «أي تزدحم».
(7) م ط: «تراكم».
(8) المقاييس (أل) 1/ 18، و اللسان (ألل).
(9) التوبة: 10.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 59
و الأُلُ: الأوّل في بعض اللغات. قال امرؤ القيس (هزج) «1»:
لِمَن زُحلْوُقَةٌ زُلُ بها العَينان تَنْهَلُ
يُنادي الآخِرَ الأُلُ أَلا حُلُّوا أَلا حُلُّوا
يقال: زُحلوقة و زُحلوفة، و الجمع الزحاليق و الزحاليف.
و قال ابن الكلبي: كل اسمٍ في العرب آخره إلٌ أو إيلٌ فهو مضاف إلى اللّه عزّ و جلّ «2»، نحو شُرَحْبِيل و عبدِ يالِيل و شَراحيل و شِهْمِيل و ما أشبه هذا، إلّا قولهم زِنْجِيل؛ يقال: رجل زِنجِيل، إذا كان ضئيل الخَلْق «3». قال الشاعر (رجز) «4»:
لمّا رأت بُعَيْلَها زِنْجِيلا [طَفَنْشَلًا لا يمنع الفصيلا
مُرَوَّلًا من دونها ترويلا قالت له مقالة تَرْسِيلا
لَيْتَكَ كنتَ حَيْضَةً تمصيلا]
و قد كانت العرب ربما تجيء بالإلّ في معنى اسم اللّه جلّ و عزّ.
قال أبو بكر الصدِّيق رضي اللّه عنه لمّا تُلي عليه سَجْعُ مُسَيلمةَ: إن هذا شيء ما جاء من إلٍ و لا بِرّ فأين ذُهب بكم؟
و قد خفّفت العرب الإلَ أيضا، كما قال الأعشى (منسرح) «5»:
أبيضُ لا يَرْهَبُ الهُزالَ و لا يَقْطَع رِحْما و لا يَخُون إلا
و الإلُ: الوحي، و كان أهل الجاهلية يزعمون أنه يوحَى إلى كهّانهم «6». و قال أُحيحة في تثقيل الإلّ و هو الوحي (وافر) «7»:
فمَن شا كاهنا أو ذا إلهٍ إذا ما حان من إلٍ نزولُ «8»
يراهنُني فيَرْهَنُنيَ بَنيه و أَرهَنُهُ بَنيّ بما أقولُ
فما يدري الفقيرُ متى غِناهُ و ما يدري الغنيُّ متى يَعِيلُ
العَيْلة: الفقر؛ يقال: عال يَعيل، إذا افتقر. يقول: من شاء من الكهّان و عَبَدَة الأصنام أن يراهنني أنّ كلّ شيء للّه عزّ و جلّ ليس لغيره، راهنته. يقال: عال يَعيل، و عال يَعول، إذا جار. و أعال يُعيل، إذا كثر عيالُه. و أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: خرجتْ نائحةٌ خلف جِنازة عُمَر بن عُبيد اللّه ابن مَعْمَر «9» القرشي التيمي و هي تقول (متقارب) «10»:
ألا هَلَكَ الجُودُ و النائلُ و من كان يعتمدُ السائلُ
و من كان يطمعُ في ماله غنيُّ العشيرةِ و العائلُ
فقال الناس: صَدَقتِ صَدَقتِ.
أ م م
أمم
أمَ يَؤُمُ أَمًّا، إذا قصد للشيء.
و أمَ رأسَه بالعصا يَؤُمُّه، إذا أصاب أمَ رأسِه، و هي أُمّ الدِّماغ و هي مجتمَعه «11»، فهو أمِيمٌ و مَأمومٌ، و الشَّجَّة آمَّةٌ.
يقال: أَمَمْتُ الرجلَ، إذا شججته؛ و أممته، إذا قصدته «12».
و الأَمَةُ: الوليدة.
و الإمّة: النِّعمة. يقال: كان بنو فلان في إمَّة، أي في نعمة.
و الأَمّةُ: العيب في الإنسان. قال النابغة (كامل)
* أَعْجَلْنهنّ مَظِنَّة الإعذارِ*
«13»:
______________________________
(1) البيت في ملحقات ديوان امرىء القيس 473. و انظر: إبدال أبي الطيّب 2/ 337، و أمالي الشجري 1/ 121، و أمالي القالي 1/ 42، و السِّمط 172 و 268، و الهمع 1/ 50، و الصحاح (زلل)، و اللسان (ألل، زلل). و يُروى: أَلا خلُّوا.
(2) و لفظ (إل) في كثير من اللغات السامية معناه الربّ أو الإله. و قارن بالاشتقاق 157 و 301 و 363 و 482.
(3) م ط: «إلا زنجيل، و هو الرجل النحيف».
(4) تهذيب الألفاظ 142، و اللسان (رول، زأجل، طفنشل). و الثاني برواية: لا يملك، في التهذيب، و الرابع فيه برواية: تفصيلا.
(5) ديوانه 235، و المقاييس (أل) 1/ 21 و (ألوى) 1/ 129، و اللسان (ألل، ألا).
(6) ط: «أصنامهم».
(7) الأبيات من ضمن قصيدة في جمهرة القرشي 125. و انظر: مجاز القرآن 1/ 255، و الصحاح و اللسان (عيل). و سيرد الثالث في الجمهرة ص 571 و 952.
(8) من هنا إلى آخر المادة: سقط من ل.
(9) ط: «جنازة عبيد الله بن معمر».
(10) البيتان في الاشتقاق 146؛ و الأول فيه برواية: ألا ذهب … و سينشدهما ابن دريد أيضا ص 952.
(11) من هنا إلى قوله: و الأم معروفة: سقط من ل.
(12) ط: «نصلته».
(13) عجزه:
* أَعْجَلْنهنّ مَظِنَّة الإعذارِ*
و البيت في ديوان النابغة الذبياني 60، و فعل و أفعل للأصمعي 496، و المعاني الكبير 510 و 919، و الاشتقاق 236. و سينشده ابن دريد أيضا ص 1263 برواية: فسُبين أبكارا.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 60
فأُخِذْنَ أبكارا و هنّ بأَمَّةٍ
يريد أنهن سُبين قبل أن يُخْتَنّ فجعل ذلك عيبا.
و الأُمّ: معروفة، و قد سمَّت العرب في بعض اللغات الأُمَ إمَّا في معنى أُمّ، و للنحويين فيه كلامٌ «1» ليس هذا موضعه.
و أُمُ الكتاب: سورة الحمد لأنه يُبتدأ بها في كل صلاة؛ هكذا يقول أبو عبيدة.
و أُمُ القُرَىْ: مكّة، سُمّيت بذلك لأنها توسطت الأرض زعموا، و اللّه أعلم «2».
و أُمُ النجوم: المَجَرَّة؛ هكذا جاءت في شعر ذي الرُّمَّة، لأنها مجتمع النجوم. قال أبو عثمان الأُشْنانْداني: سمعت الأخفش يقول: كل شيء انضمّت إليه أشياءُ فهو أُمّ.
و أُمُ الرأس: الجِلدة التي تجمع الدماغ، و بذلك سُمِّي رئيس القوم أُمًّا لهم «3». قال الشَّنفرى يعني تأبَّط شراًّ (طويل) «4»:
و أُمِ عيالٍ قد شهدتُ تَقُوتُهم إذا أَحْتَرَتْهُمْ أَوْتَحَتْ و أَقَلَّتِ
الحَتْر: الإعطاء قليلًا، و الحَتْر أيضا: الضِّيق، و هو مأخوذ من الحَتار و هو موضع انضمام السَّرج، و ذلك أنه كان
« أُمَّةً واحِدَةً». «5» يَقوت عليهم الزاد في غزوهم لئلا ينفد؛ يعني تأبّط شرًّا، و كان رئيسَهم إذا غَزَوا. يقال: أحْتَرَه، إذا أعطاه عطاءً نزرا قليلًا شيئا بعد شيء.
و سُمِّيت السماءُ: أُمّ النجوم، لأنها تجمع النجوم؛ و قال قوم: يريد المجرَّة. قال ذو الرُّمَّة (طويل) «6»:
[و شُعْثٍ يَشُجُّونَ الفَلا في رؤوسِهِ إذا حَوَّلت] أمُ النجوم الشوابِكِ
و الأُمَّة لها مواضع، فالأُمَّة: القَرْنُ من الناس من قوله:
أُمَّةً وَسَطاً «7»، و قوله: إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً «8»، أي إماما. و الأُمَّةُ: الإمام. و الأُمَّةُ: قامة الإنسان. و الأُمَّةُ: الطول.
و الأُمَّةُ: المِلَّة، وَ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً «9».
و أُمُ مَثْوَى الرَّجل «10»: صاحبةُ منزله الذي ينزله. و
في الحديث: أن رجلًا قيل له: متى عهدك بالنساء؟ قال:
البارحة، و قيل له: بمن؟ قال: بأمّ مثواي. فقيل له:
هلكتَ «11»، أوَما علمت أن اللّه قد حرَّم الزِّنا؟ فقال: و اللّه ما علمت. و أحسب أن في الحديث أنه جيء به إلى عمرَ، نضّر اللّه وجهه، فقال: استحلفوه بين القبر و المِنْبَر أو عند القبر أنه ما علم فإن حلفَ فخلُّوا سبيله.
و قال الراجز «12»:
و أُمُ مثواي تُدَرّي لِمّتي و تَغْمِزُ القَنْفاءَ ذاتَ الفَرْوَةِ
أصل القَنَف لصوق الأذنين بالرأس و ارتفاعهما. و يعني بالقَنْفاء في هذا الموضع: الحَشَفَة من الذَّكَر. تُدرّي «13»، أي تسرّح. ذات الفروة: الشَّعر الذي على العانة، و هو هاهنا الفَيْشَة. و أنشد في «تُدرّي» (طويل):
و قد أشهد الخيلَ المغيرةَ بالضُّحى و أنتَ تُدَرّي في البيوت و تُفْرَقُ
و سُمّي «مَفروقا» بهذا «14». و تُفْرَق: يُجعل له فَرْق.
و أخبرَنا أبو حاتم عن أبي عبيدة في قوله تعالى: وَ إِنَّهُ فِي أُمِ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ «15»؛ قال: اللوح المحفوظ.
و أُمُ أوعالٍ: هضبة معروفة. و أنشد (رجز) «16»:
______________________________
(1) انظر خلاصة الأقوال في هذه اللفظة في شرح المفصّل 10/ 3 و ما بعدها.
(2) قارن مجاز القرآن 1/ 20.
(3) م ط: «و أمّ القوم: رئيسهم الذي يجمع أمرهم».
(4) البيت من المفضلية 20 ص 110. و انظر: تهذيب الألفاظ 72 و 518 و 565، و الأغاني 21/ 139، و إبدال أبي الطيّب 1/ 305، و المخصَّص 3/ 13؛ و من المعجمات: المقاييس (أمّ) 1/ 31، و (حتر) 2/ 134، و الصحاح (حتر)، و اللسان (حتر، أمم). و هو برواية: إذا أطعمتهم، في المفضليات و الأغاني.
و سينشده ابن دريد أيضا ص 385.
(5) ل: «أنه كان رئيسهم في الغزو، و كان يقوت … ينفد». ثم سقط حتى قوله:
«أُمَّةً واحِدَةً».
(6) ديوان ذي الرُّمّة 422، و الاشتقاق 444، و الأزمنة و الأمكنة 2/ 10، و المقاييس (أم) 1/ 24، و اللسان (حول). و في المقاييس: بشُعثٍ.
(7) البقرة: 143.
(8) النحل: 120.
(9) المؤمنون: 52.
(10) م ط: «و يقال هذه أمُّ مثوى فلان إذا كانت …».
(11) ط: «هلكت و أهلكت».
(12) الصحاح (قنف)، و اللسان (قنف، أمم).
(13) من هنا إلى آخر المادة: سقط من ل.
(14) أي سُمّي الرجل بهذا المعنى.
(15) الزخرف: 4.
(16) الرجز في ملحقات ديوان العجّاج 74، و كتاب سيبويه 1/ 392، و معجم البلدان (أم أوعال) 1/ 249، و شرح المفصَّل 8/ 16 و 42 و 44، و شرح شواهد الشافية 345، و الخزانة 4/ 277، و المقاصد النحوية 3/ 253، و شرح ابن عقيل 2/ 13؛ و من المعجمات: المقاييس (أم) 1/ 25، و الصحاح و اللسان (وعل).
و الشاهد فيه عند النحويين إدخال الكاف على المضمر على التشبيه بمثل.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 61
[خلَّى الذُّناباتِ شِمالًا كَثَبا] و أُمَ أوعالٍ كَهَا أو أقْرَبا
و أُمُ خِنَوَّر «1»: الضَّبُع.
أ ن ن
أنن
أنَ الرجلُ يَئِنُ أنًّا و أنِينا، إذا تأوّه.
و أنَ و إنَ: حرفان مستعملان خفيفين و ثقيلين.
و يقال: أَنَ الماءَ يَؤُنُّه أَنًّا، إذا صبّه. و
في كلام للقمان بن عاد: أُنَ ماءً و غلِّهِ
، أي صُبَّ ماءً و أغْلِهِ «2». و كان ابن الكلبي يقول: أُزَّ ماء، و يزعم أنّ أُنَ تصحيف.
و إنَ في معنى نعم. و أنشد (مجزوء الكامل المرفَّل)
بكرت عليّ عواذلي يلحينني و ألومهنَّهْ
«3»:
[بَكَرَ العواذلُ في الصَّبُو حِ يَلُمْنَني و ألومهنّهْ]
و يَقُلْنَ شَيْبٌ قد علا كَ و قد كَبِرْتَ فقلتُ إنَّهْ
أ و و
أُهملت.
أ ه ه «4»
لها في الثلاثي مواضع تراها إن شاء اللّه.
أ ي ي
أيي
لم يجىء إلا في قولهم «أيّ» في الاستفهام «5».
______________________________
(1) و في اللسان أيضا: أم خَنُّور.
(2) ل: «و غلِّه».
(3) البيتان لعُبيد الله بن قيس الرُّقيّات في ديوانه 66. و انظر: كتاب سيبويه 1/ 475 و 2/ 279، و البيان و التبيين 2/ 279، و الحجّة لابن خالويه 243، و الأغاني 4/ 71، و السِّمط 939، و الخزانة 4/ 485، و المغني 38 و 649؛ و من المعجمات: الصحاح (أنن)، و اللسان (بيد، أنن). و رواية الأول في الديوان:
بكرت عليّ عواذلي يلحينني و ألومهنَّهْ
(4) ل: «أُهملت».
(5) م: «أيّ كلمة تُستعمل في الاستفهام». و زاد في ط: «و لم تجىء إلا في الاستفهام».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 62
باب الباء
و ما يتصل بها من الحروف في الثنائي الصحيح
ب ت ت
بتت
بَتَ الشيءَ يَبُتُّه بتًّا، إذا قطعه قَطْعا. قال الشاعر «1» (طويل):
فبَتَ حبالَ الوصل بيني و بينَها أزَبُّ ظهورِ الساعدَيْن عَذَوَّرُ
العَذَوَّر: السّيء الخُلق. قال مُتَمِّم بن نُوَيْرَةَ اليربوعي يرثي أخاه مالكا (كامل)
* حلوٌ شمائله عفيف المئزرِ*
«2»:
لا يُضْمِرُ الفحشاءَ تحت ثيابه حُلْوٌ حلالُ السماءِ غيرُ عَذَوَّرِ
و قال آخر- أخت يزيد بن الطَّثْريّة ترثي أخاها، و هي زينب (طويل) «3»:
إذا نَزَلَ الأضيافُ كان عَذَوَّرا على الأهل حتى تَسْتَقِلَّ مراجلُهْ «4»
و البَتّ: كساء من وَبَرٍ و صوفٍ. قال الراجز «5»:
مَن كان ذا بتٍ فهذا بَتّي مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتّي
تَخِذْتُه من نَعَجاتٍ ستِ سُودٍ سمانٍ من بنات الدَّشْتِ
و يُروى:
… من نعجات شَتِّ،
أي متفرقة «6».
و يقال: حلف على يمين بَتَّةً بَتْلَةً «7»، أي قطعها، و المعنى في اللفظين واحد. و منه قولهم: طلَّق امرأتَه ثلاثا بتًّا. و كلُّ منقطِعٍ مُنْبَتٌ.
تبب
و من معكوسه: تَبَّتْ يداه تَبًّا و تَبابا، أي خَسِرت. و كأنّ التَّبابَ الاسمُ و التَبَ المصدرُ. قال الراجز «8»:
أَخْسِرْ بها من صَفقةٍ لم تُسْتَقَلْ تَبَّتْ يدا صافِقِها ماذا فَعَلْ
هذا مَثَلٌ؛ قيل ذلك في مُشتري الفَسْو «9»، و إنما اشتراه رجلٌ من عبد القيس يقال له بيدرة «10»، من إياد. و فيه يقول الراجز
يا من رأى كصفقة ابن بيذره من صفقة خاسرة مخسَّره
المشتري العار ببُردَي حبره شلت يمين صافق ما أخسره
«11»:
______________________________
(1) اللسان و التاج (بتت).
(2) البيت في ديوان متمّم 92. و انظر: الكامل 4/ 78، و عجزُه فيه:
* حلوٌ شمائله عفيف المئزرِ*
و الأغاني 14/ 69، و شرح التبريزي 2/ 150، و الخزانة 1/ 237، و اللسان (عذر). و سينشده ابن دريد أيضا ص 693 و 1118.
(3) الشعر و الشعراء 340، و الأغاني 7/ 123 و 11/ 153، و أمالي القالي 2/ 85، و الخصائص 2/ 120، و شرح المرزوقي 1047، و شرح التبريزي 2/ 194، و الصحاح و اللسان (عذر). و يُروى أيضا: على الحيّ.
(4) «العذوّر … مراجله»: سقط من ل. و في ط: «مراحله»، بالحاء المهملة؛ و هو تحريف.
(5) الرجز في ملحقات ديوان رؤبة 189. و استشهد سيبويه 1/ 258 برواية الرفع في «مقيّظ» و ما بعده على الخبر. و انظر: معاني القرآن للفرّاء 3/ 17، و مجاز القرآن 2/ 247، و الأمالي الشجرية 2/ 255، و المقاصد النحوية 1/ 561، و شرح ابن عقيل 1/ 257، و الهمع 1/ 108 و 2/ 67؛ و من المعجمات: الصحاح و اللسان (بتت، دشت، قيظ، صيف، شتا).
(6) م: «متفرقات».
(7) قارن الجمهرة ص 256.
(8) اللسان و التاج (تبب).
(9) من هنا إلى آخر المادة: سقط من ل.
(10) بالذال المعجمة في القاموس (بذر).
(11) المستقصى 1/ 82، و اللسان (فسا). و الرواية في المستقصى:
يا من رأى كصفقة ابن بيذره من صفقة خاسرة مخسَّره
المشتري العار ببُردَي حبره شلت يمين صافق ما أخسره
و سيكرر ابن دريد إنشاد الأبيات ص 275.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 63
يا بَيْدَرَهْ يا بيدره يا بيدرَهْ يا مشتري الفَسْوِ ببُرْدَي حِبْرَهْ
شَلَّت يدا صافِقها ما أخْسَرَهْ
و حبلٌ بَتٌ، إذا كان طاقا واحدا.
ب ث ث
بثث
بَثَ الخيلَ يَبُثُّها بثًّا، إذا فرّقها. و كل شيءٍ فَرَّقْتَه فقد بَثَثْتَه.
و انبَثَ الجرادُ في الأرض، أي تفرّق. و في التنزيل:
كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ «1».
و يقال: تَمْرٌ بَثٌ، إذا لم يَجُدْ كَنْزُه حتى يتفرق.
و تقول: بَثَثْتُه سرّي و أبثثتُه، إذا أطلعته عليه.
و البَثّ: ما يجده الرجل في نفسه من كَرْب أو غمّ. و منه قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللَّهِ «2».
ب ج ج
بجج
بَجَ القَرحَةَ يَبُجُّها بجًّا، إذا شقّها؛ و كل شَقٍ بَجٌ. قال الراجز «3»:
بَجَ المزادِ موكَرا موفورا
موكَرا: ممتلئا. يقال: أوكرتُ القِرْبَةَ أُوكرها إيكارا، فهي مُوكَرة «4».
جبب
و استُعمل من معكوسه: جَبَ السَّنامَ يَجُبُّه جَبًّا، إذا قطعه.
و كلُّ شيء قطعتَه فقد جببتَه «5». و ناقة جَبّاءُ، و بعيرٌ أجَبُ.
و جَبَ الخَصِيَ يَجُبُّه جَبًّا، إذا استأصل «6» مذاكيره من أصلها.
و جَبَّتِ المرأةُ النساءَ تَجُبُّهُنَ جَبًّا، إذا غلبتهنَّ من حُسنها.
و أنشدنا أبو عثمان الأُشْنانْداني (رجز) «7»:
جَبَّتْ نساءَ العالمين بالسَّبَبْ [فهنَّ بَعْدُ كُلُّهُنّ كالمُحِبّ]
أي قدَّرت عَجِيزتها بخيط، و هو السَّبَب، ثم أَلقته إلى النساء ليفعلن كما فعلتْ فغلبتهنَّ. قالت امرأة من قُريش (مجزوء الرجز) «8»:
[و اللّه رَبِّ الكعبهْ] لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ
جاريةً خِدَبَّهْ [مُكْرَمَةً مُحبَّهْ
تُحِبَّ من أَحَبَّهْ] تَجُبُ أهلَ الكعبهْ
بَبَّه: اسم ابنها، و هو لقب، و اسمه عبد اللّه بن الحارث النوفلي؛ أي تغلب نساءَ قريش لحُسنها.
و الجُبُ: البئر العميقة التي لا طيَّ لها، الكثيرةُ الماء، البعيد القَعْر، و هو مذكر. قال أبو عبيدة: لا يكون جُبًّا حتى يكون مما وُجد محفورا إلا ممّا حفره الناس. و أنشِد للراجز «9»:
فَصَبَّحَتْ بين المَلا و ثَبْرَهْ جُبًّا ترى جِمامَهُ مُخْضَرَّهْ
فبَرَدَتْ منهُ لهابَ الحَرَّهْ
و يقال: بردتُ الماءَ و أبردتُه، و ليس أبردتُه بقوي. فأما المَلا و ثَبْرَة فموضعان. و الحَرَّة: العَطَش. يصفُ إبلًا وردت هذا الموضع. جِمام الماء واحدها جُمَّة، و هي مجتَمع الماء و معظمه. و اللُّهاب: العَطَش. و مثل من أمثالهم: «رماه اللّه بالحَرَّة تحت القَرَّة».
فأما قولهم رجلٌ جُبَّأ، مهموز مقصور في معنى الجبان، فإنك تراه في الهمز إن شاء اللّه تعالى «10».
و الجُبُ: ماء معروف لبني ضَبِينة.
ب ح ح
بحح
بَحَ الرجلُ يَبُحُ بَحًّا و بُحوحةً.
______________________________
(1) القارعة: 4.
(2) يوسف: 86.
(3) تهذيب الألفاظ 527، و اللسان (بجج). و رواية التهذيب: بجَّ المزادِ مُفْرِطا توكيرا.
(4) م ط: «يقال أوكرته إذا ملأته، و سِقاء موكر أي مملوء».
(5) م: «و كل شيء مقطوع فهو مجبوب».
(6) م ط: «قطع».
(7) عن ابن دريد في أمالي القالي 2/ 19، و السمط 653. و انظر: المقاييس (جب) 1/ 423 و (حب) 2/ 26، و الصحاح (جبب)، و اللسان (جبب، حبب، سبب).
(8) هي هند بنت أبي سفيان، و قد أنشد ابن دريد الثاني و الثالث و الخامس في الاشتقاق 70. و انظر: ليس 36، و المنصف 2/ 182، و الخصائص 2/ 217، و السَّمط 653، و شرح المفصَّل 1/ 32 و المقاصد النحوية 1/ 403، و الهمع 1/ 72؛ و من المعجمات: الصحاح (ببب)، و اللسان (ببب، خدب).
(9) الرجز في اللسان (جبب).
(10) ذكر مادة (ج ب أ) في الجمهرة ص 1095، و لم يذكر هذا اللفظ بعينه فيها.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 64
و البُحُ: جمع أَبَحّ.
و البُحُ: القِداح. قال الشاعر (وافر) «1»:
إذا الحسناءُ «2» لم تَرْحِض يديها و لم يُقْصَرْ لها بَصَرٌ بِسِتْرِ
قَرَوْا أضيافَهم رَبَحا بِبُحٍ يعيش بفضلهنَّ الحيُّ سُمْرِ
قال أبو بكر: رَحَضَ يَرْحَضُ و رَحَضَ يَرْحِضُ؛ لغة هذا الشاعر يرحِض بالكسر، و هي لغة أهل العالية. و الرَّبَحُ: ما يربحون من قِداحهم. و الرَّبَح: الفِصال. و البُحّ: القِداح.
سُمْر: يعني القِداح. و البُحّ: التي لا يجيء لها صوتٌ صافٍ من القِداح لأنها تُمسح بالأرض قبل أن يُضرب بها فتخشن.
يعني أن هؤلاء القوم يَقْرُون أضيافَهم و ينحرون الجزور في وقت الجَدْب و البرد، فهذه الحسناء لا ترحض يديها، أي لا تغسل، لعجلتها، و ذلك من شدة الجوع و القرّ.
و يقال: رجلٌ أبحُ و امرأةٌ بحّاءُ، إذا كانت البحوحة خَلْقا.
حبب
و استُعمل من معكوسه: الحُبّ «3». و الحِبّ: الحبيب. و كان زيد بن حارثة الكلبي يسمَّى حِبَ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم.
و الحِباب: الحِبّ بعينه. و أنشد (طويل)
* فو اللّه ما أدري و إني لصادقٌ*
«4»:
أداءٌ عَراني من حِبابِكِ أم سِحْرُ «5»
أراد: من حُبّكِ.
و الحِبُ: القُرْطُ؛ و كذلك فسَّروا بيت الراعي يصف صائدا (وافر) «6»:
تبيتُ الحَيَّةُ النَّضناضُ منه مكانَ الحِبِ يستمعُ السِّرارا
قال أبو بكر: النَّضناض: التي تحرّك لسانها. و قال يونس:
الحِبُ هو القرط.
و الحُبُ: ضد البغض. وَ أما الحُبُ الذي يُجعل فيه الماء فهو فارسي معرَّب «7»، و هو مولّد. قال أبو حاتم: أصله خُنْب فعُرِّب فقلبوا الخاءَ حاءً و حذفوا النون فقيل: حُبّ. و منه سمّي الرجل خُنْبِيًّا لأنهم كانوا يَنْبِذون في الأخناب «8». قال أبو بكر:
القُرْطُ الذي يعلَّق في شحمة الأذن، و الشَّنف يعلَّق في حَتار الأذن من أعلى، يقال له: شَنف و شُنوف و قِرط و قُروط و قِرَطَة و أقراط. قال طرفة (هزج) «9»:
ألا يا أيُّها الظَّبيُ ال ذي يَبْرُق شَنْفاهُ
و لولا المَلِكُ القاع دُ قد ألْثَمَني فاهُ
هذان البيتان قالهما طرفة في امرأة عمرو بن هند «10».
فأما قولهم: أحَبَ البعيرُ فالمصدر الإحباب، و هو أن يبركَ فلا يثور. و لا يقال ذلك للناقة بل يقال لها خَلأَت خِلاءً، إذا فعلت ذلك. و أنشد (وافر) «11»:
بآرزة الفَقارةِ لم يَخُنْها قِطافٌ في الرِّكاب و لا خِلاءُ
يريد أنها لا تَحْرُنُ و لا تَقْطِفُ.
و الإحباب في الإبل كالحِران في الخيل. قال أبو عبيدة:
و منه قوله جلّ و عزّ: إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي «12»، أي لَصِقْتُ بالأرض لحُبِ الخيل حتى فاتتني الصلاةُ، و اللّه أعلم.
______________________________
(1) البيتان لخُفاف بن نَدْبة في ديوانه 52، و معاني الشعر (بيروت) 107، و الأغاني 13/ 140، و شرح ديوان لبيد 50، و المخصّص 13/ 21. و من المعجمات:
المقاييس (بح) 1/ 174 و (ربح) 2/ 474، و الصحاح (بحح)، و اللسان (بحح، ربح). و رواية الثاني في الديوان: تجيء بعبقريّ الوَدْق سُمْر. و سينشد ابن دريد البيت الأول ص 516، و الثاني ص 276. أيضا.
(2) ط: «إذ الحسناء»؛ و هو تحريف.
(3) م ط: «الحِبّ و هو الحبيب».
(4) صدره في الصحاح و اللسان (حبب):
* فو اللّه ما أدري و إني لصادقٌ*
و نسبه ابن منظور إلى أبي عطاء السّندي مولى بني أسد.
(5) م: «أو سِحْرُ».
(6) البيت للراعي في ديوانه 149، و أنشده ابن دريد أيضا في الاشتقاق 38 و 308.
و انظر: طبقات فحول الشعراء 231، و الحيوان 4/ 215، و المعاني الكبير 665، و إبدال أبي الطيّب 2/ 245، و أمالي القالي 2/ 23، و السمط 657، و المخصَّص 4/ 43 و 8/ 110؛ و من المعجمات: العين (حب) 3/ 31، و اللسان (حبب، نضض). و روايته في الديوان: يبيت.
(7) المعرَّب 120.
(8) ط: «الأحباب».
(9) ديوانه 48، و الشعر و الشعراء 120.
(10) «قال أبو بكر … هند»: سقط من ل.
(11) البيت لزهير في ديوانه 63. و انظر: الهمز لأبي زيد 843، و الحيوان 4/ 398، و الخصائص 2/ 151، و المخصَّص 7/ 162؛ و من المعجمات: العين (أرز) 7/ 383، و المقاييس (أرز) 1/ 79، و الصحاح و اللسان (خلأ، أرز، قطف).
و سيكرر ابن دريد إنشاده ص 1056 و 1096.
(12) ص: 32.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 65
يقال: بعير مُحِبٌ، إذا برك فلم يَثُر. قال الراجز
* قمتُ إليه بالقَفيل ضربا*
«1»:
حُلْتَ عليه بالقطيع ضرْبا ضَرْبَ بَعيرِ السَّوءِ إذ أَحَبّا
و الحَبُ: واحده حَبَّة، و هي الواحدة من حَبّ البُرّ و الشعير و ما أشبهه.
و الحِبَّةُ: ما كان من بذر العُشب، و الجمع حِبَب. قال الراجز «2»:
[تَبَقَّلَتْ في أوَّل التبقُّلِ] في حِبّةٍ جَرْفٍ و حَمْضٍ هيكلِ
و
في الحديث: «كالحِبَّة في حَمِيل السَّيل».
و قد سمَّت العرب «3» حبيبا، و محبوبا، و حُبَيْبا، و حِبّانا: إن كان مشتقًّا من الحُبّ فالنون فيه زائدة، و إن كان من الحَبَن فهي أصلية، و هو عِظَم البطن.
ب خ خ
بخخ
بَخٍ: كلمة تقال عند ذِكر الفخر. و قد خُفِّفت فأُلحقت بالرباعي فقالوا: بَخْ بَخْ. قال الشاعر (كامل) «4»:
بين الأشَجِّ و بين قيسٍ بيتُهُ بَخْ بَخْ لوالده و للمولودِ
البيت لأعشى همدان فأُسر فلمّا رآه الحجّاج قال له:
بين الأشَجّ و بين قيسٍ بيتُهُ بَخْ بَخْ لوالده و للمولودِ
و اللّه لا بخبختَ لأحدٍ بعده، ثم قتله. الأشجُّ: الأشعثُ بن قيس بن معديكرب.
و قد قالوا: بَخٍ بَخٍ، فأخرجوها مُخرج غاقٍ غاقٍ و أشباهها.
خبب
و استُعمل من معكوسها: خَبَ الرجلُ خَبًّا، إذا كان غاشًّا مُنْكَرا. و أنشد (طويل) «5»:
و ما أنا بالخَبِ الخَتُورِ و لا الذي إذا استُودِع الأسرارَ يوما أذاعها
و خِبُ البحر: هيجانه.
و الخُبُ: الغامض من الأرض، و الجمع خُبُوب و أخباب.
و الخبيبة «6»: الخُصلة من اللحم المستطيلة يخلطها عصبٌ.
و خَبَ الفرسُ يَخُبُ خَبًّا و خَبَبا و خبيبا، و أخببتُه أنا إخبابا.
ب د د
بدد
بَدَّه يَبُدُّه بَدًّا، إذا تجافى به.
و البَدَدُ: تباعُدُ بين الفخذين إذا كثر لحمهما «7».
و البادّانِ: لحمُ باطنِ الفخذين.
و كل مَن فرَّج رجليه فقد بَدَّهما. و منه اشتقاق بِداد السَّرج و بِداد القَتَب «8». و أنشد (رجز) «9»:
جارية أَعْظَمُها أجَمُّها قد سَمَّنَتْها بالسَّويق أُمُّها
فبَدَّتِ الرِّجلَ فما تَضُمُّها
و بُدٌّ، من قولهم: لا بُدَّ منه. فأما البُدُّ الذي يُسمَّى به الصَّنَم الذي يُعبد فلا أصل له في اللغة.
و أبدَّه بصرَه، إذا أتبعه إياه.
و تبادّ القوم، إذا مرّوا اثنين اثنين يُبِدُّ كلُ واحد منهما صاحبَه.
و مرّتِ الخيل بَدادِ، إذا تبادّوا «10» اثنين اثنين و ثلاثة ثلاثة.
______________________________
(1) الرجز لأبي محمّد الفقعسي، و هو في الأصمعيات 163، و أنشده ابن دريد أيضا في الاشتقاق 39، و الملاحن 22. و انظر: الأمالي الشجرية 1/ 58، و شرح المفصّل 4/ 83؛ و من المعجمات: المقاييس (حب) 2/ 27، و الصحاح و اللسان (حبب، قرشب، قفل). و الأوّل في الأصمعيات:
* قمتُ إليه بالقَفيل ضربا*
(2) من أرجوزة أبي النجم اللامية (الثاني في: أمّ الرجز 475)، و أنشد ابن دريد.
البيت الثاني أيضا في الاشتقاق 39. و انظر: طبقات ابن سلّام 576، و إصلاح المنطق 366، و الأغاني 9/ 78، و المخصّص 10/ 174 و 194 و 201، و السَّمط 581 و 857، و شرح المفصَّل 4/ 155، و شرح شواهد المغني 449، و معاهد التنصيص 1/ 20، و الخزانة 1/ 401 و 403؛ و من المعجمات: المقاييس (بقل) 1/ 274، و الصحاح (بقل)، و اللسان (حبب، جرف، بقل).
(3) قارن الاشتقاق 38، 96، 273، 308.
(4) البيت في شعر أعشى همدان الذي نشره جاير مع ديوان أعشى قيس، 323.
و في أساس البلاغة أنه يقوله في عبد الرحمن بن الأشعث، و في المطبوعة أنه في مدح محمد بن الأشعث بن قيس. و انظر: الإبدال لأبي الطيّب 1/ 349، و الأزمنة و الأمكنة 1/ 251، و الأمالي الشجرية 1/ 390، و شرح المفصَّل 4/ 78؛ و من المعجمات: المقاييس (بخ) 1/ 175، و الصحاح و اللسان (بخخ).
و سينشده ابن دريد أيضا ص 89.
(5) اللسان و التاج (خبب)؛ و فيهما: و ما أنت.
(6) ط: «و الخبية»؛ و هو تحريف.
(7) انظر أيضا: الجمهرة ص 592 و 1051.
(8) في حاشية م: «و فرسٌ أبدُّ، إذا كان مسترخي الأذنين». و كتب فوقه: «ليس من أصل الكتاب».
(9) المعاني الكبير 510، و المخصَّص 2/ 40، و اللسان (بدد). و في اللسان:
جاريةٌ يبُدّها؛ و في المخصَّص: بالجريش أمُّها.ابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص65
(10) ل: «تبدّدت».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 66
قال الشاعر (كامل) «1»:
و ذكرتَ من لبن المحلَّقِ شَربةً و الخيلُ تعدو بالصعيد بَدادِ
دبب
و استُعمل من معكوسه: دَبَ يَدِبُ دَبًّا و دبيبا.
و مثلٌ من أمثالهم: «أعْيَيْتِني من شُبٍّ إلى دُبٍ» «2»، أي من لَدُن أن شببتِ إلى أن دببتِ على العصا. قال أبو بكر: المثل على مخاطبة التأنيث، و لك أن تفتح على مخاطبة التذكير.
و الدُّبّ هذه الدّابّة المعروفة، عربية صحيحة.
و في بني شيبان بطنٌ يقال له دُبّ، و هو دُبّ بن مُرَّة بن شيبان، و هم قَوْمُ دَرِم الذي يُضرب به المثل فيقال: «أَوْدَى دَرِمٌ» «3». و قد سمَّى وَبَرَةُ بن تغلب بن حَيدان أبو كلب بن وَبَرَة ابنا له دُبًّا.
ب ذ ذ
بذذ
بَذَّه يَبُذُّه بذًّا، إذا غلبه. و كلُّ غالبٍ باذٌّ.
و بذَّت هَيئتُه بذاذةً و بُذوذةً. و
في الحديث: «البذاذة من الإيمان»
. و
في حديث أبي ذرّ، حدثنا به الغَنَوي أو غيره قال: قعد أبو الدّرداء رحمه اللّه سنةً عن الغزو «4» فأخذ نفقته فجعلها في صُرّة و دفعها إلى رجل و قال: اعترضِ الجيشَ فإذا رأيت رجلًا في هيئته بذاذةٌ يمشي حَجْزةً فادفعها إليه ففعل الرجل ذلك و دفعها إلى شاب يمشي حَجزة، فلما أخذها رفع رأسه إلى السماء و قال: لم تنس «5» حُديرا، فاجعل حُديرا لا ينساك. فرجع الرجل إلى أبي الدَّرداء «6» فأخبره فقال: ولّى النعمةَ ربَّها.
ذبب
و من معكوسه: ذَبَ عن الشيء يَذُّبُ ذبًّا، إذا مَنع عنه.
و
في الحديث عن عُمَرَ: «إنّ النساء لَحْمٌ على وَضَمٍ إلّا ما ذُبَ عنه»
. و الذَبُ: الثور الوحشي، و يسمَّى ذَبَ الرِّياد لأنه يرود، أي يجيء و يذهب و لا يثبت في موضع واحد. قال ابن مُقبل (طويل) «7»:
يُمَشِّي بها ذَبُ الرِّياد كأنّه فتًى فارسيٌّ في سراويلَ رامِحُ
قال أبو بكر: و ليس في كلام العرب اسم على فعاويل إلّا سراويل، و هو معرّب «8».
و يقال: ذَبَّت شفتُه إذا ذبلتْ من العطش. قال الراجز «9»:
هُمُ سَقَوني علَلًا بعد نَهَلْ مِن بعد ما ذَبَ اللسانُ و ذَبَلْ
و قال أبو عثمان الأُشْنانْداني: يقال: ذَبَتْ شفتُه كما يقال ذَبَّتْ، و لم أسمعها من غيره فإنْ كان هذا الكلامُ محفوظا فمنه اشتقاق ذُبيان إن شاء اللّه «10». قال أبو بكر: ذُبيان و ذِبيان، و سُفيان و سِفيان.
و ذَبَ الرجلُ عن حريمه، إذا منع عنه. قال الراجز- هو عَلْقَمَة بن سيّار، يومَ ذي قار لما لقوا الفُرْسَ، و كانت العرب تزعم أن الفُرس لا يموتون، فحمل رجلٌ من بكر بن وائل فطعن رجلًا من الفرس فصرعه و صاح بقومه: ويلكم إنهم يموتون، فقال (رجز) «11»:
مَن ذَبَ منكم ذَبَ عن حَرِيمِهِ «12» أو فَرَّ منكم فَرَّ عن حَمِيمِهِ «13»
أنا ابنُ سيّارٍ على شَكِيمِهِ إنَّ الشِّراكَ قُدَّ مِن أديمِهِ
______________________________
(1) البيت لعوف بن عطيّة بن عمرو الملقَّب بالخَرع، كما في النقائض 228، و طبقات ابن سلّام 139، و الأغاني 10/ 33. و يُنسب أيضا إلى النابغة الجعدي، و هو في ملحقات ديوانه 241، و بهذه النسبة في الكتاب 2/ 39، و المخصَّص 7/ 156 و 17/ 64. و انظر أيضا: المقتضب 3/ 371، و مجالس ثعلب 459، و أضداد أبي الطيّب 201، و الأمالي الشجرية 2/ 113، و شرح المفصّل 4/ 54، و الهمع 1/ 29، و الصحاح و اللسان (بدد، حلق). و انظر ص 999.
(2) المستقصى 1/ 257. و انظر: الاشتقاق 98.
(3) «أودى كما أودى دَرِم»، في المستقصى 1/ 429.
(4) م: «أنه قعد سنة عن الغزو، فأعطى نفقته رجلًا فقال له».
(5) م: «فإذا رأيت رجلًا يمشي حجزة في هيئته بذاذة، فادفع إليه هذه الدنانير.
قال: فرأى رجلًا رثّ الهيئة فدفعها إليه فسمعه يقول: ربّ لم تَنْس …».
(6) م: «أبي ذرّ».
(7) ديوانه 41. و نسبه العسكري في ديوان المعاني إلى الراعي، و هو في ملحقات ديوانه 303. و انظر: أمالي القالي 2/ 164، و المخصَّص 8/ 39 و 12/ 12 و 15/ 170، و شرح المفصَّل 4/ 61، و الخزانة 1/ 111؛ و من المعجمات:
المقاييس (ذب) 2/ 349، و الصحاح (سرل)، و اللسان (ذبب، رود، سرل).
(8) م ط: «ليس في كلام العرب على وزن سراويل إلا جمع، فأما واحد فلا».
و انظر: المعرّب 196.
(9) الرجز في إبدال أبي الطيب 1/ 92، و المقاييس (ذب) 2/ 349، و الصحاح و اللسان (ذبب). و في الصحاح: و هُمْ سقوني.
(10) في الاشتقاق 275: «فأما ذبيان ففُعلان أو فِعلان من قولهم: ذَبَى الشيءُ يَذبي ذَبيا، إذا لان و استرخى. و يقال للغصن إذا ذبل: ذَبَى مثل ذوى. و ذِبيان يكسر أوله و يضمّ، و سُفيان و سِفيان».
(11) اللسان (ذبب، شكم)؛ و الرابع مثل، انظر: المستقصى 1/ 405.
(12) م ط: «عن حميمه».
(13) م ط: «عن حريمه».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 67
ب ر ر
برر
البَرُّ: خِلاف البحر.
و البِرُّ: ضد العقوق. و رجلٌ بَرٌّ و بارٌّ. و بَرَّت يمينه بِرًّا، إذا لم يَحْنَث.
و بُرَّ حَجُّه و بَرَّ حَجُّه لغتان.
و البُرُّ المعروف أفصح من قولهم القمح و الحنطة. قال الشاعر- هو المُتَنَخِّل (بسيط) «1»:
لا دَرَّ دَرِّيَ إن أطعمتُ رائدَهم قِرْفَ الحَتِيِّ و عندي البُرُّ مَكنوزُ
القِرْفُ: القِشْر. و قِرْفُ كلِّ شيء: قِشْرُه. و الحَتِيُ: رديء المُقْل خاصَّة.
و مثلٌ من أمثالهم: «لا يعرف الهِرَّ من البِرَّ». و قد كثر الكلام في هذا المثل فذكر أبو عثمان الأُشنانْداني أن الهِرِّ السِّنَّورُ و البِرَّ الفأرةُ في بعض اللغات أو دُوَيْبَّة تشبهها. و قال آخرون: لا يعرف من يَهِرُّ عليه ممّن يَبِرُّهُ.
ربب
و استُعمل من معكوسه: الرَّبّ: اللّه تبارك و تعالى. و ربُ كل شيء: مالكه.
و رَبَ الرجلُ النعمةَ يَرُبُّها ربًّا، و قالوا: رِبابة أيضا، إذا تمّمها.
و رَبَ بالمكان و أرَبَ، إذا أقام به.
و رُبُ السمنِ و الزيتِ: ثُفْلُه الأسودُ. و رَبَبْتُ الأديم: دهنته بالرُبِ. قال الشاعر- هو عمرو (طويل) «2»:
فإن كنتِ منّي أو تُريدين صُحبتي فكوني له كالسَّمن رُبَ له الأَدَمْ
و سِقاءٌ مربوبٌ، إذا أُصلح بالرُبّ. قال الراجز- أبو النجم العِجلي «3»:
كَشائط الرُبِ عليه الأَشْكَلِ
الشائط: الذي قد شَيَّطَتْه النار. و الأشكل: الذي فيه شُكْلة، و هي بياض يضرب إلى «4» حُمرة و كُدرة، و هو من صفة الرُّبّ.
و الرِّبابة: العهد، و المعاهدون أَرِبَّة. قال الهذلي- أبو ذؤيب (بسيط) «5»:
كانت أرِبَّتَهُم بَهْزٌ و غَرَّهُمْ عَقْدُ الجِوار و كانوا مَعْشَرا غُدُرا
و يُروى:
… فغيّرهم عَهْدُ الجوارِ ….
و قال آخر، و هو علقمة بن عَبَدَة (طويل) «6»:
و كنتَ امرأً أفضت إليك رِبابتي و قبلكَ رَبَّتني، فضِعْتُ، رُبوبُ
و يُروى: رَبوبُ.
و الرِّبابة: قطعة من أَدَم تُجمع فيها القِداح. قال أبو ذؤيب (كامل) «7»:
فكأنّهنّ رِبابَةٌ و كأنّه يَسَرٌ يُفيضُ على القِداح و يَصْدَعُ
أي يقضي أَمْرَه.
و الرِّبَّة: ضربٌ من الشجر أو النبت.
و رُبَ: كلمة، و تخفَّف في بعض اللغات «8»، يقولون: رُبَما كان كذا و كذا. قال الهذلي (كامل) «9»:
______________________________
(1) ديوان الهذليين 2/ 15؛ و يُنسب إلى المتلمّس، و هو في ملحقات ديوانه 291.
و استشهد به سيبويه على رفع مكنوز خبرا عن البُرّ على إلغاء الظرف. و انظر:
البيان و التبيين 1/ 17، و الحيوان 5/ 285، و المعاني الكبير 384، و السَّمط 157، و المقاييس (حتو) 2/ 136، و الصحاح (حتا)، و اللسان (برر، درر، كنز، حتا). و انظر ص 388 أيضا.
(2) البيت في ديوان عمرو بن شأس 71. و انظر: الشعر و الشعراء 338، و أمالي القالي 2/ 189، و السِّمط 803، و المرزوقي 280، و التبريزي 1/ 149، و الصحاح و اللسان (ربب). و في الديوان: رُبَّتْ له.
(3) من لامية أبي النجم (أم الرجز 474). و انظر: العين (شيط) 6/ 276، و اللسان (ربب، شيط، شكل). و سينشده ابن دريد أيضا ص 867 و 868.
و 877.
(4) م ط: «تخلطها».
(5) ديوان الهذليين 1/ 44، و المعاني الكبير 440، و المقاييس (ربب) 2/ 383، و الصحاح (ربب)، و اللسان (ربب، بهز).
(6) ديوان علقمة 43، و المفضليات 394، و أضداد ابن الأنباري 143، و المخصَّص 17/ 154؛ و من المعجمات: المقاييس (رب) 2/ 383، و الصحاح و اللسان (ربب). و في الديوان: و أنت امرؤ … أمانتي.
(7) ديوان الهذليين 1/ 6، و المفضليات 424، و جمهرة أشعار العرب 130، و السيرة 1/ 263، و المعاني الكبير 1171، و أدب الكاتب 410، و شرح المرزوقي 1594، و المخصَّص 13/ 21 و 14/ 68، و الاقتضاب 254، و شرح أدب الكاتب 371، و الأمالي الشجرية 2/ 269؛ و من المعجمات: العين (صدع) 1/ 291، و المقاييس (رب) 2/ 383 و (فيض) 4/ 465، و الصحاح و اللسان (ربب، يسر، صدع، فيض). و سيرد أيضا في الجمهرة ص 1314.
(8) م ط: «كلمة يخفّفها بعض العرب».
(9) البيت لأبي كبير الهذلي في ديوان الهذليين 2/ 89. و هو من شواهد النحو على تخفيف ربّ و دلالتها على التكثير؛ انظر: تهذيب الألفاظ 43، و الأمالي الشجرية 2/ 4، 302، و شرح المفصَّل 5/ 119 و 8/ 31، و المقاصد النحوية 3/ 54، و الخزانة 4/ 165؛ و من المعجمات: العين (مصع) 1/ 317 و (هضل) 3/ 407، و اللسان (مصع، هضل). و سيرد أيضا في الجمهرة ص 911 و 1170.
و في العين: كم هيضلٍ مَصِعٍ.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 68
[أَ زُهيْرُ يَشِبِ القَذالُ فإنني] رُبَ هَيْضَلٍ لَجِبٍ لَفَفْتُ بهَيْضَلِ
الهَيْضلُ: الجماعة من الناس. زُهيرة: ابنته فرُخِّم.
و ربما قالوا: رُبَّتَ، في معنى رُبَ. قال الآخر، و هو ابن أحمر (وافر)
و سائلةٍ بظهر الغيب عني،
نسائلُ بابن أحمر من رآه.
«1»:
و رُبَّتَ سائلٍ عنّي حَفِيٍ أعارَتْ عَينُه أم لم تِعارا
تِعارا، مكسورة التاء. قال أبو بكر: هكذا لغته، أي صارت عوراءَ، و يقال: عُرْتُ العينَ و عَوَّرْتُها.
ب ز ز
بزز
بَزَّ الشيءَ يَبُزُّه بَزًّا، إذا اغتصبه. و المثل السائر: «مَن عزَّ بَزَّ» «2»، أي مَن قَهَرَ سَلب «3».
و بَزَّ ثوبَه عنه إذا نَزَعَه.
و البَزُّ: السِّلاح، يدخل فيه الدرع و المِغْفَر و السيف. قال الشاعر في السَّيف «4» (طويل) «5»:
و لا بِكَهامٍ بَزُّه عن عدوّه إذا هو لاقى حاسِرا أو مقنَّعا
و قال الآخر في الدرع- هو قيس بن خُويلد الهُذلي المعروف بابن عَيْزارة الهذلي (طويل) «6»:
سَرَى ثابتٌ بَزّي ذميما و لم أكن سللتُ عليه شُلَّ مني الأصابعُ
[فيا حسرتا إذ لم أقاتل و لم أُرَعْ من القوم حتى شُدَّ مني الأشاجعُ]
فَوَيلُ أمِ بَزٍّ جَرَّ شَعْلٌ على الحَصَى و وُقِّرَ بَزٌّ ما هنالك ضائعُ
و قوله: فويل أمِ بَزٍّ: كأنه تلهَّفَ على سلاحه إذ سلبه شَعْلٌ لما أسره «7»، ثم قال: و وُقِّر بزٌّ ما هنالك ضائع، أي أَكْرِمْ بذلك البَزّ. و ما: لَغْو. و شَعْل: لقب تأبّطَ شرًّا، و كان قائل هذين البيتين أسره تأبّطَ شرًّا «8» و سلبه سلاحَه و درعَه، و كان تأبّط شرًّا قصيرا فلما لبس الدرع طالت عليه فسحبها على الحصى و كذلك السيف لما تقلَّده طال عليه فسحبه؛ و هذا يعني السِّلاحُ كلَّه.
و رجلٌ حسنُ البِزَّة، إذا كان حسن الثياب و الهيئة.
و البَزُّ: مَتاع البيت من الثياب خاصة. قال الراجز «9»:
أحْسَنُ بَيْتٍ أَهَرا و بَزّا كأنما لُزَّ بصَخْرٍ لَزّا
الأهَرُ: مَتاع البيت من غير الثياب. يقال: بيتٌ حسنُ الأَهَرَة و الظَّهَرَة، إذا كان حسنَ الهيئة و البِزَّة؛ و الظَهَرَة: ما يظهر منه.
زبب
و استُعمل من معكوسه: الزَّبَب. يقال: بعيرٌ أزَبُ، إذا كان كثيرَ شعر الوجه و العُثْنون. و من أمثالهم: «كلُ أَزَبَ نفورٌ».
و أَزَبُ لا ينصرف. و رجلٌ أَزَبُ: كثير الشعر. قال الشاعر (وافر)
* من الحيّ الذين على قَنان*
«10»:
أَزَبُ الحاجبين بعَوْفِ سَوْءٍ مِن النَّفَر الَّذينَ بأزْقَبانِ
أزْقبان: موضع، و هو أَزْقَباذ «11»، فلم يستقم له الشعرُ. و قال آخر (طويل) «12»:
______________________________
(1) ديوانه 76، و فعل و أفعل للأصمعي 520، و المنصف 1/ 260 و 3/ 42، و معاني الشعر 106، و أضداد أبي الطيّب 508، و المخصَّص 1/ 103، و الاقتضاب 434، و الأمالي الشجرية 2/ 203، و شرح أدب الكاتب 355، و شرح المفصَّل 10/ 74 و 75؛ و من المعجمات: العين (عور) 2/ 235 و (صيد) 7/ 144، و الصحاح (عور)، و اللسان (عور، غور). و سيرد البيت أيضا في الجمهرة ص 775 و 1066. و يُروى الصدر:
و سائلةٍ بظهر الغيب عني،
كما يُروى:
نسائلُ بابن أحمر من رآه.
(2) المستقصى 2/ 357.
(3) م ط: «من قهر اغتصب».
(4) ط: «قال الشاعر متمم بن نويرة اليربوعي في أخيه مالك يرثيه». و في م بعد البيت: فهذا يدلّ على أنه السيف.
(5) البيت لمتمِّم بن نُويرة اليربوعي في ديوانه 108، و المفضليات 266، و جمهرة أشعار العرب 142؛ و أنشده ابن دريد أيضا في الملاحن 14. و انظر: اللسان (بزز).
(6) الأبيات في ديوان الهذليين 3/ 77- 78. و انظر: المعاني الكبير 1037، و شرح المرزوقي 141 و 390 و 1421، و الثالث في اللسان (بزز).
(7) ل: «ابتزه»؛ و لعله تحريف.
(8) ل: «أُسر هذا الهذلي».
(9) سيردان أيضا في الجمهرة ص 130، و مع ثلاثة أبيات أخرى ص 710، و التخريج في الموضع الأخير. و الرجز لأبي مهديّة الأعرابي.
(10) البيت للأخطل في ديوانه 515 برواية:
* من الحيّ الذين على قَنان*
و انظر: تهذيب الألفاظ 580، و المخصَّص 12/ 188، و معجم البلدان (أزقبان) 1/ 168، و اللسان (زبب، زقب، عوف).
(11) ل: «أبْزَقباذ»؛ و لعله تحريف.
(12) اللسان و التاج (زبب).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 69
أَزَبُ القَفا و المنكِبَيْنِ كأنَّه من الصَّرصرَانيّات عَوْدٌ موقَّعُ
الصرصرانيات منسوبة إلى موضع.
قال أبو بكر: الزُّبُ في لغة أهل اليمن: اللحية، و الزُّبُ:
ذَكَرُ الإنسان، عربي «1» صحيح، و أنشد (رجز) «2»:
قد حَلَفَتْ باللّه لا أُحِبُّهْ إن طال خُصْيَاه و قَصْرَ زُبُّهْ
أراد: و قَصُر، و تلك لغته.
ب س س
بسس
بَسَ السَّويقَ يَبُسُّه بَسًّا، إذا لَتّه بسَمْنٍ أو زيت أو نحوه.
و ذكر أبو عبيدة أن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ بُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا أي صارت ترابا ثَرِيًّا. قال الراجز- هذا رجل استاق إبلَ قومٍ فهو يستعجل أصحابه (رجز) «3»:
لا تَخْبِزا خَبْزا و بُسّا بَسّا [مَلْسا بَذودِ الحُمَسِيِّ مَلْسا]
يقول: لا تخبزا فتبطئا بل بُسّا الدقيقَ بالماء و كُلاه.
و بَسَ بالناقة و أبَسَ بها، إذا دعاها للحَلَب. و مثلٌ من أمثالهم: لا أفعل ذلك ما أبَسّ عبدٌ بناقة، أي ما دعاها للحَلَب. قال الشاعر (خفيف) «4»:
فلحا اللّه طالِبَ الصُّلح مِنّا ما أطاف المُبِسُ بالدَّهْماءِ
و البغداديون يفسّرون هذا البيت بغير هذا.
و بَسْبَسْتُ بالغنم، إذا دعوتها فقلت لها: بُسُ بُسُ «5».
و الناقةُ البَسُوسُ: التي تدُرُّ على الإبساس.
و البَسيسة: خبز يجفَّف فيُدَقّ فيُشرب كما يُشرب السَّويق، و أحسبه الذي يسمَّى الفَتُوت. و انبَسَّتِ الحيّاتُ في الأرض، مثل انبثَّت. قال أبو النجم (رجز) «6»:
و انبَسَ حيّاتُ الكثيبِ الأَهْيَلِ
و ذلك عند إقبال الصيف لأنها تكثر و تتفرّق.
و البَسُ: ضرب من مشي الإبل، كذلك حكاه أبو زيد.
سبب
و استُعمل من معكوسه: سَبَ يَسُبُ سبًّا. و أصل السَبّ القطعُ ثم صار السَبُ شتما لأن السَبَ خَرْق الأعراض. قال الشاعر (متقارب)
* بأبيض يهتزّ في كفّه*
يقدّ العظام ….
«7»:
فما كان ذَنْبُ بني مالكٍ بأن سُبَ منهم غلامٌ فَسَبّ
أي شُتم فقَطع. و يُروى: لأن سبّ «8».
بأبيضَ ذي شُطَبٍ صارِمٍ يَقُطُّ العظامَ و يَبْري العَصَبْ
و يُروى: باترٍ «9». يريد معاقرة غالب بن صَعصعة أبي الفرزدق و سُحيم بن وَثيل الرِّياحي لمّا تعاقرا بصَوْأر، فعقر سُحيم خمسا ثم بدا له، و عقر غالب مائةً و لم يكن بملك غيرها. و أنشد (طويل) «10»:
أَلَمْ تعلما يا ابنَ المُجَشَّر أنها إلى السيف تستبكي إذا لم تُعَقَّرِ
مناعيشُ للمولى مرائيبُ للثَّأى معاقيرُ في يوم الشتاء المذكَّرِ
و ما جُبِرَتْ إلا على عَثَمٍ يُرى عراقيبُها مذ عُقِّرَتْ يومَ صَوْأرِ
قوله: سُبَ، أي شُتم. و قوله: فَسَبّ، أي قطعَ، كأنَّه جعل
______________________________
(1) زاد بعد هذا في م: «و الصَّرصرانيّ ولدُ البُخْتيّة و لا يكون إلا ضعيفا و لا يُنجب».
(2) اللسان و التاج (زبب).
(3) نسبهما المرزباني في معجم الشعراء 475 إلى الهَفَوان العقيلي أحد بني المنتفق و أحد اللصوص. و انظر: مجاز القرآن 2/ 248، و نوادر أبي زيد 161، و تهذيب الألفاظ 636، و الحيوان 4/ 490، و المخصّص 7/ 104 و 127، و المقاييس (بس) 1/ 181 و (خبز) 2/ 280، و الصحاح (خبز، بسس)، و اللسان (خبز، بسس، حدس). و رواية الجاحظ: بذود الحَدَسيّ.
(4) البيت لأبي زُبيد الطائي في ديوانه 32. و انظر: حماسة البحتري 35، و المقاييس (بس) 1/ 18، و أمالي القالي 1/ 232، و السمط 528، و الخزانة 2/ 154، و المقاصد النحوية 2/ 158.
(5) بُسُّ بسُّ هي الرواية في ل. و في م: «بُسَّ بُسَّ». و روى في اللسان: بَسْ بَسْ و بِسْ بِسْ.
(6) انظر: أرجوزة أبي النجم اللامية (أم الرجز 475)، و الحيوان 4/ 256، و المقاييس (بس) 1/ 181، و اللسان (بسس).
(7) البيتان لذي الخِرَق الطُّهوَي كما جاء في ذيل الأمالي 54، و أنشدهما ابن دريد أيضا في الملاحن 26. و انظر: المعاني الكبير 1087، و المؤتلف و المختلف 172، و المخصَّص 13/ 34- 35؛ و من المعجمات: المقاييس (سب) 3/ 63، و الصحاح و اللسان (سبب). و صدر الثاني في ذيل الأمالي و المؤتلف:
* بأبيض يهتزّ في كفّه*
و في الملاحن:
يقدّ العظام ….
(8) هذه العبارة من ل وحدها.
(9) م: «و يروى صارم». و رواية م في البيت: «باتر».
(10) ديوان الفرزدق 478، و النقائض 952.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 70
القطعَ سبًّا، إذ كان مكافأة للسَّبّ.
و يقال: رجلٌ سِبٌ، إذا كان كثير السِّباب «1».
و فلانٌ سِبُ فلانٍ، أي نظيره. و أنشد (خفيف) «2»:
لا تَسُبَّنّني فلستَ بسِبّي إنّ سِبّي من الرجال الكريمُ
و السِّبُ: الشُقَّة البيضاء من الثياب، و هي السبيبة أيضا.
قال الشاعر (طويل)
فهم أهلاتٌ حول قيس بن عاصم إذا أدلجوا بالليل يَدْعون كوثرا
و اشهد من عوفٍ حلولًا كثيرة يحجّون سِبَّ الزِّبرقان المزعفرا
«3»:
فَهُمْ أَهَلاتٌ حولَ قيس بن عاصمٍ يَحُجّون سِبَ الزِّبْرِقان المزعفَرا
قال أبو بكر: روى قومٌ: سَبَ الزبرقان بفتح السين و نسبوا الزبرقان إلى الأُبْنَة. يريد العِمامة هاهنا، و كانت سادات العرب تصبُغ العمائم بالزعفران «4». و قد فسَّر قومٌ هذا البيت بغير هذا التفسير بما لا يُذكر.
و يقال: مضت سَبَّة من الدهر و سَنْبَة من الدّهر، أي مُلاوة و مَلاوة أيضا. قال الراجز- هو الأغلب العجلي «5»:
رَأَتْ غُلاما قد صَرَى في فِقْرَتِهْ ماءَ الشباب عُنفوانَ سَنْبَتِهْ
صرى: جَمَعَ و قَدُم عهده. و المُصَرّاة من الإبل و الغنم:
التي قد اجتمع اللبن في ضَرعها. و
في الحديث: «من اشترى مُصَرّاةً فهو بخير النَّظَرين إن شاء رَدَّها و رَدَّ معها صاعا من تمر لِما قد أخذ من لبنها» «6».
و السَّبَّة: الدُّبُر. و سأل النعمان بن المنذر رجلًا طعن رجلًا فقال: كيف صنعت «7»؟ قال: طعنته في الكَبَّة طعنا في السَّبَّة فأنفذتُها من اللَّبَّة. قال أبو بكر: فقلت لأبي حاتم: كيف طعنه في السَّبَّة و هو فارس؟ فضحك و قال: انهزم فاتَّبعه فلما رَهِقَه أكبَّ ليأخذَ بمَعْرَفَة فرسه فطعنه في سَبَّته، أي في دُبره.
و السِّبُ بلغة هذيل: الحَبْل. و قال أبو ذؤيب (طويل)
– تدلّى عليها بين سِبّ و خيطةٍ بجرداءَ مثل الوَكْف يكبو غرابُها
تدلّى عليها بالحبال موثّقا شديد الوصاة نابل و ابن نابلِ
«8»:
تَدَلَّى عليها بين سِبٍ و خَيْطَةٍ شديدُ الوَصاةِ نابلٌ و ابنُ نابلِ
قيل إنه يريد بالسِّبّ و الخَيطة الحبلَ و الوَتِدَ في هذا البيت.
يصف الذي يشتار العسلَ فيتدلّى بالحبل إلى موضع العسل «9». و قال أبو عبيدة: الخيطة في هذا البيت: الحَبْل، و السِّبُ: الوَتِد، و إنما يصف مُشتارا يشتار العسل.
ب ش ش
بشش
بَشَ به بَشًّا و بَشاشةً، إذا ضحك إليه و لَقِيَه لقاءً جميلًا.
و أنشد (رجز) «10»:
لا يَعْدَمُ السائلُ منه وَفْرا و قَبْلَه بَشاشةً و بِشْرا
و بنو بَشَّة: بطن من العرب من بني العَنْبَر.
شبب
و استُعمل من معكوسها: شَبَ الغلامُ شبابا.
______________________________
(1) م ط: «سبّابا للناس».
(2) البيت لحسّان بن ثابت في ديوانه 89؛ و يُنسب إلى عبد الرحمن بن حسّان، و هو في ديوانه 51. و انظر: السيرة 89، و إصلاح المنطق 14، و المخصّص 12/ 175، و المقاييس (سب) 3/ 63، و الصحاح و اللسان (سبب).
(3) البيت للمخبَّل السعدي، كما جاء في أربعة مواضع من اللسان (و انظر ديوانه 125). و أنشده ابن دريد في الاشتقاق 123 و 254، و هو في الموضع الأول من بيتين:
فهم أهلاتٌ حول قيس بن عاصم إذا أدلجوا بالليل يَدْعون كوثرا
و اشهد من عوفٍ حلولًا كثيرة يحجّون سِبَّ الزِّبرقان المزعفرا
و انظر أيضا: إصلاح المنطق 372، و تهذيب الألفاظ 563، و المعاني الكبير 478، و المخصّص 2/ 46 و 3/ 128 و 12/ 302 و 13/ 179، 14/ 119، و السِّمط 191، و شرح المفصّل 5/ 33، و الخزانة 3/ 427؛ و من المعجمات:
المقاييس (حج) 2/ 92، و الصحاح (سبب، حجج، زبرق)، و اللسان (سبب، حجج، زبرق، أهل). و قارن برواية سيبويه 2/ 191. و سيجيء البيت أيضا في الجمهرة ص 86 و 1257.
(4) زاد في ط: «لا يلبس ذلك غيرهم».
(5) الرجز للأغلب العِجلي، كما جاء في اللسان (صري)، و نسبه في هامش المطبوعة إلى أبي محمد الفقعسي. و انظر: أضداد الأصمعي 12، و أضداد ابن السكيت 172، و أضداد ابن الأنباري 9، و أضداد أبي الطيّب 442، و المحتسب 1/ 136، و الأزمنة و الأمكنة 1/ 297؛ و من المعجمات: المقاييس (رد) 2/ 387 و (صرى) 3/ 346، و الصحاح (صري)، و اللسان (سنب، عنف، صري).
و سيجيء أيضا في الجمهرة ص 341 و 746.
(6) «صرى … لبنها»: سقط من ل.
(7) م ط: «طعنت».
(8) هذا البيت مزيج من بيتين لأبي ذؤيب في الديوان 1/ 79 و 1/ 142، و هما:
– تدلّى عليها بين سِبّ و خيطةٍ بجرداءَ مثل الوَكْف يكبو غرابُها
تدلّى عليها بالحبال موثّقا شديد الوصاة نابل و ابن نابلِ
و عجز الثاني في الاشتقاق 395. و انظر أيضا: المعاني الكبير 598 و 627، و أضداد أبي الطيّب 293، و أمالي القالي 2/ 259، و الخزانة 2/ 492؛ و من المعجمات: المقاييس (خيط) 2/ 234 و (سب) 3/ 64 و (نبل) 5/ 383، و الصحاح (سبب، خيط، و كف)، و اللسان (سبب، خيط، و كف، نبل).
و سينشده ابن دريد أيضا في ص 379 و 611 و 1055.
(9) «و قيل إنه … العسل»: سقط من ل.
(10) المقاييس (بش) 1/ 182، و اللسان (بشش). و في اللسان: منه وِترا.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 71
و أشَبَ الرجلُ، إذا كان له بنون.
و أشَبَ الثورُ، إذا كَمَلَ سِنُّه.
و شَبَ الفرسُ شِبابا. و شَبَّت النارُ شُبوبا و شبًّا. و أشببتُها أنا إشبابا.
و قد مضى المثل: من شُبٍ إلى دُبٍ «1».
و الشَّبُ: ضربٌ من الدواء معروف عند العرب. و أنشد (طويل) «2»:
ألا ليتَ عمّي يومَ فُرِّق بيننا سُقَى السَّمَّ ممزوجا بشَبِ يماني
سُقى لغته. قال أبو بكر: سُقَى في لغة طيء و غيرها بمعنى سُقِي.
و رأيت شَبَّه النارَ: اشتعالها. و به سُمِّي الرجلُ شَبَّه.
و يقال: فلانة يَشُبُّها فرعُها «3»، إذا أظهر بياضُ وجهها سوادَ شعرها. و قال رجل من طيِّىء- جاهلي (سريع) «4»:
مُعْلَنْكِسٌ شَبَ لها لونَها كما يَشُبُ البَدْرَ لونُ الظَّلامْ
يقول: كما يَظْهَر لونُ البدر في الليلة المظلمة.
و يقال: رجلٌ مشبوبٌ، إذا كان جميلًا. قال الراجز «5»:
[تَهْدي قُداماه عَرانينُ مُضَر] و مِن قريشٍ كلُ مشبوبٍ أَغَرّ
و ثورٌ مُشِبٌ و شبوبٌ و شَبَبٌ، إذا تمّ سنُّه و ذكاؤه.
و سمَّوا شَبِيبا، و أحسبه في معنى مشبوب من قولهم: شُبَّت النارُ.
ب ص ص
بصص
بَصَ الشيءُ يَبِصُ بَصِيصا و بَصًّا، إذا أضاء.
و العينُ في بعض اللغات تسمَّى: البصّاصَة.
فأما بَصْبَصَ فإنك ستراه في بابه مفسَّرا إن شاء اللّه «6». قال الراجز «7»:
يَبِصُ منها لِيُطها الدُّلامِصُ
كدُرَّة البحر زَهاها الغائصُ
زَهاها: رفعها و أخرجها.
صبب
و من معكوسه: صَبَ الماءَ و غيرَه صبًّا، و صَبَ في الوادي، إذا انحدر فيه.
و رجلٌ صَبٌ: بَيِّن الصَّبابة. و الصَّبابة: رقَّة الشوق «8».
و الصُّبَّة: كل ما صببتَه من طعام أو غيره مجتمعا، و ربّما سُمِّي الصُبَ بغير هاء.
و الصُّبَّة: القطعة من الخيل، نحو السُّرْبَة، و من الغنم أيضا. قال الشاعر (خفيف) «9»:
صُبَّةٌ كاليَمام تَهْوي سِراعا و عَدِيٌّ كمثل سَيْلِ المَضيقِ
اليمام: ضرب من الطَّير. شبَّه الخيلَ بها لسرعتها.
و العَدِيّ: الرَّجّالة الذين يَعْدُون.
و الصُّبابة من الشيء: باقيه. و
في الحديث: «صُبابةٌ كصُبابة الإناء».
و الصَّبيبُ: صِبْغٌ أحمر.
و الصَّبا: معروف، و ستراه «10» في بابه إن شاء اللّه.
ب ض ض
بضض
بَضَ الماءُ يَبِضُ بضًّا و بُضُوضا، إذا رَشَحَ من صخرة أو أرض. و مثلٌ من أمثالهم: «فلان لا يَبِضُ حَجَرُه»، أي لا يُنال منه خيرٌ.
و رَكِيٌ بَضوض: قليلة الماء. و لا يقال: بضَ السِّقاءُ و لا القِرْبَةُ، و إنما ذلك الرَّشْح أو النَّتْح، فإذا كان دُهْنا أو سَمْنا فهو النَّثُّ و المَثُّ. و
في حديث عمر: «تَنِثُّ نَثَّ الحَمِيت»
، و قالوا: تَمِثُّ.
و يقال: رجلٌ بَضٌ بَيِّنُ البَضاضة و البُضوضة، إذا كان ناصع البياض في سِمَنٍ. قال الشاعر، و هو أوس بن حَجَر (متقارب)
و أحمرّ جعدا ….
«11»:
______________________________
(1) ص 66.
(2) الصحاح و اللسان (شبب).
(3) ط: «شعرها».
(4) اللسان و التاج (شبب).
(5). الرجز للعجّاج في ديوانه 31- 32. و انظر: السمط 621، و اللسان (عرن).
(6) ص 175.
(7) المقاييس (بص) 1/ 182، و اللسان (بصص).
(8) م ط: «رقّة الشوق».
(9) اللسان (صبب)، برواية: كمثل شبه المضيق.
(10) م ط: «و الصِّبا و الصَّبا جميعا ستراه …».
(11) ديوان أوس 30؛ و أنشده ابن دريد أيضا في الاشتقاق 270. و انظر: شرح المفضليات 57 و 634، و الحيوان 5/ 582، و معاني الشعر 90، و أضداد أبي الطيّب 13، و المقاييس (بض)، و اللسان (بضض، ضبن). و في الديوان:
و أحمرّ جعدا ….
و سيجيء في الجمهرة ص 356.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 72
و أبْيَضُ بَضٌ عليه النُّور و في ضِبْنِهِ ثعلبٌ مُنْكَسِرْ
الضِّبن: الجَّنْب «1». و قال أبو زُبيد الطائي في بَضّ الماء (كامل) «2»:
يا عُثْمَ أدْرِكْني فإنَّ رَكِيَّتي صَلِدَتْ فَأَعْيَتْ أن تَبِضَ بمائها
ضبب
و استُعمل من معكوسه: ضَبَّتْ لِثَتُه، تَضِبُ ضَبًّا، إذا تحلّب ريقُها. قال الشاعر- يخاطب قوما و يقول: نمتنع من إرادتكم و نقاتلكم حتى لا تحوزوا السَّبي «3» (طويل) «4»:
أبَيْنا أبَيْنا أن تَضِبَ لِثاتكم على خُرَّد مثل الظباء و جاملِ
و الضَبُ: هذه الدابّة المعروفة، و الأنثى ضَبَّة.
و ضَبَّبْت على الضبّ تضبيبا، إذا حرّشته فخرج إليك مذنِّبا فأخذت بذنَبه.
و ضبّة الحديد: التي تجمع بين الشيئين.
و أرضٌ مَضَبَّة «5»: ذات ضِباب، و مُضِبَّة، مثل فَئِرَة من الفأر، و جَرِذَة من الجِرذان.
و أضَبَّت أرضُ بني فلان، إذا كثر ضِبابها.
و الضَّبّ: موضع.
و الضَّبّ: وَرَم يكون في صدر البعير و يقال في خُفّه، فإذا أصاب ذلك البعيرَ فالبعيرُ أسَرُّ و الناقةُ سَرّاء. قال الشاعر (كامل) «6»:
و أبِيتُ كالسَّرّاءِ يربو ضَبُّها فإذا تَحَزْحَزُ عن عِداءٍ ضَجَّتِ
و يُروى: تزحزح «7». يقال: أسرُّ بيِّن السَّرَر، و هو داء يصيب البعير في صدره، فإذا بركَ تجافى. قال الأصمعي: السَّرَر:
ورم يصيب البعيرَ في صدره. و الضَّبُ: داء يصيبه في خُفّه، فإذا بركَ البعير و به السَّرَر و الضبّ تجافى في مبركه، فشبّه تجافيه عن فراشه بتجافي هذا البعير في مَبْركه.
و الضَّبُ: الحِقد. قال كثيِّر عَزَّة (وافر) «8»:
فما زالت رُقاكَ تَسُلُّ ضِغْني و تُخْرِجُ من مَكامنها ضِبابي
و الضَّبُ: أن يجمع الحالبُ خِلْفَي الناقة في كفّيه. قال الشاعر (طويل) «9»:
جَمَعْتُ له كفَّيَّ بالرُّمح طاعِنا كما جمع الخِلْفينِ في الضَّبِ حالِبُ
و أضَبَ الرجلُ على الشيء يُضِبُ إضبابا، إذا لزمه لزوما شديدا فلم يفارقه.
و الضُّبَيب: فرسٌ من خيل العرب معروف و له حديث.
و يقال للطَّلْعَة قبل أن تنفلق: ضَبَّة، و الجمع ضِباب، و إنما يقال ذلك لطلعة الفُحّال خاصة. قال الشاعر (طويل) «10»:
يُطِفْنَ بفُحالٍ كأن ضِبابَه بطونُ المَوالي يومَ عيدٍ تَغَدَّتِ
الفُحّال: فُحّال النخل، و هو ذكرُها، فأما للحيوان ففحل، خفيف، و إذا خرج طَلْعُها تامًّا فهو ضِبابها. هذا عن أبي مالك من النوادر.
و قد سمَّت العرب «11» ضَبَّة و ضَبًّا. و بنو ضَبَّةَ: بطن منهم، و كذلك الضِّباب: بطن أيضا.
و ضَبّ: اسم الجبل الذي مسجدُ الخَيْفِ في أصله.
و الضَّبابُ: السحاب الرقيق، معروف ستراه في بابه إن شاء اللّه «12».
______________________________
(1) هذه العبارة من م وحده.
(2) ديوان أبي زبيد 33. و انظر: البئر لابن الأعرابي 56، و المقاييس (بض) 1/ 184، و اللسان (بضض).
(3) «يخاطب … السبي»: سقط من ل، و هو في ط بعد البيت، و فيه: «حتى لا تحوضوا السبي».
(4) اللسان و التاج (ضبب).
(5) كذا في ل م. و سقط الكلام من ل حتى قوله: «إذا كثر ضبابها». و في م:
«مُضِبَّة مثل فئرة»، و عنه الضبط. أما الذي في ط فهو: «و أرضٌ ضَبِبَة: ذات ضِباب، و ضَبِبَة مثل فَئرَة …».
(6) الاشتقاق 190، و اللسان (ضبب، سرر). و سيجيء في الجمهرة ص 121.
(7) و هي رواية م.
(8) ديوان كثيّر 280، و طبقات فحول الشعراء 464، و المعاني الكبير 644، و الحيوان 4/ 250، 303 و 6/ 101، و السِّمط 62، و اللسان (ضبب).
(9) الاشتقاق 190، و اللسان (حلب، ضبب). و سيرد البيت في الجمهرة ص 146 أيضا.
(10) البيت للبُطين التّيمي، كما جاء في اللسان. و انظر: إصلاح المنطق 289، و الكامل 1/ 241، و المخصَّص 11/ 110؛ و من المعجمات: المقاييس (ضب) 3/ 358، و الصحاح و اللسان (ضبب، فحل). و سيرد البيت ص 1300 أيضا.
(11) في الاشتقاق 189: «اشتقاق ضبّة من شيئين: إما من الضّبّة الأنثى، أو من الضّبّة الحديد».
(12) ص 1000.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 73
ب ط ط
بطط
بَطَّ الجُرْحَ يَبُطُّه بَطًّا، إذا شقّه.
فأما الطائر الذي يسمَّى البَطُّ، فهو أعجمي معرَّب معروف «1». و البَطُّ عند العرب صغاره و كباره: الإوَزُّ.
و البَطيط: العَجَب. قال الشاعر (وافر) «2»:
ألمّا تَعجبي و تَرَيْ بَطيطا من اللّائِينَ في الحِجَجِ الخوالي
و يُروى:
… في الحِقَب ….
طبب
و من معكوسه: رجل طَبٌ بالشيء: حاذق به. و منه اشتقاق الطبيب. و من أمثالهم: «من أحَبَ طَبَ» «3»، أي تأتَّى لأموره و تَلَطَّف لها.
و فحلٌ طَبٌ: إذا كان بصيرا بالضوابع من الأوابي.
و الطِّبُ: السِّحر. قال ابن الأسلت (وافر) «4»:
ألا مَن مُبلِغٌ حسّانَ عني أطِبٌ كان داؤك أم جنونُ
و
في الحديث: طُبَ النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم
، أي سُحر. و رجلٌ مطبوبٌ، أي مسحور.
و الطِّبَّةُ، و قالوا: الطُّبَّة، و هي القطعة من الأَدَم المربَّعة أو المستديرة، و ستراها في بابها إن شاء اللّه «5». و ربما سمّيت القطعة من الأَدَم التي في حاشية السُّفرة أو حرفِ الدلو:
الطِّبَّة، و الجمع الطِّباب. و قال الشاعر- هو أسامة بن الحارث الهذلي «6» (طويل)
… في كل منظر طبابا فمثواه ….
«7»:
أَرَتْه من الجَرْباء في كل موقِفٍ طِبابا فمأواه، النَّهارَ، المَراكدُ
يصف حمار وحشٍ خاف الطِّراد فلجأ إلى جبل فصار في بعض شِعابه فهو يرى السماء مستطيلة. و قال الآخر (طويل)
… مستكنًّا جنوبها.
«8»:
و سدَّ السماءَ السِّجنُ إلّا طِبابةً كتُرْسِ المُرامي مُسْتَكِفًّا جُنوبُها
فذاك رأى السماء مستطيلة لأنه في شِعب جبلٍ، و هذا رآها مستديرة أو مربَّعة «9» لأنه في السجن.
ب ظ ظ
أهملت.
ب ع ع
عبب
استُعمل من معكوسها: عَبَ في الإناء: يَعُبُ عبًّا، و هو تتابع الجَرْع. قال الراجز «10»:
يَكْرَعُ فيها و يَعُبُ عبّا مُجَبِّيا في مائها مُنكَبّا
أي: مُنَكِّسا رأسَه رافعا عَجُزَه.
و
في الحديث: «مُصّوا الماءَ مَصًّا و لا تَعُبّوه عبًّا فإن الكُباد من العبّ».
و العَبِيبة: ضربٌ من الطعام.
و للعين و الباء مواضع في التكرير ستراها إن شاء اللّه «11».
ب غ غ
غبب
استُعمل من معكوسها: غَبَ الطعامُ يَغِبُ غبًّا. و الاسم:
الغِبُ، و الطعام: غابٌ كما ترى، و هو أن تتغير رائحته.
و الغِبُ من أوراد الإبل: أن ترعى يوما و تَرِدَ يوما من الغد، و بذلك سُمِّيت الحُمَّى: الغِبَ، لأنها تأخذ يوما و تُرَفِّهُ يوما.
قال أبو بكر: قال أبو مالك: سألتُ العرب عن الغِبّ فقالوا:
أن تشرب يوما و تَرِدَ بعده بيوم، فيكون وِرْدُها الماءَ يوما واحدا، و كان ينبغي أن يُسمَّى ثِلْثا؛ و الرِّبع: أن يفوتها الماءُ يومين؛ و الخِمْس: أن يفوتها الماءُ ثلاثة أيام، ثم كذلك إلى العشرة، و إنما سُمّي: عِشْرا لأنها تشرب يوما ثم ترعى ثمانية
______________________________
(1) المعرّب 64.
(2) البيت للكميت في ديوانه، ج 2، ق 1، ص 67. و انظر: المقاييس (بط).
1/ 184، و اللسان (بطط). و سيرد البيت ص 1304 أيضا.
(3) في المستقصى 2/ 354: من حبّ طبّ.
(4) ديوان أبي قيس بن الأسلت 91. و استشهد به سيبويه 1/ 23 على جعل اسم كان نكرة و خبرها معرفة ضرورةً، و هو فيه برواية: أسحرٌ كان طبَّك. و انظر: الخزانة 4/ 66 و 68، و اللسان (طبب).
(5) ص 363 و 1000.
(6) في م: «هو أسامة بن الحارث الهذلي».
(7) ديوان الهذليين 2/ 203. و أنشده ابن دريد في صفة السرج و اللجام 4. و انظر:
الأزمنة و الأمكنة 2/ 5، و المخصَّص 9/ 6، و المقاييس (جرب) 1/ 449، و الصحاح (ركد)، و اللسان (جرب، طبب، ركد). و سيرد أيضا ص 637.
و في الديوان:
… في كل منظر طبابا فمثواه ….
(8) اللسان (طبب). و سيرد أيضا في الجمهرة ص 637. و في اللسان:
… مستكنًّا جنوبها.
(9) م ط: «مربّعة و مدوّرة».
(10) اللسان و التاج (عبب). و يُروى: محبّبا، بالحاء المهملة، في اللسان.
(11) ص 176.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 74
أيام و تَرِدُ في اليوم العاشر «1».
و
في الحديث: «ادَّهِنوا غِبًّا»
. و المثل السائر: «زُر غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا» «2».
و الغُبُ: الغامضُ من الأرض، و الجمع أغباب و غُبوب. قال الراجز «3»:
كأنَّها في الغُبِ ذي الغِيطانِ ذِئابُ دَجْنٍ دائمِ التَّهْتانِ
الدَّجْن: إلباسُ الغيمِ السماءَ؛ يومُ دَجْنٍ و أيامُ دَجْنٍ و ليالي دَجْنٍ.
و الغُبُ: الضارب من البحر حتى يُمْعِن في البرّ.
و للباء و الغين مواضع في التكرير ستراها إن شاء اللّه «4».
ب ف ف
أُهملت.
ب ق ق
بقق
بَقَ يَبُقُ بقًّا، إذا أوسع من العطيّة. و كذلك بَقّتِ السماء بقًّا، إذا جادت «5» بمطر شديد. قال الراجز- هو عُوَيْف القوافي
* و جحدَ الخير الذي قد بقّهْ*
«6»:
و بَسَطَ الخيرَ لنا و بَقَّهْ فالخَلْقُ طُرًّا يطلبون «7» رِزْقَه
و بَقَ فلانٌ علينا كلامَه، إذا أكثره.
و تجيء في التكرير لها أخوات «8».
و البَقُ: البَعوض، معروف.
و رجلٌ بَقَاق: كثير الكلام. قال الراجز «9»:
[و قد أقُودُ بالدَّوى المزمَّلِ] أخرسَ في السَّفْر بَقَاقَ المَنزلِ
قبب
و من معكوسه: قَبَ نابُ الفحل قبيبا و قبًّا، إذا سمعتَ صوته. قال الراجز
* أرى ذو كدنةٍ لنابيه قبيبُ*
«10»:
ذو كِدْنَةٍ لِنَابهِ قَبِيبُ
يقال: بعيرٌ ذو كِدْنَة، إذا كان عظيمَ السَّنام.
و القَبُ: القطع. يقال: ضرب يدَه فقبَّها، كما يقولون:
ضربها فترَّها.
قببتُه أقُبُّه قبًّا، إذا قطعته.
و قَبَ النبتُ يَقُبُ و يَقِبُ قبًّا، إذا يبس، و هو القبيب مثل القفيف سواء.
و القَبُ: قَبُ المَحالة، و هي الخشبة المثقوبة التي تدور في المِحْوَر.
و قَبَ بطنُ الفرس، إذا لحقت خاصرتاها بحالبيها، و الفرسُ أقَبُ و الأنثى قَبّاء.
و مثل من أمثالهم
تمثّل به عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه «خِبَقَّةٌ خِبَقَّهْ تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّهْ».
يقال هذا للرجل إذا تكبّر و أعجبته نفسه ليتواضع؛ قالها عليّ عليه السلام و هو يصعد المنبر كأنه يأمر نفسه بالتواضع «11».
و كل شيء جمعت أطرافه فقد قببته؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة. فإن كان هذا صحيحا فمنه اشتقاق القُبَّة، إن شاء اللّه.
ب ك ك
بكك
بكَ الشيءَ يَبُكُّه بَكًّا، إذا خرّقه أو فرّقه.
و البَكُ: الازدحام، و كأنه من الأضداد عندهم، من قولهم:
تَباكّ القومُ، إذا ازدحموا و ركب بعضهم بعضا. قال الراجز «12»:
إذا الشَّريبُ أَخَذَتْه أكَّهْ فخَلِّه حتى يَبُكَ بكَّهْ
______________________________
(1) «قال أبو بكر … العاشر»: سقط من ل.
(2) المستقصى 2/ 109.
(3) الرجز في اللسان و التاج (غبب).
(4) ص 176.
(5) م ط: «جاءت».
(6) لعله من الأرجوزة المذكورة في الأغاني 17/ 118، و أقرب ما فيها إلى هذا:
* و جحدَ الخير الذي قد بقّهْ*
و انظر: المقاييس (بق) 1/ 185، و اللسان (بقق).
(7) م ط: «يأكلون».
(8) ص 176.
(9) البيتان منسوبان في المطبوعة و المعاني الكبير إلى أبي النجم العجلي، و ليسا في أرجوزته اللامية (أمّ الرجز). و انظر: المخصَّص 2/ 126 و 15/ 128، و المقاييس (بق) 1/ 186 و (دوى) 2/ 309، و الصحاح و اللسان (بقق، دوا).
و سيكررهما ابن دريد ص 176 و 233 و 1001 و 1062.
(10) اللسان (قبب)، و روايته فيه مضطربة:
* أرى ذو كدنةٍ لنابيه قبيبُ*
(11) «و مثل … بالتواضع»: سقط من ل. و موضعه في ط قبل الذي هنا، أي قبل قوله: «و رجل بَقاق …».
(12) سبق إنشادهما ص 58، و سيردان ص 311.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 75
الشَّريب: الذي يورد إبلَه مع إبلك. قال أبو بكر: الأَكَّة:
الحرّ الشديد مع سكون الريح. يقول: فخلِّه حتى يورد إبلَه حتى يتباكّ على الحوض، أي يزدحم.
و سُمِّيت مكَّةُ بكَّةَ لازدحام الناس بها «1»، و اللّه أعلم.
كبب
و استُعمل من معكوسه: كَبَبْتُ الشيءَ أَكُبُّه كبًّا، إذا قَلَبْتَه.
يقال: طعنه فكبَّه لوجهه. قال أبو النجم (رجز) «2»:
فكَبَّهُ بالرمح في دِمائهِ
و أَكَبَ الرجلُ على الشيء، إذا عكف عليه، فهو مُكِبٌ إكبابا. و يقال: أكببتُ على الشيء، إذا تجانأت عليه. و هذا من نوادر الكلام أن يقولوا أفْعَلْتُ أنا و فَعَلْتُ غيري.
و الكُبَّة: الحملة في الحروب، و قد تقدّم كلام فيه «3».
و نَعمٌ كُبَابٌ، أي كثير مجتمع «4».
و الكُبُ: الشيء المجتمع من تراب و غيره، و به سُمِّيت كُبَّةُ الغَزْل.
و في كلام بعضهم لبعض الملوك: طعنته في الكَبَّة طعنةً في السَّبَّة فأخرجتها من اللَّبَّة.
و الكُبُ و الكُبَّةُ: ضربٌ من النبت.
ب ل ل
بلل
بَلَ الشيءَ يَبُلُّهُ بلًّا بالماء و غيره.
و بَلَ من مرضه بَلًّا و بُلولًا، إذا برأ. و كذلك أَبَلَ و استَبَلَ.
قال الشاعر (طويل) «5»:
إذا بَلَ من داءٍ به ظَنَّ أنَّه نجا و به الداءُ الذي هو قاتِلُهْ
يُروى: بَرا و نَجا جميعا؛ و يُروى: إذا بَلَ من داء به خال أنّه. و قال الرِّياشي: و مما يشبه هذا في المعنى قول الشاعر (كامل) «6»:
كانت قَناتي لا تَلِينُ لِغامِزٍ فألانَها الإصباحُ و الإمساءُ
و دعوتُ ربِّي بالسلامة جاهدا ليُصِحَّني فإذا السَّلامة داءُ
و قال الرِّياشي: و مثله قول النَّمِر بن تَوْلَب العُكْلِيّ (طويل)
يسرّ الفتى … و البقا.
«7»:
يَوَدُّ الفتى طولَ السَّلامةِ و الغِنى فكيف ترى طولَ السلامةِ يفعلُ
و بُلَّة الشباب: طَراءته.
و يقال: طويتُ فلانا على بُلَلَتِه و بُلالته و بُلَلاته و بُلَّته، إذا طويتَه على ما فيه من عيب. قال الشاعر- القتّال الكِلابي، و يقال الحَضْرَمي بن عامر الأسدي (كامل) «8»:
و لقد طَويتُكُم على بُلَلاتِكم و عرفتُ ما فيكم من الأذرابِ
و قال الشاعر (طويل) «9»:
طوينا بني بِشْرٍ على بُللاتهم و ذلك خيرٌ من لِقاء بني بِشْرِ
و يقال: في الثوب بِلَّةٌ، أي رطوبة.
و البِلَّة: داء يصيب الإنسان في جسمه.
و أَبَلَ الرجلُ إبلالًا، إذا كان خبيثا. و رجلٌ أَبَلُ «10». قال الشاعر (طويل) «11»:
ألا تتَّقون اللّه يا آل عَامرٍ و هل يتّقي اللّه الأبَلُ المُصَمِّمُ
و قولهم: حِلٌّ و بِلٌ؛ قال قوم من أهل اللغة: بِلٌ هاهنا إتباع؛ و قال قوم: بل البِلُ المُباح، لغة يمانية. و
قال
______________________________
(1) في مجاز القرآن 1/ 97 في شرح بكّة: «هي اسم لبطن مكة، و ذلك لأنهم يتباكّون فيها و يزدحمون».
(2) اللسان و التاج (كبب).
(3) لم يسبق في الجمهرة.
(4) م ط: «كثير متراكب».
(5) إصلاح المنطق 190، و تهذيب الألفاظ 117، و المخصَّص 14/ 229، و المقاييس (بل) 1/ 189، و الصحاح و اللسان (بلل). و في إصلاح المنطق:
خالَ أنّه.
(6) البيتان في ملحقات ديوان لبيد 361. و انظر: عيون الأخبار 2/ 322، و الكامل 1/ 218، و الخزانة 1/ 324. و سيجيء الأوّل أيضا ص 279.
(7) ديوان النّمِر 87، و جمهرة القرشي 110، و البيان و التبيين 1/ 154، و الحيوان 6/ 503، و المعاني الكبير 1217، و عيون الأخبار 2/ 321، و الكامل 1/ 216، و الأغاني 19/ 159، و ديوان المعاني 2/ 183، و السّمط 532، و الخزانة 1/ 323. و في الكامل:
يسرّ الفتى … و البقا.
(8) البيت في ملحقات ديوان القتّال 101، و فصل المقال 231، و شرح التبريزي 1/ 124، و المقاييس (بل) 1/ 188، و الصحاح (ذرب)، و اللسان (ذرب، بلل).
(9) الصحاح و اللسان (بلل).
(10) النص في ل: «و رجلٌ أبَلّ: إذا كان خبيثا. قال الشاعر …».
(11) البيت في شعر المسيّب الذي نشره جاير مع ديوان أعشى قيس، 359؛ و أنشده ابن دريد أيضا في الاشتقاق 344. و انظر: مجاز القرآن 1/ 71، و السِّمط 959، و الخزانة 4/ 226؛ و من المعجمات: المقاييس (بل) 1/ 190، و الصحاح و اللسان (بلل).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 76
عبد المطَّلب في زَمْزَم: لا أُحِلُّها لمغتسِل و هي لشاربٍ حِلٌّ و بِلٌ.
لبب
و استُعمل من معكوسه: لَبَ بالمكان و أَلَبَ به لَبًّا و إلبابا، إذا أقام به.
و لَبَ الرجل، إذا صار لبيبا. قالت صفيَّة بنت عبد المطَّلب (مجزوء الرجز)
من قال إني أبغضه فقد كَذَبْ و إنما أضربه لكي يَلَبْ
و يهزم الجيش و يأتي بالسَّلَبْ
«1»:
أضرِبُه لكي يَلَبْ وكي يقودَ ذا اللَّجَبْ
و ذا اللَّجَب: يعني الجيش.
و اللُبُ: العقل، و لبُ كل شيء: خالصُه، و ربما سُمِّي سُمُّ الحيّة لُبًّا.
ب م م
بمم
أُهملت في الثنائي الصحيح إلّا في قولهم: البَمَّة:
الدُّبُر «2».
ب ن ن
بنن
بَنَ بالمكان و أَبَنَ بنًّا و إبنانا «3»، إذا أقام به، و أبى الأصمعي إلّا أَبَنَ.
و البَنَّة: الرائحة الطيِّبة. و ربما سُمِّيت مرابض الغنم:
بَنَّة «4». و أنشدَنا عبد الرحمن عن عمّه الأصمعي (وافر) «5»:
وَعِيدٌ تُخْدِجُ الأرآمُ منه و تَكْرَهُ بَنَّةَ الغَنَم الذِّئابُ
يريد: وعيدٌ يُلهي الذئاب عن رائحة الغنم.
نبب
و استُعمل من معكوسه: نَبَ التيسُ نَبًّا و نَبيبا، و هو صوته عند القِراع.
ب و و
بوو
البَوُّ: جِلْد الحُوار يُملأ تبنا أو حشيشا و يقرَّب إلى أُمّه لتَرْأَمَه فَتدُرَّ عليه.
ب ه ه
هبب
استُعمل من معكوسها: هَبَ التيسُ يَهُبُ هَبًّا و هَبيبا.
و هَبَّت الريحُ تَهُبُ هُبوبا، و قالوا هَبًّا، و ليس بالعالي في اللغة.
و هَبَ السيفُ هَبًّا و هَبَّةً، إذا اهتزّ.
و هَبَّت الناقةُ هِبابا من النشاط.
و هبَ النائمُ هبًّا، إذا انتبه من رقدته.
ب ى ى
بيي
أُهملت في الوجوه إلا في قولهم: هَيُّ بن بيٍ، مثلٌ لمن لا يُعْرَف «6».
ابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص76
قالوا: هَيّان بن بَيّان: اسمان لمن لم يُعرف و لم يُعرف أبوه. و أنشد (وافر) «7»:
لئامٌ من بني هَيِّ بن بَيٍ و أنذالُ الموالي و العبيدِ
______________________________
(1) الرجز مع مناسبته في الإصابة 1/ 545، و هو فيه مسدَّس:
من قال إني أبغضه فقد كَذَبْ و إنما أضربه لكي يَلَبْ
و يهزم الجيش و يأتي بالسَّلَبْ
و انظر: السمط 118.
(2) تنتهي المادة في نص ل بقوله: الصحيح. و في الهامش: «في غير هذه النسخة:
البمّة: اسم من أسماء الدُّبُر. و البُمّ: الصوت».
(3) م ط: «بنّ بالمكان بنًّا، و أبنّ به إبنانا».
(4) م: «و يقال لرائحة مرابض الغنم البنَّة خاصة».
(5) البيت للأسود بن يعفر في ديوانه 294؛ و أنشده ابن دريد أيضا في الاشتقاق 107. و البيت أيضا في أضداد أبي الطيّب 59، و الصحاح و اللسان (بنن).
و سيكرره ابن دريد في الجمهرة ص 382.
(6) من هنا إلى آخر المادة: سقط من ل. و بعد قوله: «اسمان» إلى آخر المادّة:
سقط من م.
(7) البيت لابن أبي عُيينة في المخصَّص 13/ 204، و اللسان (هيا).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 77
حرف التاء
و ما بعده من الحروف في الثنائي الصحيح
ت ث ث
أُهملت.
ت ج ج
أُهملت.
ت ح ح
حتت
استُعمل من معكوسها: حَتَ الشَّيءَ يَحُتُّه حَتًّا، كانحتات الورق عن الغصن.
و حَتَ اللّه مالَه حَتًّا، إذا أفقره.
و الحَتُ: قبيلة من كِنْدَة يُنسبون إلى بلد ليس بأُمّ و لا أب.
و الحَتُ: البعير السريع السير، الخفيف. و كذلك الفَرَس؛ يقال: فَرَسٌ حَتٌ. قال الشاعر يصف ظليما (وافر) «1»:
على حَتِ البُراية زَمْخَرِيِّ الس واعد ظلَّ في شَرْيٍ طِوالِ
و الزَّمخريّ: الأجوف. و السَّواعد: مَجاري المخّ في العظام في هذا الموضع. و إنما أراد حَتًّا عند البُراية، أي سريع عند ما يَبْريه السَّفَر «2». و خالف قوم من غير البصريين في تفسير هذا البيت فقالوا: يعني بعيرا. قال الأصمعي: كيف يكون ذلك و هو يقول قبله «3»:
كأنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍ يَعُنُ «4» مع العَشِيَّةِ للرِّئالِ
يقال: جمل ذو بُراية، إذا كان قويًّا على السير.
و الشَّري «5»: شجر الحنظل. و طِوال: من صفة الشَّرْي.
و الهِجَفُ: الظليم «6». و يَعُنّ: يعترض، يقال: عَنّ يَعُنُّ، إذا اعترض، و عَنَ الرجلُ الفرسَ، إذا حبسه بعِنانه يَعِنُّه، بالكسر.
و الرِّئال: أولاد النعام، واحدها رَأْل.
ت خ خ
تخخ
تَخَ العجينُ تَخًّا و أتخختُه أنا، إذا أكثرتَ ماءَه حتى يلين.
و كذلك الطين إذا أفرطتَ في كثرة مائة حتى لا يمكن أن يطيَّن به. و قد قالوا أيضا: ثَخَّ بالثاء، و الأُولى أعلى «7».
ختت
و من معكوسه: خَتٌ، و هو موضع.
ت د د
أُهملت.
ت ذ ذ
أُهملت.
______________________________
(1) البيت للأعلم الهُذلي في ديوان الهذليين 2/ 84. و انظر: المعاني الكبير 334 و 364، و المقاييس (بروى) 1/ 233 و (حت) 2/ 28، و الصحاح و اللسان (حتت، زمخر، بري، شري)، و اللسان (سعد). و سيكرره ابن دريد ص 1145 و 1209.
(2) ط: «أي سريعا عند ما يبريه من السَّفر».
(3) انظر، إلى ما ذُكر أعلاه: اللسان (عنن).
(4) بضم العين و كسرها في الأصل.
(5) ط: «من صفة الشجر».
(6) من هنا إلى آخر المادة: سقط من م. و تنتهي المادة في ل ببيت الشعر.
(7) في هامش ل: «الصّواب عن الشيخ أبي أسامة: تخّ بمعنى حَمُض».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 78
ت ر ر
ترر
ترَّ العظمَ يَتُرُّه تَرًّا، إذا قطعه. و كذلك كل عضو إذا قطعه «1»، و كذلك كل عضو انقطع بضربة فقد تُرَّ تَرًّا. قال الشاعر- هو طرفة بن العبد (طويل) «2»:
تقول «3» و قد تَرَّ الوظيفَ و ساقَها ألستَ تَرى أنْ قد أتيتَ بمُؤْيِدِ
و يُروى: تَرَّ الوظيفُ و ساقُها بالرفع، أي امتلأ.
وتَرَّ الرجلُ تَرارةً، إذا امتلأ بدنُه شحما. و أنشد أبو حاتم عن الأصمعي (وافر) «4»:
و نُصْبِحُ بالغَداة أَتَرَّ شيءٍ و نُمسي بالعَشِيّ طَلَنْفَحِينا
و قال أبو بكر: يعني قوما أُسَراء فهم مسترخون من الإعياء.
قال الأصمعي: التُّرُّ: الخيط الذي يُمَدُّ على البناء فيُبنى عليه، و هو عندهم معرَّب و اسمه بالعربية الإمام. و أنشد (طويل) «5»:
و خَلَّقْتُه حتى إذا تَمَّ و استوى كَمُخَّة ساقٍ أو كمَتْنِ إمامِ
يصف وترا، و قال قوم: يصف سهما «6»، و يدلُّك على ذلك قوله:
قَرَنْتُ بحِقَويه ثَلاثا فلم تَزِغْ عن القَصد حتّى بُصِّرَتْ بدِمامِ
قوله خَلَّقته: مَلَّسته و سَوَّيته. و بُصِّرَت: دُمِّيَت. و حِقْو السهم: مستدَقُّه.
رتت
و استُعمل من معكوسه: الرَّتّ، و الجمع رُتوت، و هي الخنازير الذكور، زعموا، و لم يجىء به أحد غير الخليل «7».
و الأَرَتّ «8»: الذي في لسانه حُبْسَة؛ يقال: رجلٌ أرتُ، و الاسم الرَّتَت، و به سُمِّي الأرَتّ.
ت ز ز
أُهملت.
ت س س
أُهملت.
ت ش ش
شتت
استُعمل من معكوسها: شَتَ يَشِتُ شَتاتا، و هو التفرُّق، و الاسم الشَّتّ، و الجمع أشتات.
ت ص ص
صتت
استُعمل من معكوسها: الصَّتُ، و هو الضرب باليد و الدفع.
قال رؤبة (رجز) «9»:
[و طامِحِ النَّخْوَةِ مُستَكِتٍ طأطَأَ مِن شَيطانه التَّعَتِّيِ]
صَكِّي عرانينَ العِدَى و صَتِّي
و صَتِيت من الناس، أي فِرقة.
ت ض ض
أُهملت.
ت ط ط
أُهملت.
ت ظ ظ
أُهملت.
______________________________
(1) «و كذلك … قطعه»: العبارة من ل وحده.
(2) البيت من معلَّقة طرفة، في ديوانه 38. و سيرد أيضا في الجمهرة ص 234.
(3) م ط: «يقول».
(4) نسبه أبو زيد في نوادره 482 إلى رجل من بلحرماز (بني الحِرماز). و انظر:
تهذيب الألفاظ 633، و المعاني الكبير 424 و 1028، و المخصَّص 5/ 34، و المقاييس (تر) 1/ 337، و الصحاح و اللسان (طلفح، قرر). و سيرد أيضا في الجمهرة ص 1186.
(5) البيت مع الذي يليه في المعاني الكبير 1067، و معاني الشعر 74، و أمالي القالي 2/ 121، و السِّمط 748، و الصحاح و اللسان (خلق، أمم، دمم). و سيرد الأول ص 618 أيضا.
(6) م: «و قال قومٌ: وترا».
(7) في العين (رت) 8/ 106: «و الرَّت: شي يشبَّه بالخنزير البرّيّ، و الجمع الرُّتوت». و قارن الاشتقاق 398: «و لا أعلم صحّته».
(8) من هنا إلى آخر المادة: من م وحده. و الذي نقله في حاشية المطبوعة عن م خلاف الذي في النصّ. و في حاشية ل: «و في بعض النُّسخ. الرَّتُّ: المنظور إليه، و جمعه رُتوت في اللسان: «الرَّتّ: الرئيس من الرجال في الشَّرَف و العطاء».
(9) الرجز في ديوانه 24، و أمالي القالي 1/ 64، و السمط 230، و الثاني و الثالث في اللسان (صتت).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 79
ت ع ع
تعع
يقال: تَعَ تَعًّا و تَعَّةً، إذا قاء، مثل قولهم: قاء يقيء قَيْئا فهو قاءٍ كما ترى.
و
في الحديث: «فتَعَ تَعَّةً»
، إذا قاء، و قالوا: ثَعَّ ثَعَّةً، أيضا.
و أما تَعْتَعَه، فتلحق هذه بنظائرها.
عتت
استُعمل من معكوسها: عَتَّه بالكلام يَعُتُّه عَتًّا، إذا وبَّخه و وَقَمَه. قال أبو بكر: عَتَّ و عَثَّ بالتاء و الثاء جميعا.
ت غ غ
غتت
استُعمل من معكوسها: غَتَّه في الماء يَغُتُّه غتًّا، إذا غَطَّه فيه.
ت ف ف
تفف
تُفٌ: التُّفُ، زعموا، ما يجتمع تحت الظفر من الوسخ.
و التُّفَّةُ: دُوَيْبَّة شبيهة بالفأرة.
و مثل من أمثالهم: «استغنت التُّفَّةُ عن الرُّفَّةِ» «1»، و الرُّفَّةُ:
دُقاق التِّبن؛ و قد قالوا: التُّفَةُ عن الرُّفَةِ، بالتخفيف. قال الأصمعي: التُّفَّة دُوَيْبة مثل جِرو الكلب، و قد رأيتها. و أنكر أن تكون فأرة.
فتت
و استُعمل من معكوسه: فتَ الشيءَ يفُتُّه فَتًّا، إذا كسره بإصبعه. و من أمثالهم (كامل) «2»:
كَفّا مطلَّقةٍ تَفُتُ اليَرْمَعا «3»
و اليَرْمَع: حجارة بِيضٌ دِقاق تلمع في الشمس «4» تتفتَّتُ باليد.
و يقال: كلَّم فلانٌ فلانا بشيء فَفَتَ في ساعده، أي أضعفه و أوهنه.
ت ق ق
تقق
تَقَ تَقًّا، ثم أُمِيت هذا الفعل، و رُدَّ إلى بناء جَعْفَر في الرُّباعي، فقالوا: تَقْتَقَ و قالوا: تَتَقْتَقَ الرجلُ إذا انحدر يهوي من الجبل حتى يوافيَ الأرضَ على غير طريق.
قتت
و استُعمل من معكوسها: القَتُ، معروف. قال الراجز «5»:
بنى السَّوِيقُ لَحْمَها و اللَّتُ كما بنى بُخْتَ العراقِ القَتُ
و القَتُ: مصدر قَتَ بين القوم قَتًّا، إذا مشى بينهم بالنميمة، و هو القَتّات. و أصله من قولهم: تَقَتَّتَ هذا الحديثَ، إذا تَسَمَّه.
و قتَّتَ «6» الشيءَ، إذا جمعَه قليلًا قليلًا.
تكك
تكك
تَكَ الشيءَ يتُكُّه تَكًّا، إذا وطئه حتى يَشْدَخَه، و لا يكون إلّا من شيء لَيّن، نحو الرُّطَب و البِطّيخ و ما أشبه ذلك.
و التِّكَّة «7» لا أحسبها عربية محضة و لا أحسبها إلّا دخيلًا، و إن كانوا قد تكلّموا بها قديما.
كتت
و استُعمل من معكوسها: كَتَ النبيذُ و غيرُه كَتًّا و كَتِيتا، إذا ابتدأ غليانُه قبل أن يشتَدَّ.
و كَتَتُ القوم أكُتُّهم كَتًّا، إذا عددتهم حتى تعرف إحصائهم.
قال الشاعر- هو رُبَيِّعة الأسدي والد ذؤاب قاتل عُتيبة بن الحارث بن شهاب (كامل) «8»:
إلّا بجيشٍ لا يُكَتُ عَديدُه سودِ الوجوه من الحديد غِضابِ
أي: لبسوا الحديدَ فصدِئت أبدانُهم.
و كَتَّتِ الجَرَّةُ الجديدةُ، إذا سمعت لها صوتا عند صبِّك الماءَ فيها.
و كَتَ الفحلُ، إذا سمعت له هديرا.
و كتَ اللّه أنفه، إذا أرغمه.
و مثلٌ من أمثالهم: «لا تَكُتُّها أو تَكُتَ النجومَ» «9»، أي لا تَعُدُّها.
ت ل ل
تلل
تَلَّه يَتُلُّه تَلًّا، إذا صرعه. و كذلك فُسِّر في التنزيل: وَ تَلَّهُ
______________________________
(1) المستقصى 1/ 264.
(2) الشطر في المنصف 3/ 16، و المستقصى 2/ 220، و مجمع الأمثال 2/ 140، و اللسان (رمع). و سيجيء أيضا في الجمهرة ص 772 و 1245.
(3) في ط: «اليَرْمَع»!
(4) تلمع في الشمس: من ل وحده.
(5) أنشدهما ابن دريد أيضا ص 252.
(6) كذا في ل م. و في ط: «وقتَّ».
(7) المعرَّب 90. و التِّكّة: رباط السراويل.
(8) الحيوان 3/ 426، و أمالي القالي 2/ 72، و اللسان (كتت).
(9) في المستقصى 2/ 258: لا تكتُّه أو تكتَّ النجوم.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 80
لِلْجَبِينِ «1»، و اللّه أعلم بكتابه.
و زعم بعض أهل العلم أن قولهم: رُمْحٌ مِتَلٌ، إنما هو مِفْعَل من الصَّرْع؛ يُتَلُ به، أي يُصرع به. و قال الأصمعي:
المِتَلُ: الغليظ. قال الشاعر- هي دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زُرارة (مجزوء الكامل) «2»:
فَرَّ ابنُ قَهْوَسٍ الشّجا عُ بكَفِّه رُمْحٌ مِتَلُ
ينجو به خاظي البَضي عِ كأنّه سِمْعٌ أزَلُ
و يقال: هو بتِلَّة سَوْء، أي حال سَوْء.
و كل شيء ألقيته على الأرض ممّا له جُثَّة فقد تَلَلْتَه. و به سُمِّي التَّلُ من التراب.
لتت
و استُعمل من معكوسه: لَتَ السويقَ و غيرَه يَلُتُّه لَتًّا، إذا بَسَّهُ بالماء أو غيره. و زعم قوم من أهل اللغة أن اللات التي كانت تُعبد في الجاهلية صخرة كان عندها رجل يَلُتُ السَّويق و غيره للحاجّ، فلما مات عُبدت و لا أدري ما صحة ذلك لأنه لو كان كذلك كان يكون: «اللّاتّ» بتثقيل التاء لأنها تاءان. و قد قرىء في التنزيل: أَ فَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى «3»، بالتثقيل و التخفيف. و لم يجىء في الشعر اللّات إلا بالتخفيف. قال زيد بن عمرو بن نُفَيْل (وافر) «4»:
تركت اللّاتَ و العُزّى جميعا كذلك يفعلُ الجَلْد الصَّبورُ
و قد سَمَّوا في الجاهلية: زيد اللّات، بالتخفيف لا غير.
و قد جاء في التنزيل بالتخفيف، و قد قرىء بالتثقيل، و اللّه أعلم «5». و إن حُملت هذه الكلمة على الاشتقاق لم أُحِبَّ أن أتكلّم فيها «6».
ت م م
تمم
تَمَ الشيءُ يَتِمُ تَماما. و امرأةٌ حُبلى مُتِمٌ. و وُلِدَ الغلامُ لتِمٍ و تِمامٍ بالكسر.
و بدرُ تِمامٍ بالكسر، و كذلك ليلُ تِمامٍ، و كل شيء بعد هذا تَمامٌ بفتح التاء.
متت
و استُعمل من معكوسه: مَتَ يمُتُ مَتًّا. مَتَ فلانٌ إلى فلان بنسَب أو رَحِم، إذا اتّصل بها إليه.
و قالوا: تتمَنَّى في الحبل، إذا اعتمد فيه ليقطعه أو يَمُدَّه.
و تَمَتَّى «7»: في معنى تمطَّى، في بعض اللغات.
و المَتُ و المَدُّ و المَطُّ متقاربة في المعنى «8».
ت ن ن
تنن
أُهملت إلا في قولهم: فلانٌ تِنُ فلان، أي مِثْلُه و قِرْنُه و سِنُّه «9».
و قد سمَّت العرب تِنًّا.
ت و و
توو
جاء فلانٌ تَوًّا، إذا جاء فَرْدا. و جاء زَوًّا، إذا جاء و معه صاحب. و أنشد لأبي غزالة الكِندي (بسيط):
بَقِيتُ بعدَهُمُ تَوًّا إذا ذُكروا فالعينُ تاركةٌ إنسانَها غَرِقا
ت ه ه
هتت
استُعمل من معكوسه: هَتّ الشيءَ يَهُتُّه هتًّا، إذا وطئه وطأً شديدا حتى يكسره.
و من كلامهم: تركتهم هَتًّا بَتًّا، أي كسرتهم و قطعتهم.
و سمعت هَتَ قوائم البعير على الأرض، إذا سمعت وَقْعَها.
و الشيءُ المهتوت و الهتيت: المكسور.
ت ي ي
أُهملت التاء و الياء في الثنائي الصحيح.
______________________________
(1) الصافّات: 103.
(2) أنشد ابن دريد البيت الأوّل أيضا في الاشتقاق 186. و انظر: الأغاني 10/ 35، و النّقائض 656، و فصل المقال 402، و الأمالي 2/ 412، و السِّمط 835، و اللسان (خظا). و سيردان في الجمهرة أيضا ص 853 و 1178.
(3) النجم: 19. و التشديد قراءة ابن عبّاس و مجاهد و غيرهما، كما في البحر المحيط 8/ 160.
(4) البيت مع أبيات أخرى في الأصنام 14، و السيرة 1/ 226، و الأغاني 3/ 15.
(5) «و قد جاء … أعلم»: من ل وحده.
(6) في الاشتقاق 11: «فأما اشتقاق اسم اللّه عزّ و جلّ فقد أقدَم قوم على تفسيره، و لا أحبّ أو أقول فيه شيئا».
(7) هو من المعتلّ، كما لا يخفى.
(8) الإبدال لأبي الطيّب 1/ 102 و 1/ 126.
(9) ط: «كما يقال: قِرْنُ فلان و سِنُّ فلان».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 81
حرف الثاء
و ما بعدها من سائر الحروف في الثنائي الصحيح
ث ج ج
ثجج
ثججتُ الماءَ أَثُجُّهُ ثَجًّا، إذا صببته صبًّا كثيرا. و كذلك فُسِّر في التنزيل في قوله جلَّ و عزَّ: ماءً ثَجَّاجاً «1». و هذا مما جاء في لفظ فاعل و الموضع مفعول لأن السحاب يَثُجُ الماءَ فهو مثجوج.
و قال بعض أهل اللغة: ثججت الماءَ و ثجَ الماءُ و انثَجَ الماءُ كما قالوا: ذَرَفَتِ العينُ الدمعَ، و ذَرَفَ الدمعُ، فهو ذارف و مذروف. قال الراجز «2»:
حتَّى رأيتُ العَلَقَ الثَّجّاجا قد أَخْضَلَ النُّحُورَ و الأوداجا
و
في الحديث: «تمامُ الحجِّ العَجُّ و الثَّجُ»
. فالعجُّ: العجيج في الدعاء، و الثَّجُ: سفك دماء البُدْن و غيرها.
جثث
و استُعمل من معكوسه: جثثتُ الشجرةَ و غيرها جَثًّا، إذا انتزعتها من أصلها. و فُسِّر قوله جَلَّ ثناؤه: اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ «3» من هذا، و اللّه أعلم.
و المِجَثّة و المِجْثاث: حديدةُ يقطع «4» بها الفَسيل، و الفسيلة جَثيثة. قال الراجز في النخل «5»:
أقسمتُ لا يذهب عنّي بَعْلُها أو يستوي جَثِيثُها و جَعْلُها
البَعْل من النَّخل: ما اكتفى بماء السماء. و الجَعْل: ما نالته اليدُ. و
في كتاب النبيّ صلَّى اللّه عليه و آله و سلّم لأُكَيْدِر بن عبد الملك صاحب دُومَة الجَنْدَل: «لكم الضّامِنَةُ من النَّخل و لنا الضّاحِيَةُ من البَعْل»
. الضامنة: ما أطاف به سُور المدينة، و الضاحية: ما كان خارجا.
و الجُثّ: ما ارتفع من الأرض حتى يكون له شخص مثل الأُكَيْمَة الصغيرة و نحوها.
و أحسب أنّ جُثَّة الرَّجل من هذا اشتقاقها. و قال قوم من أهل اللغة: لا تُسَمَّى جُثَّة إلا أن يكون قاعدا أو نائما، فأما القائم فلا يقال: جُثَّتُه، إنما يقال: قِمَّتُه. و زعموا أن أبا الخطّاب الأخفش كان يقول: لا أقول: جُثَّة الرجل إلا لشخصه على سَرْج أو رَحْل و يكون مُعْتَمًّا؛ و لم يُسمع عن غيره.
قال الشاعر في الجُثّ الذي تقدّم (طويل) «6»:
فأوفى على جُثٍ و ليل طُرَّةٌ على الأُفْق لم يَهْتِكَ جَوانِبَها الفَجْرُ
ث ح ح
حثث
استُعمل من معكوسه: حَثَ يَحُثُ حثًّا، إذا استَعجل.
و الحُثُ: حُطام التِّبن.
و الحُثُ أيضا: من الرمل، اليابِس الخشن. أنشدَنا عبد الرحمن بن عبد الله عن عمّه الأصمعي لراجز دعا على أرض ألّا يصيبها مطرٌ، ثم ذكر اليُبْس «7»:
______________________________
(1) النبأ: 14.
(2) اللسان و التاج (ثجج).
(3) إبراهيم: 26.
(4) م ط: «يُقلع».
(5) الرجز في أضداد أبي الطيّب، و المقاييس (جعل) 1/ 460، و الصحاح (جعل)، و اللسان (جثث، بعل، جعل). و سينشده ابن دريد أيضا ص 482.
(6) اللسان و التاج (جثث).
(7) المقاييس (حث) 2/ 29، و اللسان (حثث، رغث).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 82
حتّى يُرى في يابس الثَّرْياءِ حُثّ يَعْجِزُ عن رِيِّ الطُلَيِّ المُرْتَغِثْ
الطُلَيُ: تصغير طَلًا. و المُرتغث: الذي يَرْغَث أمَّه، يَرضعها. و الثَّرياء: الثَّرى.
و تَمْرٌ «1» حُثٌ: لا يَلْزَق بعضُه ببعض.
و الحُثُ: الطعام غيرَ مأدوم.
ث خ خ
خثث
استُعمل من معكوسه: الخُثُ «2»: غُثاء السَّيل، إذا خَلّفه و نَضَبَ عنه حتى يَجِفَّ، و كذلك الطُّحْلُبُ إذا يَبِسَ و قَدُمَ عهدُه حتى يسوادَّ.
و الخُثَّة «3»: طين يُعجن برَوْث أو بَعْرٍ ثم يُتّخذ منه الذِّيار، و هو الطين الذي تُصَرُّ به الناقة على أخلافها. يقال: هو خُثٌّ، ما دام رَطْبا، فإذا جَفَّ فهو ذِيار.
ث د د
دثث
استُعمل من معكوسه: الدَّثُ، و الجمع الدِّثاث. و هو أضعف المطر. أنشدَنا عبدُ الرحمن عن عمه لراجز يصف أرضا و ماشية و ظباءً ترعاها «4»:
قِلْفِعُ رَوْضٍ شَرِبَ الدِّثاثا مُنْبَثَّةً نُفَّزُها انبثاثا
النُّفَّزُ: الغِزلان، من قولهم نَفَزَ ينفِزُ نَفَزا و نَفَزانا، إذا وثب.
يقال: نَفَزَت الظبيةُ، إذا وثبت. و القِلْفِعُ: الطين الذي إذا نَضَبَ عنه الماءُ يَبِسَ و تشقَّق.
و يقال: أرضٌ مدثوثةٌ، إذا أصابها الدَّثُ.
ث ذ ذ
أُهملت.
ث ر ر
ثرر
ثررتُ الشيءَ أثُرُّه ثَرًّا، إذا بدَّدته.
و ناقةٌ ثَرَّةٌ: غزيرة اللبن.
و عينٌ ثَرَّةٌ: كثيرة الدموع.
و طعنةٌ ثَرَّةٌ: كثيرة الدم تشبيها بالعين لكثرة دمعها «5».
و المصدر الثرارة و الثُّرورة. قال الراجز «6»:
يا مَن لِعينٍ ثَرَّةِ المَدامعِ يَحْفِشُها الوجدُ بماءٍ هامعِ
يحفِشها: يستخرج كلَّ ما فيها.
و الثَّرثار: نهرٌ معروف.
و رجلٌ ثَرثارٌ: كثير الكلام.
و أنشد «7» لعنترة بن شدّاد العبسيّ (كامل) «8»:
جادتْ عليه كلُّ عينٍ ثَرَّةٍ فَتَركْنَ كُلَّ قرارةٍ كالدِّرهمِ
و
في الحديث أن رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم قال:
«ألا أُخْبركم بأبغضكم إليّ؟ الثرثارون المُتَفَيْهِقون»
. و أصل هذا كله من العين الثَّرَّة الكثيرة الماء.
رثث
و استُعمل من معكوسه: رَثَ الثوبُ و أَرَثَ، إذا أخْلَق. و كلُّ شيء أخلقَ فقد رَثَ و أَرَثَ. و أجاز أبو زيد رَثَ و أَرَثَ و أبَى الأصمعيّ إلّا رَثَ. و قال أبو حاتم: ثم رجع الأصمعي بعد ذلك فأجاز رَثَ و أَرَثَ رَثاثةً و رُثوثةً «9».
و رَثُ كل شيء: خسيسه. و أكثر ما يُستعمل «10» فيما يُلبس أو يُفْتَرَش.
ث ز ز
أُهملت الثاء مع الزاي و السين.
ث ش ش
شثث
استُعمل من معكوسها: الشَّثُ، و هو ضرب من الشجر.
قال الشاعر (طويل) «11»:
______________________________
(1) و تمرّ … آخر المادة: من ط وحده.
(2) ط: «الخَثّ»؛ و هو خطأ.
(3) انظر أيضا ص 418.
(4) اللسان (دثث، قلفع)، و في الوضعين أنه يروى: شربتْ دِثاثا، و في الأوّل:
يَفُزّها، و في الثاني: تَفُرُّه.
(5) م ط: «لكثرة دمها».
(6) أمالي القالي 2/ 296، و السِّمط 944، و اللسان (ثرر، حفش). و في اللسان (ثرر): بدمعٍ طامعِ.
(7) و أنشد … آخر بيت عنترة: عن ط.
(8) البيت من المعلّقة الشهيرة، في الديوان 196. و سيكرره ابن دريد ص 97 و 425.
(9) انظر فعل و أفعل 510.
(10) م: «و أكثر ما تستعمل العرب ذلك».
(11) البيت ليعلى الأحول الأزدي في الأغاني 19/ 112، و الخزانة 2/ 404. و نسبه في المطبوعة إلى امرىء القيس، و ليس في ديوانه. و انظر: العين (شبه) 3/ 404، و الصحاح (شبه)، و اللسان (شثث، شبه)، و هو في الثاني منسوب لرجل من عبد القيس. و سينشده ابن دريد أيضا ص 1236.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 83
بوادٍ يَمانٍ يُنْبِتُ الشَّثَ فَرْعُهُ و أسفلُه بالمَرْخ و الشَّبَهانِ
الشَّبَهان: الثُّمام، لغة يمانية.
ث ص ص
أُهملت الثاء مع الصاد و الضاد.
ث ط ط
ثطط
رَجلٌ ثَطٌّ: بَيِّنُ الثَّطاطة و الثُّطوطة من قوم ثِطاط. و المصدر الثَّطَط، و هو خِفَّة اللحية من العارضين. و لا يقال: أَثَطُّ، و إن كانت العامة قد أولعت به. قال الراجز «1»:
كلحيةِ الشيخ اليماني الثَّطِّ
قال أبو حاتم: قال أبو زيد مَرَّةً: أَثَطُّ، فقلت له: أتقول أَثَطُّ؟ فقال: سمعتُها.
طثث
و من معكوسه: ألطَّثُ. و الطَّثُ: ضربك الشيءَ برجلك أو بباطن «2» كفِّك حتى تُزيله عن موضعه؛ طَثَثْتُه أَطُثُّه طَثًّا.
و المِطَثَّةُ: خشبةٌ عريضة يُدَقُّ أحد طرفيها «3» يلعب بها الصبيان، نحو القُلَة. قال الراجز، يصف صقرا انقضَّ على طير «4»:
يَطُثُّها طَوْرا و طَوْرا صَكّا حتى يُزيلَ، أو يكاد، الفَكّا
يريد به فَكَّ الفم.
ث ظ ظ
أُهملت الثاء مع الظاء في جميع الوجوه.
ث ع ع
ثعع
ثَعَ ثَعَّةً، مثل تَعَّ تَعَّةً سواء، إذا قاء.
عثث
و من معكوسها: امرأةٌ عَثَّةٌ: ضئيلة الجسم. و رجلٌ عَثٌ:
ضئيل الجسم. قال الشاعر يصف امرأة جسيمة (طويل) «5»:
عَميمةُ ضاحي الجسم ليست بعَثَّةٍ و لا دِفْنِسٍ يَطْبي الكِلابَ خِمارُها
قوله: يَطْبي الكلابَ خِمارُها: يريد أنها لا تتوقّى على خِمارها من الدَّسَم فهو زَهِمٌ؛ و يقال: نَمِس و نَسِم أيضا، فإذا طرَحتَه اطَّبَى الكلبَ يقال: طَبَاه يَطبِيه و اطَّباه يَطَّبِيه- و هو الأعلى- برائحته، أي دعاه. و الدِّفْنِس: البلهاء «6».
و العُثُ «7»: دوابُّ تقع في الصوف. و سُئل أعرابيّ عن ابنه فقال: أُعطيه من مالي في كل يوم دانِقا و إنه لأَسْرَعُ فيه من العُثّ في الصوف في الصيف.
ث غ غ
غثث
استُعمل من معكوسه: الغَثُ: لحمٌ غَثٌ: بَيِّن الغَثاثة و الغثوثة، و هو المهزول.
و كلامٌ غَثٌ: إذا لم تكن عليه طَلاوة. و أحسب أن غَثِيثةَ الجُرْح من هذا اشتقاقها.
و
قال ابن الزُّبير للأعراب: «و اللّه إنّ كلامكم لَغَثٌ و إنّ سلاحكم لَرَثٌّ، و إنكم لَعيالٌ في الجَدْب أعداءٌ في الخِصْب» «8».
قال أبو بكر: يقال: خَصْبٌ و خِصْبٌ، و كَسْبٌ و كِسْبٌ؛ لغتان جيّدتان.
ث ف ف
فثث
استُعمل من معكوسه: الفَثُ، و هو نَبْتٌ يُختبز حَبُّه و يؤكل في الجَدْب. قال أبو دَهْبَل (سريع) «9»:
حِرْمِيّةٌ لم يَخْتَبِزْ أهلُها فَثًّا و لم تستضرِمِ العَرْفَجا
ث ق ق
قثث
استُعمل من معكوسه: القَثُ، و هو جمعُك الشيءَ بكثرة.
يقال: جاءنا بالدنيا يَقُثُّها قثًّا، إذا جاء بالمال الكثير.
و المِقَثَّة: خشبة مستديرة يلعب بها الصبيان على قَدْر القُرْص تشبه الخرّارة.
فأما القِثّاء و القُثّاء فستراه في موضعه إن شاء اللّه.
______________________________
(1) البيت لأبي النجم العِجليّ في الأغاني 9/ 79، و الاقتضاب 415، و اللسان (ثطط). و في الأغاني و الاقتضاب: كهامة الشيخ.
(2) ط: «و بباطن».
(3) م ط: «أحد رأسيها».
(4) م ط: على سرب من الطير. و الرجز في اللسان و التاج (طثث).
(5) اللسان و التاج (عثث، دفنس)؛ و فيهما في (عثث): ضاحي الجلد.
(6) ط: «البلهاء الرعناء».
(7) م: «العَثّ» (بالفتح)!
(8) كذا ضبطه بالفتح و الكسر في م؛ و هو بالكسر في ل.
(9) ديوان أبي دهبل 73، و الصحاح (فثث)، و اللسان (فثث، ضرم).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 84
ث ك ك
كثث
استُعمل من معكوسها: لِحْيَةٌ كَثَّةٌ: كثيرة النبات. و المصدر الكَثاثة و الكُثوثة. و كذلك الجُمَّة. و جمع الكَثَّة كِثاث. و أنشدنا عبد الرحمن عن عمّه (رجز) «1»:
بحيثُ ناصَى اللِّمَمَ الكِثاثا مَوْرُ الكَثِيب فَجَرَى وحاثا
المَوْر «2»: التراب الذي يدور على الأرض. و حاثَ، يقال:
حاثَ الأرض، إذا نَبَثَها. و ناصَى: واصلَ.
ث ل ل
ثلل
ثَلَ البيتَ يَثُلُّه ثَلًّا، إذا هدمه.
و ثُلَ عَرْشُ الرجل، و ذلك إذا تضعضعتْ حالُه. و المصدر:
الثَّلُ و الثَّلَلُ. قال الشاعر- هو زهير (طويل) «3»:
تداركتُما «4» الأحلافَ قد ثُلَ عَرْشُها و ذبيانَ قد زلَّت بأقدامها النَّعْلُ
يصف قوما أصابتهم نكبةٌ.
و ربما قيل: ثُلَ عَرْشُ فلان و عُرْشُه إذا قُتل؛ هكذا قال الأصمعي. قال الشاعر- هو ذو الرُّمَّة (طويل)
قد احتزّ عرشيه ….
«5»:
و عبدُ يغوثٍ تَحْجُلُ الطيرُ حولَه و قد ثَلَ عُرْشَيه الحُسامُ المذكَّرُ
فإذا أردت القتل فليس إلا بالضمّ، و الجيّد عَرْشه «6». فأما في بيت ذي الرُّمَّة فبالضمّ لا غير. و العُرْشان في هذا الموضع: مَغْرِز العُنُق في الكاهل. و كذلك عُرْشا الفرس: آخر مَنْبِت قَذاله من عُنُقه.
و الثَّلّ و الثَّلل: الهلاك. قال الراجز «7»:
إن يَثْقَفوكم يُلْحِقُوكم بالثَّلَلْ
أي الهلاك. و قال لبيد (رمل) «8»:
[فَصَلَقْنا في مُرادٍ صَلْقَةً] و صُداءً ألحَقَتْهم بالثَّلَلْ
و الثَّلَّةُ «9»: الصوف. قال الراجز
* لا تجعلنّي كفتًى قِثْوَلِّ*
«10»:
قد قَرَنُوني بامرىءٍ عِثْوَلِ رِخْوٍ كحَبْلِ الثَّلَّة المُبْتَلِ
و يُروى: قِثْوَلّ.
و قال أبو زيد. الثَّلَّة: القطيع من الضَّأن خاصَّةً.
و الثُّلَّة: الجماعة من الناس. و كذلك قد فُسِّر في التنزيل «11»، و اللّه أعلم.
و الثُّلَّة: تراب البئر.
لثث
و استُعمل من معكوسه: اللَّثُ: شجرٌ ملثوث، إذا أصابه النَّدى. و يقال للنَّدَى: اللَّثَى. و قد قيل للصَّمغ: اللَّثى.
و يقال: ألَثَ السَّحابُ إلثاثا، و هو دوامه بالمكان لا يكاد يبرح. قال الشاعر (متقارب) «12»:
فما رَوضةٌ مِن رياض القَطا أَلَثَ بها عارضٌ مُمْطِرُ
اللِّثَة: معروفة، و الجمع لِثات.
فأما اللِّثى و اللِّثَة فستراه في بابه إن شاء اللّه «13».
ث م م
ثمم
ثَمَمْتُ الشيء أثُمُّه ثَمَّةً و ثَمًّا إذا جمعته؛ و أكثر ما يُستعمل في الحشيش.
______________________________
(1) اللسان و التاج (حوث، كثث).
(2) من هنا إلى آخر المادّة: سقط من ل.
(3) ديوان زهير 109، و أضداد ابن الأنباري 387، و أضداد أبي الطيّب 137، و الأغاني 9/ 151، و المخصَّص 6/ 8، و مختارات ابن الشجري 2/ 15؛ و من المعجمات: المقاييس (عرش) 4/ 265 و (ثل) 1/ 369، و الصحاح و اللسان (عرش، ثلل).
(4) م: «تداركتم».
(5) ديوان ذي الرُّمّة 236، و خلق الإنسان لثابت 202، و أضداد أبي الطيّب 138، و الفرق لابن فارس 57، و شرح المرزوقي 845؛ و من المعجمات: العين (عرش) 1/ 250 و (حز) 3/ 16 و (هذ) 3/ 350، و المقاييس (ثل) 1/ 369 و (عرش) 4/ 267، و الصحاح و اللسان (هذذ، عرش)، و اللسان (ثلل). و سيكرره ابن دريد ص 433 و 694 و 728. و في الديوان:
قد احتزّ عرشيه ….
(6) ط: «عرشيه».
(7) اللسان (ثلل). و سيكرر ابن دريد إنشاده ص 1002.
(8) ديوان لبيد 193، و الاشتقاق 477، و المعاني الكبير 3/ 93، و الخصائص 2/ 396، و معجم البلدان (العرقوب) 4/ 108؛ و من المعجمات: العين (صلق) 5/ 63 و (ثل) 8/ 216، و المقاييس (ثل) 1/ 369 و (صلق) 3/ 306، و الصحاح و اللسان (صلق، ثلل)، و اللسان (صدا). و سيجيء أيضا في الجمهرة ص 894.
(9) ط: «و الثُّلَّة» (بالضم)!
(10) المخصّص 3/ 50، و المقاييس (ثل) 1/ 368، و الصحاح و اللسان (ثلل، قثل). و سيجيئان أيضا في الجمهرة 432. و روايته في المخصَّص:
* لا تجعلنّي كفتًى قِثْوَلِّ*
(11) الواقعة: 13، 39، 40.
(12) العجز في العين (لث) 8/ 213.
(13) ص 433 و 1036.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 85
و الثُّمَّة: القبضة بالأصابع من الحشيش.
و ثَمَمْتُ يدي بالأرض أو بالحشيش، إذا مسحتها به.
و وَطْبٌ مثموم، إذا غُطِّي بالثُّمام. و سترى الثُّمام في بابه «1».
و ثَمَ: كلمة يشار بها إلى المكان «2».
و ثُمَ: كلمة تُستعمل في العطف.
مثث
و من معكوسه: مَثَثْتُ يدي مَثًّا، إذا مسحتها، و أحسبها مقلوبا عن ثَمَمْتُ.
و مَثَ شاربَه يَمُثُ مَثًّا، إذا أكل دَسَما فبقي عليه. و أحسب أنّ مَثَ و نَثَّ بمعنى واحد. و في حديث عمر تَنِثُّ نَثَّ الحَمِيت، و هو زِقُّ سمنٍ أو دُهْن. و أنشد عبد الرحمن عن عمّه (رجز) «3»:
أَرْعَلَ مجّاجَ النَّدى مَثّاثا فدَمَّها نَيًّا و ما أَلاثا
الأَرْعَل: الطويل، يعني: النبتُ سَمَّنَ الغنمَ. تقول: دَمَمْتُ الشيءَ، إذا طليته بشحم. و النَّيُ: الشَّحْم. و ما أَلاث: أي ما احتَبس.
ث ن ن
ثنن
الثِّنّ: حُطام اليبيس. و أنشد (رجز) «4»:
فَظِلْنَ يَخْلِطْنَ هشيمَ الثِّنِ بعد عميمِ الرَّوضة المُغِنِ
و أنشد أيضا (رجز) «5»:
يكفي الفصيلَ أكلةٌ من ثِنِ
و الثُّنَّة: شَعَرات على رُسْغ الدابّة. و الثُّنَّة أيضا: ما دون السُرَّة من أسفل البطن.
نثث
و من معكوسه: نَثَ يَنِثُ نثيثا، إذا عرقَ من سِمَنه.
و النَّثُ من قولهم: نَثَثْتُ الحديثَ أنُثُّه نَثًّا، إذا أظهرته و كشفته.
ث و و
لها مواضع في الرباعي و المكرَّر تراها إن شاء اللّه تعالى «6».
ث ه ه
هثث
استُعمل من معكوسه: الهَثُ ثم أُمِيتَ و أُلحق بالرباعي في الهَثْهثة، و هو اختلاط الصوت في الحرب أو في صَخَب. قال الراجز «7»:
و هَثْهَثُوا فكَثُرَ الهَثْهاتُ
قال أبو حاتم: أصل الهَثّ خَلْطُ الشيء بعضه ببعض.
ث ي ي
أُهملت في الوجوه كلها.
______________________________
(1) ص 1002.
(2) م ط: «و ثمّ: موضع يشار إليه».
(3) اللسان (مثث، رعل).
(4) المقاييس (ثن) 1/ 370، و اللسان (ثنن).
(5) المعاني الكبير (مع آخرين) 405 و 1232، و الصحاح و اللسان (ثنن). و الرواية في المصادر: يكفي اللقوحَ.
(6) ص 181.
(7) نسبه الخليل في العين (هث) 3/ 350 إلى العجّاج، و هو في ملحقات ديوانه (ليبزيج) 75. و انظر: المقاييس (هث) 6/ 6، و اللسان (هثث). و سيجيء أيضا ص 181.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 86
حرف الجيم
في الثنائي الصحيح و ما بعده
ج ح ح
جحح
جَحَ الشيء يَجُحُّه جَحًّا، إذا سحبه، لغة يمانية. و كل شجر انبسط على وجه الأرض فهو عندهم الجُحُ، كأنهم يريدون أنه انجَحَ على الأرض إذا انسحب. فأما أهل نجد فيسمّون البِطيخ الأصفر الرِّخو جُحًّا. و يسمّون صغار البِطِّيخ قبل نضجه: الجُحّ. و كذلك الحَنْظَل الذي يسميه أهل نجد الحَدَج قبل أن يصفرّ. و أنشد (رجز) «1»:
فَياشِلٌ كالحَدَجِ المُنْدالِ بَدَوْنَ من مُدَّرِعِي أسْمالِ
و يقال: أَجَحَّتِ السبعةُ و الكلبةُ، إذا أثقلت فهي مُجِحٌ، و الجمع مَجاحٌ.
حجج
و من معكوسه: حَجَ يَحُجُ حَجًّا. و أصل الحَجّ القَصْد. قال الشاعر- هو المُخَبَّل السَّعدي (طويل) «2»:
فَهُمْ أَهَلاتٌ حولَ قيس بن عاصمٍ يَحُجّون سِبَّ الزِّبْرِقان المزعفَرا
و حَجَ العظمَ يَحُجُّه حجًّا، إذا قطعه من الجُرْح فاستخرجه.
قال الهذلي (طويل) «3»:
[و صُبَّ عليها الطِّيبُ حتّى كأنَّها] أَسِيٌّ على أُمِّ الدِّماغ حَجِيجُ
و قال الآخر (بسيط) «4»:
يَحُجُ مأمومةً في قَعْرها لَجَفٌ فآسْتُ الطبيب قَذاها كالمغاريدِ «5»
يصف طبيبا داوى جِراحا بعيدة القعر فهو يجزع من هولها فالقذى يتساقط من آسته كالمغاريد، و هي الكَمْأَة الصِّغار السُّود، الواحد مُغرود. قال أبو بكر: و ليس في كلامهم فُعْلُولٌ موضع الفاء منه ميم إلا هذا الحرف «6»؛ مُغْرود و مُغفور، و هو صَمْغٌ يسقط من الشجر حُلْوٌ يُنقع، و يُشرب ماؤه حلوا.
و المأمومة: التي قد بلغت إلى أُم الدماغ. و اللَّجَفُ شبيه بالكهف يكون قد بلغت إلى أُم الدماغ. و اللَّجَفُ شبيه بالكهف يكون في أسفل الآبار من أكل الماء. و شبَّه هذه الشَّجَّة بتلجُّف البئر. و لجَّفَ القومُ مكيالَهم، إذا وسّعوه.
و الحَجُ: مصدر حَجَ البيتَ يَحُجُ حَجًّا.
و الحِجُ بكسر الحاء: الحُجّاج، لغة نجدية. قال جرير (كامل) «7»:
[و كأنَّ عافيةَ النُّسُور عليهمُ] حِجٌ بأسفَلِ ذي المجازِ نُزولُ
______________________________
(1) اللسان (حدج، دول).
(2) سبق إنشاده ص 70.
(3) البيت لأبي ذؤيب في ديوان الهُذليين 1/ 58. و انظر: المخصَّص 13/ 182، و المقاييس (حج) 2/ 30، و الصحاح (أسا)، و اللسان (حجج، أسا).
و سينشده ابن دريد أيضا ص 237.
(4) نسبه في اللسان (حجج) و (لجف) إلى عِذار بن درّة الطائي، و هو غير منسوب في (غرد). و نسبه في المطبوعة إلى «عِياض بن دُرّة الطائي- و يقال عِذار».
و انظر: المعاني الكبير 977، و الحيوان 3/ 425، و الكامل 1/ 110 و 2/ 79، و المخصَّص 13/ 182؛ و من المعجمات: المقاييس (أم) 1/ 23 و (حج) 2/ 30 و (لجف) 5/ 235، و الصحاح (حجج، لجف). و سينشده ابن دريد أيضا ص 633 و 1234.
(5) تأخّر البيت في (ل) إلى ما بعد قوله: و يُشرب ماؤه حلوا. و آثرنا إثباته قبل الشرح كما في سائر الأصول، و على ما درج عليه المؤلف. و بدلًا من الشرح الذي أثبتناه جاء في م: «المُغرود: ضرب من الكمأة. يقول: إن الطبيب لمّا نظر إلى الشَّجَّة جزع من هولها، فخرج من استه رجيع يُشبه المغاريد».
(6) قارن ص 633. و في ليس لابن خالويه ذكرٌ للمُعلوق و المُنخور و غيرهما.
(7) ديوانه 104، و عجزه في الاشتقاق 123. و انظر: المخصَّص 13/ 91، و المقاييس (حج) 2/ 30، و الصحاح و اللسان (حجج).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 87
و قال آخر (رجز) «1»:
كأنما أصواتُها في الوادي أصواتُ حِجٍ من عُمانَ غادي
و الحِجَّةُ: السَّنَةُ.
و الحُجَّة: معروفة.
و الحِجَّةُ: خَرْزَة أو لؤلؤة تعلَّق في الأذن. و قال قوم: شحمة الأُذن التي يُعلَّق فيها القُرْط يقال لها: الحِجَّة. و يسمّي الكوفيون الخَرْزَة جاجَةً بجيمين «2»، و هو غلط، و إنما سُمِّيت الخرزةُ حاجَةً باسم الموضع، و ربما سُمِّيت حاجّة. و أنشدوا (طويل) «3»:
يَرُضْنَ صِعابَ الدُرّ في كلّ حِجَّةٍ و إن لم تكن أعناقُهُنَّ عواطلا
ج خ خ
جخخ
جَخَ برجله و جَخا بها، إذا نسف بها الترابَ في مشيه.
و ربما قالوا: خَجَّ بها- بالخاء قبل الجيم- و خجا بها، يخجو.
و جَخَ ببوله و جَخا به جَخًّا، إذا رغّى به حتى يَخُدَّ به الأرضَ خَدًّا.
ج د د
جدد
جَدَّ الشيءَ يَجُدُّه جَدًّا، إذا قطعه.
و الجدُّ: أبو الأب.
و الجَدُّ، للّه تبارك و تعالى: العَظَمةُ. و منه
حديث أَنَس:
«كان الرجل منّا إذا حفظ البقرةَ و آلَ عمران جَدَّ فينا»
، أي عَظُمَ في أعيننا.
و الجَدُّ، للناس: الحَظُّ. فلان ذو جَدٍّ في كذا و كذا، أي ذو حَظٍّ فيه.
و الجِدُّ: ضدُّ الهَزْل.
و الجُدُّ: الرَّكِيُّ الجيّدة الموضع من الكلأ. قال الأعشى (سريع) «4»:
ما يُجْعَلُ الجُدُّ الظَّنُونُ «5» الذي جُنِّب صَوْبَ اللَّجِبِ الماطرِ
مِثْلَ الفُراتيِّ إذا ما طما يقذِفُ بالبُوصيِّ و الماهرِ
قال أبو بكر: البُوصيُ: السفينة، و كانت بالفارسية بالزاي فقلبتها العرب صادا. و الماهر: السابح. و الظَّنون: الذي لا يوثق بما عنده. و كذلك في الرَّكِيّ، أي لا يوثق بمائها.
و الجُدَّة: شاطىء النهر.
دجج
و استُعمل من معكوسه: دَجَ القومُ دَجًّا، إذا مشوا مشيا رُويدا في تقاربِ خَطْوٍ. و منه قولهم: أقبل الحاجُّ و الداجُ، فالحاجُّ: الذين يحُجّون، و الدَّاجُ: الذين يَدِبّون في آثار الحاجّ من التجّار و غيرهم. و في كلام بعضهم: أمَا و حَواجِّ بيت اللّه «6» و دواجِّه لأَفْعَلَنَّ كذا و كذا.
و ذكر أبو حاتم أنه يقال: دَجْدَجَ الدَّجاجُ، إذا عدا. و هذا تراه في بابه مستقصًى إن شاء اللّه «7».
ج ذ ذ
جذذ
جَذَّ الشيءَ يَجُذُّه جذًّا إذا استأصله قطعا. قال أبو عبيدة في قوله جَلَّ و عَزَّ: عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ «8»: أي غير منتقَص؛ هكذا فسّره و إلى هذا يَرْجِع إن شاء اللّه.
ج ر ر
جرر
جَرَّ الشيءَ يَجُرُّه جَرًّا، إذا سحبه.
و أُجِرَّ الفصيلُ، إذا ثُقب لسانه و أُدخل فيه خيطٌ من شَعَرٍ ليمنعه أن يرضع أمَّه فيجهدَها. قال امرؤ القيس (طويل)
* و غيرُ الشَّقاءِ المستبينِ فليتني*
«9»:
أَجَرَّ لساني يومَ ذلِكُمُ مُجِرّ
و أجررته الرمح، إذا طعنته. و أنشد (رجز)
* وَيْها فَداءً لكَ يا فَضالَهْ*
«10»:
______________________________
(1) اللسان (حجج)، و فيه: هكذا أنشده ابن دريد بكسر الحاء.
(2) «جاجة بجيمين»: هذا من ط، و به يستقيم النصّ.
(3) البيت للبيد في ديوانه 243. و انظر: المخصَّص 4/ 42، و المقاييس (حج) 2/ 31 و (عطل) و 4/ 352، و الصحاح و اللسان (حجج).
(4) ديوانه 141، و الأول في الاشتقاق 502. و انظر: المعرب 55، و الخزانة 2/ 42- 43؛ و من المعجمات: العين (مهر) 4/ 51، و المقاييس (جد) 1/ 407 و (ظن) 3/ 463، و الصحاح و اللسان (جدد، بوص، ظنن).
(5) ضبطه في م: «يَجعل الجدَّ الظنونَ».
(6) م ط: «حواجّ اللّه».
(7) ذكرَ المادّةَ ص 182. و لم يذكر فيها هذا المعنى.
(8) هود: 108.
(9) ديوانه 112، و صدره فيه:
* و غيرُ الشَّقاءِ المستبينِ فليتني*
(10) أنشده أيضا في الاشتقاق 231، و قبله:
* وَيْها فَداءً لكَ يا فَضالَهْ*
ابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص87
و انظر: المنقوص و الممدود للفرّاء 26، و نوادر أبي زيد 163، و المقتضب 3/ 168، و شرح المفضليات 57 و 313 و 638 و 716، و التنبيهات 83، و سر الصناعة 1/ 92، و شرح المرزوقي 162 و 420، و الاقتضاب 345، و شرح المفصَّل 4/ 72 و 9/ 29، و الخزانة 3/ 8، و اللسان (هول، ويه، فدى).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 88
أَجِرَّهُ الرُّمْحَ و لا تِهالَهْ كذا سُمع من العرب «1».
و الجَرُّ: سَفْحُ الجبل حيث علا من السَّهل إلى الغِلَظ. قال الشاعر- عبد اللّه بن الزِّبَعْرَى (رمل) «2»:
كم ترى بالجَرِّ من جُمجمةٍ و أكُفٍّ قد أُتِرَّتْ و جِزَلْ
و قال الراجز «3»:
و قد قَطَعْتُ وادِيا وَ جرّا
و الجَرّ: الذي جاء فيه النهي عن نبيذ الجَرِّ. و المعروف في الجَرّ عند العرب ما اتُّخذ من الطين كالفَخّار و نحوه.
و الجِرَّة: ما يجترُّه البعير من كَرِشه. و مثلٌ من أمثالهم: «ما اختلفت الدِّرَّة و الجِرَّة» «4».
و أما الجرير فله موضع تراه فيه مع نظائره إن شاء اللّه «5».
و مثلٌ من أمثالهم: «نَاوَصَ الجُرَّة ثم سالَمها» «6». يقال ذلك للذي يخالف القوم على رأيهم ثم يرجع إلى أقوالهم.
و الجُرّة: خشبة نحو الذراع يُجعل في رأسها كِفَّة و في وسطها حبل، فإذا نشِب فيه الظبيُ ناوصها ساعةً و اضطرب فيها فإذا غلبته استقرّ فيها فتلك المسالمة.
رجج
و من معكوسه: رَجَ الشيءُ يَرُجُ رَجًّا، إذا ترجرجَ، و هو راجٌ.
و قيل لابنة الخُسّ: بمَ تعرفين لَقاح ناقتك؟ فقالت: «أرى العينَ هَاجًّا و السَّنامَ راجًّا و أراها تَفاجُّ و لا تبول» «7»؛ و ذكّرتِ العينَ هاهنا تريد بها الناظر. و هَجَّجَتْ: غارت، وَ هَجَتْ مخفَّف.
و سمعتُ رَجَّةَ القوم، أي أصواتهم. و كذلك رَجَّة الرعد، أي صوته. و في التنزيل: إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا «8»، يعني يوم القيامة.
ج ز ز
جزز
جَزَّ الصوفَ و غيره يَجُزُّه جَزًّا.
و اسمُ الصوف المجزوز: الجِزَّة. و قال أبو حاتم: الجِزَّة:
صوف كَبْش أو نعجة إذا جُزَّ فلم يخالطه فيه غيره.
و جُزازُ كل شيء: ما اجتززته منه.
و جاء زمان الجَزاز، أي الحصاد. و أنشدَنا أبو حاتم بيتا للفرزدق (وافر) «9»:
فنِعْمَ الأيْرُ أَيْرُكَ يا ابنَ الكوزِ يُقِلُّ جُفالَةَ الكَبْشِ الجَزِيزِ
الجُفَالة: الصوف و الشَّعَر المكتنز.
زجج
و من معكوسه: زججتُ الشيءَ «10» من يدي زجًّا، إذا رميت به. و زَجَجْتُه بالرُّمح، إذا نَجَلْتَه به و زَرَقْتَه.
و الزُّجُ: معروف، و الجمع زِجاج و أَزِجَّة و زِجَجَة.
و أَزْجَجْتُ الرُّمْحَ إزجاجا، و زَجَّجْتُه تزجيجا، إذا جعلت له زُجًّا، و كذلك أَزْجَجْتُه إزجاجا، فهو مُزَجٌ و مُزَجَّج. قال أوس ابن حَجَر (طويل)
نوى القَضْب عَرّاضا ….
«11»:
أَصَمَ «12» رُدَيْنيًّا كأنّ كُعُوبَهُ نوى القَسْب عَرّاصا مُزَجًّا مُنصَّلا
و الزُّجاج: معروف.
و الزَّجَجُ من قولهم: حاجبٌ أَزَجُ، و هو السابغ الطويل في دِقَّة.
و ظليمٌ أَزَجُ و نعامةٌ زَجّاءُ، إذا كانا طويلي الرجلين.
و رجلٌ أَزَجُ، و الجمع زُجٌ، و هو بعيد الخَطْو. قال ذو الرَّمَّة (طويل)
وظيفٌ أَزَجُّ الخَطْو ….
«13»:
[جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ يَشُلُّها] أَزَجُ بعيدُ الخَطْوِ ظمآنُ سَهْوَقُ
ج س س
جسس
جَسَ الشيءَ يَجُسُّه جَسًّا، إذا لمسه بيده.
______________________________
(1) يعني كسر تاء الفعل.
(2) البيت من قصيدة في السيرة 2/ 136. و أنشده ابن دريد أيضا في الملاحن 27.
و انظر: اللسان (جرر).
(3) المقاييس (جر) 1/ 410، و الصحاح و اللسان (جرر).
(4) في المستقصى 2/ 245: لا أفعل ذلك ما اختلفت الدِّرّة و الجِرّة.
(5) لم يرد هذا اللفظ في موضع آخر من الجمهرة.
(6) المستقصى 2/ 365، و مجمع الأمثال 2/ 247.
(7) هذه رواية المصادر جميعا. و الرواية التي نسبها في حاشية المطبوعة إلى (ل) ليست فيه!
(8) الواقعة: 4.
(9) ديوانه 482؛ و النقائض 1044.
(10) م ط: «زججت بالشيء».
(11) ديوانه 83، و السِّمط 510، و شرح شواهد المغني 400، و اللسان (زجج).
و سينشده ابن دريد أيضا ص 737. و في اللسان:
نوى القَضْب عَرّاضا ….
(12) ط: «أَزَجَّ».
(13) ديوانه 395، و المخصَّص 7/ 73، و الصحاح و اللسان (زجج، سند)، و اللسان (ذكر). و رواية الديوان:
وظيفٌ أَزَجُّ الخَطْو ….
جمهرة اللغة، ج1، ص: 89
و مَجَسُ الشىء و مَجَسَّتُه: الموضع الذي تقع عليه يدك منه إذا جَسَسْتَه. و قد يكون الجَسُ بالعين أيضا. يقال: جَسَ الشخصَ بعينه، إذا أَحَدَّ النظرَ إليه ليستثبت. قال الشاعر (بسيط) «1»:
و فتيةٍ كالذِّئابِ الطُلْسِ قلتُ لهم إنّي أَرى شَبَحا قد زال أو حالا
فاعصَوْصَبوا ثم جَسُّوه بأعْيُنِهم ثم اختَفَوْه و قَرنُ الشَّمس قد زالا
اختفوه: أظهروه، و يقال خَفَيْت الشيءَ إذا أظهرته، و اختفى: افتعل من ذلك.
و جَسَ: زجرٌ للبعير، لا يتصرف له «2» فعل.
سجج
و استُعمل من معكوسه: سجَ الحائطَ يَسُجُّه سَجًّا، إذا مسحه بالطين الرقيق فلاطه به.
و المِسَجَّة: الخشبة التي يُطلى بها الحائط، لغة يمانية، و هي التي تسمَّى بالفارسية: المالَجَةُ «3». قال أبو بكر: و أهل نجد يسمون المالَجَةَ المِسْيَعَة.
ج ش ش
جشش
جَشَ الحَبَ يَجُشُّه جَشًّا، إذا طحنه طحنا جريشا. و الحَبُ جَشِيش و مجشوش. قال رؤبة (رجز)
مرُّ الزُّوان مِطْحَنُ الجشيشِ.
«4»:
[يا عجبا و الدهرُ ذو تخويشِ لا يُتَّقَى بالدَّرَق المَجروشِ]
لَفْظَ الزُّؤان مِطْحَرُ الجَشيشِ
الزُّؤان: حَبٌّ يكون في البُرّ.
و جَشَ الرَّكِيَ يَجُشُّها، إذا استخرج ماءها و حمأتَها. قال أبو ذؤيب (طويل)
… ذِفاف لواردِ.
«5»:
يقولون لمّا جُشَّتِ البئر أَوْرِدوا و ليس بها أدنى ذِبابٍ لواردِ
الذِّبَاب: الماء القليل «6».
و فرسٌ أَجَشُ: غليظ الصهيل، و هو ممّا يُحمد في الخيل.
قال النجاشي (طويل) «7»:
و نَجَّى ابنَ حرب سابِحٌ ذو عُلالةٍ أجَشُ هزيمٌ و الرِّماحُ دَواني
قوله ذو علالة: أراد جريا بعد جري مثل علَلَ الماء شيئا بعد شيء و شربا بعد شرب، الأول النَّهَل و الثاني العَلَل. و قوله هزيم: أي تُسمع له هَزْمَةٌ مثل هزمة الرعد.
و جُشُ أعيارٍ: موضع.
و سمعت «8» في حلقه جُشَّةً، أي غِلَظا، و هو مثل الجُشْرة.
و الجَشَّة و الجُشَّة: لغتان، و هم الجماعة من الناس يُقبلون معا في نهضة و ثورة. قال العجّاج (رجز) «9»:
بجَشَّةٍ جشّوا بها ممّن نَفَرْ محمِّلين في الأَزِمّات النُّخَرْ
شجج
و من معكوسه: شَجَجْت الرجلَ أشُجُّه شَجًّا، إذا كسرت رأسه.
و شَجَ الخمرَ بالماء يَشُجُّها شَجًّا، إذا مزجها.
و شجَ الأرضَ براحلته، إذا سار بها سيرا شديدا.
و أَشَجُ، «أَفْعَلُ» من الشَّجّ: اسم رجل. و أنشد لأعشى همدان (كامل) «10»:
بينَ الأَشَجِ و بينَ قيسٍ بيتُه بَخْ بَخْ لِوالده و للمولودِ
ج ص ص
جصص
الجِصّ: معروف، و ليس بعربي صحيح «11».
______________________________
(1) صدر الثاني في المقاييس (جس) 1/ 414، و الثاني في الصحاح (جسس)، و البيتان في اللسان (جسس).
(2) ط: «لا يتصرف منه».
(3) مالِش في الفارسية: المَسْح، أو الصَّقْل.
(4) الديوان 77، و اللسان (جشش، خوش). و في اللسان: بالذُّرق المجروشِ، و في الديوان:
مرُّ الزُّوان مِطْحَنُ الجشيشِ.
(5) ديوان الهذليين 1/ 123، و تهذيب الألفاظ 170، و أمالي القالي 1/ 76، و المخصَّص 9/ 134 و 10/ 45؛ و من المعجمات: المقاييس (جش) 1/ 415، و (ذف) 2/ 345، و الصحاح و اللسان (جشش، ذفف)، و اللسان (ورد). و في الديوان:
… ذِفاف لواردِ.
(6) ل م: «الماء القليلة».
(7) شعر النجاشي الحارثي 107، و أنشده ابن دريد أيضا في الاشتقاق 294.
و انظر: الشعر و الشعراء 249، و معاني الشعر 126، و الأغاني 12/ 73 و 76، و حماسة ابن الشجري 34، و اللسان (جشش، علل، هزم).
(8) من هنا و حتى آخر (ج ش ش): من ل وحده.
(9) ديوان العجّاج 30- 31، و المخصَّص 3/ 126، و اللسان (جشش).
(10) سبق إنشاده ص 65.
(11) قارن: المعرَّب 95.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 90
ج ض ض
ضجج
استُعمل من معكوسه: ضَجَ ضَجيجا، و الاسم: الضَّجَّة.
و الضَّجَاج: القَسْر. قال الراجز يصف حربا «1»:
و أَغْشَتِ الناسَ الضَّجاجَ الأَضْجَجا و صاحَ خاشي شرِّها و هَجْهَجا
و الضَّجَاج: ثمرُ نبتٍ أو صَمْغٌ تغسل به النساءُ رؤوسهن؛ لغة يمانية.
ج ط ط
أُهملت الجيم مع الطاء و الظاء في الوجوه الثنائية.
ج ع ع
جعع
الجَعُ: أُميت فأُلحق بالرباعي في «جعجع». و الجَعْجَعَة:
القعود على غير طمأنينة. و منه قول أبي قيس بن الأَسْلَت (سريع) «2»:
مَن يَذُقِ الحربَ يَجِدْ طَعْمَها مُرًّا و تَتْرُكْه بجَعْجاعِ
و من أمثالهم: «أَسْمَعُ جَعْجَعَةً و لا أرى طِحْنا» «3».
و الطِّحْن: الشيء المَطحون. و الطَّحن: المصدر. و
كتب ابن زياد إلى ابن سعد: «جَعْجِع بالحُسين»
، أي أَزْعِجْه.
و الجعجعة: الصوت «4».
عجج
و من معكوسه: عَجَ يَعِجُ عَجًّا و عَجيجا، إذا صاح.
و سمعت عَجَّةَ القوم و عَجِيجَهم، أي أصواتهم.
و العُجَّة: ضرب من الطعام، لا أدري ما حدُّها.
و نهر عجّاج: كثير الماء.
و العَجَاجُ: الغُبار.
و سُمِّي العَجّاج عَجّاجا بقوله (رجز) «5»:
حتى يَعُجَ ثَخَنا مَن عَجْعَجا و يُودِيَ المودي و ينجو مَن نجا
ثخن: مبني من أثخنه، إذا بالغ في ضربه «6».
و أُلحق العَجُ بالرباعي، فقالوا: عجعج.
ج غ غ
أُهملت الجيم و الغين مع وجوه الثنائي.
ج ف ف
جفف
جَفَ الشيءُ يَجِفُ جفوفا بعد رطوبته.
و الجُفُ: الجمع الكثير من الناس. قال النابغة (كامل) «7»:
[من مُبْلِغٌ عَمْرَو بنَ هندٍ آيةً و من النَّصيحة كثرةُ الإنذارِ
لا أَعْرِفَنَّكَ عارضا لرماحِنا] في جُفِ ثعلبَ وارِدي الأَمرارِ
يعني ثعلبة بن عوف بن سعد بن ذُبيان. و روى الكوفيون:
في جُفِ تغلبَ، و هذا خطأ، لأن تغلب في الجزيرة و ثعلبة «8» في الحجاز. و أمرار: موضع.
و جُفُ الطَّلْعة: وعاؤها إذا جَفَّتْ. و
في الحديث: طُبَّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فجُعل سِحْرُه في جُفِ طَلْعَةِ ذَكَرٍ.
و الجُفُ أيضا: نصفُ قربةٍ تُقطع من أسفلها و تُجعل دلوا.
قال الراجز «9»:
رُبَّ عجوزٍ رأسُها كالكِفَّهْ تَحْمِلُ جُفًّا معها هِرْشَفَّهْ
قوله كالكِفَّة: يعني من الكِبَر ككِفَّة الحائل، و هو الصائد.
و الهِرْشَفَّة: خِرْقَة ينشَّف بها الماء من الأرض.
______________________________
(1) البيت للعجّاج في ديوانه 382. و هو غير منسوب في اللسان (ضجح)، و فيه:
و أغشبَ الناسُ الضِّجاجَ؛ و هو تحريف.
(2) ديوانه 78، و المفضّليات 284، و جمهرة القرشي 126، و المعاني الكبير 394 و 1251، و الأغاني 15/ 160، و الخزانة 2/ 47؛ و من المعجمات: المقاييس (جع) 1/ 416، و الصحاح و اللسان (جعع). و سينشده ابن دريد أيضا ص 183. و في المفضليات: و تحبسه؛ و في اللسان: و تُبركه.
(3) المستقصى 1/ 172.
(4) «و الجعجعة: الصوت»: من ل وحده.
(5) البيت الأوّل في ديوانه 3 و 348 و 390، و الثاني فيه 391. و أنشدهما ابن دريد في الاشتقاق 260. و انظر: المقاصد النحوية 1/ 30، و المزهر 2/ 442؛ و من المعجمات: العين (عج) 1/ 67، و الصحاح (عجج)، و اللسان (عجج، ثخن). و سيجيء أيضا ص 184. و في الديوان: فيودي.
(6) «ثخن … ضربه»: من ل فقط.
(7) ديوانه 168، و تهذيب الألفاظ 42- 43، و المعاني الكبير 920، و المقاييس (جف) 1/ 416، و الصحاح و اللسان (مرر، جفف).
(8) ل: «ثعلب».
(9) المعاني الكبير 566، و المخصَّص 9/ 164؛ و من المعجمات: العين (هرشف) 4/ 118 و (قف). 5/ 28، و الصحاح و اللسان (جفف، هرشف)، و اللسان (قفف). و سيجيء أيضا ص 1152. و في الموضعين من العين: كل عجوز، و في (قف): كالقِفّة.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 91
و أما الجَفْجَف فهو الغِلَظ من الأرض، و قد أفردنا لهذا المكرَّر بابا تراه إن شاء اللّه «1».
فجج
و من معكوسه: فَجٌ، و الجمع فِجاج، و هو الطريق الواسع في الجبل، أوسع من الشِّعب.
و فَجَ الرجلُ رجليه، إذا باعد بينهما، و كذلك الدابّة.
و يقال أيضا: أفَجَ فهو مُفِجٌ، إذا عدا عدوا شديدا.
و قوس فَجّاءُ، إذا ارتفعت سِيَتُها، فبانَ وتَرُها عن عِجْسِها.
يقال: عُجْسُها و عِجْسُها و عَجْسُها، ثلاث لغات، و هو المَقْبِض.
ج ق ق
أُهملت الجيم مع القاف و الكاف في وجوه الثنائي.
ج ل ل
جلل
جُلُ الشيء: معظمه.
و جُلُ الدابة و جَلُّها، لغة تميمية معروفة. و يقال: أخذت جُلَ هذا الشيء و جَلَّه، إذا تَجَلَّلْته، و أخذت جُلالَه وجِلَّه.
و يقال: قوم جِلَّةٌ: ذوو أخطار.
و الجَلَّة البَعَرُ.
و الجليل: الثُّمام.
و نُهي عن أكل لحم الجَلّالات، و هي التي تأكل البَعَر و الرَّجيع.
و الجُلَّة من جِلال التمر: عربية معروفة، و الجمع جُلَل. قال الشاعر، هو الأعشى (منسرح) «2»:
يَنْضِحُ بالبول و الغبارِ على فخذيه نضحَ العبديَّة الجُلَلا
و أنشدني أبو عثمان الأُشْنانْداني قال: أنشدني الأصمعي قال: أنشدني الأخفش (طويل)
فما أطعمونا الأوتكى عن ….
«3»:
باتوا يُعَشُّون القُطَيْعاء ضيفَهم و عندهمُ البَرْنيُّ في جُلَلٍ ثُجْلِ
فما أَطعموه الأَوْتَكَى من سَماحةٍ و لا مَنَعوا البَرْنِيَّ إلّا من البُخْلِ
الأَوْتَكَى: ضرب من التمر. و القُطَيْعاء: تمرٌ صِغار يشبه الشِّهْرِيز. و قال الراجز «4»:
إذا ضربتَ مُوقَرا فابْطُن لَهْ فوقَ قُصَيْراه و تحت الجُلَّهْ
يعني جملًا عليه جُلَّة.
و المَجَلَّة: الصحيفة. و كذلك رُوي بيت النابغة (طويل) «5»:
مَجَلَّتُهم ذاتُ الإله و دِينُهم قويمٌ فما يَرْجُون غيرَ العواقبِ
يريد الصحيفة لأنهم كانوا نصارى، فأراد الإنجيل. و من روى: مَحَلَّتهم، بالحاء، أراد الشام الأرض المقدَّسة.
لجج
و من معكوسه: لَجَ يَلَجُ لَجاجا، إذا مَحِكَ في الأمر.
و سمعت لَجَّة القوم، أي أصواتهم.
و اللُّجَّة: لُجَّة البحرِ، و الجمع لُجٌ و لُجَجٌ.
و
في حديث الزُّبير: أُدخِلتُ الحَشَّ و وضعوا اللُجَ على قَفَيَّ.
قالوا: يعني السيف، شبّه بريقَه بلُجَّة البحر، و اللّه أعلم.
ج م م
جمم
جَمَ الفرسُ يَجِمُ جَماما «6» و يَجُمُ أيضا، إذا عَفا من التعب و لم يُركب. و كذلك جَمامه إذا ترك الضِّراب. و يقال: أعطني جَمام فرسك.
و جَمَّت البئر تَجُمُ جمًّا و جُموما، إذا تراجع ماؤها. و ضمُّ الجيم في البئر أكثر من كسرها في المستقبل «7».
و جَمَّةُ الرَّكِيّ: معظم مائها إذا ثاب، و الجمع جِمام.
و كذلك جَمَّة المركب البحري، عربية صحيحة محضة، و هو الموضع الذي يجتمع فيه الماءُ الراشح من خُروزه.
______________________________
(1) ص 184.
(2) ديوانه 235، و اللسان (نضح، جلل). و سينشده أيضا ص 548 و 608.
(3) نسبه في اللسان (وتك) إلى «السواديّ»، و هو أيضا في اللسان (ثجل، جلل). و انظر: المقاييس (ثجل) 1/ 371 و (قطع) 5/ 103، و الصحاح (ثجل)، و المعرّب 199. و البيتان سيردان أيضا ص 415، و الأول وحده ص 915. و يُروى:
فما أطعمونا الأوتكى عن ….
(4) أنشدهما ابن دريد أيضا في الملاحن 8. و انظر: الإصلاح 370، و المقاييس (بطن) 1/ 259، و اللسان و التاج (بطن). و سيجيئان أيضا في الجمهرة ص 361. و في الملاحن: و دون الجُلّة.
(5) ديوانه 47؛ و أنشده ابن دريد أيضا في الاشتقاق 314، و انظر: المعاني الكبير 549، و أضداد أبي الطيّب 296، و الصحاح و اللسان (جلل). و سيجيء أيضا ص 492. و في الديوان: محلّتهم.
(6) م: «جَماما و جُموما».
(7) «في المستقبل»: من ل وحده. و يعني به عين المضارع.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 92
و الجُمَّة: الشعر الكثير، و هي أكثر من اللِّمَّة، و الجمع جُمَم و جِمام.
و الجُمَّة: القوم يسألون في الدِّيات. و أنشد (رجز) «1»:
و جُمَّةٍ تسألني أَعْطيتُ و سائلٍ عن خَبَرٍ لَوَيْتُ
فقلتُ لا أدري و قد دَرَيْتُ
و الجَمُ: الكثير من كل شيء. قال الراجز «2»:
إن تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ جَمّا و أيُّ عبدٍ لك لا أَلَمّا
أي لم يُلِمَّ بالذنب و لم يقارف. و كذلك فسّره أبو عبيدة.
و كذلك فسِّر في التنزيل «3»، و اللّه أعلم.
و الجُمّ، زعموا: صَدَفٌ من صَدَف البحر لا أعرف حقيقته.
و أَجَمَّتِ الحاجة، إذا حانت. قال زهير (طويل) «4»:
و كنتُ إذا ما جئتُ يوما لحاجةٍ مَضَتْ و أجمَّت حاجةُ الغد ما تخلو
مجج
و من معكوسه: مَجَ الماءَ يَمُجُّه مَجًّا، إذا مجَّه من فيه بمرّة واحدة، أي أخرجه. و هو المُجاج. و مُجاجُ المُزْنِ: مَطَره.
و مُجاجُ النَّحلِ: عَسَله. و أنشد (طويل) «5»:
و يدعُو بِبَرْد الماء و هو بَلاؤه و إمّا سَقَوْه الماءَ مَجَ و غَرْغَرا
هذا يصف رجلًا به الكَلَبُ، و الكَلِبُ إذا نظر إلى الماء تَخَيَّل له فيه ما يكرهه فلا يشربه.
و المُجُ و البُجُّ، زعموا: فَرْخ الحمام، و لا أعرف ما صحته.
و المُجُ: اسم سيفٍ من سيوف العرب، و قد ذكره ابن الكلبي.
و أمَجَ الفرسُ إمجاجا، إذا جرى جريا شديدا. قال الراجز «6»:
كأنّما يَستضرمان العَرْفَجا فوق الجَلاذِيّ إذا ما أمْجَجا
يريد: أَمَجّا. قال: يصف حمارا و أتانا، شبّه ما تنفيه حوافرهما من الحصى و قدحَ النار بضرام العرفج. يريد أمجّ، فأظهر التضعيف اضطرارا «7». و الجَلاذي جمع جَلْذَأَة، و هي الأرض الغليظة و فيها ارتفاع.
ج ن ن
جنن
جُنَ الرَّجلُ جُنونا. و جُنّ النبتُ، إذا غَلُظ و اكتهل.
و الجِنُ: خلاف الإنس.
و جِنُ الشباب: حدّته و نشاطه. و يقال: فلان في جِنّ شبابه، أي في أوله. و قال حسّان (خفيف) «8»:
إنَّ شَرْخَ الشبابِ و الشَّعَرَ الأسْ وَدَ ما لم يُعاصَ كان جُنونا
و جِنُ الليل: اختلاط ظلامه. قال الشاعر- هو المتنخِّل (بسيط) «9»:
حتى يجيءَ و جِنُ الليل يُوغِلُهُ و الشَّوكُ في وَضَح الرِّجلين مركوزُ
______________________________
(1) الرجز منسوب إلى أبي محمد الفقعسي في اللسان (جمم). و انظر أيضا: أمالي القالي 1/ 52، و السِّمط 200، و مجالس الزجّاجي 184، و المقاييس (جم) 1/ 420، و الصحاح (جمم). و سيجيء الأخيران ص 1267، و الأول برواية مختلفة ..
(2) نسبه في المطبوعة إلى أبي خراش الهذلي، و هو في ملحق شعره في شرح أشعار الهذليين 1346. و نُسب في الأغاني 3/ 190 إلى أميّة بن أبي الصلت، و هو في ملحقات ديوانه 491. و انظر: طبقات فحول الشعراء 224، و الاقتضاب 442، و أمالي ابن الشجري 1/ 144، و 2/ 94 و 2/ 228، و الإنصاف 76، و المقاصد النحوية 4/ 216، و المغني 244، و الخزانة 1/ 358 و 2/ 76 و 3/ 229، و العين (لم) 8/ 321 و (لا) 8/ 350، و الصحاح (لمم)، و اللسان (لمم، لا).
(3) الفجر: 20. و في مجاز القرآن 2/ 298: «حُبًّا جَمًّا: كثيرا شديدا».
(4) ديوانه 97، و فعل و أفعل للأصمعي 478، و الإبدال لأبي الطيّب 1/ 207، و الأغاني 9/ 153، و المخصَّص 14/ 232، و مختارات ابن الشجري 2/ 13، و اللسان (جمم). و سيرد عجزه أيضا ص 1262.
(5) البيت للحارث بن توأم اليشكري في المعمَّرين لأبي حاتم 99، و المخصَّص 6/ 115، و اللسان (مجج). و سيرد أيضا ص 197 … و في المعمّرين: و هو قُصاره فإذا …
(6) الرجز للعجّاج في ديوانه 376- 377. و انظر: المعاني الكبير 18، و مجالس الزجاجي 284، و اللسان (مجج). و الأول أيضا في الجمهرة 1329. و في الديوان و المجالس: أمحجا.
(7) «يريد … اضطرارا»: من ل وحده.
(8) ديوانه 282؛ و يُنسب أيضا إلى عبد الرحمن بن حسّان، و هو في ديوانه 63.
و انظر: مجاز القرآن 1/ 258 و 2/ 22 و 2/ 161، و الكامل 3/ 113، و الحيوان 3/ 108 و 6/ 244، و أمالي ابن الشجري 1/ 309، و المقاييس (شرخ) 3/ 269، و الصحاح و اللسان (شرخ). و سينشده أيضا ص 585.
(9) ديوان الهذليين 2/ 16، و نسبه في اللسان (وضح) إلى الجُميح، و هو في اللسان أيضا (وغل، جنن)، منسوبا في الأوّل إلى المتنخّل. و سيكرره ابن دريد ص 961.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 93
و يقال: جُنون الليل، و جَنانُ الليل. قال الشاعر- دريد بن الصِّمَّة الجُشَميّ (طويل)
و لولا سواد الليل …
و لو لا جَنان الليل ….
«1»:
فلَولا «2» جُنونُ الليل أدرك رَكْضُنا بِذي الرِّمث و الأَرْطى عِياضَ بنَ ناشبِ
و يقال: جَنَّه الليلُ و أَجَنَّه و جَنَ عليه، إذا سَتَرَه و غطّاه، في معنى واحد. و كل شيء استتر عنك فقد جُنّ عنك. و يقال:
جَنانُ الرجل، و به سُمّيت الجِنُ. و كان أهل الجاهلية يسمّون الملائكة: جِنَّةً لاستتارهم عن العيون. و الجِنُ و الجِنَّة واحد.
و الجُنَّة: ما واراك من السلاح.
و الجَنَّة: الأرض ذات الشجر و النخل. و لا تسمَّى جَنَّةً حتّى يُجِنَّها الشجرُ، أي يسترها؛ هكذا قال أبو عبيدة.
و سُمِّي التُّرْسُ مِجَنًّا لستره صاحبَه.
و سُمِّي القبرُ جَنَنا من هذا.
و الطفل ما دام في بطن أمه فهو جَنين.
و الجَنين: المدفون. قال الشاعر في جَنين القبر- هو عمرو ابن كلثوم التغلبي (وافر) «3»:
و لا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَقاها لها من تسعةٍ إلّا جَنينا
أي مدفونا؛ أي قد ماتوا كلُّهم «4». قال: و منه
كلام ابن الحنفيّة: «رحِمك اللّه مِن مُجَنٍ في جَنَنٍ و مُدْرَجٍ في كَفَنٍ»؛ يقوله للحسن رحمة اللّه عليه.
و جَنان الناس: معظمهم. قال الشاعر (وافر) «5»:
جَنانُ المسلمين أوَدُّ مَسًّا «6» و إنْ جاوَرتُ أَسْلَمَ أو غِفارا
و ربما سُمِّيت الروح جَنانا لأن الجسم يُجِنُّها؛ هكذا قال بعضهم.
نجج
و من معكوسه: نَجَ الجُرْحُ يَنِجُ نَجًّا، إذا رشحَ منه القيحُ أو غسَق به. و زعموا أن غَسّاق «7» من هذا اشتُقّ. يقال: غسَق الليلُ يغسِق، و غسَق الجرحُ يغسَق. قال الشاعر (وافر) «8»:
فَإن تَكُ قُرْحَةٌ خَبُثت و نجَّت فإن اللّه يَشفي مَن يشاءُ
ج و و
جوو
جَوُّ السماء: معروف، و هو الهواء. و روَوْا بيت ذي الرُّمَّة (بسيط) «9»:
و ظَلَّ للأعْيَسِ المُزْجي نَواهِضَه في نَفْنَف الجَوِّ تصويبٌ و تصعيدُ
و رُوي:
في نفنف اللُّوح «10» ….
و جوّ البيت: داخلُه؛ لغة شامية.
و كانت العرب تسمّي اليمامة في الجاهلية جَوًّا. قال الشاعر- هو الأعشى (بسيط) «11»:
فاستنزَلوا أهلَ جَوٍّ من منازلهم و هَدَّموا شامخَ «12» البُنيانِ فاتَّضعا
وجج
و من معكوسه: وَجٌ، و هو الطائف. قال الشاعر (طويل) «13»:
صَبَحْتُ بها وَجًّا فكانت صبيحةً على أهل وَجٍ مثلَ راغيةِ البَكْرِ
ج ه ه
جهه
أُلحق جَهَ بالرباعي فقيل: جَهْجَهَ. يقال: جَهْجَهْتُ بالسَّبُع
______________________________
(1) البيت في ديوانه 29، و هو من الأصمعية 29، ص 112، و هو لدريد أيضا في مجاز القرآن 1/ 198، و الأغاني 9/ 6. و يُنسب أيضا إلى خُفاف بن نَدْبة (ديوانه 130). و انظر أيضا: إصلاح المنطق 295، و أضداد أبي الطيّب 706، و الأزمنة و الأمكنة 2/ 229، و حماسة ابن الشجري 13، و معجم البلدان (الرِّمث) 3/ 68؛ و من المعجمات: المقاييس (جن) 1/ 422، و الصحاح و اللسان (جنس). و في الأغاني:
و لولا سواد الليل …
؛ و في الديوان:
و لو لا جَنان الليل ….
(2) ط: «و لولا».
(3) من معلّقته المعروفة؛ و انظر: شرح الزوزني 122.
(4) م ط: «قال أبو بكر: إلا جنينا، إلا مدفونا، في هذا الموضع».
(5) البيت لابن أحمر في ديوانه 76. و نسبه في م إلى الكميت بن زيد، و ليس في ديوانه. و انظر: مجاز القرآن 1/ 199، و الأزمنة و الأمكنة 1/ 330، و اللسان (جنن). و سينشده ابن دريد أيضا ص 337.
(6) ط: «أمَسُّ وُدًّا».
(7) «الغسّاق: ما يغسِق و يسيل من جلود أهل النار و صديدهم من قيح و نحوه» (اللسان: غسق).
(8) نسبه ابن السكيت في تهذيب الألفاظ 106 إلى القَطِران. و انظر: المخصَّص 5/ 91، و الصحاح و اللسان (نجج). و في التهذيب: يفعل ما يشاء. و نسبته في الخصائص إلى جرير، و ليس في ديوانه.
(9) ديوانه 137، و المعاني الكبير 295، و اللسان (جوا). و سينشده ابن دريد أيضا ص 219 و 571.
(10) و هي رواية الديوان.
(11) ديوانه 103، و اللسان (جوا).
(12) م ط: «شاخص».
(13) اللسان (وجج).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 94
و هَجْهَجْتُ به، إذا زجرته. قال الراجز- هو رؤبة
هرّجتُ فارتدَّ …
… و خصمٍ منده.
«1»:
[و كَيْدِ مَطّالٍ و خصمٍ مِبْدَهِ يَنوي اشتقاقا في الضَّلال المِتْيهِ]
جَهْجَهْتُ فارتَدَّ ارتدادَ الأكْمَهِ
و قال الشاعر- هو مالك بن الرَّيب المازني (بسيط) «2»:
جرَّدتُ سيفي فما أدري أَذا لِبَدٍ يَغْشَى المُهَجْهَجَ حَدُّ السيف أم رَجُلا
و يقال: جَهجهتُ بالإبل و هَجهجتُ بها، إذا زجرتَها.
و يومُ جُهْجُوهٍ: يوم من أيامهم؛ له حديث.
هجج
و من معكوسه: هَجَّتِ النارُ تَهِجُ هَجًّا و هَجيجا، إذا سمعتَ صوت اشتعالها.
و الهَجِيج: وادٍ عميق؛ لغة يمانية. و يقال: هَجِيج و إهْجِيج.
و ظليمٌ هَجْهاج: كثير الصوت. و يومٌ هَجْهاج: كثير الريح شديد الصوت. و رجلٌ هَجْهاج: كثير الصوت أيضا.
و هجَّجت عينُه، إذا غارت.
ج ي ي
أُهملت الجيم و الياء في الثنائي.
______________________________
(1) الرجز لرؤبة في ديوانه 166. و أنشد ابن دريد الثالث أيضا في الاشتقاق 322.
و انظر: مجاز القرآن 1/ 93، و شرح ديوان العجّاج 382، و الصحاح و اللسان (هرج، بده، كمه)، و اللسان (تيه، جهه). و انظر أيضا: ص 185 و 469 و 984. و في الديوان و الاشتقاق:
هرّجتُ فارتدَّ …
و في مجاز القرآن:
… و خصمٍ منده.
(2) ديوانه 88، و نوادر أبي زيد 285- و ليس البيت في الأغاني ضمن القصيدة المثبتة في 19/ 165- و اللسان (جهجه). و سيرد أيضا ص 185، و ضبط العجز فيه مختلف، و الروايتان جائزتان. و في النوادر و اللسان: عضُّ السيف.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 95
باب حرف الحاء
و ما بعده
ح خ خ
أُهملت الحاء و الخاء في الوجوه كلها.
ح د د
حدد
حَدُّ السِّكِّين و غيره: معروف. و حَدَدْت السِّكِّين و غيرَه أحُدُّه حَدًّا، إذا مسحته بحجر أو مِبْرَد؛ يقال: حددت السِّكِّين و غيره أحُدُّه، و أحَدَّها يُحِدُّها إحدادا. و سِكِّين حديدٌ و حُدادٌ.
و رجلٌ حَدٌّ «1» و محدود، إذا كان محروما لا ينال خيرا.
و أحددت إليك النظر أُحِدُّه إحدادا.
و الحَدُّ بين الشيئين: الفَرْق بينهما لئلّا يعتدي أحدُهما على الآخر.
و حَدَدْت على الرجل أَحِدُّ حِدَّة، إذا غضبت عليه.
و حَدُّ الدار: معروف.
و حَدُّ السارق و غيرِه: الفعل الذي يمنعه من المعاودة و يحُدّه عنه، و يمنع غيره أيضا.
و أصل الحَدّ: المنع. يقال: حَدّني عن كذا و كذا، إذا منعني عنه. و به سُمّي السَّجّان حَدّادا لمنعه كأنه يمنع من الحركة. قال الشاعر (طويل) «2»:
يقول ليَ الحدّادُ و هو يقودني إلى السِّجن لا تَجْزَع فما بك من باسِ
و سمَّى الأعشى الخمّار حدّادا، لأنه يحبس الخمر عنده فقال (متقارب) «3»:
فقُمنا و لمّا يَصِحْ ديكُنا إلى جَونةٍ عند حدّادها
يذهب بوصفها إلى السواد، و إلى وعاء الخمر، و هو الزِّقّ «4».
و حَدَّتِ المرأةُ و أحَدّت، إذا تركَتِ الطِّيب و الزينة بعد زوجها. و أبي الأصمعي إلّا أَحَدَّت فهي مُحِدٌّ و لم يعرف حدَّت «5»:
و يقال: هذا أمر حَدَدٌ، أي مردودة لا تُجاب.
و قدا أفردنا لهذا بابا في آخر الكتاب فيما جاء فيه حرفان مِثْلان في موضع عين الفعل و لامه «6».
و بنو حُدَاد: بطن من العرب، من طيّء. و بنو حِدّان «7» من بني سعد. و حُدّان «8» من الأزد.
دحح
و استُعمل من معكوسه: دَحَ في قفاه يَدُحُ دَحًّا و دُحُوحا مثل دَعَّ سواء. قال الشاعر (وافر) «9»:
قبيحٌ بالعَجوز إذا تغدَّتْ من البَرْنيّ و اللَّبَنِ الصَّريحِ
______________________________
(1) كذا في ل م. و في ط و اللسان: «حُدٌّ».
(2) البيت في الملاحن 47، و الاقتضاب 331، و الصحاح و اللسان (حدد)، و المحكم (حد) 2/ 354. و في المحكم و اللسان: لا تفزع.
(3) ديوان الأعشى 69، و الملاحن 47، و المعاني الكبير 438، و المخصَّص 12/ 103، و الاقتضاب 9 و 311، و المقاييس (حد) 2/ 3، و الصحاح و اللسان (حدد، جون).
(4) ط: «الجونة: الوعاء الذي يُجعل فيه الخمر، و هو الزقّ»؛ يذهب بوصفها إلى السواد».
(5) فعل و أفعل للأصمعي 494.
(6) ص 999.
(7) في اللسان: حَدّاد. و في الاشتقاق 470: «و بنو حُداد من بني كنانة».
(8) م ط: «و الحُدّان».
(9) الإبدال لأبي الطيّب 1/ 296، و اللسان و التاج (دحح).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 96
تَبَغِّيها الرِّجالَ و في صَلاها مَواقعُ كلِّ فَيْشَلَةٍ دَحُوحِ
ح ذ ذ
حذذ
حَذَّ الشيءَ يَحُذُّه حَذًّا، إذا قطعه قطعا سريعا.
و الحُذَّة: القطعة من اللحم، و هي الفِلذة. قال الشاعر- هو أعشى باهلة (بسيط) «1»:
تُغْنِيه حُذَّةُ فِلذٍ إن أَلَمَّ بها من الشِّواء و يُروي شُرْبَه الغُمَرُ
و يُروى: حُزَّة.
و الحَذَذُ: خفّة و سرعة. و قَطاةٌ حذّاء: سريعة الطيران. و ناقةٌ حذّاء: سريعة خفيفة.
و
في خطبة عُتْبَة بن غَزْوان: «إن الدنيا قد أدبرت حذّاءَ»
، أي سريعةَ الإدبار.
و قالوا: قطاةٌ حَذّاءُ: قليلة ريش الذَّنَب. قال الشاعر- هو النابغة الذبياني (بسيط) «2»:
حَذّاءُ مُدبِرَةً سَكَّاءُ مُقْبِلَةً للماء في النحر منها نَوطةٌ عَجَبُ
السَّكَك: لصوق الأُذن بالرأس. يريد أنه لا أذنَ لها إلا السَّمّان «3». و الحَذّاء: الناقة السريعة.
و للحاء و الذال مواضع تراها في المعتلّ إن شاء اللّه تعالى «4».
ح ر ر
حرر
حَرَّ يومُنا يَحِرُّ- بفتح الحاء و كسرها و الفتح أكثر- حَرًّا.
و زعم قوم من أهل اللغة أنه يُجمع الحَرُّ أحارِر، و لا أعرف ما صحّته.
و الحُرُّ: خلاف العبد، و عبدٌ مُعتق، و في التنزيل: نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً «5»؛ يقال، و اللّه أعلم، إنها أرادت أنه خادم لك و هو حُرّ.
و الحَرورِيَّة: الذين خرجوا على أمير المؤمنين عليّ عليه السلام؛ نُسبوا إلى حَرُوراء، موضع اجتمعوا فيه.
و الحُرُّ: العتيق من الخيل و غيرها. و يقال: حُرٌّ بَيِّن الحُرِّيَّة.
و الحُرُّ: الحمامة الذَّكَر الذي يسمَّى ساق حُرٍّ. قال الشاعر (طويل):
دَعَتْ ساقَ حُرٍّ فوقَ ساقٍ كأنها شريبُ نَدامى هَزَّ أعطافَه السُّكْرُ
و الحُرّ: ضرب من الحيات.
و الحُرّ أيضا: طائر صغير.
و الحِرَّة: حرارة العطش و التهابه. و من دعائهم: «رماه اللّه بالحِرَّة تحت القِرَّة»، أي العطش و البرد.
و الحَرَّة: أرض غليظة تركبها حجارة سود، و الجمع حِرار و حَرُّون و إحَرُّون. و للعرب حِرار معروفةٌ: حرَّةُ بني سُليم، و حرّة لَيْلَى، و حرَّة راجل، و حرَّة واقم بالمدينة، و حَرَّة النار لبني عبس.
قال أبو بكر: قال أبو حاتم: قال الأصمعي: سألت غَنَويا عن جمع حَرَّة فقال: إحَرُّون، و سألت قيسيا فقال: حَرُّون.
و أنشد للراجز «6»:
لا خِمْسَ إلا جَنْدَلُ الإحَرِّينْ و الخِمْسُ قد أجْشَمْنَكَ «7» الأمَرِّينْ
يقال لليلة التي تُزفُّ فيها العروس إلى زوجها فلا يقدر على افتضاضها: ليلة حُرَّةٍ. قال النابغة (كامل) «8»:
شُمُسٌ موانعُ كلِّ ليلة حُرَّةٍ يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحش المغيارِ
و حُرَّة الوجه «9»: ما بدا لك من الوجه.
______________________________
(1) سبق إنشاده ص 56.
(2) ديوانه 177. و نسبه في الأغاني 7/ 160 إلى العبّاس بن يزيد بن الأسود أو بعض بني مرّة. و انظر أيضا: أمالي القالي 1/ 17؛ و السِّمط 78، و المخصَّص 1/ 85؛ و من المعجمات: العين (حذ) 3/ 23، و المقاييس (حذ) 2/ 5، و الصحاح (نوط)، و اللسان (حذذ، نوط). و سينشده ابن دريد أيضا ص 1048 و 1073.
(3) مثنّى السَّمّ، أي الثقب.
(4) ص 1048.
(5) آل عمران: 35.
(6) الرجز لزيد بن عتاهية التيمي، كما جاء في اللسان (حرر)، و هو من ضمن أبيات أنشدها ابن دريد في الاشتقاق 136. و انظر: الصحاح (حرر). و هو من ضمن أبيات أنشدها ابن دريد في الاشتقاق 136. و انظر: الصحاح (حرر). و الأوّل يجيء أيضا ص 1334. و في الإحرّين، انظر: سيبويه 2/ 191.
(7) ط: «اشجمنك»!
(8) ديوانه 58، و المعاني الكبير 508 و 919، و المقاييس (حر) 2/ 6، و (شمس) 3/ 213، و الصحاح (حر)، و اللسان (حر، غير، شمس). و سيجيء أيضا ص 1023.
(9) و حُرّة الوجه إلى آخر (ح ر ر): زدناه من حاشية ل وحده.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 97
و حُرَّة الذِّفرى: موضعُ مَجال القُرط. قال ذو الرُّمَّة (بسيط) «1»:
و القُرط في حُرَّة الذِّفرى معلَّقةٌ تَباعَدَ الحَبْلُ منها فهو يضطربُ
و قال العجّاج (رجز) «2»:
في خُشَشاوَيْ حُرَّةِ التحريرِ
و الحُرّ و الحُرَّة: الرَّمل و الرَّملة الطيّبة. قال الأعشى يصف الثور (طويل) «3»:
و أدبرَ كالشِّعْرَى وضوحا و نُقْبَةً يُواعسُ من حُرِّ الصَّريمة مُعْظَما
و سحابةٌ حُرَّة: كثيرة المطر. قال عنترة (كامل) «4»:
جادت عليه كلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ فتركن كلَّ قرارةٍ كالدِّرهمِ
و الحُرّ: الفعل الحسن، في قول طرفة (رمل) «5»:
لا يَكُنْ حبُّكِ داءً قاتلًا ليس هذا منكِ، ماوِيَّ، بِحُرّ
أي بفعل حسن.
رحح
و من معكوسه: الرُّحّ، جمع أَرَحّ، و الأرَحّ: العريض الحافر من الخيل في رقّة، و هو عيب. قال الراجز- هو حُميد الأرقط «6»:
لا رَحَحٌ فيها و لا اصطِرارُ و لم يقلِّب أرضَها بَيْطارُ
و لا لحَبْلَيْه بها حَبارُ
الحَبار: الأثر؛ و الاصطرار عيب، و هو ضِيق الحافر.
ح ز ز
حزز
حَزَّ الشيءَ يَحُزُّه حَزًّا، إذا أثّر فيه بسِكِّين أو غير ذلك.
و هذا يُستقصى في المكرَّر إن شاء اللّه.
و الحَزُّ: الغامض من الأرض ينقاد بين جبلين غليظين «7».
و الحَزُّ: موضع بالسَّراة.
و الحَزيز: غِلَظ من الأرض.
و الحَزازُ: الهِبْرِية التي تكون في الرأس.
و الحَزُّ: الفَرْض الذي في الزَّند.
و الحُزَّة: قطعة من اللحم و الكَبِد.
زحح
و من معكوسه: زَحَّه يَزُحُّه زَحًّا، إذا نحّاه عن موضعه. و قد ألحقوه بالرباعي فقالوا: زَحْزَحَهُ.
ح س س
حسس
حَسَ الشيءَ يَحُسُ حَسًّا، و أحَسَ أيضا، من قولهم:
حَسَسْتُ بالشيء و أحْسَسْتُه و أحْسَسَتُ به. و المصدر الحَسّ و الحَسِيس. و قد قالوا: حَسِيتُ بالشيء، في هذا المعنى، و أحَسْتُ به. قال أبو زُبيد (وافر)
خلا أن … حسسن به ….
«8»:
سِوى أنّ العِتاق من المطايا حَسِينَ به فهنَّ إليه شُوسُ
يصف إبلًا أبصرت أسدا فهي تنظر إليه شَزْرا.
و الاسم الحِسُ. و ما سمعت له حِسًّا و لا جِرْسا. قال أبو بكر: إذا أفردوا قالوا: ما سمعت له جَرْسا. فإذا قالوا: ما سمعت له حِسًّا و لا جِرْسا، كسروا الجيم على الإتباع.
و الحِسُ: وجع يصيب المرآة بعد ولادتها.
و الحَسُ: القتل المستأصِل الكثير. و كذلك فُسِّر في التنزيل، و اللّه أعلم، في قوله جلّ و عزّ: إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ «9».
و فلان يَحِسُ لفلان حَسًّا، أي يرقّ له، إذا عطفتْه عليه
______________________________
(1) ديوانه 6، و الاشتقاق 51، و المقاييس (حر) 2/ 6 و (ذفر) 2/ 356، و اللسان (حبل). و في الاشتقاق: في واضح الذِّفرى، و في المقاييس: مضطربُ.
(2) ديوانه 244.
(3) ديوانه 297.
(4) سبق إنشاده ص 82.
(5) ديوانه 50، و المقاييس (حرر) 2/ 7، و الصحاح و اللسان (حرر).
(6) تهذيب الألفاظ 108، و المعاني الكبير 155، و إصلاح المنطق 73 و 252 و 318، و الكامل 3/ 110، و ليس 240، و المخصَّص 7/ 167، و السِّمط 915، و الاقتضاب 140 و 312؛ و من المعجمات: العين (أرض) 7/ 56، و المقاييس (حبر) 2/ 127 و (قلب) 5/ 17، و الصحاح و اللسان (قلب، حبر، أرض)، و اللسان (رحح، صرر). و انظر أيضا: ص 275 و 439 و 1029.
(7) ل: «بين جبلين أو غليظين».
(8) ديوانه 96، و مجاز القرآن 2/ 28 و 35 و 137، و المقتضب 1/ 245، و مجالس ثعلب 418، و جمل الزجاجي 381، و المنصف 3/ 84، و الخصائص 2/ 438، و أمالي القالي 1/ 176، و السِّمط 438، و الاقتضاب 138 و 299، و أمالي ابن الشجري 1/ 97، و معجم الأدباء 10/ 198؛ و من المعجمات: المقاييس (حسوى) 2/ 59، و الصحاح و اللسان (حسس، حسا). و في الديوان:
خلا أن … حسسن به ….
(9) آل عمران: 152.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 98
الرَّحِمُ. و منه قولهم: «إن العامريَ لَيَحِسُ للسَّعْديّ» لما بينهما من الرَّحِم. يقال: إن صعصعة هو ابن سعد، إنه ناقلةٌ في قيس، على ما ذكر أبو عبيدة و ابن الكلبي «1».
و حَسَسْتُ الدّابّة «2» حَسًّا.
و حَسَ البردُ النبتَ حَسًّا، إذا حرقه. و البرد مَحَسَّةٌ للنبت، بفتح الميم، و مِحَسَّةُ الدابّة، بكسرها.
و حَسِ البردُ الننبتَ حَسًّا، إذا حرقه. و البرد مَحَسَّة للنبت، بفتح الميم، و مِحَسَّةُ الدابّة، بكسرها.
و حَسِ، بكسر السين: كلمة تقال عند الألم. قال العجّاج (رجز)
و ما أراهم ….
«3»:
فما أراهم جَزَعا بِحَسِ عَطْفَ البلايا المَسَّ بعد المَسِ
و الحُساسُ: سمكٌ جافٌّ صِغار، لغة عبدية.
و الحِسُ: مَسُّ الحُمَّى أول ما تبدو.
و انحَسَّتْ أسنانُه، إذا تساقطت. قال العجّاج (رجز) «4»:
في مَعْدِنِ المُلْكِ القديم الكِرْسِ ليس بمقلوعٍ و لا مُنْحَسِ
و للحاء و السين مواضع في المعتلّ ستراها إن شاء اللّه «5».
سحح
و من معكوسه: سَحَ الماءَ يسُحُّه سَحًّا، إذا صَبَّه صَبًّا كثيرا.
و كل شيء صبَبْتَه صَبًّا متتابعا فقد سَحَحْتَه. قال الشاعر (وافر) «6»:
و رُبَّتَ غارةٍ أَوْضَعْتُ فيها كسَحِ الهاجريِّ جَرِيمَ تَمِرْ
و السُّحُ: تمر يابسُ لا يُكنز؛ لغة يمانية.
ح ش ش
حشش
الحَشُ و الحُشُ: النخل المجتمع، و الجمع الحِشّان «7». و به سُمِّي الحَشُ الذي تعرفه العامّة، لأنهم كانوا يقضون الحاجة في النخل المجتمع، فسُمِّي الحَشُ بذلك. و يسمَّى الحائش أيضا. و أنشد (رجز) «8»:
فقلتُ أَثْلٌ زال عن حَلَاحِلِ و مُثْمِرٌ من حائشٍ حواملِ
و الحَشُ: مصدر حششتُ النارَ أَحُشُّها حَشًّا، إذا أوقدتها.
و فلان مِحَشُ حربٍ، إذا كان يَسْعَرُها لشجاعته. و
في الحديث أن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قال لأبي جَنْدَل بن سُهيل: «وَيْلُ أمّه مِحَشُ حربٍ لو كان معه رجال».
و حَشَ النابلُ السهمَ يَحُشُّه حَشًّا، إذا ركَّب عليه قُذَذا.
و حُشَ الفَرَسُ بجنبين عظيمين، إذا كان مُجْفَرا.
و حشَّت يدُه و أحَشَّها اللّه، إذا يَبِسَتْ «9».
و الحشيش لا يكون إلّا يابسا. قال أبو بكر: قال أبو حاتم:
فسألت أبا عبيدة فقال: يكون يابسا و يكون رَطْبا.
و حُشُ كوكبٍ «10»: موضع بالمدينة معروف «11».
شحح
و من معكوسه: الشُّحُ و الشَّحُ، لغتان، و هو معروف، و هما مصدر شَحَ يَشُحُ شَحًّا فهو شَحيح.
ح ص ص
حصص
حَصَ شعرَه يَحُصُّه حَصًّا، إذا جَرَدَه؛ و انحصَ، إذا انجرد.
و قال قوم من أهل اللغة: حُصَ شعرُه فهو محصوص، إذا حَصَّه غيرُه. قال الشاعر- هو أبو قبيس بن الأَسلَت (سريع) «12»:
قد حصَّتِ البَيْضَةُ رأسي فما أطْعَمُ نوما غيرَ تَهْجاعِ
و فرسٌ حَصِيص، إذا قلّ شعرُ ثُنَنِه، و هو عيب. و الشَّعر حَصِيص «13» و مَحْصوص.
______________________________
(1) «يقال … الكلبي»: زِيد من ل وحده.
(2) ط: «الناقة».
(3) ديوانه 484، و أمالي القالي 1/ 176، و السَّمط 438، و اللسان (حسس). و في الديوان:
و ما أراهم ….
(4) ديوانه 487، و المقاييس (حس) 2/ 10، و الصحاح و اللسان (حسس، كرس).
و في الديوان: بمعدن؛ و في اللسان (حسس): الكريم الكِرْس.
(5) ص 1049.
(6) البيت لدريد بن الصِّمّة في ديوانه 70، و المعاني الكبير 53. و انظر: الإبدال لأبي الطيّب 1/ 230، و أمالي القالي 1/ 174، و السِّمط 435، و ديوان المعاني 2/ 50، و الصحاح و اللسان (سحح). و انظر ص 465 أيضا.
(7) كذا ضبطه في ل م. و هو في ط بالضمّ. و الوجهان مذكوران في اللسان و سائر المعجمات.
(8) سينشدهما أيضا ص 184 برواية: جُلاجِل. و الموضع مذكور في معجم البلدان في الجيم المعجمة و الحاء المهملة.
(9) م: «قال أبو بكر: قال أبو حاتم: قال أبو زيد: حشَّت يدُه و أحشَّت، إذا يبست».
(10) ط: «حَشّ كوكب».
(11) زاد في هامش م: «و فيه دُفن أمير المؤمنين عثمان رضي اللّه عنه».
(12) ديوانه 78، و المفضليات 284، و جمهرة القرشي 126، و حماسة البحتري 1/ 40، و الأغاني 15/ 160، و الخزانة 2/ 48 و 533، و المخصَّص 1/ 70، و المقاييس (حص) 2/ 12، و الصحاح و اللسان (حصص، هجع).
(13) كذا في ل، و هو موافق للسان. و في م ط: «حُصيص».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 99
و بنو حَصِيص: بطن من العرب من عبد القيس.
و الأحَصّ: ماء معروف.
و الحُصُ: الوَرْس. قال الشاعر- هو عمرو بن كلثوم التغلبي (وافر) «1»:
مشعشعةً كأنَ الحُصَ فيها إذا ما الماء خالطها سَخِينا
و أخذت حصّتي من كذا و كذا، أي نصيبي.
و حاصَصْتُ فلانا مُحاصَّةً و حِصاصا، إذا قاسمته فأخذت حِصَّتَك و أعطيته حِصَّتَه.
صحح
و من معكوسه: الصِّحَّة، ضد السُّقْم. قال أبو عبيدة: يقال:
كان ذلك في صُحِّه و سُقْمِه.
و الصِّحاح: جمع الصحيح. و الصَّحاح، بفتح الصاد، جمع الصِّحَّة بعينها. و في كلام بعضهم: «ما أقْرَبَ الصَّحاحَ من السَّقَم»، و السَّقام أيضا. قال الشاعر (رجز):
قد خُطَّ أيّامُ الصَّحاحِ و السَّقَمْ
ح ض ض
حضض
حَضَضْتُ الرَّجُلَ على الشيء أَحُضُّه حَضًّا، أي حرَّضته.
ابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص99
الاسم الحُضُ، مثل الضُّعف. و يقال: حَضّ و حُضّ مثل ضَعْف و ضُعْف.
و الحُضَض و الحُضُض: دواء معروف. و ذكروا أن الخليل كان يقول: الحُضَظ، بالضاد و الظاء «2»، و لم يعرفه أصحابنا.
ضحح
و من معكوسه: الضِّحّ، و هي الشمس. و أحسب أن قولهم جاء بالضِّحّ و الرِّيح من هذا، إذا جاء بالشيء الكثير. و العامّة يقولون: «جاء بالضِّيح و الرِّيح»، و هذا ما لا يُعرف.
ح ط ط
حطط
حَطَّ الحملَ عن الجمل يَحُطُّه حَطًّا. و كل شيء أنزلته عن ظهر أو غيره فقد حَطَطْتَه.
و الحَطُّ: حَطُّ الأديم بالمِحَطّ، و هي خشبة يُصقل بها الأديم أو يُنقش و يملَّس. قال الشاعر- هو النَّمِر بن تَوْلَب (طويل) «3»:
كأنَ مِحَطًّا في يَدَيْ حارِثيّة صَناعٍ عَلَتْ مني به الجِلْدَ من عَلُ
حَطَّ الأديمَ يَحُطُّه حَطًّا، إذا نقشه أو ملَّسه.
و حَطَّ اللّه وِزْرَه حَطًّا.
و الحَطاطُ، واحدتها حَطاطَة، و هو بَثرٌ صِغار أبيض يظهر في الوجوه. و من ذلك قولهم للشيء إذا استصغروه: حَطاطَة. قال أبو حاتم: هو عربي معروف مستعمل.
و الحَطُوطُ: الأَكَمَة الصَّعبة الانحدار.
طحح
و من معكوسه: طَحَحْتُ الشيءَ أَطُحُّه طَحًّا، إذا بسطته.
قال الراجز «4»:
قد رَكِبَتْ منبسِطا مُنطَحّا تَحْسِبُه تحتَ السَّراب المِلْحا
و يقال: «5» طَحا فلانٌ يَطْحُو طُحُوًّا، إذا بَعُدَ، فهو طحو طاحٍ، و به سُمِّي طاحية، أبو هذا البطن من الأزد.
و الطَّحُ: أن يضع الرجلُ عَقِبَه على الشيء ثم يَسْحَجه بها.
و المِطَحَّة «6» من الشاة: مؤخَّر ظِلفها. و المِطَحَّة: عُظيم كالفَلْكة.
و كذا طحا قلبُه. و أنشد (طويل)
* بُعيد الشباب عصرَ حان مشيبُ*
«7»:
طحا بك قلبٌ في الحِسان طروبُ
ح ظ ظ
حظظ
الحَظّ: معروف، يُجمع حُظوظا، و قالوا أَحاظٍ. قال الشاعر (طويل) «8»:
______________________________
(1) من معلّقته الشهيرة؛ و انظر: شرح الزوزني 118.
(2) في العين (حضظ) 3/ 101: «الحُضَظ لغة في الحُضَض: [دواء يُتّخذ من أبوال الإبل]».
(3) ديوانه 85، و جمهرة القرشي 109، و الحيوان 5/ 48، و الخزانة 4/ 134، و المعاني الكبير 1223، و العيني 2/ 395، و الصحاح و اللسان (حطط).
(4) اللسان و التاج (طحح).
(5) زاد في هامش ب: «و طحا بمعنى بسط. قال اللّه عزّ و جلّ: وَ الْأَرْضِ وَ ما طَحاها. و دحا بمعنى طحا أيضا، و تقول: طحا بك همُّك إذا ذهب بك في مذهب بعيد، يطحى طَحْوا و طَحْيا» (و بعد ذاك شطر علقمة)، و المادة ليست ثنائية.
(6) من هنا إلى آخر المادة: من ل وحده.
(7) مطلع قصيدة علقمة بن عبدة الباثية في ديوانه 33، و عجزه:
* بُعيد الشباب عصرَ حان مشيبُ*
و انظر: شرح المفضليّات 765، و الأغاني 14/ 2، و أشداد السجستاني 149، و أضداد الأنباري 394، و أضداد أبي الطيّب 461، و الأمالي الشجرية 2/ 267، و المقاصد النحوية 3/ 16 و 4/ 105؛ و من المعجمات: المقاييس (طحو) 3/ 445، و الصحاح و اللسان (طحا).
(8) نسبه ابن قتيبة في عيون الأخبار 1/ 247 و 3/ 189 إلى المَعْلوط (القُريعي)؛ و في اللسان (حظظ): أنشد ابن دريد لسُويد بن خذّاق العبدي، و يُروى للمَعْلوط بن بَدَل القُريعي. و نسبه في الخزانة 1/ 537 إلى المخبَّل السعدي.
و انظر: شرح المرزوقي 1148، و شرح التبريزي 3/ 88، و الصحاح (حظظ).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 100
[و ليس الغنى و الفقرُ من حيلة الفتى] و لكنْ أَحاظٍ قُسِّمَت و جُدودُ
و رجلٌ حَظِيظٌ: ذو حَظٍّ.
و قد سمّوا حُظَيًّا، و ستراه في بابه إن شاء اللّه.
و الحِظاء: سِهام صِغار يُتعلَّم بها الرمي.
و مثل من أمثالهم: «إحدى حُظَيّات لقمان»؛ للشيء الذي تستهين به و هو مَخُوف.
ح ع ع
أُهملت الحاء مع العين و الغين في الثنائي الصحيح.
ح ف ف
حفف
حَفَ القومُ بالرجل و غيره حَفًّا، إذا أطافوا به.
و حَفَفْت الشيء حَفًّا، إذا قشرته. و منه حَفَّتِ المرأةُ وجهَها، إذا أخذت عنه الشَّعَر.
و الحُفافة: ما سقط من الشَّعَر المحفوف و غيره.
و الحَفَف: الضِّيق في المعاش و الفقر، و أصله من القَشْر.
و في كلام بعضهم: «خرجَ زوجي و يَتِمَ ولدي فما أصابهم حَفَفٌ و لا ضَفَفٌ». فالحَفَف: الضيق، و الضَفَف: أن يَقِلَّ الطعامُ و يكثر آكلوه.
و حَفُ النَّسّاج: معروف.
و المِحَفَّة سُمِّيت بهذا لأن خشبها يَحُفُ بالقاعد فيها.
و يقال: أغار فلانٌ على بني فلان فاستَحَفَ أموالهم، أي أخذها بأسْرها.
و حَفَ رأسُ الرجل من الدُّهن يَحِفُ حُفوفا و أحْفَفْتُه أنا إحفافا «1».
فحح
و من معكوسه: فَحَّتِ الأفعى فَحًّا و فَحيحا، و هو تحكُّك جِلدها بعضِه ببعض. و قال قوم: بل فَحِيحُها نفخها مِن فيها، و صوت تحكُّك جلدها: كشيشُها. قال الراجز
… لا أفرق … أو أن تحِفّي ….
«2»:
يا حَيَّ لا أَرْهَبُ أن تَفِحِّي أو أن تُرَحِّي «3» كَرَحَى المُرَحِّي
قال أبو بكر: يخاطب رجلًا شبَّهه بالحَيَّة، أراد حَيَّة فرخَّم.
و قوله: كرحى المُرَحِّي، أي تستدير.
و فَحَ الرجلُ في نومه، إذا نفخ، تشبيها بذلك.
ح ق ق
حقق
الحَقُ: ضد الباطل.
و الحِقُ من الإبل، قال الأصمعي: إذا استحقّت أمُّه الحملَ من العام المقبل و هو الثالث سُمِّي الذكر حِقًّا و الأنثى حِقَّةً و هو حينئذ ابن ثلاث سنين. و قال آخرون: إذا استحقّ أن يُحمل عليه، و استحقّت الأنثى أن يُحمل عليها. قال الراجز «4»:
إذا سهيلٌ مَغْرِبَ الشَّمس طَلَعْ فابنُ اللَّبونِ الحِقُ و الحِقُ جَذَعْ
و يقال: أتت الناقةُ على حِقِّها، إذا جاوزت وقت أيام نتاجها. قال الشاعر- و هو ذو الرُّمَّة (طويل) «5»:
أفلينُ مكتوبٌ لها دونَ حِقِّها إذا حَمْلُها راشَ الحِجاجَيْن بالثُّكْلِ
قوله: راش الحِجاجَيْن، أي إذا نبت الشعر على ولدها ألقته ميتا «6».
و حَقَ الأمرُ يَحِقُ، و قال قوم: يَحُقُ حَقًّا، إذا وَضَحَ فلم يكن فيه شك، و أحققته إحقاقا. و الحِقاق مصدر المُحاقَّة؛ حاققت فلانا في كذا و كذا مُحاقَّةً و حِقاقا.
و حقَّقت الشيء تحقيقا، إذا صدَّقت قائلَه. حَقَقْتُ أنا الشيءَ أَحَقُّه حَقًّا.
و الحُقّ الذي يسمّيه الناس الحُقَّة، عربي معروف
و ريحَ سنا في حُقَّةٍ حميريةٍ تُخَصُّ بمفروكٍ من المِسك أذفرا
* سوّى مساحيهنّ تقطيطَ الحُقَقْ*
«7»، و قد
______________________________
(1) في هامش م: «و الحَفاف: البُلغة من العيش».
(2) الرجز لرؤبة في ديوانه 36- 37، و اللسان (رحا)، و هو غير منسوب في اللسان (فحح). و في الديوان:
… لا أفرق … أو أن تحِفّي ….
(3) كذا في الأصول جميعا. و الذي في اللسان: تَرَحَّي (بحذف التاء)، و هو حسن، و في حاشية ل: «تُرَحِّي، أي تستديري».
(4) الأزمنة و الأمكنة 2/ 382، و المخصَّص 9/ 16، و اللسان (حقق). و سينشدهما أيضا ص 453.
(5) ديوانه 489، و أساس البلاغة (ريش)، و اللسان (حقق).
(6) «قوله … ميتا»: من ط وحده. و في حاشية ل: «راش، أي نبت عليه الشَّعَر».
(7) في هامش ب: «الحُقَّة معروفة كعرفان الحُقّ، و لا أدري معنى قوله: الذي يسميه الناس الحُقَّة، فكلٌّ فصيح. قال امرؤ القيس:
و ريحَ سنا في حُقَّةٍ حميريةٍ تُخَصُّ بمفروكٍ من المِسك أذفرا
و قد ذكره صاحب العين فقال: «و الحُقّة من خشب، و الجمع حُقّ و حُقَق. قال رؤبة:
* سوّى مساحيهنّ تقطيطَ الحُقَقْ*
يعني حوافر حُمُر الوحش».
(انظر بيت امرئ القيس في ديوان ص 59، و بيت رؤبة في ديوانه ص 106.
و انظر أيضا: العين 3/ 8، حقق، و فيه: جمع الحُقَّة من الخَشَب: حُقَق، قال رؤبة …).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 101
جاء في الشعر الفصيح. قال عمرو بن كلثوم (وافر) «1»:
و ثديا مثلَ حُقِ العاجِ رَخْصا حَصانا من أكُفِّ اللامسينا
و الحُقّ: رأس العَضُد الذي فيه الوابلة.
و الحُقّ: أصل الوَرِك الذي فيه عظمُ رأس الفَخِذ.
و الأحَقّ من الخيل: الذي يضع حافر رجله في موضع حافر يده، و ذلك عيب. قال الشاعر (وافر) «2»:
بأجْرَدَ من عِتاق الخيل نَهْدٍ جَوادٍ لا أَحَقَ و لا شَئيتِ
و يروى: بأقْدَرَ، و للأقدر موضعان: فمنه قِصَرُ العُنُق، و هو عيب، و الأقدر: الذي يجوز موقعُ حافري رجله موقَع حافري يديه في عَنَقه «3». و الشَّئيت: الذي يقصُر موقعُ حافر رجله عن موقع حافر يده، و ذلك عيب أيضا.
قحح
و من معكوسه: القَحُ، و قد أُميت فأُلحق بالرباعي، فقيل:
القَحْقَح و القُحْقُح، و هو العظم الذي فوق الدُّبُر الذي فيه عَجْبُ الذنب المُشْرِفُ على الدُّبُر.
و استُعمل منه القَحَةُ. و فرسٌ وَقاحٌ: بَيِّن القَحَة، بفتحٍ القاف، هكذا يقول الأصمعي، إذا كان صُلب الحافر. و ناقةٌ وَقاحٌ، إذا كانت صُلبة الخُفّ. و من هذا قولهم: رجلٌ واقحُ الوجهِ، و وَقاحُ الوجه.
و أعرابيّ قُحٌ، أي خالص لم يدخل الأمصار.
و يقال: عربيّ قُحٌ، أي مَحْض، و قُحاح أيضا، و هو الذي لم يدخل الأمصار و لم يختلط بأهلها. و قال قوم: بل هو الصميم الخالص.
ح ك ك
حكك
حَكَ الشيءَ بيده يَحُكُّه حَكًّا. قال الأصمعي: دخل أعرابي البصرة فآذاه البراغيث، فأنشأ يقول (رجز)
أرّقني الأسيود ….
«4»:
ليلةُ حَكٍ ليس فيها شَكُ أَحُكُ حتى ساعدي مُنْفَكُ
أَسْهَرَني الأُسَيْوِدُ الأَسَكُ
و يقال: ما حَكَ هذا الأمرُ في صدري، و لا يقال: أحاكَ.
و يقال: ما أحاك فيه السِّلاح، أي لم يعمل فيه.
و فرسٌ حكيكٌ، إذا انحتَّ حافرُه من أكل الأرض إياه حتى يَرِقَّ.
و الحُكاك: ما حككت من شيء على شيء فخرجتْ منه حُكاكة.
كحح
و استُعمل من معكوسه: الكُحُ. و أُميت فأُلحق بالرباعي فقيل: كُحْكُح. و الناقة الكُحْكُحُ: الهَرِمَة التي لا تحبس لُعابها.
و له في التكرير مواضع ستراها إن شاء اللّه.
ح ل ل
حلل
حَلَ العقدَ يَحُلُّه حَلًّا، و كل جامد أَذَبْته فقد حَلَلْته.
و حَلَ بالمكان حُلُولًا، إذا نزل به.
و حَلّ الدَّين مَحِلًّا. و قالوا: حَلَ من إحرامه و أحلَ من إحرامه إحلالًا.
و مَحَلُ القوم و مَحَلَّتُهم: موضع حلولهم.
و يقال: فعل ذلك في حُلِّه و حِلِّه جميعا، و في حُرْمه، أي في وقت إحلاله و إحرامه.
و الحِلّ: ضدّ الحِرْم.
و الحِلّ: الحلال. و منه قولهم: هذا لك حِلٌ و بِلٌّ. و قال بعض أهل اللغة: بِلٌ إتباع؛ و قال آخرون: البِلُ: المباح، لغة حِميرية.
لحح
و من معكوسه: لَحَّتْ عينُه و لَحِحَتْ لَحَحا و لَحًّا، إذا غَلُظَتْ أجفانُها و تراكبت أشفارُها لكثرة الدمع. و منه قولهم: هو ابن عمّه لَحًّا، إذا لَصِقَ نَسَبُه بنَسَبه، أي هو مُلزم به لا يدفعه عنه أحد «5».
______________________________
(1) من معلّقته الشهيرة؛ و انظر: الزوزني 121.
(2) نسبه في اللسان إلى عديّ بن خَرَشة الخَطْميّ، و أنشده في الاشتقاق 323.
و انظر: الخيل لأبي عُبيدة 126، و المعاني الكبير 162، و المقاييس (حق) 2/ 17 و (شأت) 3/ 237 و (قدر) 5/ 63، و الصحاح و اللسان (شأت، قدر، حقق). و سيرد أيضا في الجمهرة 400 و 636 و هو مكسور الرويّ في الأصول، مضمومها في بعض المصادر، و لعل فيه إقواء إذا كان من القصيدة التي ذكر منها المرزباني بيتين في معجم الشعراء 85، و هي مضمومة التاء. و الرواية في معظم المصادر: و أقدرَ مشرف الصهوات ساطٍ.
(3) م ط بعد قوله: و هو عيب: «و الآخر أن يجاوز حافر رجليه مواقع يديه، و هذا مدح».
(4) الرجز في كتاب الحيوان 5/ 391 بترتيب مخالف و زيادة بيت. و انظر: أضداد أبي الطيّب، و اللسان (حكك، سكك). و في الحيوان: حتى منكبي؛ و فيه:
أرّقني الأسيود ….
(5) «أي هو … أحد»: من م وحده.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 102
و أَلَحَ فلانٌ في الشيء إلحاحا، إذا كثُر سؤاله إيّاه، كاللاصق به.
و القَتَبُ المِلحاحُ، و كذلك السَّرْجُ، إذا لَصِقَ بالظهر و عَضَّه.
ح م م
حمم
حَمَ اللّه له كذا و كذا، إذا قضاه له، و أَحَمَّه أيضا. قال الشاعر- هو عمرو ذو الكلب الهُذَلي (وافر)
مَنَتْ لكَ أن تلاقيَني المنايا.
«1»:
أحَمَ اللّه ذلك من لقاءٍ أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلالِ
أي قضاه اللّه.
و فرس أحَمُ: بَيِّنُ الحُمَّة، و هي بين السواد «2» و الكُمْتَة.
و الحَمُ: الذي يبقى من الشحم المُذاب «3». فما بقي منه فهو حَمَّة.
فأما الحُمَةُ فهي مخفّفة، و هي حِدَّة السَّمّ، و ليس بإبرة العقرب. و ليست من هذا، و ستراها في بابها إن شاء اللّه «4».
و حُمَ الرجلُ من الحُمّى، فهو محموم. و كل شيء سخَّنته فقد حمَّمته تحميما. و يقال: حَمَّمْتُ التَنُّورَ، إذا سَجَرْته.
و حَمَّم الفَرْخُ، إذا نبت زَغَبُه، و كذلك حَمَّمَ الرأسُ، إذا حُلِق ثم نبت شعره.
و الحَمَّة: عين حارَّة تنبع من الأرض، و لا يجوز أن تكون باردة.
و الحُمام: عَرَق الخيل إذا حُمَّت.
محح
و من معكوسه: مَحَ الثوبُ يَمَحُ و يَمِحّ مُحُوحا، إذا أخلق.
و قالوا: أمَحَ أيضا فهو مُمِحّ.
و مُحَّة البَيضة: صُفرتها.
و خالص كل شيء: مُحُّه.
و المُحاح في بعض اللغات: الجوع، و لا أدري ما صِحَّتُه.
و رَجل مَحّاح: كذّاب، زعموا، و أحسبهم رووها عن أبي الخطّاب الأخفش.
ح ن ن
حنن
حَنَ يَحِنّ حَنينا، إذا اشتاق. و حَنَّتِ الناقة، إذا نزعتْ إلى وطنها أو ولدها. و كذلك البعير إلى وطنه.
و يقال: حَنَنْتُ عن فلان، إذا حَلُمْت عنه أو تكلّم فلم تُجِبْه.
و
سمع النبي صلَّى اللّه عليه و سلَّم بِلالًا ينشد (طويل) «5»:
ألا ليتَ شِعري هل أبِيتَنَّ ليلةً بوادٍ و حَولي إذْخِرٌ و جَلِيلُ
و هل أَرِدَنْ يوما مياهَ مَجَنَّةٍ و هل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ و طَفِيلُ
فقال: حَنَنْتَ يا ابنَ السوداء.
و بنو حُنٍ: بطن من بني عُذْرَة. قال الشاعر (طويل) «6»:
تَجَنَّبْ بَني حُنٍ فإنَّ لِقاءهم كَريهٌ و إن لم تَلْقَ إلّا بصابرِ
و الحِنُ، زعموا: ضربٌ من الجِنّ. قال الراجز
* مختلفٍ نجواهمُ جِنٍّ و حِنّ*
«7»:
[أَبِيتُ أهوي في شياطينَ تُرِنّ] يلعبن أحواليَّ من حِنٍ و جِنّ
قال أبو بكر: أحواليَ جمع حَوْلَيَّ.
ح و و
حوو
يقال: فلان لا يعرف الحَوَّ من اللَّوّ، أي لا يعرف ما حَوَى مما لَوَى.
و الحُوَّة: سُمْرَة تُستحسن في الشَّفتين.
و الحُوَّة: من ألوان الخيل بين الكُمتة و الدُّهمة، من قولهم:
______________________________
(1) البيت لعمرو ذي الكلب بن العجلان الهُذلي في ديوان الهذليين 3/ 117؛ و نسبه أبو عبيدة في المجاز 1/ 115 إلى صخر الغيّ. و انظر: فعل و أفعل للأصمعي 478، و الإبل للأصمعي 79، و المعاني الكبير 840، و المقتضب 3/ 381، و الإبدال لأبي الطيّب 1/ 208، و المخصَّص 17/ 124، و السِّمط 749، و شرح المفصَّل 1/ 62، و الهمع 1/ 26، و اللسان (حمم، مني). و سينشده ابن دريد أيضا ص 507 و 1047. و رواية الصدر في الديوان:
مَنَتْ لكَ أن تلاقيَني المنايا.
(2) م ط: «بين الدُّهمة».
(3) م ط: «و الحَمّ: الشحم الذاب».
(4) ص 574.
(5) البيتان في السيرة 1/ 589، و الأزمنة و الأمكنة 2/ 138، و معجم البلدان (شامة) 3/ 315، و (مجنّة) 5/ 59. و انظر: المقاييس (جل) 1/ 419، و الصحاح و اللسان (جلل، طفل)، و اللسان (حنن). و سيرد الثاني أيضا ص 919 و 966. و يُروى: بفجّ و حولي؛ و كذلك: بمكّةَ حولي.
(6) البيت للنابغة الذبياني في ديوانه 98، و الاشتقاق 547، و اللسان (حنن).
(7) الصحاح و اللسان (حنن)، و الثاني في اللسان بروايتين، إحداهما:
* مختلفٍ نجواهمُ جِنٍّ و حِنّ*
و هو منسوب في اللسان إلى مُهاصِر بن المُحِلّ.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 103
فرس أحْوَى. و لها مواضع في التكرير و المعتلّ ستراها إن شاء اللّه «1».
ح ه ه
أُهملت الحاء و الهاء.
ح ي ي
حيي
الحَيُ: ضد المَيِّت.
و الحَيُ: حَيٌ من العرب.
و زعموا أنّ الحِيَ: الحياة. قال العجّاج (رجز) «2»:
كُنّا بها
« و قد ترى إذ …».
«3» إذِ الحياةُ حِيُ
و إذ زمانُ النّاس دَغْفَليُ
و يُروى:
و قد نرى إذا الحياةُ حِيُ.
قال أبو بكر: يقول: إذِ الحياة حياة، كما يقال: إذِ الزمان زمان. و قال قوم إنه أراد بقوله: الحِيّ، جمع حَيّ.
و بنو حَيّ: بطن من العرب. و كذلك بنو حُيَيّ. و حُيَيّ:
اسم رجل «4». قال الشاعر (وافر) «5»:
و لكنّي خَشِيتُ على حُيَيٍ جَريرةَ رُمْحِه في كُلِ حَيٍ
و يقال «6»: حَيِيْتُ عن فلان، إذا استحيَيْت عنه، أو تكلّم فلم تُجِبْه.
______________________________
(1) ص 231.
(2) ديوانه 313، و مجاز القرآن 2/ 117، و تهذيب الألفاظ 7 و 654، و العين (دغفل) 4/ 466 (في آخر الجزء الثامن)، و الصحاح و اللسان (دغفل، حيا، يدي). و سينشدهما ابن دريد أيضا ص 232 و 1053.
(3) م:
«و قد ترى إذ …».
(4) «و حييّ اسم رجل»: من ل وحده.
(5) البيت في ملحقات ديوان كعب بن زهير 255، و الكامل 4/ 31، و البلدان (السُّلَيّ) 3/ 245، و اللسان (سلا). و سيرد مع آخر ص 232.
(6) هذه العبارة من ط وحده، و قد مرّ نحوُها في (حنن) أعلاه.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 104
حرف الخاء
و ما بعده
خ د د
خدد
الخَدُّ: معروف «1»، و هما خَدّان يكتنفان الأنفَ من عن يمين و شمال، و هو ما انحدر عن الوَجنة في الوجه فصار فيه مَسيل الدمع.
و الخَدُّ و الأُخْدُودُ: شَقّانِ مستطيلان غامضان في الأرض، هكذا فسَّره أبو عبيدة في التنزيل، و اللّه أعلم، في قوله تعالى:
قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ «2».
و المِخَدَّة: مِفْعَلة من الخَدّ، لأن الخَدَّ يوضع عليها.
و المِخَدَّة أيضا: حديدة تُخَدُّ بها الأرض.
و الاسم: خُدٌّ، و المصدر: خَدَدْتُ أَخُدُّ خَدًّا. و جمع خَدّ الإنسان: خُدُود.
و قد قيل للخَدّ في الأرض أيضا: خُدَّة.
دخخ
و استُعمل من معكوسه: الدُّخُ، و هو الدُّخَان. قال الراجز «3»:
و سالَ غَرْبُ عَيْنه فلَخّا تحتَ رُواقِ البيت يغشى الدُّخّا
و قد أُلحق هذا الفعل بالرباعي فقيل: دُخْدُخٌ. و
يُروى عن النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في حديث ابن صائد: إنّي خبأتُ لك خَبيئا. قال: فما هو؟ قال: دُخٌ. أراد: دُخَان، فقطع الكلمة عليه، فزجره النبي عليه السّلام.
خ ذ ذ
أُهملت في الثنائي إلّا في قولهم: خُذ، و هو ناقص محذوف، ليس من هذا «4».
خ ر ر
خرر
خَرَّ يَخِرُّ خَرًّا، إذا هَوَى من عُلْو إلى سُفْل. و كل واقع كذلك فقد خَرَّ.
و خرَّ الحائط و ما أشبهه، و كذلك الرجل، إذا سقط و هو قائم على وجهه. و
في الحديث: «أنْ لا أَخِرَّ إلّا قائما أو غيرَ مُدْبِرٍ»
؛ كذا فسَّره أبو عبيدة.
و الخُرّ: أصل الأُذُن في بعض اللغات. يقال: ضربه على خُرِّ أُذُنه.
و الخُرّ: مَسيل غامض في الأرض «5».
رخخ
و استُعمل من معكوسه: رَخَ العجينُ يَرِخُ رَخًّا، إذا كثر ماؤه. و أرْخَخْتُه أنا إرخاخا، و كذلك الطين. و يقال: رَخَّه يَرُخُّه رَخًّا، إذا شدخه.
و للخاء و الراء مواضع في التكرير و المعتلّ تراها إن شاء اللّه «6».
______________________________
(1) بعده في ل: «و جمعه خدود»؛ ثم ضرب عليه.
(2) البروج: 4.
(3) الأوّل أيضا ص 108 مع آخر، و تخريج الأبيات الثلاثة هنا، و الرجز للعجّاج في ملحقات ديوانه 76. و انظر: مجالس ثعلب 383، و أمالي الزجاجي 121، و إبدال أبي الطيّب 1/ 272، و ليس 81، و الخزانة 3/ 104؛ و من المعجمات:
العين (طلخ) 4/ 218، و المقاييس (لخ) 5/ 203، و الصحاح (لخخ)، و اللسان (جلخ، دخخ، لخخ). و في العين: فاطلخّا.
(4) م ط: «أُهملت، فأما قولهم خُذْ، فليس من هذا».
(5) في هامش م: «و الخرير: صوت الماء».
(6) ص 189 و 1053.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 105
خ ز ز
خزز
الخَزُّ: معروف عربي صحيح، قد جاء في الشعر الفصيح
ترى الخَزّ تَلْبَسُه ظاهرا و تُبطن من دون ذاك الحريرا»
«1».
زخخ
و استُعمل من معكوسه: الزَّخّ، و هو الدفع؛ يقال: زَخَّه يَزُخُّه زَخًّا، إذا دفعه.
و زَخَ في قَفاه، أي دفع. و كل دَفْعٍ زَخٌ. و ربما كُنِيَ به عن النِّكاح. و
رُوي عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه أنه قال (رجز)
طوبى لمن ….
«2»:
أفْلَحَ مَن كانت له مِزَخَّهْ يَزُخُّها ثمَّ ينامُ الفَخَّهْ
و الفَخَّة: أن ينفخَ في نومه، و لا أدري ما صِحَّته، و هذا شيء لا أُقْدم على الكلام فيه.
و الزَّخَّة: الغيظ، ذكره الأصمعي، و زعم أنه لم يسمعه إلّا في شعر هذيل. و أنشد لبعضهم (متقارب) «3»:
فلا تَقْعُدَنَّ على زَخَّةٍ و تُضْمِرَ في القلب وَجْدا و خِيفا
و الزَّخِيخ: النار، لغة يمانية، تراها مع نظائرها إن شاء اللّه.
خ س س
خسس
خَسَ الشيءُ خَساسةً و خِسَّةً، إذا رَذُلَ.
و الخُسُ: اسم رجل من إيادٍ معروف، و هو أبو ابنة الخُسّ.
و العرب تسمّي النجوم التي لا تغرب، نحو بنات نَعْش و الفَرْقَدَيْن و الجَدْي و القطب و ما أشبه ذلك: الخُسّان.
خ ش ش
خشش
خَشَ في الشيء يَخُشُ خَشًّا، إذا دخل فيه، و انخشَ انخشاشا، و به سُمِّي الرجل مِخَشًّا.
و الخِشاش «4»: خشبة تُجعل في أنف البعير «5».
و خَشاش الأرض: هَوامُّها.
و رجلٌ خَشَاشٌ، إذا كان سريع الحركة.
و خَشَف الخَلال «6» الذي ينفتّ باليد يسمّى: الخُشَاش، الواحدة خُشَاشة.
و الخُشَشاءُ: العظم الناشز خلفَ الأُذُن، و هو الخُشّاء أيضا.
و الخَشِيُّ: ما تكسّر من الحُلَى من ذهب و فضة.
و أرض خَشّاءُ: صُلبة لا تبلغ أن تكون حَجَرا.
شخخ
و استُعمل من معكوسه: الشَّخُ، و هو صوت الشَّخب إذا خرج من الضَّرع؛ تقول: سمعت صوت شَخّ اللبن.
خ ص ص
خصص
خَصَّه بالشيء يَخُصُّه خَصًّا و خُصوصا و خُصوصية، إذا فَضَّله به. و خَصَّه بالوُدّ كذلك.
و خُصّان الرجل: من يَختصُّه من إخوانه.
و الخُصّ: بيت من قصب أو شجر، و إنما سُمِّي خُصًّا لأنه يُرى ما فيه من خَصاصه. و الخَصاص: الفُرَج.
و الخَصاصة: الحاجة.
صخخ
و من معكوسه: الصَّخُ. و سمعت صَخَ الصخرة و صَخيخها، إذا ضربتها بحجر أو غيره فسمعتَ لها صوتا.
و كلُّ صوتٍ شديدٍ نحو وَقْع الصخرة على الصخر و ما أشبهه: صَخٌ.
و فسّر أبو عبيدة قوله جلّ و عزّ: الصَّاخَّةُ «7» نحو ما أنبأتُك.
خ ض ض
أُهملت و لها مواضع في الاعتلال و التكرير تراها إن شاء اللّه «8».
خ ط ط
خطط
خَطَّ الشيء بيده يَخُطُّه خَطًّا، إذا خَطَّه بقلم أو غيره.
______________________________
(1) في هامش م: «قال الأعشى:
ترى الخَزّ تَلْبَسُه ظاهرا و تُبطن من دون ذاك الحريرا»
(و انظر: ديوان الأعشى، ص 95).
(2) السِّمط 502، و الاقتضاب 383، و المخصَّص 5/ 112، و المزهر 2/ 328، و الصحاح و اللسان (زخخ، فخخ)، و ليس البيتان في ديوان الإمام عليّ.
و يُروى:
طوبى لمن ….
(3) البيت لصخر الغيّ في ديوان الهذليين 2/ 74. و انظر: إصلاح المنطق 15، و أمالي القالي 1/ 212، و السِّمط 501، و المخصَّص 13/ 128، و معجم البلدان (زخَّة) 3/ 134؛ و من المعجمات: المقاييس (خيف) 2/ 235 و (زخ) 3/ 7، و الصحاح و اللسان (زخخ، خوف). و سينشده ابن دريد أيضا ص 618.
(4) و الخشاش … إلى آخر (خ ش ش) دون مقلوبه: من م وحده.
(5) شاهده ص 957.
(6) ط: «و خشب الخِلال»؛ و فيه تحريف في الأوّل و خطأ في ضبط الثاني.
(7) عبس: 33. و لم أجد في مجاز القرآن شرحا للكلمة.
(8) ص 190 و 1054.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 106
و الخَطُّ: سِيف البحرين و عُمان، و إليه يُنسب القنا الخَطّيّ «1». و قال بعض أهل اللغة: بل كل سِيفٍ خَطٌّ.
و يقال: في رأس فلان خُطَّةٌ، أي جهل و إقدام على الأمور. و سُمْتَني خُطَّةَ سَوْءٍ.
و الخِطُّ: المكان الذي يَخُطّه الإنسان لنفسه أو يختَطُّه.
و كل شيء حظرتَه فقد خَطَطْتَ عليه.
و هذا خِطُّ بني فلان و خِطَّتُهم.
و الخطيطة: أرض لم يُصِبْها مطرٌ بين أرضين ممطورتين.
طخخ
و من معكوسه: الطَّخُ، مصدر طَخَ الشيء يَطُخُّه طَخًّا، إذا ألقاه من يده فأبعده.
و المِطَخَّة: خشبة عريضة يدقَّق أحد طرفيها يلعب بها الصبيان نحو القُلَة و ما أشبهها.
و ربّما كُنِيَ بالطَّخّ عن النِّكاح. يقال: طَخَ المرأةَ يَطُخُّها طَخًّا، إذا جامعها. و رُوي عن يحيى بن يَعْمَر أنه اشترى جاريةً خراسانية ضخمة، فدخل عليه أصحابه فسألوه عنها فقال: نِعْمَ المِطَخَّة.
و قد أُلحق الطَّخُ بالرباعي فقيل: طَخْطَخَ الليلُ بَصَرَه، إذا حَجَبَتْه الظُّلمة عن انفساح البصر.
خ ظ ظ
أُهملت الخاء و الظاء و العين و الغين في الوجوه كلها.
خ ف ف
خفف
خُفُ البعير و خُفُ النعامة: معروفان. و ليس في الحيوان شيء له خُفٌ إلا البعير و النَّعامة.
و الخُفُ الملبوس: معروف.
و خَفَ الضَّبُعُ خَفًّا، إذا صاح.
و قد أُلحق هذا بالرباعي فقيل: خَفْخَفَتِ الضَّبُعُ، و هو صوتها.
و ذُكر عن أبي الخطّاب الأخفش أنه قال: الخُفْخُوف:
طائر، و ما أدري ما صِحَّته، و لم يذكره أحد من أصحابنا غيره.
و الخِفُ: الخَفيف من كل شيء. قال امرؤ القيس (طويل) «2»:
يُطير الغلامَ الخِفَ عن صَهَواته و يُلوي بأثواب العنيف المثقَّلِ
و خِفُ المتاع: خفيفه.
و خَفَ الشيءُ خَفًّا و خِفَّةً، فهو خفيف و خُفاف.
و خَفَ القومُ عن منزلهم خُفوفا، إذا ارتحلوا عنه.
فخخ
و استُعمل من معكوسه: الفَخّ الذي يُصطاد به، عربيّ معروف.
و فَخّ: موضع بمكة.
و الفَخَّة قد مضى ذكرها في البَخَّة «3»، و هو أن ينام الرجل فينفخ في نومه.
خ ق ق
خقق
خَقَ القِدْرُ و ما أشبهه خَقًّا و خَقيقا، إذا غلا فسمعتَ له صوتا.
و خَقَ فَرْجُ المرأة، إذا سُمع له صوت عند الجماع. و منه امرأة خَقُوق و خَقّاقة «4»، و هو نعت مكروه؛ و كذلك غَقَ غَقًّا و غَقيقا، و المرأة غَقُوق و غَقّاقة.
و الخَقّ: الغدير إذا جفّ و تَقَلْفَعَ. قال الراجز «5»:
كأنّما يَمْشِين في خَقٍ يَبَسْ
و اليَبَس: الأرض التي كانت نديَّة فيَبِسَتْ.
و قال قوم من أهل اللغة: إن الخُقَ حفرة غامضة في الأرض مثل اللُّخْقُوق و الأُخْقُوق. و ما أدري ما صِحَّته. و اللُخْقُوق:
جُحْر غامض يدخل فيه رِجْل الفرس.
و
كتب عبد الملك إلى الحجّاج: لا تَدَعَنَ خُقًّا و لا لُقًّا «6» إلّا زرعته.
و الخُقُ: الحفرة الغامضة في الأرض. و اللُّقّ: الشَّقّ المستطيل.
______________________________
(1) في حاشية م: «القنا الخَطّي و الخِطّي، بالفتح و الكسر، فمن فتحها فعلى النَّسب إلى الخطّ، و من كسر جعله اسما لها. و قيل: بل هو نسب إلى الخطّ، و هو المكان المحظّر عليه، فكأنها لشرفها قد حُظر عليها».
(2) البيت من معلّقته الشهيرة؛ ديوانه 20.
(3) بل ذكرها في (ز خ خ)، ص 105.
(4) في حاشية م: «ذكره يعقوب في الألفاظ، و قال: الخَقوق التي يصوت فرجها عند الجماع». (و لم أجده في تهذيب الألفاظ لابنِ السِّكّيت).
(5) المقاييس (خق) 2/ 155، و الصحاح و اللسان (خقق).
(6) بضم الخاء و اللام في الكلمتين في ل م. و هو بالفتح فيهما في ط.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 107
خ ك ك
كخخ
أُهملت إلّا في قولهم: كَخَ يكِخُ كَخًّا و كَخِيخا، إذا نام فغَطَّ «1».
خ ل ل
خلل
الخَلّ: معروف عربي صحيح. و
في الحديث: «نِعْمَ الإدامُ الخَلُ».
و الخَلّ: الرجل الخفيف النحيف الجسم. و قد رُوي البيت المنسوب إلى الشنفرى أو إلى تأبَّط شَرًّا (مديد) «2»:
سَقِّنِيها يا سوادَ بنَ عمرٍو إنّ جسمي بعدَ خالي لَخَلُ
و الخَلُ: الطريق في الرَّمْل «3». قال العجّاج (رجز) «4»:
[في طُرُقٍ تعلو خَليفا مَنْهَجا] من خَلِ ضَمْرٍ حين هابا وَ دَجا
هابا من الهَيْبَة. قال أبو بكر: يعني حمارا و أتانا أخذا في خلِ ضمرٍ حين هابا من الخوف. و وَدَج و ضَمْر: موضعان.
و الخَلّ: عِرق في العُنُق. قال الراجز- جَنْدَل بن المثنَّى الطُّهَوي «5»:
ثَمّ «6» إلى صُلْبٍ شديد الخَلِ [و عُنُقٍ أتْلَعَ مُتْمَهِلِ]
و يُروى:
ثمّ إلى هادٍ ….
و الخِلّ و الخَلِيل واحد، و كذلك الخُلَّة «7» أيضا. قال الشاعر- هو أَوْفَى بن مَطَر المازني (متقارب) «8»:
ألا أبلِغا خُلَّتي جابرا بأنَ خليلَك لم يُقْتَلِ
و يقال «9»: الخِلّ و الخِلَّة، في المذكَّر المؤنَّث.
و الخُلَّة: المودّة. قال الشاعر (رمل) «10»:
[حالَفَ الفَرْقَدَ شِرْكا في السُّرى] خُلَّةٌ باقيةٌ دون الخُلَلْ
و الخَلّ: مصدر خَلَلْتُ الشيءَ أخُلُّه خَلًّا، إذا جمعت سجوفه و أطرافه بخِلال. و خَلَلْتُ «11» الخِباء أَخُلُّه خَلًّا، إذا جمعت سُجوفَه و أطرافه بالأخِلّة. قال الشاعر (وافر) «12»:
سَمِعْنَ بيومه فظَلِلْنَ نَوْحا قياما ما يُخَلُ لهنَّ عُودُ
أي قد هتكن بيوتَهنّ و هنّ قيام يَنُحْنَ. و قد رُوي هذا البيت: ما يُحَلُّ لهنّ عُود، و هو خلاف المعنى الذي أراد الشاعر.
و أخْلَلْتُ بالرَّجل، إذا خذلته في وقت حاجته.
و الخِلَّة، و الجمع خِلَل: بطائن كانت تُغَشَّى بها أجفان السيوف، تُنقش بالذهب و غيره. و أنشد (رمل) «13»:
لابنة الجِنِّي بالجَوّ طَلَلْ دارسُ الآيات عافٍ كالخِلَلْ
و الخَلَّة: الخَصْلَة الحسنة. يقال: في فلان خِلال جميلة، أي خِصال.
و الخَلَّة: الحاجة. و الرجل أَخَلُ و مُخْتَلٌ. و في بعض الكتب، كتبِ صَدَقات السَّلَفِ: «لِلأَخَلِ الأقرب».
و الخليل: المحتاج. و كذلك فُسِّر بيت زهير (بسيط) «14»:
______________________________
(1) في حاشية م: «في الحديث أن الحسن أو الحسين رضي اللّه عنهما أدخل في فمه و هو غلام تمرة من الصَّدقة، فأدخل النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم إصبعه في شدقة و قال: كَخْ كَخْ، فاستخرج التمرة من فيه وردّها في جملة التمر، و هذا الكلام رواه البخاري رحمه اللّه».
(2) البيت في ديوان تأبّط شرًّا 250، كما يُنسب إلى خلف الأحمر، و الشنفرى (انظر: مقدمة الديوان 42- 44). و انظر أيضا: الحيوان 3/ 70، و أضداد أبي الطيّب 254، و الأمالي 2/ 277، و السِّمط 919، و شرح المرزوقي 838، و شرح التبريزي 2/ 161، و المقاييس (خل) 2/ 156، و الصحاح و اللسان (خلل).
و في الحيوان و غيره: فاسقنيها.
(3) في حاشية م: «الخَلّ واحدتها خَلَّة».
(4) ديوانه 379، و اللسان (خلل). و سينشدهما أيضا ص 452.
(5) لم ينسبه الجوهري و لا ابن منظور في الصحاح (خلل)، و اللسان (خلل، مهل). و في اللسان: إلى هاد … و عنق في الجذع …
(6) ضبطه في م بضم الثاء.
(7) ط: «و كذلك الخِلَّة و الخُلَّة».
(8) مجاز القرآن 1/ 78، و الأمالي 1/ 192، و ذيل الأمالي 91، و السِّمط 465، و الصحاح و اللسان (خطأ، خلل).
(9) من هنا إلى آخر بيت لبيد: سقط من ل.
(10) البيت للبيد في ديوانه 176، و اللسان (فرقد).
(11) «و خللت … بالأخلّة»: من م وحده.
(12) من المفضلية 69، ص 274 منسوبا لامرأة من بني حنيفة. و انظر: مجالس ثعلب 248، و اللسان (خلل). و سينشده ابن دريد أيضا في ص 662. و في اللسان: سمعن بموته فظهرن …
(13) البيت لعامر بن المجنون الحرمي مدرج الريح، كما في الأغاني 3/ 17.
(14) ديوانه 153، و الكتاب 1/ 436، و المعاني الكبير 541، و المقتضب 2/ 70، و أمالي القالي 2/ 277، و السِّمط 921، و الإنصاف 625، و شرح المفصَّل 8/ 157، و شرح ابن عقيل 2/ 373، و المقاصد النحوية 4/ 429، و الهمع 2/ 60؛ و من المعجمات: المقاييس (خل) 2/ 56، و الصحاح و اللسان (خلل، حرم).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 108
و إن أتاه خليلٌ يومَ مسألةٍ يقولُ لا غائبٌ مالي و لا حَرِمُ
و الخليل هاهنا، قالوا: فَعِيل من الخَلَّة.
و الخُلَّة: ضد الحَمْض. و إذا رعت الإبلُ الخُلَّة فأهلها مُخِلُّون. قال الراجز- هو العجّاج «1»:
جاءوا مُخِلِّين فلاقَوْا حَمْضا [طاغِين لا يَزْجُرُ بعضٌ بعضا]
و قال الآخر (رجز) «2»:
[مَن يتسخّط فالإله راضي عنكَ و مَن لم يَرْضَ في مَضْماضِ
قد ذاق أكحالًا من المَضاضِ و من تَشَكَّى مَغْلَةَ الإرماضِ]
و خُلَّةً داويتَ
« أو خُلّة أعركت …».
«3» بالإحماضِ
و مثل من أمثالهم إذا جاء الرجل متهدّدا قالوا له: «أنت مُخْتَلٌ فَتَحَمَّضْ» «4».
و الخَلَّة: الخمر الحامضة أو المتغير طعمُها. قال الشاعر- هو أبو ذؤيب (طويل)
عُقار كماء النيء …
… يكوي الوجوه ….
«5»:
فجاء بها صفراءَ ليست بخَمْطَةٍ و لا خُلَّةٍ يكوي الشُّروبَ شِهابُها
و الخِلال: مصدر خاللته مُخالَّةً و خِلالًا. و قال الشاعر (وافر)
و يخبرهم مكان ….
«6»:
فأُعْلِمُه مكانَ النُّون منّي و ما أُعطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ
قال أبو بكر: أراد بالنون ذا النون، و هو اسم سيف مالك ابن زهير. قال: و قوله: ما أُعطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ، أي و ما أُعطيته لخِلال من المودّة إنما أخذه غصبا. و عرق الخِلال من قولهم: ما عرق له بشيء، أي ما نَدِيَ له به «7».
فأما الخليل فالذي سمعتُ فيه أن معناه أصفى المودّة و أَصحُّها، و لا أزيد فيه شيئا لأنه في القرآن.
لخخ
و استُعمل من معكوسه: لَخَّتْ عينه تَلِخُ لَخًّا و لخيخا، إذا كثُر دمعها و غلُظت أجفانها. قال الراجز «8»:
لا خيرَ في الشيخ إذا ما أجلَخّا و سال غَرْبُ عينه فلَخّا
و ربما قيل: لَحَّت و لَحِحَتْ عينه، مثل لَخَّت سواء.
خ م م
خمم
خَمَ اللحمُ و أخَمَ خَمًّا و خُموما و إخماما، إذا أَنْتَنَ. و خَمَ خُمُوما أكثر استعمالًا. قال الراجز
* يا ابن هشامٍ عَصَرَ المظلومِ*
«9»:
[إليك أشكو جَنَفَ الخُصومِ] و شَمَّةٍ من شارفٍ مَزكومِ
قد خَمَ أو زاد على الخُصومِ
وصف شيخا قَبَّلَ امرأة. و أكثر ما يُستعمل في المطبوخ و المشتوَى. يقال: شويت اللحم و اشتويته فانشوى. فأما النِّيء فيقال: صَلَّ و أصَلَّ. و قال الراجز في صَلّ «10»:
إذا تَعَشَّوْا بَصَلًا و خَلّا و كَنْعَدا و جُوفيا قد صَلّا
و خَمَمْتُ البيتَ أخُمُّه خَمًّا، إذا كسحته. و المِخَمَّة:
المِكْسَحَة. و الخُمامة: الكُساحة.
و خُمَامٌ: أبو بطن من العرب، و إليه يُنسب بنو خُمَام.
و
خُمٌ: غديرٌ معروف، و هو الموضع الذي قام فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم خطيبا يفضِّل أمير المؤمنين علي بن
______________________________
(1) ديوانه 89، و الأول في الاشتقاق 133. و انظر: المخصَّص 11/ 171، و أمالي القالي 1/ 193، و السِّمط 74 و 467؛ و من المعجمات: العين (خل) 4/ 141، و اللسان (خلل، حمض). و سيجيء أيضا ص 547.
(2) الرجز لرؤبة في ديوانه 82- 83، و الرابع و الخامس في العين (رمض) 7/ 39، و في اللسان (رمض)، و الأول و الثاني و الثالث في اللسان (مضض)، و الخامس في المستقصى 1/ 381.
(3) ط:
«أو خُلّة أعركت …».
(4) المستقصى 1/ 380.
(5) ديوان الهذليين 1/ 72، و المعاني الكبير 439، و المخصَّص 11/ 8، و الاقتضاب 349، و الصحاح (خلل)، و اللسان (نيأ، خمط، خلل). و في الديوان:
عُقار كماء النيء …
؛ و في اللسان:
… يكوي الوجوه ….
(6) نسبه في الأغاني 16/ 32 إلى الحارث بن زهير العبسي. و انظر: مجاز القرآن 1/ 341، و المخصَّص 12/ 244، و السِّمط 583، و المقاييس (عرق) 4/ 284، و الصحاح و اللسان (عرق، نون). و في الأغاني:
و يخبرهم مكان ….
(7) ل: «ما بدا له». و زاد بعده في م: «و إنما أخذه غصبا».
(8) التخريج ص 104.
(9) نسبها في اللسان (خمم) إلى ذِروة بن خَجْفَة الصَّموتي (و في المطبوعة:
حَجْفَة)، و قبله:
* يا ابن هشامٍ عَصَرَ المظلومِ*
و فيه: «و أنشده ابن دريد بجرّ شَمَّةٍ، و المعروف: و شَمَّةً لقوله: إليك أشكو».
و الثاني غير منسوب في المخصَّص 16/ 126.
(10) سينشدهما ابن دريد أيضا ص 1043، و مع آخرين ص 489 و فيه (التخريج)؛ و الرجز لقتادة بن مُعْزِب، كما في الاشتقاق 342. و في الجمهرة ص 489: و جوفيًّا محسَّفا.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 109
أبي طالب عليه السلام.
و خَمّانُ: موضع.
و خَمّان الناس: جَماعتهم «1».
و خَمّان البيت: رديء متاعه؛ هكذا رُوي عن أبي الخطّاب.
و الخُمُ: القَوْصَرَّة التي يُجعل فيها التبن لتبيض فيه الدجاجة.
مخخ
و استُعمل من معكوسه: المُخّ، و هو ما أُخرج من عظم.
و المُخاخة: ما اجتذبه الماصُّ من المُخّ. و يسمّى الدماغ مُخًّا.
قال الشاعر- النجاشي الحارثي (طويل) «2»:
و لا يسرقُ الكَلْبُ السَّرُوُّ نعالَنا و لا نَنْتَقي المُخَ الذي في الجَماجمِ
و يُروى: السَّرُوق، و السَّروق من السَّرَق، و السَّرُوُّ من سُرَى.
الليل، و هو فَعول منه، و هي الرواية الصحيحة. و كانوا يتكرّمون عن أكل الدماغ و يرون ذلك نَهما. وصف بذلك قوما فذكر أنهم كرام لا يلبسون من النعال إلّا المدبوغةَ، فالكلب لا يأكلها و لا يستخرجون ما في الجماجم لأن العرب تُعَيِّر بأكل الدماغ كأنَّه عندهم شَرَهٌ أن يستخرج الإنسانُ مُخًّا من عظم.
و خالص كل شيء مُخُّه.
خ ن ن
خنن
الخُنَّة من الخُنان، و هي أشدُّ من الغُنَّة و أقبح؛ رجلٌ أَخَنُ و امرأةٌ خَنَّاءُ.
و زمن الخُنَان: زمن معروف عند العرب قد ذكروه في أشعارهم، و لم أسمع له من علمائنا تفسيرا شافيا. قال النابغة الجعدي (وافر)
و من يحرصْ على كبري فإني من الشُّبّان أزمانَ الخُنانِ
«3»:
فمن يَكُ سائلًا عنّيَ فإنّي من الفتيان أعوامَ الخُنانِ
و يقال: خُنَ الرَّجُلُ فهو مخنون، إذا ضاقت خياشيمه و انسدّت «4» حتى يخرج كلامه غليظا لا يكاد يُفهم.
و الخُنان: داءٌ يعتري العينَ. قال جرير (وافر) «5»:
[و أشفي من تخلُّج كل جِنٍ] و أكوي الناظِرَيْن من الخُنانِ
و يقال: وطئ فلانٌ مَخَنَّةَ بني فلان و مِخَنَّتَهم، إذا وطئ حريمهم. قال أبو بكر: مَخَنَّة بالفتح أجود «6».
خ و و
خوو
خَوٌّ: كثيب معروف بنجد.
و يومُ خَوّ: قُتل فيه عُتيبة بن الحارث بن شهاب، قتله ذُؤابُ ابن رُبَيِّعة «7».
خ ه ه
أُهملت الخاء مع الهاء في الوجوه كلها، و كذلك مع الياء.
______________________________
(1) ط: «و خمّان الناس: جَفّتهم».
(2) ليس البيت في شعر النجاشي الحارثي الذي جمعه سليم النعيمي. و انظر: البيان و التبيين 2/ 109، و المعاني الكبير 487، و المخصَّص 13/ 73، و الخزانة 4/ 147؛ و من المعجمات: المقاييس (مخ) 5/ 269، و الصحاح (مخخ)، و اللسان (مخخ، سرق، نقا). و في البيان و التبيين: و لا يأكل الكلب.
(3) البيت مطلع قصيدة في ديوانه 160. و انظر: طبقات فحول الشعراء 103، و الشعر و الشعراء 212، و الأغاني 4/ 129، و الأزمنة و الأمكنة 1/ 229 و 2/ 269، و الاقتضاب 102، و شرح شواهد المغني 614، و الخزانة 1/ 513، و اللسان (خنن). و روايته في الشعر و الشعراء:
و من يحرصْ على كبري فإني من الشُّبّان أزمانَ الخُنانِ
(4) ط: «و اشتدت»!
(5) ديوانه 590، و إصلاح المنطق 398، و الصحاح (نظر)، و اللسان (خلج، نظر، خنن). و في اللسان: كل داءٍ.
(6) «قال … أجود»: من م وحده.
(7) م ط: «يوم لبني أسد على بني يربوع، قتل فيه ذؤابُ بن ربيّعة عتيبةَ بن الحارث بن شهاب اليربوعي».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 110
حرف الدال
و ما بعده
د ذ ذ
أُهملت.
د ر ر
درر
دَرَّ الضَّرْعُ يَدِرُّ و يَدُرُّ درًّا و دُرُورا. و الدَّرُّ: اللبن بعينه. و فسَّر بعض العلماء باللغة قولهم: للّه دَرُّك، قال: أرادوا للّه صالحُ عملك، لأنّ الدَّرَّ أفضل ما يُحتلب. قال أبو حاتم: و أحسبهم خَصُّوا اللبنَ لأنهم كانوا يفصِدون الناقة فيشربون دمها و يَفتَظُّونها فيشربون ماء كَرِشها «1»، فكان اللبن أفضل ما يحتلبون.
و يقال: دَرَّت عينه بالدمع، و دَرَّ السحاب بالمطر درًّا و دُرُورا.
و مثل من أمثالهم: «ما اختلفت الدِّرَّة و الجِرَّة» «2».
و درَّ الفرس دريرا، إذا عدا عدوا شديدا سهلًا. قال امرؤ القيس (طويل) «3»:
دَرِيرٍ كخُذْرُوفِ الوليد أمَرَّه تتابُعُ كفَّيه بخيطٍ موصَّلِ
و الدِّرَّة التي يضرب بها: عربية معروفة.
و قولهم: لا دَرَّ دَرُّه، أي لا زَكا عملُه.
و دَرَّ الخراجُ و أدَرّه عمّالُه، إذا كثر إتاؤُه.
و أدَرَّت المرأةُ المِغْزَلَ، إذا فتلته فتلًا شديدا، فهي مُدِرّ، و المِغْزَل مُدَرّ، إذا رأيته كأنه واقف لا يتحرّك من شدّة دورانه.
و الدُّرَّة: معروف، و هو ما عظم من اللُّؤلؤ.
ردد
و استُعمل من معكوسه: رَدَدْتُ الشيءَ أرُدُّه ردًّا فهو مردود. [ردد] و في وجه الرجل رَدَّةٌ، إذا كان قبيحا.
و الرِّدَّة: الرجوع عن الشيء، و منه الرِّدَّة عن الإسلام.
و أرَدَّت الناقة، إذا وَرِمَت أرفاغها و حَياؤها من كثرة شرب الماء، فهي مُرِدٌّ، و الاسم الرِّدَّة. و ناقة مُرِدٌّ أيضا، إذا بركت على ندى فانتفخ ضَرْعُها و حَياؤها. قال الراجز، و هو أبو النجم (رجز) «4»:
تمشي من الرِّدَّة مَشْيَ الحُفَّلِ مَشْيَ الرَّوايا بالمَزاد الأثْجَلِ
و يُروى: الأثقل «5». يقال: ناقةٌ حافِلٌ و نُوقٌ حُفَّلٌ، إذا اجتمعت ألبانها في ضروعها. و يقال: جاء فلان مُرِدَّ الوجه، إذا جاء غضبان أو وَرِمَ وجهُه من بكاء.
و أَرَدَّ البحرُ، إذا كثرت أمواجه وهاج.
د ز ز
أُهملت إلّا في قولهم: زِدْ، و ليس هذا موضعه.
______________________________
(1) في هامش م: «افتظّ الرجل و هو أن يسقي بعيره ثم يشد فمه لئلا يجترّ، فإذا أصابه عطشٌ شقّ بطنَه فعصر فَرْثَه و شَرِبَه».
(2) في هامش م: «الدِّرّة: المضغة التي تراها ترتفع من الكرش على الحلقوم إلى فم البعير أو غيره من كل ما يجترّ من البهائم. و الجِرّة: المضغة التي يجترّها ثم يزدردها فتراها هابطة على الحلقوم إلى الكرش». و سبق المثل ص 88.
(3) البيت من معلّقته الشهيرة؛ ديوانه 21.
(4) من أرجوزته اللامية (أمّ الرجز) 478- 479. و انظر: الإصلاح 331، و المخصَّص 7/ 14 و 9/ 162، و الأمالي الشجرية 2/ 45، و شرح شواهد المغني 450، و الخزانة 1/ 401؛ و من المعجمات: المقاييس (ثجل) 1/ 371، و الصحاح و اللسان (ثجل). و سينشدهما ابن دريد أيضا ص 415 و 492.
و في الموضع الثاني: بالمزاد الأنجل.
(5) و هي رواية م.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 111
د س سابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص111
دسس
دَسَ الشيءَ في الشيء يَدُسُّه دَسًّا.
و الدَّسّ: أن لا يبالغ الطالي في هِناء البعير.
و مثلٌ من أمثالهم: «ليس الهِناءُ بالدَّسّ» «1».
و الدَّسَاس: ضربٌ من الحيّات.
و الدَّسيسُ: شبيه بالمُتَحَسِّس عن الشيء.
و جاءت الخيل دَواسَ، إذا جاء بعضها في إثْر بعض.
سدد
و من معكوسه: سَدَّ يَسُدُّ سَدًّا، و الاسم السُّدّ «2». و قد قُرئ: عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُمْ سَدًّا «3» و سُدًّا.
و السُّدُّ: الجراد يملأ الأفق. قال الراجز
ليلًا تَغَشَّى ….
«4»:
[و إن عَلَوْا وَعْرا و قد خافوا الوَعَرْ ليلًا يُغَشِّي صَعْبَه و ما اختَصَرْ]
سيلَ الجَرادِ السُّدِّ يرتادُ الخُضَرْ
و السُّدُّ «5»: السحاب الذي يَسُدُّ الأفق. و في كلام بعضهم يصف سحابا: استَقَلَ سُدُّ مع انتشار الطَّفَل.
و السُّدَّة: ظُلَّة على باب و ما أشبهه لِتَقِيَ الباب من المطر.
و
في الحديث: «من يَغْشَ سُدَدَ السلطان يَقُمْ و يَقْعُدْ»
، يريد الأبواب.
و إسمعيل السُدّيّ نُسب إلى سُدَّة مسجد الكوفة، كان يبيع الخُمُر، خُمُرَ النساء، في السُّدّة.
و أمرٌ سَدِيدٌ و أَسَدُّ، أي قاصدٌ. و كذلك رجلٌ سَدِيدٌ، من السَّداد و قَصْد الطريقة.
و المَسَدّ: موضع يقرب من مَكَّةَ عند بستان ابن عامر.
و السُّدَاد: داء يأخذ بالأنف «6».
د ش ش
شدد
استُعمل من معكوسه: شَدَّ يَشُدُّ شَدًّا، إذا شَدَّ الحبلَ أو غيره.
و شَدَّ على العدوّ يَشُدُّ شَدًّا و شُدودا، إذا حمل عليه.
و الشِّدَّة: القوة في الجسم. و الشِّدَّة: صعوبة الزمن.
و بلغ الرجل أَشُدَّه؛ قال أبو عبيدة: الواحد شُدٌّ.
و بنو الأَشَدِّ: بطنٌ من العرب.
و قد سمَّوا شدّادا، و هو فَعّالٌ من الشَّدّ «7».
و رُوي عن أبي عبيدة أنه قال: رُؤي فارسٌ يوم الكُلاب من بني الحارث يَشُدُّ على القوم فَيردّهم و يقول: أنا أبو شدّاد، فإذا كرُّوا عليه ردَّهم و يقول: أنا أبو ردّاد.
د ص ص
صدد
استُعمل من معكوسه: صَدَّ يَصُدُّ صَدًّا و صُدُودا، إذا صدف عن الشيء أو أَعرض عنه. و أصْدَدْتُه عن ذلك الأمر، إذا صرفتَه عنه. قال الشاعر- هو امرؤ القيس (وافر) «8»:
أَصَدَّ نَشاصَ ذي القرنين حتّى تولَّى عارِضُ المَلِكِ الهُمامِ
ذو القرنين: المنذر بن امرئ القيس جَدُّ النعمان بن المنذر «9». يعني بالنَّشاص جيشا، و أصله السَّحاب المنتصب في السماء. و قد قُرئ: إذا قَوْمُكَ منه يَصُدُّون «10» و يَصِدُّونَ. قال أبو عبيدة: يَصُدُّون: يُعرضون، و يَصِدُّونَ:
يَضِجُّون، و اللّه أعلم.
و الصُّدّان: ناحيتا الشِّعب أو الوادي، الواحد صُدٌّ، و هما الصُّدُفان «11» أيضا.
و الصُّدَاد: الوَزَغُ، كذا يقول أبو زيد، و الجمع صَداديد.
قال أبو زيد: يُجمع صدائد على غير القياس.
و صدّاء: ماء معروف. و مثلٌ من أمثالهم: «ماءٌ و لا كصَدّاءَ، و مَرْعًى و لا كالسَّعْدان» «12».
______________________________
(1) المستقصى 1/ 304.
(2) م: «و الاسم: السَّدّ».
(3) الكهف: 94. و الضمّ قراءة نافع و ابن عامر و أبي بكر (الكشف عن وجوه القراءات السبع 2/ 75).
(4) الرجز للعجّاج في ديوانه 52؛ و الثالث في الصحاح (سدد) منسوبا للعجّاج، و بغير نسبة في اللسان (سدد). و في الديوان:
ليلًا تَغَشَّى ….
(5) م: «و السَّدّ».
(6) في هامش ب: «يقال سُدٌّ و سُدَدٌ و صُدٌّ و صُدَدٌ».
(7) في الاشتقاق 172: «و شَدّاد: فَعّال من قولهم: شددتُ على القوم في الحرب أشدّ شدًّا».
(8) ديوانه 140، و المقاييس (نشص) 5/ 426، و اللسان (صدد، قرن). و في اللسان (قرن): أشذَّ. و سينشده ابن دريد أيضا ص 794.
(9) م ط: «بن المنذر بن المنذر».
(10) الزخرف: 57. و قراءة نافع و ابن عامر و الكسائي بضمّ الصاد، و قرأ الباقون بالكسر (الكشف عن وجوه القراءات السبع 2/ 260). و في مجاز القرآن 2/ 205: «من كسر الصاد فمجازها يضجّون، و من ضمّها فمجازها يعدلون».
(11) م: «الصَّدَفان».
(12) المستقصى 2/ 339 و 344 (و هما فيه مثلان اثنان). و في الاشتقاق 180:
«كصَيْداء، و قال قوم: كصدّاء»؛ و في المستقصى: كصَدْءاء. و انظر أيضا:
ص 658.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 112
د ض ض
ضدد
استُعمل من معكوسه: ضدّ الشيء: خلافه.
و بنو ضِدٍّ: قبيلة من عادٍ. قال الشاعر- عمرو بن مَعْدِيكَرِب الزُّبيدي يصف سيفا اسمه ذو النون فاحتاج في الشعر إلى تثنيته فَثنّاه (وافر) «1»:
و ذو النونين من عهد ابن ضِدٍّ تَخَيَّره الفتى من قوم عادِ
د ط ط
أُهملت إلّا في قولهم: طِدِ الشيءَ في الأرض، بمعنى الأمر، أي اغْمِزْ في الأرض؛ و ليس هذا موضعه «2».
د ظ ظ
دظظ
أُهملت إلّا في قولهم: دَظَّه يَدُظُّه دظًّا، إذا دفعه دفعا عنيفا، زعموا «3».
د ع ع
دعع
دَعَّه يَدُعُّه دَعًّا، إذا دفعه دفعا عنيفا. و كذلك قال أبو عبيدة في التنزيل: يَدُعُ الْيَتِيمَ «4»، و اللّه أعلم.
و قد أُلحق بالرباعي فقيل: دَعْدَعَ الإناءَ، إذا ملأه. قال الشاعر (منسرح) «5»:
فَدَعْدَعا «6» سُرَّةَ الرَّكاء كما دَعْدَعَ ساقي الأعاجِم الغَرَبا
الرَّكاءُ: وادٍ معروف. و قال الآخر، و هو لبيد بن ربيعة (رجز) «7»:
[نحنُ بنو أُمِّ البَنينَ الأربعهْ]
المُطْعِمُونَ الجَفْنَةَ المُدَعْدَعَهْ
أي المَلأى.
و يقال للعاثر: دَعْدَع في معنى اسلم «8».
و الدُّعاع «9»: حبّة تُختبز و تؤكل.
و الدُّعاعة «10»: نملة سوداء ذات جناحين.
عدد
و من معكوسه: عَدَّ يَعُدُّ عَدًّا، في معنى الإحصاء.
و عِدّة القوم: مبلغ عددهم.
و عِدَّة المرأة: معروفة.
و العُدّة من السلاح: ما اعتددته.
و العِدّ من الماء: القديم الذي لا يُنتزح. و من ذلك قولهم:
حَسَبٌ عِدٌّ، أي قديم.
د غ غ
غدد
استُعمل من معكوسه: أَغَدَّ البعيرُ يُغِدُّ إغدادا فهو مُغِدٌّ، و لا يقال مغدود، إذا أصابته الغُدَّة، و هو داء.
و كل عقدة في جسد الإنسان أطاف بها شحمٌ فهي غُدَدَة و غُدَّة، و الجمع غُدَد.
و لها نظائر في المعتلّ تراها إن شاء اللّه تعالى «11».
د ف ف
دفف
دَفَ الطائرُ يَدِفُ دَفًّا و دفيفا، إذا ضرب بجناحيه و حرّكهما «12».
و أجاز أبو زيد دَفَ و أَدَفَ، و لم يعرف الأصمعي إلّا دَفَ «13». و في كلام بعضهم في التوحيد: و يسمع حركة الطير صافِّها و دافِّها. فالصّافُّ: الذي قد بسط جناحيه لا يحركهما، و الدّافُ: الذي خبَّرتك به.
و الدُّفُ: الذي يُضرب به، و الدَّفُ أيضا.
______________________________
(1) ديوانه 63، و الاشتقاق 531، و الأغاني 14/ 34، و حماسة ابن الشجري 11، و اللسان (ضدد). و صدره في الديوان و الاشتقاق: و سيفٌ لابن ذي قَيفان عندي؛ و في الأغاني و ابن الشجري: و سيفي كان مذ عهد …
(2) انظر: (وطد) ص 660.
(3) «إلّا في … زعموا»: من ط وحده.
(4) الماعون: 2. و في مجاز القرآن 2/ 313: «دععتُه: دفعتُه».
(5) البيت للبيد في ديوانه 32. و انظر: تهذيب الألفاظ 220 و 529، و المخصَّص 10/ 13، و المقاييس (غرب) 4/ 421، و الصحاح و اللسان (غرب، دعع)، و اللسان (ركا). و سينشده ابن دريد أيضا ص 192.
(6) ل: «دعدعا»؛ و هو تحريف.
(7) ديوانه 341 و 342؛ و استشهد سيبويه بالأوّل على رفع «بنو» خبرا لا نصبها على الاختصاص. و انظر: مجالس ثعلب 374 و 381، و الأغاني 14/ 95، و السِّمط 191، و المقاصد النحوية 2/ 68، و الخزانة 4/ 171؛ و من المعجمات: العين (دع) 1/ 81 و (خضع) 1/ 113، و اللسان (خضع). و سينشدهما ابن دريد ص 192، و الأوّلَ مع آخر ص 353.
(8) م: «أي قم فانتعش و اسلم».
(9) م: «و الدَّعادع».
(10) م: «و الدّعدعة».
(11) ص 1005 و 1059.
(12) م ط: «إذا ضرب بجناحيه دَفّيه».
(13) ليس في فعل و أفعل للأصمعي.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 113
و الدَّفُ: صفحة الجنب.
و دَفَّفَ على الجريح و ذَفَّفَ عليه، إذا أجهزَ عليه، أي قتله، بالدّال و الذّال، لغتان معروفتان، و الدّال أعلى «1».
قال أبو بكر: جاء قوم بأسير إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو يُرْعَدُ فقال: أَدْفُوهُ، فقتلوه.
أراد عليه السلام: أَدفِئُوه، و لغته ترك الهمز، و ذهبوا هم إلى لغتهم: أَدْفُوه، أي اقتلوه.
و دَفَّت دافَّةٌ من الناس، يقال للجماعة تُقْبِل من بلد إلى بلد «2».
فدد
و استُعمل من معكوسه: فَدَّ يَفِدُّ فدًّا و فَدِيدا، و هو شدّة الوَطء على الأرض من نشاط و من مَرَح.
و
في الحديث: «قد كنتَ تمشي فوقي فَدّادا»
، أي شديد الوطء. قال الشاعر (طويل) «3»:
أعاذلُ ما يُدريكَ أنْ رُبَّ هَجْمةٍ لأخفافِها فوقَ الفلاة فَدِيدُ
و يُروى: وئيد، و المعنيان متقاربان. و الهجمة: القطعة من الإبل. و فديد، يقول: وطؤها شديد.
و الفُدَادَةُ، زعموا: ضربٌ من الطير.
د ق ق
دقق
دَقَ الشيءَ يَدُقُّه دَقًّا، إذا كسره أو ضربه بشيء حتى يَهْشِمه.
و دِقُ كلّ شيء دون جِلِّه، و هو صِغاره و رديئه. و دِقُ الشجر: خَسيسه. و قالوا: دِقُّه: صغاره «4». و أنشدوا بيت جُبَيْهاء (طويل) «5»:
و لو أنها طافت بنبتٍ مُشَرْشَرٍ نفى الدقَ عنه جَدْبُه فهو كالِحُ
لجاءت كأنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها عساليجُه و الثّامرُ المتناوحُ
قال أبو بكر: مُشَرْشَر: مأكول. يقال: شَرْشَرَتْه الماشية، إذا أكلته. يصف في هذا البيت شاةً.
و الدُّقَّة: التوابل من الأبزار مثل القِزْح و ما أشْبَهَه. القِزح:
الكُزْبَرَة اليابسة. و قال قوم: الدُّقَّة: الملح و ما خُلط به من أبزار.
و المُدُقّ و المِدَقّ: ما دققت به. و أنشد (رجز) «6»:
يرمي الجلاميدَ بجُلمودٍ مِدَقّ «7» [مُماتِنٌ غايتَها بعدَ النَزَقْ]
قدد
و من معكوسه: قَدَّ الشيءَ يَقُدُّه قدًّا، إذا قطعه قَطْعا مستطيلًا. و به سُمِّي القِدُّ الذي يُقَدّ من الأديم الفطير.
و القَدُّ: خلاف القَطّ، لأن القَدَّ طولًا و القَطَّ عرضا «8». و
في الحديث أن عليا عليه السلام كان إذا اعتلى قَدَّ و إذا اعترض قَطَّ.
و أما قولهم: قَدِي من كذا و كذا في معنى حَسْبي، فليس هذا موضعه «9». و يقولون: قَدِي و قَدْني.
و القِدُّ: سيور تُقَدُّ من جلدٍ فطير تُشَدُّ بها الأقتاب و المحامل و غيرها.
و القَدُّ: المَسْك الصغير. و مثل من أمثالهم: «ما جعل «10» قَدَّك إلى أديمك» «11».
و القِدُّ: الشيء المقدود بعينه.
و القَدُّ: مصدر قَدَدْت الشيءَ.
و المِقَدَّة: الحديدة التي يُقَدُّ بها.
و غلام حسن القَدّ، أي حسن الاعتدال و الجسم.
و قِدَة: موضع، و هي ناقصة. و قد أفردنا لها و لنظائرها بابا «12». و قِدَة: هذا الموضع الذي يُسمَّى الكُلاب.
______________________________
(1) م: «و الذال أعلى». و في ط بعده: «يقال: أجهز عليه و أجاز عليه، إذا قتله».
(2) «و دفّت … بلد»: جاء في ل قبل قوله: قال أبو بكر.
(3) البيت للمَعْلوط بن بَدَل القُريعي في تهذيب الألفاظ 60 و 61، و السِّمط 434، و اللسان (هجم)، و هو غير منسوب في اللسان (فدد). و لم يذكره صاحب الخزانة ضمن الأبيات التي نسبها إلى المخبَّل السعدي في 1/ 537. و في السِّمط: لها فوق أصواء المِتان فديدُ.
(4) م ط: «صغار ورقه».
(5) البيتان من المفضلية 33، ص 168. و انظر: تهذيب الألفاظ 103، و أضداد أبي الطيّب 159، و المؤتلف و المختلف 105، و المخصَّص 5/ 101 و 10/ 221، و الاقتضاب 287، و اللسان (ظنب، بجج، شرر، قسر، دقق). و في المفضليات: بظِنبٍ معجّمٍ نفى الرِّقّ.
(6) الرجز لرؤبة في ديوانه 106، و أمالي القالي 1/ 190، و السِّمط 461، و اللسان (دقق، ملق).
(7) ل: «ترمي». و ضبطه في ط: «مُدَقْ»!
(8) م: «لأن القدّ طول و القطّ عرض».
(9) ص 677.
(10) م: «ما يجعل».
(11) المستقصى 2/ 335.
(12) ذكرها ص 678 و قال: «و هذا ناقص و له باب تراه فيه»، و لم يذكرها في أي موضع آخر.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 114
و المَقَدُّ: ضرب من الشراب يُسَمَّى المَقَدِّي، يُتَّخَذ من العسل. قال عمرو بن مَعْدِيكَرِب الزُّبيدي (وافر) «1»:
[و هم تركوا ابنَ كَبْشَةَ مُسْلَحِبًّا] و هم منعوكَ «2» من شُرْب المَقَدِّي
و القُدَاد: داء يصيب الإنسان في بطنه؛ قُدَّ الرَّجل فهو مقدود.
د ك ك
دكك
دَكَ الأرضَ يَدُكُّها دكًّا، إذا سوّى ارتفاعها و هبوطها للزرع أو غيره. و كذا فُسِّر قوله عزّ و جلّ: جَعَلَهُ دَكَّاءَ «3»، و اللّه أعلم.
و اندَكَ سَنامُ البعير، إذا افترش في ظهره. و هو أَدَكُ، و الأنثى دَكّاءُ.
و أَكَمَةٌ دَكّاءُ، إذا اتّسع أعلاها، و الجمع دَكّاوات.
و الدَّكَّة: بناء يسطَّحُ أعلاه، و منه اشتقاق الدُّكّان كأنه فُعْلانٌ من ذلك، إن شاء اللّه.
كدد
و من معكوسه: كَدَدْتُ الدابةَ أَكُدُّها كَدًّا، إذا أتعبتها، و كذلك الإنسان و غيره. و مثلٌ من أمثالهم: «بجَدِّك «4» لا بكَدِّك».
و الكُدّة: الأرض الغليظة لأنها تَكُدُّ الماشيَ فيها؛ هكذا رُوي عن أبي مالك.
و كثر الكدُّ في كلامهم حتى قالوا: كدَّ لسانَه بالكلام و قلبَه بالفكر. و منه اشتقاق الكَدِيد، و هو الموضع الغليظ. و رجلٌ كَدِيدٌ و مَكدودٌ.
و الكَدِيدُ و مَكدودٌ.
و الكَدِيد: موضع. و الكَديد: الأرض الصلبة أيضا.
د ل ل
دلل
الدَّلُ، من قولهم: امرأةٌ ذاتُ دَلٍ، أي شِكْل.
و أَدَلَ الرَّجُلُ إدلالًا، إذا وثق بمحبة صاحبه فأفرط عليه.
و مثلٌ من أمثالهم: «أَدَلَ فأَمَلَّ».
و الدَّلالة: حِرفة الدَّلّال. و الدِّلالة «5» من الدليل. و دليل بَيِّنُ الدِّلالة.
و دَلَّة: اسم امرأة.
و الدِّلِّيلَى مثل الخِصِّيصَى و ما أشبهه، و قد أفردنا لهذا بابا تراه فيه إن شاء اللّه «6».
لدد
و من معكوسه: لدَّه يَلُدُّه لدًّا، إذا أوْجَرَه في أحد شِقَّي فيه.
و اللَّدُودُ: الدواء الذي يُلَدُّ به الرَّجُلُ. و
في الحديث: لُدَّ النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم.
و لَدِيدُ الوادي: أحد جانبيه، و هما لديدان. قال الشاعر (كامل) «7»:
يَرْعَونَ مُنْخَرَقَ اللَّديد كأنَّهم في العِزّ أُسْرَةُ حاجبٍ و شَهابِ
و اللَّدَد: شدة الخصومة. و الرَّجل أَلَدُّ، و القوم لُدٌّ. و كذا فُسّر في التنزيل «8»، و اللّه أعلم.
و لُدٌّ: موضع بفلسطين. و جاء في الحديث أن الدَّجّال يقتله المسيح بباب لُدٍّ.
و به سُمِّي الرَّجل مِلَدًّا، و هو مِفْعَل من هذا.
د م م
دمم
دَمَ الشيءَ يَدُمُّه دَمًّا، إذا طلاه. و من ذلك دَمَمْت القِدْرَ بالطِّحال أو بالدَّم دَمًّا، إذا طَليتها لتُصلحَها به. و يقال: دابّةٌ مَدمومةٌ بالشَّحم، كأنّها قد طُلِيَتْ به، إذا تناهى سِمَنُها «9».
و كل ما دمَمْتَ به فهو دِمامٌ للشيء المدموم به.
و الدِمَّة: القَمْلَة أو النَّملة الصغيرة. و أحسب أن منه اشتقاق رجل دَميم، بَيِّن الدَّمامة.
مدد
و استُعمل من معكوسه: مَدَّ النهرُ، و أمَدَّ أجازها قومٌ. و أمَدَّ الجُرْحُ. و أمَدَّ الأميرُ الجيشَ بمَدَد «10».
______________________________
(1) ديوانه 78، و التنبيهات 160، و ذيل الأمالي 149، و الاقتضاب 148، و البلدان (مقد) 5/ 165، و اللسان (مقد). و في المصادر: شغلوه عن. و سينشده ابن دريد أيضا ص 676.
(2) م ط: «منعوه».
(3) الكهف: 98.
(4) م: «عِش بجدّك …».
(5) م: «و الدِّلالة: حرفة الدلّال». و قد نص ابن منظور في اللسان (دلل) على أن ابن دريد ذكره بالفتح.
(6) ص 1227.
(7) البيت للبيد في ديوانه 23، و النقائض 300، و الحيوان 5/ 172، و بلا نسبة في اللسان (لدد). و في النقائض: منعرج اللديد؛ و في الحيوان: منخرق القُديد.
(8) وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا؛ مريم: 97.
(9) ل: «تناهى سِمَنا».
(10) م: «الجيش بجيش».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 115
و أمددت الدواةَ، إذا زدت في مائها و نِقْسها.
و المَدَّة: استمدادك من الدَّواة مَدَّةً واحدة.
و مددت الحبلَ أَمُدُّه مَدًّا.
و أمْدَدْتُ لك في الأَجَل: أنسأتُك فيه.
و المُدّ: مِكيال معروف، و الجمع مِدادٌ. قال الراجز «1»:
كأنما يَبْرُدْنَ بالغَبُوقِ كَيْلَ مِدادٍ من فَحا مَدْقوقِ
قال «2»: كأنهن قد أكلن فحا فهن يُبرّدنه من حرارته و يشربن ماءً كثيرا. و الفَحا: الأبازير. و المُدَّة: الأَجَل.
د ن ن
دنن
الدَّن: معروف، عربي صحيح. قال الشاعر- هو الأعشى (متقارب) «3»:
[و قابَلَها الرِّيحُ في دَنِّها] و صلَّى على دَنّها و ارتَسَمْ
ارتسم و ارتشم جميعا. و صلَّى: دعا.
و الدَّانّان: جبلان معروفان.
و الدِّنَّة: دُوَيْبَّة، زعموا، شبيهة بالنملة.
و الدَّنَن؛ فرس أَدَنُ، و الأنثى دَنّاءُ، بَيِّن الدَّنَن، إذا قَرُبَ صدرُه من الأرض، و كذلك هو في كل ذي أربع. و كان الأصمعي يقول: لم يَسْبِق أَدَنُ قَطُّ إلّا أَدَنُ بني يَربوع.
ندد
و من معكوسه: نَدَّ البعيرُ نَدًّا و نُدُودا، إذا ذهب على وجهه شاردا.
و النَّدّ: التلّ المرتفع في السماء؛ لغة يمانية.
و النِّدّ: المِثْل، و كذلك النَّديد و النَّديدة. قال الشاعر- هو لبيد بن ربيعة (طويل)
لكيما … و أجعل أقواما ….
«4»:
لكيلا يكونَ السَّنْدَرِيُ نَديدتي و أَشْتِمَ أعماما عُموما عَماعِما
فأما النَّدّ المستعمل من الطِّيب فلا أحسبه عربيا صحيحا.
د و و
دوو
الدَّوّ: القَفْر من الأرض.
و الدَّوّ أيضا: بلد لبني تميم. قال ذو الرُّمَّة (بسيط)
… و هي نائيةٌ بقُلّة الحَزْن ….
«5»:
حتّى نساءُ تميمٍ و هي نازحةٌ بباحَةِ الدَّوِّ فالصَّمّانِ فالعَقِدِ
و الدَّوَّة: موضع معروف.
ودد
و من معكوسه: الوَدّ، لغة تميمية، و هو الوَتِد. قال امرؤ القيس (رمل)
تُخرج الودّ …
«6»:
تُظْهِرُ الوَدَّ إذا ما أَشْجَذَتْ و تُواريه إذا ما تَشْتَكِرْ
قال أبو بكر: تعتكر. أشجذت: سكن مطرُها؛ و أشكرت السحابةُ، إذا اشتدّ مطرُها؛ و اشتكر الضَّرْعُ، إذا امتلأ لبنا «7».
و الوَدّ: جبل معروف.
و وَدّ: صنم، هكذا فُسِّر في التنزيل «8». و قد قالوا: وُدّ أيضا.
و الوُدّ من الوِداد، و قالوا الوِدّ أيضا. و قد قُرئ: سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا «9» و وِدًّا.
و واحد الأَوُدّ: وُدّ، و هم الأَوِدّاء، كما أن واحد الأَشُدّ شُدّ؛ هكذا قال أبو عبيدة. قال الشاعر، و هو النابغة (بسيط) «10»:
إنّي كأنّي لَدى النعمان خَبَّرَه بعضُ الأَوُدِّ حديثا غيرَ مكذوبِ
و وَدّانُ: وادٍ معروف. و لهذا باب تراه فيه إن شاء اللّه «11».
د ه ه
هدد
استُعمل من معكوسه: هَدَّ يَهُدُّ هَدًّا، من قولهم: هَدَدْتُ الحائطَ، إذا هدمته.
______________________________
(1) اللسان (مدد، فحا). و في (فحا): كلّ مداد.
(2) من هنا إلى آخر المادّة: من ط وحده.
(3) ديوانه 35، و المقاييس (صلى) 3/ 300، و الصحاح و اللسان (رسم، صلا)، و اللسان (دنن).
(4) ديوانه 286، و مجالس ثعلب 567، و أضداد الأنباري 24، و الأغاني 15/ 56، و المقاييس (ند) 5/ 355، و الصحاح و اللسان (ندد، عمم)، و الصحاح (سدر)، و اللسان (سندر). و في الديوان:
لكيما … و أجعل أقواما ….
(5) ديوانه 148، و الكامل 1/ 51، و اللسان (دوا). و في الديوان:
… و هي نائيةٌ بقُلّة الحَزْن ….
(6) ديوانه 144، و المقاييس (شجذ) 3/ 245، و الصحاح و اللسان (ودد، شجذ).
و سينشده ابن دريد أيضا ص 453. و في الديوان:
تُخرج الودّ …
؛ و في اللسان (ودد): تعتكرْ.
(7) «قال أبو بكر … لبنا»: من ط وحده.
(8) نوح: 23.
(9) مريم: 96. و في البحر المحيط 6/ 221: «و قرأ الجمهور وُدًّا بضمّ الواو، و قرأ أبو الحارث الحنفي بفتحها، و قرأ جناح بن حبيش وِدًّا بكسر الواو».
(10) ديوان النابغة الذبياني 49، و اللسان (ودد).
(11) يعني باب فَعْلان ص 1240، و ليس وَدّان فيه أو في أيّ موضع آخر من الجمهرة.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 116
و ما سمعنا العام هَادَّة، أي ما سمعنا رعدا. و سمعنا هَدَّةً مُنْكرةً، أي صوتا.
و فلان يَهُدُّ الأرضَ في مشيه، إذا جاء يطأ وطأً شديدا.
و رجلٌ هَدٌّ: جَبان.
و أكَمَةٌ هَدُودٌ: صعبة المنحدِر، و ربما تردّت الإبل منها.
و يقال: رجلٌ هَدٌّ و أَهَدُّ، بمعنى الجبن و الضعف.
و هَدَّك فلانٌ من رَجُلٍ، أي حَسْبُك به.
د ي ي
استُعمل من معكوسه: اليَد، و هي ناقصة، و ليس هذا موضعها
قد أقسموا لا يمنحونك طاعةً حتى تمد إليهم كفَّ اليدِ
* يديان بيضاوان عند مُجاشع*
«1».
______________________________
(1) ص 234 و 1062. و في هامش ل أن في نسخة أخرى: «و قال الشاعر في اليد (كامل):
قد أقسموا لا يمنحونك طاعةً حتى تمد إليهم كفَّ اليدِ
و قال آخر (كامل):
* يديان بيضاوان عند مُجاشع*
قال أبو بكر: يد إذا صغّرتها قلت: يُدَيّة».
و البيت الأوّل سيجيء في متن الجمهرة ص 1307 برواية: كفّ اليدا، و التخريج هناك.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 117
حرف الذال
و ما بعده
ذ ر ر
ذرر
ذَرَّ الشيءَ يَذُرُّه ذَرًّا، إذا فرَّقه، و ذَرَّ الحَبّ و ذَرّاه أيضا، إذا بذره في الأرض.
و الذَّرّ، جمع ذَرَّة: معروف.
و ذَرَّتِ الشَّمْسُ ذُرورا، إذا طلعت. قال الراجز- أبو النجم «1»:
كالشَّمْسِ لم تَعْدُ سِوى ذُرُورِها
و ذَرّ عينَه بالدواء يَذُرُّها ذرًّا، و الاسم الذَّرُور.
رذذ
و من معكوسه في الثلاثي: أرَذّت السماءُ من الرَّذاذ إرذاذا، و ستراه في موضعه إن شاء اللّه «2».
ذ ز ز
أُهملت الذال مع الزاي و السين.
ذ ش ش
شذذ
استُعمل من معكوسه: شَذَّ يَشُذُّ شذًّا و شُذوذا، إذا تفرّق.
و شَذَذْته أنا و أشذذته، و لم يُجِزِ الأصمعيُ شَذَذْت «3»، و قال: لا أعرف إلا شاذًّا أي متفرِّقا.
و شَذًّا عنّي الشيء شَذًّا، إذا أُنسيته.
و شُذّاذ الناس: فِرَقُهم. قال الراجز «4»:
يَضُمُ شُذّاذا إلى شُذّاذِ [من الرَّباب دائمَ التِّلْواذِ]
ذ ص ص
أُهملت الذال مع الصاد و الضاد و الطاء و الظاء.
ذ ع ع
ذعع
استُعمل منه في التكرير: ذَعْذَعَ الشيءَ، إذا فرَّقه؛ و كان الأصل: ذَعَّه ذَعًّا، ثم أُمِيتَ هذا الفعل و أُلحق بالرباعي في ذعذع.
ذ غ غ
غذذ
استُعمل من معكوسه: غَذَّ العِرْقُ يَغِذُّ غذًّا، إذا لم يرقأ.
و أغذّ الرجل في السَّير إغذاذا، إذا جدَّ فيه.
فأما غذَّى ببوله، إذا خَدَّ به في الأرض، فموضعه غير هذا «5».
ذ ف ف
ذفف
ذَفَّفَ على الرجل و ذَفَ عليه، إذا أجهز عليه، و قد قيل بالدال، و هو الأصل.
فأما الذَّفُ فهو السرعة في كل ما أَخَذَ فيه؛ ذَفَ في أمره و ذَفَّفَ فيه. و أحسب أن اشتقاق ذُفافة من هذا.
______________________________
(1) أضداد السجستاني 123، و أضداد أبي الطيّب 357. و هو برواية مشابهة في هامش ل (انظر ص 731).
(2) ص 195.
(3) ليس في فعل و أفعل للأصمعي.
(4) من الأرجوزة نفسها ثلاثة أبيات ص 879، و هي لعمرو بن حميل أو أبي محمد القعنبي.
(5) انظر ص 1063.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 118
فذذ
و من معكوسه: الفَذّ، و هو الفرد. قال الشاعر- هو ذو الرُّمَّة (بسيط) «1»:
[كأن أُدْمانها و الشمسُ جانحةٌ] وَدْعٌ بأرجائها فَذٌّ و منظومُ
و الفَذّ من القِداح: الأول، و له نصيب واحد.
ذ ق ق
قذذ
استُعمل من معكوسه: قَذَّ السهمَ و أَقَذَّه قَذًّا، إذا جعل له قُذَاذا، و هو الرِّيش، و الواحدة قُذَّة. و أجاز أبو زيد قَذَّ السهمَ و أَقَذَّه، إذا جعل له قُذَذا، و أبى ذلك الأصمعي.
و كل شيء سوَّيته و حسّنته فقد قَذَّذته، و به قيل: رَجُلٌ مُقَذَّذٌ و مقذوذ، إذا كان يُصلح نفسه و يقوم عليها.
و السَّهم الأقَذّ: الذي لا قُذَذَ له، أي لا ريش له.
و من أمثالهم: «ما أصبتُ منه أَقَذَّ و لا مَرِيشا» «2».
و لعبة لهم: شعاريرُ و قُذَّة «3».
يقال: قَذَّ الشيءَ، إذا قطعه.
و القَذّ: أطراف الريش على مثال الحذّ و التحذيف، و كذلك كل قَطْع.
و القُذَّة: الريشة يُراش بها السَّهم.
و القُذاذات: ما قُطع من أطراف الذهب، و الجُذاذات من الفضة.
و القِذّان: البراغيث. قال الشاعر (طويل) «4»:
يُؤرِّقُني قِذّانها و بَعوضُها
و التقذقذ: أن يركب الرجلُ رأسَه في الأرض وحدَه، و يقعَ في الرَّكيَّة. تقول: قد تقذقذ في مَهْواةٍ فهلك.
ذ ك ك
كذذ
أُهملت في الثنائي خاصّةً إلّا في قولهم: كَذَّ، و هو أصل بناء الكذّان، و ستراه في موضعه إن شاء اللّه «5».
ذ ل ل
ذلل
ذَلَ يَذِلُ ذُلًّا بعد عِزّ، و ذَلَّت الدابَّة بعد شِماس و تصعُّب ذِلًّا، و الرجل ذَليل، و الدابّة ذَلول.
و الذِّلَّة: مصدر في الذليل أيضا. و يقولون: ما به من الذُّلّ و القُلّ، أي ما به من الذِّلَّة و القِلَّة.
و الذِّلُ، و الجمع أذلال، من قولهم: إن الأمور تجري على أذلالها، أي على مسالكها و طُرُقها.
و قوله جَلَّ و علا: فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا «6»، أي على قصدها، و اللّه أعلم.
لذذ
و استُعمل من معكوسه: لَذَّ الطعامُ و غيره، إذا كان لذيذا؛ و لَذَّ «7» الرجلُ الطعامَ و الشرابَ، إذا وجده لذيذا، و استلذَّه استلذاذا.
و جمع لَذّ: لِذاذ. و طعامٌ لَذٌّ و لذيذٌ. قال الراجز:
مِلاوَةٌ في الأَعْصُر اللِّذاذِ
قال أبو بكر: يقال مِلاوة و مَلاوة و مُلاوة. و المُلاوة: القطعة من الدهر. و هو مثل قولك: حينٌ من الدهر. و يمكن أن يكون لِذاذ جمع لَذيذ مثل سَمين و سِمان و ما أشبهه.
ذ م م
ذمم
ذَمَمْتُ الشيء أَذُمُّه ذَمًّا. و الذَّمّ: خلاف المدح «8».
و المَذَمَّة: مَفْعَلَة من ذلك. و المَذِمَّة: مَفْعِلَة من الذِّمام، من قولهم: رَعَيْتُ ذِمامَ فلان و ذِمَّتَه.
و الذِّمَّة: العهد.
و استذمَ إلى فلان، أي فعل ما يَذُمُّه عليه.
و بئرٌ ذَمَّةٌ: قليلة الماء. و
في الحديث أن النبي صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم مَرّ ببئر ذَمَّة.
قال الشاعر (وافر)
يرجّي من نوائب سَيْبِ رَبٍّ.
«9»:
يزجّي نائلًا من سَيْب رَبٍ له نُعْمَى و ذَمَّتُه سِجالُ
يريد أنّ قليله كثير.
______________________________
(1) ديوانه 577، و التاج (ودع). و فيهما: فضٌّ و منظومُ.
(2) في المستقصى 2/ 330: «ما له أقذّ و لا مَريش».
(3) م: «شعارير بقذّة»؛ ط: «شعارير قذّة». و من بعد هذا إلى آخر المادة: من ط وحده.
(4) العين (قذ)، و أضداد أبي الطيّب 593، و اللسان (قذذ).
(5) لم يذكره ابن دريد في موضع آخر، و ذكره ابن منظور في (كذذ) و (كذن).
(6) النحل: 69.
(7) ط: «و ألذّ الرجلُ الطعامَ …».
(8) م ط: «الحمد».
(9) من ضمن مقطوعة لجابر بن قَطَن النهشلي ذكرها أبو زيد في النوادر 181.
و انظر: المخصَّص 10/ 39، و اللسان (سجل، ذمم). و في النوادر:
يرجّي من نوائب سَيْبِ رَبٍّ.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 119
و رَجُلٌ ذَمِيمٌ: فَعِيل من الذّمّ، معدول عن مفعول.
و الذَّميم: بَثْرٌ يظهر في الوجه من حَرّ الشمس أو سَفْع العَجَاج في الحرب. قال الشاعر (كامل) «1»:
و ترى الذَّميمَ على مَراسنهم غِبَّ العَجَاج كمازِنِ الجَثْلِ
المازن: بَيْض النمل. و الجَثْلَة: الكبيرة من النمل. و قالوا:
الجَفْلَة أيضا. و الذميم أيضا: ما انتضح من أخلاف النوق على أفخاذها من اللبن، و هو أيضا: ما انتضح من أخلاف النوق على أفخاذها من اللبن، و هو أيضا ندًى يسقط من السماء على الشجر فيصيبه الترابُ فيصير كمثل قِطَع الطين. قال الشاعر (بسيط)
ترى لأخفافها ….
«2»:
ترى لأخلافها مِن خَلْفِها نَسَلًا مثلَ الذَّميم على قُزْمِ اليعاميرِ
اليعامير: ضربٌ من الشجر، الواحدة يَعمورة. و قُزمه:
صغاره.
و أذَمَّت راحلةُ الرجل، إذا أَعْيَت فلم يكن بها حَراكٌ. قال الشاعر (منسرح) «3»:
قَوْمٌ أَذَمَّتْ بهم رواحِلُهم فاستبدلوا مُخْلِقَ النِّعالِ بها
النِّقال: ما أَخْلَقَ من النِّعال.
ذ ن ن
ذنن
الذَّنَن: سيلان العين بالدموع. و كل شيء سال فقد ذَنَ يَذِنُ ذنينا. و كذلك سيلان الأنف أيضا. و فسَّروا بيت الشّمّاخ (وافر) «4»:
[تُوائلُ من مِصَكٍّ أنْصَبَتْهُ] حَوالبُ أَسْهَرَتْه بالذَّنينِ
و قال الأصمعي: حوالبُ أسهريهْ بالذَّنين «5». و قال:
الأسهرانِ: عِرْقان في العنق، و قال الآخرون: بل عرقان في الحالبين يكتنفان الغُرْمُول.
ذ و و
أُهملت في الثنائي و لها مواضع في المكرر «6».
ذ ه ه
هذذ
استُعمل من معكوسه: هَذَّ الشيءَ يَهُذُّه هَذًّا، إذا قطعه قطعا سريعا. و منه هَذَّ القرآنَ يَهُذُّه، إذا أسرع قراءته.
و سيفٌ هَذّاذٌ و هَذُوذٌ و أَذُوذٌ، إذا كان صارما.
ذ ي ي
أُهملت الذال مع الياء في الثنائي.
______________________________
(1) البيت في ملحقات ديوان الحادرة 104، و الاشتقاق 181، و الإبدال لأبي الطيّب 1/ 196، و المخصَّص 2/ 56؛ و العين (ذم) 8/ 179، و الصحاح (ذمم)، و اللسان (جثل، ذمم، مزن). و سينشده ابن دريد أيضا ص 415 و 828 و 1200. و يُروى: و ترى الذّنين.
(2) البيت لأبي زُبيد الطائي في ديوانه 89. و انظر: المخصَّص 7/ 40 و 187، و يفعول 27؛ و من المعجمات: المقاييس (ذم) 2/ 347، و الصحاح و اللسان (عمر، ذمم). و سينشده ابن دريد أيضا ص 1200. و في اللسان (ذمم):
ترى لأخفافها ….
(3) المخصَّص 12/ 39، و اللسان (ذمم). و في اللسان: رواحلهم.
(4) ديوانه 326، و الاشتقاق 67 و 317، و المخصَّص 1/ 134 و 2/ 35، و الخزانة 2/ 223؛ و من المعجمات: المقاييس (ذن) 2/ 348 و (سهر) 3/ 109، و الصحاح و اللسان (سهر، ذنن)، و اللسان (حلب). و سينشده ابن دريد أيضا ص 723.
(5) في ط جاء «أسهريه الذّنين» في الرجز، و «أسهرته بالذّنين» في كلام الأصمعي!
(6) ص 195.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 120
حرف الراء
و ما بعده
ر ز ز
رزز
رَزَّ الجرادُ يَرِزّ «1» رَزًّا، إذا غَرَّزَ أذنابه في الأرض ليبيض.
و رَزَّة الباب من هذا اشتقاقها.
و الرِّزّ: الصوت. سمعت رِزَّ الرعد، و رِزَّ القوم، إذا سمعت أصواتهم. و
في الحديث: «من وَجَدَ في بطنه رِزًّا و هو في الصلاة فليقطع الصلاة و ليتوضأ»
. و سمعت رِزَّ الفحل، إذا سمعت هديره.
زرر
و من معكوسه: الزَّرّ، و هو العَضّ. زَرَّ الحمارُ آتُنَه، إذا عضَّها و طردها. قال الشاعر (طويل):
بِلِيتَيْهِ من زَرِّ الفُحولِ كُدُوحُ
و زِرُّ السيفِ: حَدّاه. قال هِجْرِس بن كُليب في كلامه:
«أَما و سيفي و زِرَّيه، و رمحي و نصليه، و فرسي و أُذنيه، لا يَدَعُ الرجلُ قاتلَ أبيه، و هو ينظر إليه»، ثم قتل جسّاسا.
و الزِّرّ، زِرّ القميص: معروف. و زَرَرْتُ القميصَ و أَزْرَرْتُه زَرًّا و إزرارا، لغتان فصيحتان ذكرهما أبو عبيدة و أجازهما أبو زيد. و أحسبه مشتقا من الضِّيق كأنه يَزُرُّ على العنق أي يَعَضُّها.
و الزَّرّ: أثر عضّ الحمار في آتُنه.
ر س س
رسس
الرَّسّ: الرَّكِيُّ القديمة أو المَعْدِن، و كذا فسّره أبو عبيدة في القرآن «2»، و اللّه أعلم.
و الرَّسّ و الرّسِيس: واديان بنجد أو موضعان. و احتج أبو عبيدة في قوله جَلَّ و عَزَّ في أصحاب الرَّسّ بقول الشاعر (متقارب): «3»
[سَبَقْتُ إلى فَرَطٍ ناهلٍ] تَنابلةً «4» يَحْفِرون الرِّساسا
التِّنْبال: الزَّريّ القصير.
و رَسَ الهوى في قلبه رَسيسا، و أحسبهم قد أجازوا أرَسَ أيضا، و هو بقيَّة الهوى في القلب أو السقم في البدن. قال الشاعر
إذا غيّر النأيُ المحبّين لم يكد رسيس الهوى من حبّ ميّةَ يَبْرَحُ
«5»:
و قد رأت رَسيسَ الهوى قد كاد بالجسم «6» يَبْرَحُ
قال أبو زيد: رَسَ الهوى و أَرَسَ، إذا ثبت في القلب.
و الرَّسّ: أرضٌ بيضاء صلبة، قد جاءت في الشعر الفصيح.
و يقول الرجل للرجل إذا سأله عن شيء: أَلْقِ لي رَسًّا من هذا، أي شيئا أبني عليه.
و يقال: بقي في قلبه رَسٌ من حُبّ أو مرض، أي بقيّة «7».
______________________________
(1) ط: «يَرُزُّ»؛ و الوجهان صحيحان.
(2) الفرقان: 38، و ق: 12. و في مجاز القرآن 2/ 75: «أي المَعدن».
(3) البيت للنابغة الجعدي في ديوانه 82. و انظر: مجاز القرآن 2/ 75، و أضداد السجستاني 99، و أضداد أبي الطيّب 642، و شرح المفضليات 269، و اللسان (رسس).
(4) م ط: «تنابلةٌ» (بالرفع)؛ و الرفع رواية اللسان أيضا. أما النصب ففي ل و الديوان.
(5) كذا جاء في الأصول، و هو واضح الاضطراب. و البيت لذي الرُّمّة، و صواب إنشاده:
إذا غيّر النأيُ المحبّين لم يكد رسيس الهوى من حبّ ميّةَ يَبْرَحُ
و انظر: الأغاني 16/ 122، و شرح المفصَّل 7/ 124 و 125، و الخزانة 4/ 7، و اللسان (رسس).
(6) ط: «بالقلب».
(7) «و يقول الرجل … بقية»: تأخّر موضعه في ل إلى ما قبل (ر ش ش).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 121
سرر
و من معكوسه: السِّرّ: خلاف العَلانِيَة.
و سِرُّ كلِّ شيء: خالصه؛ فلان في سِرّ قومه، أي في صَميمهم و شرفهم. و سِرّ الوادي و سَراره: أطيبه ترابا.
و السُّرَّة في البطن: موضع السِّرَر الذي يُقطع من الصبيّ.
و السُّرّ: ضد الضُّرّ. و قال قوم: السُّرّ و السرور واحد.
و السِّرُّ: النِّكاح، هكذا فسّره أبو عبيدة «1» و احتجّ بقول الشاعر- امرئ القيس بن حُجْر الكندي (طويل)
… لا يُحسن اللهوَ ….
«2»:
ألا زَعَمَتْ بَسْباسَةُ اليومَ أنَّني كَبِرْتُ و أنْ لا يُحْسِنُ السِّرَّ أمثالي
و السَّرَر: داء يصيب الإبل في صدورها؛ بعير أَسَرُّ و ناقة سَرّاءُ. و أنشد أبو حاتم عن الأصمعي (كامل) «3»:
و أبِيتُ كالسَّرّاء يربو ضَبُّها فإذا تَحَزْحَزَ عن عِداءٍ ضَجَّتِ
و يقال «4»: أسْرَرْتُ الشيءَ، أي أظهرته، و كتمته أيضا. قال الفرزدق (طويل) «5»:
أَسَرَّ الحَرُوريُّ الذي كان أَضْمَرا «6»
و السِّرار: يوم يَستتر فيه «7» الهلال، و هو آخر يوم من الشهر أو قبل ذلك يوما.
و أسِرَّةُ الكَفّ: معروفة، و الواحدة سِرَر و سِرار، و أسرار جمع، و السُّرَر أيضا.
ر ش ش
رشش
الرَّشّ من قولهم: رَشَشْتُ الماءَ أَرُشُّه رَشًّا، إذا نَضَحْتَه.
و يقال: رَشَّتِ السماءُ و أرَشَّتْ. و الاسم الرَّشَاش.
شرر
و من معكوسه: الشّرّ. و هو ضدّ الخير. و رجلٌ شِرِّيرٌ: كثير الشّرّ. و زعم بعض أهل اللغة أنَ الشَّرَّ يُجمع شُرُورا.
فأما شَرار النار فيقال: شَرَرَة و شَرارة. فمن قال: شَرَرَة، قال في الجمع: شَرَر. و كذلك جاء في التنزيل «8»، و اللّه أعلم. و من قال شَرارة قال: شَرار، في الجمع.
و يقال: شَرَرْتُ اللحمَ و الثوبَ و أَشْرَرْتُه، إذا بَسَطْتَه ليَجِفَّ فهو مُشَرّ و مَشْرور.
و شِرَّة الشَّباب: نشاطه، و لهذا باب تراه إن شاء اللّه «9».
ر ص ص
رصص
رَصَ بناءه يَرُصُّه رَصًّا، إذا أَحْكَمَ عملَه. و البناء مَرْصوص و رَصيص. و كل شيء أُحْكِمَ فقد رُصَ. و أحسب أن اشتقاق الرَّصاص من هذا لتداخل أجزائه، و هو عربي صحيح. قال الراجز «10»:
أنا ابنُ عمرٍو ذي السَّنا الوَبّاصِ و ابنُ أبيه مُسْعِطِ الرَّصاصِ
و أول من أَسْعَطَ بالرَّصاص من ملوك العرب: ثعلبة بن امرئ القيس بن مازن من الأزْد «11».
صرر
و من معكوسه: صَرَّ الجُنْدَبُ و غيرُه من الطير. و المثل السائر: «عَلِقَتْ مَعالقَها و صَرَّ الجُنْدَبُ» «12».
و قد ألحقوا هذا بالرباعي فقالوا: صَرْصَرَ، في كل ما صَرَّ من البازي و ما أشبهه. قال الشاعر- هو جرير (بسيط)
لكن سوادة … … المرقب العالي.
«13»:
ذاكُمْ سَوادَةُ يَجْلُو مُقْلَتَيْ لَحِمٍ بازٍ يُصَرْصِرُ فوق المَرْبَإ العالي
و ريحٌ صِرٌّ: باردة، هكذا فُسِّر «14»، و اللّه أعلم.
و صَرَرْتُ الشيءَ أَصُرُّه صَرًّا.
و صَرَّ الفَرَسُ بأذنيه و أَصَرّ أذنيه، إذا ضمَّهما إلى رأسه، و كذا الحمار.
______________________________
(1) وَ لكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا؛ البقرة: 235. و في مجاز القرآن 1/ 75: «السرّ:
الإفضاء بالنكاح».
(2) ديوانه 28، و مجاز القرآن 1/ 76، و إصلاح المنطق 21، و الخصائص 2/ 423، و أمالي ابن الشجري 1/ 389، و الخزانة 1/ 31. و في الديوان:
… لا يُحسن اللهوَ ….
(3) سبق إنشاده ص 72.
(4) من هنا حتى آخر المادّة: سقط من ل.
(5) البيت للفرزدق، كما في أضداد الأصمعي 21، و أضداد السجستاني 115، و أضداد ابن السكيت 177، و أضداد الأنباري 46، و اللسان (سرر)؛ و ليس في ديوانه. و هو غير منسوب في أضداد أبي الطيّب 353.
(6) ط: «كان يكتم».
(7) ب: «يستسرّ فيه».
(8) إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ؛ المرسلات: 32.
(9) لا أعرف إلى أي باب يشير، إلا أن يكون قد قصد المعنى السابق، أي فعل.
و أفعل، و قد ذكر من هذا الباب نُتَفا (ص 1257 و ما بعدها) من بينها شرَّ و أشرَّ (ص 1259).
(10) اللسان و التاج (رصص).
(11) ل: «بن الأزد».
(12) المستقصى 2/ 167.
(13) ديوانه 584، و طبقات ابن سلّام 392 و 395، و الكامل 1/ 221، و الأغاني 7/ 41، و الصحاح و اللسان (صرر). و سينشده ابن دريد أيضا ص 196.
و في الديوان:
لكن سوادة … … المرقب العالي.
و في ط أيضا: المرقب العالي.
(14) كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ؛ آل عمران: 117.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 122
و أَصَرَّ الرَّجلُ على الذَّنْب إصرارا، و هو مُصِرّ لا غير.
و سمعتُ صَرَّةَ القوم، أي ضَجَّتَهم «1».
ر ض ض
رضض
رَضَ الشيءَ يَرُضُّه رَضًّا، إذا دَقَّه و لم يُنْعِم دَقَّه؛ و الشيء رَضِيض و مَرضوض.
و المُرِضَّة: لبن خاثر يُحْلَب بعضه على بعض، شديد الحموضة. قال الشاعر- هو ابن أحمر (وافر) «2»:
إذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قال أَوْكي على ما في سِقائكِ قد رَوِينا
و رُضاضُ كل شيء: ما رُضَ منه.
ضرر
و من معكوسه: الضَّرّ: ضدّ النفع. و الضُرّ: المرض؛ ضُرَّ فهو مَضْرور و ضَرِير.
و الضِّرّ: الضَّرَّة؛ تزوّج فلان فلانةً على ضِرٍّ.
ابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص122
العرب تقول: لا يَضُرُّكَ هذا الأمرُ ضَرًّا و لا يَضِيرُكَ ضَيْرا.
و الضَّرورَة و الضّارورة واحد، و هو الاضطرار إلى الشيء.
و
في الحديث: «يَكْفي مِن الضَّرُورَة أو الضّارُورة صَبُوحٌ أو غَبُوقٌ»
، أي الميتة إذا أصابها و هو مضطرٌّ إليها.
و المُضْطَر: مُفْتَعَل من الضُّرّ «3».
و الضَّرَّة: أصل الضَّرع الذي لا يخلو من اللبن.
و الضَّرَّة: أصل الإبهام. قال أبو بكر: الضَّرَّة تُقابل أصل الإبهام، و أصل الإبهام يقال له الأَلْيَة.
و الضُّرّ: الهُزال بعينه.
و ضَريرا الوادي: جانباه. قال الشاعر- هو أوس بن حَجَر (بسيط)
… بخُشب الطَّلح ….
«4»:
و ما خَليجٌ منَ المَرُّوتِ ذو حَدَبٍ يَرمي الضَّريرَ بخُشْبِ الأَيْكِ و الضالِ
و كل شيء دنا منك حتى يَزحمك فقد أضَرَّ بك. قال الشاعر (وافر) «5»:
لِأُمِّ الأرض ويلٌ ما أجَنَّتْ بحيثُ أضَرَّ بالحَسَن السَّبِيلُ
و الحَسَن: جبل رمل في بلاد بني ضَبَّة، عليه قُتل بِسْطام.
و هذا الشعر لعبد الله بن عَنَمة الشيباني يرثي بسطاما، و ابن عَنَمَة يُعرف بالشيباني، و هو ضبّيّ و كان أولًا في بني شيبان، و إنما قال هذا يرثي بِسْطاما خوفا من بني شيبان أن يقتلوه.
و قال الهذلي- هو أبو ذؤيب، يصف سحابا قد أضَرّ بالأرض، أي دنا منها. (طويل) «6»:
غَداةَ المُلَيْحِ يومَ نحن كأنَّنا غَواشي مُضِرٍّ تحتَ رِيحٍ و وابلِ
ر ط ط
طرر
استُعمل من معكوسه: طَرَّ شاربُ الغلام يَطُرُّ طُرُورا و طَرًّا، إذا بدا فهو طارٌّ.
و طُرَّ وَبَرُ البعير، إذا نبت بعد سقوطه «7»، طَرًّا و طُرورا.
و طُرَّة كل شيء: حَرْفه. و طُرَّة الثوب: موضع هُدْبه.
و أطرار الطريق: نواحيه، الواحد: طِرّ. و المثل السّائر:
«أطِرّي فإنَّك ناعِلة» «8»، أي اركبي أطرار الطريق، و هو أغلظه. و قال قوم: بل رُدّي الإبلَ من أطرارها، أي من نواحيها. و قال قوم: أظِرّي، بالظاء المعجمة، أي اركبي الظُّرَرَ، و هي الحجارة المحدَّدة التي يصعب المشيُ عليها.
و يقال: شابٌ طريرٌ، أي مستقبِلٌ الشبابَ، و الجمع أطرار.
و سِنانٌ طَريرٌ، أي محدَّد.
و بَدَتْ طُرَّةُ الفجر. و يُجمع الطُرَّة أَطِرَّةً و طُررا. و الطَّرِير يُجمع أَطِرَّةً. قال عدي بن زيد العبادي «9»- جاهلي (خفيف) «10»:
______________________________
(1) في هامش ل: «الصَّرَّة: الضجّة و الصيحة. و الصَّرَّة: الجماعة. و الصَّرَّة: الشدّة من كرب و غيره».
(2) ديوانه 161، و الكامل 2/ 119، و أمالي القالي 2/ 303، و السِّمط 953، و شرح التبريزي 1/ 184، و المقاييس (رض) 2/ 375، و الصحاح و اللسان (رضض).
و سينشده ابن دريد أيضا ص 752.
(3) «و العرب تقول … من الضُّرّ»: سقط من ل.
(4) ديوانه 105، و المخصَّص 8/ 106 و 10/ 31 و 105، و الصحاح (ضرر)، و اللسان (مرت، ضرر). و في الديوان:
… بخُشب الطَّلح ….
(5) مطلع الأصمعية 8، ص 26، لعبد الله بن عَنَمة، و قد أنشده ابن دريد أيضا في الملاحن 36 و 52، و الاشتقاق 200. و انظر: شرح ديوان العجّاج 248، و النقائض 192 و 235، و البلدان (الحَسَنان) 2/ 260، و المقاييس (حسن) 2/ 58، و الصحاح و اللسان (ضرر، حسن). و سيجيء أيضا ص 535. و في الأصمعيات: غداةَ أضرّ.
(6) ديوان الهذليين 1/ 84، و الملاحن 52، و الاشتقاق 45، و البلدان (مُليح) 5/ 196.
(7) م ط: «إذا تساقط ثم نبت».
(8) في سيبويه 1/ 147: «أطِرّي إنك ناعلة و اجمعي؛ أي أنتَ عندي بمنزلة التي يقال لها هذا». و انظر: المستقصى 1/ 221.
(9) بيتا عديّ و كثيّر من ط وحده.
(10) ديوانه 66.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 123
شَدَّتِ الحربُ شَدَّةً فَحَشَتْهُ لَهْذَما ذا سَفاسقٍ مَطْرورا
و أنشد أيضا لكُثَيِّر عَزَّةَ (وافر) «1»:
و يُعْجِبُكَ الطَّريرُ فتَبْتَليه فيُخْلِفُ ظنَّكَ الرَّجُلُ الطَّريرُ
و أَطَرَّ الغضبُ، إذا جاوز المقدار. و أنشد (طويل)
… أن قتلنا بخالد بني مالك …،
«2»:
غضبتُم علينا أن ثَأرْنا بخالدٍ بني عمِّنا ها إنَّ ذا غَضَبٌ مُطِرّ
البيت للحطيئة.
ر ظ ظ
ظرر
استُعمل من معكوسه: الظُّرَر، و الجمع: أظرار، و هي الحجارة المحدَّدة، الواحد ظِرّ، و يقال ظِرّان للجمع. قال الشاعر- البيت لامرئ القيس (طويل) «3»:
تُفَرِّقُ ظِرّانَ الحَصَى بمناسمٍ صِلابِ العُجى ملثومُها غيرُ أَمْعَرا
و يقال: ظِرّان و ظُرّان.
ر ع ع
عرر
استُعمل من معكوسه: العَرّ، و هو الجَرَب. و العُرّ: داء يصيب الإبل فتُكوى الصحاح منها لئلّا تُعْدِيَها المِراض، فذلك عنى النابغة (طويل) «4»:
أَكلَّفْتَني ذنبَ امرئٍ و تركتَه كذي العُرِّ يُكْوَى غيرُه و هو راتعُ
و من رواه: كذي العَرّ، فهو خطأ، لأن الجَرَب لا يُكوى منه.
و الرجل المعرور بالشرّ: المعروف به.
و جمَلٌ أَعَرُّ و ناقةٌ عَرّاءُ، و هما اللذان قد كثر الدَّبَرُ في ظهورهما حتى جُبَّتْ أسْنِمَتُهما «5».
و العُرَّة: البَعَر و ما أشبهه مما تسمَّد به الأرض. و
في الحديث: «إنَّ سعدا كان يحمل إلى أرضه العُرَّةَ»
، يعني السّمادَ. و جعل الطِّرِمّاح ذَرْقَ الطائر عُرَّةً، فقال (مديد)
… دونها عُرّة ….
«6»:
في شَناظي أُقَنٍ بينَها عُرَّةُ الطير كَصَوْمِ النَّعامْ
الشَّناظي: جمع شَنْظُوَة، و هي الشظايا في رؤوس الجبال.
و أُقَن: جمع أُقْنَة، و هي الشُّعَب «7» في رؤوس الجبال.
و العَرّ: مصدر عَرَرتُه بالشرّ أَعُرُّه عَرًّا، إذا لطخته «8».
و يقال: شرٌّ و عَرٌّ.
و عَرَّ الظَّليمُ يَعِرُّ عِرارا، إذا صاح. قال الطِّرمّاح (كامل)
يدعو العرارَ بها الزِّمارَ ….
«9»:
يدعو العِرارَ بها الزِّمارُ كما اشتكى أَلِمٌ تُجاوبُه النِّساءُ العُوَّدُ
يريد عِرارَ النَّعام، و هو صوت الظَّليم خاصة. و الزِّمار:
صوت الأنثى.
و للعين و الراء مواضع في التكرير ستراها إن شاء اللّه «10».
ر غ غ
رغغ
أُلحق بالرباعي فقيل: الرَّغْرَغَة: ظِمْأٌ من أظماء الإبل.
غرر
و من معكوسه: غَرَّ الطيرُ فَرْخَه يَغُرُّه غَرًّا، إذا زَقَّه.
و الغُرْغُرَة: الحَوْصَلَّة.
______________________________
(1) ديوانه 529؛ و يُنسب إلى العبّاس بن مرداس، و هو في ديوانه 59، كما يُنسب إلى المتلمّس، و هو في ديوانه 286. و انظر: مجالس ثعلب 113، و أمالي القالي 1/ 47، و شرح المرزوقي 1153، و شرح شواهد المغني 67، و المقاييس (طر) 3/ 409، و الصحاح و اللسان (طرر).
(2) البيت للحطيئة في ديوانه 101. و انظر: إصلاح المنطق 288، و المعاني الكبير 1025، و المخصَّص 13/ 121، و المقاييس (طر) 3/ 409، و الصحاح و اللسان (طرر). و في الديوان و المقاييس و الصحاح و اللسان:
… أن قتلنا بخالد بني مالك …،
و في الإصلاح: بمالك بني عامر، و في المعاني الكبير: بمالك بني مالك.
و سيجيء أيضا ص 760.
(3) ديوانه 64، و المعاني الكبير 165، و المقاييس (شذ) 3/ 180، و الصحاح و اللسان (شذذ). و في المصادر: شُذّان الحصى. و سيجيء أيضا ص 1043.
(4) ديوان النابغة 37؛ و عجزه في الاشتقاق 427. و انظر: الشعر و الشعراء 95، و المعاني الكبير 929، و الصحاح و اللسان (عرر). و في الديوان:
لكلّفتني.
(5) في هامش ب: «و حمارٌ أَعَرُّ، أي يابس الكَفَل».
(6) ديوانه 395، و المعاني الكبير 705، و المخصَّص 8/ 129؛ و من المعجمات:
العين (عر) 1/ 85 و (أقن) 5/ 221 و (صدم) 7/ 172، و المقاييس (أقن) 1/ 122 و (عر) 4/ 34، و الصحاح و اللسان (شنظ، أقن)، و اللسان (قنا).
و سينشده ابن دريد أيضا في ص 869 و 899 و 979. و يروى:
… دونها عُرّة ….
(7) ل: «التشعُّث».
(8) من هنا إلى آخر المادة: من ط وحده.
(9) ديوانه 143، و الحيوان 3/ 385، و المعاني الكبير 343. و في الديوان:
يدعو العرارَ بها الزِّمارَ ….
(10) ص 197.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 124
و غَرَّ الرجلُ الرجلَ يَغُرُّه غَرًّا، إذا أوطأه عِشْوَةً أو خبَّره بكذب.
و رجلٌ غِرٌّ، إذا لم يجرِّب الأمور، و كذلك المرأة أيضا، لا تدخلها الهاء: امرأةٌ غِرٌّ.
و الغَرير و المَغْرور واحد.
و فعلت هذا الأمر على غِرَّة، إذا فعلته و أنت غيرُ عالم به.
و غُرَّة الفَرَسِ: معروفة. و غُرَّة القوم: سيّدهم. و كلّ شيء بدا لك من ضوء أو صبح فقد بدت لك غُرَّتُه.
و ثلاث ليال لأول الشهر يُسمَّيْنَ: الغُرَر، لطلوع القمر في أوّلهن.
و
في الحديث: «في الجنين غُرَّة»
، يعني عبدا أو أَمَةً. قال الراجز- هو مهلهل «1»:
كلُّ قتيلٍ في كُلَيْبٍ غُرَّهْ حتَّى ينالَ القتلُ آلَ مُرَّهْ
و الغَرُّ: غَرُّ الثوبِ، و هو أثر تكسُّر الطَّيِّ فيه. و كذلك تكسُّر الجلد في الإنسان و الفرس و غير ذلك. يقال: اطْوِ الثوبَ على غَرِّه. أي على آثار طَيِّه. اشترى أعرابي ثوبا فلما أراد أن يأخذه قال التاجر: اطْوِه على غَرِّه، أي على طَيِّه.
ر ف ف
رفف
رَفَ الرجلُ المرأةَ يَرُفُّها رَفًّا، إذا قَبَّلها بأطراف شفتيه. و
في الحديث: «إنّي لأرُفُّها و أنا صائمٌ»
. و رَفَ الشجرُ يَرِفُ رَفًّا و رَفِيفا، إذا اهتزَّ من نَضارته. و كذلك وَرَفَ يَرِفُ وَرْفا فهو وارف. قال الراجز «2»:
في ظِلّ أَحْوى الظلّ رَفّافِ الوَرَقْ
و قال الأعشى (خفيف) «3»:
و صَبَحْنا من آل جَفْنَةَ أَمْلا كا كِراما بالشّام ذاتِ الرَّفيفِ
يريد أنها غَصَّة ناعمة.
و الرِّفّ: القطعة العظيمة من الإبل.
و الرَّفّ: مصدر رفَفْتُ الرجلَ أَرُفُّه رَفًّا، إذا أحسنتَ إليه أو أسديتَ إليه يَدا. و مثل من أمثالهم: «من حَفَّنا أو رَفَّنا فَلْيَتَّزِلْ» «4».
و الرَّفّ المستعمل في البيوت: عربي معروف، و هو مأخوذ من رَفَ الطائرُ، غير أن رَفَ الطائرُ فعل مُمات أُلحق بالرباعي، فقيل رَفْرَفَ إذا بَسَطَ جَناحيه.
و الرُّفَّة: حُطام التِّبن أو التِّبن بعينه. و مثل من أمثالهم:
«استغنَتِ التُفَّةُ عن الرُّفَّةِ» «5». و قالوا التُّفَة عن الرُفَة، مخفَّف، و التُّفَة: دُوَيْبَّة شبيهة بالفأرة «6».
فرر
و من معكوسه: فَرَّ يَفِرُّ فِرارا. و الرجل الفَرُّ: الفَارُّ من القوم.
و
في الحديث أن سُراقةَ بن مالك بن جُعْشُم المُدْلِجيَّ تبعَ النبيَّ صلَّى اللّه عليه و سلّم و هو يريد الهِجرة، و كانت قريش قد جعلت فيه مائةً من الإبل لمن رَدّه، فقال: هذا فَرُّ قريشٍ، ألا أَرُدُّ على قريش فَرَّها.
و قال أبو ذؤيب (كامل)
« فأنفذَ طُرّتيه المِصْدَعُ».
«7»:
فرمى ليُنْفِذَ فَرَّها فَهَوَى له سَهْمٌ فأَنْفذَ طُرَّتَيْه المِنْزَعُ
و يُروى: ليُنْقِذَ. قال أبو بكر: يعني أنه رمى الثورَ الوحشيَّ لينقذ الذي فَرَّ من الكلاب. و طُرَّتاه: جنباه. و المِنْزَع: السهم.
و يقال: فَرَرْتُ الدّابَّةَ أَفُرُّها فَرًّا، إذا فتحتَ فاه لتعرف سنَّه، و ذلك في الخُفّ و الحافر و الظِّلف.
و يقال: فُرَّ الأَمرُ جَذَعا، إذا رجع عودُه على بدئه. قال الشاعر (بسيط)
… على أرجاء ….
«8»:
و ما ارتَقَيْتُ على أكتاد مَهْلَكَةٍ إلّا مُنِيْتُ بأمرٍ فُرَّ لي جَذَعا
و الفَرِير و الفُرار: ولد البقرة الوحشية، و كذلك «9» ولد الحمار. و الجَذَعُ من الظباء: فَرِيرٌ و فُرار.
و قد قُرِئ: أين المَفِرُّ «10»، و المَفِرّ: الموضع الذي تَفِرُّ إليه.
______________________________
(1) ذكرهما ابن دريد بروايتين أخريين ص 566 و 1232، و تخريجهما في 566. و انظر أيضا: العين (غر) 4/ 347، و الأغاني 4/ 145.
(2) عن ابن دريد في التاج (رفف).
(3) ديوانه 315؛ و فيه: و صَحِبنا.
(4) المستقصى 2/ 354. و في هامش ل: «فليقصد»؛ و لعله: فليقتصد.
(5) سبق ص 79.
(6) في اللسان (تقف) عن الأصمعي: «هذا غلط، إنما هو دُوَيْبَّة على شكل جرو الكلب يقال لها: عَناق الأرض».
(7) ديوان الهذليين 1/ 15، و المفضليات 427، و جمهرة القرشي 132، و الصحاح (نزع)، و اللسان (طرر، فرر، نزع). و سيجئ بعض عجزه ص 890:
«فأنفذَ طُرّتيه المِصْدَعُ».
(8) اللسان و التاج (فرر). و في اللسان:
… على أرجاء ….
(9) من هنا إلى آخر المادة: سقط من ل.
(10) القيامة: 10. و في البحر المحيط 8/ 386 ذكرٌ لنفر كثير ممن قرأ بالكسر.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 125
و بنو فَرِير «1»: بطنٌ من طيّئ.
و زعم قوم من أهل اللغة أن الفَرَّ نهر دقيق في الأرض.
ر ق ق
رقق
الرَّقّ: الجلد الذي يُكتب فيه. و كذا فُسِّر في التنزيل، و اللّه أعلم.
و الرِّقُ: ضربٌ من دوابّ البحر إما السُّلَحْفاة أو ما أشبهها.
و الرِّقّ: رِقّ العبد.
و رَقَ فلانٌ، أي صار عبدا. و
في حديث علي رضوان اللّه عليه: يُحَطُّ منه «2» بقَدْر ما أُعْتِق و يُستَسعَى العبدُ فيما رَقَ منه.
و الرُّقّ: الماء القليل في البحر أو الوادي لا غُزْر له.
و الرَّقَّة: أرض يعلوها الماء القليل ثم ينضب عنها. و أحسب أن اشتقاق الرَّقَّة، البلد المعروف، من هذا إن شاء اللّه.
و الرِّقَّة: مصدرُ رقيق بيِّن الرِّقَّة، خلاف الصَّفيق.
و الرِّقَّة: الرحمة في القلب.
و يقال: ثوبٌ رقيقٌ و رُقارِق و رُقاق، و شرابٌ رَقراقٌ، و هذا تراه في بابه إن شاء اللّه «3».
فأما الرِّقَة و يعنون الفِضَّة فمنقوصٌ تراه في بابه إن شاء اللّه تعالى «4»، و الجمع رِقِينَ. و مثل من أمثالهم: «وِجْدان الرِّقِينَ يُغَطِّي أَفْنَ الأَفِين» «5»؛ أي حمقَ الأحمق. و أنشد (طويل)
ألا رُبّ ملتاتٍ يجرّ لسانه نفى عنه وجدانُ الرِّقينَ العظائما
«6»:
و كم من قليل اللُّبِّ يَسْحَب ذيلَه نَفَى عنه وِجدانُ الرِّقِينَ البَجاريا
البَجارِيّ: الدوافع، واحدها بُجْرِيّ.
قرر
و استُعمل من معكوسه: القُرّ، و هو البرد؛ يومٌ قَرٌّ و ليلةٌ قَرَّةٌ و غداةٌ قَرَّةٌ.
و القِرَّة «7»: ما يصيب [الرجل] من القُرّ. و رجلٌ مقرور.
و طعامٌ قارٌّ. و مثل من أمثالهم: «وَلِّ حارَّها من تَولَّى قارَّها» «8».
و القِرَّة: العيب. تقول: هذا قِرَّةٌ عليَّ، أي عيب.
و القَرار: المستقِرّ من الأرض.
و الإقرار: فِعْلُك به إذا أقررته في مَقَرّ ليستقرَّ. و فلان قارٌّ:
ساكن. و ما يَتَقارُّ في مكانه.
و الإقرار: الاعتراف بالشيء.
و القَرارة: القاعُ المستديرة.
و القُرَّة: الضِّفْدَع في بعض اللغات.
و القُرَّة: ما بقي في أسفل القِدْر من المرق اليابس أو المحترق. [يقال]: أقبل الصبيانُ على القِدْر يَتقرَّرونها، إذا أكلوا ذلك.
و كلمة لهم إذا وُضع الشيءُ في موضعه أو وقع موقعه قالوا:
صابَتْ بِقُرٍّ. قال الشاعر- هو طرفة (رمل) «9»:
[سادرا أَحْسِبُ غَيٍّي رَشَدا] فتناهَيْتُ و قد صابَتْ بِقُرّ
و يقال: قَرَّ عليه دلوا من ماء، إذا صَبَّها عليه.
و تقرَّر، إذا اغتسل بالماء البارد.
و قُرَّة العين: ما قَرَّتْ به عينُك من شيء تُسَرُّ به. و كان بعض أهل اللغة يقول: قَرَّت عينُه بالسُّرور كما تَسْخُن بالحُزن كأنَّها بَرَدَتْ و جَفَّ دمعُها.
و القَرُّ: الهَوْدَج. قال الراجز:
كأنَ قَرًّا فوقَه مخدَّرا يعلو جَنابَيْه إذا تَبَخْتَرا
و يوم القَرّ، بعد يوم النَّحر: يومَ يَقِرُّ الناس بمنًى.
و مَقَرُّ الشيء: الموضع الذي يَقِرُّ فيه. و
في كلام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: «الدنيا دارُ مَمَرٍّ لا دارُ مَقَرٍّ»
«10».
ر ك ك
ركك
الرِّكّ: المطر الضعيف. و أرضٌ مُرَكٌ عليها، إذا أصابها الرِّكُ «11».
و رجلٌ رَكيكٌ: بَيِّنُ الرَّكاكة، يوصف بالضَّعف و الوَهَن.
و أحسب اشتقاقه من الرِّكّ.
و يقال: رَكَكْتُ الشيء بيدي، إذا غمزته غمزةً خفيفةً لتعرف
______________________________
(1) قارن الاشتقاق 387 و 550.
(2) ط: «يُحَطّ عنه».
(3) ص 198.
(4) ذكره أيضا ص 797. و قال أيضا: «و ستراه في بابه»، و لم يذكره في موضع آخر.
(5) المستقصى 2/ 372.
(6) نسبه إلى ثُمامة السدوسي في المستقصى 2/ 372، و روايته فيه:
ألا رُبّ ملتاتٍ يجرّ لسانه نفى عنه وجدانُ الرِّقينَ العظائما
(7) «من هنا … القاع المستديرة»: من ط وحده.
(8) المستقصى 2/ 381، و مجمع الأمثال 2/ 271 (و فيه: وليَ).
(9) ديوانه 59، و مختارات ابن الشجري 1/ 39، و المقاييس (سدر) 3/ 148، و (صوب) 3/ 318، و اللسان (سدر).
(10) م: «تؤدّي إلى دار مقرّ».
(11) ضبطه في ط بفتح الراء!
جمهرة اللغة، ج1، ص: 126
حجمه، فهو مَرْكوك و رَكيك.
كرر
و من معكوسه: كرَّ يَكُرُّ كَرًّا، إذا رجع بعد فِرار و بعد ذهاب، و هو معنى قول الشاعر- هو امرؤ القيس (طويل) «1»:
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ معا كجُلمودِ صخرٍ حَطَّه السَّيْلُ من عَلِ
أي يصلح للكرّ و الفرّ، و لم يُرِد أنه يَكُرّ و يَفِرُّ في حالة واحدة.
و الكَرّ: حبل شديد الفتل. قال الراجز- هو العجّاج «2»:
[لأْيا يُثانِيها عن الجُؤورِ] جَذْبَ الصَّراريِّين بالكُرورِ
و الصراريّون: ملّاحو البحر، واحدهم صراريّ.
و ربما سُمّي الحبل الذي تُرتقى به النخلةُ كَرًّا.
و الكُرّ: غديرٌ كثير الماء. و وادٍ ذو كِرارٍ، إذا كانت فيه مستنقعات ماء.
و الكُرَّة: البَعَر يُحَرَّق و يُنثر على الدرع لكيلا تَصْدَأ. قال الشاعر- هو النابغة الذبياني (طويل)
« … و أُبْطِنَّ كرّةً فهنّ وضاء …».
«3»:
عُلِينَ بكِدْيَوْنٍ و أُشْعِرْنَ كُرَّةً فهنَّ إضاءٌ صافياتُ الغلائلِ
و اختلفوا في قوله: صافيات الغلائل، فقال قوم: أراد غلائلَها التي تُلبس تحتها لأن الدرع لا صَدَأ عليها. و قال آخرون: بل الغلائل: المسامير التي تُغَلْغِلُ في الحلق.
و الكُرّ الذي يكال به: عربي صحيح «4».
فأما الكُرَة التي يُلعب بها فليس هذا موضعها، و ستراها في المنقوص إن شاء اللّه تعالى «5».
ر ل ل
أُهملت الراء و اللام في الثنائي.
ر م م
رمم
رَمَ العظمُ يَرِمُ رَمًّا و رَميما، إذا نَخِرَ و بَلِيَ. و الرِّمَّة: العظم البالي. قال الشاعر (بسيط) «6»:
و النِّيبُ إن تَعْرُمَنّي رِمَّةً خَلَقا بعدَ الممات فإني كنتُ أَثَّئرُ
و يُروى: إن تَعْرُ مِنّي، بكسر الميم، و ليس بشيء. و النِّيب:
جمع ناب، و هي المُسِنَّة من الإبل، و هي تأكل الرِّمَمَ، و هي عظام الموتى، تتملَّح بها إذا لم تجد سَبْخَةً و لا مِلْحا. يقول:
فإن تأكل هذه النِّيبُ عظامي و أنا مَيِّتٌ فقد كنت أثَّئر منها بنحرها و أنا حيّ. أَثَّئر: من الثَّأر.
و الرُّمَّة: القِطعة من الحبل. و سُمِّي ذو الرُّمَّة بقوله (رجز)
على ثلاث ….
«7»:
[لم يَبْقَ غيرُ مُثَّلٍ رُكُودِ غيرُ ثَلاثٍ باقياتٍ سُودِ
و غيرُ باقي مَلْعَب الوَليدِ و غيرُ مَرْضوخِ القَفا مَوْتودِ]
أَشْعَثَ باقي رُمَّةِ التقليدِ
يعني وَتِدا.
و قولهم: خذ هذا برُمَّته، أي اقْتَدْه بحبله.
و الرِّمَّة في بعض اللغات: الأَرَضة.
و يقال: رَمَمْتُ الشيء أَرُمُّه رَمًّا، إذا أصلحته.
و «جاء بالطِّمّ و الرِّمّ» «8»، فأحسن ما قالوا فيه أن الطِّمّ ما حمله الماءُ و الرِّمَ ما حملته الريحُ.
و الرُّمَّة: قاع عظيم بنجد تنصبُّ فيه جماعةُ أودية. و قالوا:
الرُّمَة فخفَّفوا.
و قال الأصمعي: تقول العرب عن لسان الرُّمَّة: «كلُّ بَنِيَ
______________________________
(1) من معلّقته المشهورة.
(2) ديوانه 288، و إصلاح المنطق 129، و الخزانة 1/ 80 و 99، و التنبيهات 215 و 237، و الاقتضاب 153، و المخصَّص 8/ 79 و 9/ 171 و 10/ 25 و 28 و 14/ 118، و الصحاح و اللسان (صرر، كرر).
(3) ديوانه 147، و المعاني الكبير 1033 و 1036، و المخصَّص 6/ 72 و 15/ 153، و الاقتضاب 193، و المعرَّب 285، و أمالي ابن الشجري 1/ 157، و شرح المفصَّل 5/ 22، و الخزانة 1/ 512، و الصحاح (كدن)، و اللسان (وضأ، كرر، غلل، كدن، أضا). و في الديوان:
«… و أُبْطِنَّ كرّةً فهنّ وضاء …».
(4) «و اختلفوا … صحيح»: من ط وحده.
(5) ص 800.
(6) البيت للبيد في ديوانه 63، و النقائض 423، و المعاني الكبير 1202، و أضداد الأنباري 146، و أضداد أبي الطيّب 321، و إبدال أبي الطيّب 2/ 367، و السِّمط 316؛ و من المعجمات: المقاييس (ثأر) 1/ 397، و الصحاح و اللسان (ثأر، عرا)، و اللسان (خلق، رمم).
(7) الرجز في ديوانه 155، و طبقات فحول الشعراء 482، و الأغاني 16/ 110، و السِّمط 82، و الاقتضاب 294- 295، و الخزانة 1/ 51، و المزهر 2/ 440؛ و من المعجمات: المقاييس (رمم) 2/ 379، و الصحاح و اللسان (رمم).
و الخامس سيجيء في الجمهرة ص 803. و رواية الثالث في الديوان:
على ثلاث ….
(8) المستقصى 2/ 39.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 127
يُحْسِيني إلا الجَرِيبَ فإنه يُرْوِيني» «1». و الجريب: وادٍ يَنْصَبُّ في الرُّمَّة. و من روى: الجُرَيْب، فهو خطأ. قال الراجز «2»:
حَلَّت سُليمى جانبَ الجَريبِ بأَجْلَى «3» مَحَلَّةَ الغَريبِ
مرر
و من معكوسه: مَرَّ يَمُرُّ مَرًّا، و جئتك مرًّا أو مَرَّين، تريد مَرَّة أو مَرَّتين. قال ذو الرُّمَّة (بسيط) «4»:
لا بل هو الشوق من دارٍ تَخَوَّنها مَرًّا سَحابٌ و مَرًّا بارِحٌ تَرِبُ «5»
و المُرّ: ضد الحلو.
و المُرَّة: شجرة معروفة.
و المِرَّة: القُوَّة من قُوَى الحبل، و الجمع مِرَر.
و رجلٌ ذو مِرَّة، إذا كان سليم الأعضاء صحيحَها. و
في الحديث: «لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ و لا لذي مِرَّة سَوِيٍّ».
و المِرّة: أحد أمشاج البدن.
و المِرّ و المَرّ: الحبل. و أنشد أبو حاتم عن أبي زيد (رجز) «6»:
زَوْجُكِ يا ذاتَ الثَّنايا الغُرِّ و الرَّتِلاتِ و الجبينِ الحُرِّ
أَعْيا فنُطناه مَناطَ الجرِّ بينَ وِعاءَيْ بازِلٍ جِوَرِّ
ثمَّ رَبَطْنا فوقَه بِمَرِّ
و هذا الباب مستقصًى و ما تفرَّع منه في كتاب الاشتقاق «7».
ر ن ن
رنن
رَنَ و أَرَنَ يُرِنُ إرنانا، إذا صاح، و الرَّنين شبيه بالحنين أيضا. قال الشاعر- هو امرؤ القيس (طويل) «8»:
أَرَنَ على حُقْبٍ حِيالٍ طَرُوقةٍ كذَوْدِ الأجيرِ الأربَعِ الأَشِراتِ
و قد قالوا في بيتٍ رَوَوْه و زعم الأصمعي أنه تصحيف (رجز)
دعيتُ ميمونا … … قد زنّا.
«9»:
نَبَّهْتُ ميمونا لها فأنّا و قام يشكو عَصَبا عَصَبا قد رَنّا
قال الأصمعي: إنما هو قد زَنّا، أي تقبَّض و يَبِسَ. و ليس في كلامهم نونٌ بعدها راءٌ بغير حاجز. فأما نَرْجِس فأعجمي معرَّب «10».
ر و و
أُهملت الراء و الواو في الثنائي.
ر ه ه
هرر
استُعمل من معكوسه: هَرَّ الكلبُ يَهِرُّ هَرِيرا و هَرًّا و كذلك الذِّئبُ، إذا كشَّر.
و هَرَّ الرَّجُلُ الشيءَ، إذا كَرِهَه. قال الشاعر- عنترة بن شدّاد العبسي (طويل)
نزايلكم حتى …
نفارقهم ….
«11»:
[حَلَفْنا لهم و الخيلُ تَرْدي بنا معا] و نَطعنُكم حتّى تَهِرُّوا العواليا
أي تكرهونها.
و الهِرّ: السِّنَّوْر، معروف. و قولهم: «لا يعرف الهِرَّ من البِرِّ» «12»؛ زعم قوم أن البِرَّ الفأرة، و لا أعرف صحَّة ذلك.
و أخبرني حامد بن طرفة عن بعض علماء الكوفيين أنه فَسَّر هذا
______________________________
(1) في معجم البلدان (الجريب) 2/ 131: كل بني إنه يحسيني إلا الجريب إنه يرويني.
(2) المقاييس (أجل) 1/ 65، و الصحاح و اللسان (أجل)، و معجم البلدان (أَجَلَى) 1/ 102. و يُروى: حلّت سليمى ساحة القَليبِ. و سينشده ابن دريد أيضا ص 266 و 803 و 1180.
(3) في هامش ل: «بأَجَلَى على وزن فَعَلَى».
(4) ديوانه 2، و الخزانة 1/ 380، و المقاييس (برح) 1/ 241 و (ترب) 1/ 346 و (خون) 2/ 231، و الصحاح و اللسان (مرر، خون)، و اللسان (ترب، برح).
(5) ط: «طَرِبُ».
(6) الأبيات الخمسة في الاشتقاق 23. و انظر: المقاييس (جر) 1/ 413 و (حش) 3/ 10، و الصحاح و اللسان (جور، مرر)، و اللسان (جرر، حشش). و سيرد الثالث و الرابع أيضا. ص 1165. و يُروى الرابع: بين حِشاشَيْ …
(7) الاشتقاق 23- 25.
(8) ديوانه 79.
(9) أنشدهما ابن دريد أيضا في الملاحن 37. و انظر: أضداد أبي الطيّب 63، و إبدال أبي الطيّب 2/ 30، و اللسان (زنن). و في الملاحن:
دعيتُ ميمونا … … قد زنّا.
(10) قارن: العين 1/ 53، و الصاحبي 116، و المعرَّب 11 و 331، و المزهر 1/ 270. و انظر أيضا: ص 711 و 735 و 1183.
(11) ديوانه 224، و المعاني الكبير 995، و الكامل 1/ 310، و الاقتضاب 386، و حماسة ابن الشجري 9، و الصحاح و اللسان (هرر). و في الديوان:
نزايلكم حتى …
؛ و في الكامل:
نفارقهم ….
(12) في المستقصى 2/ 337: «ما يعرف هِرًّا من بِرّ».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 128
فقال: لا يعرف من يَهِرُّ عليه ممن يَبَرُّهُ.
هُرّت الإبل هَرًّا، إذا أكثرت من الحمض فلانت بطونُها عليه.
و الهُرُّ: الماء الكثير، و هو الههُور.
و الهُرَار: سُلاح الإبل. فأما أهل اليمن فيسمُّون ما تساقط من العنب قبل أن يُدرك: هُرَارا.
ر ي ي
ريي
الرِّيّ: مصدر رَوِي يَرْوَى رِيًّا. و أحد هاتين اليائين واو قُلبت ياء للكسرة التي قبلها.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 129
حرف الزاي
و ما بعده
ز س س
أُهملت الزاي مع السين و الشين و الصاد و الضاد في الثنائي.
ز ط ط
زطط
الزُّطّ: هذا الجيل، و ليس بعربي محض، و قد تكلَّمت به العرب. قال الشاعر (طويل) «1»:
فجِئنا بحَيَّيْ وائلٍ و بِلِفِّها و جاءت تميمٌ زُطُّها و الأساورُ
ز ظ ظ
أُهملت في الثنائي.
ز ع ع
عزز
استُعمل من معكوسها: عَزَّ يَعِزُّ عِزَّةً و عِزًّا، إذا صار عزيزا.
و عَزَّ يَعُزُّ عَزًّا، إذا قَهَرَ. و المثل السّائر: «مَن عَزَّ بَزَّ»، قد مضى تفسيره «2». قال زهير (طويل)
تميمٌ علفناه فأكمل صنعه.
«3»:
تَميمٌ فَلَوْناه فأُكْمِلَ خَلْقُهُ فَتَمَّ و عَزَّتْه يداه و كاهلُهْ
و كلّ شيء صَلُبَ فقد استَعَزَّ، و به سُمِّي العَزَازُ من الأرض، و هو الطين الصُّلب الذي لا يبلغ أن يكون حجارة.
ز غ غ
غزز
استُعمل من معكوسها: الغُزّان، الواحد غُزّ، و هما الشِّدقان في بعض اللغات.
و غَزَّة: موضع بالشام قد ذكره المَطْرُود بن كعب الخُزاعي في شعره
و هاشم في ضريحٍ فوق بلقعةٍ تَسْفي الرياحُ عليه بين غزّاتِ
«4»، و فيها قبر هاشم بن عبد مَنافِ.
ز ف ف
زفف
زَفَ الطائرُ يَزِفُ زَفًّا و زَفِيفا، إذا بَسَطَ جناحيه و قَرُبَ من الأرض.
و الزَّفيف: ضربٌ من مشي الإبل، و هو مشيٌ فيه سرعة، و الزَّفّ أيضا مثله. قال الراجز:
فطالما سُقْنا المَطِيَ زَفّا ليلًا و أنتِ تَقْرَعِينَ الدُّفّا
و زَفَفْتُ العروسَ أَزُفُّها زفًّا. و المصدر: الزِّفاف. و النساء اللواتي يَزْفُفْنَها: الزَّوافُ، بفتح الزاي.
و الزِّفّ: ريش صِغار كالزَّغَب. قال بعض أهل اللغة: لا يكون الزِّفُ إلا للنَّعام.
و يقال: جئتك زَفَّةً أو زَفّتين، أي مَرَّةً أو مرَّتين.
فزز
و من معكوسه: فَزَّه يَفُزُّه فَزًّا، و أَفَزَّه إفزازا، إذا أزعجه.
و قولهم استفزَّه: استفعله من الفَزّ.
______________________________
(1) اللسان و التاج (زطط).
(2) ص 68.
(3) ديوانه 130، و المعاني الكبير 83 و 134، و الاشتقاق 201. و رواية الديوان:
تميمٌ علفناه فأكمل صنعه.
(4) من قصيدة طويلة في السيرة 1/ 139- 142، و فيها قوله (1/ 140):
و هاشم في ضريحٍ فوق بلقعةٍ تَسْفي الرياحُ عليه بين غزّاتِ
جمهرة اللغة، ج1، ص: 130
و الفَزّ: ولد البقرة الوحشية. قال الشاعر- هو زهير (بسيط) «1»:
كما استغاث بِسَيْءٍ فَزُّ غَيْطَلَةٍ خافَ العيونَ فلم يُنظر به الحَشَكُ
الحَشَك: امتلاء الضَّرع، أراد الحَشْكَ فحرَّك الشين للضرورة.
ز ق ق
زقق
زَقَ الطائرُ فِراخَه يَزُقُّها زَقًّا، إذا غَرَّها؛ و المرَّة الواحدة زَقَّة.
و الزِّقُ: معروف. و قال قوم: لا يُسمَّى زِقًّا حتى يُسْلَخَ من عنقه لأنهم يقولون: زَقَّقْتُ المَسْكَ تزقيقا، إذا سلخته من عنقه.
قزز
و من معكوسه: القَزُّ الملبوس، عربي صحيح. و أُخْبِر عن الخليل أنه قال: سمعت أبا الدُّقَيْش يقول في كلامه: بُزُوزُ العراق من قُزُوزِها و خُزُوزِها «2».
و رجلُ قَزٌّ، و هو أصل بناء المُتَقَزِّز.
و القَزَّة: الوثبة. و
في الحديث: «إن إبليس لَيَقُزُّ القَزَّة من المَشْرِق إلى المَغْرِب»
. و قزَّت نفسي عن الشيء، إذا أَبَتْه، لغة يمانية. و أكثر ما يُستعمل في معنى عِفْتُ الشيءَ و قَزِزْته أَقُزُّه قزًّا.
ز ك ك
زكك
زَكَ يَزِكُ زَكًّا و زَكِيكا، إذا مشى مشيا متقاربا فيه ضعف.
قال الراجز «3»:
فهو يَزِكُ دائمَ التزغُّمِ مثلَ زَكيكِ الناهضِ المحمِّمِ
المحمِّم: الفَرْخ الذي قد بدا ريشُه. يقال: حَمَّمَ الفرخُ تحميما.
كزز
و من معكوسه: رجلٌ كَزٌّ: بَيِّنُ الكَزازة، إذا كان متقبِّضا.
و الكَزّ: ضد السَّبط، و يُسْتعمل ذلك للبخيل فيقال: كزّ اليدين. و المصدر الكَزازة و الكُزوزة.
و الكُزَاز: الرِّعدة من برد أو حُمَّى.
و الكُزَاز: داء يصيب الإنسان فيُرْعَد حتى يموت.
ز ل ل
زلل
زلَ الشيءُ عن الشيء، إذا دَحَضَ عنه، يَزِلُ زَلًّا و زليلًا.
و زَلَ الرَّجُلُ زَلَّةً قبيحةً، إذا وقع في أمر مكروه أو أخطأ خطأً فاحشا. و منه قولهم: نعوذ باللّه من زَلَّة العالِم.
و المَزَلَّة: المَدْحَضَة، نحو الصخرة المَلْساء و ما أشبهها. قال الشاعر- هو المسيَّب (كامل) «4»:
دونَ السَّماء يَزِلُ بالغُفْرِ
و أَزْلَلْتُ إلى الرجل نعمةً، مثل أهديت. و
في الحديث:
«من أَزْلَلْتَ إليه نعمةً»
. لزز
و من معكوسه: لُزَّ الشيء بالشيء، إذا قُرن به لَزًّا. و منه قولهم: قد لُزِزْتَ بي يا فلان، إذا سَدِكَ به لا يفارقه.
و كل شيء دانيتَ بينه و قرنتَه فقد لَزَزْتَه. قال الراجز- هو أبو مهدية الأعرابي «5»:
[أحْسَنُ بيتٍ أَهَرا و بَزّا] كأنَّما لُزَّ بصخرٍ لَزّا
و قال الشاعر- جرير بن الخَطَفَى (بسيط) «6»:
و ابنُ اللَّبون إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ لم يستطع صَوْلَة البُزْلِ القناعيسِ
و أجاز قوم من أهل اللغة: لززتُ الشيء بالشيء و ألززتُه، و لم يجزها البصريون. و أجاز الأصمعي لازَزْته مُلازَّة و لِزازا، إذا قاربته «7».
______________________________
(1) ديوانه 50، و أنشده ابن دريد أيضا في الاشتقاق 120. و انظر: شرح ديوان العجّاج 352، و المعاني الكبير 309 و 860، و الشعر و الشعراء 82، و معاني الشعر 111، و أمالي القالي 1/ 77، و السِّمط 260، و المخصَّص 7/ 39 و 8/ 35؛ و من المعجمات: (غطل) 4/ 386، و (سيأ) 7/ 325 و (فز) 7/ 352، و المقاييس (فز) 4/ 440، و الصحاح و اللسان (سيأ، فزز، غطل)، و اللسان (حشك). و سينشده ابن دريد أيضا ص 239 و 538 و 558 و 614 و 918 و 1186.
(2) لم يذكر الخليل هذا في (خز) و (قز) و (بز).
(3) الإبل 75، و خلق الإنسان لثابت 21، و تهذيب الألفاظ، و المخصَّص 3/ 103، و الصحاح (زكك)، و اللسان (زكك، حمم). و سينشدهما ابن دريد أيضا في 819 و 1008. و في اللسان أن الرجز لعمر بن لجأ، و انظر ديوانه 160.
(4) الشطر في شعر المسيّب الذي نشره جابر مع ديوان أعشى قيس، 353؛ و نسبه في ط إلى الأعشى، و ليس في ديوانه. و البيت من قصيدة ذكرها البغدادي في الخزانة 1/ 544. و انظر ص 779 أيضا.
(5) سبق البيتان ص 68، و سيجيئان مع ثلاثة أبيات أخرى ص 710. و التخريج في 710.
(6) ديوانه 128. و انظر: سيبويه 1/ 265، و طبقات فحول الشعراء 325 و 354، و المقتضب 4/ 46 و 320، و الجمل 192، و شرح المفصَّل 1/ 35، و مغني اللبيب 52؛ و من المعجمات: العين (قنعس) 2/ 292، و الصحاح (لبن)، و اللسان (لزز، قعس، قعنس، لبن).
(7) م ط: «قارنته».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 131
ز م م
زمم
زُمّ: موضع معروف. قال الشاعر- هو الأعشى (متقارب) «1»:
و نظرةَ عَيْنٍ على غِرَّةٍ مَحَلَّ الخليطِ بصحراءِ زُمّ
و زَمَمْتُ البعيرَ أَزُمُّه زَمًّا، إذا جعلت له الزِّمام في بُرَته أو خِشاشه. قال أبو بكر: الخِشاش بكسر الخاء أجود من فتحها.
مزز
و من معكوسه: المُزّ: بَيْنَ الحلاوة و الحموضة. و تسمَّى الخمر المُزَّةَ و المزّاءَ. قال الشاعر (بسيط) «2»:
بِئسَ الصُّحاةُ و بئسَ الشَّرْبُ شَرْبُهُمُ إذا مَشَتْ فيهمُ المُزّاءُ و السَّكَرُ
و كان بعض أهل اللغة يُنكر أن تكون الخمر سمِّيت مُزَّة من هذه الجهة و يقول: إنما سميت بذلك من قولهم هذا أمَزُّ من هذا، أي أفضل منه. قال الراجز- هو رؤبة «3»:
[ذا مَيْعَةٍ يهتزُّ عند الهزِّ] يقتحم الدِّقَّةَ للأمزِّ
[إذا أَقَلَّ الخيرَ كلُّ لَحْزِ]
و يقال: هذا أمرٌ أَمَزُّ و مَزِيزٌ، أي صعب. و أخبرنا أبو حاتم عن الأصمعي، قال: قال أعرابي لرجل: هب لي درهما، قال: لقد سألت مَزيزا، الدرهم عُشْر العشرة و العشرة عُشْر المائة و المائة عُشْر الألف و الألف عُشْر دِيَتِكَ.
ز ن ن
زنن
زَنَ عَصَبُه، إذا يَبِسَ؛ هكذا يقول الأصمعي، و قد مَرّ ذكره.
و يقال: زَنَنْتُه بخير أو شرّ، إذا ظننته به؛ و أزْنَنْتُه أيضا، لغتان فصيحتان. قال الشاعر- هو الأعشى (متقارب) «4»:
و أقررتُ عيني من الغانِيا تِ إمّا نِكاحا و إمّا أُزَنّ
أي يُظَنّ بي ذلك. فأما قولهم: زَنَأَ في الجبل، فمهموز، و ستراه في موضعه إن شاء اللّه «5».
ن ز ز
و من معكوسه: النَّزّ، و هو ما اجتمع من رشح الأرض حتى يستنقع فيصير ماءً. و وصف أعرابي الآجام فقال: مناقعُ نَزّ، و مَراعي إوَزّ، و نبتُها يهتزّ، و قَصبها لا يُجَزّ.
و النَّزّ: الظليم الخفيف الكثير الحركة. قال الراجز- هو رؤبة «6»:
[عاليتُ أنْساعي و كُورَ الغَرْزِ على حَزابِيٍّ جُلالٍ وَجْزِ]
أو بَشَكَى وَخْدَ الظليمِ النَّزِّ
يقال: ناقة بَشَكَى، أي سريعة. و هو من قَولهم: ابتَشَكَ، إذا اختلقه في سرعة.
و كل شيء كثرت حركتُه فهو مِنَزٌّ و نَزٌّ. و بذلك سُمِّيَ المَهْد مِنَزًّا لكثرة ما يُحَرَّك.
ز و و
زوو
أُهملت إلا في قولهم: الزَّوّ، و هما القرينان من السُّفُن و غيرها. يقال: جاء فلان زَوًّا، إذا جاء هو و صاحبه.
وزز
و الإوَزّ: البَطّ.
ز ه ه
هزز
استُعمل من معكوسه: هَزَزْت السيفَ أَهُزُّه هَزًّا.
و أخذتْ فلانا هِزَّةٌ، إذا مُدح فأخذتْه أَرْيَحيَّةٌ.
و سمعت هِزَّة الموكب، إذا سمعت حفيفه. قال الشاعر (بسيط) «7»:
[ما إنْ رأيتُ و صَرْفُ الدهر ذو عجبٍ] كاليوم هِزَّةَ أجمالٍ بأظعانِ
و كذلك اهتزَّ الموكب. قال الشاعر (مجزوء الوافر) «8»:
______________________________
(1) ديوانه 35، و الصحاح و اللسان (زمم).
(2) البيت للأخطل في ديوانه 178، و الصحاح و اللسان (مزز)، و هو غير منسوب في المخصَّص 11/ 76 و 16/ 19.
(3) ديوانه 65، و اللسان (لحز).
(4) ديوانه 17، و فعل و أفعل للأصمعي 478، و الكامل 2/ 130.
(5) ص 830.
(6) ديوانه 65، و تهذيب الألفاظ 162، و الخصائص 2/ 153، و المخصَّص 2/ 153، و المخصَّص 3/ 24.
و ستجيء الأبيات الثلاثة ص 344، و الثالث ص 1180 أيضا.
(7) البيت لأبي قلابة الطابخي من قصيدة في ديوان الهذليين 3/ 36، و بقية أشعار الهذليين 13- 14؛ و انظر: الكنز اللغوي 125 و 148.
(8) البيت لعبيد الله بن قيس الرقيّات في ديوانه 121. و انظر: تهذيب الألفاظ 681، و المعاني الكبير 484 و 1175، و الكامل 2/ 257، و شرح المفضليات 464، و الأغاني 21/ 72، و المؤتلف و المختلف 303. و سينشده ابن دريد أيضا في 378.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 132
ألا هَزِئتْ بنا قُرَش يَّةٌ يهتزُّ مَوْكِبُها
البيت لابن قيس الرُّقَيات.
و يقال: ماء هُزْهُزٌ و هُزاهِزٌ و هَزْهازٌ، و كذلك يقال للسيف أيضا. قال الراجز «1»:
قد وَرَدَتْ مثلَ اليماني الهَزهازْ تَدْفَعُ عن أعناقها بالأعجازْ
يريد أنها كثيرة الألبان قد دفعت بألبانها عن نحرها.
ز ي ي
زيي
أُهملت في الثنائي، إلّا في قولهم: هذا زِيٌ حَسَنٌ و هي الشّارَة و الهيئة. و أخبَرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة، قال: دخل بعض الرُّجّاز البصرة فلما نظر إلى بِزَّة أهلها و هيئتهم قال «2»:
ما أنا بالبصرة بالبَصْريِ و لا شبيهٌ زِيُّهم بِزِيِّي
______________________________
(1) أنشدهما ابن دريد الاشتقاق 321، و الجمهرة 202 و 1211. و انظر اللسان (هزز)، و التاج (هزهز).
(2) اللسان (زوي).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 133
حرف السين
و ما بعده
س ش ش
شسس
استُعمل من معكوسه: الشَّسّ، و هو المكان الغليظ. قال الشاعر- المَرّار (رمل) «1»:
هل عرفتَ الدارَ أم أنكرتَها بين تِبْراكٍ فَشَسَّي عَبَقُرّ
و هذا من قولهم: شَئِسَ المكان و شئز، إذا غَلُظَ، فخففوا الهمزة، و به سُمِّي شَأس.
س س ط
أُهملت السين و الشين و الصاد و الضاد و الطاء، إلا أنهم استعملوا من معكوسها:
طسس
الطَّسّ، و هو أعجمي معرَّب «2»، و يُجمع طِساسا و طُسُوسا.
قال الراجز- هو رؤبة «3»:
[يَستسمعُ الساري به الجُرُوسا هَماهِما يُسْهِرْنَ أو رَسيسا]
ضربَ يد اللَّعّابة الطُّسُوسا
س ظ ظ
أُهملت.
س ع ع
سعع
سَعْ: زَجْرٌ من زجر الإبل، كأنهم قالوا: سَعْ يا جَمَلُ، في معنى اتَّسِعْ في خطوك و مشيك.
و قالوا فيما ألحقوه بالرباعي من ذلك: تسعسع الشيخُ، إذا اضطرب من الكبر. و أنشد (رجز) «4»:
قالت و لم تَأْلُ به أن يسمعا يا هندُ ما أَسْرَعَ ما تَسَعْسَعا
عسس
و من معكوسه: عسَ يَعُسُ عسًّا.
و العَسّ: طلب الشيء بالليل. و منه اشتقاق العَسَس.
و من أمثالهم: «كلبٌ اعتسَ خيرٌ من كلبٍ رَبَضَ»؛ اعتسَ: افتعل من العَسّ.
و العُسُ: قدح عظيم من خشب أو غيره.
س غ غ
غسس
استُعمل من معكوسه الغُسّ، و هو الضعيف. قال الشاعر (طويل) «5»:
فلم أَرْقِهِ إن يَنْجُ منها و إن يَمُتْ فطَعْنَةُ لا غُسٍ و لا بمُغَمَّرِ
______________________________
(1) البيت من المفضلية 16 للمرّار بن منقذ، ص 88. و انظر: الشعر و الشعراء 586، و الخصائص 1/ 281 و 2/ 339، و معجم البلدان (عبقر) 4/ 79، و الصحاح (عبقر)؛ و اللسان (عبقر، شسس). و سيجيء البيت ص 325، و عجزه ص 1144 أيضا.
(2) و هو لغة في الطَّست؛ المعرّب 221.
(3) ديوانه 71، و الثالث في إبدال أبي الطيب 1/ 120، و الخصائص 2/ 94، و اللسان (طسس). و انظر ص 398 أيضا.
(4) الرجز لرؤبة في ديوانه 88. و انظر: العين (سع) 1/ 75، و المقاييس (سع) 3/ 57، و الصحاح و اللسان (سعع). و سينشده ابن دريد أيضا ص 203 و في الديوان: و لا تألو.
(5) نسبه أبو زيد، مع بيت آخر، إلى زهير بن مسعود في النوادر 283. و انظر:
تهذيب الألفاظ 143، و الخصائص 2/ 388، و الأزمنة و الأمكنة 2/ 355، و الإنصاف 626، و اللسان (غسس).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 134
قال أبو بكر: فلم أَرْقِه، يريد من الرُّقْيَة. يقول: طعنته فإن عُوفي فليس برُقية و إن مات فبطعني.
و من روى بيت أوس (بسيط) «1»:
مُخَلَّفون و يقضي الناسُ أمرهُمُ غُسُ الأمانة صُنْبُورٌ فصنبورُ «2»
أراد ضعيفي الأمانة. و من قال: غَشُّوا الأمانةَ «3»، أراد الغِشَّ.
س ف ف
سفف
سَفَ الدواءَ و غيره يَسَفُّه «4» سَفًّا، إذا قَمِحَه.
و السِّفّ: الحيَّة، و ربما خُصَّ به الأرْقَم. قال الشاعر (طويل) «5»:
[جوادا إذا ما الناسُ قَلّ جوادُهم] و سِفًّا إذا ما صَرَّح الموتُ أقرعا
و يُروى:
… صادَفَ الموتَ أقرعا.
و السُّفَّة: العَرَقة من الخُوص المُسِفّ. و يقال: أسففتُ الخُوصَ لا غير.
و أَسَفَ الطائرُ إسفافا، إذا طار على وجه الأرض.
و أَسَفَ السحابُ، إذا دنا من الأرض. قال عَبيد «6» (بسيط) «7»:
دانٍ مُسِفٌ فُوَيْقَ الأرض هَيْدَبُهُ يكاد يدفعه مَن قامَ بالراحِ
و أَسَفَ الرَّجُلُ، إذا طلب الأمور الدنيئة.
س ق ق
قسس
استُعمل من معكوسه: قَسُ النصارى، معروف. و قد تكلّمت به العرب.
و قُسُ النّاطِف: موضع.
و قُسُ بن ساعِدةَ الإيادي: أحد حكماء العرب، و له أحاديث، و قد ذكره النبي صلَّى اللّه عليه و سلّم.
و قَسَسْتُ ما على العظم، إذا أكلت ما عليه من اللحم أو امتخخته، لغة يمانية.
و القَسّ في بعض اللغات: النميمة. و القَسّاس: النَّمّام.
و قسَّستُ «8» الإبلَ، إذا أحسنتَ رَعْيَها. قال الطِّرِمّاح (طويل)
فيا سَلْمُ … … أعراج السَّوام ….
«9»:
فيا هندُ لا تَخْشَي بكرمانَ أن أُرى أقسِّسُ أعجازَ السَّوام المروَّحِ
ابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص134
للقاف و السين مواضع في التكرير ستراها في بابه إن شاء اللّه تعالى «10».
س ك ك
سكك
يقال: دِرْعٌ سُكٌ و سَكّاءُ، إذا كانت ضيِّقة الحَلَق. و بئرٌ سُكٌ، إذا كانت ضيِّقة. قال الراجز «11»:
صَبَّحْنَ مِن وَشْحَى قَلِيبا سُكّا [يَطْمي إذا الوِردُ عليه التَكّا]
و ركايا سُكٌ.
و ظليمٌ أسَكُ، أي مُصْطَلِمُ الأذنين. و كل الطير سُكٌ. و يقال للصغير الأذنين من الناس: أسَكُ، و الأنثى سكّاء، و كذلك النعامة و الظليم. قال الراجز «12»:
أَسَكُ صَعْلٌ كالظليم الآئبِ
أي الراجع. و سَكَّه يَسُكُّه سَكًّا، إذا اصطلَم أذنيه. و السكّاء من الدواب: الصغيرة الأذنين.
و السَّكَك: اجتماع الخَلْق، لغة يمانية.
______________________________
(1) ديوانه 45، و المخصَّص 2/ 99، و شرح التبريزي 2/ 94، و درّة الغوّاص 181، و المقاييس (غس) 4/ 382، و الصحاح (غسس)، و اللسان (صنبر، غسس، غشش).
(2) ل: «صنبورٌ لصنبورِ».
(3) م: «غُشُّ الأمانة».
(4) م: «يَسُفُّه».
(5) للمعطَّل الهُذلي في ديوان الهذليين 3/ 41، و اللسان (سفف).
(6) م: «هو أوس بن حجر».
(7) ديوانه 75؛ و يُنسب إلى أوس، في ديوانه 15. و انظر: فعل و أفعل للأصمعي 501، و طبقات ابن سلّام 76، و الشعر و الشعراء 136، و الخصائص 2/ 126، و الأغاني 10/ 6، و أمالي القالي 1/ 177، و السِّمط 441، و المخصَّص 2/ 106 و 9/ 103 و 16/ 100، و حماسة ابن الشجري 225، و مختاراته 1/ 94، و معجم البلدان (شَطَب) 3/ 343؛ و من المعجمات: العين (سف) 7/ 201، و المقاييس (سف) 3/ 58، و الصحاح و اللسان (هدب، سفف)، و اللسان (حبا).
(8) من هنا إلى آخر البيت: من ط وحده.
(9) ديوانه 100، و المخصَّص 12/ 13. و سيجيء أيضا ص 1303 و فيه و في الديوان:
فيا سَلْمُ … … أعراج السَّوام ….
(10) ص 203.
(11) الأوّل في كتاب البئر لابن الأعرابي 62، و البيتان في نوادر أبي مِسْحَل 219، و الصحاح و اللسان (ورد، لكك)، و اللسان (وشح). و في المصادر: يطمو.
و سينشدهما ابن دريد ص 540.
(12) سيجيء أيضا ص 1008.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 135
و السُّكّ الذي يُتطيّب به: عربي معروف. قال الراجز «1»:
كأنَّ بينَ فَكِّها و الفَكِ فَأْرَةَ مِسْكٍ ذُبحتْ في سُكِ
ذُبحت أي شُقَّت.
كسس
و من معكوسه: كَسَسْتُ الشيءَ أكُسُّه كَسًّا، إذا دَققته دَقًّا شديدا.
و الكَسيس: لحم يجفَّف على الحجارة و إذا يَبِسَ دُقَّ حتى يصير كالسَّويق يُتزوَّد في الأسفار.
و الكَسَس: صِغَر الأسنان و لصوقها بسُنُوخها. قال الشاعر (وافر) «2»:
فِداءٌ خالتي لبَني حُيَيٍ خُصوصا يومَ كُسُ القومِ رُوقُ
أي يَكْثِرون عن أسنانهم من شدّة الحرب. و يُستحبّ الأَكَسُ، و هو الصغير الأسنان. و الرُّوق: الطوال الأسنان. قال الآخر (بسيط) «3»:
[و الخيلُ تعلم أني كنتُ فارسَها] حينَ الأَكَسُّ به من نَجدةٍ رَوَقُ
س ل ل
سلل
سَلَ السيفَ و غيره يَسُلُّه سَلًّا، إذا انتضاه.
و في بني فلان سَلَّةٌ، أي سرقة.
فأما السَّلَّة التي تعرفها العامة فلا أحسبها عربية.
و السِّلّ: داء معروف.
و سُلالةُ الرَّجل: ولدُه.
و السَّلَّة أن يَخْرِزَ الخارزُ فيُدخل سَيْرَيْنِ في خَرْزَة واحدة.
و السَّلَّة أن يكون عيبٌ في حوض الإبل أو في الجابية التي يُجمع فيها الماء.
لسس
و من معكوسه: لَسَ البعيرُ النبتَ يَلُسُّه، إذا أخذه بمِشْفَره.
قال زهير (طويل) «4»:
ثلاثٌ كأقواس السَّراءِ و ناشِطٌ قدِ اخضرَّ مِن لَسِ الغميرِ جَحافِلُهْ
س م م
سمم
السَّمّ: معروف، و ربّما قيل: سُمّ.
و سُمُوم الإنسان، واحدها سُمّ و سَمّ جميعا، و هي الخُروق في البدن مثل المَنْخِرين و الأذنين و غير ذلك. و قد قُرئ:
فِي سَمِ الْخِياطِ و في سُمّ الخِياط «5».
مسس
و من معكوسه: المَسّ باليد؛ مَسَسْتُه أَمَسُّه مَسًّا.
و بفلان مَسٌ من جنون، و كذا فسِّر في التنزيل، و اللّه أعلم.
فأما تسميتُهم النُّحاس بالمَسّ «6»، فلا أدري أعربي هو أم لا «7».
س ن ن
سنن
سَنَ الحديدَ بالمِسَنّ يَسُنُّه سَنًّا، إذا مسحه بالمِسَنّ.
و سَنَ الماءَ يَسُنُّه سنًّا، إذا صَبَّه حتى يفيض «8». و فسَّر أبو عبيدة قوله جلّ و عزّ: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ* «9»، أي سائل، و اللّه أعلم.
و السُّنَّة: معروفة. و سَنَ فلانٌ سُنَّةً حسنةً أو قبيحةً يَسُنُّها سَنًّا.
و سُنَّة الخدّ: صَفْحَته، و من ذلك قيل: خدٌّ مسنونٌ، أي سهل.
و السِّنّ: واحد الأسنان للإنسان و غيره. و حَطَمَتْ فلانا السِّنُ، إذا أضعفه الكِبَر.
فأما السَّنَة من السنين فناقصة ليس هذا موضعها، و كذلك السِّنَة من النُّعاس.
نسس
و من معكوسه: نَسَّتِ الخبزةُ تَنِسُ نَسًّا، إذا يَبِسَتْ.
و نَسَّتِ الجُمَّةُ، إذا شَعِثَتْ.
______________________________
(1) الرجز لمنظور بن مَرْثَد الأسدي، كما جاء في الخزانة 3/ 343. و انظر: إصلاح المنطق 7، و المخصَّص 11/ 200 و 13/ 39، و أمالي ابن الشجري 1/ 10، و أسرار العربية 47، و شرح المفصَّل 4/ 138 و 8/ 91.
(2) البيت للمفضَّل النُّكْريّ من الأصمعية 69، ص 200. و أنشده ابن دريد أيضا في الاشتقاق 331. و انظر: المعاني الكبير 905، و المخصَّص 1/ 150، و السِّمط 125، و ديوان المعاني 2/ 49، و اللسان (كسس، روق). و سيجيء أيضا في 795 و 1008.
(3) البيت لزيد الخيل (النبهاني) في ديوان المعاني 2/ 49؛ و فيه: يوم الأكسُّ.
و من القصيدة أبيات في حماسة ابن الشجري 18.
(4) ديوانه 131، و المخصَّص 5/ 28 و 10/ 185 و 203 و 204، و المقاييس (لس) 5/ 205، و الصحاح و اللسان (غمر، لسس، سرا).
(5) الأعراف: 40. و انظر: البحر المحيط 4/ 297 ففيه ذكر من قرأ بالضم و بالكسر أيضا.
(6) م: «بالمِسّ» (بكسر الميم).
(7) قارن: فرانكل 152.
(8) م: «حتى يجري و يفيض».
(9) الحجر: 26، 38، 33. و في مجاز القرآن 1/ 351: «أي من طين متغيّر، و هو جميع حمأة؛ مسنون، أي مصبوب».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 136
و نَسَ فلانٌ إبلَه يَنُسُّها نَسًّا، إذا ساقها. و المِنْساة، غير مهموز، مِفْعَلَةٌ من هذا.
س و و
سوو
رجلُ سَوْءٍ.
س ه ه
هسس
من معكوسه: هَسَ يَهُسُ هَسًّا، إذا حَدَّث نفسه.
و الهَساهِس: حديث النفس.
و هُسْ «1»: زجرٌ من زجر الغنم، و لا يقال: هِسْ، بالكسر.
و يقال: هسَ الشيءَ إذا فَتَّه و كسره. و الهَسِيس مثل الفَتِيت.
س ي ي
سيي
السِّيّ: الفضاء من الأرض الواسع. قال الشاعر (طويل)
كأن جلود النمر جيبت عليهمُ.
«2»:
كأنّ نَعامَ السِّيِ باضَ عليهمُ إذا جَعجعوا بين الإناخة و الحَبْسِ
و السِّيّ: المِثْل من قولهم سِيّان، أي مِثْلان. و يقال: جاء فلان بسِيّ رأسه من المال، أي ما يوازي رأسَه.
______________________________
(1) ب: «هُسِّ» (بالتشديد و الكسر).
(2) البيت لأوس بن حَجَر في ديوانه 51، و في السِّمط أنه يُنسب إلى عمرو بن معديكرب، و هو في ديوانه 119. و انظر: فصل المقال 481، و أمالي القالي 1/ 115، و المخصَّص 10/ 68، و المقاييس (جعجع) 1/ 416، و اللسان (جعع). و سيأتي عجزه أيضا ص 1057. و صدره في ديواني أوس و عمرو:
كأن جلود النمر جيبت عليهمُ.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 137
حرف الشين
و ما بعده
ش ص ص
شصص «1»
استُعمل من وجوهها: شَصَصْتُ الرجلَ عن الشيء و أشْصَصْتُه إشصاصا، إذا منعته. قال الشاعر (بسيط) «2»:
أَشُصَ عنه أخو ضِدٍّ كتائبَهُ من بعد ما رُمِّلوا من أجله بدَمِ
و الشَّصَاص: غِلَظ العيش. و هو الشَّصاصاء يا هذا. و لا أحسب هذا الذي يسمَّى شِصًّا عربيا صحيحا «3».
ش ض ض
أُهملت.
ش ط ط
شطط
شَطَّ المنزلُ يَشُطُّ شَطًّا، إذا بَعُدَ. و كل بعيد شاطُّ. قال عدي بن زيد العبادي (خفيف) «4»:
شَطَّ وصلُ الذي تريدين مني و صغيرُ الأمور يَجني الكبيرا
و منه قيل: شَطَّ فلان في حُكمه و أَشَطَّ، و اشتَطَّ «5»: افتعل.
و معناه تباعد عن الحقّ و جار.
و الشَّطَاط: حُسْن القَوام.
و شَطّا السَّنام: ناحيتاه. قال الراجز «6»:
شَطٌّ أُمِرَّ فوقه بشَطِّ لم يَنْزُ في البطن و لم ينحطِّ
طشش
و من معكوسه: الطَّشّ: طَشَّت السماءُ طَشًّا، و أرض مَطْشوشة، و هو مطرٌ فوق الرِّكّ و دون القِطْقِط.
ش ظ ظ
شظظ
شَظَّ و أشَظَّ، إذا أنْعَظَ. قال الشاعر- و هو زهير (وافر) «7»:
إذا جَنَحَتْ نساؤهمُ إليه أَشَظَّ كأنّه مَسَدٌ مُغارُ
و للشين و الظاء مواضع في التكرير ستراها إن شاء اللّه «8».
ش ع ع
شعع
أُميت شَعَ يَشَعُ، و أُلحق بالرباعي، و ستراه في بابه إن شاء اللّه «9».
______________________________
(1) أثبتنا هذه المادة من م، و هي موافقة للمطبوعة. و الذي في ل: «أُهملت في الثنائي، و لا أحسب هذا الذي يسمّى شِصًّا عربيا صحيحا. و يقال: أشصَّ فلان فلانا، إذا ردّه عن الشيء».
(2) نسبه في المطبوعة إلى جَزْء بن إساف، و يقال: جُوَيْن بن قَطَن؛ و هو غير منسوب في المخصَّص 12/ 111، و التاج (شصص). و سيجيء أيضا ص 1293.
و في التاج: أُرملوا.
(3) المعرَّب 209.
(4) ديوانه 64، و فصل المقال 221 و 232، و الخزانة 1/ 183.
(5) ل: و منه قيل: «أشطّ فلان في حكمه و اشتطّ».
(6) من ضمن أبيات لأبي النجم العجلي ذكرها في الأغاني 9/ 79. و انظر:
الاقتضاب 235 و 415، و المخصَّص 4/ 135؛ و من المعجمات: العين (عط) 1/ 78، و المقاييس (شط) 3/ 166 و (عط) 4/ 52، و الصحاح و اللسان (شطط، عطط) و يروى: رميتَ فوقه.
(7) ديوانه 301، و الأغاني 9/ 155، و المخصَّص 14/ 242، و اللسان (شظظ).
و سينشده ابن دريد أيضا ص 1009 و 1075.
(8) ص 206.
(9) ص 206.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 138
عشش
و من معكوسه: عُشُ الطائِر، و هو ما جمعه من حُطام الشجر و باضَ فيه.
و نخلةٌ عَشَّةٌ، إذا عطشتْ و ضعفتْ فقصر سَعَفُها.
و سُئل رجل من العرب عن نخل فقال: عَشَّشَ من أعاليه و صَنْبَرَ من أسافله. و شُبِّه بذلك فقيل: امرأةٌ عَشَّةٌ، إذا كانت ضئيلةَ الجسم.
ش غ غ
شغغ
أُميتَ شغَ، أي دقَّ، و أُلحق بالرباعي.
غشش
و من معكوسه: غَشَ يَغُشُ غَشًّا، و الاسم الغِشّ. و
في الحديث: «ليس منّا من غَشَّنا» «1»
. ش ف ف
شفف
شَفَّه الحُبُ يَشُفُّه شَفًّا، إذا لَذَعَ قلبَه.
و شَفَ الماءَ يَشُفُّه شَفًّا، إذا استقصى شربَه، كقولهم:
ارتشفه ارتشافا.
و مثل من أمثالهم: «ليس الرِّيُّ عن التَّشافّ» «2»، أي ليس يَرْوَى باشتفافه كلَّ ما في الإناء. و أوصى رجل من العرب ولده فقال: إذا شربتم فأسْئروا فإنه أجمل؛ أي أبقوا في الإناء من الماء إذا شربتم، و هو من السُّؤْر.
و الشَّفّ: الثوب الرقيق الذي يُستشفّ ما وراءه
و الشِّفُ. الزيادة. يقال: هذا أشَفُ من هذا، أي أكثر منه.
قال الحطيئة (طويل) «3»:
[و هل يُخْلِدنَّ ابنَيْ جُلالةَ مالُهُمْ] و حِرْصُهما عند البِياع على الشِّفِ
أي على الزيادة.
و الشَّفَة تراها في بابها إن شاء اللّه «4».
و الشَّفيف: شِدَّة الحرّ، و قال قوم: بل شدة لذع البرد. قال الشاعر (وافر) «5»:
و نقري الضَّيْفَ من لحمٍ غَرِيضٍ إذا ما الكلبُ ألجأه الشَّفيفُ
و بقي في الإناء شُفافة، إذا بقي فيه الشيء القليل.
فشش
و من معكوسه: فَشَ الوَطْبَ يَفُشُّه فَشًّا، إذا استخرج منه الريحَ بعد نفخه. و يقال للرجل الغضبان: لأَفُشَّنَّكَ فَشَ الوَطْب؛ أي لأُخْرِجَنّ غَضَبَك.
و فَشِيشة: لقب حي من العرب «6». قال الشاعر (كامل) «7»:
ذهبت فشيشةُ بالأباعر حولنا سَرَقا فصُبَّ على فشيشةَ أَبْجَرُ
قال أبو بكر: يريد أبجر بن جابر العِجْليّ أبا حَجَّار بن أبجر.
و امرأةٌ فَشُوشٌ: نعت مكروه، إذا كان يخرج منها ريحٌ عند الجِماع. قال الراجز- هو رؤبة «8»:
مهلًا بني النَجّاخَةِ الفَشُوشِ [من مسمهِرٍّ ليس بالفَيُوشِ]
النَّجّاخة: التي يَنْجَخ منها الماء عند الجِماع. و الناجِخة:
صوت جري الماء. و يُروى: و ازجر بني النَّجّاخة.
و للفاء و الشين مواضع في المكرَّر تراها إن شاء اللّه «9».
ش ق ق
شقق
شَقَقْت الشيءَ أَشُقُّه شَقًّا. و كل قطعة منه شِقَّة، يجمع ذلك الثوبَ و الخشبةَ و ما أشبههما.
و جئتك على شِقٍ، أي على مَشَقَّة. و كذلك فُسِّر في التنزيل و اللّه أعلم، و هو قوله جَلّ و عَزّ: إِلَّا بِشِقِ الْأَنْفُسِ «10».
و الشُّقَّة: البُعد.
و الشُّقَّة: السبيبة من الثياب المستطيلة.
و المُشاقّة: العداوة «11».
و فرسٌ أَشَقُ و الأنثى شَقّاء، و هي البعيدة ما بين الفروج.
______________________________
(1) م: «من غشّنا فليس منّا».
(2) المستقصى 2/ 304.
(3) ديوانه 132.
(4) بابه ص 875 و 1075. و لم يذكر الشفة فيه. و قارن 875 الحاشية (5).
(5) البيت في أضداد أبي الطيّب 415، و الصحاح و اللسان (شفف).
(6) م ط: «نَبَزٌ لحيّ من العرب».
(7) من أبيات نسبها صاحب الخزانة 3/ 84 إلى أبي المهوِّش الأسدي. و انظر:
النقائض 311، و اللسان (فشش).
(8) ديوانه 77، و أضداد أبي الطيّب 333؛ و من المعجمات: العين (شفي) 6/ 290، و اللسان (فشش، فيش). و سيجيء الرجز أيضا ص 445 و في الديوان: و ازجر بين النَجّاخة.
(9) ص 206.
(10) النحل: 7.
(11) العبارة من م وحده.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 139
و وصفت امرأة من العرب فرسا فقالت: شَقّاء مَقّاء طويلة الأنقاء.
و الشَّقيق: الثور الفتي السِّنّ إذا تم شبابه. و أنشد (طويل) «1»:
أبوك شَقيقٌ ذو صَياصٍ مذرَّبٌ و إنَّك عِجْلٌ في المواطن أبْلَقُ
و شِقُ الكاهن: رجل معروف.
و الشِّقاق: المعاداة و المغالظة؛ شاقَقْتُه مُشاقَّةً و شِقاقا.
و شقيق الرَّجل: أخوه، كأنه شُقّ نسبُه من نسبِه.
و للشين و القاف مواضع في التكرير و الاعتلال تراها إن شاء اللّه «2».
قشش
و من معكوسه: قششت الشيء أقُشُّه قَشًّا، إذا جمعته. و قَشَ الرجلُ ما على الخُوان، إذا أكله كلَّه أجمعَ.
و القَشّ و التقشيش «3»: أن تطلب الأكل من هاهنا و هاهنا.
و القِشَّة: ولد القرد الأنثى، لغة يمانية، و الذكر الرُّبّاح.
و القَشّ: رديء النخل، نحو الدَّقَل و ما أشبهه، لغة يمانية.
ش ك ك
شكك
شَكَ يَشُكُ شَكًّا. و الشَّكّ: ضد اليقين.
و شككت الصَّيد و غيرَه بالسهم أو بالرُّمح، إذا انتظمته. قال الشاعر- هو عنترة (كامل) «4»:
فَشَكْكَتُ بالرُّمح الطويل ثيابه ليس الكريمُ على القَنا بمحرَّمِ
و قال قوم: لا يكون الشَّكُ إلّا أن يجمع بين شيئين بسهم أو رمح. و لا أحسب هذا ثَبْتا.
و الشَّكّ: وجع، و هو لُصوق العَضُد بالجَنْب. قال الشاعر- هو ذو الرُّمّة (بسيط) «5»:
[وثْبَ المُسَحَّج من عانات مَعْقُلَةٍ] كأنَّه مستَبانُ الشَّكِ أو جَنِبُ
و الجَنِب: الذي يشتكي جنبَه.
و الشكائك: جمع شَكِيكةٍ من قولهم: دعه على شَكِيكته، أي على طريقته.
كشش
و من معكوسه: كَشّ البَكْرُ يَكِشُ كشًّا و كَشيشا، و هو دون الهدر؛ و الكشّ لأفتاء الإبل «6». قال الراجز- و هو رؤبة «7»:
هَدَرْتُ هدرا ليس بالكشيشِ
و كشَّت الأفعى كشًّا و كَشيشا، إذا حكَّت جلدها بعضه ببعض. قال الراجز «8»:
كأنَّ بين خِلْفِها و الخِلْفِ كَشَّةَ أفعى في يَبِيسٍ قَفِ
أي يابس. و من زعم أن الكشيش صوتها مِن فِيها فهو خطأ، فإن ذلك الفحيح من كل حيَّة. و الكشيش للأفعى خاصَّةً.
و الكُشَّة: الناصية في بعض اللغات أو الخُصْلَة من الشَّعَر.
و الكُشْيَة: شحم الضَّبّ، و الجمع كُشًى، و ليس هذا بابه «9».
ش ل ل
شلل
شلَ القومَ يَشُلُّهم شَلًّا، إذا طردهم طردا. و شلّ الحمارُ آتُنَه، و شَلَ الراعي إبله، إذا طردها.
و شَلَّت يدُه شَلًّا و شُلولًا، إذا يَبِسَتْ، و أَشَلَّها اللّه إشلالًا.
و يقال للرجل إذا عمل عملًا فأحسن: لا شَلَلًا. و الشُّلُول أيضا: مصدر الشَّلّ.
و يقال: شَوَّلَتْ بالقوم نِيَّةٌ، و شالت، إذا استخَفَّتهم، أي ارتحلوا.
و الشُّلَّة: النِّيَّة حيث انتوى القوم. قال الشاعر- هو أبو ذؤيب (وافر) «10»:
[فقلتُ تَجَنَّبَنْ سُخْطَ ابن عمٍ] مواقِعَ شُلَّةٍ و هي الطَّرُوحُ
و حمارٌ مِشَلً: كثير الطرد، و كذلك الرجل.
______________________________
(1) لم ينسبه ابن دريد في الاشتقاق 42، و فيه: ذو صياصي مدرَّبّ.
(2) ص 207 و 1075.
(3) ط: «و القشّ و القشيش».
(4) من معلّقته الشهيرة؛ ديوانه 210.
(5) ديوانه 10، و أمالي القالي 2/ 260، و المخصَّص 7/ 168، و المقاييس (جنب).
1/ 483 و (شك) 3/ 173، و الصحاح و اللسان (جنب، شكك).
(6) ط: «لإقبال الإبل»!
(7) سبق إنشاده ص 44.
(8) الثاني في الأزمنة و الأمكنة 2/ 118؛ و انظر: التاج (كشش، قفف). و سيجيئان ص 161، و الثاني ص 1054. و في التاج: كأن صوت، و في الاقتضاب:
كشيش أفعى.
(9) ص 879.
(10) ديوان الهذليين 1/ 69، و الخزانة 3/ 150؛ و من المعجمات: المقاييس (شل) 3/ 174، و الصحاح و اللسان (شلل). و في الديوان: و مطلب شلّة و نوًى طروحُ.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 140
و للشين و اللام مواضع ستراها إن شاء اللّه «1».
ش م م
شمم «2»
شَمَ يَشَمُ «3» شَمًّا و شميما.
و رجلٌ أَشَمُ: بَيِّنُ الشَّمَم، و هو الذي تعتدل قَصَبَة أنفه و تُشرف أرْنَبَتُه، و الجمع شُمٌ. و إذا وصف الشاعرُ فقال أشَمُ، فإنما يعني سيّدا ذا أَنَفَه.
و شَمَام: جبل معروف.
مشش
و من معكوسه: مَشَ الشيء يَمُشُّه مَشًّا، إذا دافَهُ في ماء حتى يذوب.
و مَشَ يدَه بالمنديل يَمُشُّها مَشًّا، إذا مسحها به؛ و المنديلُ المَشُوشُ. قال الشاعر- هو امرؤ القيس (طويل) «4»:
نَمُشُ بأعراف الجِياد أكُفَّنا إذا نحن قُمْنا عن شِواءٍ مُضَهَّبِ
أي لم يستحكم نُضْجُه.
و المَشَش: داء يصيب الدوابَّ. يقال: مَشِشَتِ الدابّةُ.
و ليس يجيء على وزن فَعِلَ من المضاعف ظاهرِ الحرفين إلّا أحرف هذا أحدها «5».
و كل عظم أمكن مضغُه فهو مُشاش. و تمشَّش الرجل العظم تَمشُّشا.
و المُشاشة: أرضٌ رِخوة لا تبلغ أن تكون حجرا يجتمع فيها ماء السماء و فوقها رمل يحجز الشمس عن الماء. و تمنع المُشاشة الماءَ أن يتسرّب في الأرض فكلما استقيتَ منها دلوا جَمَّت أخرى.
و رجلٌ هَشُ المُشاش، إذا كان رخو المَغْمَز، و هو ذمٌّ.
و للشين و الميم مواضع في التكرير تراها إن شاء اللّه «6».
قال أبو حاتم: مات ابنٌ لأمّ الهيثم فسألناها عن علّته فقالت: ما زلت أمُشُ له الأشْفِيَة أَلُدّه تارةً و أُوجِرُه أخرى، فأبى قضاءُ اللّه.
ش ن ن
شنن
شَنَ الماءَ يَشُنُّه شَنًّا، إذا صَبَّه عليه.
و شَنَ عليه الغارَة يَشُنُّها شَنًّا، إذا صَبَّها.
و كل وعاء من أدَم إذا أَخْلَقَ و جَفَّ نحو السِّقاء «7» و القِرْبة و الدَّلو فهو شَنّ، و الجمع شِنان.
و شَنّ: بطن من عبد القيس. و المثل السائر: «وافقَ شَنٌ طَبَقا» «8». قال ابن الكلبي: طبق، بطن من إياد، و كانت فيهم عَرامةٌ فأغارت عليهم شَنٌ فاستباحتهم، فقالت العرب: وافقَ شَنٌ طَبَقا، فأجْرَوه مثلًا.
و للشين و الميم مواضع في التكرير تراها إن شاء اللّه «9».
نشش
و من معكوسه: نَشَ اللحمُ يَنِشُ نَشًّا و نَشِيشا، إذا سمعت صوته على مَقْلى أو في قِدْر. و كذلك كل ما سمعت له كَتِيتا كالنبيذ و ما أشبهه.
و يقال: سَبْخَةٌ نَشّاشةٌ. قال أبو بكر: قال الأصمعي، أحسبه يرويه عن يونس، قال: سألت بعض العرب عن السَّبخة النشّاشة فوصفها ثم ظن أني لم أفهم فقال: التي لا يَجِفُّ ثراها و لا ينبت مرعاها.
و النَّشّ: وزنٌ كان في الجاهلية يتعاملون به، يقولون: أُوقِيَّة و نَشّ. و فُسِّر النَّشُ وزن نواة من ذهب. و قال قوم: النَّشّ: ربع الأُوقيّة، و الأُوقيّة وزن أربعين درهما.
و قد أُلحق النَّشّ بالرباعي فقالوا: نَشْنَشَةٌ، و هي نحو الخَشْخَشَة. قال الراجز «10»:
عَنَشْنَشٌ تعدو به عَنَشْنَشَهْ للدِّرع فوقَ مَنْكِبَيه نَشْنَشَهْ
______________________________
(1) ص 207 و 879.
(2) جاءت المادة في (ل) بعد (ش ن ن)، و قد أثبتناها في موضعها الصحيح.
(3) ط: «يَشُمُّ» (بضم الشين).
(4) ديوانه 54، و إصلاح المنطق 424، و تهذيب الألفاظ، و المعاني الكبير 1018، و الكامل 2/ 147، و الأمالي 1/ 15، و السِّمط 68؛ و من المعجمات: العين (مش) 6/ 225، و (مث) 8/ 217، و المقاييس (ضهب) 3/ 374، و الصحاح و اللسان (ضهب، مشش)، و اللسان (مثث). و سيرد أيضا ص 356.
(5) ذكرها ابن خالويه في ليس 53. و قارن الجمهرة ص 1032.
(6) ص 207.
(7) ط: «نحو السّقاية»!
(8) المستقصى 1/ 432: أوفقُ للشيء من شنٍّ لطبقِهِ.
(9) ص 207.
(10) نسبهما في تهذيب الألفاظ 241 إلى الأجلح بن قاسط الضِّبابي؛ و هما منسوبان في المطبوعة إلى غيلان بن حُريث الرَّبعي. و انظر: المخصَّص 2/ 67 و 6/ 76 و 172؛ و من المعجمات: العين (عنش) 1/ 259، و اللسان (عنش، نشش).
و رواية التهذيب: تحمله عنشنشه … فوق ساعديه. و سينشدهما ابن دريد في ص 189 و 1186 أيضا.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 141
و يروى: خَشْخَشَه.
و أبو النَّشْناش: أحد شعراء لصوص العرب، و هو الذي يقول (طويل)
و داويةٍ يَهماءَ يُخْشى بها الرَّدى سَرَت بأبي النشناش فيها ركائبُهْ
«1»:
[و نائيةِ الأرجاء طامسةِ الصُّوَى] هَوَتْ بأبي النَّشْناشِ فيها رَكائبُهْ
هكذا يرويه الأصمعي، و غيره يقول: النّشّاش.
ش و و
أُهملت الشين و الواو.
ش ه ه
هشش
استُعمل من معكوسه: هَشَ يَهِشُ هَشًّا و هَشاشةً، إذا استبشر.
و يقال: رجلٌ هَشٌ، إذا كان بُهْلُولًا ضحّاكا. و منه قولهم:
ما به من الهَشاشة و البَشاشة.
و هَشَ على غنمه يَهُشُ هَشًّا، إذا نفض لها وَرَقَ الشَّجر لتأكله. و كذلك فُسِّر في التنزيل، و اللّه أعلم: وَ أَهُشُ بِها عَلى غَنَمِي «2».
و يقال: خُبْزَةٌ هَشَّةٌ، إذا كانت رِخوة المَكْسِر، و كذلك مُشاشةٌ هَشَّةٌ.
ش ي ي
شيي
شِيٌ، بكسر الشين، موضع معروف.
______________________________
(1) من الأصمعية 32، ص 118، و روايته فيه:
و داويةٍ يَهماءَ يُخْشى بها الرَّدى سَرَت بأبي النشناش فيها ركائبُهْ
و القصيدة في الأغاني 11/ 45: و انظر: شرحِ المرزوقي 318، و شرح التبريزي 1/ 167، و اللسان (نشش).
(2) طه: 18.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 142
حرف الصاد
و ما بعده
ص ض ض
أُهملت و كذلك حالها مع الطاء و الظاء
ص ع ع
صعع
استُعمل في المكرر منها: الصَّعْصَعَة، و هو اضطراب القوم في الحرب و غيرها. و تصعصع القوم، إذا اضطربوا.
عصص
و استُعمل من معكوسه: عَصَ يَعَصُ عَصًّا، إذا صَلُبَ و اشتدّ.
و للعين و الصاد مواضع تراها في أبوابها إن شاء اللّه «1».
ص غ غ
غصص
استُعمل من معكوسه: غَصَ يَغَصُ غَصًّا، إذا شَرِقَ بالماء و غيره. قال أبو بكر: الغَصَصْ بالريق و الشَّرَق بالماء، فإذا كان من مرض و ضعف فهو جَرَضٌ، و إذا كان من كرب أو بكاء فهو جَأَزٌ؛ يقال: جَئِزَ يَجْأَزُ جَأَزا.
و غَصَ الموضع بالقوم، إذا امتلأ بهم.
و الغُصَّة: ما اعترض في الحلق فأَشْرَق.
و ذو الغُصَّة: لقب رجل من فرسان العرب «2».
ص ف ف
صفف
صَفَ القومُ صَفًّا، إذا امتدّوا رَزْدَقا واحدا في صلاة أو حرب.
و صَفَ الطائرُ، إذا بسط جناحيه في طيرانه.
و كل شيء مددته سطرا فهو صَفٌ.
و صُفّة السَّرج و الرَّحل: ما غُشي به بين القَرْبوس و الشَّرْخين. و صُفَّة البيت: معروفة.
و الصَّفيف من اللحم: ما جُفِّف في الشمس.
و للصاد و الفاء في التكرير و الاعتلال مواضع تراها إن شاء اللّه «3».
فصص
و من معكوسه: فَصُ الخاتمِ: معروف.
و فُصُوص الخيل و غيرها: مفاصلها. و الاسم: فَصٌ أيضا.
و أتيتك بالأمر من فَصِّه، أي من حقيقته و وجهه، و أحسب أن ذلك من فَصّ الخاتم أيضا.
ص ق ق
قصص
استُعمل من معكوسه: قَصَ الشيء بالمِقَصَّين يَقُصُّه قَصًّا.
و قَصَ الحديثَ يَقُصُّه قَصَصا، و كذلك اقتفاء الأثر قَصَصٌ أيضا. قال اللّه عزّ و جلّ: فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً «4».
و القَصّ: عظم الصدر من الناس و غيرهم، و هو القَصَص أيضا. و مثل من أمثالهم: «هو ألْصَقُ بك من شَعَرات قَصِّك» «5».
و القُصَّة: الخُصْلَة من الشَّعَر. و ربما قالوا لناصية الفرس:
قُصَّة.
و القِصَّة من القِصَص: معروفة.
______________________________
(1) ص 209 و 885 و 1076.
(2) في الاشتقاق 402: «و سُمّي ذا الغُصّة لأنه كان يغتصّ إذا تكلّم، يصعب عليه الكلام». و قارن ص 890.
(3) ص 209 و 1076.
(4) الكهف: 64.
(5) في المستقصى 1/ 324: ألزق من شعرات القصّ؛ و في الميداني 2/ 250:
ألزمُ …
جمهرة اللغة، ج1، ص: 143
و القَصَّة «1»: الجِصّ. و بيتٌ مقصَّصٌ، أي مجصَّص. و
في الحديث: «بيضاء مثل القَصَّة»
. ص ك ك
صكك
صَكَ الشيءَ يَصُكُّه صَكًّا، إذا ضربه بيده أو بحجر. و في التنزيل: فَصَكَّتْ وَجْهَها «2»، أي ضربت وجهها بيدها.
و صكَ البازي و الصَّقْرُ صَيْدَه أيضا صكًّا، إذا ضربه فحطّه.
قال الشاعر (وافر) «3»:
[إذا اجتمعوا عليَّ فخلِّ عنّي] و عن بازٍ يَصُكُ حُبارَياتِ
و مثل من أمثالهم: «جئته صَكَّةَ عُمَيٍّ» «4»، و قد قيل: صَكَّةَ أعمى، إذا جئته في وقت الظهيرة. و كان ابن الكلبي يقول:
عُمَيٌّ هذا رجل من العماليق أغار على قوم في وقت الظهيرة فاجتاحهم فجرى به المثل لكل من جاء في وقت الهاجرة لأنه مُنْكَر. و فرسٌ أَصَكُ: بَيِّنُ الصَّكَكِ، إذا احتكّ عُرْقُوباه.
كصص
و استُعمل من معكوسه: كَصَ يَكِصُ كَصًّا و كَصِيصا، و هو الصوت الدقيق الضعيف. و ربّما قالوا: كَصَ من الفزع كَصِيصا، إذا استَخْذَأ «5» و ضعَّف صوته.
ص ل ل
صلل
صَلَ المسمارُ يَصِلُ صَلِيلًا، إذا ضُرب و أُكره أن يدخل في الشيء فسمعت صوته. قال الشاعر- هو لبيد (رمل)
… من عوراتها.
«6»:
أَحْكَمَ الجنْثِيُّ من صَنْعَتِها كلُّ حِرْباءٍ إذا أُكْرِهَ صَلّ
الجُنْثيّ بالنصب و الرفع، و لكلٍّ معنى، فمن قال: الجِنْثيُ، جعله الحدّادَ أو الزَّرّادَ، أي أحكم صنعةَ هذه الدِّرع. و من قال: الجِنْثيَ، جعله السيف، فيقول: هذه الدرع لإحكام صنعتها تمنع السيفَ أن يمضيَ فيها. و كل شيء أحكمتَه فقد منعته. و كان الأصمعي يقول: من ذلك حَكَمَةُ الدَّابةِ، و كان يُخبر أنه وجد في بعض كتب الخلفاء الأوَل: فأحْكِمْ بني فلان عن كذا، أي امنَعْهم.
و يقال صَلَّتْ أجوافُ الإبل من العطش إذا يَبِسَت ثم شربتْ فسمعتَ للماء في أجوافها صليلًا، أي صوتا. قال الشاعر- هو الراعي (كامل) «7»:
فَسَقَوْا صواديَ يَسْمعون عَشِيَّة للماء في أجوافهنَ صَليلا
و قال آخر (طويل)
رجعت إلى صدر كجرّة حَنْتَمٍ
… كطَسّة حنْتَمٍ.
«8»:
رَجَعْتُ بصدرٍ مثل جرَّة حَنْتَمٍ إذا قُرِعَتْ صِفْرا من الماء صَلَّتِ
و يقال: سمعت صَليلَ الحديد، إذا سمعت وَقْعَ بعضه ببعض.
و كل شيء جَفَّ من طين أو فَخّار فقد صَلَ صَليلًا.
و الصَّلصال: الحمار الوحشي الحادّ الصوت.
و أنشد في صلصلة الحديد (وافر) «9»:
لَصَلْصَلَةُ اللِّجام برأسِ طِرْفٍ أَحَبُّ إليّ من أن تَنْكِحيني
و صَلَ اللحمُ يَصِلُ صُلُولًا، إذا تغيّرت رائحتُه، و لا يُستعمل ذلك إلا في اللحم النِّيّ، فأما القَدير، و الشِّواء فيقال: خَمّ و أَخَمَّ، لغتان فصيحتان. و لم يُجز الأصمعي أَخَمَ «10»، و أجازه أبو زيد.
و يقال: صَلّ اللحمُ و أَصَلَ صُلولًا و إصلالًا، لغتان. قال الشاعر- هو الحطيئة (سريع)
ذاك فتى يبدل ذا قِدره.
«11»:
______________________________
(1) ط: «و القِصّة» (و كلاهما صحيح).
(2) الذاريات: 29.
(3) البيت لجرير في ديوانه 827، و النقائض 775، و الخصائص 1/ 7. و فيها جميعا: فخلّ عنهم.
(4) في المستقصى 2/ 287: لقيتُه صكّة عُمَيّ.
(5) م: «استخذى».
(6) ديوانه 192، و شرح ديوان العجّاج 40، و المعاني الكبير 1030، و المخصَّص 12/ 240، و الاقتضاب 419؛ و من المعجمات: العين (حرب) 3/ 215، و المقاييس (جنث) 1/ 484، و الصحاح و اللسان (حرب، جنث، صلل)، و اللسان (حكم، قردم). و سينشده ابن دريد أيضا ص 1322. و رواية الديوان:
… من عوراتها.
(7) ديوانه 223، و الحيوان 4/ 418، و شرح المفضليات 424، و أمالي القالي 2/ 134، و الاقتضاب 455، و اللسان (صلل). و سينشده ابن دريد ص 1321 أيضا.
(8) البيت لعمرو بن شأس الأسدي في ديوانه 79. و انظر: الأغاني 10/ 64، و المخصَّص 17/ 16، و اللسان (حنتم). و رواية الديوان:
رجعت إلى صدر كجرّة حَنْتَمٍ
؛ و يُروى:
… كطَسّة حنْتَمٍ.
(9) البيت لعمرو بن مَعْديكرب في ديوانه 173. و انظر: المخصَّص 2/ 146، و الخزانة 2/ 445، و الصحاح و اللسان (نكح). و سيرد أيضا ص 210.
(10) في فعل و أفعل للأصمعي 491: «و يقال: أخمَّ اللحمُ، و لم أسمع غيره».
(11) ديوانه 176، و فعل و أفعل للأصمعي 490، و تهذيب الألفاظ 498، و المعاني الكبير 847 و 1142، و المحتسب 2/ 174، و شرح المفصَّل 3/ 49؛ و من المعجمات: المقاييس (صل) 3/ 277، و الصحاح و اللسان (صلل). و سيرد أيضا ص 1260. و في الديوان و معظم المصادر:
ذاك فتى يبدل ذا قِدره.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 144
هو الفتى كلُّ الفتى فاعلَمِي لا يُفْسِدُ اللحمَ لديه الصُّلولْ
و قال الآخر- هو زهير (وافر) «1»:
يُلجلج مُضْغَةً فيها أنيضٌ أَصَلَّتْ فهي تحت الكَشْحِ داءُ
و قد قُرئ: أ إذا صَلَلْنَا في الأرضِ «2»، و اللّه جلّ و عزّ أعلم بكتابه.
و الصَّلَّة: أرضٌ ممطورة بين أرَضِين لم يُمْطَرْنَ، و الجمع صِلال. قال الشاعر- هو الراعي (وافر) «3»:
سيَكفيكَ الإلهُ و مُسْنَماتٌ كجَنْدَلِ لُبْنَ تطَّرد الصِّلالا
لُبْن: جبل معروف.
و يقال: أرضٌ صَلَّةٌ، أي يابسة.
و الصَّلُّة: الجِلد الذي قد يَبِسَ قبل دِباغه.
و يقال: صَلَ الشرابَ و غيرَه يَصُلُّه صَلًّا، إذا صَفّاه.
و المِصَلَّة: إناء يصفَّى فيه الخمرُ و غيرُها، لغة يمانية.
و يقال: خُفٌّ جيِّدُ الصَّلَّة، إذا كان جيِّد النعل صلبها.
و يقال: رجلٌ صِلٌ، إذا كان داهيا. و إنه لصِلُ أَصْلالٍ.
لصص
و من معكوسه: لِصّ و لَصّ «4» بَيِّنُ اللُّصوصيَّة، و الجمع لُصُوص. و في بعض اللغات: لَصْت، و الجمع لُصوت، لغة طائية. قال الشاعر (كامل) «5»:
فتركنَ جَرْما عُيَّلًا أبناؤها و بَني كِنانةَ كاللُّصوتِ المُرَّدِ
ص م م
صمم
صَمَ يَصَمُ صَمَما و صَمًّا. و صَمَمْتُ رأسَ القارورة أَصُمُّها صَمًّا لا غير، و الاسم الصِّمام.
و الصِّمَّة: اسم من أسماء الأسد.
و صَمِّي صَمامِ: اسم من أسماء الداهية. قال الشاعر (كامل)
و غزا اليهودَ فأسلموا أبناءهم ….
«6»:
فَرّت يهودُ و أَسْلَمَتْ جيرانَها صَمِّي بما لقيت يهودُ صَمامِ
و يقال: «صَمِّي ابنةَ الجبل». و مثل من أمثالهم: «صَمَّت حَصاةٌ بدَمٍ» «7». و لكل واحدة من هذه تفسير، فأمّا قولهم:
صَمِّيّ ابنة الجبل، يريد الصَّدَى الذي يُسمع في الجبل. و إنما يقال هذا أن يسمع الرجلُ الشيءَ الفظيع الذي يخافه فيقول:
صَمِّي ابنةَ الجبل، أي لا أسمع. و قولهم: صَمَّت حصاةٌ بدمٍ، يريدون كَثُرَ الدَّمُ، فلو وقعت حصاةٌ فيه لم تَسمع لها صوتا.
مصص
و من معكوسه: مَصَ يَمَصُ مَصًّا. و قولهم: فلانٌ مَصّان، و هو الذي تسمّيه العامة: ماصّان. قال الشاعر (طويل) «8»:
فإن تكنِ الموسى جَرَتْ فوق بَظْرِها فما خُتِنَتْ إلا و مَصّانُ قاعدُ
ص ن ن
صنن
الصَّنّ: زَبِيل «9» كبير معروف، عربي صحيح، و قد ابتذلته العامّة.
و الصِّنّ: بول الوبر يَخْثُرُ فيُستعمل في الأدوية، و يقال له:
صِنُ الوَبْر.
و أَصَنَّتِ المرأةُ فهي مُصِنَّة، و رجلٌ مُصِنٌ. و له موضعان، فالمُصِنّ: المتكبِّر في بعض المواضع «10»؛ و المُصِنَّة: العجوز، و فيها بقية. و يوم من أيام العجوز يقال له صِنٌ. و أيام العجوز «11» ليس من كلام العرب في الجاهلية، و إنما وُلِّدَ في الإسلام.
______________________________
(1) ديوانه 82، و فعل و أفعل 491، و المعاني الكبير 847، و 1141، و الكامل 1/ 14، و المحتسب 2/ 174؛ و من المعجمات: العين (لج) 6/ 20 و (أنض) 7/ 62، و المقاييس (أنض) 1/ 145 و (لج) 5/ 201، و الصحاح (أنض)، و اللسان (لجج، أنض، صل). و سينشده ابن دريد أيضا ص 184 و 1260. و في الديوان: تلجلج.
(2) السجدة: 10. و ذكر ابن حيّان في البحر المحيط 7/ 200 قراءة الصاد.
(3) ديوانه 245، و الخصائص 1/ 96، و المخصَّص 10/ 177 و 209 و 17/ 48، و المقاييس (صل) 3/ 277، و اللسان (طرد، لبن، صلل)، و معجم البلدان (لُبْن) 5/ 12. و سينشده أيضا ص 379 و 898.
(4) م: «لِصّ و لُصّ». و قد نُقل عن ابن دريد بالتثليث، كما في اللسان (لصص).
(5) البيت لعبد الأسود الطائي، و قد جاء في الإبدال لأبي الطيّب 1/ 123 (و انظر حواشيه)، و سرّ الصناعة 173، و شرح المفصَّل 10/ 36 و 41، و شرح شواهد الشافية 475، و اللسان (لصت، عيل). و سينشده أيضا ص 400.
(6) البيت للأسود بن يعفر في ديوانه 309. و انظر: مجالس ثعلب 521، و المخصَّص 16/ 102، و المقاصد النحوية 4/ 112، و اللسان (هود، صمم).
و رواية الديوان:
و غزا اليهودَ فأسلموا أبناءهم ….
(7) كلاهما في المستقصى 2/ 142.
(8) نسبه في المطبوعة إلى أعشى همدان، و ليس في شعره الذي نشره جاير مع ديوانه أعشى قيس؛ و نسبه في اللسان (مصص) إلى زياد الأعجم، كما نسبه في حواشي المطبوعة إلى الفرزدق، و ليس في ديوانه. و انظر: إصلاح المنطق 296، و الاقتضاب 390، و الصحاح (مصص). و يروى: فما خُفضت.
(9) ط: «الصِّن: زنبيل …».
(10) م: «في بعض اللغات».
(11) م: «و أيام العَرْبُوز»!
جمهرة اللغة، ج1، ص: 145
نصص
و استُعمل من معكوسه: النَّصّ؛ نَصَصْتُ الحديثَ أنُصُّه نَصًّا، إذا أظهرته. و نَصَصْتُ العروسَ نَصًّا، إذا أظهرتها.
و نَصَصْتُ البعيرَ في السير أَنُصُّه نَصًّا، إذا رفعته.
و قالوا: نَصَصْتُ الحديثَ، إذا عزوته إلى محدِّثك به.
و نَصَصْتُ العروسَ نصًّا، إذا أقعدتها على المِنَصَّة. و كل شيء أظهرته فقد نَصَصْتَه.
و نُصَّةُ المرأةِ: الشَّعَرُ الذي يقع على وجهها من مقدَّم رأسها. و قال قوم: النُّصَّة و القُصَّة واحد.
ص و و
أُهملت في الثنائي، و ستراها في موضعها إن شاء اللّه «1».
ص ه ه
صهه
أما قولهم: صَهِ يا هذا، في معنى اسكت، فليس من هذا الباب، و قد قالوا: صَهِ و صَهْ و صَهٍ. و كان الأصمعي يعيب ذا الرُّمَّة في بيته الذي يقول فيه (طويل) «2»:
إذا قال حادِينا لتَرْنيم نَبْأَةٍ صَهٍ لم يكن إلّا دَويُّ المَسامِعِ
هصص
و من معكوسه: هَصَ الشيءَ يَهُصُّه هَصًّا، إذا وطئه فشدخه، فهو هَصِيص و مَهْصوص. و به سُمِّي الرجلُ هُصَيْصا.
ص ي ي
أُهملت الصاد و الياء في الثنائي و لها مواضع تراها إن شاء اللّه «3».
______________________________
(1) ص 900.
(2) ديوانه 360، و الحيوان 6/ 248، و العين (صه) 3/ 345، و اللسان (صهصه).
و فيها جميعا: لتشبيه نبأةٍ.
(3) ص 210 و 241.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 146
حرف الضاد
و ما بعده
ض ط ط
أُهملت الضاد مع الطاء و الظاء.
ض ع ع
ضعع
أُلحقت بالرباعي في الضَّعْضَعَة، و ستراه في موضعه إن شاء اللّه تعالى «1».
عضض
و من معكوسه: عَضَ يَعَضُ عَضًّا و عَضيضا. و العِضاض مصدر المُعَاضَّة؛ تَعاضّا عِضاضا.
و العُضّ: عَلَف الأمصار، نحو الخَبَط و النَّوى و ما أشبهه.
قال الشاعر- هو الأعشى (خفيف) «2»:
[من سَراة الهِجان] صَلَّبَها العُضُ و رِعْيُ الحِمَى و طُولُ الحِيالِ
و العِضّ: الرَّجل المُنْكَر الداهية. قال الشاعر (طويل)
أحاديث عن عادٍ و جرهمَ جمّةٌ.
«3»:
أحاديث عن أنباء «4» عادٍ و جُرْهُمٍ يُثَوِّرُها العِضّانِ زَيْدٌ و دَغْفَلُ
و يُروى:
أحاديث من عاد و جُرْهُمَ جَمَّةٌ ….
زيد بن الكَيِّس النَّمَري، و دَغْفَل بن حَنظلة أحد بني شَيْبان.
ض غ غ
ضغغ
الضَّغّ أُمِيت و أُلحق بالرباعي في الضَّغْضَغَة، و ستراه في موضعه إن شاء اللّه «5».
غضض
و استُعمل من معكوسه: غَضَ بصرَه يَغُضُّه غَضًّا، إذا أطرق و ضَمَّ أجفانه.
و شجرٌ غضٌ بَيِّنُ الغُضُوضة و الغَضَاضة، إذا كان ناضرا.
و كلُّ شيء ناضرٍ غَضٌ، مثل الشباب و غيره.
و ليس عليك من هذا الأمر غَضاضَةٌ، أي ما تَغُضُ له طَرْفَك.
و الطَّلْع يسمَّى الغَضِيضَ في بعض اللغات، و ربّما سُمِّي الغِيضَ أيضا، و هي لغة يمانية.
و الغُضَاض في بعض اللغات: العِرْنِين و ما والاه من الوجه.
و قال قوم: بل الغُضَاض مقدَّم الرأس و ما يليه من الوجه، و هذا يُذكر عن أبي مالك الأنصاري.
ض ف ف
ضفف
الضَّفّ: جَمْعُك خِلْفَي الناقة بيديك إذا حَلَبْتَ. قال الشاعر (طويل) «6»:
جمعتُ له كَفَّيَّ بالرُّمح طاعنا كما جَمَعَ الخِلْفَين في الضَّفِ حالِبُ
و يُروى: في الضَّبِّ.
و ضَفّة النهر «7» و الوادي: أحد جانبيه «8».
______________________________
(1) ص 211.
(2) ديوانه 5، و المقاييس (عض) 4/ 50، و اللسان (عضض، حيل). و سينشده ابن دريد أيضا ص 776.
(3) البيت للقطامي في ديوانه 67. و انظر: المخصَّص 3/ 21، و المقاييس (عض) 4/ 49، و الصحاح (عضض)، و اللسان (ثور، عضض). و رواية الديوان:
أحاديث عن عادٍ و جرهمَ جمّةٌ.
(4) ط: من أبناء.
(5) ص 211.
(6) سبق إنشاده ص 72، و روايته فيه: فى الضّبّ.
(7) في هامش م: «يقال ضَفّة الوادي و ضِفّته، بالفتح و الكسر».
(8) ط م: «أحد ناحيتيه».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 147
و جئتك في ضَفَّة الناس، أي في جماعتهم، مثل الجُفَّة سواء، إلا أنهم قالوا الجَفَّة و الجُفَّة، و لم يقولوا الضُفَّة بالضمّ.
ابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص147
فضض
و من معكوسه: فَضَضْتُ الشيءَ أَفُضُّه فَضًّا، إذا كسرتَه أو فَرَّقْتَه، و لا يكون إلّا الكسرَ بالتفرقة، نحو: فَضَضْتُ الخِتام و ما أشبهه.
و الانفضاض: التفرق، و انْفَضَ القومُ و ارْفَضُّوا، إذا تفرقوا.
و الفِضَّة: معروفة.
و كل شيء تفرَّقَ من شيء تكسَّر فهو فُضاضة. قال الشاعر- هو النابغة الذُّبياني (طويل) «1»:
يَطيرُ فُضاضا بينهم كلُّ قَوْنَسٍ و يَتْبَعُها منهم فَراشُ الحواجبِ
و
في الحديث أنه قيل لفلان: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لَعَنَ أباك و أنت في صُلْبه فأنت فَضَضٌ من لعنة اللّه «2».
ض ق ق
قضض
استُعمل من معكوسه: قَضَ الطعامُ يَقَضُ قَضًّا و قَضِيضا و أَقَضَ، إذا كان فيه حَصًى صِغارا.
و قَضَ عليه مَضْجَعُه و أَقَضَ، إذا خَشُنَ.
و قَضِضْتُ أنا أَقَضُ قَضَضا، إذا أكلت طعاما فيه قَضَض، و هو الحصى الصِّغار.
و القِضَّة: أرض ذات حَصًى. قال الراجز «3»:
قد وقعتْ في قِضَّة من شَرْجِ ثم استَقَلَّتْ مثلَ شِدْقِ العِلْجِ
يصف دلوا. و العِلْج هاهنا: الحمار الوحشي. قال أبو بكر:
شَرْج: بئر معروفة؛ و شَرْج: موضع معروف. يعني دلوا وقعت في ماء قليل يجري على حصى فلم تمتلئ و استقلَّت كأنها شِدْق حمار.
و قِضَّة «4»: موضع كانت فيه وقعة بين بكر و تغلب سُمِّي يوم قِضَّة.
و القَضَاض «5»: صخر يركب بعضه بعضا مثل الرِّضام.
ض ك ك
ضكك
ضَكَّه يَضُكُّه ضَكًّا، إذا غمزه غمزا شديدا. و ضَكَّه بالحُجَّة، إذا قهره بها. و ضكَّه الأمرُ، إذا كَرَبَه و ضاق عليه.
و أصل الضِّكِ الضِّيقُ.
ض ل ل
ضلل
ضَلَ يَضِلُ ضَلالًا، و الضَّلال ضدُّ الهدى. و ضَلَ في الأمر ضَلالًا، إذا لم يهتدِ له. و ضَلَ في الأرض ضَلالًا، إذا لم يهتدِ للسبيل.
و يقال: فلان ضُلُ بنُ ضُلٍ، إذا كان منهمكا في الضلال.
و مثل من أمثالهم: «يا ضُلُ ما تجري به العصا» «6»؛ و العصا:
فرس.
و يقال: فعل ذاك ضَلَّةً، أي في ضلالٍ.
و ذهب فلان ضَلَّةً، إذا لم يُدْرَ أين ذهب. و كذلك: ذهب دَمُه ضَلَّةً، إذا لم يُثأر به. قال الراجز (مشطور المديد) «7»:
ليتَ شِعري ضَلَّةً أيُّ شيءٍ قَتَلَكْ
قال ابن الكلبي: قُتل ابنا الحارث بن أبي شَمِر جميعا يومَ عين أُبَاغ، و قُتل المنذر يومئذ، فحُملا على بعير وعُولي بالمنذر فقال الناس: لم نر كاليوم عِكْمَيْ بعير، فقال الحارث: «و ما العِلاوةُ بأَضَلَّ»؛ أي ليس بدونهما.
و ضَلَ الشيء إذا خفي و غاب. و كذلك فُسِّر قوله جلّ و عزّ:
أَ إِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ «8»، أي خَفِينا و غِبنا، و اللّه أعلم.
و ضَلَلْتُ الشيءَ: أُنْسِيتُه. و كذلك فُسِّر: وَ أَنَا مِنَ الضَّالِّينَ «9»: أي من الناسين، و اللّه أعلم.
______________________________
(1) ديوانه 44، و الشعر و الشعراء 103، و المعاني الكبير 1080، و الخصائص 2/ 270، و اللسان (فرش، فضض). و سيجيء أيضا ص 729.
(2) ط: «فَضَضٌ من لعنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلَّم».
(3) المخصَّص 10/ 93، و البلدان (قِضَة) 4/ 368، و الصحاح (قضض)، و اللسان (شرج، قضض). و سينشدهما ابن دريد أيضا ص 458 و 910.
(4) بتخفيف الضاد في البلدان 4/ 368.
(5) بكسر أوله في القاموس.
(6) المستقصى 2/ 406.
(7) نسبه التبريزي في شرحه 2/ 191 إلى أمّ تأبط شرًّا أو أمّ السُّليك بن السُّلَكة، و جعله من مشطور المديد، و قال: «قال أبو العلاء: هذا الوزن لم يذكره الخليل و لا سعيد بن مسعدة و ذكره الزجّاج و جعله سابعا للرمل، و قد يحتمل أن يكون مشطورا للمديد». و انظر: دلائل الإعجاز 209، و شرح المرزوقي 914، و المخصَّص 13/ 75. و سينشد ابن دريد شواهد أخرى من هذه القصيدة في ص 629.
(8) السجدة: 10.
(9) الشعراء: 20.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 148
ض م م
ضمم
ضَمَ الشيءَ يَضُمُّه ضَمًّا، إذا جمعه إليه. و فُسِّر قوله جَلّ ثناؤه: وَ اضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ «1» من هذا، و اللّه أعلم.
و المَضَمّ: الموضع الذي يَضُمُ الشيء. قال الراجز:
و اللّه لو لا شُعْبَةٌ من الكَرَمْ و نَسَبٌ في الحيّ من خالٍ و عَمّ
لَضَمَّني السَّيرُ «2» إلى شَرِّ مَضَمّ
و هذه الأبيات تُروى لعمر، رحمه اللّه، في الجاهلية، و اللّه أعلم.
و ضَمَ كفَّه ضَمًّا، إذا جمعها.
و ضَمَ عليه ثيابَه، إذا تَلَبَّب.
مضض
و من معكوسه: مَضَّه الشيءُ يَمُضُّه مَضًّا و أَمَضَّه إمضاضا، إذا بلغ من قلبه، فهو ماضٌ و مُمِضٌ. قال: و كان أبو عمرو بن العلاء يقول: مَضَّني: كلام قديم قد تُرك، و كأنه أراد أن أَمَضَّني هو المستعمل.
و كذلك مَضَ الخلُّ فاهُ، إذا أحرقه.
و تقول «3» العرب إذا أَقَرَّ الرَّجُلُ بحقّ عليه: مِضَ، أي قد أَقْرَرْتَ. فمِضَ كلمةٌ تقال عند الإقرار. قال أبو بكر: قال أبو زيد: إذا سأل الرَّجُلُ الرَّجُلَ الحاجةَ فقال المسؤول: مِضَ فكأنه قد ضمن قضاءها فيقول: «إن في مِضَ لمَقْنَعا» «4».
ض ن ن
ضنن
ضَنَ بالشيء يَضِنُ ضَنًّا، إذا بَخِلَ به و شَحَّ عليه. و الضَّنين:
البخيل. و قد قُرئ: وَ ما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ «5» و بِظَنِين، فالضَّنِين: ما أخبرتك به، و الظَّنِين: المتَّهم.
و قد سمَّت العرب ضِنَّة «6». و بنو ضِنَّة: بطنان، منهم ضِنَّة ابن عبد الله بن نُمير، و ضِنَّة بن عُبيد «7» بن كَبير بن عُذرة.
نضض
و من معكوسه: نَضَ الشيءُ يَنِضُ نَضًّا و هو ناضٌ، و هو أن يُمْكِنَك بعضُه. و قولهم: هذا أمرٌ ناضٌ، أي ممكن. و أكثر ما يُستعمل أن يقال: ما نَضَ لي منه إلا اليسير، و لا يُومأ بذلك إلى الكثير.
و النُّضاضة: آخِرُ ولد المرأة و الرجل.
ض و و
أُهملت في الثنائي.
ض ه ه
هضض
استُعمل من معكوسه: هَضَّه يَهُضُّه هَضًّا، إذا كسره.
و الفحل من الإبل يَهُضُ البعيرَ أو الرَّجُلَ، إذا صرعهما ثم اعتمد عليهما بكَلْكَله. و الشيء هَضِيض و مَهْضوض.
و قد سَمَّت العرب هَضّاضا و مِهَضًّا.
ض ي ي
أُهملت في الثنائي.
______________________________
(1) القصص: 32.
(2) هذه رواية ل، و فوق «السّير» جاءت كلمة «الشرّ»، و معها خاءٌ، يعني أنها في نسخة.
(3) من هنا حتى آخر المادة: سقط من ل.
(4) ط: «لمطمعا». و هنا آخر المادّة في م. و في المستقصى 1/ 413: لَطمَعا.
(5) التكوير: 24. و بالظاء قراءة ابن كثير و أبي عمرو و الكسائي (الكشف عن وجوه القراءات السبع 2/ 364).
(6) في الاشتقاق 294: «و اشتقاق ضِنّة من قولهم: ضنِنتُ بالشيء أضَنّ به ضِنًّا».
(7) كذا في م، و هو في ط: «بن عبد». و رواية ل: «و ضِنّة بن كبير بن عُذرة».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 149
حرف الطاء
و ما بعده من الحروف أُهملت الطاء و الظاء.
ط ع ع
عطط
استُعمل من معكوسه: العَطّ؛ عَطَّ الشيءَ يَعُطُّه عَطًّا، إذا شَقَّه من ثوب أو غيره فهو عَطِيط و مَعْطوط.
و ألحقوه بالرباعي فقالوا: العَطْعَطَة، و هي تتابع الأصوات في الحرب و غيرها.
ط غ غ
غطط
استُعمل من معكوسه: غَطَّه يَغُطُّه في الماء غَطًّا، إذا غَوَّصه فيه.
و غَطَّ النائمُ يَغِطُّ غَطيطا و غَطًّا، و هو أعلى من النَّخير، و كذلك المخنوق و المذبوح. قال الشاعر- هو امرؤ القيس (طويل) «1»:
يَغِطُّ غَطِيطَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُه لِيَقْتُلَني و المرءُ ليس بقَتّالِ
قال أبو بكر: يَغِطُّ غيظا، و إنما خَصَّ البكرَ لأنه أشد غطيطا. و قوله: ليس بقَتّال، أي يضعف عن قتلي.
و الغُطَاط: من قولهم أتيتك بالغُطَاط، و هو اختلاط ظلام آخر الليل بضياء أول النهار.
و الغَطَاط: ضربٌ من الطير، الواحدة غَطَاطة. و يقال إنه ضربٌ من القَطا. و رووا بيت الهُذَلي- هو أبو كبير (كامل)
لا يُجفلون عن المضاف ….
«2»:
يتعطَّفُون على المُضافِ و لو رأوا أُولَى الوَعاوعِ كالغُطَاط المُقبلِ
فمن روى: الغَطَاط، بفتح الغين، أراد أن عَدِيّ القوم يُسرعون إلى الحرب و يَهْوُون هَوِيَ الغَطَاط. و من روى:
الغُطَاط، بضم الغين، أراد أنهم كسَواد السَّدَف.
و الغَطْغَطَة: صوت غليان القِدر و ما أشبهه.
ط ف ف
طفف
الطَّفْطَفَة: اللحم الرَّخص من مَراقّ البطن. قال الشاعر- هو أوس بن حَجَر (طويل)
من اللحم قُصرى بادنٍ و طفاطفُ.
«3»:
مُعاوِدُ قَتْلِ الهادياتِ شِواؤُهُ من الوحش قُصْرَى رَخْصَةٌ و طَفاطفُ
و الطَّفّ: ما أشرف من أرض العرب على ريف العراق.
و قال الأصمعي: إنما سُمِّي طَفًّا لأنه دنا من الرِّيف، من قولهم: أخذتُ من مَتاعي ما خَفَّ و طَفَ، أي ما قَرُبَ مني.
و كل شيء أدْنَيْتَه من شيء فقد أَطْفَفْتَه منه. قال الشاعر- هو عديّ بن زيد (وافر) «4»:
أَطَفَ لأنفه الموسى قصيرٌ و كان بأنفه حَجِئا ضَنينا
______________________________
(1) ديوانه 33، و دلائل الإعجاز 181، و السِّمط 488.
(2) ديوان الهذليين 2/ 91، و المخصَّص 8/ 158، و الصحاح (غطط)، و اللسان (غطط، وعع). و سينشده أيضا ص 216. و في الديوان:
لا يُجفلون عن المضاف ….
(3) ديوانه 70، و أضداد أبي الطيب 604، و شرح شواهد المغني 113، و اللسان (قصر، طفطف). و سينشده أيضا ص 213. و رواية الديوان:
من اللحم قُصرى بادنٍ و طفاطفُ.
(4) ديوانه 183، و فصل المقال 343، و الشعر و الشعراء 152، و المقاصد النحوية 4/ 576، و معاهد التنصيص 1/ 312، و اللسان (حجأ).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 150
و يُروى: ليجدعه و كان به ضَنينا «1». و يقال: حَجِئْتُ بالشيء، إذا ضَنِنْتَ به.
و يقال: خذ ما دَفَّ و استَطَفَ، أي ما دنا و أمكن.
قال أبو بكر: قال أبو حاتم: قال أبو زيد: يقال: ما يُطِفُ له شيءٌ إلّا أخذه، أي ما يرتفع. قال علقمة (بسيط) «2»:
و ما استَطَفَ من التَّنَوُّمِ مَحْذُومُ
و يقال: هذا طِفَافُ الإناء و المَكُّوك و غيرهما، إذا قارب أن يمتلئ.
و الطُّفافة: ما قَصُرَ عن ملء الإناء من شراب و غيره. و منه التَّطفيف في الكيل، و هو النُّقصان. و كذلك فُسِّر قوله جلّ و عزّ: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ «3»، و اللّه أعلم.
و طَفَفْتُ الشيءَ برِجلي أَطُفُّه طَفًّا، إذا دَفَعْتَه.
ط ق ق
طقق
طَقَ «4»: حكاية صوت، و قد ألحقوه بالرباعي و قالوا:
طَقْطَقَةٌ. و سمعتُ طقطقةَ الحجارة، أي وَقْع بعضِها على بعض إذا تَدَهْدَهَتْ من جبلٍ، مثل الدَّقدقة سَواءٌ «5».
قطط
و من معكوسه: قَطَّ الشيءَ يَقُطُّه قَطًّا، إذا قطعَه معترِضا.
و القِطّ: السِّنَّوْر في بعض اللغات، و لا أحسبها عربية صحيحة.
و القِطّ: الكتاب أو النَّصيب، هكذا فسّر أبو عبيدة في قوله جلّ و عزّ: عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ «6»، و احتجَّ بقول الأعشى (طويل) «7»:
و لا المَلِكُ النُّعمانُ يومَ لَقِيتُهُ بإمَّته يُعطي القُطوط و يَأْفِقُ
قال: يَكتب في الجوائز. و يأفِق: يُفْضِل.
و قَطُّ: اسم يدل على ما مضى من الدهر؛ يقولون: لم أفعله قَطُّ، و لا يكون إلا لما مضى، لا يقولون: أفعلُه قَطُّ و لا فعلتُه. و يقال: ما فعلت ذاك قَطُّ و لا قُطُّ، لغتان فصيحتان.
و أما قولهم: قَطِّ من كذا و كذا في معنى حَسْبُ، فليس هذا موضعه.
و أُلحق بالرباعي فقيل: القِطْقِط، و هو ضربٌ من المطر.
و قالوا: جَعْدٌ قَطَطٌ، و هو أشد الجعودة، و المُقْلَعِطّ أشد منه.
و قد قالوا: قَطَاطِ، في معنى حَسْب أيضا.
و أنشد «8» لعمرو بن مَعْدِيكَرِب الزُّبيدي (وافر)
أطلتُ فراطكم … قتلت سراتكم كانت قطاطِ.
«9»:
أَطَلْتُ فِراطهم حتى إذا ما قتلتُ سَراتَهم كانوا قَطاطِ
ط ك ك
أُهملت الطاء و الكاف.
ط ل ل
طلل
الطَّلّ: النَّدى. و قال قوم: بل هو أكثر من النَّدى و أقلّ من المطر؛ هكذا فسَّره أبو عبيدة في قوله جَلّ و عزّ: فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌ «10».
و يقال: طُلَّت ليلتُنا فهي طَلَّة و مَطْلولة. و روضة طَلَّة: نَديَّة.
و يقال لكل شيء نَدٍ: طَلٌ. و أنشد (طويل)
بريح خُزامى طلَّةٍ من ثيابها و من أَرَجٍ من جيّد المِسك ثاقبِ
«11»:
كأنّ الخُزامَى طَلَّةٌ في ثيابِها
أي نَديَّة.
و يقال: ما بالناقة طُلٌ «12»، أي ما بها طِرْقٌ.
و يقال: طُلَ دمُه يُطَلُ طَلًّا و طُلُولًا، إذا لم يُثأر به، فالدم
______________________________
(1) و هي رواية المصادر المذكورة أعلاه جميعا، باستثناء اللسان.
(2) البيت في ديوانه 58؛ و صدره فيه:
*
يظلّ في الحنظلِ الخُطبانِ ينقُفه
* و انظر: المفضليات 399، و الحيوان 4/ 366، و اللسان (طفف).
(3) المطفِّفين: 1.
(4) في اللسان: طَقْ.
(5) ط: «مثل الدقة سواء»؛ تحريف.
(6) ص: 16. و في مجاز القرآن 2/ 179: «القِطّ: الكتاب».
(7) ديوانه 219، و مجاز القرآن 2/ 179، و المخصَّص 4/ 102، و العين (أفق) 5/ 227، و المقاييس (أفق) 1/ 116، و (قط) 5/ 13، و الصحاح و اللسان (قطط، أفق). و في المخصَّص و المقاييس و الصحاح و اللسان: بغبطته يعطي …
(8) من هنا إلى آخر البيت: من ط وحده.
(9) ديوانه 127، و الأغاني 14/ 35، و ذيل الأمالي 191، و شرح ابن يعيش 4/ 58 و 61، و الخزانة 3/ 75، و الصحاح (قطط)، و اللسان (فرط، قطط). و في الأغاني:
أطلتُ فراطكم … قتلت سراتكم كانت قطاطِ.
(10) البقرة: 265. و الذي شرحه أبو عُبيدة من هذه الآية قوله تعالى: بِرَبْوَةٍ؛ مجاز القرآن 1/ 82.
(11) اللسان (طلل)؛ و فيه:
بريح خُزامى طلَّةٍ من ثيابها و من أَرَجٍ من جيّد المِسك ثاقبِ
(12) ط م: «طَلٌّ».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 151
مَطْلول و طَلِيل. و قد قالوا: أُطِلَ دمُه فهو مُطَلٌ، و لم يعرفها الأصمعي «1».
و ألحقوها بالتكرير فقالوا: الطُّلَطِلَة و الطُّلاطِلَة، و هو داءٌ.
و طَلَّةُ الرَّجُل: امرأته.
لطط
و من معكوسه: اللَّطّ. يقال: لَطَّ فلانٌ على حقّ فلان و أَلَطّ، إذا جَحَدَه. و الرجل مُلِطٌّ و لَاطٌّ.
و كل شيء سترتَ دونه فقد لَطَطْتَه. قال الشاعر (بسيط)
و نلحف … فلا نلطّ ….
«2»:
[و تُلْحِفُ النارُ جَزْلًا و هي بارزةٌ] و لا نَلِطُّ «3» وراء النار بالسُّتَرِ
أي لا نسترها. قال أبو بكر: وراء هاهنا: قُدّام «4».
و لَطَّت الناقةُ بذنبها، إذا جعلته بين فخذيها في عَدْوها.
و اللَّطّ: قِلادة من حنظل، و الجمع لِطاط. و أنشد «5» (طويل) «6»:
جَوارٍ يُحَلَّيْنَ اللِّطاطَ و فوقها «7» سَرائحُ أحوافٍ من الأَدَمِ الصِّرْفِ
قال أبو بكر: الأحوف جمع حوفٍ، و هو شبيه بالمئزر يُتَّخذ للصبيان من أَدَم و يُشَقّ من أسافله ليُمْكِنَ المشيُ فيه، و هو الذي يسمّى الرَّهْط، تَلْبَسه الحُيَّض.
و أُلحق بالرباعي فقيل: ناقةٌ لِطْلِط، و هي المُسِنَّة التي قد تساقطت أسنانها.
فأما قولهم: لاطٌّ مُلِطٌّ فهو مثل قولهم: خبيثٌ و مُخْبِثٌ، أي له أصحاب خُبثاء.
ط م م
طمم
طَمَ الماءُ يَطُمُ طَمًّا و طُمُوما، إذا ارتفع. و كلّ شيء أفرط في ارتفاع فقد طَمَ.
و طَمَ الفَرَسُ طَميما، إذا عَدا عَدْوا سهلًا.
و طَمَ شَعَرَه طَمًّا، إذا أخذ منه.
و الطِّمّ: ما جاء على وجه الماء، و قد مرّ ذِكره «8».
و الطُّمَّة: القطعة من اليَبِيس. و يقال: بأرض بني فلان «9» طُمَّة من الكَلأ، و أكثر ما يوصف بذلك اليَبِيسُ.
و كل شيء تجاوز القَدْر فقد طَمَ، و هو طامٌ كما ترى، و منه قيل: الطَّامَّةُ الْكُبْرى.
مطط
و من معكوسه: مطَّ الشيءَ يَمُطُّه مَطًّا، إذا مَدَّه، و منه قولهم: مَطَّ الرجل حاجبَيه و خدّه، إذا تكبَّر. و كذلك مَطَّ أصابعه، إذا مدَّها و خاطب بها. و أحسب أن التمطّي من هذا، و كأن أصله التمطُّط، فقالوا التمطّي كما قالوا تَقَضِّي البازي و ما أشبهه.
و منه المِشْيَة المُطَيْطَى «10»، ممدود غير مهموز؛ هكذا يقول الأصمعي، و هي مِشْيَة في استرخاء. قال أبو عبيدة في قوله جلّ و عزّ: ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى «11» إنه من هذا، و اللّه أعلم.
ط ن ن
طنن
طَنَ البَعُوضُ طَنًّا و طَنينا. و الطَّنين: حكاية صوته، و كذلك حكاية ما أشبه ذلك مثل الطَّسْت و غيرها. فأما الطُّنّ من القصب فلا أحسبه عربيا صحيحا، و هي الحُزمة.
و كذلك قول العامّة: قامَ بِطُنِ نفسِه، أي كفى نفسَه.
و الطُّنّ: الطُّول. و يقال: رَجُلٌ عظيمُ الطنِ، إذا كان تامًّا جسيما طويلًا، عربي صحيح. قال الشاعر (رجز):
عَبْلُ الذِّراعَين عظيمُ الطُّنِ
نطط
و من معكوسه: النَّطّ؛ نَطَطْتُ الشيء أَنُطُّه نَطًّا، إذا مَدَدْتَه، و هو المَطّ. و أرضٌ نَطِيطَة، أي بعيدة.
و لهذا مواضع في التكرير تراها إن شاء اللّه «12».
ط و و
طوو
الطَّوُّ: موضع. و من لم يهمز طيًّا القبيلة قال: هذه طيٌ كما ترى.
______________________________
(1) لم يذكره عنه أبو حاتم في فعل و أفعل.
(2) البيت لابن مقبل في ديوانه 90، و الأساس (لحف). و في الديوان:
و نلحف … فلا نلطّ ….
(3) ط: «فلا تلطّ». و في الشرح جاء: «لا تسترها».
(4) قارن ص 236 و 1069.
(5) من هنا … الحُيَّض: سقط من ل.
(6) اللسان (لطط، حوف).
(7) ط و اللسان: «يَزِينُها».
(8) ص 126.
(9) م: «بأرض فلان».
(10) ط: «المُطيطاء» (و صوابه ما أثبتناه لأنه نصّ على أنه غير مهموز).
(11) القيامة: 33. و في مجاز القرآن 2/ 278: «جاء يمشي المُطَيْطا، و هو أن يلقي بيديه و يتكفّأ».
(12) ص 214.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 152
و له في التكرير و المعتلّ مواقع تراها إن شاء اللّه «1».
ط ه ه
طهه
لها وجهان مُماتان أُلحقا بالرباعي، فقالوا: فَرَسٌ طَهْطاهٌ، و هو المُطَهَّم التامّ الخَلْق.
هطط
و الهَطْهَطَة «2»: السرعة في المشي و ما أُخذ فيه من عمل.
و ستراهما إن شاء اللّه «3».
ط ي ي
طيي
قال الخليل رحمه اللّه «4»: اشتقاق طَيِّئ من طاء و همزة و ياء «5»، و كأنَّ إحدى اليائَين محوَّلة عنده عن الواو. و كان ابن الكلبي يقول: سُمِّي طيئا لأنه أول من طوى المَناهلَ؛ و هذا شيء لا يُعرف. و قال قوم «6»: إن أصل بنائه من طاء و ألف و همزة. و يقال: طَوَيْتُ الثوبَ أطويه طَيًّا. و كان الأصل طَوْيا، مثل قولهم: لَوَيْتُ الجبلَ لَيًّا، فقلبوا الواو ياءً و أدغموا الياء في الياء، و صارت ياءً ثقيلة، فقالوا: طَيًّا و لَيًّا. و من لم يهمز طيًّا عنى القبيلة. فأما أبو زيد فإنه كان يقول: طويت الأرضَ في معنى قَرَوْتها سواءٌ كأنك تخرج من موضع إلى موضع مثل طَيّ الثوب.
______________________________
(1) ص 214 و 242 و 929.
(2) ل: «و الطَّهْطَهَة»!
(3) ص 214.
(4) في العين 7/ 467: «و طيّئ: قبيلة بوزن فَيْعِل، و الهمزة فيها أصلية، و النسبة إليها طائي».
(5) ط: «من الطاء و واو و همزة و ياء و همزة».
(6) «و قال قوم … القبيلة»: من ل وحده.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 153
حرف الظاء
و ما بعده
ظ ع ع
أُهملت الظاء و العين و الغين في الثنائي.
ظ ف ف
فظظ
استُعمل من معكوسه: رجلٌ فَظٌّ بَيِّنُ الفَظاظة و الفِظاظ.
و الفَظّ: ماء الكَرِش يُعتصر و يُشرب في المفاوز عند الحاجة. يقال: افتَظَظْتُ الكَرِشَ و فَظَظْتُها، إذا فعلت بها ذلك.
و الفَظِيظ، زعم قوم أنه ماء الفحل أو ماء المرأة، و ليس بثَبْت. قال الشاعر في افتظاظ الكَرِش (طويل)
كأنهمُ إذ يعصرون … … فيض الخُريبة ….
«1»:
و كان لهم إذ يعصِرون فُظُوظَها بدَجْلَةَ أو فَيْضِ الأُبُلَّة مَوْرِدُ
و يُروى:
… أو فيض الخُرَيْبة ….
قال أبو بكر: الخُرَيْبة: أعلى البصرة.
ظ ق ق
أُهملت و لها مواضع في المعتلّ تراها إن شاء اللّه «2».
ظ ك ك
كظظ
استُعمل من معكوسه: كَظَّني الأمرُ كظًّا و كظاظةً و كِظاظا، إذا بَهَظَني. و يقال: كَظَّهُ الشبعُ، إذا امتلأ حتى ما يُطيق النَّفَس.
و تكاظَّ القومُ كِظاظا، إذا تجاوزوا القَدْر في العداوة. قال الراجز
قد كرهت ربيعة ….
«3»:
[إنّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحِفاظا] إذ سَئِمَتْ ربيعةُ الكِظاظا
لأْواءَها و الأَزْلَ و المِظاظا
ظ ل ل
ظلل
الظِّلّ: معروف، و هو في أول النهار، فإذا نَسَخَته الشمسُ ثم رجع فهو فيء حينئذٍ.
و الظِّلّ: المَنَعَة و العزّ. يقال: فلان في ظِلّ فلان، أي في عزّه. قال الشاعر- الفرزدق (طويل)
و لو كنت مولى العزّ ….
«4»:
فلو كُنْتَ مولَى الظِّلّ أو في ظِلاله ظَلَمْتَ و لكن لا يَدَيْ لك بالظُّلْمِ
أي لو كنت ذا عزٍّ أو في ظلال ذي عزّ.
و الظُّلَّة: ما استظللتَ به من شيء، شجرة أو غيرها.
و ظَلَ فلانٌ يفعل كذا، إذا عمله نهارا، فأما الليل فلا يقال:
ظَلَ يفعل.
______________________________
(1) البيت لمالك بن نويرة من الأصمعية 67، ص 195؛ و هو في ديوان مالك 64.
و انظر: السِّمط 347، و اللسان (فظظ، بول). و الرواية في الأصمعيات:
كأنهمُ إذ يعصرون … … فيض الخُريبة ….
(2) ص 933.
(3) الرجز في ملحقات ديوان العجّاج 81- 82، و ترتيبه فيه: الثاني فالثالث فالأوّل.
و انظر: أمالي القالي 2/ 256، و السِّمط 851 و 892، و الاقتضاب 389، و العين (كظ) 5/ 275، و المقاييس (كظ) 5/ 129، و الصحاح (كظظ)، و اللسان (حفظ، كظظ، مظظ). و في العين:
قد كرهت ربيعة ….
و بعض الأرجوزة الظائية مما يُنسب إلى رؤبة أيضا.
(4) ديوانه 825، و الخصائص 1/ 339، و المحتسب 2/ 279. و في الديوان:
و لو كنت مولى العزّ ….
جمهرة اللغة، ج1، ص: 154
و المِظَلَّة مِفْعَلَة، و هو ما استُظِلَ به أيضا.
لظظ
و من معكوسه: لَظَّ به لَظًّا، و أَلَظَّ به إلظاظا، إذا لزمه. و
في الحديث: «أَلِظُّوا بيا ذا الجَلالِ و الإكرامِ»
؛ أي الزموا هذه الدَّعوة.
و تَلاظَّ القوم لِظاظا و مُلاظَّةً، إذا لزِم بعضُهم بعضا فلم يفترقوا في حرب أو غيرها. قال الراجز «1»:
و الجِدُّ يَحْدُو قَدَرا مِلْظاظا
و الجِدّ هاهنا ضِدُّ الهَزْل. و يُروى: و الجَدُّ يحدو قَدَرا، من قولهم: لفلان جَدٌّ في هذا الأمر، أي حَظٌّ.
ظ م م
مظظ
استُعمل من معكوسه: المَظّ، و هو رُمّان ينبت في جبال السَّراة لا يَحْمِل. قال الشاعر- هو أبو ذُؤيب (طويل) «2»:
يَمانِيَةٌ أحيا لها مَظَّ مَأْبِدٍ و آلَ قُراسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ
و أَرْمِيَة: جمع رَمِيّ، و هو ضرب من السَّحاب. و قد رَوَوا:
أجْنَى لها. و مَأْبِد: موضع. و آلَ قُراس: جبال بالسَّراة باردة.
و رواية الأصمعي: أحيا لها. و أَرْمِيَة، واحدها رَمِيّ: سحاب عظيم القطر مستطيل في السماء. و روى الأصمعي: أَسْقِيَة، جمع سَقِيّ، و السَّقِيّ مثل الرَّمِيّ.
ظ ن ن
ظنن
الظَّنّ: معروف؛ ظَنَ يَظُنُ ظَنًّا. و الظِّنَّة: التُّهْمَة. و فلانٌ ظَنِين، أي متَّهم. و كذلك فُسِّر في التنزيل، في قراءة من قرأ:
و ما هو على الغَيْبِ بِظَنينٍ «3»، و اللّه أعلم.
ظ و و
أُهملت الظاء مع الواو و الهاء و الياء.
______________________________
(1) نسبه في المطبوعة إلى رؤبة، و ليس في ديوانه و لا في ملحقات ديوان العجّاج من الظائية. و سينشده أيضا ص 552.
(2) ديوان الهذليين 1/ 42، و المعاني الكبير 619، و المخصَّص 9/ 74، و معجم البلدان: (آل قراس) 1/ 55، و (قراس) 4/ 316 و (مأبِد) 5/ 31 و (مايد) 5/ 50، و الصحاح و اللسان (ميد، قرس، مظظ، رمى، سقى). و سينشده أيضا ص 718. و رواية الديوان: يمانيةٍ، بالكسر.
(3) التكوير: 24، و قارن ص 148.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 155
حرف العين
و ما بعده
ع غ غ
أُهملت.
ع ف ف
عفف
عَفَ الرجلُ يَعِفُ عَفًّا و عفَافا و عِفَّةً و عَفافةً. و رجلٌ عَفٌ بَيِّنُ العَفافِ، و عَفيف بَيِّنُ العَفافةِ.
و العُفَّة و العُفافة: ما يجتمع في الضَّرع من اللبن بعد الحلب. يقال: عَفَ اللبنُ يَعِفُ عَفًّا، إذا اجتمع في الضَّرع، و الاسم العُفافة.
و التعفُّفُ: تفعُّلٌ من العَفاف. و التعفُّف أيضا: شَرْبُ العُفافة. قال الأعشى (خفيف) «1»:
ما تَجافَى عنه النَّهارُ و لا تَعْ جوه إلّا عُفافةٌ أو فُواقُ
فعع
و قد أُلحق بعض هذا بالرباعي، فقيل في معكوسه: فَعْفَعَ الراعي بالغنم، إذا جمعها و زجرها. قال الراجز «2»:
مِثْلَي لا يُحْسِنُ قولًا فَعْفَعِ و الشَّاةُ لا تَمشي على الهَمَلَّعِ «3»
الهَمَلَّع: الذِّئب. تمشي: تَنْمَي، من قوله تعالى: أَنِ امْشُوا وَ اصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ «4».
و رجلٌ فَعْفَعانيٌ: حلو الكلام، رطب اللسان.
و أُلحق معكوسه بالتكرير، و ستراه إن شاء اللّه.
ع ق ق
عقق
عَقَ الأرضَ يعُقُّها عَقًّا، إذا شَقَّها. و منه العَقِيق، الوادي المعروف بالمدينة. و كل شيء شَقَقْتَه في الأرض فهو عَقِيق و مَعْقوق.
و عَقَ الرجلُ والديه عَقًّا و عُقُوقا، و هو خلاف البِرّ.
و العِقّ: حَفْر في الأرض مستطيل.
و العُقَّة «5»: الحُفرة في الأرض «6».
و العَقِيقة: البَرْقة تستطيل في عُرْض السَّحاب، و هي العَقَّةِ أيضا، و بذلك شُبِّهت السيوف.
و قالت ابنة مُعَقِّر بن حمار البارقيّ لأبيها و قد سألها عن السَّحاب: أراها حَمّاءَ عَقّاقة كأنها حُوَلاءُ ناقة. تريد أن البرق ينشقّ عَقائقَ.
و ماءٌ عُقٌ و عُقاقٌ، إذا اشتدَّت مرارتُه. قال الراجز- هو عُوَيْف القوافي «7»:
______________________________
(1) ديوانه 211، و المقاييس (عف) 4/ 3، و (عجى) 4/ 242، و الصحاح و اللسان (عفف، عدا)، و اللسان (عجا). و في الديوان: ما تعادى عنه.
(2) أنشدهما أبو الطيّب كرواية الجمهرة في الإبدال 2/ 212، و انظر: المعاني الكبير 198 و 685، و أمالي القالي 2/ 218، و السِّمط 839، و المخصَّص 8/ 10 و 14/ 38، و اللسان (هملع). و يُروى الأوّل: مثلي لا يحسن قول فعفع (كما في المخصَّص)، و يروى: إني لا أحسن قيلًا فع فعِ (كما في الأمالي و السمط)؛ و رواية الثاني في المعاني الكبير: فالعِين لا تمشي مع الهملَّعِ و سينشدهما أيضا ص 215.
(3) ضبطه في ط بسكون العين في «فعفع» و «الهملع»، و هو بالكسر في سائر الأصول.
(4) ص: 6.
(5) بفتح العين في ص 945 و اللسان و القاموس.
(6) ط: «و العِقّ و العُقّ و العُقّة: الحفرة في الأرض».
(7) من قصيدة لعُويف في الأغاني 17/ 118. و البيت في ملحقات ديوان الجعدي 248، و الكامل 2/ 279، و اللسان (عقق). و في الأغاني: ريّك و المحروم؛ و في اللسان: بحر الماء.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 156
بَحْرُكَ عَذْب الماء ما أعَقَّهْ رَبُّكَ و المحرومُ مَن لم يُسْقَهْ
و العقيقة: شعر المولود الذي يولد معه. و لذلك قيل: عَقَ الرجلُ عن المولود، إذا ذَبَحَ عنه عند حلق العَقيقة. و
في حديث المغازي أن رجلًا من بني أُميّة «1» مرّ بحمزةَ رضي اللّه عنه و هو مقتول فطعن بالرمح في شِدْقه و قال: ذُقْ عُقُقْ
، و قالوا: عُقَقْ، أي عاقٌ.
قعع
و من معكوسه: ماءٌ قُعٌ و قُعاعٌ، مثل العُقّ سَواءٌ.
و أُلحق بالرباعي فقيل: سمعت قَعْقَعَةَ السِّلاح. و القَعْقاع:
طائر، زعموا. فأما العَقْعَق فطائر معروف.
و قُعَيْقِعان: موضع بمكة زعم ابن الكلبي و غيره من أصحاب الأخبار أنه سُمِّي بذلك لأن جُرْهُمَ و قَطُوراء لمّا تحاربوا بمكَّة قَعْقَعَتِ السِّلاح في ذلك الموضع، فسُمِّي قُعَيْقِعان.
و قد سمّت العرب قَعْقاعا، و أحسب أن اشتقاقه من هذا، و ستراه إن شاء اللّه «2».
ع ك ك
عكك
عكَّه بالحُجَّة يَعُكّه بها عَكًّا، إذا قهره بها.
و عكَ يومُنا، إذا سكنت ريحُه و اشتدّ حَرُّه. و هي أيام العِكاك.
و اشتقاق عكّ، و هو اسم أبي قبيلة «3»، من أحد هذين، إمّا مِن عكَّه بالحُجَّة، و إمّا من قولهم: عَكَ يومُنا.
و يقال: يومٌ عكيكٌ، إذا اشتدَّ حَرُّه. قال الراجز «4»:
يومٌ عَكِيكٌ يَعْصِرُ الجُلُودا يَتْرُكُ حُمْران الرِّجال سُودا
و العُكّة: مَسْكٌ صغير شبيه بالنِّحي للسمن خاصةً. و يوصف السمين فيقال: كأنَّه عُكَّة.
و يقال للرَّجل إذا وجد عُرَواء الحُمَّى: عُكَ فهو مَعْكوك، و الاسم العَكَّة.
و أيام العِكاك معتذِلاتُ سُهَيلٍ، بالدال و الذال جميعا، ثلاثةَ عشرَ يوما كأنَّه يَعْذِل بعضُها بعضا من شدة الحرّ من أول ما يطلع. هكذا قال الأصمعي بالذال المعجمة؛ و قال غيره:
معتدلاتٌ، بالدّال غيرَ مُعْجَمة، أي اعتدلن في الحرّ. منها سبعةٌ قبل طلوع سُهيل، و ستةٌ بعده، و فيها طلوع العُذْرة.
كعع
و من معكوسه: كَعَ عن الشيء فهو يَكَعُ كُعُوعا، إذا ارتدَّ عنه هيبةً. و لا يقال كاعَ، و إن كانت العامّة قد أُولعت به. قال الشاعر (طويل)
و بالكفّ عن لمس الخِشاش كُنوعُ.
«5»:
[تَكارَهَ أعداءُ العشيرة رُؤيتي] و بالكَفِّ من لَمْسِ الخِشاشِ كُعوعُ
الخِشاش «6» هاهنا: حية معروفة بهذا الاسم.
ع ل ل
علل
عَلَ يَعُلُ «7» عَلًّا و عَلَلًا، إذا شرب شربا بعد شرب. يقال:
سقى إبله عَلَلًا و نَهَلًا «8»، إذا سقاها سَقية بعد سَقية.
و العَلُ: أن تَعْرِض الإبل على الماء بعد السَّقية الأولى، فإن شربت فهي عالَّة «9»، و إن أبَتْ فهي قاصِبة.
و من أمثالهم: «سُمْتَني سَوْم العالَّة» «10»، أي لم تبالغ في العرض عليّ.
و العَلَّة: الضَّرَّة، و بنو العَلّات: بنو الضرائر. قال الشاعر- هو أوس بن حجر (طويل) «11»:
و هم لمُقِلِّ المال أولادُ عَلّةٍ و إن كان محضا في العشيرة مُخْوِلا
و العِلَّة من المرض، و العِلَّة من الاعتلال؛ جاء بِعلَّة، و جمعها العِلَل.
و العَلّ: الضيئل الجسم، و إن كان كبير السن. و بذلك سُمِّي القُراد عَلًّا. قال الشاعر (طويل) «12»:
______________________________
(1) م ط: «أن أبا سفيان».
(2) في الاشتقاق 237: «و اشتقاق قعقاع من قعقعة السِّلاح». و انظر: الجمهرة ص 215.
(3) ل: «و هو قبيلة».
(4) الاشتقاق 489، و الأزمنة و الأمكنة 2/ 23.
(5) البيت للطرمّاح في ديوانه 316، و أساس البلاغة (كره)، و هو غير منسوب في الإبدال لأبي الطيّب 2/ 324. و في الديوان:
و بالكفّ عن لمس الخِشاش كُنوعُ.
(6) ل: «الخَشاش». و ما أثبتناه موافق للديوان.
(7) م ط: «يَعَلّ». و كلاهما جائز.
(8) م ط: «عَلَلًا بعد نَهَل».
(9) و يقال: إبل غالّة (اللسان، غلل).
(10) في المستقصى 2/ 159: عرضَ عليّ الأمرَ سومَ عالّة.
(11) نسبه في المطبوعة إلى جابر بن الثعلب الطائيّ. و البيت في ديوان أوس 91 و 136، و الشعر و الشعراء، و شرح المرزوقي 296، و شرح شواهد المغني 40، و معاهد التنصيص 1/ 135، و اللسان (علل). و في الديوان 91: في العمومة.
(12) البيت للممزَّق العبدي من الأصمعية 58، ص 165، و الحيوان 5/ 441.
و فيهما: تُناخ طليحا ما تراع …
جمهرة اللغة، ج1، ص: 157
[ظَلِلْتُ ثلاثا لا نُراعُ من الشَّذا] و لو ظلَّ في أوصالها العَلُ يرتقي
و قال بعض أهل اللغة: العَلُ مثل الزِّير الذي يحب حديث النساء، و لا أدري ما صحّته.
و عَلَ في معنى لَعلَ، تُنصب بها الأسماء و تُرفع الأخبار «1».
و للعين و اللام مواضع في الاعتلال تراها إن شاء اللّه «2».
لعع
و من معكوسه: لَعَ، أُميت، و أُلحق بالرباعي، فقيل: لَعْلَع، و هو اسم موضع.
و تَلَعْلَعَ من العطش، إذا اضطرب منه، و كذلك لَعْلَعَ لسانَه، إذا حَرّكه في فيه مثل النَّضْنَضَة، و ستراه في بابه إن شاء اللّه «3».
و قال أبو مالك: جاريةٌ لَعَّةٌ: خفيفة الحركة مليحة، و لم يجئ بها غيره.
فأما اللُّعاع و ما أشبهه فستراه في موضعه مع نظائره إن شاء اللّه «4». قال الشاعر «5»- ابن مقبل العجلاني «6»:
كادَ اللُّعَاعُ من الحَوذَانِ يَسحَطُها و رِجرِجٌ بين لَحْيَيْها خَناطيلُ
ع م م
عمم
العَمّ: أخو الأب، معروف.
و عَمَمْتُ القومَ بالشيء أَعُمُّهم عَمًّا، إذا سَوَّيْتَ بينهم.
و العَمّ: الجَمْع الكثير. قال الراجز- هو لبيد
أهلكت عمًّا ….
«7»:
يا عامرَ بن مالكٍ يا عَمّا أَفْنَيْتَ عَمًّا و أَعَشْتَ «8» عَمّا
فالعَمّ الأول أراد يا عَمّاه، و العَمّ الثاني أراد الجمع الكثير؛ أراد: أفنيتَ جمعا و جبرتَ آخرين.
و رجلٌ مُعَمٌ «9» مُخْوَلٌ: كريم الأعمام و الأخوال.
و العامّة: خلاف الخاصَّة.
و عامَّة الرجل: جثته و قامته.
و نخلٌ عُمٌ: عِظام طِوال، الذَّكر أعَمُ و الأنثى عَمّاءُ. و قالوا:
عَمِيم و عَمِيمة. و كل شيء كثر و اجتمع فهو عَمِيم و عَمَم.
و أنشد (طويل) «10»:
[و إنّ عِرارا إن يكن غيرَ واضحٍ] فإني أُحِبُّ الجَوْنَ ذا المَنْكِبِ العَمَمْ
و فلانٌ حسن العِمَّة، أي التعمُّم.
معع
و من معكوسه: مَع، كلمة يُقرن بها الشيء إلى الشيء، و لها مواضع تراها إن شاء اللّه تعالى «11».
ع ن ن
عنن
عَنَ يَعِنُ عَنًّا و عُنُونا، إذا اعترض. يقال: عنَ لي الأمرُ، و قد عَنَ هذا بفكري، أي اعترض.
و المِعَنُ من الرجال: العَريض.
و يقال: فلانةٌ مِعَنَّةٌ مِفَنَّةٌ، إذا كانت تَعْتَنُ في الأمور و تَفْتَنُّ.
قال الراجز «12»:
إنَّ لنا لَكَنَّهْ مِعَنَّةً مِفَنَّهْ
[سِمْعَنَّةً نِظْرَنَّهْ] كالرِّيح حَوْلَ القُنَّهْ
إنْ لا تَرَهْ تَطُنَّهْ
و عَنَنْتُ الفرسَ و أعْنَنْتُه، إذا حبسته بعِنانه، فإن حبسته بمِقْوَده فليس بمُعَنٍّ.
و فَرَسٌ مِعَنٌ، إذا كان يعترض في جريه.
و العُنَّة: خيمة تُتَّخذ من أغصان الشجر، و أكثر ما يُتَّخذ ذلك
______________________________
(1) «و قال … الأخبار»: من ط وحده.
(2) ص 972 و 1080.
(3) ص 216.
(4) لم يذكره في أي موضع آخر من الجمهرة.
(5) من هنا إلى آخر المادة: من ط وحده.
(6) ديوانه 387. و يُنسب إلى جِران العَود أيضا، و هو في ديوانه 42. و انظر: الإبدال لابن السكّيت 63، و الإبدال لأبي الطيّب 2/ 387، و الخصائص 2/ 91، و أمالي القالي 1/ 257 و 2/ 41، و السِّمط 447 و 573 و 677؛ و من المعجمات:
المقاييس (رج) 2/ 385، و الصحاح و اللسان (رجج، لعع)، و اللسان (سحط، خنطل). و سيجيء أيضا ص 531.
(7) ديوانه 345، و فيه:
أهلكت عمًّا ….
(8) م و هامش ل: «وَ جَبَرْتَ».
(9) في القاموس (عمم): بضمّ الميم و كسرها.
(10) البيت لعمرو بن شَأْس الأسدي في ديوانه 70. و انظر: الشعر و الشعراء 338، و الكامل 1/ 273، و الأغاني 10/ 65، و معجم الشعراء 22، و شرح المرزوقي 282، و شرح التبريزي 150، و الإصابة 2/ 543؛ و من المعجمات: المقاييس (عم) 4/ 15، و الصحاح (عمم)، و اللسان (ربب، عمم). و سينشده أيضا ص 1012. منسوبا إلى عمرو.
(11) ص 1318.
(12) المخصَّص 3/ 71 و 4/ 16، و المزهر 2/ 260، و المقاييس (كنن) 5/ 123، و الصحاح (سمع)، و اللسان (سمع، عنن). و الثاني و الثالث ص 164.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 158
من الثُّمام لأنه أبرد ظِلًّا من غيره، و الجمع: العُنَن. قال الشاعر (متقارب) «1»:
ترى اللحمَ من ذابلٍ قد ذَوَى و رَطْبٍ يرفَّع فوق العُنَنْ
و العَنان: السَّحاب، و ستراه في بابه إن شاء اللّه «2».
و الأعنان: النواحي في السماء.
و العَنَن: الاعتراض في الأمور. قال الشاعر- الحارث بن حِلِّزة اليشكري (خفيف) «3»:
عَنَنا باطلًا و ظُلْما كما تُعْ تَرُ عن حَجْرَةِ الرَّبيضِ الظِّباءُ
ع و و
عوو
العُوَّة: الدُّبُر. و لها مواضع تراها في التكرير إن شاء اللّه «4».
ع ه ه
هعع
من معكوسه: هَعَ يَهَعُ، إذا قاءَ.
و رجلٌ «5» هاعٌ لاعٌ، و هائعٌ و لائعٌ، إذا كان جَبانا. قال أبو قيس بن الأَسْلَت الأوسي (سريع) «6»:
الحزمُ و القوّةُ خيرٌ من الإ دْهان و الفَكَّة و الهاعِ
و قال الأعشى (خفيف) «7»:
مُلْمِعٍ لاعَةِ الفؤاد إلى جَحْ شٍ فلاهُ عنها فبِئسَ الفالي
ع ي ي
عيي
عَيَ بالشيء عِيًّا، إذا لم يُطِقه.
و العِيّ: ضد البلاغة.
فأما من قرأ: أَ فَعَيِّنا بالخَلْقِ الأوَّلِ «8»، و إنما هو أَ فَعَيِينا، فأدغمت الياء في الياء فثقُلَتْ.
و للعين و الياء مواضع تراها في التكرير إن شاء اللّه.
______________________________
(1) البيت للأعشى في ديوانه 21، و أنشده ابن دريد أيضا في الاشتقاق 21. و انظر:
المخصَّص 5/ 136، و المقاييس (عنن) 4/ 21، و الصحاح و اللسان (عنن).
و سينشده أيضا ص 955.
(2) لم يذكره في أي موضع آخر من الجمهرة.
(3) من معلّقته الشهيرة؛ الزوزني 167. و انظر ص 392 أيضا.
(4) مكرَّرُهُ ص 216.
(5) من هنا إلى آخر المادة: من ط وحده.
(6) ديوانه 79، و هو من المفضلية 75، ص 285، و جمهرة أشعار العرب 127، و البيان و التبيين 1/ 241، و الحيوان 3/ 46، و أمالي القالي 2/ 215، و السِّمط 837، و المخصَّص 2/ 122 و 3/ 52 و 3/ 65؛ و من المعجمات: العين (هيع) 2/ 170، و الصحاح و اللسان (فكك). و سينشده أيضا ص 161 و 970.
(7) ديوانه 7، و العين (فلو) 8/ 333، و المقاييس (لمع) 5/ 211، و الصحاح (لوع)، و اللسان (لوع، فلا).
(8) ق: 15. و في م: و قوله تبارك و تعالى. و في هامش م: «و لم يقرأ أحد من القرّاء السبعة بتثقيل العين؛ كتبه إبراهيم الرقّي». و قراءة التشديد مذكورة في البحر المحيط 8/ 123.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 159
حرف الغين
و ما بعده
غ ف ف
غفف
الغُفَّة: القليل من القُوت الذي يُتماسك به. قال الشاعر- هو طُفيل الغَنَوي (طويل) «1»:
و كُنّا إذا ما اغتَفَّتِ الخيلُ غُفَّةً تَجَرَّدَ طَلّابُ التِّراتِ مطلَّبُ
أي هو طالب مطلوب.
قال: و إنما سُمِّيت الفأرةُ غُفَّةً لأنها قُوت السِّنَّوْر؛ هكذا يقول بعض أهل اللغة. و أنشد هذا البيت عن يونس و لا أدري ما صحته (متقارب) «2»:
يُدِيرُ النَّهارَ بحَشْرٍ له كما عالجَ الغُفَّةَ الخَيْطَلُ
النَّهار هاهنا: ولد الحُبارى. و الخَيطل: السِّنَّوْر. قال أبو بكر: و هذا البيت مما يُعايا به، يصف صبيا يدير نهارا بحَشْرٍ في يده، و هو سهم خفيف أو عُصَيَّة صغيرة. و الغُفَّة: الفأرة.
غ ق ق
غقق
غَقَ القِدْرُ و ما أشبهه يَغِقُ غَقًّا و غَقيقا، إذا غلى فسمعتَ صوتَه.
و امرأة غَقّاقة: عيب مذموم، إذا سمعتَ لها «3» صوتا عند الجِماع.
و سمعت غَقَ الماء و غَقِيقَة، إذا جرى فخرج من ضِيق إلى سعة أو من سعة إلى ضِيق.
و غَقّ الغُدافُ: حكايةٌ لغِلَظ صوته.
غ ك ك
أُهملت الغين و الكاف في الثنائي.
غ ل ل
غلل
غَلَ يَغُلُ غَلًّا، إذا خان. و كذلك فسَّره أبو عُبيدة في قوله تعالى: وَ ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ و أن يُغَلَ «4».
و الغُلّ المعروف من حديد أو قِدًّ. و المثل السائر: «كالغُلِ القَمِلِ» «5»، و ذلك أنهم كانوا يَغُلُّون الأسيرَ بالقِدِّ فيجتمع القملُ في غُلِّه فيشتدُّ أذاه له.
و الغِلّ: الحقد.
و الغُلَّة و الغَليل: حرارة العطش. و ربما سُمّيت حرارة الحب أو الحزن غَليلًا أيضا.
و الغَلَّة من غلَّة الدار و ما أشبهها: عربية صحيحة معروفة.
قال الشاعر- هو زهير (طويل) «6»:
فتُغْلِلْ لكم ما لا تُغِلُ لأهلها قُرًى بالعراق من قَفيزٍ و درهمِ
______________________________
(1) ديوانه 26، و الإبدال لابن السكّيت 125، و الإبدال للحلبي 1/ 181، و أمالي القالي 2/ 34، و السِّمط 665، و المخصَّص 10/ 167 و 13/ 286، و المقاييس (غفف) 4/ 375، و الصحاح و اللسان (غفف). و سينشده أيضا ص 959.
(2) في المطبوعة أنه يُنحل الأخطلَ، و ليس في ديوانه. و البيت في الإبدال لأبي الطيّب 1/ 182، و اللسان (غفف، خطل). و سينشده أيضا ص 959. و في اللسان (خطل): يداري النهارَ بسهمٍ له.
(3) م ط: «لفرجها».
(4) آل عمران: 161. و في مجاز القرآن لأبي عُبيدة 1/ 107: أن يُخان.
(5) في حديث عمر: «منهنّ غلٌّ قَمِلٌ»؛ النهاية 3/ 381.
(6) ديوانه 21؛ و هو من المعلَّقة. و انظر ص 962.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 160
و قال الراجز «1»:
أقْبَلَ سَيْلٌ جاء مِن أمر اللّهْ يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ
يَحْرِد: يَقْصِد.
و الغالَّة: ماء ينقطع من ماء البحر فيجتمع في موضعٍ من «2» الساحل.
و أغللتُ في الإهاب، إذا سلخته و تركت فيه لحما.
و تقول العرب: من الكِباش ما يُغِلُ، و منها ما يَستشْمِذُ «3».
فالمُغِلُ: الذي يُدخل قضيبه تحت أَلْيَة النعجة فيَقْرعها؛ و المُستشمِذ «4»: الذي لا يصل إليها حتى ترفع أَلْيَتها.
و أَغَلَ فلانٌ إبله، إذا أساء سَقْيَها.
غ م م
غممابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص160
الغَمّ: ضِدُّ الفَرَج.
و الغُمَّة: الغِطاء على القلب من الهمّ.
و الغُمَّة: الضَّيْقَة. يقال: اللهم احْسِر عنّا هذه الغُمَّةَ، أي الضَّيْقَة.
و غُمَ الهلالُ، إذا غطّاه الغيم. و كل شيء غطَّيته فقد غَمَمْته. و بذلك سُمِّي الرُّطَب المَغْموم، و هو الذي يُجعل في جرَّةٍ و هو بُسْرٌ، ثم يُغطّى حتى يُرْطِب. قال الهُذلي- هو أبو خِراش (طويل) «5»:
كأنَّ الغلامَ الحنظليَّ أجارَه عُمانيّةٌ «6» قد غَمَ مَفْرِقَها القَمْلُ
أي كَثُر فيه. و الغَمام من هذا اشتقاقه لأنه يُغطّي السماء، و اللّه أعلم.
و الغِمامة التي تُجعل على خَطْم البعير من ذلك. و الغِمامة أيضا: أن يُشَدَّ على خَطْم الناقة السَّلُوب كساءٌ و تُدْخَل في حَيائها دُرْجَة، و هي خِرَقٌ تُلَفّ، فإذا أكْرَبَها ذلك حُلَّت الغَمامة عنها و استُخرجت الدُّرْجَة، فطُلي ما كان عليها على حُوارٍ آخرَ ثمّ أُدْني منها فتَشَمُّه فَتْرأَمُه.
و كُراع الغَميم: موضع معروف.
و رجلٌ أَغَمُ و امرأةٌ غَمّاء، إذا دنا قُصاصُ الشَّعَر من حاجبيه حتى يغطِّي الجبهة، و كذلك هو في القفا أيضا. قال الشاعر- هو هُدْبَة بن خَشْرَم (طويل) «7»:
فلا تَنْكِحي إن فَرَّق الدَّهْرُ بيننا أغَمَ القَفا و الوجهِ ليس بأنْزَعا
غ ن ن
غنن
غَنَ الوادي و أغَنَ، و لم يعرف الأصمعي إلّا أَغَنَ «8»، إذا كَثُرَ شجرهُ و دَغَلُه.
و يقال: وادٍ أَغَنُ و مُغِنٌ أيضا، و قريةٌ غَنّاءُ، إذا كَثُرَ أهلُها.
و الغُنَّة: صوت يخرج من الخياشيم. و الظِّباء غُنٌ لأن في نَزيبها غُنَّةً. و الغُنّة أيضا: ما يعتري الغلامَ عند بلوغه، إذا غَلُظَ صوتُه.
أُهملت الغين مع الواو و الهاء
غ ي ي
غيي
الغَيُ: ضِدُّ الرُّشْد.
______________________________
(1) في السِّمط 31: «و قال أبو حاتم: هذا البيت مصنوع، صنعه من لا أحسنَ اللّه ذِكره، يعني قطربا»، و انظر: حواشي السمط في نسبته إلى حنظلة بن مصبِّح و حسّان. و الرجز في معاني القرآن للفرّاء 3/ 176، و مجاز القرآن 2/ 266، و إصلاح المنطق 47 و 266، و الكامل 1/ 53 و 2/ 86، و أمالي القالي 1/ 7، و أمالي ابن الشجري 2/ 16، و الخزانة 4/ 341؛ و من المعجمات: العين (حرد) 3/ 181، و المقاييس (حرد) 2/ 51، و الصحاح و اللسان (حرد، غلل)، و اللسان (أله). و سينشده أيضا ص 501 و 962.
(2) من هنا إلى آخر المادة: سقط من ل.
(3) ط: «يشتمذ».
(4) ط: «و المشتمذ».
(5) ديوان الهذليين 2/ 164.
(6) م: «عمانيةً».
(7) ديوانه 105. و يُنسب أيضا إلى عبد الرحمن بن حسّان، و هو في ديوانه 31.
و البيت في المحبَّر 397، و إصلاح المنطق 60، و البيان و التبيين 4/ 10، و الحيوان 7/ 157، و الكامل 4/ 86، و الأغاني 21/ 273، و الاقتضاب 343، و الخزانة 4/ 86؛ و من المعجمات: المقاييس (غم) 4/ 378، و الصحاح (غمم)، و اللسان (نزع، غمم). و سينشده أيضا ص 841.
(8) ليس في فعل و أفعل للأصمعي.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 161
حرف الفاء
و ما بعده
ف ق ق
فقق
يقال: فَقَقْتُ الشيءَ، إذا فتحته.
و فَقَقْتُ النخلةَ، إذا فَرَّجْت سَعَفَها لتصلَ إلى طَلْعها فتُلْقِحَها.
و رجل فَقَاقٌ، إذا كان كثيرَ الكلام قليلَ الغَناء.
و الفَقفَقة: حكاية صوت. [يقال]: سمعتُ فَقفقة الماء، إذا سمعت تداركَ قَطْرِه أو سيلانه. و تراها في المكرَّر «1».
قفف
و من معكوسه: قَفَ النَّبْتُ يَقِفُ، إذا يَبِسَ. و كل ما يَبِسَ فقد قَفَ. قال الراجز «2»:
كأَنَّ صوت خِلْفِها و الخِلْفِ كَشَّةُ أفعى في يَبِيسٍ قَفِ
و
في بعض أخبار معاوية أنه نزل بامرأة من كِنانة كلبٍ فقالت له: أُعيذك باللّه يا أمير المؤمنين أن تنزل واديا فتَدَعَ أوله يَرِفُّ و آخرَه يَقِفُ.
و القُفّ: الغليظ «3» المرتفع من الأرض، لا يبلغ أن يكون جبلًا. قال الشاعر (طويل) «4»:
و أَخْلَقَنا أن يدخل البيتَ باسْتِهِ إذا القُفُ أبدى من مخارمه رَكْبا
قال أبو بكر: يصف في هذا البيت رجلًا رأى رَكْبا قد طلع من القُفّ، فزحف على استه إلى خَلف، فدخل بيته لئلّا يُرى «5» فيستضاف.
و جمع القُفّ: قِفاف. و القُفَّة: وعاء تتّخذه المرأة تجعل فيه غَزْلها و ما أشبه ذلك؛ عربي معروف.
ف ك ك
فكك
فَكُ الإنسانِ و الدّابَّة: معروف.
و الفَكَّة: الضَّعْف و الوَهْن. قال الشاعر- و هو أبو قيس بن الأَسْلَت (سريع) «6»:
الحزمُ و القوَّةُ خيرٌ من الإ دْهان و الفَكَّة و الهاعِ
الهاع: الجُبْن.
و فَكَكْتُ يدَ الرجل و غيرَها أفُكُّها فَكًّا، إذا فتحتها عمّا فيها.
و تقول: هَلُمَ فَكَاكَ «7» رقبتِك، و كذلك فَكَاك الرَّهن.
و الفَكَّة: كواكب مجتمعة قريبة من بنات نَعْش.
و كل شيء أطلقته من رِباط أو إسار فقد فَكَكْتَه. و فسَّر أبو عبيدة في قوله جلَّ ثناؤه: فَكُ رَقَبَةٍ «8»، أي إطلاقها من الرِّقِّ بالعَتْق.
و أَفَكَّت حِبالةُ الصّائد، أي انقطعت.
كفف
و من معكوسه: الكفّ في اليد: معروفة.
______________________________
(1) ص 218.
(2) سبقا ص 139، و الثاني ص 1054.
(3) م ط: «الغلظ».
(4) البيت للمغيرة بن حَبْناء في الأغاني 11/ 168، و الشعر و الشعراء 319، و السِّمط 716؛ و نسبه في الكامل 1/ 211 ليزيد بن حبناء أو لصخر بن حبناء. و في الشعر و الشعراء و الأغاني: إذا القُفُّ دلّى.
(5) ط: «لئلا يؤوى»!
(6) سبق إنشاده ص 158 و سيجيء أيضا ص 970.
(7) ط: «فِكاك» (بالكسر)؛ و الوجهان جائزان.
(8) البلد: 13. و ليس في مجاز القرآن 2/ 299 شرح لمعنى الفكِّ.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 162
و كَفَفْتُ عن الشيء كَفًّا، إذا امتنعتَ عنه «1».
و كَفُ الطائِر أيضا، لأنه يَكُفّ بها على ما أخذ.
و كل شيء جمعته فقد كَفَفْته. و منه
حديث الحَسَن أن رجلًا كانت به جِراحة، فسأله كيف يتوضَّأ فقال: كُفَّهُ بخرقةٍ
، أي اجعلها حوله. و منه قول امرئ القيس (طويل) «2»:
[كأنّ على لَبّاتِها جَمْرَ مُصْطَل] أصاب غَضًى جَزْلًا و كُفَ بأجذالِ
و الأجذال: أصول الشجر. أي أُحيط الجمرُ بأجذال من أجذال الشجر، لئلّا تَنْسِفَه الريحُ.
و كِفَّةُ الميزان و المنجنيق، بكسر الكاف، و كُفَّةُ الثوب بضمِّها. و كل مستطيلٍ كُفَّةٌ، بضمّ الكاف، و كل مستديرٍ كِفَّةٌ، بكسر الكاف.
ف ل ل
فلل
فَلَلْتُ السيفَ فَلًّا، إذا ثَلَمْتَ حدَّه. و كل شيء رَدَدْت حدَّه أو ثَلَمْته فقد فَلَلْته.
و الفَلّ: القوم المنهزمون.
و الفِلّ: الأرض القَفْر. قال الراجز:
قَطَعْتُ بالعِيس على كَلالِها مجهولَها و الغُفْلَ من أفلالِها
الغُفْل: ما لم يكن له عَلَمٌ. و ناقةٌ غُفْلٌ: إذا لم يكن عليها وَسْمٌ «3».
لفف
و من معكوسه: لَفَ الشيءَ يَلُفُّه لَفًّا، إذا خلطه و طواه. و منه قولهم: لَفَفْتُ الكتيبةَ بالأخرى، إذا خَلْطَتَ بينهما في الحرب. قال الشاعر (كامل) «4»:
و لَكَمْ لَفَفْتُ كتيبةً بكتيبةٍ و لَكَمْ كَمِيٍّ قد تركتُ معفَّرا
و منه اللفيف في الناس، و هم المختلطون، لتداخل بعضهم في بعض.
و لِفُ القومِ: جماعتهم. قال الشاعر (طويل) «5»:
سيكفيهمُ «6» أوْدا و من لَفَ لِفَّها فوارسُ من جَرْمِ بنِ رَبّانَ كالأُسْدِ
و رجلٌ أَلَفُ، و هو الضعيفُ الواهِنُ البَطْشِ. قال الشاعر (طويل) «7»:
رأيتُكما يا ابنَي عِياذٍ عَدُوْتُما على مالِ أَلْوَى لا سَنِيدٍ و لا أَلَفّ
و لا مالَ لي إلّا عِطافٌ و مِدْرَعٌ لكم طَرَفٌ منه حديدٌ و لي طَرَفْ
سَنيد يعني دَعِيّ. قال أبو بكر: أراد هاهنا السيف؛ يقول:
لكم ظُبَتُه التي أضربكم بها ولي قائمُه الذي أُمسكه.
و يقال: امرأةٌ لَفّاءُ: غليظة الفخذين
لا مال إلّا العِطافُ تُؤزِرُه بنت ثمانين و ابنة الجبلِ
«8».
ف م م
فمم
الفم ناقص، و ليس هذا موضعه، و ستراه في بابه مشروحا إن شاء اللّه «9».
ف ن ن
فنن
فَنٌ من الفنون، أي ضربٌ من الضروب. و يُجمع فنّ أفنانا، و يقال: أُفنون، و الجمع أفانين.
ف و و
أُهملت «10».
ف ه ه
فهه
رجلٌ فَهٌ بَيِّنُ الفَهاهة، إذا كان عَيِيًّا. و يقال: لقد فهِهْتَ يا
______________________________
(1) ط: «إذا منعت عنه».
(2) ديوانه 29. و الكلمتان الأخيرتان منه في 651 أيضا.
(3) «الغُفل … وَسْمٌ»: من ط وحده.
(4) عن ابن دريد في التاج (لفف).
(5) عن ابن دريد أيضا في التاج (لفف).
(6) م ط: «سيكفيكم».
(7) البيتان في مراتب النحويين لأبي الطيّب 88، و السِّمط 905، و الأول في أمالي القالي 2/ 266، و الثاني في المخصَّص 6/ 16. و انظر: اللسان (عطف، جبل). و سينشدهما أيضا في 649 و الثاني في 914.
(8) في هامش ب: «قال الشاعر (منسرح):
لا مال إلّا العِطافُ تُؤزِرُه بنت ثمانين و ابنة الجبلِ
بنت ثمانين: الجُعبة. و ابنة الجبل: القوس، و هي أيضا اسم من أسماء الداهية في غير هذا الموضع و هي الصَّدى الذي يجيبك إذا ناديت من الجبل و غيره».
(و انظر: الشاهد في اللسان عطف، جبل).
(9) انظر: (فوه) ص 973.
(10) في هامش ب: «لم يذكر الفَوَة، و هي معروفة».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 163
رجلُ تَفَهُ فَهًّا و فَهاهةً.
هفف
و من معكوسه: هَفَّتِ الريحُ تَهِفُ هَفًّا و هَفيفا، إذا سمعت صوت هبوبها.
و سحابةٌ هِفَّةٌ و هِفٌ: لا ماء فيها، و كذلك شُهْدَةٌ هِفٌ: لا عَسَلَ فيها. قال الراجز:
لا رَعْيَ إلا في يبيسٍ قَفِ تحت سَماحيقَ و جِلْبٍ هِفِ
و للفاء و الهاء مواضع في التكرير تراها.
أُهملت الفاء و الياء
جمهرة اللغة، ج1، ص: 164
حرف القاف
و ما بعده
ق ك ك
أُهملت القاف و الكاف في الوجوه كلِّها.
ق ل ل
قلل
القُلّ: القليل. و من كلامهم: رماه اللّه بالقُلِ و الذُّلِّ، أي بالقِلَّة و الذِّلَّة.
و القُلَّة: قُلَّة الجبل، و هي القطعة تستدير في أعلاه، و هي القُنَّة أيضا.
فأما القُلَة التي يلعب بها الصِّبيان فناقصة تراها في موضعها إن شاء اللّه.
و القُلَّة التي جاءت
في الحديث: «مِثْلُ قِلالِ هَجَرَ»
هي، زعموا، جِرارٌ عِظامٌ.
و القِلّ «1»: الرِّعدة و الانتفاض. يقال: أخذ فلانا القِلُ، إذا أخذته رِعدةٌ مِن فَزَعٍ أو زَمَعٍ.
قال أبو بكر؛ و لما وَدّع عمر ابن الخطّاب رضي اللّه عنه زيد بن الخطّاب حين خرج إلى اليمامة قال له: ما هذا القِلّ الذي أراه بك؟
ق م م
قمم
قَمَمْتُ البيتَ أَقُمَّه قَمًّا، إذا كَسَحْتَه. و المِقَمَّة: المِكْسَحة.
و القُمام و القُمامة: الكُساحة، و الجمع القُمام.
و قَمَّتِ الشاةُ تَقُمُ قَمًّا، إذا ارتمت من الأرض.
و المِقَمَّة و المِرَمَّة بمعنى واحد: ما اقتَمَّت به من الأرض، و هو فم «2» الشاة و ما حولها.
و القِمَّة قِمَّة الرأس، و هي أعلاه «3»، و قِمَّة كل شيء:
أعلاه. و قِمَّة النخلة: أعلاها. قال ذو الرُّمَّة (طويل) «4»:
وَرَدْتُ اعتسافا و الثريّا كأنّها على قِمّة الرأس ابنُ ماءٍ محلِّقُ
و قَمَ الرجلُ ما على المائدة يَقُمُّه قَمٍّا، إذا أكل ما عليها.
و أَقَمَ الفحلُ شَوْلَه، إذا ضربها بأسْرِها.
مقق
و من معكوسه: مَقَقْتُ الشيء أَمُقُّه مَقًّا، إذا فتحته. و كذلك مَقَقْتُ الطَّلْعَةَ، إذا شَقَقْتَها للإبار.
و رجلٌ أَمَقُ: طويل. و فرسٌ أَمَقُ: بعيدُ ما بين الفُرُوج.
و أرضٌ مَقّاءُ: بعيدة الأرجاء. و في كلام بعضهم يصف فرسا:
شقّاءُ مقّاءُ طويلة الأَنْقاء.
ق ن ن
قنن
عبدٌ قِنٌ، إذا كان أبواه مملوكين.
و قُنَّة الجبل: مثل قُلَّته سَواءٌ. قال الراجز «5»:
سِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّهْ كالرِّيح حَوْلَ القُنَّهْ
و قال بعض أهل اللغة: عبدٌ قِنٌ، و عبيدٌ قِنٌ، الواحد و الجمع فيه سواءٌ. و قال قوم: عبيدٌ أقنانٌ، جمع قِنٍ.
______________________________
(1) من هنا إلى آخر المادّة: سقط من ل.
(2) ط: «و هم فم الشاة»! و في م: «و هما الشفتان من فم الشاة».
(3) م ط: «و أعلى كل شيء قمته».
(4) ديوانه 401، و فعل و أفعل للأصمعي 497، و أضداد السجستاني 154، و أدب الكاتب 164، و أضداد الأنباري 422، و الكامل 3/ 34، و المخصَّص 8/ 153 و 9/ 11 و 15/ 204، و المقاييس (بنى) 1/ 303، و اللسان (عسف، لحق، قمم). و سينشده ابن دريد أيضا ص 978.
(5) سبق إنشادهما ص 157.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 165
نقق
و من معكوسه: نَقَ الظليمُ و الضِّفْدَع نقيقا و نَقًّا. و تسمّى الضِّفدعة في بعض اللغات: النَّقّاقة.
و النِّقْنِق: الظَّليم بعينه، و ستراه في بابه إن شاء اللّه «1».
ق و و
قوو
قَوٌّ: موضع أو جبل.
ق ه ه
قهه
القَهُّ أُميت فأُلحق بالرباعي فقيل: قَهْقَهَ.
ق ي ي
قيي
القِيُ: القَفْر من الأرض. قال الراجز «2»:
[موصولة وَصْلًا بها الفُلِيُ] القِيُ ثم القِيُ ثم القِيُ
______________________________
(1) ص 220.
(2) الصحاح و اللسان (فلا).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 166
حرف الكاف
و ما بعده
ك ل ل
كلل
كَلَ السيفُ و الشَّفرةُ كَلًّا و كُلُولًا. و كَلَ الرَّجُلُ و الدابَّةُ كَلالًا.
و كَلَ البصرُ كَلَّةً.
و ألقى فلانٌ كَلَّه على فلان، أي ثِقله.
و الكُلّ: كلمة يُجمع بها.
و الكِلَّة: معروفة عربية صحيحة.
و اختلفوا في تفسير الكَلالة فقال قوم: هي مَن تكلَّلَ نَسَبُه بنَسَبِك، كابن العَمّ و من أشبهه، و قال آخرون: هم الإخوة للأُمّ، و هو المستعمل اليوم.
لكك
و من معكوسه: لكَكْتُ اللحمَ ألُكُّه لَكًّا، إذا فصلته عن العظام.
و اللَّكّ و اللَّكِيك: اللحم بعينه، إذا كان مكتنزا.
فأما اللُّكّ الذي يُصبغ به فليس بعربي.
و لَكَ البعيرُ، إذا كان غليظَ اللحم مكتنزا.
و لهذا مواضع تراها في التكرير إن شاء اللّه «1».
ك م م
كمم
الكُمّ: الرُّدْن، عربي صحيح. قال العَجّاج «2»:
و قد أُرَى واسعَ جَيْبِ الكُمِ
و الكُمَّة «3»: معروفة. و كل ما غطيته فقد كَمَمْتَه.
و النخل المُكَمَّم: الذي قد نُضِدَت عذُوقُه بعضُها على بعض.
مكك
و من معكوسه: مَكَ الصبيُّ ثديَ أُمّه، يَمُكُّه مَكًّا، إذا استقصى مَصَّه. و كذلك كلُّ راضِعٍ. و ذكر بعض أهل اللغة أن مَكَّة من هذا اشتقاقها لقلَّة الماء بها، لأنهم كانوا يَمْتَكّون الماءَ، أي يستخرجونه. و قال آخرون: سُمِّيت مَكَّةَ لأنها كانت تَمُكُ مَن ظَلَمَ فيها، أي تَنْقُصُه و تُهْلِكُه.
ك ن ن
كنن
كَنَنْتُ الشيءَ، إذا خَبَأْتَه و سَتَرْتَه، أَكُنُّه كَنًّا و كُنُونا، فهو مَكْنون. و كل شيء سترت به شيئا فهو كِنانٌ له. و أنشد الأصمعي (مجزوء الخفيف) «4»:
أيُّنا بات ليلةً تحت غُصْنَين يُؤبَلُ
تحت عينٍ كِنانُنا فَضْلُ بُرْدٍ مُهَلْهَلُ «5»
العين: السحابة؛ أراد: تحت المطر.
و أجاز أبو زيد كَنَنْتُ الشيءَ و أكْنَنْتُه بمعنى واحد. و لم يتكلّم فيه الأصمعي «6».
و قال بعض أهل اللغة: كَنَنْتُ الشيءَ: سَتَرْتُه، و أكْنَنْتُه في صدري. و احتجّوا بقوله جلّ و عزّ: كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ «7»، و بقوله: ما تُكِنُ صُدُورُهُمْ* «8». و هذا من
______________________________
(1) ص 222.
(2) البيت لرؤبة، لا للعجّاج، في ديوانه 143. و انظر: المعاني الكبير 481، و المحتسب 2/ 130، و المخصَّص 13/ 135.
(3) و هي القلنسُوة المدوّرة لأنها تغطي الرأس؛ الصحاح (كمم).
(4) نِسبتُهما في الصحاح و اللسان (كنن) إلى عمر بن أبي ربيعة، و ليسا في ديوانه.
و في المصدرين: ظِلُّ بُرْدٍ مرحَّلُ؛ و في اللسان عن ابن برّي: بُرْدُ عَصْبٍ مرحَّلُ.
(5) م: «يُهلِّلُ».
(6) قارن فعل و أفعل 469.
(7) الصافّات: 49.
(8) النمل: 74، و القصص: 69.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 167
أَكْنَنْتُ، و الأول من كَنَنْتُ. و الشيء مَكْنونٌ، و الحديث مُكَنٌ.
و الكِنّ: الذَّرَى؛ يقال: أنا في كِنِ فلان، أي في ذَراه.
و الكُنَّة: مِخْدَعٌ أو رَفٌّ في البيت، و الجمع كُنَن.
و بنو كُنَّة: بطن من العرب «1» يُنسبون إلى أُمّهم.
و كَنَّة الرجل: امرأة أخيه أو ابنه. قال الشاعر- هو فقيد ثقيف (مجزوء الخفيف) «2»:
هي ما كَنَّتي و تَزْ عُمُ «3» أنّي لها حَمُو
قال أبو بكر: يقال: حَماها و حَمُوها و حَمْؤها.
ك و و
كوو
الكَوّ: جمع كَوَّة. و الكَوَّة: معروفة عربية صحيحة.
قال أبو بكر: الكَوّ للواحدة، و يُجمع كِوًى بالقصر، و أما كُوَّة فليس يُعرف.
و للكاف و الواو مواضع في التكرير «4».
ك ه ه
كهه
رجلٌ كَهْكاهٌ: ضعيف. و تَكَهْكَهَ عن الشيء، إذا ضعف عنه.
هكك
و من معكوسه: هَكَكْتُ الشيءَ أهُكُّه هَكًّا، إذا سحقته، فهو مَهْكوك و هَكِيك.
ك ي ي
كيي
الكَيّ: مصدر كَوَيْتُ الجرحَ و غيرَه أكويه كَيًّا. و المثل السّائر: «آخرُ الدّاءِ الكَيُ» «5». و كان بعض أهل اللغة يردّ هذا و يقول: إنما هو: «آخرُ الدَّواءِ الكَيُ».
و من أمثالهم: «مِن أبعدِ أدوائها تُكوى الإبل» «6».
______________________________
(1) الاشتقاق 28: بطن من ثقيف.
(2) أنشده أيضا في الاشتقاق 28. و انظر: شرح المرزوقي 509، و أمالي الشجري 2/ 37، و الصحاح و اللسان (حمو). و سينشده ص 573 و 985. أيضا.
(3) م ط: «و أزعم».
(4) ص 222.
(5) المستقصى 1/ 3.
(6) المستقصى 2/ 349. و في ط: من بعض أدوائها.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 168
حرف اللام
و ما بعده
ل م م
لمم
لَمَمْتُ الشيء أَلُمُّه لَمًّا، إذا جمعته.
فأما اللُّمَة، و هي الجماعة من الناس، فهو ناقص و ستراه في بابه إن شاء اللّه «1».
و اللِّمَّة: الشَّعَر، إذا جاوز شحمةَ الأذنين، فهي لِمَّة و الجمع لِمَم و لِمَام، فإذا بَلَغَتِ المَنْكِبين فهي جُمَّة.
و قالوا: لمَ به و أَلَمَ به بمعنى. و دفع ذلك الأصمعي و لم يُجز إلا ألَمَ به إلماما فهو مُلِمّ «2». و كان يُنشد (وافر) «3»:
و زيدٌ مَيِّتٌ كَمَدَ الحُبارى إذا غابت قريبةُ أو مُلِمُ
قال أبو بكر: تقول العرب إن الحُبارَى يتأخّر إلقاؤها لريشها بعد إلقاء الطَّير، فإذا نبت ريشُ الطَّير بقيتْ بعده فتكمَد، فربما رامت النهوض مع الطَّير فلم تقدر فماتت كَمَدا. يقال:
ماتَ كَمَدَ الحُبارَى، لأن الحُبارَى يتساقط ريشها. يقول: فزيدٌ هذا إذا رحلت قريبة، و هي امرأة، يموت كَمَدا أو يُلِمُ بالموت «4».
ملل
و من معكوسه: مَلِلْتُ الشيءَ أَمَلُّه مَلالًا و مَلالةً و مَلَّه مَلَلًا، إذا سئمه.
و مَلَل: موضع معروف.
و مثل من أمثالهم: أَدَلَ فأمَلَ.
و مَلَلْتُ الخبزةَ أمُلُّها مَلًّا، إذا دفنتها في الجمر. و الجمرُ بعينه المَلَّة.
و المِلَّة: النِّحلة التي ينتحِلها الإنسان من الدِّين.
و وجدَ فُلانٌ مَلَّةً و مُلالًا، و هو عُرَواء الحُمَّى.
و للميم و اللام مواضع في التكرير «5».
ل ن ن
لنن
أُهملت اللام و النون إلّا في قولهم: لن يفعل. و لهذا بابٌ تراه إن شاء اللّه «6».
ل و و
لوو
لو: حرف يُتمنَّى به «7»، و ليس هذا موضعه «8». و ربما شُدِّدت و أُعربت. قال الشاعر (خفيف) «9»:
[ليت شِعري و أين منِّيَ لَيْتٌ] إنَ لَوًّا و إنّ لَيْتا عَناءُ
______________________________
(1) ص 987.
(2) ليس في فعل و أفعل للأصمعي.
(3) البيت لأبي الأسود الدّؤلي في ديوانه 161 و 305 و 448، و الحيوان 5/ 445 و 7/ 60، و المعاني الكبير 292، و الأغاني 11/ 122، و المستقصى 1/ 297، و المقاييس (حبر) 2/ 128، و اللسان (حبر).
(4) «قال أبو بكر … بالموت»: سقط من ل.
(5) ص 223.
(6) لم أجده في أيّ موضع آخر من الجمهرة.
(7) ط: «يتمنى بها».
(8) هذا أيضا لم يرد في موضع آخر.
(9) البيت لأبي زُبيد في ديوانه 24. و استشهد به سيبويه في الكتاب 2/ 32 على تضعيف «لو» لما جعلها اسما و أخبر عنها لتكون كالأسماء المتمكّنة. و أنشده ابن دريد أيضا في الاشتقاق 61. و انظر: الشعر و الشعراء 222، و المقتضب 1/ 235 و 4/ 32 و 43، و الأغاني 4/ 184، و المنصف 2/ 153، و المخصَّص 14/ 96، و الخزانة 3/ 282؛ و من المعجمات: مقدمة العين 1/ 50، و المقاييس (لو) 5/ 199، و اللسان (إمّا لا). و سينشده ابن دريد أيضا ص 410 و 849.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 169
ل ه ه
هلل
من معكوسه: هَلَ الهِلالُ و أَهَلَ هَلًّا و إهلالًا، و دفع الأصمعي هَلَ و قال: لا يقال إلا أَهَلَ «1». و أَهْلَلْنا نحن، إذا رأينا الهِلال. و أجاز أبو زيد هَلَ الهِلالُ و أَهَلَ.
و ثوبٌ هَلٌ، إذا كان رقيقا.
و امرأةٌ هِلٌ، إذا تفضَّلَتْ في ثوب واحد في بيتها. و قال الشاعر (طويل) «2»:
أَناةٌ تَزِين البيتَ إمّا تلبَّسَتْ و إن قَعَدَتْ هِلًّا فأَحْسِنْ بها هِلّا
و هَلَ السحابُ، إذا أمطر.
و أهَلَ للجَمْع «3».
و للام و الهاء مواضع في التكرير و الاعتلال «4».
ل ي ي
ليي
لَوَيْت الشيءَ ألْوِيه لَيًّا. و هذه الياء واو قُلبت ياءً.
و لَوَيْتُ غريمي لَيًّا و لَيّانا، إذا مَطَلْتَه. و
قد رُوي في الحديث: «لَيُ الواجدِ ظُلْمٌ»
. قال الشاعر «5»- هو ذو الرُّمَّة (طويل) «6»:
تُطِيلِينَ لَيّاني و أنتِ مَلِيَّةٌ و أُحْسِنُ يا ذاتَ الوِشاحِ التَّقاضيا
و أَلْوَى بهم الدَّهْرُ، إذا ذهب بهم.
يلل
و من معكوسه: يَلِلَ الرجلُ يَيْلَلُ يَلَلًا و يَلًّا. و رجلٌ أَيَلُ و امرأةٌ يَلّاءُ، و هو القصير الأسنان، و هو شبيه بالكَسَس. قال الشاعر- و هو لبيد بن ربيعة (رمل) «7»:
رَقَميّاتٌ عليها ناهضٌ تُكْلِحُ الأَرْوَقَ منهم و الأَيَلْ
______________________________
(1) ليس في فعل و أفعل للأصمعي.
(2) المخصَّص 4/ 40، و اللسان (هلل).
(3) يعني أهلَّ المعتمِر، إذا رفع صوته بالتلبية. و الجَمْع: المزدلفة.
(4) ص 223 و 989 و 991 و 1084.
(5) ط: «أبو حيّة النميري، و هو ذو الرُّمَّة».
(6) ديوانه 651، و الاشتقاق 25، و المخصَّص 14/ 86، و شرح المفصَّل 4/ 36 و 6/ 45؛ و العين (لوي) 8/ 363، و المقاييس (لوى) 5/ 218، و الصحاح و اللسان (لوى). و سينشده أيضا ص 246 و 989.
(7) ديوانه 195، و المعاني الكبير 905 و 1047، و المخصَّص 1/ 149 و 12/ 316، و العين (يلل) 8/ 362، و المقاييس (يل) 6/ 152، و الصحاح و اللسان (روق، يلل، رقم)، و اللسان (كلح، نهض). و سينشده أيضا ص 563.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 170
حرف الميم
و ما بعده
م ن ن
منن
مَنَ يَمُنُ مَنًّا، إذا اعتقد مِنَّةً. و مَنَ عليه بيدٍ أَسْداها إليه، إذا قَرَّعه بها.
و المَنّ في التنزيل، زعم أبو عبيدة «1» أنه كالطَّلّ يسقط على الشجر فيجتنونه حلوا، و اللّه أعلم.
و المَنِين: الغبار الدقيق. قال الحارث بن حِلِّزة (خفيف) «2»:
فترى خَلْفَهُنَّ من سرعة الرَّجْ ع مَنينا كأنّهُ أهْباءُ
الرَّجْع: رَجْع قوائمها.
و كل ضعيف مَنِينٌ، و هو في معنى مَمْنون، و هو الذي ذهبت مُنّتُه. و قيل: حبلٌ مَنِينٌ، إذا أخلق.
و رجلٌ ضعيفُ المُنَّةِ، إذا كان ضعيف البِنْية و القوَّة.
و مَنَّةُ: اسم من أسماء النساء عربي «3». قال: و أما تسميتهم الأنثى من القرود مَنَّةً فمولَّد.
و مَن و مِن: كلمتان و ليس هذا موضعهما «4».
فأما المَنا الذي يوزن به فناقص تراه في بابه إن شاء اللّه «5».
و ذكروا أن قوما من العرب يقولون: مَنٌ و مَنّان، و ليس بالمأخوذ به.
نمم
و من معكوسه: نَمَ يَنُمُ نمًّا و نَميمةً. و رجلٌ نَمّامٌ، و هو القَتّات. و رجلٌ نَمٌ أيضا.
و سمعت نَمَّةَ الشيء و نَميمتَه، إذا سمعت حِسَّه.
و النملة الصغيرة في بعض اللغات تسمَّى النِّمَّة.
[م ه ه]
أُهملت الميم مع الواو، و كذلك سبيلها مع الهاء. فأما مَهْ في معنى النَّهي فستراه في نظائره إن شاء اللّه «6».
همم
و من معكوسه: هَمَ بالشيء يَهُمُ هَمًّا، إذا عزم عليه أو حَدَّثَ به نفسَه. و كذلك فسَّره أبو عُبيدة، و اللّه أعلم «7».
و هَمَّه الحزنُ و المرضُ، إذا أذابَه. و هو من قولهم: هَمَمْتُ الشَّحمةَ في النار، إذا أَذَبْتَها، فما خرج منها فهو الهامُوم. قال الراجز- هو العجّاج «8»:
و انْهَمَ هامومُ السَّديفِ الواري [عن جَرَزٍ منه و جَوْزٍ عاري]
و أنشد (رجز)
يضحكن عن …
تحت غراضيف الأنوف ….
«9»:
______________________________
(1) في مجاز القرآن 1/ 41 (البقرة: 57): «المَنّ: شيء كان يسقط في السَّحَر على شجرهم فيجتنونه حلوا يأكلونه».
(2) من معلّقته الشهيرة؛ الزوزني 157.
(3) ط: «عربية».
(4) و لم يذكرهما في موضع آخر من الكتاب.
(5) لم يذكره في (منو) ص 992.
(6) لم يذكره في (مهه) ص 1013.
(7) لم أجده في مجاز القرآن.
(8) ديوانه 76، و إصلاح المنطق 255، و مجالس الزجّاجي 148، و المخصَّص 4/ 136، و العين (هم) 3/ 358، و الصحاح و اللسان (همم، وري)، و اللسان (جرز). و انظر ص 236 و 1207.
(9) الرجز في ملحقات ديوان العجّاج 87، و إصلاح المنطق 255، و المخصَّص 9/ 119، و المغني 180؛ و العين (غرضف) 4/ 461 (في آخر الجزء الثامن)، و الصحاح و اللسان (همم). و في المصادر كلها:
يضحكن عن …
و في العين:
تحت غراضيف الأنوف ….
جمهرة اللغة، ج1، ص: 171
[بِيضٌ ثلاثٌ كنِعاجٍ جُمِ] تَبْسِمُ عن كالبَرَد المُنْهَمِ
[تحت عرانِينِ أُنوفٍ شُمِ]
و من ذلك قولهم للشيخ هِمٌ، كأنَّهم أرادوا نحولَه من الكبر.
و أَهَمَّني الشيءُ يُهِمُّني، إذا أحزنني، فأنا مُهَمٌ و الشيء مُهِمٌ.
و يقال لما ذاب من البَرَد: الهُمام، و ستراه في بابه إن شاء اللّه «1».
فأما الهِمَّة التي يجيلها الإنسان في خَلَده و هو اتساع هَمِّه و بُعْدُ موقعه فمن «2» هذا اشتقاقها، إن شاء اللّه.
م ي ي
ميي
مَيٌ: اسم قد تُكُلِّم به. و قال قوم: مَيٌ ترخيم مَيَّةَ.
و اشتقاق هذا الاسم مشروح في كتاب الاشتقاق «3».
يمم
و من معكوسه: اليَمّ، فسروه في التنزيل: البحر. و زعم قوم أنها لغة سريانية «4»، و اللّه أعلم.
و اليَمَّة: موضع معروف.
______________________________
(1) لم يذكره في أي موضع آخر من الكتاب.
(2) في الأصول: «من».
(3) لم أجد له شرحا في الاشتقاق.
(4) قارن المعرَّب 355، وFraenkel 231.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 172
حرف النون
و ما بعده
ن و و
نوو
النَّوْء مهموز و غير مهموز: واحد الأنواء. و إنما يستحقّ هذا الاسمَ إذا ناء من المشرق و انحطَّ رَقيبُه في المغرب، فهو حينئذٍ نَوْءٌ، و الأصل الهمزة.
ونن
و من معكوسه: الوَنُ، و هو العود أو المِعْزَفة، فارسي معرَّب قد تكلَّمت به العرب «1».
ن ه ه
هنن
من معكوسه: الهَنَّة و الهَنّانة «2»، و هي شحمة في باطن العين تحت المُقلة. و يقولون: ما بالبعير هانَّةٌ «3»، أي ما به طِرْقٌ.
و هَنٌ كلمة يخاطِبون بها، و ستراه في بابه إن شاء اللّه «4».
ن ي ي
نيي
النَّيّ: الشَّحْم، غير مهموز. و النِّيء: اللحم الذي لم يُطبخ، مهموز.
و النِّيَّة: الموضع الذي ينويه الإنسان، و لهذا باب تراه فيه إن شاء اللّه «5».
حرف الواو
و ما بعده
و ه ه
هوو
من معكوسه: الهَوّ: الهِمَّة، يُهمز و لا يُهمز. قال الراجز
لا عاجز الهَوْء ….
«6»- هو يزيد بن معاوية:
[و ظاهِرِ الإرسالَ و اكتُبْ بالقَلَمْ إلى ابن حربٍ لا تَجِدْه كالبَرَمْ]
لا عاجزَ الهَوِّ و لا جَعْدَ القَدَمْ
قال أبو بكر: العربُ تَعيب بكَزازة القدم.
فأما قولهم: هاءَ الرجلُ بنفسه إلى المعالي، فستراها مفسَّرة في الهمز إن شاء اللّه «7».
و ي ي
ويي
أُهملت إلّا في قولهم: وَيْ عند التعجُّب أو النهي.
حرف الهاء
و ما بعده
ه ي ي
هيي
أُهملت إلّا في قولهم: هَيُ بنُ بَيٍّ، كلمة تقال لمن لا يُعرف. و مثله هَيّان بن بَيّان. و يقال: ما هَيّانُكَ، أي شأنُك «8».
انقضت أبواب الثنائي الصحيح المدغم وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ*
______________________________
(1) المعرَّب 344.
(2) في الصحاح و اللسان و القاموس: هُنانة.
(3) ط: «هنّانة»!
(4) لم يذكره في أي موضع آخر من الكتاب.
(5) ذكر النوى بمعنى النيّة ص 249.
(6) كذا نسبه في م، و الرجز للعجّاج في ديوانه 280. و انظر: الهمز لأبي زيد 908، و اللسان (هوأ). و في المصادر جميعا:
لا عاجز الهَوْء ….
و سينشد ابن دريد البيت الثالث أيضا ص 251 و 1106.
(7) ص 1106.
(8) «و مثله … شأنك»: من ط وحده.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 173
أبواب الثنائي الملحق ببناء الرباعي المكرر
[حرف الباء]
ب ت ب ت
أُهملت.
ب ث ب ث
بثبث
بَثْبَثْتُ الترابَ و نحوه، إذا استثرته، بَثْبَثَةً.
ب ج ب ج
بجبج
البَجْبَجَة من قولهم: بَدَنٌ بَجْباجٌ، و هو الممتلئ شحما.
قال الراجز:
بَجباجةٌ في بُدْنِها البَجباجِ
جبجب
و من معكوسه: الجَبْجَبَة، و قالوا الجُبْجُبَة، و هي إهالة تذاب و تُحقن في كَرِشٍ. قال الشاعر (طويل) «1»:
أفي أنْ سَرَى كلبٌ فبيَّت مَذْقَةً و جُبْجُبَةً للوَطْب ليلى تُطَلَّقُ
الوَطْبُ هاهنا: اسم رجل.
و جُبْجُبٌ: ماء معروف. قال الراجز «2»:
يا دارَ سلمى بجنوبِ يَتْرِبِ بجُبْجُبٍ و عن يمينِ جُبْجُبِ
يَتْرِب: موضع قريب من اليمامة. و كان أبو عبيدة يُنشد «بيَتْرَب» (طويل)
و قد وعدتْكَ موعدا لو وَفَتْ به كموعود عرقوبٍ أخاه بيثرب
«3»:
[وَعَدْتَ و كان الخُلْفُ منك سَجِيَّةً] مواعيدَ عُرقوبٍ أخاه بيَتْرَبَ
و يقول: يثرب خطأ. قال «4» أبو بكر: اختلفوا في عُرْقُوب، فقال قوم: هو من الأوس. و قال قوم: هو من العماليق. فمن قال إنه من الأوس قال: «بيثرب»، و من قال إنه من العماليق قال «بيترب»، لأن بلاد العماليق كانت باليمامة إلى وَبار، مما قرب منها، و يَترب هناك، و قد كانت العماليق أيضا بالمدينة.
ب ح ب ح
بحبح
بَحْبَحَ الرَّجُلُ و تبَحْبَحَ، إذا اتَّسع. و البَحْبَحَة: الاتساع.
و منه قولهم: بُحْبُوحَة الدار، أي ساحتها، و لفلان دارٌ يتَبَحْبَح فيها.
حبحب
و من معكوسه: الحَبْحَبَة و الحَبْحَب، و هو جري الماء قليلًا قليلًا.
و رجلٌ حَبْحابٌ: قصير متداخل العظام، و به سُمِّي الرجل حَبْحابا.
و الحَبْحَبيّ من الإبل: الضئيل الجسم. قال الشاعر (وافر) «5»:
______________________________
(1) اللسان (جبب)؛ و فيه: فبيّتَ جُلّةً. و سينشده ابن دريد أيضا ص 1213.
(2) معجم البلدان (جبجب) 2/ 101، و التاج (جبب).
(3) نسبه في المطبوعة إلى جُبيهاء الأسدي؛ و هو منسوب ص 1123 إلى علقمة، و الذي في ديوانه 82:
و قد وعدتْكَ موعدا لو وَفَتْ به كموعود عرقوبٍ أخاه بيثرب
و شرحه سيبويه في كتابه 1/ 137 بقوله: «كأنه قال واعدتني مواعيدَ عرقوبٍ أخاه و لكنه ترك واعدتَني استغناء بما هو فيه من ذكر الخُلف و اكتفاءً بعلم من يعني بما كان بينهما قبل ذلك». و انظر: المستقصى 1/ 108، و معجم البلدان (يترب) 5/ 429، و شرح المفصَّل 1/ 113، و الخزانة 1/ 27، و الهمع 2/ 92، و الصحاح و اللسان (ترب، عرقب). و سينشده ابن دريد أيضا ص 253 و 1123 و 1198.
(4) من هنا إلى آخر المادّة: سقط من ل.
(5) البيت لابن أحمر في ديوانه 47، و هو في إبل الأصمعي 93 أيضا.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 174
فصدَّقَ ما أقول «1» بحَبْحَبيٍ كَفَرْخِ الصَّعْوِ في العام الجَديبِ
و اختلفوا في نار الحُباحِب، فقال ابن الكلبي: كان أبو حُباحِب رجلًا من مُحاربِ خَصَفَة، و كان بخيلًا، و كان لا يوقد ناره إلا بالحطب الشَّخْتِ لئلّا يُرى ضوءُها. و قال قوم: بل الحُباحِب ذُبابٌ يطير بالليل في أذنابه كشَرار النار. و كذا فسَّر الأصمعي بيتَ النابغة الذبياني (طويل) «2»:
[تَقُدُّ السَّلُوقيَّ المُضاعَفَ نَسْجُهُ] و تُوقِد بالصُفّاح نارَ الحُباحِبِ
و هذا من الإفراط؛ أراد أن السيف يَقُدُّ الدِّرْعَ حتى يصلَ إلى الأرض فيوقد النار.
ب خ ب خ
بخبخ
بَخْبَخْ: كلمة تُستعمل عند الفخر.
و البَخْبَخة: حكاية الفحل الهائج. قال الراجز:
ما زال منّا مُقْرَمٌ بَذّاخُ يَصْعَقُهم هديرُه البَخْباخُ
عند التلاقي لهمُ فناخوا
خبخب
و من معكوسه: الخَبْخَبَة؛ يقال: تَخَبْخَبَ بَدَنُ الرجل و غيرِهِ، إذا سَمِنَ ثم هُزِل حتى يسترخيَ جِلْدُه.
ب د ب د
بدبد
بَدْبَد: موضع.
دبدب
و من معكوسه: الدَّبْدَبَة: حكاية صوت، عربي صحيح.
و أنشد عن أبي زيد (رجز)
عاثورُ شرٍّ أيُّما عاثورِ دبدبةَ الخيل على الجسورِ
«3»:
نحن شَهِدْنا ليلةَ السّاهورِ دَبْدَبَةَ الخيل على الجُسورِ
و كل صوت أشبه وقعَ الحوافر على الأرض الصلبة فهو دَبْدَبَة.
ب ذ ب ذ
ذبذب
من معكوسه: الذَّبْذَبَة، و هي الاضطراب. قال الشاعر- هو النابغة الذبياني (طويل) «4»:
و ذلك أنّ اللّه أعطاكَ سُورةً ترى كل مَلْكٍ دونها يتذبذبُ
و قال الراجز «5»:
لو أَبْصَرَتْني و النُّعاسُ غالبي خلفَ الرِّكاب نائسا ذَباذبي
إذا لقالت ليس ذا بصاحبي
أنشدَناه أبو حاتم عن أبي زيد.
و
في الحديث: «من كُفِيَ شَرَّ لَقْلَقه و قَبْقَبه و ذَبْذَبه فقد وُقِيَ»
. اللَّقْلَق: اللِسان؛ و القَبْقَب: البطن؛ و الذَّبْذَب: الفَرْج.
ب ر ب ر
بربر
البَرْبَرة: كثرة الكلام. و به سُمِّي هذا الجيل البَرْبَرَ؛ كان إفْرِيقِسُ أبو يَلْمَقَة «6» التي تسمَّى بِلْقيس افتتحها فقال: ما أكثر بَرْبَرَتَهم فسُمُّوا بذلك. و أقام بالبربر بطنان من حِمْيَر: صِنْهاجة و كُتامة، فهم على نسبهم، زعموا، إلى اليوم. و بإفْرِيقِسَ سُمِّيت إفْرِيقيّة.
ربرب
و من معكوسه: الرَّبْرَبَ، و هو القطيع من الظِّباء. و قال الراجز «7»:
قُلْ لأمير المؤمنين الواهبِ أوانسا كالرَّبْرَبِ الرَّبائبِ
ب ز ب ز
بزبز
البَزْبَزَة: كثيرة الحركة و الاضطراب. و في الحديث عن الأعشى أنه تعرَّى بإزاء بيت قوم و سمَّى فَرْجَه البَزْباز و رجز بهم فقال
إن لدينا حَلَقا كِنازا
«8»:
______________________________
(1) ل: يقول. و كتب فوقه: «أقول»، و بعدها علامة (خ)، أي أنه في نسخة.
و الرواية التي بصيغة المتكلم تناسب سياق القصيدة في الديوان.
(2) ديوانه 46، و المعاني الكبير 1080، و الشعر و الشعراء، و العين (سلق) 5/ 77، و المقاييس (حب) 1/ 28، و (صفح) 3/ 293، و الصحاح (حبب)، و اللسان (حبحب، صفح، سلق). و سينشده أيضا ص 851.
(3) في الصحاح و اللسان (دبب) لأبي مَهْديّ (مهديّة؟):
عاثورُ شرٍّ أيُّما عاثورِ دبدبةَ الخيل على الجسورِ
(4) ديوانه 73، و مجاز القرآن 1/ 196، و ديوان المعاني 1/ 15، و الصحاح و اللسان (سور). و سينشده أيضا ص 723.
(5) الأبيات في المخصَّص 2/ 35.
(6) ل: «يلقمة».
(7) أيضا الجمهرة 739 مع بيت ثالث، و 1268 مع بيت رابع.
(8) ديوانه 269؛ و فيه:
إن لدينا حَلَقا كِنازا
؛ و اللسان (بزز).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 175
وَيْها خُثَيْمُ حَرِّكِ البَزْبازا إنَّ لنا مَجالسا كِنازا
و البُزابِز: الرَّجُلُ الخفيف الجسم و الحركة.
ب س ب س
بسبس، سبسب
البَسْبَس و السَّبْسَب: الفَضاء القَفْر الواسع، يُجمع بَسابِس و سَباسِب.
و المثل السائر: «تُرَّهاتُ البَسابِسِ». و كان الأصمعي يقول: واحد التُرَّهات: تُرَّهة، و هي الطُّرُق الصِّغار تنشعب عن الطريق الأعظم ثم تعود إليه.
و البَسْباس: شجر معروف أو فُوهٌ من أفواه الطِّيب.
ب ش ب ش
بشبش
أُهملت إلّا ما لا يؤخذ به من البَشْبَشَة، و ليس له أصل في كلامهم.
ابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص175
ب ص ب ص
بصبص
البَصْبَصَة من قولهم: بَصْبَصَ الكلبُ أو الفحل، إذا حرَّك ذَنَبَه خوفا أو أُنْسا. قال الراجز:
بَصْبَصْنَ بالأذناب إذ حُدِينا
و خِمْسٌ بَصْباصٌ: بعيد.
و البَصْبَصَة أيضا: نَظَرُ جِرْوِ الكلبِ قبل أن تنفتح عينُه، و هي الصَّأْصَأة أيضا. يقال: صَأْصَأَ الجِرْوُ، مثل بَصْبَصَ، سَواءٌ. و كان عبدُ الله بن جَحْش هاجر إلى الحبشة ثم تنصّر فكان يمرّ بالمسلمين فيقول: فَقَّحْنا «1» و صَأْصَأْتُم، أي أبصرنا و أنتم تلتمسون البَصَرَ. و تراه في بابه مشروحا إن شاء اللّه «2».
و البَصْبَصَة: تحريكُ الظِّباء أذنابها. قال الشاعر- هو أبو دُواد (مجزوء الكامل المرفَّل) «3»:
و لقد ذَعَرْتُ بناتِ عَمِ المُرشِقاتِ لها بَصابِصْ
و إنما أراد بقر الوحش فلم يستقم له الشِّعر فجعلها بنات عَمّ الظباء.
صبصب
و من معكوسه: بعيرٌ صَبْصَبٌ و صُباصِبٌ، إذا كان غليظا شديدا. قال الراجز:
أَعْيَسُ مَضْبورُ القَرا صُباصِبُ
و خِمْسٌ صَبْصاب. قال رؤبة (رجز) «4»:
من غَوْل مَخْشيّ المهاوي صَبْصابْ
ب ض ب ض
ضبضب
من معكوسه: رجلٌ ضُباضِبٌ: جَلْدٌ شديد، و ربما استُعمل ذلك في البعير. و قال رؤبة في صفة الأسد (رجز) «5»:
ضُباضِبٌ ذو لِبَدٍ و أَصْلابْ
ب ط ب ط
طبطب
استُعمل من معكوسه: الطَّبْطَبَة، و هو صوت تلاطم السيل.
قال الراجز «6»:
[كأنَّ صوتَ الماءِ في أمعائها] طَبْطَبَةُ المِيثِ إلى جِوائها
المِيث جمع مَيْثاء «7».
ب ظ ب ظ
ظبظب
استُعمل من معكوسه: الظَّبْظاب، و هو من قولهم رجل ليس به ظَبْظابٌ، أي ليس به داءٌ. و سألت أبا حاتم عن الظَّبْظاب فلم يعرف فيه حجةً جاهليةً إلّا أنه قال: فيه بيتٌ لبشّار و ليس بحجَّة، و أنشد (رجز) «8»:
بُنَيَّتي ليس بها ظَبْظابُ
و قال «9» بعد ذلك: هو صحيح؛ و أنشدني لرؤبة (رجز) «10»:
كأن بي سِلًّا و ما بي ظَبْظابْ [بي و البِلى أنْكَرُ تِيكَ الأوصابْ]
______________________________
(1) م: «فتَّحنا».
(2) ص 227.
(3) ديوان أبي دُواد الإيادي 322، و المعاني الكبير 1 و 719، و المخصَّص 13/ 212، و المقاييس (بص) 1/ 183، و اللسان (بصص، مصص، رشق).
(4) ديوانه 7.
(5) ديوانه 9؛ و فيه: و أهلاب.
(6) المخصَّص 9/ 156، و اللسان (طبب).
(7) في هامش ب: «المَيثاء: الأرض السهلة».
(8) ليس في ديوان بشَّار، إن كان المقصود أنه له؛ و هو في إصلاح المنطق 385، و المقاييس (ظب) 3/ 463، و اللسان (ظبْظب).
(9) من هنا إلى آخر المادة: سقط من ل. و في ط: «قال أبو بكر: ثم وقع لي بعد ذلك بيت لرؤبة بن العجّاج».
(10) ديوانه 5، و تهذيب الألفاظ 491، و المخصَّص 13/ 256، و اللسان (ظبظب، وصب).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 176
ب ع ب ع
بعبع
البَعْبَعة: تتابع الكلام في عجلة.
عبعب
و من معكوسه: العَبْعَب، و هو كِساء غليظ كثير الغَزْل. قال الراجز «1»:
تَخَلُّجَ المجنونِ جَرَّ العَبْعَبا
و العَبْعَب: صنم معروف كانت تعبده قُضاعة و مَن داناها.
و يقال في الصنم: الغَبْغَب، بالغين معجمةً «2». و سمعت أبا حاتم يقول: سمعت الأصمعي يقول: شابٌ عَبْعَبٌ: ممتلئ الشباب. و قال مرة أخرى: العَبْعَب: نعمة الشباب.
و عُبابُ كلِّ شيء: أوله. و جاء بنو فلان يَعُبُ عُبابُهم، أي جاءوا بكثرتهم. قالت دَخْتَنُوس بنت لَقِيط بن زُرارة (طويل):
فلو شَهِدَ الزيدانِ زيدُ بنُ مالكٍ و زيدُ مَناةٍ حين عَبَ عُبابُها
أي بأجمعها و كثرتها.
ب غ ب غ
بغبغ
البَغْبَغ، و تصغيرها بُغَيْبِغ، هكذا يُتكلَّم بها، و هي الرَّكيّ القريبة المَنْزِع. قال الراجز «3»:
يا رُبَّ ماءٍ لكَ بالأجبالِ بُغَيْبِغٌ يُنْزَعُ بالعِقالِ
و قال الآخر (رجز):
قد وردتْ بُغَيْبِغا لا تُنزَفُ «4» كأنَّ من أثباج بحرٍ تُغْرَفُ
غبغب
و الغَبْغَب: صنم كانت تعبده قُضاعة في الجاهلية؛ بالعين و الغين جميعا.
و الغَبْغَب و الغَبَب واحد: غَبَبُ الثورِ و غَبْغَبُه «5».
ب ف ب ف
أُهملت.
ب ق ب ق
بقبق
البَقْبَقَة: كثرة الكلام. و يقال: رجلٌ بَقْباقٌ و بَقَاقٌ، مخفَّف.
قال الراجز «6»:
و قد أَقود بالدَّوى المزمَّلِ أَخْرَسَ في السَّفْر بَقَاقَ المَنْزِلِ
الدَّوَى: الرجلُ الثقيلُ الوَخِمُ. و المزمَّل «7»: المتلهِّف.
أخرس في السفر من كسله، بَقَاقٌ في المَحَلِّ من غير غَناء.
و يقال: سمعت بَقْبَقَة الماء، إذا سمعت حركته.
و بَقْبَقَتِ القِدْرُ، إذا غَلَتْ.
قبقب
و من معكوسه: القَبْقَبَة، و هو صوت هدير الفحل. و قال قوم: بل القبقبة اضطرابُ لَحْيَيْه إذا هَدَرَ، و هو فحلٌ قَبْقابٌ.
قال زهير (وافر)
… حين يعدو ….
«8»:
يُبَرْبِرُ حين تدنو من بعيدٍ إليه و هو قَبْقابٌ قُطارُ
فُعالٌ من القَطْر. و أنشدَنا أبو حاتم لجارية من العرب تخاطب أباها (مجزوء الرجز) «9»:
يا أبتا و يا أَبَهْ حَسُنْتُ إلا الرَّقَبَةْ
فَحَسِّنَنْها يا أَبَهْ كيما تجيءَ الخَطَبَهْ
بإبِلٍ مُقَرَّبَهْ للفحل فيها قَبْقَبَهْ
و القِبْقِب: ضربٌ من صدف البحر فيه لحم يؤكل.
و فَرْجٌ قَبْقابٌ، إذا كان واسعا.
و يقال: العامُ، و عامٌ قابِلٌ، و قُباقِب للعام الثالث، و مُقَبْقَب للرابع.
ب ك ب ك
بكبك
البَكْبَكَة: الازدحام؛ تَبَكْبَكَ القومُ على الشيء، إذا ازدحموا عليه. و جَمْعٌ بَكْباكٌ: كثير. و رجلٌ بَكْباكٌ: غليظ.
______________________________
(1) اللسان و التاج (عبب).
(2) في الأصنام لابن الكلبي 13: «و كان لها (قريش) مَنْحَرٌ ينحرون فيه هداياها، يقال له الغَبْغَب».
(3) سينشدهما ابن دريد مع ثالث ص 683، و التخريج هناك.
(4) ط: «يُنزف».
(5) و هو الجلد الذي تحت الحَنَك (اللسان، غيب).
(6) هو أبو النجم العِجْلِيّ، و سبق إنشادهما ص 74، و سيجيئان أيضا ص 233 و 1001 و 1062.
(7) م: «و المتزمِّل».
(8) ديوانه 302؛ و فيه:
… حين يعدو ….
و سيرد البيت أيضا ص 1009.
(9) الشطران الأوّلان في شرح المفصِّل 2/ 12.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 177
كبكب
و من معكوسه: الكَبْكَبَة؛ كَبْكَبْت الشيءَ، إذا ألقيت بعضه على بعض. قال حسّان (وافر) «1»:
يُناديهم رسول اللّه لمّا طرحناهم كَباكِبَ في القَلِيبِ
و الكُبْكُبَة: الجماعة من الناس تحمل في الحرب.
و كَبْكَب: جبل معروف، و قالوا: ثَنِيَّة. و أنشد للأعشى (طويل) «2»:
و تُدْفَنُ منه الصّالحاتُ و إن يُسِئ يَكُن ما أساءَ النارَ في رأس كَبْكَبا
قال أبو حاتم: يدلّ على أنها ثنيّة أنه لم يصرفها «3».
و نَعَمٌ كُبابٌ «4» و كُباكِبٌ، أي كثير.
ب ل ب ل
بلبل
البَلْبَلَة: الحركة و الاضطراب؛ تَبَلْبَلَ القوم بَلْبَلَةً و بَلْبَالًا و بِلْبالًا.
و البَلْبَلَة أيضا: ما يَجِدُه الإنسانُ في قلبه من حركة حزن و هو البِلْبال أيضا.
و البُلْبُل: الرجل الخفيف فيما أخذ فيه مِن عملٍ أو غيره.
قال الشاعر (طويل) «5»:
سيُدْرِكُ ما تحوي الحِمارةُ و ابنُها قَلائصُ رَسْلاتٌ و شُعْثٌ بَلابلُ
الحِمارة هاهنا: اسم حَرَّةٍ.
و البُلْبُل: لحم صدفة؛ لغة يمانية، و هو القِبقِب و اللُّعاع أيضا «6».
و هذا الطائر الذي يُسَمّى البُلْبُل شُبِّه بالرجل الخفيف، و العرب تسمّيه الكُعَيْت.
لبلب
و من معكوسه: اللَّبْلَبَة، حكاية صوت التيس عند السِّفاد، و ربما قيل ذلك للظبي أيضا.
ب م ب م
بمبم
لم تجتمع الباء و الميم مكرّرة في كلمة إلّا في يَبَمْبَم، و هو جبل أو موضع.
ب ن ب ن
نبنب
من معكوسه: النَّبْنَبَةُ، من قولهم: نَبَّ التَّيْسُ يَنِبُّ نَبِيبا و نَبْنَبَةً، و هو صوته إذا نزا.
ب و ب و
بوبو
فلان من بُؤْبُؤِ صِدْقٍ، أي من أصل صِدْقٍ، يُهمز و لا يُهمز، و الهمز الأصل. و ستراه في باب الهمز.
ب ه ب ه
بهبه
البَهْبَهَة: حكاية هدير الفحل؛ بَهْبَهَ يُبَهْبِهُ بَهْبَهَةً.
هبهب
و من معكوسه: الهَبْهَبَة، و هي السرعة و الخفَّة. يقال: جملٌ هَبْهَبِيّ، إذا كان كذلك. قال الراجز «7»:
كم قد وَصَلْنا هَوْجَلًا بهَوْجَلِ بالهَبْهَبيّاتِ العتاق الدُّبَّلِ «8»
أُهملت الباء و الياء في التكرير
______________________________
(1) ديوانه 135، و السيرة 1/ 640؛ و فيهما: قذفناهم.
(2) ديوانه 113. و استشهد به سيبويه 1/ 449 على نصب و تدفَن (و هو في الأصول و الديوان بالضمّ) على إضمار أن. و انظر: معاني القرآن للفرّاء 2/ 290، و المقتضب 2/ 22، و المخصَّص 17/ 48، و الصحاح و اللسان (كبب).
(3) م: «يصرف كبكب».
(4) «كُباب»: ليس في ل م.
(5) نسبه في اللسان (بلل) إلى كثيِّر بن مزرِّد. و انظر: تهذيب الألفاظ 165، و الإبدال لأبي الطيّب 1/ 7 و 10، و المخصَّص 13/ 203، و المقاييس (بل) 1/ 191، و الصحاح (بلل). و في المقاييس: ستدرك ما يحمي عمارةُ و ابنُه.
و سيرد البيت ص 523 و 1211 أيضا.
(6) كذا في م، و هو ساقط من ل. و في ط: «القبقب و اللُّقاع». و اللُّقاع: الذُّباب الأخضر، و اللُّعاع: أوّل النبت (اللسان).
(7) اللسان (هبب)؛ و فيه: الزُّمّل.
(8) م ط: «الذُّمَّل».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 178
حرف التاء
و ما بعده
ت ث ت ث
أُهملت و كذلك حالها مع الجيم في المكرَّر.
ت ح ت ح
تحتح
التَّحْتَحَة: الحركة؛ ما يَتَتَحْتَحُ من مكانه، أي ما يتحرّك.
حتحت
و من معكوسه: الحَتْحَتَة؛ و هي السرعة؛ بعيرٌ حَتٌّ و حَتْحَتٌ، إذا كان سريعا.
و ربما قالوا: تَحَتْحَتَ ورقُ الشَّجر، بمعنى تَحاتَّ.
ت خ ت خ
تختخ
التَّخْتَخَة: اللُّكْنَة؛ رجلٌ تَخْتاخٌ و تَخْتَخانيٌ، و هو اللَّخْلَخانيّ، إلّا أن اللَّخْلَخانيَّ الحَضَريُّ المُتَجَهْوِرُ المتشبِّهُ بالأعراب في كلامه.
ت د ت د
أُهملت و كذلك حالها مع الذال أيضا.
ت ر ت ر
ترتر
التَّرْتَرَة: الحركة الشديدة، و جاء
في الحديث في الرجل الذي يُظَنُّ أنه شرب الخمر: «تَرْتِروه و مَزْمِزوه»
، أي حرِّكوه لتَسْتَنْكِهوه.
ت ز ت ز
أُهملت في التكرير، مع الزاي و السين و الشين و الصاد و الضاد و الطاء و الظاء.
ت ع ت ع
تعتع
التَّعْتَعَة: الحركة العنيفة أيضا؛ يقال: تَعْتَعَهُ، إذا عَنُفَ به.
و يُستعمل التَّعْتَعَة في غير هذا؛ يقال: تكلَّم فما تَتَعْتَعَ، أي لم يَعْيَ في كلامه.
عتعت
و من معكوسه: العُتْعُت، و هو الرجل الطويل التامّ. و قال قوم: بل الطويل المضطرب. قال الراجز «1»:
لمّا رَأته مُؤدَنا عِظْيَرّا قالت أُريدُ العُتْعُتَ الذِّفِرّا
المُؤدَن: الناقص الخَلْق. و العِظْيَرّ: القصير المتقارب الأعضاء. و قد تقدم القول في العُتْعُت. و الذِّفِرّ: الشابّ الجَلْد.
ت غ ت غ
تغتغ
التَّغْتَغَة: رُتَّةٌ في اللسان و ثِقَلٌ؛ يقال: تَغْتَغَ في كلامه، إذا رَدَّده و لم يُبَيِّنه.
ت ف ت ف
أُهملت في التكرير.
ت ق ت ق
تقتق
التَّقْتَقَة: الانحدار من جبل أو من عُلْوٍ على غير طريق فكأنّه
______________________________
(1) نسبهما في اللسان (أدن) إلى رِبْعيّ الدُّبيريّ، و هما غير منسوبين في (عتت).
و انظر: الإبدال لأبي الطيّب 1/ 127، و المقاييس (عتت) 4/ 26، و المخصَّص 2/ 69.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 179
يهوي على وجهه. يقال: تَتَقْتَقَ من الجبل، إذا انحدر منه كذلك.
ت ك ت ك
كتكت
استُعمل من معكوسه: الكَتْكَتَة، و هو تقارب الخَطْو في سرعة؛ مَرَّ يَتَكَتْكَتُ، إذا فعل ذلك.
ت ل ت ل
تلتل
التَّلْتَلَة: الحركة؛ مَرَّ فلانٌ يُتَلْتِلُ فلانا، إذا عَنُفَ بسَوْقه «1».
و قال الأصمعي: و يلقَى الرجلُ الرجلَ فيقول: كيف كنت في هذه التَّلاتل، أي في الشدائد.
ت م ت م
تمتم
التَّمْتَمَة أن تَثْقُل التاءُ على المتكلم؛ رجلٌ تَمْتامٌ، إذا كان كذلك.
ت ن ت ن
أُهملت في التكرير.
ت و ت و
أُهملت.
ت ه ت ه
هتهت
استُعمل من معكوسها: الهَتْهَتَة، و هو الوَطء الشديد أو الكثير؛ هَتْهَتَهُ، إذا وَطِئه «2».
ت ي ت ي
أُهملت.
______________________________
(1) ط م: «إذا عَنُف به يسوقه».
(2) ط: «و هي الوطء الشديد أو الكسر؛ هتهته؛ إذا وطئه أو كسره».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 180
حرف الثاء
و ما بعده في المكرر
ث ج ث ج
ثجثج
تَثَجْثَجَ الماءُ، إذا سال.
جثجث
و من معكوسه: الجَثْجَث؛ تَجَثْجَثَ الشَّعَرُ، إذا كثر نَبْتُه.
و الجَثْجاث: ضربٌ من النبت. قال الشاعر- و هو كُثَيِّر (طويل) «1»:
فما رَوْضَةٌ «2» بالحَزْن طَيِّبَةُ الثَّرى يَمُجُّ النَّدَى جَثْجاثُها و عَرارُها
[بأطيبَ من أردان عَزَّةَ مَوْهِنا و قد أُوقِدَتْ بالمَنْدَل الرَّطْب نارُها]
و يُروى: حِنزابُها و عَرارها.
ث ح ث ح
حثحث
من معكوسه: الحَثْحَثَة، و هي الحركة المتداركة؛ حَثْحَثْتُ المِيل في العين، إذا حرَّكته فيها.
و الرجل الحُثْحُوث: الداعي بسرعة و انزعاج. قال الشاعر (طويل)
بشقّ العِهاد الحُوّ ….
نَحُلّ التِّلاع … … و العَكَرُ الدُّثْرُ.
«3»:
نَحُلُّ البقاعَ الحُوَّ لم تُرْعَ قَبْلَنا لنا الصّارخُ الحُثْحُوثُ و النَّعَمُ الكُدْرُ
ث خ ث خ
أُهملت الثاء مع الخاء و الدال و الذال في التكرير.
ث ر ث ر
ثرثر
ثَرْثَرْتُ الشيءَ من يدي، إذا بَذَرْتَه.
و الثَّرثار: نهر أو وادٍ معروف.
و رجل ثَرْثار، أي كثير الكلام. و
في الحديث: «إنّ أبْغَضَكم إليّ الثَّرثارون المُتَفَيْهِقُون»
. ث ز ث ز
أُهملت، و كذلك حالها مع السين و الشين و الصاد و الضاد.
ث ط ث ط
طثطث
استُعمل من معكوسه: الطَّثْطَثَة؛ طَثْطَثْتُ الشيءَ، إذا طرحته من يدك قذفا مثل الكرة و ما أشبهها.
ث ظ ث ظ
أُهملت.
ث ع ث ع
ثعثع
الثَّعْثَعَة: حكاية صوت القالِس؛ يقال: تَثَعْثَعَ بقَيْئه و ثَعْثَعَ قَيْئُه، كل ذلك يقال. و قال قوم: بل الثَّعْثَعَة متابعة القيء.
عثعث
و من معكوسه: العَثْعَث، و هو الرَّمل السهل ينعقد و يتداخل
______________________________
(1) ديوانه 429، و الشعر و الشعراء 415، و الكامل 3/ 115، و الأغاني 7/ 139 و 14/ 59، و الخصائص 3/ 281، و حماسة ابن الشجري 194، و اللسان (جثث، ندل). و انظر ص 1118 أيضا.
(2) م: «ما روضة».
(3) البيت للبُريق الهُذلي في ديوان الهذليين 3/ 60، و روايته فيه: «
بشقّ العِهاد الحُوّ ….
و سينشده ابن دريد أيضا ص 770 برواية:
نَحُلّ التِّلاع … … و العَكَرُ الدُّثْرُ.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 181
بعضُه في بعض. و كثيبٌ عَثْعَثٌ: متعقِّد. و به سُمِّي الرجل عَثْعَثا «1». و بنو عَثْعَث: بُطَيْنٌ من خَثْعَمَ.
قال الراجز- و هو رؤبة- في العَثْعَث «2»:
أَقْفَرَتِ الوَعْساءُ و العَثاعثُ من أهلِها و البُرَقُ البَرارثُ
ث غ ث غ
ثغثغ
الثَّغْثَغَة: الكلام الذي لا نظامَ به. قال الراجز- هو رؤبة
* و عضَّ عضَّ الأدرد المثغثغِ*
«3»:
و لا بِقِيلِ الكَذِبِ المُثَغْثَغِ
ث ف ث ف
أُهملت.
ث ق ث ق
قثقث
استُعمل من معكوسه: القَثْقَثَة؛ قَثْقَثْتُ الوَتِدَ، إذا أَرَغْتَه لتنزعه. و كذلك كلُّ شيء فعلتَ به ذلك فقد قَثْقَثْتَه.
ث ك ث ك
كثكث
استُعمل من معكوسه: الكَثْكَث: التراب؛ يقال: بِفِيهِ الكَثْكَثُ. قال أبو بكر: لم أسمع الكِثْكِث بكسر الكاف.
ث ل ث ل
ثلثل
الثَّلْثَلَة؛ ثَلْثَلْتُ الترابَ المجتمعَ، إذا حرَّكته بيدكَ أو كسرته من أحد جوانبه.
لثلث
و من معكوسه: اللَّثْلَثَة، و هو الضَّعف؛ يقال: رجلٌ لَثْلاثٌ.
و لَثْلَثَ كلامَه، إذا لم يبيِّنه.
ث م ث م
ثمثم
تَثَمْثَمَ الرجلُ عن الشيء، إذا توقَّف عنه. و تكلَّم فما تَثَمْثَمَ و لا تلعثَم بمعنى. قال الراجز:
و لا أُجِيلُ كَلِما أُثَمْثِمُهْ أَعْكِسُهُ طورا و طورا أَثْلِمُهْ
مثمث
و من معكوسه: المَثْمَثَة، و هو الرَّشْحُ من زِقٍّ أو نِحْيٍ.
يقال: تَمَثْمَثَ السِّقاءُ و مَثْمَثَ، إذا رَشَحَ.
ث ن ث ن
نثنث
من معكوسه: النَّثْنَثَة، و هي مثل المَثْمَثَة «4»، سواء.
ث و ث و
وثوث
من معكوسه: الوَثْوَثَة، و هي الضَّعف و العَجْز. قال الراجز «5»:
ليس بوَثْواثِ العزيمِ عاجِزِ و لا بنوّامِ العَشِيِّ كارِزِ
كارز: متقبِّض.
ث ه ث ه
هثهث
استُعمل من معكوسه: الهَثْهَثَة، و هو اختلاط الأصوات و اختلافها «6» في الحرب و غيرها. قال الراجز «7»:
فهَثْهَثوا فكَثُرَ الهَثْهاثُ
ث ي ث ي
أُهملت.
______________________________
(1) في الاشتقاق 523: «و اشتقاق عثعث من الرمل؛ يقال: كثيب عثعث، إذا كان يشُقّ على الماشي فيه».
(2) مطلع أرجوزة في ديوانه 29. و انظر: الشعر و الشعراء 499، و المخصَّص 10/ 126، و الصحاح (عثث)، و اللسان (برث، عرث).
(3) البيت غير منسوب في الإبدال لأبي الطيّب 1/ 179. أما البيت الذي فيه هذه الكلمة في ديوان رؤبة فهو:
* و عضَّ عضَّ الأدرد المثغثغِ*
و مثله في الصحاح و اللسان (ثغثغ).
(4) ل: «الثمثمة».
(5) كلاهما في الإبدال لأبي الطيّب 2/ 415.
(6) ط م: «اختلاف الأصوات و اختلاطها».
(7) البيت في ملحقات ديوان العجّاج، كما سبق ص 85.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 182
حرف الجيم
و ما بعده
ج ح ج ح
جحجح
رجلٌ جَحْجَحٌ و جَحْجاحٌ، و هو السيّد. قال الراجز «1»:
نحن قَتَلْنا المَلِكَ الجَحْجاحا و لم نَدَعْ لسارحٍ مُراحا
حجحج
و من معكوسه: الحَجْحَجَة؛ يقال: تَحَجْحَجَ القومُ بالمكان، إذا أقاموا فيه «2». و قال قوم: بل الحَجْحَجَة التوقف عن الشيء و الارتداع عنه. قال الراجز «3»:
حتى رأى رائيهمُ فحَجْحَجا [بحيثُ كان الواديان شَرَجا]
أي ترَادَّ.
و الحَجْحَجَة: مواربتُك الأمرَ و كتمانُه.
و قال قوم: حَجْحَجَ: صاح.
ج خ ج خ
جخجخ
الجَخْجَخَة: صوت جري الماء و تكسيره «4».
خجخج
و من معكوسه: الخَجْخَجَة: كلمة يُكنى بها عن النِّكاح.
ج د ج د
جدجد
الجَدْجَد: الأرض الصلبة. قال الشاعر (كامل)
يخدي بأوظفة ….
«5»:
[يجني بأوظفةٍ شدادٍ أَسْرُها] صُمِّ السَّنابكِ لا تَقي بالجَدْجَدِ
و الجُدْجُد: حَنَش من أحناش الأرض أو من حشراتها، و هو الذي يسمَّى الصُّرْصُر، يقرض الأَسْقِية. قال الشاعر (كامل):
فاحْفَظْ حَمِيتَك لا أبا لك و احْذَرَنْ لا تَحْرِبنَّكَ فأرةٌ أو جُدْجُدُ
دجدج
و من معكوسه: الدَّجْدَجَة؛ تَدَجْدَجَ الليلُ، إذا أظلم. قال الراجز
… ليلة تدحرجا.
«6»:
حتى إذا ما ليلُه تَدَجْدَجا و انجابَ «7» لونُ الأفُقِ اليَرَنْدَجا
ج ذ ج ذ
أُهملت في التكرير، و لها مواضع في المعتلّ تراها إن شاء اللّه «8».
ج ر ج ر
جرجر
جَرْجَرَ الفحلُ يُجرجِر جرجرةً، إذا تضوَّر و تشكَّى. قال الراجز:
______________________________
(1) البيتان في ملحقات ديوان رؤبة 172. و هما منسوبان في نوادر أبي زيد 239 و تهذيب الألفاظ إلى أبي حرب بن الأعلم من بني عُقيل. و انظر: أضداد أبي الطيّب 181، و المخصَّص 6/ 95، و المقاصد النحويّة 1/ 427، و الخزانة 2/ 507، و الصحاح (فوح)، و اللسان (فيح).
(2) زاد بعده في ط: «يقال: حَجْحَجَ الرجلُ بالمكان إذا أقام به، و حجا و تحجَّى مثله».
(3) البيتان للعجّاج في ديوانه 389. و الأول في العين (حج) 3/ 10، و الثاني فيه (شرج) 6/ 34، و اللسان (شرج). و في الديوان: فحيث.
(4) م ط: «صوت تكسُّر جري الماء».
(5) البيت لابن أحمر في ديوانه 56، و الحيوان 3/ 523، و الصحاح (جدد)، و اللسان (جدد، وقي). و رواية الديوان:
يخدي بأوظفة ….
(6) البيتان في الأزمنة و الأمكنة 2/ 225؛ و فيه:
… ليلة تدحرجا.
(7) م: «و اجتابَ».
(8) ص 455 و 1038.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 183
جَرْجَرَ لمّا عَضَّه الكَلُّوبُ
و فحلٌ جُراجِرٌ: كثير الجَرْجَرَة.
و الجَرْجار: نبت تأكله الدوابّ. قال الشاعر- هو النابغة الذبياني (كامل) «1»:
يتحلَّب اليَعضيدُ من أشداقها صُفْرٌ مَناخرُها من الجَرجارِ
و الجُرْجُور: القطعة من الإبل العظيمة. قال النابغة (بسيط)
… المائة المِعكاء …
… المائة الأبكار ….
«2»:
الواهبُ المائةَ الجُرْجُورَ زَيَّنها سَعْدانُ تُوضِحُ في أوبارها اللِّبَدِ
هكذا رواه الأصمعي.
و الجِرْجِير، و هو الأَيْهُقان: نبت معروف.
و جَرْجَرَ الرجلُ الشرابَ في جوفه، إذا جَرِعَه جرعا متدارِكا حتى تسمع صوتَ جَرْعه. و
في الحديث: «من شرب في آنية الذهب و الفضة فكأنما يُجَرْجِرُ في جوفه نارَ جهنَّمَ»
. و الجَراجِر «3»: الحُلُوق. قالت ليلى الأخْيَليّة (طويل) «4»:
و كانت كذات البَوِّ تضربُ دونَه سِباعا و قد أَلْقَيْنَه في الجَراجرِ
و يُروى:
… في الحناجر.
رجرج
و من معكوسه: كتيبةٌ رَجْراجَةٌ، إذا كانت تَرَجْرَجُ من كثرة أهلها.
و امرأةٌ رَجْراجَةٌ، إذا كان بَدَنُها يترجرج من نعمتها. قال الشاعر (بسيط):
رَجْراجَةُ البُدْن مِلءُ الدِّرْعِ خَرْعَبَةٌ كأنَّها رَشَأٌ ظمآنُ مذعورُ
و الرِّجْرِجَة: ما بقي في حوض الإبل من الماء الذي تُسْئره فيَخْثُر. قال الراجز «5»:
فأسْأَرَتْ في الحوض حِضْجا حاضِجا تتركه أنفاسُها رَجارِجا
ج ز ج ز
جزجز
الجَزْجَزَة: خُصلة من صوف تعلَّق بالهودج يزيّن بها «6»، و الجمع جَزاجِز. قال الراجز «7»:
كالقَرِّ ناسَتْ حولَه الجَزاجِزُ
ج س ج س
سجسج
من معكوسه: السَّجْسَج، و هي أرض ليست بالسهلة و لا الصلبة. قال الشاعر- هو الحارث بن حِلِّزة (كامل) «8»:
أَنَّى اهتَدَيتِ و كنتِ غيرَ رَجِيلَةٍ و القومُ قد قطعوا مِتانَ السَّجْسَجِ
و
في الحديث: «نهارُ أهل الجنّة سَجْسَجٌ»
، لا حَرٌّ و لا قُرٌّ؛ و قالوا: لا ظلمة و لا شمس.
ج ش ج ش
جشجش
الجَشْجَشَة: استخراجك ما في البئر من تراب و غيره؛ جَشَشْتُ البئرَ و جَشْجَشْتُها، إذا نقَّيتها.
ج ص ج ص
أُهملت و كذلك حالها مع الضاد و الطاء و الظاء.
ج ع ج ع
جعجع
الجَعْجَعَة: النزول على غير طمأنينة؛ نزلنا بجَعْجَاعٍ من الأرض، أي بغِلَظٍ لا يُطمأنُّ عليه. قال الشاعر- هو أبو قيس ابن الأَسْلت (سريع) «9»:
من يَذُقِ الحَرْبَ يَجِدْ طعمَها مُرًّا و تتركْه بجَعْجاعِ
______________________________
(1) ديوانه 60، و اللسان (عضد، جرجر). و سيجيء أيضا ص 658 و 1216.
و في الديوان و اللسان: صفرا.
(2) ديوانه 22، و اللسان (سعد). و في الديوان:
… المائة المِعكاء …
؛ و في اللسان:
… المائة الأبكار ….
(3) من هنا إلى آخر المادة: من ط وحده.
(4) ديوانها 83، و الأغاني 10/ 76. و في الديوان: و كان كذات البوّ؛ و في الأغاني:
فكان.
(5) الرجز لهِميان بن قُحافة السعدي في تهذيب الألفاظ 533، و المؤتلف و المختلف 305، و أمالي القالي 1/ 257، و السِّمط 572 و 712 و المخصَّص 9/ 141 و 10/ 187. و هو في العين (حضج) 3/ 69، و الصحاح (حضج)، و اللسان (حضج، رجج). و سينشده ابن دريد أيضا ص 439.
(6) ل: «يُزيَّن به».
(7) الصحاح و اللسان (جزز)؛ و فيهما: فوقه الجزاجزُ.
(8) ديوانه 698، و المفضليات 255، و المعاني الكبير 36، و السِّمط 491؛ و المقاييس (سج) 3/ 65، و الصحاح و اللسان (سجج، متن)، و اللسان (رجل).
(9) سبق إنشاده ص 90.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 184
و
كتب ابن زياد إلى ابن سعد: «جَعْجِعْ بالحُسين»
، أي أَزْعِجْه.
و الجَعْجَعَة أيضا: صوتٌ متدارِكٌ فيه غِلَظ كصوت الرَّحَى.
و من أمثالهم: «أَسْمَعُ جَعْجَعَةً و لا أرى طِحْنا» «1».
عجعج
و من معكوسه: العَجْعَجَة؛ يقال: عَجْعَجَ البعيرُ، إذا ضُرب فرغا، أو حُمل عليه حملٌ ثقيل.
و سُمِّي العَجّاجُ بقوله (رجز) «2»:
حتى يَعِجَّ ثَخَنا مَن عَجْعَجا و يُودِيَ المُودي و ينجو من نَجا
و قال آخر (رجز):
أَعْيَسُ إن عَجْعَجْنَ لم يُعَجْعِجِ
و من هذا قولهم: نهرٌ عَجّاجٌ، يُسمع لمائه عَجْعَجَةٌ.
ج غ ج غ
أُهملت في الوجوه.
ج ف ج ف
جفجف
الجَفْجَف: الغليظ من الأرض. قال الراجز:
كم وصلتْ من جَفْجَفٍ بجَفْجَفِ و صَفْصَفٍ تطويه بعد صَفْصَفِ
و يقال: تَجَفْجَفَ الثوبُ، بمعنى جَفَّ. و كذلك الشيء الذي لم يَستحكم جُفوفُه فهو متجفجِف.
و سمعت جَفْجَفَة الموكب، إذا سمعت هزيزَه و حفيفَه من السير «3».
فجفج
و من معكوسه: فَجْفَجٌ و فُجافِجٌ، و هو الكثير الكلام المتشبِّع بما ليس عنده. قال الراجز:
حيث ترى الكُنابِثَ الفُجافِجا يَلْغَطُ أحيانا و حينا نابِجا
ج ق ج ق
أُهملت في المكرَّر، و كذلك حالها مع الكاف.
ج ل ج ل
جلجل
جَلْجَلْت الشيء، إذا حرَّكته بيدك. و كل شيء خلطتَ بعضَه ببعض قد جَلْجَلْتَه. قال الشاعر- هو أوس بن حَجَر (طويل)
يجلجلها طورين ثم يفيضها كما أُرسلتْ مخشوبةٌ لم تقوَّمِ
«4»:
فجَلْجَلَها طَورين ثم أمَرَّها كما أُمضيتْ مَخشوبةٌ لم تُقَرَّمِ
يعني القِداح. لم تُقَرَّم: لم تُعَضَّ؛ يقال: قَرَمَه، إذا عَضَّه بمقدَّم فيه.
و الجُلْجُل: معروف «5».
و دارةُ جُلْجُلٍ: موضع.
و جُلاجِلٌ: موضع. قال الراجز «6»:
فقلتَ أَثْلٌ زال من جُلاجلِ أو حائشٌ من سُحُقٍ حواملِ
لجلج
و من معكوسه: لَجْلَجَ الرجلُ لَجْلَجَةً، إذا لم يُبِنْ كلامَه.
و رجلٌ لَجْلاجٌ، إذا كان كذلك أيضا. قال الشاعر (طويل) «7»:
ألم تَرَ أنَّ الحَقَّ تَلْقاه أَبْلَجا و أنَّكَ تَلْقى باطلَ القولِ لَجْلَجا
و يقال: لَجْلَجَ اللقمةَ في فيه، إذا أدارها و لم يُسِغْها. قال الشاعر- هو زهير (وافر) «8»:
يُلجلج مُضْغَةً فيها أنيضٌ أَصَلَّتْ فهي تحت الكَشْحِ داءٌ
ج م ج م
جمجم
جَمْجَمَ في صدره شيئا، إذا أخفاه و لم يُبْدِه.
و الجُمْجُمَة: جمجمة الرأس، و هي مستقَرُّ الدِّماغ.
______________________________
(1) مرّ ص 90.
(2) سبق إنشادهما ص 90.
(3) م ط: «في السير».
(4) ديوانه 119، و المعاني الكبير 1172، و المقاييس (جل) 1/ 418، و اللسان (خشب). و روايته في الديوان:
يجلجلها طورين ثم يفيضها كما أُرسلتْ مخشوبةٌ لم تقوَّمِ
(5) هو الجَرَس الصغير.
(6) سبق إنشادهما ص 98. برواية: زال عن حُلاحِل، و مثمرٌ من حائشٍ حواملِ.
(7) أنشده أيضا في الاشتقاق 260، و المقاييس (بلج) 1/ 296. و انظر ص 269.
(8) سبق إنشاده ص 144.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 185
و جَماجم العرب: القبائل التي تجمع البطونَ، فيُنسب «1» إليها دونهم، نحو كلب بن وَبَرَة، إذا قلت: كَلْبِيٌّ، استغنيتَ أن تنسب إلى شيء من بطونه، و كذلك ما أشبهه.
مجمج
و من معكوسه: المَجْمَجَة؛ مَجْمَجَتُ الكتابَ، إذا ضربت عليه بالقلم أو غيره؛ كتابٌ مُمَجْمَجٌ.
ج ن ج ن
جنجن
الجَنْجَن، و الجمع جَناجن، و هي عظام الصدر. و يقال:
جِنْجِن، بالكسر، و هو الأغلب. قال كُثَيِّر (طويل) «2»:
رأت رجلًا أَوْدَى السِّفارُ بجسمه فلم يَبْقَ إلا مَنْطِقٌ و جَناجنُ
و أحسب أنّ أبا مالك قال: واحد الجَناجن جُنْجُون. و هذا شيء لا يُعرف.
نجنج
و من معكوسه: النَّجْنَجَة. و هو المنع عن الشيء. يقال:
نَجْنَجْتُ الرجلَ عن الأمر، إذا دفعته عنه. قال (طويل) «3»:
فنَجْنَجَها عن ماء حَلْيَةَ بعد ما بدا حاجبُ الإصباح «4» أو كاد يُشْرِقُ
ج و ج و
جوجو
الجُؤْجُؤ، يُهمز و لا يُهمز، و يُجمع جَآجِئ، و هو الصَّدر.
ج ه ج ه
جهجه
جَهْجَهْتُ بالسَّبُع، و هَجْهَجْتُ به، إذا زجرته. قال الراجز- هو رؤبة «5»:
جَهْجَهْتُ فارْتَدَّ ارتدادَ الأَكْمَهِ
و قال الشاعر- هو مالك بن الرَّيب (بسيط) «6»:
جَرَّدْتُ سيفي فما أدري أَذا لِبَدٍ يُغْشَى المُهَجْهِجُ حَدَّ السيفِ أم رَجُلا
و يومُ جُهْجُوهٍ: يوم لبني تميم معروف «7».
و الهَجْهاج: اسم رجل.
و الجَهْجاه: اسم رجل أيضا.
هجهج
و من معكوسه: ظَليمٌ هَجْهاجٌ، كثير الصياح.
ج ي ج ي
أُهملت.
______________________________
(1) ط: «فتنسب».
(2) ديوانه 380، و الأغاني 14/ 59. و في الأغاني: بوجهه … إلا منظرٌ.
(3) اللسان (نجج).
(4) م ط: «حاجب الإشراق».
(5) سبق إنشاده ص 94، و سينشده أيضا ص 469 و 984.
(6) سبق إنشاده ص 94؛ و فيه: يغشى المهجهجَ حدُّ السيف …
(7) جاءت هذه العبارة في ل بعد ذكره معكوس المادّة، و أثبتناها في موضعها الصحيح.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 186
حرف الحاء
و ما بعده في المكرر
ح خ ح خ
أُهملت في الوجوه.
ح د ح د
دحدح
من معكوسه: رجلٌ دَحْداحٌ و دَحْدَحٌ، و هو القصير. و أما قولهم: دِحِنْدِحٌ، فستراه في بابه مفسَّرا إن شاء اللّه «1».
ح ذ ح ذ
حذحذ
خِمْسٌ حَذْحاذٌ، إذا كان بعيدا صعب المطلب. و حُذاحِذ مثله.
ذحذح
و من معكوسه: الذَّحْذَحَة؛ ذَحْذَحَتِ الريحُ الترابَ، إذا سَفَتْه.
ح ر ح ر
رحرح
استُعمل من معكوسه: إناءٌ رَحْرَحٌ و رَحْراحٌ، إذا كان واسعا قصير الجدار.
و رَحْرَحانُ: موضع.
ح ز ح ز
حزحز
وَجَدَ في صدره حَزْحَزَةً، و هو الألم من خوف أو حزن. قال الشاعر- هو الشَّمّاخ (طويل) «2»:
و صَدَّتْ صُدودا عن شريعة عَثْلَبٍ و لابْنَي عِياذٍ في القلوب حَزاحزُ
زحزح
و من معكوسه: ما تزحزح من مكانه، إذا لم يَزُل.
ح س ح سابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص186
حسحس
حَسْحَسْتُ اللحم على الجمر، إذا قَلَّبْتَه عليه.
و رَجلٌ حَسْحاسٌ: خفيف الحركة، و به سُمِّي الرجل حَسْحاسا «3».
سحسح
و من معكوسه: السَّحْسَح؛ مطرٌ سَحْسَحٌ و سَحْساحٌ، و هو الشديد الذي يَقْشِرُ وجهَ الأرض.
و قالوا: أرضٌ سَحْسَحٌ، يريدون الواسعة، و لا أدري ما صحّته.
ح ش ح ش
حشحش
الحَشْحَشة: الحركة و دخول القوم بعضهم في بعض.
شحشح
و من معكوسه: رجلٌ شَحْشَحٌ و شَحْشاحٌ، إذا كان مُقْدِما.
و أنشدوا لرجل من قُضاعة (رجز):
إني إذا ما مُسِيَ الأرواحُ و استبسلَ المُدَجَّجُ الشَحْشاحُ
أُقْدِمُ حيث تُقْصَفُ الرِّماحُ
مَسَيْت الشيء، إذا سَلَلْته.
ح ص ح ص
حصحص
حَصْحَصَ الشيءُ، إذا وَضَحَ و ظهر «4». و منه قوله تعالى:
______________________________
(1) ص 1283.
(2) ديوانه 181، و جمهرة أشعار العرب 155، و اللسان (عثلب).
(3) في الاشتقاق 451: «و الحسحاس مشتقٌّ من قولهم: حسحستُ اللحمَ على النار، إذا قَلَيْتَه عليها».
(4) ل: «وقع و ظهر».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 187
الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُ «1».
و قالوا: وِرْدٌ حَصْحاصٌ «2»، إذا كان بعيدا.
و الحَصْحاص: موضع معروف.
و قالوا: بِفِيه الحِصْحِصُ «3»، يعنون التراب، كما قالوا:
الأَثْلَب و الكَثْكَث.
و يقال: حصحص البعيرُ بصدره الأرضَ، إذا فحص الحصى بحِرانه حتى يلين ما تحته.
صحصح
و من معكوسه: الصَّحْصَح و الصَّحْصاح و الصَّحْصَحان، و هو الفضاء الواسع. قال الراجز:
كأنَّنا فوقَ الفضاء الصَّحْصَحِ نرمي المَوامي بنجومٍ لُمَّحِ
قال أبو بكر: الموامي جمع مَوْماة «4»، و هي القفر من الأرض. و شَبَّه الإبل بالنجوم لبياضها. و قال الآخر (رجز) «5»:
[و كم قطعنا من قِفَافٍ حُمْسِ غُبْرِ الرِّعانِ و رمالٍ دُهْسِ]
و صَحْصَحانٍ قُذُفٍ كالتُّرسِ [يَقْذِفُنا بالقَرْسِ بعد القَرْسِ]
و قال لبيد (رجز) «6»:
تركتُه للقَدَرِ المُتاحِ مجدَّلًا بالصَّفْصَفِ الصَّحْصاحِ
ح ض ح ض
حضحض
الحُضْحُض: ضرب من النبت، عن أبي مالك، و لم يجئ به غيره.
ضحضح
و من معكوسه: الضَّحْضَح و الضَّحْضاح و الضُّحاضح «7»، و هو الماء المترقرِقُ على وجه الأرض. قال الراجز:
يَجري بها الآلُ كمتن الضَّحْضَحِ حين «8» يَسِيح في سواء الأَبْطَحِ
ح ط ح ط
حطحط
الحَطْحَطَةُ: السرعة؛ حَطْحَطَ في مشيه «9»، إذا أسرعَ. و كل شيء أخذتَ فيه من عمل أو مشي فأسرعتَ فيه فقد حَطْحَطْتَ.
و الحَطَاط، واحدها حَطَاطة، و هو بَثْرٌ صِغارٌ أبيضُ يظهر في الوجوه. و من ذلك قولهم للشيء إذا استصغروه: حَطَاطة.
و قال أبو حاتم: هو عربي مستعمل.
طحطح
و استُعمل من معكوسه: الطَّحْطَحَة؛ طَحْطَحَ الشيءَ، إذا أهلكه و أتلفه. و منه طَحْطَحَ مالَه، إذا فرَّقه.
ح ظ ح ظ
أُهملت في التكرير، و كذلك حالها مع العين و الغين.
ح ف ح ف
حفحف
الحَفْحَفَة: حفيف جناحي الطير. و يقال: سمعت حفحفةَ الضَّبُغ و خفخفتَها، بالحاء و الخاء، أي صوتها.
فحفح
و من معكوسه: الفَحْفَحَة، و هو تردّد الصوت في الحلق شبيه بالبُحَّة. و يقال: فحفح النائمُ، إذا نفخ في نومه، بالحاء و الخاء.
ح ق ح ق
حقحق
الحَقْحَقَة: شدة السَّير و إتعاب الدابَّة. و
في الحديث: «خيرُ الأمور أوساطُها و شَرُّ السَّيرِ الحَقْحَقَةُ».
و يقال: سيرٌ حَقحاقٌ، أي شديد؛ و خِمْسٌ حَقحاقٌ، زعموا.
قحقح
و من معكوسه: القُحْقُح، و هو عظم العُصْعُص الذي يسمَّى عَجْب الذَّنَب.
ح ك ح ك
كحكح
من معكوسه: الكُحْكُح؛ ناقةٌ كُحْكُحٌ، إذا هَرِمَتْ فَتحاتَّتْ أسنانُها.
______________________________
(1) يوسف: 51.
(2) م: «خِمْسٌ حصحاص».
(3) بالكسرتين في م، و هو يوافق ما في المعجمات، و نصّ على ضبطه الفيروزابادي.
و هو بضمَّتين في ل ط.
(4) م: «المرامي جمع مرماة»؛ و في البيت نفسه جاء المرامي، بالراء.
(5) الرجز للعجّاج في ديوانه 476- 478. و انظر: الكامل 1/ 81، و العين (صح) 3/ 15، و الصحاح (حمس)، و اللسان (حمس، قرس). و الثالث سيجيء أيضا ص 1239. و في الديوان: ينضحنا بالقَرْس.
(6) الرجز للبيد في ديوانه 334. و الثاني سيجئ أيضا ص 209.
(7) «الضُّحاضح»: من ط وحده.
(8) كذا في ل و هامش م؛ و في ط و متن م: «حتى».
(9) ط: «مشيته».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 188
ح ل ح ل
حلحل
حَلْحَل: اسم موضع.
و حَلْحَلَة «1»: اسم رجل.
و مَلِكٌ حُلاحِلٌ: رَكينٌ رزينٌ.
و ما تَحَلْحَلَ فلانٌ عن مجلسه، إذا لم يتحرَّك. قال الشاعر (كامل)
فادفع بكفّك … … هل يتحلحل.
«2»:
[فارفع بكَفِّكَ إن أردتَ بناءنا] ثَهْلانُ ذو الهَضَباتِ
« ثهلانُ ذو الهضبات …»:
« ثهلانَ ذا الهضبات …»
« … ما يتحلحل».
«3» هل يَتَحَلْحَلُ
لحلح
و من معكوسه: خبزةٌ لَحْلَحَةٌ، أي يابسة. قال الراجز
حتى أتتنا ….
«4»:
حتى اتَّقَتْنا بقُرَيصٍ لَحْلَحِ و مَذْقَةٍ كقُرْبِ كَبْشٍ أَمْلَحِ
القُرْب: الخَصْر.
ح م ح م
حمحم
حَمْحَمَ الفَرَسُ حَمْحَمَةً، إذا رَدَّدَ الصوتَ و لم يَصْهَل كالمُتنحنِح.
و أَسْوَدُ حِمْحِمٌ: شديد السواد، و حُماحِم أيضا.
و الحُمَحِم: طائر.
و الحِمْحِم: نبت.
محمح
و من معكوسه: المَحْمَح؛ رجلٌ مَحْمَحٌ، قالوا: خفيف نَزِق، و قالوا: ضَيِّق بخيل. و قد قيل: هذا رجلٌ مَحْماحٌ، يوصف به البخيل.
و المَحّاح: الكذّاب، زعموا.
ح ن ح ن
نحنح
من معكوسه: النَّحْنَحَة، عربية صحيحة. أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال: خُوطِرَ رجل من الأعراب أن يشرب علبة لبن حليب و لا يتنحنح، فلمّا شرب بعضها جَهَدَه فقال:
كَبْشٌ أمْلَحُّ، و شدَّد الحاء، فقالوا: تَنَحْنَحْتَ. فقال: من تَنَحْنَحْ فلا أَفْلَحْ «5».
ح و ح و
وحوح
استُعمل من معكوسه: الوَحْوَحَة؛ يقال: وَحْوَحَ الرجلُ من البرد، إذا ردَّد نَفَسَه في حلقه حتى يُسمع له صوت. و يقال للمرأة إذا طُلِّقَتْ: تركتُها تَوَحْوَحُ بين القوابل.
و ذكر قوم أن الوَحْوَح ضربٌ من الطير، و لا أدري ما صحَّته.
ح ه ح ه
حهحه
أُهملت في الوجوه إلا أن تكون في كلمتين مثل حَهْ حَهْ «6».
و ما أقلَّ ما تجيء!
ح ي ح ي
أُهملت.
______________________________
(1) في الاشتقاق 284: «و اشتقاق حلحلة من الحركة. يقال: ما تحلحلَ و ما تلحلحَ، في معنى واحد».
(2) البيت للفرزدق في ديوانه 717، و اللسان (حلل)، و هو غير منسوب في الصحاح (حلل). و في الديوان:
فادفع بكفّك … … هل يتحلحل.
(3)
«ثهلانُ ذو الهضبات …»:
كذا في الأصول و اللسان و الصحاح. و في اللسان عن ابن بري أن صوابه:
«ثهلانَ ذا الهضبات …»
؛ و هي رواية ط و الديوان. و في ط م:
«… ما يتحلحل».
(4) اللسان و التاج (لحح)؛ و في التاج:
حتى أتتنا ….
(5) في الأصول: «تنحنحَ … أفلحَ»؛ و قد أثبتناه بالسكون لأن به شاهد الرواية.
و في الخصائص 1/ 58: «فنطق بالحاءات كلها سواكنَ غير متحرّكة، ليكون ما يتبعها من ذلك الصُّويت عونا له على ما كدّه و تكاءده». و انظر أيضا: الخصائص 3/ 275.
(6) «مثل حَهْ حَهْ»: من ط وحده.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 189
حرف الخاء
و ما بعده
خ د خ د
خدخد
الخُدْخُد و الدُّخْدُخ: دُوَيْبَّة.
دخدخ
و من معكوسه: تَدَخْدَخَ الرجلُ، إذا تَقَبَّضَ «1»، و هي لغة مرغوب عنها.
و رجلٌ دُخْدُخٌ و دُخادِخٌ، إذا كان قصيرا ضخما.
فأما الدُّخْدُخ و الدُّخْدُوخ فكلمة لهم، إذا أرادوا أن يَقْذَعوا «2» الرجلَ أو يَرُدُّوا كلامه في فيه قالوا له: دُخْدُوخْ، أي اسكت.
خ ذ خ ذ
أُهملت في التكرير.
خ ر خ ر
خرخر
الخَرْخَرَة: تردُّد النَّفَس في الصدر، و كذلك صوت جري الماء في مَضِيق.
رخرخ
و من معكوسه: الرَّخْرَخَة؛ طينٌ رَخْرَخٌ، إذا كان رقيقا، و كذلك العجين.
خ ز خ ز
خزخز
رجلٌ خُزْخُزٌ و خُزَخِزٌ و خُزاخِزٌ، و هو الغليظ الكثير العَضَل.
قال الراجز:
قد قَرَنوني بمِصَكٍّ ذي جَرَزْ ضخمِ الكراديسِ جُلالٍ خُزَخِزْ
زخزخ
و من معكوسه: الزَّخْزَخَة: كنايةٌ عن النِّكاح؛ زَخَّها و زَخْزَخَها.
خ س خ س
أُهملت في التكرير.
خ ش خ ش
خشخش
الخَشْخَشَة: الدخول في الشيء؛ تَخَشْخَشَ في الشَّجَر، إذا دخل فيه حتى يغيب.
و الخَشْخَشَة: حكاية صوت الشيء اليابس، إذا حَكَّ بعضُه بعضا. قال الراجز «3»:
عَنَشْنَشٌ تعدو به عَنَشْنَشَهْ للدِّرع فوق مَنْكِبيه خَشْخَشَهْ
و أحسب أن اشتقاق اسم خَشْخاش من الدخول في الشيء «4». قال أبو بكر: خَشْخاش بن جَناب من بني العَنْبَر، و قد رَوى عن النبي، صلّى اللّه عليه و سلّم، هو و أبوه.
فأما الخَشْخاش و هو الحَبُّ المعروف فذكر الخليلُ أنه عربي صحيح «5».
و الخَشْخاش «6»: الخفيف السريع؛ يقال: سمعت خَشْخَشَةَ الحصى و الخَرَز في الحُقَّة، إذا حرَّكتها.
______________________________
(1) ط: «إذا انقبض».
(2) م: «يقدعوا».
(3) للأجلح بن قاسط أو غيلان بن حُريث الرَّبعي، كما سبق ص 140، و فيه:
فوق منكبيه نشنشة.
(4) في الاشتقاق 215: «و اشتقاق الخشخاش من الخفّة و السرعة».
(5) لم ينصّ في العين 4/ 133 على أنه عربي.
(6) من هنا إلى آخر المادة: من ط وحده.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 190
خ ص خ ص
أُهملت في التكرير.
خ ض خ ض
خضخض
الخَضْخَضَة: صوت الماء القليل في الإناء إذا حرَّكته.
و الخَضْخاض: القَطِران أو شيء يشبهه تُهْنَأُ به الإبل.
و الخَضْخَضَة المَنْهيّ عنها في الحديث، و هو أن يُوشِيَ الرجلُ ذَكَرَه حتى يَمنيّ أو يَمذيّ.
و مكان خَضْخاض «1»: كثير الماء و الشجر. قال الشاعر- حاجِز بن عَوْف، و هو أحد الرِّجْليين ممن كان يغزو «2» على رجليه، جاهلي (متقارب) «3»:
خُضاخِضَةٌ بخَضيع السيو لِ قد بلغ الماءُ حِذْفارَها
خ ط خ ط
طخطخ
من معكوسه: الطَّخْطَخَة؛ طَخْطَخَ الليلُ بَصَرَه، إذا منعه من النظر. قال الشاعر- هو ذو الرُّمَّة (بسيط) «4»:
أَغباشَ «5» ليلِ تِمامٍ كان طارِقَه تَطَخْطُخُ الغيمِ حتى ما له جُوَبُ
خ ظ خ ظ
أُهملت.
خ ع خ ع
خعخع
أُهملت إلّا في قولهم: خُعْخُع: ضربٌ من النبت، و ليس بثَبْت.
خ غ خ غ
أُهملت.
خ ف خ ف
خفخف
الخَفْخَفَة: صوت الضَّبُع. يقال: سمعت خفخفةَ الضَّبُع و حفحفتَها أيضا.
خ ق خ ق
أُهملت في التكرير، و كذلك حال الخاء و الكاف.
خ ل خ ل
خلخل
خَلْخَلْتُ العظامَ، إذا أخذت ما عليها من اللحم.
و الخَلْخال المعروف من الحُلِيّ.
و الخَلْخال: الرَّمل الذي فيه خشونة. قال الراجز «6»:
من ساهِكاتٍ دُقَقٍ و خَلْخالْ
قال أبو بكر: و روى الكوفيون: و جَلْجالْ «7».
و قد قيل في الخَلْخال الذي من الحُلِيّ: خَلْخال و خَلْخَل.
قال الراجز:
بَرّاقةُ الجِيد صَمُوتُ الخَلْخَلِ
لخلخ
و من معكوسه: اللَّخْلَخَة، و هي ضرب من الطِّيب: عربي معروف.
و رجلٌ لَخْلَخانيٌ، إذا كانت فيه لُكْنَة و يتشبّه بالأعراب.
خ م خ م
خمخم
الخَمْخَمَة: أن يتكلَّم الرجلُ كأنه مخنون تكبُّرا. و به سُمِّي الخَمْخام، رجلٌ من بني سَدوس.
و الخِمْخِمْ: ضربٌ من النبت له حَبٌّ يؤكل.
مخمخ
و من معكوسه: المَخْمَخَة؛ مَخْمَخْتُ ما في العظم و تَمَخْمَخْتُه، إذا استخرجته.
خ ن خ ن
خنخن
الخَنْخَنَة شبيه بالخَمْخَمة، إلا أنها تخرج من الخياشيم.
______________________________
(1) م: «خُضاخضة»؛ ط: «خَضاخض».
(2) ط م: «يعدو»؛ و ما أثبتناه من ل أصوب، و هو موافق لما في الاشتقاق، ص 514. و في ل: على رجله.
(3) الصحاح و اللسان (خضض)، و المخصَّص 13/ 62. و العجز ص 1140 أيضا.
(4) ديوانه 22، و الإبدال لأبي الطيّب 2/ 155، و الأزمنة و الأمكنة 2/ 223؛ و المقاييس (غبش) 4/ 410، و الصحاح و اللسان (غبش، طرق)، و اللسان (فلق).
(5) ل: «أغباشُ» (بالضم)؛ و ما أثبتناه هو الصواب كما في الديوان. و كتب في م فوق «جُوَب»: «انجياب».
(6) أنشده ابن دريد و لم ينسبه في الملاحن 41. و في ط أنه لرؤبة، و ليس في ديوانه، و لم يذكر أنه لرؤبة إلا الخليل في العين (جل) 6/ 19، و أهمل نسبته في العين (سهك) 3/ 374. و هو غير منسوب في اللسان (دقق، سهك، خلخل).
(7) «قال … جلجال»: من ط وحده.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 191
نخنخ
و من معكوسه: تَنَخْنَخَ البعيرُ، إذا بَرَكَ ثم مكَّن لثَفِناته من الأرض.
خ و خ و
وخوخ
استُعمل من معكوسه: الوَخْوَخَة، و هي استرخاء اللحم و الجلد؛ رجلٌ وخواخٌ: رِخو اللحم. و كذلك تمرٌ وَخْواخٌ:
رِخو اللِّحاء. و كل مسترخٍ وَخْواخٌ. قال الراجز:
[ليثٌ إذا طاخَ امْرُؤٌ نَفّاخُ] صَدْقٌ إذا ما كَذَبَ الوَخْواخُ
خ ه خ ه
أُهملت.
خ ى خ ي
أُهملت.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 192
حرف الدال
و ما بعده أُهملت الدال و الذال في الوجوه.
د ر د ر
دردر
الدُرْدُر: مراكز سُنوخ الأسنان.
و مثل من أمثالهم: «أَعْيَيْتِني بأُشُرٍ فكيف بدُرْدُرٍ» «1»؛ و المخاطَبة بهذا أنثى، أي أعييتِني صغيرةً «2» بأُشر أسنانكِ، و هو التحزُّز الذي يكون في أطرافها، و إنما ذلك للشباب، فكيف بدُرْدُر، أي فكيف بكِ و قد عَضِضْتِ على دُرْدُرِكِ.
و الدَّرْدَرَة: حكاية صوت الماء في بطون الأودية و غيرها إذا تدافع فسمعت له صوتا.
د ز د ز
أُهملت الدال مع الزاي في الوجوه، و كذلك حالها مع السين و الشين في التكرير.
د ص د ص
أُهملت و لها مواضع في المعتلّ تراها إن شاء اللّه، و كذلك حالها مع الضاد و الطاء و الظاء.
د ع د ع
دعدع
دَعْدَعْتُ الإناءَ دَعْدَعةً، إذا ملأته. قال الشاعر (منسرح) «3»:
فدَعْدَعا سُرَّة الرَّكاءِ كما دَعْدَع ساقي الأعاجمِ الغَرَبا
الرَّكاء «4»، مفتوح الأول: وادٍ معروف. و الغَرَب هاهنا: إناء من فضة أو خشب. قال (متقارب) «5»:
إذا انكَبَّ أَزْهَرُ بين السُّقاةِ تَرامَوْا به غَرَبا أو نُضارا
و قال آخر (رجز) «6»:
نحن بنو أمِّ البنينَ الأربعَهْ المطعمون الجَفْنَةَ المُدَعْدَعَهْ
أي الملأى.
و دَعْ دَعْ: كلمة تقال للعاثر في معنى اسْلَمْ. قال الحادرة (كامل)
و مطيةٍ حمَّلتُ ….
«7»:
و مَطِيَّةٍ كَلَّفْتُ رَحْلَ مَطِيَّةٍ حَرَجٍ يَتِمُ «8» من العِثار بدَعْدَعِ
عدعد
و من معكوسه: العَدْعَدَة، و هي السُّرعة في مشي «9» أو
______________________________
(1) المستقصى 1/ 257.
(2) م ط: «أعييتني صغيرا».
(3) البيت للبيد، و قد سبق إنشاده ص 112.
(4) من هنا حتى معكوس المادة: سقط من ل؛ و سقط من م إلى قوله: «أي الملأى».
(5) البيت للأعشى في ديوانه 47، و المعاني الكبير 461، و المخصَّص 12/ 24، و اللسان (غرب، نضر).
(6) الرجز للبيد، كما مرّ ص 112. و انظر أيضا: ص 353.
(7) ديوانه 62، و المفضليات 47، و الحيوان 6/ 358. و في المفضليات و الحيوان:
و مطيةٍ حمَّلتُ ….
(8) «يَتِمُّ»: كذا رواية م؛ و الذي في ط: «يُنَمُّ». و في الديوان: «تُتَمُّ»، و في الحيوان و المفضليات: «تُنَمُّ».
(9) ط: «و هي السرعة في شيء …»؛ و هو تحريف.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 193
غيره؛ عَدْعَدَ في عمله، إذا أسرع فيه.
د غ د غ
دغدغ
الدَّغْدَغة مستعملة و أحسبها عربية، و هي شبيهة بالقرص بأطراف الأصابع.
د ف د ف
فدفد
من معكوسه: الفَدْفَد، و هي الأرض الغليظة المرتفعة ذات الحصى فلا تزال الشمس تَبْرُقُ فيها، فلذلك خصّوا بالتشبيه بها الرجال في الحرب إذا برقت بينهم السيوفُ.
د ق د ق
دقدق
الدَّقْدَقَة: العَدْوُ الشديد؛ دَقْدَقَ الرجلُ، إذا رَكِبَ رأسَه في عَدْوه كأنه يَهوي. قال الراجز «1»:
دَقْدَقَةَ البِرْذَونِ في أُخرى الجَلَبْ
د ك د ك
دكدك
الدَّكْدَك و الدِّكْدِك: أرض فيها غِلَظ و انبساط. و كذلك الدَّكداك «2» و الجمع الدَّكادِك. و منه اشتقاق ناقةٌ دَكّاءُ، إذا كانت مفترِشةَ السَّنامِ في ظهرها أو مَجْبوبةً. و قال أبو عثمان:
سمعت الأخفش يقول: اشتقاق الدُّكّان من هذا.
د ل د ل
دلدل
الدُّلْدُل، زعم قوم أنه الشَّيْهَم، و هو هذا القُنْفُذ الطَّويلُ الشوكِ، العظيمُ. و كانت بغلةُ النبي، صلّى اللّه عليه و سلّم، تُسمَّى الدُّلْدُلَ.
و الدَّلْدَلَة: تحريك الرجل رأسَه و أعضاءه في المشي.
و الدَّلْدَلَة: تحريك الشيء المَنُوط. و قال أبو حاتم: الدَّلْدَلَة و النَّوْدَلَة واحد. يقال: مَرَّ يُدَلْدِلُ و يُنَوْدِلُ، إذا مرَّ يضطرب في مشيه.
د م د م
دمدم
الدَّمْدَمَة: الاستئصال؛ و هكذا فسَّره أبو عبيدة في التنزيل، و اللّه أعلم «3».
د ن د ن
دندن
الدِّنْدِن: حُطام اليَبيس «4». قال الشاعر- هو حَسّان (بسيط) «5»:
و المالُ يَغْشَى رجالًا لا خَلاقَ لهم كالسَّيل يَغْشَى أصولَ الدِّنْدِنِ البالي
قال أبو بكر: العُشب إذا جَفَّ في أوَّل سنة فهو اليَبيس و القَفيف، فإذا حالَ عليه الحولُ في السنة الثانية فهو الدَّرِين، فإذا حالَ عليه الحولُ الثالث و فَسَدَ فهو دِنْدِن.
و الدَّنْدَنَة نحو الهَيْنَمَة و الهَتْمَلَة، و هو الكلام يردِّده الإنسان في صدره و لا يُفهم عنه. و
في الحديث: «فأمّا دندنَتُك و دندنةُ مُعاذ فلا نُحْسِنُها»، فقال النبي، صلَّى اللّه عليه و سلَّم:
«حولَهما نُدَنْدِنُ»
. د و د و
أُهملت في التكرير.
د ه د ه
دهده
دَهْدَهْتُ الشيءَ من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ، إذا دفعتَه؛ و هَدْهَدْتُ.
و الدَّهْداه: حواشي الإبل، أي صغارها أو خِساسها. قال الراجز «6»:
قد جَعَلَ الدَّهْداهُ منها يَرْكَبُهْ و جَعَلَتْ جِلَّتُها تَجَنَّبُهْ
هدهد
و من معكوسه: الهَدْهَدَة، و هو صوت الحَمام؛ يقال: هَدْهَدَ
______________________________
(1) سينشده أيضا ص 270.
(2) ط: «الدُّكادك». و في م: «و الجمع الدكاديك».
(3) فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها الشمس: 14. و لم يذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن 2/ 300.
(4) ط: «اليبيس البالي». و بعد قوله: «اليبيس» جاء في ل: «و العشب إذا جف في أوّل سنة فهو اليبيس و القفيف، فإذا حال عليه الحول الثالث و فسد فهو الدِّنْدِن»، و الذي في م ط أو في فأثبتناه.
(5) ديوانه 147. و في اللسان (طبخ) أن هذا البيت جاء أيضا في شعر لحيّة بن خلف الطائي. و انظر: عيون الأخبار 1/ 247، و المعاني الكبير 502، و الاشتقاق 475، و الأزمنة و الأمكنة 2/ 119، و شرح المرزوقي 1689، و الصحاح و اللسان (طبخ، دندن). و في الديوان و المصادر: لا طَباخ لهم.
(6) سينشدهما أيضا ص 1239.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 194
الحَمامُ هَدْهَدَةً، و حَمامٌ هُداهِدٌ. قال الشاعر- هو الراعي (كامل) «1»:
كهداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جناحَه يدعو بقارعة الطريق هَديلا
و الهُدْهُد الطائر المعروف سُمِّي بذلك لهَدْهَدَته في صوته.
و قد سمَّوا هَدْهَادا و هَدّادا «2».
د ي د ي
أُهملت في التكرير.
______________________________
(1) ديوانه 238، و جمهرة أشعار العرب 175، و الحيوان 3/ 243، و شرح المفضليات 547، و ليس 75، و الخصائص 2/ 95، و المخصَّص 8/ 134 و 159؛ و العين (هد) 3/ 347، و الصحاح و اللسان (هدد). و سينشده ابن دريد أيضا ص 683 و 1211.
(2) بالتشديد في الأصول، و بالتخفيف في الاشتقاق 484.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 195
حرف الذال
و ما بعده
ذ ر ذ ر
ذرذر
استُعمل من وجوهها: ذَرْذار، و هو لقب رجل من العرب؛ و أحسب أن اشتقاقه من الذَّرْذَرَة «1»، و هو تفريقك الشيءَ و تبديدك إياه؛ ذَرْذَرْتُه من يدي، إذا فعلتَ به ذلك.
و الرَّذاذ: ضرب من المطر، و لهذا باب تراه فيه إن شاء اللّه «2».
ذ ز ذ ز
أُهملت الذال مع الزاي، و كذلك حالها مع السين و الشين و الصاد و الضاد و الطاء و الظاء في التكرير.
ذ ع ذ ع
ذعذع
ذَعْذَعَتِ الرِّيحُ الشجرَ، إذا حرَّكته تحريكا شديدا.
و الذَّعذعة و الزَّعزعة في هذا الموضع بمعنى، إلّا أن الذَّعذعة تُستعمل في تفريق الأشياء؛ يقال: ذَعْذَعَ مالَه، إذا فرَّقه، و لا يقال: زَعْزَعَ مالَه، إذا فرَّقه. و [يقال]: تذعذعَ القومُ، و ذَعْذَعَهم الدَّهرُ. و ذَعْذَعَ سِرَّه، إذا أذاعه.
ذ غ ذ غ
أُهملت في التكرير.
ذ ف ذ ف
ذفذف
أُهملت في التكرير إلّا في قولهم: ذَفْذَفَ عليه، إذا أَجْهَزَ عليه، مثل ذفَّفَ، سواءٌ.
ذ ق ذ ق
أُهملت الذال مع القاف، و كذلك حالها مع الكاف في التكرير.
ذ ل ذ ل
ذلذل
الذُّلْذُل: ذيل القميص، و الجمع ذَلاذِل. قال الشاعر (كامل) «3»:
فخرجتُ أُحْضِرُ في ذَلاذلِ جُبَّتي لو لا الحَياءُ أَطَرْتُها إحضارا
لذلذ
و من معكوسه: اللَّذْلَذَة، و هي السرعة و الخفَّة. و به سُمِّي الذئبُ لَذْلاذا. و رجلٌ لَذْلاذٌ، إذا كان سريعا في عمله.
ذ م ذ م
أُهملت في التكرير، و لها مواضع في المعتّل «4».
ذ ن ذ ن
أُهملت في التكرير.
ذ و ذ و
وذوذ
استُعمل من معكوسه: الوَذْوَذَة. و هو رجلٌ وَذْواذ: سريع المشي. و مرَّ الذئبُ يُوَذْوِذُ وَذْواذا، إذا مرَّ مسرعا.
ذ ه ذ ه
هذهذ
استُعمل من معكوسه: الهَذْهَذَة؛ سيفٌ هَذْهاذٌ «5» و هُذاهِذٌ، إذا كان صارما.
ذ ي ذ ي
أُهملت.
______________________________
(1) في الاشتقاق 364: «و الذَّرذار من الخفّة و سرعة الحركة».
(2) سبق ذكره ص 117، و لن يرد في موضع آخر.
(3) نسبه في المطبوعة إلى الخَزْرَج بن عوف الخفاجي.
(4) ص 703 و 1064.
(5) بعده في ط: «و هُذَهِذ»؛ و ليس في المعجمات.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 196
حرف الراء
و ما بعده
ر ز ر ز
زرزر
استُعمل من معكوسه: الزَّرْزَرَة، و هي حكاية صوت الزُّرزور.
و الزَّرْزار: الخفيف السريع.
ر س ر س
رسرس
رَسْرَسَ البعيرُ رَسْرَسَةً، إذا بركَ ثم فحصَ الأرضَ بصدره ليتمكَّن.
ر ش ر ش
رشرش
الرَّشْرَشَة: الرخاوة؛ عظمٌ رَشْراشٌ، إذا كان رِخوا، و كذلك: خبزةٌ رَشْرَشَةٌ و رَشْراشَةٌ، إذا كانت يابسة رِخوة.
شرشر
و من معكوسه: الشِّرْشِر، و هو نبت. و الشُّرْشُور: طائر.
و الشَّرْشَرَة: أن يَحُكَّ سكينا على حجر حتى يَخْشُن حدُّها.
و أخبرنا أبو حاتم قال: أخبرنا الأصمعي قال: قال أعرابي لابنه: أريد أن أخْتُنَك. قال: و ما الخِتان؟ قال: سُنَّة العرب.
قال: فأخذ شفرةً فشَرْشَرَها على صخرة ثم أَنْحَى على غُلْفتي فقلت: أَسْحِت أَسْحِت، أي استأصِل.
و يقال: ألقى فلانٌ على فلان شَراشِرَه «1». إذا حماه و حفظه؛ و ألقى عليه شَراشِرَه، إذا ألقى عليه ثِقَله. قال الشاعر (وافر)
و ما إن طِبُّنا جبنٌ و لكنْ منايانا و دولةُ آخرينا
«2»:
إذا ما الدَّهرُ جَرَّ على أُناسٍ شَراشِرَهُ أَناخ بآخَرِينا
[فقلْ للشّامتِين بنا أَفيقوا سيَلْقَى الشّامِتون كما لَقِينا]
و قد سمَّت العرب شَرْشَرَة و شُراشِرا و شَرْشارا.
ر ص ر ص
رصرص
رَصَّ البناءَ و رَصْرَصَه، إذا أحكمه و سَدّ خَلَلَه. و بناءٌ رَصيص و مرصوص.
صرصر
و من معكوسه: الصُّرْصُر: دُوَيْبَّة. و الصَّرْصَرَة: صوت صَرّ الجُنْدَب و البازي؛ صرَّصَرًّا و صَرْصَرَ يُصَرْصِرُ صَرْصَرَةً. قال الشاعر- جرير (بسيط) «3»:
ذاكُمْ سَوادةُ يَجْلو مُقْلَتَي لَحِمٍ بازٍ يُصَرْصِرُ فوق المَرْبَأ العالي
و الصُّرْصُور: البُخْتيّ من الإبل و وَلَدُ البُخْتيّ، بالصاد و السين.
و ريحٌ صِرٌّ و صَرْصَرٌ: باردة.
ر ض ر ض
رضرض
الرَّضْرَضَة: كَسْرُك الشيءَ. و الرَّضْراض: الحَصَى، و أكثر ما يُستعمل في الحصى الذي يجري عليه الماء. يقال: نهرٌ ذو
______________________________
(1) م: «و للشراشر موضعان، يقال …».
(2) نسبه في المطبوعة إلى فَرْوة بن مُسَيْك المرادي. و المشهور قول فروة، و هو من وزنه و قافيته:
و ما إن طِبُّنا جبنٌ و لكنْ منايانا و دولةُ آخرينا
(3) سبق إنشاده ص 121.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 197
سِهْلَة و ذو رَضْراضٍ؛ فأما السِّهْلة فهو رمل القنا الذي يجري عليه الماءُ.
و كل شيء كسرته فقد رَضْرَضْته. قال الراجز «1»:
يَتْرُكْنَ صَوّان الصُّوَى رَضْراضا
ر ط ر ط
رطرط
ذُكر عن أبي مالك أنه قال: الرَّطراط: الماء الذي أَسْأَرَتْه الإبل في الحِياض، نحو الرِّجْرِج، و لم يعرفه أصحابنا.
طرطر
و من معكوسه: الطَّرْطَرَة، و هي كلمة عربية و إن كانت مبتذَلةً. قال أبو حاتم: هي شبيهة بالطَّرْمَذَة. يقال: رجلٌ مُطَرْطِرٌ، إذا كان كذلك مع كثرة كلام.
و طَرْطَر: موضع بالشام ذكره امرؤ القيس (طويل) «2»:
[ألا رُبَّ يومٍ صالحٍ قد شَهِدْتُهُ] بتاذِفَ ذاتِ التَّلِّ من فوق طَرْطَرا
ر ظ ر ظ
أُهملت في التكرير.
ر ع ر ع
رعرع
غلامٌ رَعْرَعٌ و رَعْراعٌ لليَفَع، و لا يكون ذلك إلّا مع حُسن الشباب.
و الرَّعْرَعَة: اضطراب الماء الصافي على الأرض. و ربما قيل: تَرَعْرَع السَّرابُ أيضا، إذا اضطرب على الأرض.
عرعر
و من معكوسه: العَرْعَر، و هو ضرب من الشجر. قال أبو حاتم: يقول بعض الناس إنه السَّرْوُ «3».
و عُرْعُرَة الجبل: أعلاه. و كذلك عُرْعُرَة الثور «4»: سَنامه.
و في بعض كتب الأوائل: إنّا ألجأْنا العدوَّ إلى عُرْعُرَة الجبل و نحن بحَضيضه «5».
و عَراعِر القوم: سادتُهم، الواحد عُراعِر. قال الشاعر (كامل) «6»:
خَلَعَ الملوكَ و سار تحت لوائهِ شَجَرُ العُرَى و عَراعِرُ الأقوامِ
و يُروى: عُراعِرُ.
و يقال: سمعت عَرْعارَ الصِّبيان، إذا سمعت اختلاط أصواتهم. قال الشاعر (كامل) «7»:
مُتَكَنِّفَيْ جَنْبَي عُكاظَ كليهما يدعو وَليدُهُمُ بها عَرعارِ
عرعارِ: مبنيّ على الكسر. و قال الآخر (رجز) «8»:
[حتى إذا كان على مُطارِ يُمْناهُ و اليُسْرى على الثَّرْثارِ]
قالت له ريحُ الصَّبا عَرْعارِ
و يُروى: قَرْقارِ.
و عُراعِر: موضع مشهور.
ر غ ر غ
رغرغ
الرَّغْرَغَة: وِرْدٌ من أوراد الإبل؛ سقى إبلَه الرَّغْرَغَةَ «9»، و هو أن يسقيَها في كل يوم مرةً. و ذُكر عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: الرَّغرغة أن يسقيها يوما بالغَداة و يوما بالعَشيّ، فإذا سقاها في كل يوم إذا انتصف النهار فذلك الظِمءُ: الظاهِرةُ.
غرغر
و من معكوسه: الغَرْغَرَة، و هو أن يردِّد الإنسانُ الماءَ في حلقه فلا يَمُجُّه و لا يُسيغه. و كذلك الغَرْغَرَة بالدواء أيضا. قال (طويل) «10»:
و يدعو بِبَرْد الماء و هو بَلاؤه و إمّا سقاه الماءَ مَجَّ و غَرْغَرا
______________________________
(1) الصحاح و اللسان (رضرض)، و فيهما: صَوّان الحصى.
(2) ديوانه 70، و معجم البلدان (تاذف) 2/ 6 و (طرطر) 4/ 29، و اللسان (طرر).
(3) ط: «إنه السَّرو بالفارسية».
(4) ط: «عُرْعُرَة البعير».
(5) هو من كتاب يزيد بن المهلَّب إلى الحجّاج، و كان الحجّاج قد نفى يحيى بن يعمر إلى خراسان، فكان يزيد قد تمثّل يحيى في تقعّره فقال: «إنا لقينا العدوّ ففعلنا و اضطررناهم إلى عُرْعُرة الجبل و نحن بحضيضه». و انظر: أخبار النحويين البصريين للسيرافي 23.
(6) نسبه الخليل في العين (عر) 1/ 86 إلى الكميت، و هو في ديوانه، الجزء الثالث، القسم الثاني، 36. و يُنسب في معظم المصادر إلى مهلهل، و في اللسان (عرا) عن ابن برّي أنه يُروى لشُرَحْبيل بن مالك. و انظر: المعاني الكبير 967، و الكامل 1/ 274، و الاشتقاق 94، و 219، و المحتسب 1/ 224، و أمالي القالي 1/ 114، و السِّمط 341، و المخصَّص 2/ 164 و 15/ 177؛ و المقاييس (عر) 4/ 37 و (عروى) 4/ 295، و الصحاح و اللسان (عرر، عرا). و سينشده ابن دريد أيضا ص 775 و 1213.
(7) البيت للنابغة في ديوانه 56، و شرح المفصَّل 4/ 25، و الخزانة 3/ 60، و الصحاح و اللسان (عرر).
(8) الرجز لأبي النجم العِجْلي، و قد استشهد سيبويه بالبيت الثالث على قرقار و هو اسم لقوله قَرْقِرْ. و انظر: المخصَّص 9/ 105 و 13/ 19 و 17/ 65، و شرح المفصَّل 4/ 51، و الخزانة 3/ 58، و الصحاح (قرر)، و اللسان (طير، قرر، مطر).
(9) ط: «سقى إبله الرَّغْرَغ».
(10) سبق إنشاده ص 92، و فيه: إمّا سقوه …
جمهرة اللغة، ج1، ص: 198
و كثر ذلك حتى قالوا: غَرْغَرَه بالسِّكِّين، إذا ذبحه، و غَرْغَرَه بالسِّنان، إذا طعنه في حلقه.
و تغَرْغَرَت عينُه، إذا تَردَّد فيها الدَّمع.
و غُرْغُرَة الطائر: حَوْصَلَّتُه.
ر ف ر ف
رفرف
الرَّفْرَفَة: رَفرفة الطائر، و هو أن يُرَفْرِفَ بجناحيه و لا يبرح كأنّه يحوم على الشيء.
و رَفْرَفَ الرجلُ على القوم، إذا تحنَّن عليهم.
و الرَّفْرَف. الثوب «1» من الدِّيباج و غيره إذا كان رقيقا حسن الصنعة؛ و كذلك فسَّره أبو عبيدة و اللّه أعلم «2».
و رَفْرَفُ الدِّرْعِ: زَرَدٌ يُشَدُّ بالبيضة فيطرحه الرجلُ على ظهره. و أُرى أن من ذلك رَفْرَفَ الفُسْطاطِ.
و زعموا أن الرَّفْرافَ طائر أيضا «3».
فرفر
و من معكوسه: الفَرْفَرَةُ؛ فَرْفَرَ الفرسُ اللِّجام «4» في فيه، إذا حرَّكه. قال الشاعر (طويل) «5»:
إذا راعَه من جانبيه كليهما مَشَى الهَيْذَبَى في دَفِّه ثمّ فَرْفَرا
و يُروى: الهَرْبَذَى «6»، و هو ضرب من المشي.
و الفَرفار: ضرب من الشجر تُتَّخذ منه العِساسُ و القِصاع.
قال أبو حاتم: و هو الذي يسمَّى بالفارسية زَرِّين دِرَخْت «7».
و الفُرْفُور و الفُرافِر: سَوِيقٌ يُتَّخذ من ثمر اليَنْبُوت، و يقال:
هو الفُرافِل أيضا.
و فَرْفَرَ الرجلُ، إذا نفض جسدَه.
ر ق ر ق
رقرق
الرَّقْرَقَة: تَرَقْرَقَ الماءُ على الأرض، إذا جرى جريا سهلًا.
و منه: تَرَقْرَقَ الدمعُ في العين؛ و رَقْرَقَ الخَمر، إذا مزجها.
و رَقْراق السَّراب: ما اضطرب منه.
و سيفٌ رُقارِقٌ و رَقْراقٌ: كثير الماء.
قرقر
و من معكوسه: القَرْقَرَة، و هو أحسنُ الهدير «8» و أصفاه.
و قَرْقَرَ الحادي، إذا طرّب في حِدائه. قال الراجز «9»:
أبْكَمَ لا يكلِّم المطيّا و كان حَدّاءً قُراقِريّا
و قال الآخر (رجز) «10»:
رُبَّ عجوزٍ من أُناسٍ شَهْبَرَهْ علّمتُها الإنقاضَ بعد القَرقرهْ
قال أبو بكر: يقول: أَغَرْتُ عليها فسلبتُها الإبلَ التي كانت ترعاها فتسمع قرقرةَ الفحول فصارت ترعى الغنمَ فتُنْقِض بهنّ.
و الإنقاض: الدعاء بالغنم «11». قال: و هو صوت يخرج من باطن اللسان و أعلى الحَنَك.
و قاعٌ قَرْقَرٌ: مستو. و كذلك فُسِّر
في الحديث: «يُبْطَحُ لها يومَ القيامة بقاعٍ قَرْقَرٍ»
. و قَرْقَرَ الحمامُ قَرْقَرَةً و قَرْقَرِيرا. قال بِشْر بن أبي خازم (طويل) «12»:
إذا قَرْقَرَتْ في بطن وادٍ حَمامةٌ دعا بابن ضَبّاءَ الحَمامُ المُقَرْقِرُ
قال أبو بكر: ابن ضَبّاء رجلٌ من بني أَسَد كان جارا في بني عامر فقتلوه فعيَّرهم بِشْرِ بن أبي خازم بذلك. قال أبو بكر: لم يأتِ مصدر على فَعْلَلَ فَعْلَلِيلًا إلا قَرْقَرِيرا و حرفا «13» آخر و هو غَطْمَطِيط «14».
______________________________
(1) م: «الثوب الرقيق».
(2) مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ الرّحمن: 76. و في مجاز القرآن 2/ 246:
«رفرف خُضر: فُرُش، و البُسُط أيضا رَفارف».
(3) انظر أيضا: مادة (زفزف) ص 201 لأن فيها كلاما أصله بالراء لا بالزاي.
(4) م: «فَرْفَر الدّابةُ فَأْسَ اللجام».
(5) البيت لامرئ القيس في ديوانه 67. و انظر: المعاني الكبير 28، و المعرَّب 351، و اللسان (هذب، فرر). و سينشد ابن دريد عجزه أيضا ص 303، و فيه: مشى الهيدَبَى، بالدال. و في الديوان: إذا زُعْتَه.
(6) م: «و يروى الهربذى و كذلك الهيدبى»؛ (بالذال المهملة، و كذا في البيت نفسه).
(7) ضبطه في ل بفتح الدال؛ و أثبتنا رواية م لأنها توافق اللفظ الفارسي؛ و معناه:
شجرة، و زرّين أي مذهَّب.
(8) م: «من أحسن الهدير».
(9) البيتان في المنصف 2/ 179، و الخصائص 3/ 105 و 205، و المخصَّص 7/ 111، و الصحاح و اللسان (قرر). و سيجيئان أيضا ص 1211 و 1256.
(10) نسبهما في اللسان (شهبر، قرر، نقض) إلى شِظاظ اللصّ. و أنشدهما ابن دريد بلا نسبة أيضا في الاشتقاق 544. و انظر: المعاني الكبير 565، و العين (شهبر) 4/ 118، و المقاييس (نقض) 5/ 471، و الصحاح (شهبر، قرر، نقض). و سيجيئان أيضا ص 1121.
(11) م: «دعاء الإنسان بالغنم».
(12) ليس البيت في ديوان بشر في القصيدة التي يذكر فيها ابن ضبّاء ص 80.
(13) كذا بالنصب.
(14) ذكر ابن خالويه في ليس 277 حرفا ثالثا هو مَرْمَرير.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 199
و القُرْقُور: ضرب من السفن، عربي معروف. قال الراجز «1»:
قُرْقُورُ ساجٍ ساجُهُ مَطْلِيُ بالقِير و الضَّبّاتِ زَنْبَرِيُ
و القَرْقَرَة: حكاية الضَّحِك إذا استغرب فيه الرجلُ.
و قُراقِر: موضع. قال الراجز «2»:
[للّه دَرُّ رَافِعٍ أنَّى اهتدَى] فَوَّزَ من قُراقِرٍ إلى سُوَى
سُوَى: موضع. و كان ابن الكلبي يقول: سَوَى، بفتح السين: موضع بناحية السَّماوَة.
و قَرْقَرَ الرجلُ الشرابَ في حلقه، إذا سمعتَ له صوتا.
ر ك ر ك
ركركابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص199
الرَّكْرَكَة: الضعف. و منه سُمّي المطرُ رِكًّا إذا كان ليِّنا ضعيفا. و رجلٌ رَكِيكٌ: بَيِّنُ الرَّكْرَكَة و الرَّكاكة. و كذلك رجلٌ أَرَكُّ، و هو ضعيف النَّحيزة «3». و قد مرَّ في الثنائي «4».
كركر
و من معكوسه: الكَرْكَرَة، و هو الضحك؛ كَرْكَرَ، إذا ضحك.
و الكَرْكَرَة: الارتداد عن الشيء؛ دفعه عن ذلك و كَرْكَرَه عنه.
و تَكَرْكَرَ السحابُ، إذا تَرادَّ في الهواء.
و كِرْكِرَة البعير: السَّعْدانة «5» التي تصيب الأرض من صدره إذا بركَ. قال الراجز «6»:
خَوَّى على مُستوياتٍ خَمْسٍ كِرْكِرَةٍ و ثَفِناتٍ مُلْسٍ
و الكُرْكُور: وادٍ بعيد القعر يتكركر فيه الماءُ، أي يتَرادُّ؛ لغة يمانية.
و الكَراكِر: الجماعات من الناس.
ر ل ر ل
أُهملت.
ر م ر م
رمرم
كلَّمته فما تَرَمْرَمَ، أي ما ردَّ جوابا. قال الشاعر (طويل)
أصاخ …
و لم يتكلّم.
«7»:
ففاءوا و لو أسطو على أُمّ بعضهم أَساخَ فلم يَنْطِقْ و لم يَتَرَمْرَمِ
و ضربه فما تَرَمْرَمَ من مكانه، أي ما تَنَحَّى.
و الرَّمْرام: ضرب من الحَمْض.
مرمر
و من معكوسه: المَرْمَر: ضرب من الحجارة أبيض صافٍ معروف.
و امرأة مَرْمارَة و مُرْمُورَة: ناعمة الجسم كأنَّها تَتَرَجْرَجُ من نعمتها.
و المَرْمَر أيضا: نعمة الجسم و تَرَجْرُجُه. قال ذو الرُّمَّة (طويل) «8»:
تَرى خَلْقَها نصفا قناةً قَويمةً و نصفا نقا يَرْتَجُّ أو يَتَمَرْمَرُ
و جسمٌ مَرْمارٌ و مُرامِرٌ و مُرْمُورٌ، إذا كان ناعما.
ر ن ر ن
أُهملت في التكرير.
ر و ر و
ورور
من معكوسه: الوَرْوَرَة؛ وَرْوَرَ بعينه، إذا نظر نظرا حادًّا و أدار عينه.
______________________________
(1) هو العجّاج؛ انظر: ديوانه 320، و المعرَّب 271. و سيرد البيتان ص 1196.
أيضا.
(2) قاله أحد شعراء المسلمين لمّا قصد خالد بن الوليد من العراق إلى الشام و معه دليله رافع الطائيّ. و أنشده ابن دريد أيضا في الاشتقاق 389. و انظر: الطبري 3/ 416، و أضداد أبي الطيّب 558، و الأزمنة و الأمكنة 2/ 216، و معجم البلدان (سوى) 3/ 271 و (قراقر) 4/ 318، و تبصير المنتبه 284؛ و من المعجمات (فوز) 7/ 389، و المقاييس (فوز) 4/ 459، و الصحاح و اللسان (فوز، سوا).
و سيجيء الثاني مع آخرين ص 1210.
(3) ط: «و هو الضعيف التخيّل، و قد مرّ في الثنائي. و الركركة: ضعف النحيزة».
(4) ص 125.
(5) م: «و هي المستديرة التي تصيب الأرض».
(6) الرجز للعجّاج في ديوانه 475- 476. و استشهد به سيبويه 1/ 215 على «جر الكركرة و ما بعدها تبيينا لما قبلها على البدل أو عطف البيان لقائم مقام النعت» كما في شرح الأعلم. و انظر: المعاني الكبير 1194، و أضداد أبي الطيّب 128؛ و العين (خوي) 4/ 318، و المقاييس (ثفن) 1/ 381، و الصحاح و اللسان (ثفن). و انظر ص 232 و 429 أيضا.
(7) البيت لأوس بن حَجَر في ديوانه 123، و اللسان (سطا)، و فيهما:
أصاخ …
و لم يتكلّم.
(8) ديوانه 226. و فيه عند سيبويه شاهد على رفع نصف و ما بعده على القطع و الابتداء. و انظر: الخصائص 1/ 301، و الخزانة 2/ 480. و سينشده أيضا في 1331.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 200
ر ه ر ه
رهره
يقال: تَرَهْرَهَ الجسمُ، إذا ابيضَّ من النعمة، فهو رَهْراهٌ و رُهْروهٌ.
و ماءٌ رَهْراهٌ و رُهْرُوهٌ، إذا كان صافيا.
هرهر
و من معكوسه: الهَرْهَرَة، حكاية صوت الأسد؛ يقال:
سمعت هَرْهَرَةَ الأسد، إذا ردَّد زئيرَه.
و ماءٌ هُرْهورٌ و هُراهِرٌ، إذا كان كثيرا.
و الهُرْهُور: ما تساقطَ من حَمْلِ الكَرْم قبل إدراكه؛ لغة يمانية.
و شاةٌ هُرْهُورٌ و هُرْهُرٌ: هَرِمَة «1».
ر ي ر ي
أُهملت في التكرير.
______________________________
(1) سقطت العبارة من ل م. و هُرْهُر بالضم في ط، و بالكسر في القاموس.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 201
حرف الزاي
و ما بعده
ز س ز س
أُهملت الزاي مع السين و الشين و الصاد و الضاد و الطاء و الظاء في التكرير.
ز ع ز ع
زعزع
الزَّعْزَعَة: ريحٌ زَعْزَعٌ: عاصفٌ تُزعزع كلَّ شيء. و كذلك ريحٌ زَعْزاعٌ.
و الزَّعازع: الشَّدائد من الدهر. يقال: كيف كنت في هذه الزعازع؟
ز غ ز غ
زغزغ
الزَّغْزَغَة: الخفَّة و النَّزَق؛ رجلٌ زَغْزَغٌ، إذا كان كذلك «1».
و الزُّغْزُغ: ضرب من الطير، زعموا، و لا أعرف ما صحَّته.
غزغز
و من معكوسه: الغُزْغُز، و هو الشِّدق في بعض اللغات.
ز ف ز ف
زفزف
الزَّفْزَفَة: صوتُ حفِيفِ الريح؛ ريحٌ زَفْزَفٌ و زَفْزافَةٌ، إذا كانت شديدةَ الهبوب دائمته «2». و كذلك ريحٌ زَفْزافٌ.
و سمعت زَفْزَفَةَ الموكب، إذا سمعت هَزَيزَه.
و الزَّفْزَف «3»: نبت أخضر مسترخٍ ناعم. قال الهُذلي (طويل) «4»:
له أيكةٌ لا يأمَنُ الناسُ غَيْبَها حَمَى زَفْزَفا منها سِباطا و خِرْوعا
أي له غَيْضَة لا يأمن الناسُ أن يكون فيها ما يكرهون.
ز ق ز ق
زقزق
زَقَّ الطائرُ فَرْخَه و زَقْزَقَه، إذا مَجَّ في فيه. و كذلك زَقْزَقَ بِذَرْقِه، إذا ألقاه.
ز ك ز ك
زكزك
زَكَّ الفَرْخُ و الرجلُ و زَكْزَكَ «5»، إذا خطا خَطْوا متقاربا ضعيفا.
ز ل ز ل
زلزل
الزَّلْزَلَة: الاضطراب؛ أُخذ من زُلْزِلَتِ الأَرضُ زِلزالًا.
و زَلازل الدهر: شدائده.
و ماءٌ زُلالٌ و زُلازِلٌ، إذا كان ينساغ بلا كُلفة من صفائه.
ز م ز م
زمزم
الزَّمْزَمَة: زمزمة المَجُوس. و أصل الزَّمزمة الكلام الذي لا يُفهم.
و الزِّمْزِمَة: القطعة من السِّباع أو الجنّ فيما تزعم العرب، و الجمع زَمازِم. قال الراجز:
هَماهِمٌ من خابلٍ زَمازِمِ
______________________________
(1) م: «إذا كان خفيفا».
(2) ط: «دائمة».
(3) في المعجمات و ديوان الهذليين: الرَّفرف.
(4) البيت للمطَّل الهذلي في ديوان الهذليين 3/ 24، و اللسان (رفف).
(5) م: «و الرجل زكزكةً».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 202
مثلُ زَفِيفِ الريح في الحَناتمِ
قال أبو بكر: الهَماهم: أصوات مختلِطة «1». و الخابل:
الجنّ. و الحَناتم: الجِرار الكبار المزفَّتة. واحدها حَنْتَمَة، و اسم أمّ عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه حَنْتَمَة.
و زَمْزَمُ: معروفة، يزعم بعض أهل العلم أنه اسم لها خاصّ، و ذلك
أن عبد المطلب أُري في منامه: احْفِرْ زَمْزَمَ إنك إن حفرتَها لم تندم.
و سمعت زمزمةَ الرَّعد، و هو تتابع صوته.
و ماءٌ زَمْزَمٌ و زُمْزومٌ و زَمْزامٌ و زُمازِمٌ: كثير «2»؛ فيقول بعض أهل اللغة: من هذا اشتقاق زَمْزَمَ، و اللّه أعلم.
و الزِّمْزِيم: المسمار الذي يتحرَّك في الجَرَس أو الجُلْجُل و تسمع له صوتا.
مزمز
و من معكوسه: المَزْمَزَة؛ مَزْمَزَه، إذا حرَّكه. و
في الحديث:
«مَزْمِزُوه»
«3» أي حرِّكوه ليُسْتَنْكَهَ.
ز ن ز ن
أُهملت في التكرير.
ز و ز و
وزوز
استُعمل من معكوسه: الوَزْوَزَة و هي الخِفَّة و السُّرعة.
و أحسب أن الوَزْواز اسم طائر أيضا.
و رجلٌ وَزْوازٌ، إذا كان خفيفا كثيرَ الحركة.
ز ه ز ه
هزهز
استُعمل من معكوسه: الهَزْهَزَة؛ سيفٌ هُزَهِزٌ و هَزْهازٌ و هُزاهِز «4»، إذا كان صافيا. قال الراجز «5»:
قد وَرَدَتْ مثلَ اليماني الهَزْهازْ تَدْفَعُ عن أعناقها بالأَعجازْ
قال «6» أبو بكر: شبَّه الماء بالسيف اليماني لصفائه، أي يستقي أهلُ الماء من ألبانها حتى يدَعوها تشرب فكأنها تدفع عن أعناقها بأعجازها.
و ماءٌ هُزَهِزٌ و هُزاهِزٌ، إذا كان صافيا.
ز ي ز ي
أُهملت.
______________________________
(1) ط: «صوت مختلط».
(2) م: «إذا كان كثيرا».
(3) مرّ ص 178.
(4) زاد في ط: «و هَزْهَز»؛ و الذي في القاموس: «كهُدْهُد».
(5) سبق البيتان ص 132، و سيجيئان ص 1211.
(6) من هنا حتى قوله بأعجازها: سقط من ل.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 203
حرف السين
و ما بعده
س ش س ش
أُهملت في التكرير، و كذلك حالها مع الصاد و الضاد و الطاء و الظاء.
س ع س ع
سعسع
السَّعْسَعَة: اضطراب الجسم من مرض أو كِبَر. قال الراجز «1»:
قالت و لم تَأْلُ به أن يسمعا يا هندُ ما أسْرَعَ ما تَسَعْسُعا
و السَّعْسَعَة: زجرُ الضأنِ؛ يقال: سَعْسَعَ سَعْسَعَةً بالنَّعْجة أو الكَبْش، إذا قال له: سَعْ سَعْ.
عسعس
و من معكوسه: العَسْعَسَة. و اختلفوا فيها، فقال قوم:
عَسْعَسَ الليلُ عَسْعَسَةً، إذا اعتكر ظلامه. و قال قوم: بل العَسْعَسَة إدبارُ الليل إذا استرقَّ ظلامه.
و عَسْعَسُ: موضع. قال امرؤ القيس (طويل)
ألِمّا على الربع …
أ لم ترم الدار الكثيب …
«2»:
ألم تَسألِ الرَّبْعَ القديم بعَسْعَسا كأني أُنادي أو أكلِّم أَخْرَسا
و عَسْعَسَتِ «3» السحابةُ، إذا دَنَتْ من الأرض ليلًا.
و العَسْعَس: اسم من أسماء الذئب.
س غ س غ
سغسغ
السَّغْسَغَة: الاضطراب؛ سَغْسَغْتُ الشيءَ، إذا حرَّكته من موضعه مثل الوَتِد و ما أشبهه. و يقال: تسَغْسَغَتْ ثَنِيَّتُه، إذا تحرَّكت.
س ف س ف
سفسف
سَفْسَفَ عملَه، إذا لم يبالغ في إحكامه؛ عملٌ سَفْسافٌ، إذا كان كذلك. و كل سَفْساف فهو دون الإحكام. و
في الحديث: «إنَّ اللّه يحبُّ معاليَ الأمور و يكره سَفْسافَها»
. و السَّفْسَف: ضرب من النبت؛ لغة يمانية، و هو الذي يسمِّيه أهل نجد العَنْقَز، و هو المَرْزَنْجُوش «4»، فارسي.
س ق س ق
قسقس
من معكوسه: القَسْقَسَة؛ يقال: قَسْقَسْتُ ما على العظم من اللحم، إذا أكلته. و كذلك قَسْقَسْتُ ما على المائدة، إذا أكلت كل ما عليها.
و سيفٌ قَسقاسٌ، أي كَهَامٌ.
و القَسْقاس: شدَّة الجوع و البرد.
و القَسْقاس: سير الليل. زعم قوم أنه لا يستحقّ اسم القَسْقَسَة حتى يكون سير الليل مع الجوع. قال الشاعر (طويل):
أتانا به القَسْقَاسُ يَرْعَشُ «5» خابِطا و لليل أسْجافٌ على البِيد تُسْبَلُ
______________________________
(1) سبق إنشادهما ص 133.
(2) ديوانه 105، و البلدان (عسعس) 4/ 121، و المقاييس (عس) 4/ 44، و اللسان (عسس). و في الديوان:
ألِمّا على الربع …
؛ و في المقاييس:
أ لم ترم الدار الكثيب …
! (3) من هنا إلى آخر المادة: سقط من ل.
(4) م ط: «المرزجوش». و انظر: المعرَّب 309.
(5) ضُبط في ل: «يُرْعَش». و أثبتنا ما في ب لأنه موافق لتعليق ابن دريد بعد الشاهد؛ و قد سقط هذا التعليق من ل.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 204
قال ابن دريد: يقال: رَعَشَ يَرْعَشُ فهو أَرْعَشُ، و لا يجوز يُرْعَشُ.
و قَرَبٌ قَسْقاسٌ: بعيد المطلب، مثل حَصْحاص و بَصْباص و حَدْحاد و حَذْحاذ و حَلْحال.
س ك س ك
سكسك
السَّكْسَكَة: الضُّعْف.
و السَّكاسِك «1»: حيّ من العرب أبوهم سَكْسَكُ بن أَشْرَس ابن عُفير بن كِنْدِيّ، و هو كِندة. و أخو السَّكْسَكِ السَّكُونُ، و هو حيّ أيضا.
و السِّكْسِكَة: ضرب من التضرُّع.
كسكس
و من معكوسه: الكَسْكَسَة؛ كَسْكَسْتُ الخبزةَ، إذا كسرتها.
كسس
و خبزٌ كَسِيس «2» و مَكْسوس.
و الكَسِيس: لحم يجفَّف ثم يُدَقُّ كالسَّوِيق فيُتزوَّد به في الأسفار.
س ل س ل
سلسل
السَّلْسَلَة: اتصال الشيء بالشيء. و به سميت سِلْسِلَة الحديد، و سِلْسِلَة الرَّمل.
و السِّلْسِلَة من البرق: المستطيلة في عُرْض السحاب. قال الراجز:
تَرَبَّعَتْ و الدّهرُ عنها غافلُ آثارَ أحْوَى بَرْقُه سَلاسِلُ
يعني سحابا أحوى أسودَ. و آثاره: عُشبه.
و ماءٌ سَلْسَلٌ و سَلْسَالٌ و سُلاسِلٌ، إذا كان صافيا. قال الشاعر (طويل) «3»:
[فشَرَّجَها من نُطْفَةٍ رَجَبِيّةٍ] سُلاسِلَةٍ من ماءِ لِصْبٍ سُلاسِلِ
الشِّعْب أوسع الطرق في الجبل، و من دونه اللِّهْب ثم اللِّصْب ثم الشِّقْب ثم الشِّيق و هو أضيقها «4».
و بنو سِلْسِلَة «5»: بطن من طَيِّئ.
و يُقلب فيقال: ماءٌ لَسْلَسٌ، و لا يكادون يقولون لُسالِسٌ كما يقولون سُلاسِلٌ.
لسلس
و من معكوسه: اللَّسْلَسَة؛ لَسَّ الوحشيُّ البقلَ و لَسْلَسَه، إذا أخذه بمقدَّم فيه.
س م س م
سمسم
السَّمْسَمَة: خِفَّة المشي «6». و به سُمِّي الذِّئبُ سَمْسَما و سَمْساما.
و سَمْسَم: موضع معروف. قال الراجز- العجّاج «7»:
يا دارَ سَلْمَى يا اسْلَمي ثم اسْلَمي بسَمْسَمٍ أو عن يمينِ سَمْسَمِ
و السُّمْسُمَة «8»: النملة الحمراء، و الجمع سَماسم.
و الحَبَّة التي تُسمَّى السِّمْسِم: عربية صحيحة. و تسمّيه أهل الحجاز: الجُلْجُلان.
س ن س ن
سنسن
السِّنْسِن، و الجمع سَناسن: أطراف فَقار الظهر. قال الراجز «9»:
[و كُنَّ بعد الضَّرْحِ و التمرُّنِ] يَنْقَعْنَ بالعَذْبِ مُشاشَ السِّنْسِنِ
و السَّناسِن: رياح تَسْتَنُّ، أي تمرُّ، واحدها سَنْسَنٌ. قال الهُذَلي (طويل) «10»:
أَبَيْنا «11» الدِّيانَ غيرَ بِيضٍ كأنَّها فُضولُ رِجاعٍ زَفْزَفَتْها السَّناسِنُ
______________________________
(1) في الاشتقاق 368: «و السكاسك من قولهم: تسكسك الرجلُ، كأنه ضرب من التضرُّع».
(2) ل: «و الخبزة كسيس …».
(3) البيت لأبي ذؤيب في ديوان الهذليين 1/ 143. و انظر: المخصَّص 11/ 88، و الخزانة 2/ 492، و اللسان (رجب، شرج، سلسل).
(4) زاد بعده في م: «و أوسعها الفجّ. و في ط بعده: ثم اللَّحْج».
(5) قارن: الاشتقاق 151.
(6) م: «السرعة و الخفة».
(7) ديوانه 289، و ملحقات ديوان رؤبة 183. و انظر: الإبدال لأبي الطيّب 2/ 547، و الخصائص 2/ 196 و 279، و السِّمط 457، و الإنصاف 102، و شرح ابن يعيش 10/ 12 و 13، و شرح شواهد الشافية 428، و الصحاح (علم)، و اللسان (سمم، علم). و انظر أيضا ص 649.
(8) ضبطه في ط بفتح السين. و صوابه بالضمّ كما في الأصول، و في القاموس:
«بالضم و قد يُكسر، أو غلط الجوهري في كسره: نمل حمر، الواحدة بهاء».
(9) الرجز لرؤبة في ديوانه 161، و اللسان (سنن).
(10) هو المعطَّل الهذلي في ديوان الهذليين 3/ 47، و مالك بن خالد في العين (سن) 7/ 198. و في الديوان: رفرفتها السَّنائن؛ و في العين: رقرقتها السَّنائن.
(11) ط: «أبينَ».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 205
الرِّجاع: الغُدران، واحدها رَجْع.
نسنس
و من معكوسه: النَّسْنَسَة «1»؛ يقال: نَسَّ الإبلَ يَنُسُّها نَسًّا و نَسْنَسَها نَسْنَسَةً، إذا ساقها سوقا شديدا.
و النَّسْنَسَة: الضُّعف. و أحسب أن اشتقاق النَّسْناس منه لضُعْفِ خَلْقِهم.
س و س و
وسوس
من معكوسه: الوَسْوَسَة؛ سمعت وَسْوَسَةَ الشيء، إذا سمعت حركته. قال الراجز «2»:
تسمع للحَلْي إذا ما وَسْوَسا زَفْزَفَةَ الرِّيح الحَصادَ اليَبَسا
و الوَسْوَسَة: ما جاء في التنزيل، و هو ما يلقيه الشيطانُ في القلب. هكذا يقول أبو عبيدة، و اللّه أعلم «3».
س ه س ه
هسهس
استُعمل من معكوسه: الهَسْهَسَة، و هو حديث النَّفْس، و الجمع هَساهِس.
و يقال: سمعت هَساهِسَ الجنِّ، إذا سمعت عَزيفهم بالليل في القَفْر.
س ي س ي
أُهملت في التكرير.
______________________________
(1) م ط: «النِّسنسة» (بكسر النون).
(2) الرجز في ديوان العجّاج 127، و الاقتضاب 461، و العين (جرس) 6/ 52 و (زف) 7/ 351، و المقاييس (جرس) 1/ 442، و الصحاح (جرس)، و اللسان (جرس، زفف).
(3) لم أجده في مواضعه المختلفة في مجاز القرآن.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 206
حرف الشين
و ما بعده في المكرر أُهملت الشين و الصاد و الضاد في المكرَّر، و لها مواضع في الثلاثي كثيرة، و كذلك حالها مع الطاء إلّا في قولهم:
الشَّطْشاط، زعموا أنه طائر، و ليس بَثبْت.
ش ظ ش ظ
شظشظ
أُهملت في التكرير إلّا في قولهم: الشِّظاظان، خشبتان في عُرَى الجَواليق «1».
ش ع ش ع
شعشع
شَعْشَعْتُ الخمر، إذا مزجتها فهي مُشَعْشَعَة.
و رجلٌ شَعْشاعٌ: طويل، من قوم شَعاشِع. و قالوا: رجلٌ شَعْشَعانيّ و شَعْشَعان أيضا.
و شَعْشَعَ اللبنَ، إذا مزجه.
و شَعْشَعَ الظِّلَّ، إذا لم يُكثفه. قال أبو بكر الهذلي (كامل)
* من بين شعشاعٍ و بين مظلَّلِ*
من بين مخفوضٍ …
«2»:
قَصَعَ «3» النَّعاماتِ الرجالُ بِرَيْدِها يُرْفَعْنَ بين مُشَعْشَعٍ و مُظَلَّلِ
النَّعامات: عروش تُبنى للرُّقَباء.
ش غ ش غ
شغشغ
الشَّغْشَغَة من قولهم: شَغْشَغَ السِّنانَ في الطعنة، إذا حرَّكه ليتمكَّن. قال الشاعر (بسيط) «4»:
فالطعنُ شغشغةٌ و الضربُ هَيْقَعَةٌ ضَرْبَ المعوِّلِ تحت الدِّيمة العَضَدا
قال أبو بكر: الهيقعة: صوت كصوت الحديد على الحديد.
و المُعَوِّل: الذي يقطع أغصان شجرة فيطرحها على أخرى ليَكْتَنَّ بها من المطر يَتَّخذ عالةً و هي الظُّلَّة.
و يقال: شَغْشَغْتُ الإناءَ، إذا صببت فيه ماءً أو غيره و لم تملأه.
ش ف ش ف
فشفش
من معكوسه: فَشْفَشَ ببوله، إذا نَضَحَه؛ مأخوذ من قولهم:
امرأَةٌ فَشُوشٌ، عَيْبٌ، و قد مرّ ذِكره «5».
و الفَشْفاش: كساء رقيق غليظ الغَزْل، و هو الذي تسمّيه العامّة فَشّاشا.
و في بعض اللغات: فَشْفَشَ الرجلُ، إذا أفرط في الكذب.
______________________________
(1) «إلا … الجواليق»: سقط من ل م.
(2) ديوان الهذليين 2/ 97، و الاشتقاق 137، و المخصَّص 5/ 135. و عجزه في الديوان:
* من بين شعشاعٍ و بين مظلَّلِ*
و في الاشتقاق:
من بين مخفوضٍ …
و سينشده ابن دريد ص 953 و صدره ص 1278.
(3) م ط: «وضع».
(4) البيت لعبد مناف بن رِبع الهذلي في ديوان الهذليين 2/ 40. و انظر: مجاز القرآن 331، و المعاني الكبير 976، و الحيوان 4/ 406، و شرح المرزوقي 37 و 384، و شرح التبريزي 1/ 137، و المخصَّص 5/ 135 و 6/ 90، و الاقتضاب 403، و الخزانة 3/ 172؛ و من المعجمات: المقاييس (شغ) 3/ 169 و (عضد) 4/ 350، و الصحاح و اللسان (عضد، هقع، شغشغ، عول). و سينشده ابن دريد أيضا ص 945 و 1172.
(5) ص 138.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 207
ش ق ش ق
شقشق
الشَّقْشَقَة التي يخرجها البعير مِن فيه إذا هاجَ، و هي شبيهة بالجلدة الرَّقيقة تَحْدُث عند نفخ البعير إذا هاج؛ يكون في العِراب و لا يكون في البُخْت، و لا يُعرف موضعُها منه في غير تلك الحال. قال الراجز «1»:
و هو إذا جَرْجَرَ بعد الهَبِ جَرْجَرَ في شِقْشِقَةٍ كالحُبِ
و هامةٍ كالمِرْجَلِ المُنكبِ
و سُمّي الرجالُ الخطباءُ: الشَّقاشِقَ، من هذا. قال الشاعر (بسيط) «2»:
تبدَّلَتْ بعدَهم حَيًّا و كان بها هُرْتُ الشَّقاشق ظَلّامون للجُزُرِ
هُرْتُ الشَّقاشق، يعني خطباء. و ظَلّامون للجُزُر، أي يظلمونها بالنَّحر في كل وقت و على كل حال.
قشقش
و من معكوسه: القَشْقَشَة، و هو أن تَقْشِرَ القرحةَ. و قد مرّ ذكرها في الثنائي «3».
ش ك ش ك
كشكش
من معكوسه: الكَشْكَشَة؛ يقال: سمعت كَشْكَشَةَ البَكْر و كَشِيشَه، و هو دون الهدير.
و يقال: بحرٌ لا يُكَشْكَشُ و لا يُنْكَشُ، أي لا يُنْزَح.
و كَشْكَشَةُ بكرٍ: لغة لهم يجعلون كاف المخاطبة شينا؛ يقولون: عَلَيْشِ و إلَيْشِ، يريدون عليكِ و إليكِ. و أنشد «4» …
ش ل ش ل
شلشل
الشُّلْشُل: الرجل الخفيف فيما أَخذ فيه من عمل أو غيره.
قال الشاعر (بسيط) «5»:
[و قد غدوتُ إلى الحانوت يَتْبعني] شاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلْشُلٌ شَوِلٌ
و شَلْشَلَ ببوله، إذا فرَّقه.
و ماءٌ شُلْشُلٌ و شَلْشالٌ، إذا تَشَلْشَلَ قَطْرُه بعضُه في أَثَر بعض «6». و قال الأصمعي، فيما زعموا: قيل لنُصَيْب: ما الشَّلْشال في بيتٍ قاله «7»؟ فقال: لا أدري؛ سمعتُه يقال فقلتُه «8».
ش م ش م
مشمش
من معكوسه: مَشْمَشْتُ الدَّواءَ في الإناء و مَشَشْتُه، إذا أَنْقَعْتَه فيه و مَرَسْتَه.
و أحسب أن هذا المِشْمِش عربي، و لا أدري ما صحَّته، إلا أنهم قد سمَّوا الرجل مِشْماشا، و هو مشتقٌّ من المَشْمَشَة، و هي السُّرعة و الخفَّة.
ش ن ش ن
شنشن
اختلفوا في المثل السائر:
«شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَمِ»
«9»؛ فقال ابن الكلبي: أَخْزَم بن أبي أَخْزَم جدُّ حاتم طيِّئ، و هو حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحَشْرَج بن أَخْزَم. و كان أخزم جوادا فلما نشأ حاتم و عرف جودَه قال: الناس شِنْشِنَةٌ من أَخْزَم، أي قطرةٌ من نُطفة أَخْزَم. و قال قوم: الشِّنْشِنَة: الغريزة و الطبيعة. و قال آخرون: بل هو ما شَنْشَنَه أَخْزَمُ من نُطفته، أي أنك من ولد أخزم، يشبِّهه به.
نشنش
و من معكوسه: نَشْنَشَ الرجلُ المرأةَ، كنايةٌ عن النِّكاح.
و النَّشْنَشَة، يقال: سمعتُ نَشْنَشَةَ اللحم و نَشِيشَه في القِدر و غيرها، إذا سمعت حركتَه.
و أرضٌ نَشّاشَةٌ و نَشْناشةٌ، إذا كانت مِلْحا «10» سَبْخَة لا تُنبت
______________________________
(1) الرجز للأغلب العجلي في العين (جع) 1/ 86، و المقاييس (جر) 1/ 413، و الصحاح و اللسان (جرر)، و هو غير منسوب في اللسان (جعع). و في التاج (جع) أنه لدكين بن رجاء. و سينشد ابن دريد الأول و الثاني ص 730.
(2) البيت لابن مقبل في ديوانه 81. و انظر: الحيوان 1/ 331، و أمالي القالي 2/ 101، و السِّمط 32؛ و المقاييس (ظلم) 3/ 469، و الصحاح (ظلم)، و اللسان (دور، ظلم). و صدره في الديوان و سائر المصادر المذكورة: عاد الإذلّةُ في دار و كان بها.
(3) لم يذكره فيما سبق.
(4) بعده بياض في الأصول، و قد مرّ في المقدّمة ص 5 بيت للمجنون شاهدا على الكشكشة.
(5) البيت للأعشى في ديوانه 59، و المعاني الكبير 379، و الشعر و الشعراء 185، و الخصائص 3/ 51. و سيجيء ص 880 أيضا.
(6) ط: «بعضه على بعض».
(7) لم أجد هذا اللفظ في ديوانه، و فيه (أوشال) 59، و (المشلَّل) 117.
(8) بعده في المطبوعة عن مختصر الجمهرة: «و ماء شلشلٌ، إذا جرى على الأرض كدرا».
(9) سينشده ابن دريد مع بيتين آخرين في رجز لابن عُلّفة ص 595؛ و انظر ص 801. و المثل في المستقصى 2/ 134.
(10) ط: «ملحاء».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 208
كأنها تَنِشُّ. و قال الأصمعي- أحسبه عن أبي مهدية أو عن يونس- قال: سألته عن الأرض النَّشّاشة فوصفها لي، فلما ظَنَّ أني لم أفهم قال: التي لا يَجِفُّ ثَراها و لا يَنْبُت مرعاها.
و قد سمَّت العرب نَشْناشا.
ش و ش و
وشوش
من معكوسه: الوَشْوَشة؛ تَوشوَش القومُ، إذا تحرَّكوا و هَمِشَ بعضُهم إلى بعض.
و رجلٌ وَشْواشٌ: سريع خفيف فيما أَخذ فيه.
و سمعت وَشاوِشَ القوم، أي حركتَهم.
ش ه ش ه
هشهش
من معكوسه: الهَشْهَشة: الحركة؛ سمعت هَشاهِشَ «1» القوم، و هو تحرُّك و اضطراب.
ش ي ش ي
أُهملت الشين و الياء في التكرير.
______________________________
(1) ط: «هَشهاش».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 209
حرف الصاد
و ما بعده أُهملت الصاد مع الضاد و الطاء و الظاء في الوجوه كلِّها.
ص ع ص ع
صعصع
الصَّعْصَعَة: الاضطراب، و به سُمِّي الرجل صَعْصَعَةً.
و تصَعْصَعَتْ صفوفُ القوم في الحرب، إذا زالت عن مواقفها.
و ذهبتِ الإبلُ صَعاصِعَ، أي متفرّقةً.
عصعص
و من معكوسه: العُصْعُص، و هو عَظْمُ عَجْبِ الذَّنَبِ. و هو من الإنسان: العُظَيم الذي بين أَلْيَتَيْه.
ص غ ص غ
غصغص
استُعمل من معكوسه: الغَصْغَص. ذُكر عن أبي مالك أنه قال: هو ضربٌ من النبت، و لم يعرفه أصحابنا.
ص ف ص ف
صفصف
الصَّفْصَف: أرضٌ ملساءُ صلبةٌ. قال الراجز «1»:
مجدَّلًا بالصَّفْصَفِ الصَّحْصاحِ
و كذلك فسّره أبو عبيدة في التنزيل «2»، و اللّه أعلم.
و الصُّفْصُف: العُصفور في بعض اللغات.
و الصَّفْصاف «3»: الشجر الذي يُسمَّى الخِلاف؛ لغة شامية.
فصفص
و من معكوسه: الفِصْفِص، فارسية معربة، و هي القَتُّ الرَّطْب. قال الشاعر (بسيط) «4»:
و قارفتْ و هي لم تَجْرَبْ و باعَ لها من الفَصافص بالنُّمِّيِّ سِفسيرُ
السِّفْسِير: خادم أو فَيْج. و قوله قارفتْ: قاربتْ أن تَجْرَبَ.
و النُّمّيّ: فلوس من رصاص كانت تُستعمل بالحِيرة في أيّام المنذر «5».
ص ق ص ق
قصقص
من معكوسه: القَصْقَص. يقال: قَصُّ الشاةِ و قَصْقَصُها و قَصَصُها، و هو ما أصابَ الأرضَ من صدرها إذا رَبَضَتْ.
و كذلك هو من الإنسان و غيره.
و يقال: قَصْقَصَ الشيءَ، إذا كسره، و به سُمِّي الأسد قُصاقِصا.
ص ك ص ك
أُهملت.
ص ل ص ل
صلصل
سمعت صَلْصَلَةَ الحديد، إذا سمعت قَرْعَ بعضه بعضا.
______________________________
(1) البيت للبيد، و قد مرّ مع آخر ص 187.
(2) في مجاز القرآن 2/ 29، طه: 106. «فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً، أي مستويا أملس».
(3) م: «شجر يقال إنه الخِلاف».
(4) نسبه ابن دريد ص 1190 إلى أوس بن حَجَر، و هو في ديوانه 41؛ كما يُنسب للنابغة، و هو في ديوانه 157. و انظر: تهذيب الألفاظ 480، و أدب الكاتب 387، و الشعر و الشعراء 135، و المخصَّص 12/ 28 و 14/ 41، و الاقتضاب 422، و المعرَّب 185 و 240 و 330؛ و من كتب الأضداد: الأصمعي 30، و ابن السكّيت 184، و الأنباري 75، و أبي الطيّب 44؛ و من المعجمات: الصحاح و اللسان (سفسر، نمم)، و اللسان (فصص، قرف).
(5) م ط: «في الحيرة أيام مُلك بني المنذر».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 210
قال الشاعر (وافر) «1»:
لَصَلْصَلَةُ اللِّجام «2» برأس طِرْفٍ أَحَبُّ إليَّ من أن تَنْكِحيني
و تَصَلْصَلَ الغديرُ، إذا جَفَّت حَمْأَتُه، و الحمأةُ اليابسةُ الصَّلْصالُ حينئذٍ.
و بقيتْ من الماء في الإناء صُلْصُلَةٌ، إذا بقي فيه ماء قليل.
و الصُّلْصُل: طائر معروف.
و الصُّلْصُل: بياض في أطراف شعر مَعْرَفَة الفرس «3»، و هي من الشِّيات.
و الصُّلْصُل أيضا: البياض في ظهر الدابة من السَّرج، زعموا.
و حمارٌ مُصَلْصِلٌ، إذا كان شديد النُّهاق.
لصلص
و من معكوسه: اللَّصْلَصَة؛ لَصْلَصْتُ الوَتِدَ و غيرَه، إذا حرّكته لتنتزعه، و كذلك السِّنانُ من رأس الرمح، و الضِّرسُ من الفم.
ص م ص م
صمصم
الصَّمْصَمة؛ رجلٌ صِمْصِمٌ و صَمْصامٌ «4» و صُماصِمٌ، إذا كان ماضيا جَلْدا.
و صَمْصَمَ السيفُ و صَمّم، إذا مضى في الضريبة. و به سُمِّي الصَّمْصام «5»، و هو سيف معروف.
مصمص
و من معكوسه: المَصْمَصَة؛ يقال: مَصْمَصْتُ الإناءَ و مُصْتُه، إذا غسلته، و كذلك الثوب.
ص ن ص ن
نصنص
من معكوسه: نَصْنَصَ الرجلُ في مشيه، إذا اهتزّ منتَصِبا.
و نَصْنَصَ البعيرُ، إذا فحص بصدره الأرضَ لبُروكه.
ص و ص و
وصوص
من معكوسه: الوَصْوَصَة، و هو أن يصغِّر الرجلُ عينَه ليستثبت النظر و ينظر من خَلَل أجفانه. و منه سُمِّي البُرْقُع الصغير العين وَصْواصا. قال الشاعر (طويل) «6»:
غَنِينا بمَنْجول البراقعِ حِقْبَةً فما بالُ دهرٍ غالَنا بالوَصاوِص
يقول إنه كان يتحدث في شبابه إلى جوارٍ شَوابَّ يَنْجُلْن أعين براقعهن لتبدو محاسنُهن، فلما أسنَّ صار يتحدَّث إلى عجائز يُوَصْوِصْنَ براقعَهنّ ليخفَى تغضُّنُ وجوههنّ «7».
ص ه ص ه
أُهملت في التكرير، و قد تقدَّم ذكر ما فيه في الثنائي «8».
ص ي ص ي
صيصي «9»
الصِّيصِيَة: خشبةُ النَّسّاج التي يُمِرُّها على الثوب.
و الصِّيصِيَة: قرن الثور.
و الصِّيصِيَة: صِيصِيَة الديك، معروفة.
و الصِّيصِيَة: الخشبة التي يُقلع بها التمر.
و الصَّياصي فسِّرت في التنزيل «10»: الحصون.
______________________________
(1) هو عمرو بن مَعْديكرب، كما سبق ص 143.
(2) ط: «لصلصلة الحديد».
(3) ل: «في أطراف معرفة شعر الفرس».
(4) و صمصام: «زيادة من ط».
(5) ط: «الصمصامة». و هو بالتاء أيضا في ديوان عمرو بن معديكرب- و هو سيفه- 35 و 162.
(6) معاني الشعر 134.
(7) ط: «ليخفى بعض وجوههن».
(8) ص 145.
(9) م: «أُهملت». ل: «أُهملت في التكرير إلا في الصِّيصِية، غير مهموز».
(10) وَ أَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ؛ الأحزاب 33.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 211
حرف الضاد
و ما بعده في المكرر أُهملت الضاد مع الطاء و الظاء في المكرَّر.
ض ع ض ع
ضعضع
تَضَعْضَعَ الرجلُ، إذا ضعف و خفّ جسمُه من مرض أو حزن. و كذلك تَضَعْضَعَ مالُه، إذا قلّ. و تَضَعْضَعَ، إذا ذَلَّ.
ض غ ض غ
ضغضغ
الضَّغْضَغَة: أن يتكلّم الرجل فلا يَبين كلامُه.
و ضَغْضَغَ اللحمَ في فيه، إذا لم يُحكم مضغَه.
غضغض
و من معكوسه: الغَضْغَضَة؛ بحرٌ لا يغضغَض، أي لا يُنزح.
و الغَضْغاض و الغَضاض في بعض اللغات: بين العِرْنِين و قُصاص الشَّعَر، و هو موضع الجبهة. و قال قوم: بل هو الغُضاض.
ض ف ض ف
ضفضف
الضَّفْضَفَة، و هي السرعة.
فضفض
و من معكوسه: الفَضْفَضَة، و هي السَّعَة؛ دِرْعٌ فَضْفاضة و فَضْفاض و فُضافِضة. و ثوبٌ فَضْفاض: واسع. و كثر في كلامهم حتى قالوا: عيشٌ فَضْفاض، أي واسع.
ض ق ض ق
قضقض
استُعمل من معكوسه: القَضْقَضَة، و هو الكسر. و به سُمِّي الأسد قَضْقاضا لكسره عظام فريسته. و قَضْقَضْتُ العظامَ، إذا كسرتها.
و زعموا أن كل ما خبثَ من حَيَّة أو سَبُع يقال له:
قُضْقاض، بضمّ القاف و فتحها. و لم يجئ «1» مثله على فُعلان في المكرَّر إلا هذا.
ض ك ض ك
ضكضك
الضَّكْضَكَة: الضَّغط الشديد. يقال: ضَكَّه و ضَكْضَكَه.
و قالوا: رجلٌ ضكضاك، قصير غليظ الجسم.
ض ل ض ل
ضلضل
الضُّلْضُلَة و الضُّلَضِلَة «2»: أرض صلبة ذات حجارة. قال الراجز «3»:
ألستِ أيّامَ حَضَرْنا الأَعْزَلَهْ و قبلُ إذ نحن على الضُّلَضِلَهْ «4»
ض م ض م
ضمضم
ضَمْضَم: اسم من أسماء الأسد. و الضَّمْضَم: الرجل الجريء الماضي، و كذلك الضُّماضِم. و به سُمِّي الرجلُ ضَمْضَما «5».
______________________________
(1) ل: «و لم يجئ في كلامهم فعلان …».
(2) أوجُهُها في القاموس (ضلل): «أرض ضَلَضِلة و ضَلَضِل بفتحتين فيهما، و كعُلَبِطة و عُلَبِط و عُلابط و قُنْفُذة».
(3) ليس الرجز في ديوان الهذليين، و هو في الصحاح و اللسان (ضلل)؛ و فيهما:
و بعدُ إذ. و في اللسان أنه لصخر الغيّ الهذلي.
(4) سقط البيتان م ل م.
(5) الاشتقاق 228.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 212
مضمض
و من معكوسه: مَضْمَضَ الماءَ في فيه، إذا حرَّكه.
و مَضْمَضَ النعاسُ في عينه، إذا دَبَّ فيها. قال الراجز «1»:
و صاحبٍ نَبَّهْتُه لينهضا إذا الكَرَى في عينه تَمَضْمَضا
ض ن ض ن
نضنض
من معكوسه: النَّضْنَضَة. يقال: نَضْنَضَ الحيةُ لسانَه في فيه، إذا حرّكه. و به سُمِّي الحية نَضْناضا. و ذكر الأصمعي عن عيسى بن عمر قال: سألت ذا الرُّمَّة عن النَّضْناض فلم يَزِدْني على أن حرَّك لسانَه في فيه.
ض و ض و
ضوضو
أُهملت في التكرير. و ذكر قوم من أهل اللغة أن الضُؤْضُؤَ هذا الطائرُ الذي يسمَّى الأَخْيَلَ، و لا أدري ما صحَّته.
ض ه ض ه
هضهض
استُعمل من معكوسه: الهَضْهَضَة؛ هَضْهَضْتُ الشيءَ، إذا كسرته.
ض ي ض ي
ضيضي
أُهملت في التكرير إلّا في قولهم: فلان من ضِئْضِئِ صدقٍ. و قد أتينا به في الهمز «2».
______________________________
(1) نسبهما في المطبوعة إلى الرّكاض الدُّبيري، و هما في المقاييس لرجل من بني سعد. و الرجز غير منسوب في نوادر أبي زيد 466، و الكامل 1/ 147، و المخصَّص 10/ 158؛ و المقاييس (أرض) 1/ 81، و الصحاح و اللسان (أرض، مضض). و سيجيئان مع بيتين آخرين ص 1284.
(2) «إلا … الهمز»: سقط من ل م.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 213
حرف الطاء
و ما بعده في المكرر
ط ظ ط ظ
أُهملت.
ط ع ط ع
عطعط
استُعمل من معكوسه: العَطْعَطَة، و هي تتابع الأصوات و اختلاطها في الحرب و غيرها.
ط غ ط غ
غطغط
استُعمل من معكوسه: الغَطْغَطَة؛ سمعت غَطْغَطَة القِدْر، إذا سمعت صوت غليانها.
فأما الغَطاط و الغُطاط فقد مرَّ ذكره في الثنائي «1».
ط ف ط ف
طفطف
الطَّفْطَفَة: اللحم الرَّخص من مَراقّ البطن. قال الشاعر (طويل) «2»:
مُعاوِدُ قتلِ الهادياتِ شِواؤُه من الوحش قُصْرَى رَخْصَةٌ و طَفاطِفُ
ط ق ط ق
طقطق
الطَّقْطَقَة: حكاية صوت تساقط الحجارة بعضها على بعض. و ربما قيل لصوت وقع الحوافر على الأرض: طَقْطَقَة أيضا.
قطقط
و من معكوسه: القِطْقِط، و هو ضرب من المطر.
ط ك ط ك
أُهملت في الوجوه.
ط ل ط ل
طلطل
الطُّلَطِلَة و الطُّلاطِلَة: داء يصيب الإنسانَ في بطنه، و ربما أصاب الدوابَّ أيضا «3».
لطلط
و من معكوسه: اللَّطْلَطَة؛ ناقةٌ لِطْلِط، إذا تحاتَّتْ أسنانُها من الهرم.
ط م ط م
طمطم
الطِّمْطِم: الأعجم. قال عنترة (كامل) «4»:
يأوي إلى قُلُصِ النِّعامِ كما أَوَتْ حِزَقٌ يمانيةٌ لأعْجَمَ طِمْطِمِ
حِزَق: جمع حِزْقة، و هي القطيع.
ابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص213
ظ- الطِّمْطِم: ضرب من الضَّأْن لها آذان صغار و أغباب كأغباب البقر تكون بناحية اليمن.
و رجلٌ طِمْطِم و طُماطِم و طُمْطُمانيّ، يوصف به الأعجم الذي لا يُفصح.
مطمط
و من معكوسه: المَطْمَطَة؛ مَطْمَطَ الرجلُ في كلامه و مَطَّطَه، إذا مَدَّه و طَوَّله.
______________________________
(1) ص 149.
(2) لأوس بن حَجَر، كما سبق ص 149.
(3) بعده في ط عن مختصر الجمهرة: «و منه: رماه اللّه بالطَّلاطِلة و الحُمَّى المماطِلة»؛ و هو مثل، انظر: المستقصى 2/ 102.
(4) البيت من معلّقته. انظر: ديوانه 200، و اللسان (قلص، حزق، طمم). و سيرد أيضا ص 894. و يُروى: إلى حِزَق النعام.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 214
ط ن ط ن
طنطن
الطَّنْطَنَة: حكاية صوت الطُّنبور و ما أشبهه. و كثر ذلك في كلامهم حتى قالوا: طَنْطَنَ البعوضُ و طَنْطَنَ الذُّبابُ، إذا سمعت له طنينا.
نطنط
و من معكوسه: النَّطْنَطَة. يقال: تَنَطْنَطَ الشيءُ، إذا تباعد.
و نَطْنطتِ الأرضُ عنّا، إذا بَعُدَتْ؛ و انتاطتِ الأرضُ أيضا.
ط و ط و
وطوط
من معكوسه: الوَطْوَطَة، و هي الضعف في الجسم. و كل ضعيفٍ وَطْواطٌ.
و الوَطْواط: طير صغير معروف. قال الراجز «1»:
قد تَخِذَتْ سلمى بقَوٍّ حائطا و استأجرتْ مُكَرْنِفا و لاقِطا
و طارِدا يطارِدُ الوَطاوِطا
الكرانيف: واحدتها كِرْنافة، و هو أصلُ السَّعَفَةِ العريضُ النابتُ من النخلة «2».
ط ه ط ه
طهطه
استُعمل منه: فَرَسٌ طَهْطاهٌ، و هو التامّ الخَلْقِ الرائعُ المُطَهَّمُ. و أنشد أبو بكر (وافر):
إذا الطَهْطاهُ ذو النَّزْلِ اسْتَماها تَكفَّرَ يركبُ الأَفْراطَ رالُ
هطهط
و من معكوسه: الهَطْهَطَة: السرعة في المشي، زعموا، و ما أُخذ فيه من عمل.
ط ي ط ي
أُهملت في التكرير.
حرف الظاء
و ما بعده في المكرر
ظ ع ظ ع
عظعظ
من معكوسه: العَظْعَظَة، و هو الاضطراب و التراجع من هيبة. قال الراجز «3»:
حتى إذا مَيَّثَ منها الرِّيُ و شاعَ فيها السَّكَرُ السُّكْرِيُ
و عَظْعَظَ الجبانُ و الزِّئْنيُ
الزِّئنيّ: الكلب الصِّينيّ «4». و قال آخر (رجز) «5»:
لمّا رَمَوْنا عَظْعَظَتْ عِظْعاظا نَبْلُهم فصدَّقوا الوُعّاظا
ظ غ ظ غ
أُهملت في التكرير، و كذلك حالها مع الفاء و القاف و الكاف و اللام و الميم و النون و الواو الهاء و الياء في التكرير.
______________________________
(1) الأول و الثاني في اللسان (كرنف)، و الثلاثة في التاج (كرنف)، و فيهما: بقَرْنٍ حائطا.
(2) «الكرانيف … النخلة»: سقط من ل.
(3) الرجز للعجّاج في ديوانه 334. و الأوّل و الثالث في المعاني الكبير 229، و الأول فيه 768. و الثالث في العين (عظ) 1/ 83، و المقاييس (عظ) 4/ 53، و اللسان (عظظ). و ليس الرجز في ل م.
(4) م ط: «الزِّئنيّ هو الكلب الصغير». و في اللسان: «حكى ثعلب» كلبٌ زئنيٌّ، بالهمز، قصير، و لا تقل صينيّ».
(5) البيتان في ملحقات ديوان العجّاج 81، و تُنسب الظائية إلى رؤبة أيضا، و اللسان (عظظ)، و فيهما: و صدّقوا.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 215
حرف العين
و ما بعده في المكرر
ع غ ع غ
أُهملت في الوجوه.
ع ف ع ف
عفعف
العَفْعَف: ضرب من ثمر العِضاه.
فعفع
و استُعمل من معكوسه: الفَعْفَعَة، و هو زجر من زجر الغنم.
قال الراجز «1»:
مِثْليَ لا يُحْسِنُ «2» قولًا فعْفَعِ و الشاةُ لا تمشي على الهَمَلَّعِ
الهَمَلَّع: الذئب. و قوله: لا تمشي، أي لا تَنْمي مع الذئب. يقال: مشى الرجلُ و أمشى، إذا كثرت ماشيتُه، لغتان فصيحتان. و في التنزيل: أَنِ امْشُوا وَ اصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ «3»، كأنه دعاء لهم بالنَّماء، و اللّه أعلم. قال الشاعر (وافر)
… أمشَى و أثرَى.
«4»:
و كل فتًى و إن أَثْرَى و أَمْشَى ستَخْلِجُه عن الدُّنيا مَنُونُ
و رجلٌ فَعْفَع و فَعْفَعان و فَعْفَعانيّ: حديد اللسان.
و الفَعْفَعانيّ: القصّاب في لغة هذيل.
و فَعْفَعَ القصَّابُ جلدَ الشاة، إذا أساء سَلْخَها «5».
ع ق ع ق
عقعق
العَقْعَق: طائر معروف.
قعقع
و من معكوسه: القُعْقُع، طائر أيضا، معروف.
و سمعت قَعْقَعَة السِّلاح، يريد صوت اضطراب الحديد بعضه على بعض.
و قُعَيْقِعان: موضع بمكّة زعم ابن الكلبي و غيره من أصحاب الأخبار أنه سُمّي بذلك لأن جُرْهُم و قَطورا لما تحاربوا بمكّة تقعقع السلاح في ذلك المكان فسُمِّي قُعَيْقِعان «6».
و قد سَمَّوا قَعْقاعا، و أحسب أن اشتقاقه من هذا «7».
و سمعت قَعْقَعَة الرَّعد، أي صوته.
ع ك ع ك
كعكع
من معكوسه: الكَعْكَعَة؛ كَعْكَعْتُ الرجلَ عن الشيء، إذا منعته ورددته عنه. قال الشاعر (بسيط) «8»:
فكَعْكَعُوهُنَ في ضَيقٍ و في دَهَشٍ يَنْزُون من «9» بين مَأْبُوضٍ و مهجورِ
المأبوض: المشدود بالإباض. و الإباض: حبل يُشدّ في رُسْغ يد البعير ثم يُشدّ في ذراعه حتى يرفع يده «10» عن
______________________________
(1) سبق إنشادهما ص 155.
(2) م: «يحسبن»؛ تحريف.
(3) ص: 6.
(4) البيت للنابغة في ديوانه 218، و المعاني الكبير 198 و 685، و اللسان (مشي)، و هو غير منسوب في الصحاح (مشي). و في الديوان:
… أمشَى و أثرَى.
(5) «و الفعفعاني … سلخها»: سقط من ل م.
(6) «بمكة … قيقعان»: من ل وحده.
(7) قارن ص 156. فيما سبق.
(8) البيت لأبي زُبيد الطائي في ديوانه 82، و قد أنشده ابن دريد أيضا في الاشتقاق 100، و الملاحن 50. و انظر: شرح ديوان العجّاج 235، و المعاني الكبير 246، و أضداد أبي الطيّب 684، و أمالي القالي 2/ 193، و السِّمط 811.
و سيجيء أيضا ص 468.
(9) ط: «ينزون ما».
(10) ط: «حتى ترتفع يداه».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 216
الأرض. و المهجور: المشدود بالهِجار. و الهِجار: حبلٌ يشُدّ في حَقْو البعير ثم يُشدّ إلى أحد رُسْغي يديه أو رجليه «1».
ع ل ع ل
علعل
العُلْعُل: طائر يقال إنه القُنْبَر الذَّكَر، و يسمَّى العَلْعال أيضا.
و العُلْعُل، زعموا: الجُرْدانُ إذا أَنْعَظَ فلم يشتدَّ.
لعلع
و من معكوسه: لَعْلَع، و هو اسم موضع.
تَلَعْلَعَ الرجلُ، إذا ضعف من مرض أو تعب.
و تَلَعْلَعَ، إذا دَلَعَ لسانَه من العطش. يُستعمل ذلك في الإنسان و السَّبُع. و كذلك لَعْلَعَ لسانَه، إذا حرَّكه في فيه مثل النَّضْنَضَة؛ يُستعمل في الإنسان و السَّبُع.
و اللَّعْلَع: السراب.
ع م ع م
معمع
من معكوسه: المَعْمَعَة، و هو اختلاط الأصوات في الحرب، و كذلك صوت التهاب النار في الحَلْفاء و القَصْباء و ما أشبه ذلك.
و مَعْمَعان الصيف: شدَّة حَرِّه.
ع ن ع ن
عنعن
العَنْعَنَة: حكاية كلام، نحو قولهم: عنعنةُ تميمٍ لأنهم يجعلون الهمزة عينا.
نعنع
و من معكوسه: النُّعْنُع «2»، و هو الرجل الطويل المضطرب.
فأما هذا البقل الذي يسمَّى النُّعْنُع فأحسبه عربيا لأنها كلمة تشبه كلامهم.
ع و ع و
وعوع
من معكوسه: الوَعْوَعَة؛ سمعت وَعْوَعَةَ القوم و وَعْواعَهم، و هو اختلاط أصواتهم.
و يسمَّى ابن آوى الوَعْوَع.
و ربما سُمِّي الجبانُ وَعْوعا «3»، و الجمع الوَعاوِع. قال أبو كبير الهُذَلي (كامل) «4»:
لا يَحْفِلون عن المضاف و إن رأوا أُولَى الوَعاوعِ كالغَطاطِ المُقْبِلِ
و الوَعْوَعَة: صوت الديك إذا داركه. و كذلك الذئب في عدوه. و أنشد لامرئ القيس (متقارب) «5»:
كأَنَّ خَضيعةَ بطنِ الجَوا دِ وَعْوَعَةُ الذئب في الفَدْفَدِ
و خطيبٌ وَعْواع، إذا دارك كلامَه. و رجلٌ وعواع، إذا هَذَرَ بلا فائدة. و أنشد (رجز) «6»:
نِكْسٌ من الأقوامِ وَعْوَاعٌ وَعِيّ
ع ه ع ه
أُهملت في التكرير.
ع ي ع ي
يعيع
استُعمل من معكوسه: اليَعْيَعَة، و هو حكاية أصوات القوم إذا تداعَوا فقالوا: يَعْياعِ «7». و ربما قالوا: ياعِ ياعِ و ياعٍ ياعٍ. و يقال: هو يُعاعِي بالغنم و يُحاحِي بها، و هو زَجْرُه إيّاها. و أنشد للفرزدق (طويل) «8»:
و إنَّ ثيابي من ثياب محرِّقٍ و لم أسْتَعِرْها من مُعاعٍ و ناعقِ
يقول: ثيابي ثياب الملوك كسَوني إياها و لم أستعرْها من راعٍ. يقول: إنَّ أباك كان راعيا. و الناعق: الذي ينعق بالضأن. قال الأخطل (كامل) «9»:
فانْعِقْ بضأنكَ يا جريرُ فإنما [مَنَّتْكَ نفسُكَ في الخَلاء ضَلالا]
______________________________
(1) «أو رجليه»: زيادة من م.
(2) ضبطه في ط بفتحتين. و صوابه ما أثبتناه عن ل م. و في القاموس المحيط أنه كالهُدْهُد.
(3) م: «وَعْوَعا و وَعْواعا». و به تنتهي المادّة في م.
(4) سبق إنشاده ص 149 برواية: يتعطّفون على المُضاف … و لو رأوا؛ و في الديوان: لا يُجْفِلون.
(5) البيت في ملحقات ديوان امرئ القيس 459، و مجالس ثعلب 381، و المقاييس (خضع) 2/ 119، و الصحاح و اللسان (خضع). و سيورده ابن دريد أيضا في 606.
(6) البيت في العين (وعي) 2/ 273، و اللسان و التاج (وعع).
(7) م: «يعياعِ يعياعِ».
(8) ديوانه 595، و النقائض 786، و المقاييس (عوى) 4/ 179، و اللسان (عوى).
(9) ديوان الأخطل 42، و الصحاح و اللسان (نعق).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 217
حرف الغين
و ما بعده في المكرر أُهملت الغين في التكرير مع الفاء و القاف و الكاف.
غ ل غ ل
غلغل
الغَلْغَلَة: دخول الشيء في الشيء حتى يخالطه. غَلْغَلَ في الشيء، و تَغَلْغَلَ في الشجر «1»، إذا دخل في أغصانه. و به سمِّيت الرسالة مُغَلْغَلَةً لأنها تَتَغَلغَلُ «2» إلى الإنسان حتى تصل إليه على بُعد. و يقال: تَغَلْغَلَ بالغالية و تَغَلَّلَ بها؛ فأما قول العامة: تَغَلَّفَ بها، فخطأ.
لغلغ
و من معكوسه: اللَّغْلَغ، و هو طائر، زعموا، و لا أحسبه عربيا صحيحا.
غ م غ م
غمغم
الغَمْغَمَة، مثل الهَمْهَمَة: كلام لا يُفهم. قال الشاعر (كامل) «3»:
كغَماغمِ الثِّيران بينهمُ ضربٌ تُغَمَّضُ دونه الحَدَقُ
قال الأصمعي: أراد ثِيرَان الوحش إذا تناطحت سمعتَ لها أصواتا. و قال غيره: الثِّيران الأهليّة «4».
مغمغ
و من معكوسه: المَغْمَغَة؛ مَغْمَغَ الرجلُ اللحمَ في فيه، إذا مضغه و لم يُحكم مضغَه. و كذلك مَغْمَغَ كلامَه، إذا لم يبيِّنه.
غ ن غ ن
نغنغ
من معكوسه: النُّغْنُغ و النُّغْنُغَة: لحمة متعلقة إلى جنب اللَّهاة في أصل الأذن من باطن، و الجمع نَغانِغ. قال جرير (كامل) «5»:
غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ «6» يا فرزدقُ كَيْنَها غَمْزَ الطبيبِ نغانغَ المعذورِ «7»
الكَيْن: لحم باطن الفرج؛ و العُذرة: وجع يأخذ في الحلق «8».
غ و غ و
أُهملت في التكرير و كذلك حالها مع الهاء و الياء.
______________________________
(1) ط: «تغلغل الماء في الشجر».
(2) م: «لأنها تُغلغل».
(3) البيت في ديوان المسيِّب بن عَلَس الذي نشره جاير مع شعر الأعشين 357، و المعاني الكبير 976.
(4) «قال الأصمعي … الأهلية»: سقط من ل.
(5) ديوانه 858، و النقائض 937، و نوادر أبي زيد 573، و الاشتقاق 539، و الاقتضاب 341؛ و العين (عذر) 2/ 95 و (نغ) 4/ 349 و (كين) 5/ 412، و المقاييس (دغر) 2/ 285 و (عذر) 4/ 256 و (كين) 5/ 151 و (نغ) 5/ 358، و الصحاح و اللسان (عذر، نغغ، كين). و سينشده ابن دريد أيضا في 692 و 985 و 1207.
(6) م: «غمزات مرّة»؛ و هو تحريف.
(7) في ل تحت «المعذور»: يعني الذي يتشكّى خدَّه.
(8) «الكين … الحلق»: زيادة من م.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 218
حرف الفاء
و ما بعده في التكرير
ف ق ف ق
فقفق
الفَقْفَقَة من قولهم: تَفَقْفَقَ الرجلُ في كلامه و فَقْفَقَ فيه، إذا تقعَّر، و هو نحو الفَيْهَقَة.
قفقف
و من معكوسه: القَفْقَفَة؛ تَقَفْقَفَ من البرد، إذا ارتعد. قال الشاعر (منسرح) «1»:
نِعْمَ ضجيعُ الفتى إذا بَرَدَ الل يلُ سُحَيرا و قَفْقَفَ الصَّرِدُ
و تَقَفْقَفَ النبتُ و قَفْقَفَ، إذا يَبِس، فهو قَفقاف.
و القَفْقَفَة: حكاية صوت؛ سمعت قَفقفةَ الماء، يعني تداركَ قطره.
ف ك ف ك
كفكف
من معكوسه: الكَفْكَفَة؛ يقال: كَفْكَفْتُ الشيءَ، إذا دفعته ورددته. و كذلك كفكفتُ الدمعَ، إذا رددته بيدك في جفونك.
و ربما قالوا: تَكَفْكَفَ الدمعُ فجعلوا الفعل له.
ف ل ف ل
فلفل
الفُلْفُل: معروف. و تفَلْفَلَ شَعَرُ الأَسود، إذا اشتدَّت جعودته. و ربما سَمَّوا ثمر البَرْوَق فُلْفُلًا تشبيها به. قال الراجز «2»:
و انحَتَّ من حَرْشاءِ فَلْجٍ خَرْدَلُهْ و انتفضَ البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُهْ
و أقبلَ النملُ قِطارا يَنْقُلُهْ بين القُرى مُدْبِرُه و مُقْبِلُهْ
الحَرْشاء: ضرب من النبت له حَبٌّ يشبَّه بالخَرْدَل.
و البَرْوَق: شجر. و من روى: سُودا قِلْقِلُه فقد أخطأ لأن القِلْقِل ثمر شجر من العِضاه. و أهل اليمن يسمّون ثمر الغافِ قِلْقِلًا، و هو شبيه باللُّوبِياء يُدبغ به و تأكله الإبل. و ربما سُمِّي ثمر القَرَظ «3» قِلْقِلًا، و الأول أعلى.
لفلف
و من معكوسه: اللَّفْلَفَة؛ يقال: رجلٌ لَفْلَف و لَفْلاف، إذا كان عَيِيًّا ضعيفا.
ف م ف م
أُهملت في التكرير.
ف ن ف ن
نفنف
استُعمل من معكوسه: النَّفْنَف، و هو الهواء بين السماء و الأرض. و كل هواء بين شيئين فهو نَفْنَف. قال الشاعر (بسيط)
في نفنف الجوّ ….
«4»:
______________________________
(1) البيت لعمر في ديوانه 117. و انظر: تهذيب الألفاظ 121، و عيون الأخبار 3/ 95، و الكامل 1/ 239، و المخصَّص 5/ 71، و المقاييس (صرد) 3/ 348 و (قف) 5/ 15، و اللسان (قفف). و في الديوان: نِعم شِعارُ الفتى.
(2) الرجز لأبي النجم العِجْلي كما في المصادر، و قد أنشد ابن دريد الأبيات الثلاثة الأولى في الاشتقاق 298، و البيتين الثالث و الرابع في الملاحن 27. و انظر:
المعاني الكبير 636، و الحيوان 4/ 11- 12، و المقاييس (حرش) 2/ 39، و الصحاح و اللسان (قطر، حرش)، و اللسان (فلل). و يُروى: و اختلف النملُ، كما في المعاني الكبير و الحيوان. و سيورد ابن دريد البيتين الثاني و الثالث في 513 أيضا.
(3) ط: «ثمر القَوص»!
(4) البيت لذي الرُّمّة، كما سبق ص 93؛ و فيه:
في نفنف الجوّ ….
و سينشده ابن دريد ص 571 أيضا.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 219
و ظَلَّ للأعيسِ المُزْجِي نَواهِضَه في نَفْنَفِ اللُّوح تصويبٌ و تصعيدُ
اللُّوح هاهنا: الهواء «1» بين السماء و الأرض. و اللُّوح:
العطش. و اللُّوح أيضا: تغيّر الوجه من حر أو تعب. و منه:
لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ «2»، و لاحَتْه السَّمُومُ.
و نَفْنَف: موضع أيضا. قال الشاعر (طويل)
* فأُدْمانُ منها فالصرائمُ مَأْلَفُ*
«3»:
عفَا بَرِدٌ من أُمّ عَمْرٍو فنَفْنَفُ
ف و ف و
أُهملت في التكرير.
ف ه ف ه
فهفه
الفَهْفَهَة: العِيّ «4»؛ رجلٌ فَهٌ و فَهْفَه، زعموا.
هفهف
و من معكوسه: الهَفْهَفَة، و هي الخفّة و السرعة.
و سمعتُ هفهفةَ الريح و هَفْهافها، إذا سمعت حفيف هبوبها.
و رجلٌ هَفْهاف و مُهَفْهَف، إذا كان خميصا خفيف الجسم.
و كذلك ريحٌ هَفّافة و هَفْهافة.
ف ي ف ي
أُهملت.
______________________________
(1) ل: «و هو بالفتح العطش».
(2) المدَّثِّر: 29.
(3) البيت لجميل في ديوانه 131، برواية: فلفلف، و عجزه فيه:
* فأُدْمانُ منها فالصرائمُ مَأْلَفُ*
و صدره بلا نسبه في معجم البلدان (نفنف) 5/ 296.
(4) م: «الغِيّ».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 220
حرف القاف
و ما بعده
ق ك ق ك
أُهملت في الوجوه.
ق ل ق ل
قلقل
القُلْقُل: الخفيف من الرجال؛ رجلٌ قُلْقُل من قوم قَلاقِلَ.
و القَلْقَلَة: القَلَق؛ تَقَلْقَلَ الرجلُ، إذا تحرّك من جزع أو فزع. و قلقل الحزنُ قلبَه مثل ذلك. و قد مرّ ذكر القِلْقِل، و هو ثمر نبت «1».
لقلق
و من معكوسه: اللَّقْلَقَة: رفع النساء أصواتهن في بكاء نحو الوَلْوَلَة. و
في الحديث: «ما لم يكن نَقْعٌ و لا لَقْلَقَةٌ»
. النقع:
رفع الصوت بالبكاء؛ و النقع في غير هذا: الغبار.
و اللَّقْلَق: اللسان، و كذلك فسَّر في الحديث، و اللّه أعلم.
فأما هذا الطائر الذي يسمَّى اللَّقْلَق «2» فلا أدري ما صحَّته.
ق م ق م
قمقم
القُمْقُم. قال الأصمعي: هو روميّ معرَّب «3»، و قد تكلَّمت به العرب في الشعر الفصيح. قال الشاعر (كامل) «4»:
و كأنَّ رُبًّا أو كُحَيْلًا مُعْقَدا حَشَّ الوَقودُ به جوانبَ قُمْقُمِ
و قد قالوا في الدعاء: قَمْقَمَ اللّه عَصَبَه.
و قال قوم من أهل اللغة: قَمْقَمَه: قبضه و جمعه.
و رجلٌ قَمْقام، و هو السيِّد، و أحسب أن اشتقاقه من قولهم:
بحرٌ قَمْقام: كثير الماء. و كذلك رجلٌ قُماقِمٌ، و عددٌ قُماقِمٌ و قَمْقامٌ و قُمْقُمٌ «5» و قُمْقُمانٌ، و كذلك الحَسَب، أي كثير. قال الراجز- العَجّاج «6»:
فاجتمع الخِضَمُّ و الخِضَمُ و قُمْقُمانٌ عَدَدٌ قُمْقُمُ
مقمق
و من معكوسه: مَقْمَقَ الحُوارُ خِلْف أُمّه، إذا مصَّه مصًّا شديدا.
ق ن ق ن
قنقن
القِنْقِن و القُناقِن: الذي يعرف مقدار الماء في باطن الأرض فيحفر عنه. قال الأصمعي: هو فارسي معرّب «7». قال أبو حاتم: هو مشتقّ من الحفر، من قولك بالفارسية: بِكَنْ «8»، أي احْفِر.
و القِنْقِن: ضرب من دوابّ البحر شبيه بالصَّدَف «9».
نقنق
و من معكوسه: النَّقْنَقَة؛ نَقْنَقَ الظليمُ، إذا صاح، و نَقْنَقَتِ النعامةُ. و يسمَّى الظليمُ نِقْنِقا، و ربما قيل لأصوات الضفادع و الدَّجاج: نَقْنَقَة.
______________________________
(1) لم يسبق ذكره.
(2) بالفتح و الكسر معا في ل.
(3) المعرَّب 260.
(4) البيت من المعلّقة. و انظر: ديوانه 204؛ و فيه: حشَّ القِيانُ.
(5) من هنا إلى ما قبل المعكوس: عن ط.
(6) ديوانه 425 و 426، و المقاييس (خضم) 2/ 193، و الصحاح (خضم)، و اللسان (خضم، قمم). و سيجيء الأول أيضا ص 608.
(7) المعرَّب 261.
(8) الباء سابقة تدلّ على الأمر، و «كن» من فعل كَنْدَن الدالّ على الحَفْر.
(9) ل: «ضربٌ من صدف البحر».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 221
ق و ق و
قوقو
قَوْقَى الديكُ و الدَّجاجةُ يُقَوْقي قَوْقاة «1»، غير مهموز، و هو الصوت و ربما خُصَّت به الدجاجة عند البَيْض.
وقوق
و من معكوسه: الوَقْوَقَة؛ سمعتُ وَقْوَقَةَ الطير، و هو اختلاط أصواتها. و قال قوم: الوَقْواق طائر بعينه؛ و ليس بثَبْت.
ق ه ق ه
قهقه
القَهْقَهَة: حكاية استغراب الضحك.
هقهق
و من معكوسه: الهَقْهَقَة، و هو مثل الحَقْحَقَة سواء، و هي شدَّة السير و إتعاب الدابّة.
ق ي ق ي
قيقي
أُهملت في التكرير، إلا في القِيقاة، و هي الأرض الصلبة.
______________________________
(1) ط: «قوقاة و قوقاء، غير مهموز»!
جمهرة اللغة، ج1، ص: 222
حرف الكاف
و ما بعده في التكرير
ك ل ك ل
كلكل
الكَلْكَل: الصَّدر، و ربما قالوا الكَلْكال في الشعر. و أنشدَنا أبو حاتم عن أبي زيد (رجز) «1»:
أقول إذ خرَّت على الكَلْكالِ يا ناقتا «2» ما جُلْتِ من مجالِ
و رجلٌ كُلْكُل و كُلاكِل، و هو القصير المجتمِع الخَلْق.
ك م ك م
كمكم
الكَمْكَمَة: التغطّي بالثوب. و تكَمْكَمَ في ثيابه، إذا تغطَّى بها.
مكمك
و من معكوسه: المَكْمَكَة؛ يقال: مَكْمَكَ الفصيلُ ما في ضَرع أُمّه، إذا شربه أجمع.
ك ن ك ن
أُهملت.
ك و ك و
وكوك
استُعمل من معكوسه: الوَكْوَكَة؛ سمعت وَكْوَكَة الحَمام في الوُكون، و هو هديره. قال الشاعر (وافر) «3»:
[و تسمعُ للذُّباب إذا تَغَنَّى] كَوَكْوَكَة الحمائم في الوُكونِ
ك ه ك ه
كهكه
الكَهْكَهَةِ؛ يقال: سمعت كَهْكَهَة البعير، و هو حكاية صوته إذا ردَّد الهديرَ.
و رجلٌ كَهْكاه: ضعيف.
ك ي ك ي
كيكي
أُهملت. و زعم بعض أهل اللغة أن البيضة تسمّى كَيْكَة، و لا أعرف غيره «4».
______________________________
(1) نسبهما في المطبوعة إلى دُكَيْن، و هما غير منسوبين في اللسان (كلكل)، و في إحدى روايتين ذكرهما ابن منظور: قلتُ و قد خرَّت. و انظر: المحتسب 1/ 166، و الإنصاف 25 و 479.
(2) ط: يا ناقتي.
(3) البيت للمثقِّب العَبْدي في ديوانه 182، و هو من المفضلية 76، ص 291. و انظر:
الحيوان 3/ 388، و المقاييس (ذبب) 2/ 349، و الصحاح و اللسان (ذبب). و في الديوان و المفضليات: كتغريد الحمام على الوُكون؛ و في الحيوان: على الغصون.
(4) «زعم … غيره»: ليس في ل م.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 223
حرف اللام
و ما بعده
ل م ل م
لملم
اللَّمْلَمَة: جمعُك الشيءَ؛ لَمْلَمْتُ الشيءَ، إذا جمعته و لممته.
و كل شيءٍ مجتمِعٍ: مُلَمْلَمٌ.
و جبلٌ مُلَمْلَم، إذا استدار و استطال.
و كتيبةٌ مُلَمْلَمَة: مجتمعة.
و يَلَمْلَم: موضع معروف.
و المُلَمْلَم: الأملس.
ململ
و من معكوسه: المَلْمَلَة، و هي الانزعاج و الاضطراب؛ يقال:
تركت فلانا مُتَمَلْمِلًا، و هو التحرُّك من حزن. و أحسب أن اشتقاقه من تململَ اللحمُ على النار، إذا تحرَّك.
و يسمَّى المِيل الذي يُكتحل به: المُلْمُول.
و مُلمُول الثعلب: قضيبه.
ل ن ل ن
أُهملت في التكرير.
ل و ل و
لولو
لُؤلُؤ: جمع لُؤلُؤة، معروف. و اللؤلؤان ذكره ابن أحمر في شعره
ماريّةٌ لؤلؤانُ اللونِ أوَّدَها طلٌّ و يَنَّسَ عنها فرقدٌ خَصِرُ
«1».
ولول
و من معكوسها: الوَلْوَلَة، و قد مرّ تفسيرها «2». و
كان سيف عبد الرحمن بن عتّاب بن أَسِيد يسمَّى وَلْوَلًا. و ارتجز يومَ الجمل فقال «3»:
أنا ابن عتّاب و سيفي وَلْوَلْ
و المَوتُ دونَ الجَمَلِ المُجَلَّلْ
و هو الذي وقف عليه عليّ عليه السلام يوم الجمل، و قال:
هذا يَعْسُوب قريش «4».
و قال قوم من أهل اللغة: الوَلْوال مثل البَلْبال.
ل ه ل ه
لهله
اللَّهْلَه: الأرض القفر التي يَتَلَهْلَه فيها السرابُ، أي يلمع فيها، و الجمع لَهالِه.
هلهل
و من معكوسه: الهَلْهَلَة، و هو ترك إحكام الصنعة؛ ثوبٌ هَلْهَل و هَلْهال و هُلاهِل، إذا كان رقيقا.
و ذو هُلاهِلَة: قَيْلٌ من أقيال حِمْيَر.
و قال قوم: سمّي المهلهِلُ الشاعر لأنه كان يهلهِل الشعرَ «5»، أي لا يُحكمه، و هذا خلاف الصواب لأن مهلهلًا أحد شعراء العرب. قال ابن الكلبي: سمّي مهلهلًا ببيت قاله (كامل) «6»:
لمّا توقَّلَ في الكُراع هجينُهم هلهلتُ أثْأرُ مالكا أو صِنْبِلا
و الهَلْهَلَة: التوقف عن الشيء و الرجوع عنه. هَلَّلَ عن الشيء و هَلْهَلَ بمعنى.
ل ي ل ي
يليل
من معكوسه: يَلْيَل: موضع، و هو موقف من مواقف الحجّ.
______________________________
(1) البيت الذي يعنيه هو (بسيط):
ماريّةٌ لؤلؤانُ اللونِ أوَّدَها طلٌّ و يَنَّسَ عنها فرقدٌ خَصِرُ
(2) لم يرد ذكره فيما سبق من الكتاب.
(3) اللسان و التاج (ولول).
(4) «و هو … قريش»: ليس في ل م.
(5) في الاشتقاق 61: «لاضطراب شعره».
(6) الاشتقاق 61، و أمالي القالي 2/ 191، و السِّمط 112، و المؤتلف و المختلف 7، و المخصَّص 3/ 21، و المزهر 2/ 434؛ و من المعجمات: المقاييس (كرع) 5/ 171 و (هل) 6/ 12، و الصحاح (هلل)، و اللسان (صنبل، هلل). و سينشده ابن دريد أيضا ص 1013 و 1126. و يُروى: لمّا توعّر، و لمّا توغّل.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 224
حرف الميم
و ما بعده
م ن م ن
نمنم
من معكوسه: النَّمْنَمَة، و هو النقش أو الخط الدقيق؛ نَمْنَمَ كتابه، إذا قرمطه «1»؛ يقال: كتابٌ مُنَمْنَم، إذا كان قد قُرْمِطَ خطُّه. و ثوبٌ مُنَمْنَم، أي منقوش.
و نَمْنَمَتِ الريحُ الأرض، إذا هَبَّتْ على الرمل فتعرَّج كالنقش، و هو النِّمْنِم و النِّمْنِيم. قال الشاعر (بسيط) «2»:
[و الرَّكب تعلو بهم صُهْبٌ يمانيَةٌ] فَيْفا عليه لِذَيْلِ الريحِ نِمْنِيمُ
و النَّمانِم: البياض الذي يظهر في أظفار الأحداث، و الواحد منه نِمْنِم.
م و م و
أُهملت.
م ه م ه
مهمه
المَهْمَه: القفر من الأرض، و الجمع مَهامِه.
همهم
و من معكوسه: الهَمْهَمَة: الكلام الذي لا يُفهم.
و هَمْهَمَ «3» الرعدُ، إذا سمعت له دَوِيًّا. و هَمْهَمَ الأسدُ كذلك.
و هَماهِم الصدر: خواطره، و الهَمْهَمَة و الهَتْمَلَة و الدَّنْدَنَة قريب بعضه من بعض في هذا المعنى. قال رجل يوم الفتح يخاطب امرأته (رجز) «4»:
إنَّكِ لو شهدتِنا بالخَنْدَمَهْ «5»
إذ فرَّ صفوانُ و فرَّ عِكْرِمَهْ و أبو يزيدٍ قائمٌ كالمُؤْتَمِهْ
و استقبلتْهم بالسيوف المُسْلِمَةْ يَقطعنَ كلَّ ساعدٍ و جُمْجُمَهْ
ضربا فلا تسمعُ إلّا غَمْغَمَهْ لهم نَهيتٌ خلفنا و همهمَهْ
لم تَنطِقي في اللَّوم أدنى كَلِمَهْ
و اشتقاق أبي هَمْهَمَة عامر بن عبد العُزَّى من هذا. قال أبو بكر: صفوان «6» بن أُمية بن خَلَف الجُمَحي و عِكْرِمَة بن أبي جهل المخزومي و أبو يزيد سهيل بن عمرو المخزومي. و خَنْدَمَة:
جبل بمكة. و الرجز لراهش أحد بني صاهلة من هُذيل كان أتى للغنيمة. و في لغة بعض العرب- و هم قوم من قيس، هكذا يقول أبو زيد- إذا سئل أحدهم: هل بقي عندك من طعامك شيء؟ فيقول: هَمْهامْ، معناه لم يبق شيء.
و زعم قوم من أهل اللغة أن الهَمْهامة و الهُمْهُومة القطعة من الأرض، و ليست بثَبْت «7».
و أخبرنا أبو حاتم عن عبد الرحمن عن عمه قال: سمعت أعرابية تقول لابنتها: هَمِّمي أصابعكِ في رأسي، أي حَرِّكي أصابعك فيه.
م ي م ي
أُهملت في التكرير.
______________________________
(1) م ط: «قرمط خطَّه».
(2) البيت لذي الرُّمّة في ديوانه 577، و العين (فيف) 8/ 408، و اللسان (فيف، نيم).
(3) من هنا حتى قوله: كان أتى للغنيمة: سقط من م.
(4) الرجز في شرح السكّري لشعر الرَّعّاس الهذلي (بالسين المهملة، و يقال: الرَّعَاش، و الراعش، و راهش) 787 و 788. و يُنسب إلى حِماس بن قيس بن خالد: السيرة 2/ 408، و الكامل 2/ 224، و البلدان (خندمة) 2/ 393. و رواية الأوّل في شرح السكّري: إنك لو أبصرتِنا؛ و الخامس: يقطع. و البيت السابع سيجيء، ص 412 أيضا.
(5) ط: «إنك لو شهدت يوم الخندمة».
(6) ط: «كان صفوان …»؛ ثم لم يأت خبر كان!
(7) م: «و زعم قوم: الهمهامة و الهمهومة و الهميمة: القطعة العظيمة من الإبل». و في النصّ نقص ظاهر؛ و في ل: «القطعة العظيمة من الإبل»، ثم كتب فوق «الإبل»: «الأرض»!
جمهرة اللغة، ج1، ص: 225
حرف النون
و ما بعده في المكرر أُهملت النون و الواو في التكرير.
ن ه ن ه
نهنه
نَهْنَهْتُ الرجلَ عن الشيء، إذا كففتَه عنه. و نَهْنَهْتُ الدمع، إذا كَفَفْتَه.
ن ي ن ي
أُهملت.
حرف الواو
و ما بعده في المكرر
و ه و ه
وهوه
الوَهْوَهَة؛ فرسٌ وَهْواه، إذا كان نشيطا حديد النَّفْس.
و يقال: وَهْوَهَ الفرسُ، و هو حكاية صهيله إذا ردَّده في صوته و غلظَ، و هو محمود.
و وَهْوَهَة الكلب: نُباحه إذا رَدَّده.
و ي و ي
يؤيؤ
من معكوسه: اليُؤيُؤ: طائر يصاد به العصافير، معروف.
حرف الهاء
و ما بعده في المكرر
ه ي ه ي
يهيه
من معكوسه: اليَهْيَهَة، من قولهم للرجل: يَهْياهِ، مبني على الكسر، كأنه يدعوه إذا يَهْيَهَ به، أي صاحَ به.
انقضت أبواب الثنائي الملحق بالرباعي في التكرير و الحمد للّه أولا و آخرا، و صلَّى اللّه على محمد النبي و آله و سلَّم تسليما.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 226
باب الهمزة
و ما يتصل به من الحروف في المكرر
ب أ ب أ
بأبأ
بأبأتُ بالصبي، إذا قلت له: بأبي. قال الراجز
و أن تُبأبأنَ و أن تُفَدَّيْنْ.
«1»:
و أن يُبأبأنَ و أن يُفَدَّيْنْ
ت أ ت أ
تأتأ
تأتأتُ بالتيس، إذا قلت له: تَأتَأ لينزوَ.
ث أ ث أ
ثأثأ
ثأثأتُ الرجلَ عن موضعه، إذا أزلته عنه.
ج أ ج أ
جأجأ
جأجأتُ بالإبل، إذا قلت لها: جِئ جِئ لتشرب. قال الراجز:
جَأْجَأْتُها فأقبلتْ لا تأتلي كالجَفْلِ تَزْفِيه صدورُ الشَّمألِ
الجفل: السحاب الذي قد هَراق ماءه. تَزْفِيه: تطرده و تستخفُّه.
ح أ ح أ
حأحأ «2»
استُعمل منها: حاحَيْتُ بالغنم، إذا صِحْتَ بها مثل العِيعاء و هو الحِيحاء.
خ أ خ أ
أُهملت.
د أ د أ
دأدأ
الدَّأْدَأَة: شدة السير، مثل الدَّعْدَعَة، و هو مِن أرفع عَدْو الإبل، و المصدر الدِّئْداء. قال الشاعر (بسيط) «3»:
و اعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضيَّ تَرْكُضُهُ أُمُّ الفوارس بالدِّئداءِ و الرَّبَعَهْ
قال أبو بكر: اعرَوْرَيْتُ الفرسَ و البعيرَ، إذا ركبته عُرْيا.
و ليس في كلامهم افعَوْعَل متعديا إلّا اعرَوْرَى؛ هكذا قال سيبويه «4». و العُرْضيّ: الذي لم يُرَضْ و رُكِبَ. و العُلُط: الذي لا خِطام عليه، و كذلك العُطُل.
و الدَّأْداء: آخر ليلة من الشهر الحرام، و هي ثلاث دَآدئَ في كل شهر. قال الشاعر (طويل) «5»:
______________________________
(1) البيت في المخصَّص 13/ 179، و الإنصاف 282. و سينشده ابن دريد أيضا في ص 1107. و في الإنصاف:
و أن تُبأبأنَ و أن تُفَدَّيْنْ.
(2) ل م: «أُهملت في التكرير».
(3) البيت في اللسان لأبي داود الرؤاسي؛ و انظر: تهذيب الألفاظ 680، و المعاني الكبير 952، و المنصف 1/ 82 و 3/ 87، و أمالي القالي 1/ 145، و السِّمط 393، و الأزمنة و الأمكنة 1/ 284. و انظر من المعجمات: العين (ربع) 2/ 134، و المقاييس (عروى) 4/ 297، و الصحاح و اللسان (دأدأ، علط، ربع)، و اللسان (عرض، عرا). و سينشده ابن دريد أيضا ص 318 و 916 و 1234 و 1255.
(4) ذكر ابن خالويه في ليس 360: «احلوليتُ الرجلَ و احلولاني». و الذي جاء في كتاب سيبويه: «و اعروريتُ الفَلُوَّ، إذا ركبته عُرْيا، و كذلك البعير» (2/ 242)، و «قالوا: اعروريتُ الفَلُوَّ، و اعروريتَ منّي أمرا قبيحا، كما قالوا: احلولى ذلك.
فذلك في موضع المفعول» (2/ 243).
(5) البيت للأعشى في ديوانه 203، و قد نسبه ابن سلّام في طبقاته 62 إلى دريد بن الصِّمّة، و هو في ملحقات ديوانه 115. و انظر: إصلاح المنطق 228، و تهذيب الألفاظ 400، و ليس 180، و الأزمنة و الأمكنة 2/ 54 و 59، و المقاييس (نصل) 5/ 433، و الصحاح و اللسان (دأدأ، ألل، نصل). و سيورده ابن دريد أيضا في 897.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 227
تَدارَكه في مُنْصِلِ الأَلِّ بعد ما مضى غيرَ دَأْداءٍ و قد كاد يَعْطَبُ
و الدَّأْداء: الفضاء من الأرض، عن أبي مالك.
و تَدَأْدَأَ القومُ، إذا ازدحموا.
ذ أ ذ أ
ذأذأ
الذَّأْذَأَة «1»: الاضطراب في المشي؛ مرّ يَتَذَأذَأ، إذا مشى كذلك.
ر أ ر أ
رأرأ
الرَّأْرَأَة: حِدَّة «2» النظر بإدارة العين؛ يقال: رَأرَأ الرجل و رَأرَأتِ المرأةُ.
و أما الرَّأْراء بنتُ مُرّ أخت تميم بن مُرّ، فممدود.
ز أ ز أ
زأزأ
الزَّأْزَأَة؛ تَزَأْزَأَتِ المرأة إذا مَشَتْ و حرَّكت أعطافَها كمِشية القِصار.
و زَأْزَأَ الظليمُ، إذا مشى مسرعا و رفع قُطْرَيْه: صدرَه و عَجُزَه. قال الراجز «3»:
[و هَدَجانا لم يكن من مِشيتي كهَدَجان الرَّأْل خَلْفَ الهَيْقَتِ]
مُزَوْزِئا لمّا رآها زَوْزَتِ
س أ س أ
سأسأ
سَأسَأتُ بالحمار، إذا دعوته ليشرب. و مثل من أمثالهم:
«قِفْ بالحمار «4» على الرَّدْهَة و لا تَقُلْ له سَأْسَأْ» «5»؛ و الرَّدْهَة:
نُقْرة في صخرة «6».
ش أ ش أ
شأشأ
شَأْشَأتُ بالغنم، إذا قلت لها: تُشُؤْتُشُؤْ، كأنه دعاها لتأكل أو تشرب.
ص أ ص أ
صأصأ
صَأْصَأَ الجِرْوُ و الدِّرْصُ- و هو ولد الفأرة- إذا فتح عينيه حين يولد و لمّا يَقْوَ بصرُه. و كان بعض مُهاجرة الحبشة ارتدَّ عن الإسلام فكان يمرّ بالمهاجرين فيقول: فَقَّحنا و صَأصَأتُم «7»، أي أبصرنا و أنتم تلتمسون البصر.
ض أ ض أ
ضأضأ
أُهملت إلّا في قولهم: الضِّئْضِئ و الضُّؤضُؤ، و هو الأصل و المَعْدِن. يقال: هو من ضِئْضِئ صِدْقٍ و ضُؤضُؤ صِدْقٍ.
ط أ ط أ
طأطأ
طَأطَأ رأسه، و كل شيء حَطَطْته فقد طَأطَأته. قال امرؤ القيس (طويل) «8»:
كأنّي بفَتْخاء الجَناحين لِقْوَةٍ صَيُودٍ من العِقبان طأطأتُ شِملالي
و يُروى: لَقوة «9»، بالفتح، و هو أفصح. قال أبو بكر: من قال لَقوة، بالفتح، أراد العُقاب السريعة الانحطاط من الهواء، و من قال لِقوة، بالكسر، أراد القبول لماء الفحل «10». و روى الأصمعي: شيمالي، أي شِمالي.
و الطَّأطاء: منخفض من الأرض حتى يَسْتُرَ من فيه «11». قال الشاعر (بسيط) «12»:
______________________________
(1) م: «مقصورة».
(2) م ط: «شدّة النظر».
(3) من رجز نسبه أبو زيد في نوادره 598- 600 إلى ابن عِلْقة التيميّ، و هو في الشعر و الشعراء 578 منسوب إلى أبي الزَّحْف الراجز ابن عمّ جرير. و انظر أيضا: تهذيب الألفاظ 286، و الحيوان 4/ 357، و المؤتلف و المختلف 240، و المنصف 3/ 81، و أمالي القالي 1/ 189، و السِّمط 459، و اللسان (هدج، هيق). و سيورد ابن دريد البيتين الأول و الثاني ص 452، و الثالث في 237.
(4) م ط: «قف الحمارَ». و بعد المثل في م: «سَأْ مثل سَعْ».
(5) المستقصى 2/ 197.
(6) م ط: «نقرة في الصخرة يجتمع فيها ماء».
(7) مرّ ص 175.
(8) ديوانه 38، و شرح ديوان العجّاج للأصمعي 499، و طبقات فحول الشعراء 67، و المعاني الكبير 37 و 279، و الخصائص 1/ 11 و 3/ 145، و المخصَّص 7/ 124، و الإنصاف 28، و الهمع 2/ 156، و الصحاح و اللسان (دفف، شمل)، و اللسان (فتخ). و سينشده ابن دريد أيضا ص 1101. و يُروى:
طأطأت شيمالي.
(9) م: «لِقوة و الفتح أفصح» (و ضبطه بالفتح في البيت).
(10) «قال أبو بكر … الفحل»: سقط من ل م.
(11) م ط: «المطمئن من الأرض حتى يستر من كان فيه».
(12) البيتان للكميت في ديوانه، الجزء الثاني، القسم الأول، 21- 22. و انظر:
المعاني الكبير 752، و المقاييس (طأ) 3/ 407، و اللسان و التاج (طأطأ).
و سينشد ابن دريد البيت الثاني ص 1101.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 228
ذو أربعٍ رَكِبَتْ في الرأس تَكْلَؤُهُ مما يَخاف و دون الكالِئ الأَجَلُ
منها اثنتانِ لما الطَّأطاءُ يَحْجُبُهُ و الأُخْرَيانِ لِما يبدو به القَبَلُ
قال أبو بكر: منها اثنتان، يريد الأُذنين، و الأُخريان: يريد العينين. و القَبَل: كل ما قابلك من شيء مرتفع. يصف وحشيا يقول إن أذنيه قد حُجبتا و عينيه يبصر بهما «1». قال أبو بكر:
الشِّمْلال: الناقة السريعة.
ظ أ ظ أ
أُهملت، و كذلك حالها مع العين و الغين.
ف أ ف أ
فأفأابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص228
الفَأفَأة: الحُبْسَة في اللسان، عربي معروف. قال الشاعر (طويل) «2»:
يقولون فَأْفاءٌ فلا تَنْكِحِنَّه و لستُ بفأفاءٍ و لا بجبانِ
ق أ ق أ
أُهملت في التكرير. و قد مرّ قولهم: قاءَ يقيء قَيْئا في موضعه «3».
ك أ ك أ
كأكأ
تَكَأكَأ القوم على الشيء، إذا ازدحموا عليه. قال الراجز:
إذا تَكَأكَأنَ على النَّضيحِ
النَّضيح: الحوض الصغير «4» يُحفر للإبل قصير الجدار.
ل أ ل أ
لألأ
اللألأَة؛ يقال: لألأَتِ الظباءُ بأذنابها، إذا حرَّكتها. و مثل من أمثالهم: «لا أفعل ذلك ما لألأتِ الفُور» «5». و الفُور:
الظباء، لا واحد له من لفظه «6». قال الشاعر (خفيف):
فعليك السَّلامُ ما لألأَ الفو رُوما دَبَّ في الثَّرى عِرْقُ ساقِ
و يقال: تلألأ النجمُ تلألؤا، إذا لمع. و الاسم اللألأَة.
م أ م أ
مأمأ
المَأمَأة: حكاية صوت الشاة أو الظبي؛ مَأمَأتِ الشاةُ، إذا واصلت صوتها فقالت: مَأْمَأْ «7».
ن أ ن أ
نأنأ
النَّأنَأة: الضعف. و منه
قول أبي بكر الصَّدِّيق رحمه اللّه، «ليتني مِتُّ في النأنأة»
، أي في ابتداء الإسلام قبل أن يستحكم. و
قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه لسليمان بن صُرَد: «تَنأنَأتَ و تربَّصتَ فكيف رأيتَ اللّه فعل»
«8»، في حديث يطول.
و أ و أ
أُهملت في الوجوه.
ه أ ه أ
هأهأ
هَأهَأتُ بالقوم، إذا دعوتهم، و بالإبل إذا زجرتها فقلت: هَأْهَأْ «9»، و المصدر الهِيهاء.
ي أ ي أ
يأيأ
أُهملت إلّا في قولهم: يَأيَأتُ بالقوم، إذا دعوتهم ليجتمعوا فقلت: يَأيَأ، مهموز.
______________________________
(1) «يصف … بهما»: سقط من ل م.
(2) أورده أيضا ص 1102.
(3) ص 245 و 1083 و 1103.
(4) م: «حُويض».
(5) المستقصى 2/ 250.
(6) و في اللسان و القاموس أن واحده فائر.
(7) م ط: «مِئْ مِئْ».
(8) م: «فعل بك».
(9) م: «هأهأ مقصور».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 229
باب الثنائي في المعتل و ما تشعب منه
ب أ و ي
بوأ
باءَ بإثمه يبوء به بَوْءا و بَواءً إذا رجع به.
و باءَ فلانٌ بفلان يبوء به، إذا قُتل به بَواءً.
و أَبَأْته أنا به أُبيئه إباءةً، إذا قتلته به. قالت ليلى الأَخْيَليّة (طويل) «1»:
فإن تَكُنِ القتلى بَواءً فإنّكم فتًى ما قتلتم آلَ عَوْفِ بنِ عامرِ
و المَباءة: المَرْجِع إلى الشيء.
و مَباءة البئر لها موضعان: فأحدهما موضع وقوف سائق السّانِية، و الآخر مَباءة الماء إلى جَمِّها. جَمُّ البئر: مجتمع مائها، فإذا نُزحت رجع الماء إلى حاله الأولى، فتلك الجُمَّة.
و من ذلك الباءة التي يحسبه العامةُ النِّكاح «2»، و إنما هو من الرجوع إلى الشيء.
أوب
و يقال: آبَ الرجلُ يَؤوب إيابا، إذا رجع إلى مستقَرِّه.
و المآب: المَرْجِع. و الأَوْب: الرجوع. و آب الهَمُ إيابا. و كل راجعٍ مع الليل فهو آئب. قال الشاعر- و هو كعب بن سعد الغَنَوي يرثي أبا المِغوار الباهلي (طويل) «3»:
هَوَتْ أُمُّه ما يبعثُ الصبحُ غاديا و ماذا يَرُدُّ الليلُ حينَ يؤوبُ
و منه قول النابغة (طويل) «4»:
[تطاولَ حتى قلتُ ليس بمُنْقَضٍ] و ليس الذي يَرْعَى النجومَ بآئبِ
أي لا يؤوب إلى أهله كما يؤوب الراعي.
و يقال: جاء القوم مِن كلِ أَوْبٍ، أي من كل ناحية «5».
أبا
و الأَباء، ممدود: حِمْل القَصَب و ليس بالأَجَمَة بعينها. قال الشاعر (كامل) «6»:
من سرَّه ضربٌ يُرَعْبِلُ بَعْضُه بعضا كمعمعة الأباء المُحْرَقِ
[فليأتِ مَأسَدَةً تُسَنُّ سيوفُها بين المَذاد و بين جَزْع الخَنْدَقِ]
و الأَبا، مقصور: داء يصيب الغنم في رؤوسها؛ يقال منه:
أَبِيَتِ الشاةُ تَأْبَى أَبا شديدا، إذا أصابها هذا الداء في رأسها.
و شاة أَبْواءُ، إذا أصابها ذلك.
بأي
و البَأْو: الكِبَر؛ و يقال البَأواء أيضا، و لا أدري ما صحّته.
بأبأ
و يقال: فلان من بُؤبُؤ صِدْقٍ، أي من أصلِ صِدْقٍ.
ت أ و ي
توي
تَوِيَ الشيءُ يَتْوَى تَوًى، إذا تَلِفَ، مقصور غير مهموز، و هو تَوٍ كما ترى و تاوٍ.
______________________________
(1) ديوانها 79، و الكامل 2/ 231، و الأغاني 10/ 75، و أمالي القالي 2/ 131، و السِّمط 757، و الصحاح (بوأ)، و اللسان (بوأ، فتا). و سينشده أيضا في 1029 و 1030.
(2) ط: «التي تحسبها العامّة النكاح من رجوع الماء».
(3) من الأصمعية 25، ص 95، و جمهرة أشعار العرب 133، و مختارات ابن الشجري. و البيت في تهذيب الألفاظ 576، و المخصّص 12/ 182، و السِّمط 773، و الصحاح و اللسان (هوا). و في الأصمعيات: و ماذا يؤدّي.
(4) ديوانه 40، و معاني الشعر 88، و الأغاني 9/ 167. و سينشده ابن دريد أيضا في 1029.
(5) ط: «من كل وجه».
(6) البيتان لكعب بن مالك الأنصاري، و سيرد الأوّل ص 1029 و 1030، و الثاني في 1144، و تخريج كلٍّ في موضعه.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 230
أتي
و أتى يأتي أتْيا و يأتو أَتْوا حَسَنا. و أنشد (رجز)
يا قوم ما بال أبي ذؤيب … كأنني قد ربتُه بريبِ.
«1»:
يا قومِ ما لي و أبا ذُؤيبِ كنتُ إذا أَتَوْتُهُ من غَيْبِ
يَشَمُّ عِطفي و يَمَسُّ ثوبي كأنّني أَرَبْتُه برَيْبِ
قال أبو بكر: هكذا لغة هُذيل، أَتا يأتو أَتْوا.
و يقال: ما أَحْسَنَ أَتْوَ قوائم الناقة و أَتْيَها في السير.
و الأَتيّ: السيل بعينه يأتيك من بلدٍ مُطِرَ من غير بلدك.
و يقال: أَتِ لمائك، أي سهِّل له سبيلًا يجري فيه. و ذلك السبيل: الأَتيّ.
و رجلٌ أتيّ و أَتاوِيّ، و هو الغريب.
و آتى يؤتي إيتاءً في معنى أعطى «2».
و الإتاوةُ: الخَراج «3» أو الجِزية يؤدّيه القومُ إلى الملك.
و يقال: ما أَحْسَنَ أَتاءَ «4» هذا النخل، أي ما أحسنَ ثمرَه، و كذلك الزرعُ.
ث أ و ي
ثوي
ثَوَى يَثْوي ثُوِيًّا، إذا أقام بالمكان، و الاسم الثَّواء، ممدود.
قال الشاعر (بسيط) «5»:
طالَ الثَّواءُ على رَسْمٍ بيَمْؤودِ أوْدَى و كلُّ جديدٍ مَرَّةً مُودي
و الثَّويَّة: اسم موضع معروف قريب من الكوفة فيه قبرُ زياد ابن أبيه «6».
و الثُّوَّة مثل الصُّوَّة: خِرقة تُطرح تحت الوَطْب إذا مُخِضَ تقيه عن «7» الأرض.
و الثّاية، غير مهموز: ظُلَّة يتَّخذها الراعي من أغصان الشّجر.
ثَوَى بالمكان و أَثوى؛ أجاز ذلك أبو زيد، و أباه الأصمعي ثم أجازه «8».
و المَثْوَى: الموضع الذي يثوي فيه الرجل، و هو مقصور.
و أُمُ مَثْوَى الرَّجُلِ: صاحبة منزله الذي ينزله.
وثأ
و يقال: وُثِئَتْ يدُ الرجل، فهي موثوءة. و المصدر الوَثْء، مهموز. و وَثَأْتُها أنا أَثَؤها وَثْأً.
ثأي
و الثَّأَى: الفساد. و منه قولهم: اللهمَّ ارْأَبْ ثآنا، أي أَصْلِحْ فسادَنا.
أثا
و أثا الرجلُ بصاحبه، إذا سَبَعَه عند السلطان خاصة، يَأثو أَثْوا و يَأثي أَثْيا.
ج أ و ي
جوا
الجِواء: البطن من الأرض.
و الجِواء: موضع بعينه.
و الجَوَى: مقصور، و هو ألم يجده الإنسان في قلبه من مرض أو غمّ؛ جَوِيَ يَجْوَى جَوًى شديدا. قال الأصمعي: بل الجَوَى طول الضَّنى.
و الجُوَّة: قطعة من الأرض تغلظ، و قد تُهمز.
جأي
و الجُؤْوَة، في وزن الجُعْوَة: لون من ألوان الخيل، و هي أكدر من الصُّدْأَة؛ فرسٌ أَجْأَى و الأنثى جأواء، و كذلك قيل:
كتيبة جَأْواء لصدأ الحديد عليها.
و الجِئاوة، مثل الجِعاوة: الوعاء الذي يُجعل فيه القِدْر، و الجمع جِآءٌ مثل جِعاء.
و بنو جِئاوة «9»: بطن من العرب.
جوأ
و الجُوءة مثل الجُوعَة، نَقْرٌ في الحَرَّة يجتمع فيه ماء السماء.
______________________________
(1) الرجز لخالد بن زهير الهُذلي في ديوان الهذليين 1/ 165. و من مصادره: السيرة 1/ 530، و فعل و أفعل للأصمعي 505، و إصلاح المنطق 142، و مجالس ثعلب 162- 163، و الأضداد لأبي الطيّب 303، و الإبدال لأبي الطيّب 2/ 497، و أمالي القالي 2/ 208، و السِّمط 827، و المخصَّص 12/ 303 و 14/ 24 و 28؛ و من المعجمات: العين (بز) 7/ 354، و (أتو) 8/ 145، و المقاييس (أتو) 1/ 49، و الصحاح و اللسان (ريب، بزز، أتي). و سترد الأبيات أيضا في 332، و الثالث و الرابع في 1021، و رواية الديوان:
يا قوم ما بال أبي ذؤيب … كأنني قد ربتُه بريبِ.
(2) م: «أعطى يُعطي إعطاء».
(3) ط: «الخرج»، و هو تحريف.
(4) في اللسان (أتي): «و الإتاء: الغلّة و حمل النخل، تقول منه: أتت الشجرة و النخلة تأتو أَتْوا و إتاءً، بالكسر».
(5) البيت للشمّاخ في ديوانه 111. و انظر: تهذيب الألفاظ 655، و شرح أدب الكاتب 345، و الكامل 3/ 173، و أضداد أبي الطيّب 671، و معجم ما استعجم (يمؤود) 1400، و معجم البلدان (يمؤود) 5/ 449، و كتاب يفعول 28.
و سينشده ابن دريد أيضا ص 1200.
(6) م: «زياد بن أمية».
(7) ط: «من الأرض».
(8) الذي نقله السجستاني عنه هو المنع؛ انظر: فعل و أفعل 509.
(9) قارن الاشتقاق 271.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 231
وجأ
و يقال: وجأت الرجل بالسكين و غيره أَجَؤُه وَجْأً.
و الوِجاء: أن تُربط خُصيتا الحمل أو الجدي ثم تُرَضُّ بين حَجَرين؛ كَبْشٌ مَوْجوء. و
في الحديث: «فعليه «1» بالصَّوم فإنه وِجاءٌ»
، أي يمنع من الشهوة.
جيأ
و جاء فلان يجيء جَيْئةً على فَعْلَة، إذا جاء مرةً واحدة.
و جاء فلان يجيء جِيئةً حسنةً. و ما أَحْسَنَ جِيئَتَه، و إنه لَجَئّاءٌ بالخير، مثل جَعّاع.
جيا
و الجِيَّة، غير مهموز: حفرة تتَّسع و يجتمع فيها ماء السماء و الأقذاء.
ح أ و ي
وحي
الوَحاء: السرعة، من قولهم: الوَحاءَ الوحاءَ.
و الوَحْي من اللّه عزّ و جلّ ثناؤه نَبَأ و إلهام، و من الناس إشارة. قال اللّه جلَّ ثناؤه: وَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ «2».
و قال في قصة زكريّا: فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا «3».
و يقال: وَحَى وَحْيا، إذا كتب، و وحى في الحجر، إذا كتب فيه. قال الراجز «4»:
[لقد نَحاهم جَدُّنا و النّاحي] لِقَدَرٍ كان وَحاه الواحي
أي الكاتب، و اللّه أعلم. قال الشاعر (كامل) «5»:
فمَدافِعُ الرَّيّانِ عُرِّيَ رَسْمُها خَلَقا كما ضَمِنَ الوُحِيَ سِلامُها
و أصل الوُحِيّ: الكتابة في الحجارة. قال أبو زيد: وَحَى و أَوْحَى بمعنى، و لم يتكلّم فيه الأصمعي لأنه في القرآن و كان لا يتكلّم في مثله «6».
حوي
و حِواءُ القوم: مجتمَعهم، و الجمع أَحْوِية.
و الحَوِيَّة: مَركب من مراكب النساء ليس بحِدْجٍ و لا هَوْدَج.
و الحُوّة: شِيَةٌ من شِيات الخيل، و هي بين الدُّهْمَة و الكُمْتَة.
و كثر هذا في كلامهم حتى سمَّوا كل أسودَ أحوَى، فقالوا: ليلٌ أَحْوَى و شَعَر أَحْوَى، و الاسم الحُوَّة؛ يقال: حَوِيَ الفرسُ و احواوى احوِيواءً، إذا صار أحوى.
و يقال: احتوى فلان على كذا و كذا، إذا استولى عليه.
و الحاوِية و الحاوِياء: الأمعاء التي تُسمَّى بنات اللَّبَن.
و الحَوايا جمع حاوية، و حَوِيَّة: مثله. قال الراجز «7»:
أَضْرِبُهم و لا أَرَى مُعاويَهْ الجاحظَ العينِ العظيمَ الحاويَهْ
و في التنزيل: أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ «8».
و الحَويَّة: شبيهة بالمِحَفَّة تركبها النساء.
و الحُوّاء: ضرب من البقل يشبَّه وَرَقُه بنِصال السِّهام. قال الشاعر (طويل)
* دفعت إليه سلجم اللحي نَصْلُه*
«9»:
كبادِرَةِ الحُوّاءِ و هو وَقِيعُ
أي حادٌّ. أراد النصل بقوله: و هو وقيع «10». فأما حَوّاء فهي فيما تسوِّغه اللغة أنثى أَحْوَى، و اللّه أعلم.
و بنو حاء «11»، ممدود: بطن من العرب. و هم بنو حاء بن جُشَم بن مَعَدّ و هم حُلفاء لبني الحَكَم بن سعد العشيرة. و
في الحديث: «يَبْلُغُ شفاعتي حاءٌ و حَكَمٌ»
. حيا
و الحَيَّة أصلها من الواويّ، و قد سمِّيت الحَيُّوت. قال الأصمعي: هو ذكر الحَيّات، و أنشد (رجز) «12»:
و تأكل الحَيَّة و الحَيُّوتا [و تخنُق العجوزَ أو تَموتا]
______________________________
(1) ل: «عليكم بالصوم». و في النهاية 5/ 152: «فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء».
(2) النحل: 68.
(3) مريم: 11.
(4) الرجز للعجّاج في ديوانه 439، و فعل و أفعل 490، و العين (وحي) 3/ 320، و اللسان (ثرمد، وحي)، و هو غير منسوب في الصحاح (وحي). و انظر أيضا:
ص 576 و 1052 و 1259.
(5) البيت للبيد في ديوانه 297، و هو في فعل و أفعل 490، و الأغاني 14/ 93، و الخصائص 1/ 296، و الاقتضاب 95، و شرح المفضليات 743، و البلدان (ريّان) 3/ 110؛ و من المعجمات: الصحاح و اللسان (روي، وحي)، و اللسان (سلم).
(6) ذكره أبو حاتم فيما سأل الأصمعيَّ عنه في فعل و أفعل 490.
(7) الرجز منسوب في الاشتقاق إلى الأخنس، و في العين (حوي) 3/ 318، و اللسان (حوا) إلى الإمام عليّ، و هو في ديوانه 132. و لم ينسبه في المخصَّص 2/ 23.
(8) الأنعام: 146.
(9) البيت غير معزوّ في المعاني 1063، و هو في ذكر ذئب، و صدره فيه:
* دفعت إليه سلجم اللحي نَصْلُه*
(10) «أراد … وقيع»: زيادة من ط.
(11) تأخّرت هذه الفقرة في م إلى آخر المادّة.
(12) الخصائص 3/ 207، و المخصَّص 8/ 106 و 16/ 107، و الصحاح و اللسان (دقق، حيا). و سيرد الأول أيضا ص 576 و 1214.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 232
و حياة الإنسان: معروفة. و الحَيّ: ضدّ الميت؛ حَيِيَ يَحْيَى حياة طيبة.
و الحَيا: المطر العامّ، مقصور.
و بنو الحَيا: بطن من العرب.
و الحَياء المعروف ممدود؛ حَيِيَ يَحْيَى حَياءً شديدا.
و حَيِيتُ من هذا الأمر و استحيَيْت منه.
و حَياء الناقة، ممدود. قال الراجز «1»:
ما بين رُفْغَيها إلى حَيائها أقْمَرُ قد نِيط إلى أحشائها
و الحِيّ: الحياة. قال العَجّاج (رجز) «2»:
و قد نرى إذ الحياةُ حِيُ و إذ زمانُ الناس دَغْفَليُ
و بنو حَيّ: بطن من العرب.
و حُيَيّ: أحد فرسانهم. قال الشاعر (وافر) «3»:
لعمرك ما خشيتُ على حُيَيٍ مَتالفَ بينَ قَوٍّ و السُّلَيِ
و لكنّي خشيتُ على حُيَيٍ جَريرةَ رُمحه في كل حَيٍ
خ أ و ي
خوي
خَوِيَ الموضعُ يَخْوَى خَواءً، ممدود، و خُوِيًّا، إذا خَلا.
و خَوِيَ جوفُه يَخْوَى خَوًى، مقصور. و خَوَى النَّوْءُ خُوِيًّا، إذا أخلف مطرُه. قال الشاعر (كامل) «4»:
قومٌ إذا خَوَتِ النجومُ فإنَّهم للطارقِين النازلين مَقاري
رجلٌ مِقْرًى و الجمع مَقارٍ.
و الخَواء: الهواء بين كل شيئين. قال الراجز «5»:
يبدو خَواءُ الأرض من خَوائهِ
و خَوَّى البعير، إذا بركَ متجافيا على يديه و رجليه و صدره.
قال الراجز «6»:
خَوَّى على مستوِياتٍ خَمْسِ كِرْكِرَةٍ و ثَفِناتٍ مُلْسِ
و خَوّ و خُوَيّ: موضعان.
خوخ
و الخُوَيْخِيَة: الداهية. قال لبيد (طويل) «7»:
و كلُّ أُناسٍ سوف تدخل بينهم خُوَيخِيَّةٌ تصفرُّ «8» منها الأناملُ
و الثمر الذي يسمى الخَوْخ، عربي «9» معروف يسمِّيه أهل الحجاز: الفِرْسِك.
و الخَوْخَة: كُوَّة في البيت تؤدِّي إليه الضوءَ.
خوي
و يومُ خُوَيٍ «10» يوم معروف، و هو يومٌ قَتل فيه ذُؤاب بن رُبَيِّعة الأسدي عُتيبةَ بن الحارث بن شهاب اليربوعي.
وخخ
و الوَخْواخ: المسترخي اللحم؛ يقال: رجل وَخْواخ و امرأة وَخْواخة.
وخي
و الوَخْي: الطريق القاصد المستوي. و منه قولهم: وَخَيْتُ و توخَّيتُ بمعنًى، إذا قصدت للأمر. قال الراجز «11»:
قالت و لم تَقْصِد له و لم تَخِهْ و لم تُقارف مَأْثَما فتَمَّخِهْ «12»
[ما بالُ شيخٍ آضَ مِن تشيُّخِهْ] كالكُرَّزِ المربوط بين أَفْرُخِهْ
د أ و ي
دوي
الدَّوداة، و الجمع الدَّوادِي، و هي الأراجيح؛ و ربما جعلوا
______________________________
(1) سيكرّر إنشادهما ص 1053.
(2) سبق إنشادهما ص 103، و فيه: كنّا بها.
(3) سبق الثاني ص 103، و التخريج فيه؛ و كلاهما في ملحق ديوان كعب بن زهير 255.
(4) البيت لكعب بن زهير في ديوانه 28، و السيرة 2/ 515، و تهذيب الألفاظ 25، و اللسان (خوي). و في الديوان: و همُ إذا … للطائفين.
(5) نسبه في اللسان (خوا) لأبي النجم، و سينشده ابن دريد أيضا ص 363 و 1057.
(6) الرجز للعجّاج، كما سبق ص 199. و انظر أيضا: ص 429.
(7) ديوانه 256، و المعاني الكبير 859 و 1206، و ديوان المعاني 1/ 118، و الأمالي الشجرية 1/ 25 و 2/ 49 و 131، و الإنصاف 139، و شرح المفصَّل 5/ 114، و المقاصد النحوية 1/ 8 و 4/ 535، و الهمع 2/ 185، و الخزانة 1/ 340 و 2/ 561، و من المعجمات: المقاييس (خوخ) 2/ 253، و الصحاح و اللسان (خوخ). و يُروى: دُوَيْهَيّة. و فيه عند النحويين شاهد على ما سمّوه تصغير التعظيم.
(8) ط: «يصفرّ».
(9) و هو، عندFraenkel 142، من السريانية.
(10) م: «و يومُ خوٍّ».
(11) المقاييس (مخى) 5/ 304، و الصحاح (مخا)، و اللسان (مخا، وخي)؛ و فيها جميعا: و لم تراقب … و فيها: من ظُلم شيخٍ.
(12) ط: «فتنتخه».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 233
ذلك آثار الأراجيح في ملاعب الصبيان.
و الداء و الدّواء، ممدودان.
و الدَّوَى، مقصور: الرجل الفَدْم الثقيل. قال الراجز «1»:
و قد أقودُ بالدَّوَى المزَمَّلِ أَخْرَسَ في السَّفْر بَقَاقَ المَنْزِلِ
و الدَّوَى، مقصور: مصدر دَوِيَ يَدْوَى دَوًى شديدا.
و داويتُ الفرسَ، إذا أضمرتَه. قال الشاعر (طويل) «2».
فداويتُها حتى شَتَتْ حَبَشيَّةً كأنَّ عليها سُنْدُسا و سُدُوسا
السُّنْدُس: ضرب من الثياب. و السُّدُوس: الطيلسان.
و الدَّوَى: جمع دَواة، مثل نَواة و نَوى، و قد جمعوا دُوِيًّا.
و الدُّواية، غير مهموزة: قشرة رقيقة تركب اللبن أو المَرَق إذا سَكَنَ. و كذلك الريق، إذا عَصَبَ على الفم من عطش أو تعب، دوايةٌ أيضا. قال الراجز «3»:
أنا سُحَيْمٌ و معي مِدْرايهْ أعددتُها لِفِيكَ ذي الدُّوايهْ
و الحجرُ الأَخشنُ و الثِّنايهْ
و يقال: أقبل الصبيان على الجَفْنَة يدوونها، إذا قشروا الدُّواية عنها. قال الشاعر (طويل) «4»:
[بدا منكَ داءٌ طالما قد كتمتُه] كما كَتَمَتْ داءَ ابنِها أُمُ مُدَّوي
و روى أبو عبيدة: رَأيَ ابنِها. و الأصل في هذا أن صبيا قال لأمّه: آدَّوي؟ و عندها أمّ خِطْبِه، فقالت: اللِّجام بعمود البيت، تُورّي عنهم أنه يطلب اللِّجام ليركب الفرس.
و يقال: دَوَّى الرعدُ يُدَوّي، إذا سمعت له دَوِيًّا، و الرعد مُدَوٍّ.
و يقال: دَوَّى في الأرض، إذا دار فيها، و دَوَّم في السماء «5».
ودي
و الوَدِيّ: الفَسيل، و الواحد وَدِيَّة.
و الوَدْي: مصدر وَدَى الدابةُ و الرجلُ يَدِي وَدْيا، و هو الماء الرقيق الذي يخرج مع البول لا يجب منه الغُسْل. قال الشاعر (طويل) «6»:
ترى ابنَ أُبَيْرٍ خلفَ قيسٍ كأنّه حمارٌ وَدَى خلفَ اسْتِ آخَرَ قائمِ
و الوادي: معروف، و أحسبه راجعا إلى هذا لسيلان الماء فيه، إن شاء اللّه.
أود
و يقال: آدَني الأمر يؤودني أَوْدا، إذا بَهَظَني، و كذلك فُسِّر قوله جلّ ثناؤه: وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما «7»، و اللّه أعلم.
ودي
و وَدَيْتُ القتيلَ أَدِيه دِيَةً، إذا أعطيتَ دِيتَهُ.
وأد
و وأدتُ الموءودة أئِدُها وَأْدا فهي وَئيد «8» و وَئيدة و موءودة.
قال الشاعر (المتقارب)
و جدّي الذي ….
«9»:
[و منّا الذي مَنَعَ الوائداتِ] و احيا الوَئيدَ فلم يُوأْدِ
في وزن يُوعد.
و الوَئيد: صوت وطء قوائم الإبل على الأرض؛ سمعت وَأْدَها و وَئيدها.
ودي
و أودى الشيءُ يُودي إيداءً، إذا تلف و أَوْدَى به الدهرُ.
أود، أيد
و آدَتِ الإبل، إذا حنّت.
قال أبو بكر: و في العرب إيادان: إياد بن نزار، و إياد بن سُود «10» في الأزد، إياد بن سُود بن الحَجْر بن عمرو بن مُزَيْقِياء بن عامر ماء السماء.
و آدَ الشيءُ يَؤود، إذا رجع، فهو آئد أي راجع. قال
______________________________
(1) يُنسب الرجز إلى أبي النجم، كما مرّ ص 74.
(2) من المفضلية 79، ص 297، ليزيد بن الخَذّاق؛ و كذلك لم ينسبه ابن دريد في الاشتقاق 351. و انظر: الخيل لأبي عُبيدة، و المعاني الكبير 87، و السِّمط 53، و الاقتضاب 400، و الصحاح و اللسان (سدس).
(3) هو سُحيم بن وَثيل؛ و انظر هذه الأبيات الثلاثة في اللسان (ثني)، و بعضها في المقاييس (ثنى) 1/ 391 و (خشن) 2/ 184، و الصحاح (ثني)، و اللسان (خشن، دوي). و انظر أيضا: ص 434 و 603 و 1037 و 1062.
(4) من قصيدة ليزيد بن الحكم في الأغاني 11/ 105، و أمالي القالي 1/ 68، و أمالي ابن الشجري (و ليس البيت فيما نقله)، و الخزانة 1/ 497. و انظر:
المعاني الكبير 402، و المنصف 1/ 76، و المخصّص 15/ 128؛ و المقاييس (دوى) 2/ 310، و الصحاح و اللسان (دوى). و سيورده ابن دريد أيضا في 1062.
(5) م: «و الأصل دوّى في الأرض».
(6) البيت لمالك بن نويرة في ديوانه 79، و هو غير منسوب في الاشتقاق 220.
و سيورده ابن دريد أيضا في 234 و 689 و 1062.
(7) البقرة: 255.
(8) وئيد: «ليس في ل م».
(9) البيت للفرزدق في ديوانه 203، و الأغاني 19/ 4، و الكامل 2/ 75، و العين (وأد) 8/ 96، و الصحاح و اللسان (وأد)، و هو غير منسوب في المقاييس (وأد) 6/ 78. و في الديوان:
و جدّي الذي ….
(10) ل: «إياد بن سور» (مرّتين).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 234
الهُذلي (وافر) «1»:
ظَلِلْتَ به نهارَ الصيفِ حتَّى رأيتَ ظلالَ آخره تَؤودُ
أي ترجع.
و بنو أَوْد «2»: بطن من العرب.
و إياد: قبيلة أيضا.
و المُؤْيِد: الداهية. قال طرفة (طويل) «3»:
[يقول و قد تَرَّ الوَظيفُ و ساقُها] ألستَ تَرى أن قد أتيتَ بمُؤْيِدِ
و أيَّدتُ الرجل «4» تأييدا، إذا قوّيته و أسعدته.
و الآد و الأَيْد: القوّة.
و الأَوَد: العَوَج؛ أَوِدَ يَأْوَد أَوَدا.
و أُود، مثل عُود: وادٍ معروف.
و الإياد: ما حبا من الرمل و ارتفع. و به سُمِّي حَبِيُّ السَّحاب لإشرافه على الأفق.
أدا
و رجلٌ مُؤدٍ: حسن الأداة تأمُّها.
و أداة الرَّحل: سُيوره و نُسوعه، و كذلك أداة السَّرج.
يدي
و عيشٌ يَدِيٌ: واسع.
و أَيْدَيْتُ إلى الرَّجل يَدا، إذا أسديتها إليه.
و يَدَيْتُ الرجل، إذا ضربت يدَه. و مثله رَأَسْتُه، إذا ضربت رأسَه؛ و بَطَنْتُه، إذا ضربت بطنَه؛ و رَأَيْتُه، إذا ضربت رِئَتَه.
ذ أ و ي
ذوي
ذَوَى العُودُ يَذوي ذَيًّا و ذُوِيًّا.
ذأي
و ذَأى الفرس يَذْأَى ذَأْيا مثل سَعَى يَسْعَى سَعْيا، إذا مرَّ مرًّا سريعا. و فرسٌ مِذْأًى مثل مِذْعًى. قال الراجز
* بُعيدَ نَضُح الماء مذأًى مِهْرَجا*
«5»:
[غَمْرَ الأَجاريِّ مِسَحًّا مِمْعَجا] مِذْأًى مِخَدًّا في الرَّقاق مِهْرَجا
قال أبو بكر: مِهْرَج: شديد العَدْو. و المِخَدّ: الذي يَخُدُّ الأَرضَ. و الرَّقاق: الأرض السهلة.
و قوم من العرب يقولون: ذَأَى العُودُ، و ليس باللغة العالية.
و ينشدون بيت ذي الرُّمَّة (طويل) «6»:
أقامت به حتى ذَأَى العودُ و التوى و ساقَ الثُّريّا في مُلاءته الفَجْرُ
و كان الأصمعي يقول: ذَوَى العُودُ.
وذي
و وَذَى الحمارُ و غيره وَذْيا، إذا سال مَنِيُّه. و وَذَى، إذا انتشر و لم يستحكم. قال الشاعر (طويل) «7»:
ترى ابنَ أُبَيْرٍ خلفَ قيسٍ كأنَّه حمارٌ وَذَى خلفَ اسْتِ آخَرَ قائمِ
و هو مثل وَدَى بالدال، و وَدَى أكثر و أعلى.
أذي
و الأذى، مقصور: معروف. و أَذِيتُ بالشيء آذَى أَذًى شديدا. قال الشاعر (طويل) «8»:
أَغَرُّ من البُلْق العِتاق يَشُفُّه أذى البَقِّ إلا ما احتمَى «9» بالقوائم
يصف ثيابا نُصبت على رماح و سيوف ليُستظلَّ بها فشبَّهها بفرسٍ أبلقَ لاختلاف ألوانها و الريحُ تحرِّكها، فكأنها فرسٌ أبلقُ قد آذاه البقُّ فهو يحتمي بقوائمه.
و الآذيّ: المَوْج.
ذوي
و الأذواء من مَقاوِل حِمْيَر نحو ذي يَزَنٍ و ذي جَدَنٍ و من أشبههما؛ و المَقاول دون الملوك، يُجمع أقوالًا و أقيالًا.
ر أ و ي
رأي، روي، ريا
رأيتُ الشيءَ، مهموز، و تركت العرب الهمز في مستقبل رأيت لكثرته في كلامهم، و ربما احتاجوا إلى همزة فهمزوه.
قال الشاعر (طويل) «10»:
______________________________
(1) لساعدة بن العجلان الهذلي في ديوان الهذليين 3/ 109. و انظر: إصلاح المنطق 61، و الصحاح و اللسان (أود). و في الديوان: أقمت به.
(2) في الاشتقاق 271: «و أود من قولهم: «آدني الشيءُ يَؤودني أودا، إذا غلبني».
(3) سبق إنشاده ص 78. و فيه: و قد ترَّ الوظيفَ و ساقَها، بالنصب.
(4) ط: «و أيّدت الشيء».
(5) الرجز في ديوان العجّاج 385، و رواية الثاني فيه:
* بُعيدَ نَضُح الماء مذأًى مِهْرَجا*
و مثله في الجمهرة 469، و الأول في 486 أيضا. و انظر: الخصائص 6/ 170، و العين (معج) 1/ 241، و اللسان (معج، هرج، جرا، ذأى).
(6) ديوانه 207، و الأغاني 5/ 40، و المقاصد النحوية 2/ 7. و سينشده أيضا في 703 و 1097. و في المصادر: أقامت بها حتى ذوى العودُ في الثرى.
(7) سبق إنشاده ص 233، و هو لمالك بن نويرة.
(8) البيت لجرير في ديوانه 994، و النقائض 756، و مجالس ثعلب 57، و حماسة ابن الشجري 203.
(9) م: «احتوى».
(10) نسبه أبو زيد في نوادره إلى الأعلم بن جرادة السَّعدي 497. و انظر: أمالي الزجّاجي 88، و سرّ صناعة الإعراب 1/ 87، و الصحاح و اللسان (رأى).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 235
[أ لم تَرَ ما لاقيتُ و الدَّهرُ أَعْصُرٌ] و من يَتَمَلَّ العيشَ يَرْأَ و يَسْمَعُ
و قال آخر (وافر) «1»:
أُري عينيّ ما لم تَرْأياهُ كِلانا عالمٌ بالتُّرَّهاتِ
و الرَّأي مهموز، من قولهم: رأيت رأيا حسنا. و في التنزيل:
بادِيَ الرَّأْيِ «2»، و اللّه أعلم. و الرَّأي: منتهى البصر؛ رأيُ العين: منتهى بصرها، و الرؤية: رؤية العين.
و الرَّوِيَّة: ما أَجَلْتَه في صدرك من الرأي.
و رجلٌ حسنُ الرُّواء، أي حسن المنظر.
و روِي من الماء يروَى رِيًّا. و سقيته رَيًّا و رِيًّا.
و عينٌ رَيّةٌ: كثيرة الماء.
و رَوَيْتُ للقوم أَروي لهم، إذا استقيت لهم.
و البعير الذي يُحمل عليه الماء: الرّاويَة. و كثر ذلك حتى سمَّوا المَزادة راوية.
و رويت الحديث و الشعر أرويه رِواية. و رجلٌ راوٍ للشعر و راويةٌ، الهاء للمبالغة.
و الرَّويّ: عقد القوافي بآخر حرف في البيت؛ يقال: هذا حرفُ رَوِيِ هذه القصيدة، لآخر حرف في القصيدة. و
ذكر أبو عبيدة، و أحسب الأصمعي قد ذكره أيضا؛ قال: لَقِيَتِ السِّعْلاةُ حسّان بن ثابت في بعض طُرُقات المدينة و هو غلامٌ قبل أن يقول الشعر، فبركت على صدره و قالت: أ أنت الذي يرجو قومك أن تكون شاعرَهم؟ قال: نعم. قالت: فأنشِدني ثلاثة أبيات على رَوِيٍ واحد و إلا قتلتُك. فقال (متقارب) «3»:
إذا ما تَرَعْرَعَ فينا الغلامُ فما إن يقال له مَن هُوَهْ
إذا لم يَسُدْ قبل شدِّ الإزارِ فذلك فينا الذي لا هُوَهْ
ولي صاحبٌ من بني الشَّيْصَبانِ فحينا أقول و حينا هُوَهْ
فخلَّت سبيله فقالت: أَوْلَى لك.
و بنو الشَّيْصَبان: قوم من الجنّ.
و رَوَيْتُ على الرجل، إذا شددته بالرِّواء «4» لئلّا يسقط عن البعير من النُّعاس. قال الراجز «5»:
إنّي على ما بيَ من تخدُّدي و دِقَّةٍ في عَظم ساقي و يدي
أَرْوي على ذي العُكَنِ الضَّفَنْدَدِ
الضَّفندد: الغليظ الكثير اللحم «6»، أي أشُدُّه بالرِّواء، و هو الحبل الذي يُشَدُّ به الحِمْل «7» على الجمل، و الجمع أروية.
و قال الآخر (رجز) «8»:
إنّي إذا ما القومُ كانوا أَنْجِيَهْ و اضطربَ القومُ اضطرابَ الأَرْشِيَهْ
و شُدَّ فوق بعضهم بالأَرْوِيَهْ هناك أَوْصيني و لا توصِي بِيَهْ
و ماءٌ رِوًى، مقصور مكسور الأول. قال الراجز
تذكّرا عينا رِوًى ….
«9»:
[حتى إذا ما الصَّيفُ كان أَمَجا و فَرَغا من رَعْي ما تلزَّجا
و رَهِبا من حَنْذِه أن يَهْرَجا] فصَبَّحا ماءً رِوًى و فَلَجا
يعني حمارا و أتانا. و الفَلَج: النهر الصغير.
و ماءٌ رَواءٌ، ممدود مفتوح الأوّل. قال الراجز «10»:
من كان ذا شَكٍّ فهذا فَلْجُ ماءٌ رَواءٌ و طريقٌ نَهْجُ
______________________________
(1) البيت لسُراقة البارقي في ديوانه 78، و نوادر أبي زيد 496، و المحتسب 1/ 128، و الخصائص 3/ 153، و أمالي ابن الشجري 2/ 20 و 200، و شرح المفصَّل 9/ 110، و مغني اللبيب 277، و الصحاح و اللسان (رأي). و البيت كذلك في ملحقات ديوان عُبيد الله بن قيس الرقيّات 178.
(2) هود: 27.
(3) الأبيات في ملحق ديوان حسّان 397، و الخزانة 1/ 418، و المزهر 2/ 492، و اللسان (شصب)؛ و الثالث في الصحاح (شصب)، و سينشده أيضا في 1235. و يُروى: فطورا أقول و طورا هُوَه.
(4) م: «و هو حبل يشدّ به المتاع على البعير».
(5) أنشد الأبيات الثلاثة أيضا في الملاحن 28، و هي في الصحاح و اللسان (روي). و سيوردها أيضا ص 1186.
(6) ط: «الكثير اللجم»؛ و هو تحريف.
(7) ط: «يُشد به الرجل».
(8) نسبها في اللسان (نجا) إلى سُحيم بن وَثيل اليربوعي. و انظر: نوادر أبي زيد 159، و شرح المرزوقي 656، و الأزمنة و الأمكنة 2/ 156، و أمالي ابن الشجري 2/ 25، و مغني اللبيب 585؛ و من المعجمات: العين (نجو) 6/ 187 و (رشو) 6/ 281، و المقاييس (نجو) 6/ 399، و الصحاح (نجا)، و اللسان (روي، نجا، نحا). و سيورد ابن دريد الأبيات الأول و الثالث و الرابع في 809. و رواية اللسان (نحا): كانوا أنحية؛ و فيه: «أي انتحَوا عن عمل يعملونه».
(9) الرجز للعجّاج في ديوانه 374- 375. و انظر: الصحاح و اللسان (أمج، فلج، حنذ). و في الديوان:
تذكّرا عينا رِوًى ….
(10) البيتان في المقتضب 3/ 359، و معجم ما استعجم 1027، و اللسان (روي).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 236
و يقال: فلان حسنُ الرُّواء و حسنُ الرِّيّ؛ كذلك يقول أبو عبيدة في قوله جلّ و عزّ: أَحْسَنُ أَثاثاً وَ رِءْياً «1»، و اللّه أعلم بكتابه.
و رَأَيْتُ الرجلَ و الدابة، إذا ضربت رِئَته، فهو مَرْئيٌ مثل مَرْعيّ.
و الرِّياء: مصدر المُراءاة من قوله جلَّ ثناؤه: رِئاءَ النَّاسِ* «2».
و الرّاءُ: ضرب من النبت، الواحدة راءة.
و الرّاية: عربية معروفة، بغير همز، و الجمع رايٌ و راياتٌ.
و كل عَلَمٍ نصبته فهو رايةٌ، نحو راية البَيْطار و الخَمّار. و كانت البغايا في الجاهلية ينصبنَ الرّايات على أبوابهن أعلاما لهن فهن ذوات الرّايات.
و الرِّيَّة: الشَّربة من الماء حتى يَروي.
ورأ
و الوَراء: الخلف، و الوَراء: القُدّام، و هو من الأضداد.
و في التنزيل: وَ كانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ «3». قال أبو عبيدة:
أمامهم؛ و اللّه أعلم. قال الشاعر (طويل) «4»:
أَيرجو بنو مروانَ سَمْعي و طاعتي و قومي تميمٌ و الفَلاةُ ورائيا
أي أمامي. و فسر المفسِّرون في الوراء أنه ولد الولد، في قوله عزَّ و جلَّ: وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ «5».
أرو
و الأُرْوِيَّة: الأنثى من الأوعال. و الجمع أَرْوَى، على غير القياس. و القياسُ أراوَى. قال الشاعر (طويل) «6»:
فما لكِ من أَرْوَى تعاديتِ بالعمى و لاقيتِ كَلّابا مُطِلًّا و رامِيا
وري
و يقال: وُرِي جوفُ فلان فهو مَوْرِيٌ، إذا فسد من داء يصيبه. و
في الحديث: «لأَن يمتلئ جوفُ أحدكم قَيْحا حتى يَرِيَه خيرٌ له من أن يمتلئ شِعرا»
. و اسم الداء الوَرْيُ. قال الراجز «7»:
قالت له وَرْيا إذا تَنَحْنَحْ يا ليته يُسْقَى من الذُّرَحْرَحْ
دَعَتْ عليه بالوَرْي.
و وَرَى الزَّنْدُ يَرِي وَرْيا، إذا خرجت منه النار فهو وارٍ، و أَوْرَيْتُه أنا إيراءً.
و يقول الرجل للرجل: وَرَتْ بك زِنادي، إذا أنجده و أعانه.
و ناقة وارية، بغير همز: سمينة. قال الراجز
* و انهمّ هاموم السديف الواري*
«8»:
يأكُلْنَ من شحم السَّديفِ الواري
السَّديف: شحم السَّنام خاصّةً.
وأر
و وَأَرْتُ الرجلَ أئِرُه وَأْرا، إذا أفزعتَه، و استوأرَ فهو مُسْتَوْئرٌ.
قال الشاعر (رمل) «9»:
تَسْلُبُ الكانسَ لم يُوأَرْ بها شُعْبَةَ الساقِ إذا الظِّلُّ عَقَلْ «10»
يصف ناقة، يقول: ركبَها في الهاجرة فتَزْحَمُ أغصانَ الشجر فينتحي ظِلُّها عن الظبي الكانس الذي قد دخل في كِناسَه لم يُوأَرْ، أي لم يُفزع. يعني إذا قَصُرَ الظلُّ حتى يصير بمنزلة العِقال؛ يقال: عَقَلَ الظلُّ، إذا أقام في قائم الظهيرة، مثل قوله (رجز) «11»:
و انتعَل الظلَّ فصار جَورَبا
أور
و أُوار النار: حَرّها. و أُوارة: موضع معروف.
أري
و الإرَة: حُفرة توقد فيها النار يُختبز فيها و يُشتوى، و الجمع إرِين، و يقال: إرُون. و الإرَة أيضا: شحم السَّنام. قال الراجز «12»:
وَعْدٌ كشحم الإرَةِ المُسَرْهَدِ
______________________________
(1) مريم: 74. و في مجاز القرآن لأبي عبيدة 2/ 10: «أَثاثاً: أي متاعا، و هو جيّد المتاع. وَ رِءْياً: و هو ما ظهر عليه و رأيته عليه».
(2) البقرة: 264.
(3) الكهف: 79. و الذي في مجاز القرآن: «أي بين أيديهم و أمامهم».
(4) نسبه ابن دريد ص 1318 إلى الفرزدق، و ليس في ديوانه، و هو من أبيات لسوّار ابن مضرَّب في نوادر أبي زيد 233- 234. و انظر: مجاز القرآن 1/ 337 و 412 و 2/ 2 و 280، و أضداد الأصمعي 20، و أضداد ابن السكّيت 176، و أضداد أبي الطيّب 659، و أمالي ابن الشجري 55، و الخزانة 3/ 176 و 4/ 393. و سينشده ابن دريد أيضا ص 1070 و 1318.
(5) هود: 71.
(6) البيت لابن أحمر في ديوانه 173. و انظر: الهمز 911؛ و الصحاح (عدا)، و اللسان (أري، عدا). و سيورده ابن دريد مع بيتين آخرين ص 1090- 1091.
(7) الرجز غير منسوب في شرح الأصمعي في ديوان العجّاج 45، و تهذيب الألفاظ 575، و الصحاح و اللسان (ذرح، وري). و سيورده أيضا ص 508 و 809.
(8) في اللسان: كذا أورده الجوهري؛ قال ابن برّي: و الذي في شعر العجّاج:
* و انهمّ هاموم السديف الواري*
(و قد مرّ بهذه الرواية ص 170).
(9) البيت للبيد في ديوانه 175، و المعاني الكبير 792، و المخصّص 14/ 10.
و انظر: الصحاح و اللسان (وأر، أري)، و اللسان (ورأ، شعب، أور، وري).
و سينشده أيضا ص 1105.
(10) في م بعد الشاهد: «يعني ساق الشجرة».
(11) البيت في اللسان (ظلل، نعل).
(12) الأول في اللسان (أري). و سينشد ابن دريد البيتين ص 1070 أيضا.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 237
و لا يجيءُ دَسَمٌ على اليدِ
و الإرَة أيضا: لحم يُطبخ في كَرِش. و
في حديث المغازي أن النبيَّ صلَّى اللّه عليه و سلَّم لمّا هاجر مرَّ ببُريدةَ الأَسْلَميّ فأهدى له إرَةً؛ أي لحما في كَرِش.
و إرَة القوم: مُعْتَرَكهم في صِراع أو حرب.
أرر
و رجلٌ مِئرٌّ: كثير النِّكاح.
أير
و إير: جبل معروف. و الإير و الهِير: اسم من أسماء الرِّيح الصَّبا؛ و الأَيِّر و الهَيِّر أيضا «1».
ز أ و ي
أزا
رجل إزاءُ مالٍ، إذا كان حسنَ القيام عليه. و فلان بإزاءِ فلانٍ، إذا حاذاه.
وزي
و رجلٌ وَزًى، إذا كان قصيرا.
أوز
و الإوَزّ: معروف، و هو هذا الطائر الذي يسمَّى البَطّ.
و رجل إوَزّ، و امرأة إوَزّة، و هو الضخم القصير.
زوي
و زَوَيْتُ الشيءَ أَزْويه زَيًّا و زُوِيًّا، إذا جمعته.
و زَوَى الرجل وجهه، إذا قبضه. قال الشاعر (طويل) «2»:
يزيدُ يَغُضُّ الطرفَ دوني كأنَّما زَوَى بين عينيه عليَّ المَحاجِمُ
و
في حديث النبي صلَّى اللّه عليه و سلَّم: «زُوِيَتْ ليَ الأرضُ»
كأنّها جُمعت، و اللّه أعلم.
و انزَوَتِ الجلدة في النار، إذا تقبَّضتْ و دنا بعضها من بعض. و منه اشتقاق زاوية البيت.
زيز
و زَوْزَى الظليمُ يُزَوْزي، إذا ارتفع في سيره. قال الراجز «3»:
مُزَوْزِيا لمّا رآها زَوْزَتِ
و الزِّيزاء، ممدود: الغِلَظ من الأرض في ارتفاع.
زوو
و جاء فلان زَوًّا، إذا جاء و معه آخر. و جاء توًّا، إذا جاء وحده.
س أ و ي
سوأ، سوا
ساءَهُ يَسُوءه سَوْءا و سُوءا و مَساءةً. و رجلُ سَوْءٍ، مهموز و غير مهموز.
و للسَّواء مواضع: فيكون السَّواء في موضع مفتوح السين ممدودا في معنى غير، فإذا كسرتَ السينَ قَصَرْتَ، و هو أيضا في معنى غير.
و سَواء الشيء: وسطه؛ و كذلك فُسِّر في قوله جلّ و عزّ:
فِي سَواءِ الْجَحِيمِ «4».
و وضعتُ الشيءَ في سَواء كُمّي، أي في وسطه.
و سِوى الشيء: الشيء بعينه. يقال: هذا سِوى فلانٍ، أي فلان بعينه. قال حسان (طويل) «5»:
أتانا «6» فلم نَعْدِل سِواه بغيره نبيٌّ أتى مِن عندِ ذي العَرْش هادِيا
يريد لم نَعْدِلْه بغيره. و هي عندهم من الأضداد.
و السِّوَى «7» عندهم: العَدْل، و كذلك فسِّر في قوله جل و عزّ: مَكاناً سُوىً «8»، و اللّه أعلم، أي عَدْلًا بيننا.
و السَّواء من المُساواة؛ تقول: بنو فلانٍ سَواءٌ، إذا استَوَوا في خير أو شرّ، فإذا قلت سَواسِيَة لم يكن إلا في شَرّ. قال الشاعر (وافر)
* شبابهمُ و شِيبهمُ سواءٌ*
«9»:
سَواسِيَةٌ كأسنان الحمارِ
و امرأةٌ سَوْآءُ: قبيحة. و
في الحديث: «سَوْآءُ وَلُودٌ خيرٌ من حسناءَ عَقيم»
. و جاء فلان بالسَّوءة السَّوْءاء، أي بالأمر القبيح.
و السَّوْءة كناية عن العَوْرة «10».
أسا
و أَسَوْتُ الرجل آسوه أسْوا، إذا داويته، فأنا آسٍ و الرجل أسِيٌ و مَأسُوٌّ. قال الشاعر (طويل) «11»:
أَسِيٌ على أُمّ الدِّماغ حَجِيجُ
______________________________
(1) «وإرة القوم … أيضا»: ليس في ل.
(2) البيت للأعشى في ديوانه 79 و هو في العين (زوي) 7/ 396، و المقاييس (زوى) 3/ 34، و الصحاح و اللسان (زوي). و في العين: عنّي كأنما؛ و في اللسان: عندي.
(3) سبق ص 227، و هو يُنسب إلى ابن عِلْقة و إلى أبي الزَّحف.
(4) الصّافّات: 55.
(5) البيت في ملحق ديوان حسّان 397، و مغني اللبيب 160، و المزهر 1/ 582.
و في ملحق الديوان: أتى في ظلمة الليل.
(6) ط: «أتاهم».
(7) ط: «و السُّوى» (بالضمّ).
(8) طه: 58.
(9) نسبه في اللسان (سوا) إلى الفرزدق، و صدره فيه:
* شبابهمُ و شِيبهمُ سواءٌ*
و ليس في ديوان الفرزدق. و انظر: المخصَّص 15/ 126، و المستقصى 2/ 123.
(10) م: «كأنه من العورة».
(11) الشطر لأبي ذؤيب، و قد سبق إنشاده ص 86.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 238
أي شجيج «1». و الحجيج، يقال: حُجَّ العظمُ من الجراحة، إذا قُطع فأُخرج.
ابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص238
سوا
و السَّوِيَّة: كِساء يُلَفُّ و يُجعل شبيها بالحَوِيَّة يُلقى على سَنام البعير تركبه النساء.
أسا
و آسَيتُ الرَّجلَ و وَاسَيْته مُواساةً، و أَسِيَ الرجل يَأْسَى أَسًى شديدا، فهو أَسْيانُ، إذا حزن. قال الشاعر (طويل):
و ذي إبِلٍ فَجَّعْتُه بخيارِها فأَصبح منها و هو أَسْيانُ آيِسُ
و أَسَّيْتُ الرجلَ أُؤَسِّيه تَأْسِيَةً؛ و يقال أيضا: وَسَّيْتُه أُوَسِّيه تأسِيَةً و تَوْسِيَةً، إذا عزَّيته، و تَأَسَّى الرَّجُلُ تَأَسِّيا، إذا تعزَّى.
و الاسم الأُسْوَة، و الجمع الأُسى.
أوس
و أُسْتُ الرجلَ أَؤوسُه أَوْسا، إذا أعطيته و أفضلت عليه. و به سُمِّي الرجلُ أَوْسا «2».
و أُوَيْس من أسماء الذئب. قال الراجز «3»:
يا ليت شِعري عنكَ و الأمْرُ أَمَمْ ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ
و المُسْتَئِيس: المستعطي، و المُسْتَآس: المستعطَى. قال الشاعر (متقارب) «4»:
ثلاثةُ أهْلِينَ صاحِبتُهُم و كان الإلهُ هو المستَآسا
سوس
و السُّوس: هذه الدابّة المعروفة. و ساس الطعامُ يَساس، إذا وقع فيه السُّوس. و قال أبو زيد: يقال: ساسَ الطعامُ و أساسَ بمعنى واحد. و أَبى الأصمعي إلّا ساسَ «5». و يقال: سِيسَ الطعامُ فهو مَسُوس، إذا وقع فيه السُّوس، و كذلك سَوَّسَ تسويسا.
و السَّوَس: داء يُصيب الخيلَ في أعجازها.
و هذا مِن سُوسِ فلانٍ، أي من طَبْعِه. و يقال: هذا من سُوسِ صِدْقٍ و تُوسِ صِدْقٍ، أي من أصْلِ صِدْقٍ.
و سُسْتُ القومَ أسُوسهم سِياسةً، و كذلك الدوابّ.
سيس
و السِّيساء: منتظَم فَقار الظَّهر. قال الشاعر (طويل) «6».
لقد حَمَلَتْ قيسَ بنَ عَيْلانَ حَرْبُنا على يابسِ السِّيساءِ محدودبِ الظَّهْرِ
أي حملته على أمر صعب.
سوس
و سَواس: جبل أو موضع.
أوس
و الآس: معروف. و زعم قوم أن بعض العرب يسمُّونه السِّمْسِق، و لا أدري ما صحَّة ذلك. و فسَّر قومٌ بيت الهذلي (بسيط) «7»:
تاللّه يَبْقى على الأيّام ذو حِيَدٍ بمشمخِرٍّ به الظَّيّانُ و الآسُ
فزعموا أن الآس في هذا الموضع باقي العسل في موضع النَّحل.
و الآس: باقي الرَّماد بين الأثافيّ «8».
أسس
و أُسُ البناء، و الجمع آساس: معروف.
يأس
و اليَأْس، ضِدّ الرجاء: معروف؛ أيِسَ يَأْيَس يَأْسا، و يَئِسَ يَيْأَس «9» يَأْسا أيضا.
و اليأسُ بنُ مُضَرَ، زعم قوم من أهل اللغة أن اسمه يَأْسٌ و أُدخلت الألفُ و اللام للتعريف «10». فأما تسميتهم إلْيَاس «11»
______________________________
(1) ط: «و يروى شجيج».
(2) في الاشتقاق 133: «و اشتقاق أوس من قولهم: أُسْتُه أؤوسه أوسا، إذا أعطيته».
(3) هو رجل من هذيل، كما في ديوان الهذليين 3/ 96؛ و يُروى لعمرو ذي الكلب و لأبي خراش، كما في شرح السكري 239. و أنشده ابن دريد أيضا في الملاحن 61، و الاشتقاق 134. و انظر: أضداد السجستاني 85، و أضداد الأنباري 124، و أضداد أبي الطيّب 7، و الحيوان 1/ 198، و الخصائص 2/ 73، و المخصَّص 8/ 66؛ و من المعجمات: العين (أوس) 7/ 330، و المقاييس (أوس) 1/ 157، و الصحاح (أوس)، و اللسان (مرخ، أوس، حشك، رخم، عمم).
و يُروى: و الأمر عَمَم.
(4) هو النابغة الجعدي، و البيت في ديوانه 78، و المعمَّرين 65، و تهذيب الألفاظ 517، و الشعر و الشعراء 214، و المعاني الكبير 1209، و الأغاني 4/ 130، و الاشتقاق 133، و المخصَّص 12/ 227، و السِّمط 248، و الخزانة 1/ 512؛ و من المعجمات: المقاييس (أهل) 1/ 150 و (أوس) 1/ 156، و الصحاح و اللسان (أوس). و سيجيئ ص 1109 أيضا.
(5) في فعل و أفعل برواية أبي حاتم عن الأصمعي 475: «قال الأصمعي: يقال:
ساس الطعامُ و أساس، قال: فلا أدري المعنى واحد أم بينهما شيء، و لا أدري أيّهما أكثر في كلام العرب».
(6) البيت للأخطل في ديوانه 151. و انظر: شرح ديوان العجّاج للأصمعي 25، و المعاني الكبير 882، و الصحاح و اللسان (سيس). و سينشده ابن دريد أيضا في 273 و 1234.
(7) سبق إنشاده ص 57، مع ذكر الخلاف في نسبته.
(8) ليست هذه العبارة في ل م.
(9) ط: «يَيْئس». و الوجهان جائزان. و المصدران بتقديم الياء في الأصول.
(10) بعده في م: «كذا قال بكسر الألف».
(11) في الاشتقاق 30: «يمكن أن يكون اشتقاق الياس من قولهم: يئس ييئس يأسا، ثم أدخلوا على اليأس الألف و اللام. و يمكن أن يكون من قولهم: رجل أَلْيَسُ من قوم لِيسٍ، أي شجاع، و هو غاية ما يوصف به الشجاع. هذا لمن يهمز إلياس. و التفسير الأوّل أحبّ إليّ».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 239
فهو اسم نبي، زعموا، و اللّه أعلم.
أيس
و قد سمَّت العرب إيَاسا، و هو مشتقّ من أُسْتُه، إذا عَوَّضْتَه.
سأو
و السَّأْوُ: الهِمَّة. قال ذو الرُّمَّة (بسيط) «1»:
كأنني من هوى خَرْقاءَ مُطَّرَفٌ دامي الأَظَلِّ بعيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ
سيأ
و السَّيْئ: باقي اللبن في الضَّرع. قال زهير (بسيط) «2»:
كما استغاثَ بسَيْىءٍ فَزُّ غَيْطَلَةٍ خافَ العيونَ فلم يُنظر به الحَشَكُ
قال أبو بكر: الفَزّ: ولد البقرة. و الغَيْطَلَة: الأجَمَة. و قالوا:
الغيطلة: البقرة نفسها، فيقول إن ولد البقرة استغاث ببقية اللبن في الضَّرع و لم ينتظر به أن يَكْثُرَ و يَدُرَّ.
سوا
و السِّيّ: الفضاء الواسع من الأرض.
و جاء فلان بِسيِ رأسه من المال، أي بما يوازي رأسَه.
و السِّيّ: المِثْل، من قولهم: هما سِيّان، أي مِثْلان.
و سِيّة الأسد: عِرِّيسه.
و سِيَة القوس، مخفَّفة: طَرَفها، و الجمع سِيات.
ش أ و ي
وشي
وَشَى الرجلُ بالرجل يَشي وَشْيا، و هو واشٍ، إذا سعى به أو ذكره بقبيح.
و وَشَّيْتُ الثوبَ، إذا رَقَمْتَه، فأنت مُوَشّ و الثوب مُوَشًّى، و الرجل وشّاء. و يقال: وَشَيْتُ الثوب، بالتخفيف، فهو مَوْشِيّ.
قال النابغة (بسيط) «3»:
من وَحْشِ وَجْرةَ مَوْشِيٍ أكارِعُهُ طاوي المصير كسَيف الصَّيْقَلِ الفَرَدِ
و يقال: الفَرِد أيضا. و قال العَجّاج يصف دارا خَلَتْ من أهلها (رجز) «4»:
يَتْبَعْنَ ذَيّالًا مُوَشًّى هَبْرَجا فهنّ يَعْكُفْنَ به إذا حَجا
يعني ثورا طويل الذَّنَب. و الهَبْرَج: السريع، و يقال:
المُسِنّ.
شوه
و الشاء: معروفة، و صاحبها شاويّ، مثقَّل «5». قال الراجز «6»:
لا ينفع الشاويَ فيها شاتُهْ و لا حماراهُ و لا عَلاتُهْ
يعني المفاوز. و الحِمَارَان: حجران يُنصبان و تُبطح صفاة رقيقة يجفَّف عليها الأقِط، و الرقيقة: العَلاة، يعني في المفاوز «7».
أشا
و الأشاء: الفَسِيل، ممدود، و الواحدة أشاءة. و أهل نجد يسمّون الفَسِيل الذي ينبت من النوى أشاءً، و غيرهم يجعله الفَسِيل بعينه.
شوي
و شَوَيْتُ اللحم فانشَوَى، و أنا شاوٍ كما ترى، بغير همز.
قال الراجز «8»:
كأنّها في القُمُصِ الرِّقاقِ مُخَّةُ ساقٍ بين كَفَّيْ ناقي
أعْجَلَها الشّاوي عن الإحراقِ
و رَمَيْتُ الصَّيْدَ فأشْوَيْتُه، إذا أصبتَ شَواه، و هي أطرافه و أخطأتَ المَقْتَل.
و الشَّوِيّ: الشاءُ، كما يقال: المَعيز و الضَّئِين. قال الراجز «9»:
أربابُ خَيْلٍ و شَوِيٍ و نَعَمْ
و الشَّوايا: بقيّة قوم هلكوا، الواحدة شَوِيَّة. قال الشاعر (وافر) «10»:
فهم شرُّ الشَّوايا من ثَمُودٍ و عوفٌ شَرُّ منتعِلٍ و حافي
______________________________
(1) ديوانه 569، و المخصَّص 2/ 164؛ و العين (سأو) 7/ 329 و (طرف) 7/ 417، و (ظل) 8/ 150، و المقاييس (سأو) 3/ 124، و الصحاح و اللسان (طرف، سأي)، و اللسان (ظلل). و سيأتي بعض عجزه ص 1107.
(2) سبق إنشاده و تخريجه ص 130.
(3) ديوانه 17، و الشعر و الشعراء 103، و المعاني الكبير 732 و 770 و 1080، و الأغاني 9/ 174. و سينشده ص 635 أيضا.
(4) ديوانه 354، و الإبدال لأبي الطيّب 1/ 290، و الاقتضاب 421، و المقاييس (عكف) 4/ 108، و الصحاح و اللسان (عكف، حجا)، و اللسان (هبرج).
و انظر أيضا: 1138 مع التخريج.
(5) ط: «شاوِيٌّ و شَوِيٌّ».
(6) الرجز لمبشِّر بن هذيل الشَّمخي، كما ذكر ابن منظور في اللسان (حمر، شوه، شوا). و أنشده ابن دريد في الملاحن 15 مع بيت ثالث. و انظر: المنصف 2/ 146 و 3/ 71، و المخصَّص 12/ 258 و 15/ 119، و شرح المفصَّل 5/ 156؛ و من المعجمات: المقاييس (حمر) 2/ 103، و الصحاح (حمر، شوه، شوا).
و سينشده ابن دريد أيضا ص 522 و 883.
(7) «يعني المفاوز … المفاوز»: زيادة من م.
(8) اللسان و التاج (نوق). و سينشد ابن دريد البيتين الثاني و الثالث في 883، و كلها ص 1332.
(9) الاشتقاق 137، و المخصَّص 8/ 36، و اللسان (خزم). و سيورده ص 596 أيضا. و في المصادر جميعا: و خزومٍ و نَعَمْ.
(10) أمالي القالي 2/ 209، و السِّمط 828، و المخصَّص 14/ 29، و الصحاح و اللسان (شها). و سينشده ابن دريد أيضا ص 884 و 1288.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 240
و الشَّوَى: الأطراف، مقصور. و يقال لجلدة الرأس:
الشَّواة، و الجمع الشَّوَى. و كذلك فُسِّر الشَّوَى في التنزيل في قوله جلّ و عزّ: نَزَّاعَةً لِلشَّوى «1»، و اللّه أعلم. فإذا وُصف الفرس فقيل: عَبْلُ الشَّوَى، فإنما يُراد به القوائم لا الرأس، لأن وصف الفرس بعَبالة الرأس هُجْنَة. فأما قول الهُذلي (طويل) «2»:
إذا هي قامت تَقْشَعِرُّ شَواتُها و يُشْرِقُ بينَ اللَّيتِ منها إلى الصُّقْلِ
يصف ظبية تَمَطَّتْ فانتفش شَعَرُها و ظهر بياضُها، فإنما أراد ظاهر الجِلد كلّه. و يدلّك على ذلك قوله: بين اللِّيت منها إلى الصُّقل، أراد من أصل الأذن إلى الخاصرة، و جعل بين هاهنا اسما للموضع «3».
و الشَّوَى: خَسيس المال و رديُّه، مقصور. قال الشاعر (طويل) «4»:
أكلنا الشَّوى حتى إذا لم نجد شَوًى أشرنا إلى خيراتها بالأصابعِ
أراد: أكلنا الرَّدِيَّ و لم يبقَ إلا خِيارُها فأشرنا إليها أن تُنحر.
شأي
و يقال: شَآني الرجل، إذا سبقني.
و الشَّأْو: الطَّلْق في العدو. و يقال: جَرَى الفرسُ شَأْوا أو شَأْوَين، أي طلقا أو طلقين.
و الشأو: الغاية. بلغ شَأْوَه، أي غايته.
شيأ
و شاءَني الشيءُ مثل شاعَني، إذا شاقَني. قال الشاعر (كامل) «5»:
بانَ الحُدوجُ فما شَأَوْنَكَ نَقرةً و لقد أراكَ تُشاءُ بالأظعانِ
قال أبو بكر «6»: فجاء فيه الشاعر باللغتين جميعا.
و رجل مُشَيَّأ الخَلْقِ: قبيح المنظر. قال الراجز
قد طرّقت قلوصُهم ….
«7»:
إنّ بني فَزارةَ بن ذُبيانْ قد طَرَّقَتْ ناقتُهم بإنسانْ
مُشَيَّإٍ سبحانَ وجهِ الرَّحْمنْ «8»
يعيِّرهم بأنهم كانوا يَنْزُون على نُوقهم. و هو مثل قول الآخر (بسيط) «9»:
لا تَأْمَنَنَّ فَزاريًّا خَلَوْتِ به على قَلُوصِكَ و اكْتُبْها بأسيارِ
وشي
وشِيَة الفرس: لونه، و الجمع شِيات.
شوي
وشِيّ: اسم موضع.
شوه
و رجلٌ أَشْوَهُ من قوم شُوهٍ، أي قِباح، و الأنثى شَوْهاء. فأما قولهم: فرس شوهاءُ فهي الواسعة الفم. قال الشاعر (خفيف) «10».
فهي شَوْهاءُ كالجُوالق فُوها مستجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكيمُ
و من القبح قولهم: شاهتِ الوجوهُ، أي قَبُحَتْ. و
يُروى عن عليّ رضي اللّه عنه أنه قال يومَ الجمل: «شاهَتِ الوجوهُ حم لا يُبْصِرون»
«11»، أي قبحت.
______________________________
(1) المعارج: 16.
(2) هو أبو ذؤيب، في ديوان الهذليين 1/ 35. و انظر: الكنز اللغوي 214، و المعاني الكبير 723، و أضداد الأنباري 229، و مجالس الزجاجي 143، و المخصَّص 1/ 55، و المقاصد النحوية 1/ 455، و اللسان (بين، شوا). و سينشده أيضا في ص 883.
(3) ط: «و هذا بَيِّنٌ هاهنا».
(4) نسبه أبو زيد مع بيت آخر في نوادره 499 إلى أبي يزيد يحيى العُقيلي. و البيت في المعاني الكبير 397، و البيان و التبيين 3/ 342، و أمالي القالي 2/ 209، و السِّمط 827 و 885، و المخصَّص 14/ 29 و 15/ 166؛ و المقاييس (شوى) 3/ 224، و اللسان (شوا). و سينشده أيضا في ص 883 و 1253.
(5) البيت للحارث بن خالد المخزومي في ديوانه 107. و انظر: نوادر أبي زيد 224، و المعاني الكبير 70، و الإبدال لأبي الطيّب 2/ 500، و المنصف 3/ 77، و المخصَّص 14/ 27، و المزهر 1/ 479. و سيرد البيت ص 1099 أيضا.
(6) قوله هذا ليس في ل م.
(7) الرجز من أبيات لسالم بن دارة الغطفاني في الخزانة 1/ 293 و 2/ 88. و انظر:
المعاني الكبير 579، و الخصائص 3/ 91، و السِّمط 862، و المقاييس (شيأ) 3/ 233، و اللسان (حدب، أين). و سينشده أيضا ص 1099 برواية:
قد طرّقت قلوصُهم ….
(8) م ط: أَعْجِب بخلق الرحمنْ؛ و كذا ص 1099.
(9) أنشده ابن دريد بلا عزو في الملاحن 12، و البيت لسالم بن دارة في الشعر و الشعراء 315، و المعاني الكبير 579، و الكامل 3/ 86، و السِّمط 862، و الاقتضاب 494، و شرح التبريزي 1/ 205، و المقاصد النحوية 3/ 186، و الإصابة 2/ 108، و خزانة الأدب 1/ 557؛ و من المعجمات: العين (كتب) 5/ 341، و اللسان (كتب). و البيت أيضا في ديوان عامر بن الطفيل 124.
و سينشده ابن دريد أيضا ص 256 و 724.
(10) البيت لأبي دواد الإيادي في ديوانه 343. و انظر: أضداد الأصمعي 32، و أضداد ابن السكّيت 187، و أضداد الأنباري 285، و أضداد أبي الطيّب 409؛ و من مصادره أيضا: أدب الكاتب 91، و الاقتضاب 326، و شرح أدب الكاتب 201، و الصحاح و اللسان (جوف، شكم، شوه). و سينشده ابن دريد أيضا في ص 883 و 973.
(11) ط: «لا يُنْصَرُونَ».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 241
أشا
و أُشَيّ: موضع. قال المَرّار بن مُنقذ (بسيط) «1»:
يا حبّذا حين تُمسي الريحُ باردةً وادي أُشَيٍ و فِتيانٌ به هُضُمُ
أُشَيّ «2»: اسم وادٍ.
شوي
و يقال: أشْوَيْتُ القومَ: أعطيتُهم شاةً يَشْوُونها. قال الأسود ابن يَعْفُر (كامل) «3»:
يُشْوي لنا الوَحَدَ المُدِلَّ حِضارُه بشَرِيجِ بينِ الشَّدِّ و الإروادِ
شأو
و الشَّأو: ما يخرج من تراب البئر إذا نُقِّيَتْ أخرجتَ منها شأوا أو شأوين.
ص أ و ي
أصص
الأَصِيص: البناء المُحْكَم، مثل الرَّصيص «4» سواء.
أصا
و الآصية: ضرب من الطَّعام يُتَّخذ من اللبن و الدقيق و التمر.
وصي
و تَواصَى القومُ، إذا تواصلوا. و كل شيء تَواصل فقد تَواصى. يقال: تَواصى النبتُ إذا اتصل تواصيا، فهو نبتٌ واصٍ و مُتَواصٍ، أي متَّصل.
صأي
و صَأَى الفرخُ يَصْأَى صُئِيًّا، إذا صَوَّت «5». قال الراجز «6»:
ما ليَ إذ أَجْذِبُها صَأَيْتُ
« … أخذتها صأيت، أكبرٌ عيّرني …».
«7»
أَكِبَرٌ قد غالَني أم بَيْتُ
أي سمعتُ لي صُئِيًّا لثقلها، يعني دلوا. و كذلك يقال لصوت الفيل و الخنزير الصُّئيّ، إذا صاحا. قال: و كذلك كل ما كان دقيقَ الصوت.
صيأ
و الصّاءة: القذي الذي يخرج بعد المَشِيمة؛ يقال: ألقت الناقة و الشاة صاءتَها.
و صَيَّأ الرجلُ رأسَه، إذا غسله فلم يُنَقِّه و بقي الوسخُ فيه لَزِجاً؛ و الاسم الصِّيئة. و أهل اليمن يقولون: صَئِيَ الثوبُ، مثل فَعِلَ، إذا اتسخ.
وصي
و الوَصِيَّة و الوَصاة واحد. و يقال: أوصيته إيصاءً و توصيةً و وصيَّةً. و الوَصِيّ: المُوصِي و المُوصَى إليه جميعا. قال الراجز
قال لها و قولها مَوْعِيُّ.
«8»:
قالت له وقولُها مَرْعِيُ إن الشِّواءَ خَيْرُه الطَّرِيُ
و كلَّ ذاك يفعل الوَصِيُ
يعني المُوصَى إليه، أي يفعل و لا يفعل. و منه
حديث عليّ رضي اللّه عنه حين دخل على عثمان رضي اللّه عنه فقال:
أ بِأمرك هذا؟ قال: كلّ ذاك.
أي بعضه بأمري و بعضه بغير أمري.
و مثل من أمثالهم: «إن المُوَصَّيْن بنو سهوانَ» «9»؛ يقوله الرجل للرجل إذا أوصاه فخاف أن ينسى.
و الوَصَى واحدتها وَصاة، مثل نَوى و نَواة، و هو جَريدُ الفَسِيلِ الصِّغارُ الذي يُشَقُّ و يُربط به القَتُّ و ما أشبهه؛ لغة يمانية، و قد تكلَّم بها أهل نجد.
صوي
و يقال: صَوِيَ العُود يَصْوَى مثل قَوِي يَقْوَى فهو صَوٍ و صاوٍ و صَوِيٌ، إذا يَبِسَ.
و صَوَّيتُ للإبل فحلًا، إذا اخترته لها. قال الراجز
* صوَّى لها ذا كدنةٍ جُلْذيّا*
«10»:
صَوَّى لها ذا كِدْنَةٍ جُلاعِدا [لم يَرْعَ بالأصيافِ إلّا فارِدا]
جملٌ ذو كِدنة، إذا كان غليظا، و كذلك الإنسان.
و الجُلاعِد: الشديد الجسم.
صيص
و صِيصِيَة الديك، معروفة: شوكته، و كذلك صِيصِيَة الثور:
قرنه. و كل شيء احتمَيْتَ به فهو صِيصِيَة، و به سُمِّيت
______________________________
(1) نسبه المرزوقي في شرحه 1389 إلى زياد بن حَمَل أو زياد بن منقذ؛ و انظر في نسبته حاشية السِّمط 70. و البيت أيضا في الشعر و الشعراء 586، و المنصف 2/ 99، و المخصَّص 15/ 203، و شرح التبريزي 3/ 181، و معجم البلدان (أُشيّ) 1/ 203، و (صنعاء) 3/ 427، و الخزانة 2/ 393، و الصحاح (أشي)، و اللسان (هضم، أشي).
(2) من هنا حتى آخر المادّة: سقط من ل.
(3) البيت في ديوانه (أعشى نهشل) 297، و هو من المفضلية 44 ص 220؛ و انظر: اللسان (شرج). و سينشده أيضا ص 1301.
(4) م: «الوصيص»؛ و هو تحريف.
(5) م: «إذا صوّت صوتا دقيقا، و كذلك الحمل و الفيل».
(6) الرجز في ملحقات ديوان رؤبة، و الهمز 755، و الملاحن 13، و أمالي القالي 1/ 20، و السِّمط 97، و الصحاح و اللسان (بيت، صأى). و سينشده أيضا في ص 257 و 901 و في ملحقات الديوان: قد عالني.
(7) م:
«… أخذتها صأيت، أكبرٌ عيّرني …».
(8) الرجز للعجّاج في ديوانه 329، و الثالث فيه قبل الثاني. و سينشده أيضا في ص 901 و في الديوان:
قال لها و قولها مَوْعِيُّ.
(9) المستقصى 1/ 410.
(10) نسبهما في المطبوعة إلى أبي محمد الفقعسي. و لأبي محمد في الجمهرة ص 618 و 901 بيت يشبهه، و هو:
* صوَّى لها ذا كدنةٍ جُلْذيّا*
و انظر: المخصَّص 7/ 87، و المقاييس (عضد) 4/ 350، و الصحاح و اللسان (جلعد). و سيجيء بهذه الرواية ص 1212.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 242
الحصونُ الصَّياصي. و كذلك فُسِّر في التنزيل: مِنْ صَياصِيهِمْ «1»، و اللّه أعلم.
و صِيصِيَة الحائك: الشوكة التي يَمُدُّ بها على الثوب. قال الشاعر (طويل) «2»:
فجئتُ إليه و الرِّماحُ تَنُوشُهُ كوَقْعِ الصَّياصي في النسيج الممدَّدِ
و قال الراجز في الصِّيصِيَة- القرن الذي يُقلع به التمر- رواه أبو حاتم عن أبي زيد «3»:
خالي لَقِيطٌ و أبو عَلِجِ المُطْعِمان اللَّحْمَ بالعَشِجِ
و بالغَداة فِلَقَ البَرْنِجِ تُنْزَعُ بالقَرْن و بالصِّيصِجِ
و الصِّيصاء: الذي تسميه العامة الشِّيص، و هو البُسْر الفاسد الصِّغار الذي لا نوَى له. يقال: صاصَتِ النخلُ تُصاصي صِيصاءً. قال الراجز «4»:
يمتسكون من حِذار الإلقاء «5» بتَلِعاتٍ كجُذوع الصِّيصاءْ
يصف قوما قد تعلَّقوا بأعناق خيلهم مخافةَ أن يُصرعوا فشبَّه أعناق الخيل بجذوع النَّخل المُصاصِيةُ.
ض أ و ي
ضوأ
الضَّوء: معروف؛ أضاءَ الصُّبْحُ يُضِيءُ إضاءةً و ضاءَ يَضوء ضَوْءا. و الضَّوء و الضُّوء واحد.
وضأ
و رجل وَضِيُ: بَيِّنُ الوَضاءةِ من قوم وِضاءٍ، و هو الجميل الوجه.
و وَضُؤَ الرجلُ وَضاءةً، إذا صار وَضيئا. و منه توضَّأتُ بالماء، إذا تطهَّرتَ به. و الوَضوء: الماء نفسه، و الوُضُوء الفِعل.
ضوا
و الضَّوَى: صِغَر جسم المولود لتقارب نَسَب أبويه، فهو ضاوِيّ. قال الشاعر (طويل) «6»:
أخوها أبوها و الضَّوى لا يَضيرُها و ساقُ أبيها أُمُّها عُقِرَتْ عَقْرا
يعني الزَّنْدَ و الزَّنْدة من شجرة واحدةٍ.
و يقال: فلان تُضْوَى إليه أخبار الناس، أي تُضَمُّ إليه.
و الضُّوَّة «7» في بعض اللغات: الأرض ذات الحجارة، نحو الجَرْوَل.
أضا
و الأضاة، و الجمع الأضا، مثل قَناه و قَنا: الغدير في الغِلَظ من الأرض. و يقال أيضا: أَضاة و إضاء، ممدود.
ضوأ
و ضَوْضَأ القومُ ضَوْضَأَةً و ضَوْضاءً، إذا سمعت لهم صوتا.
قال الشاعر (خفيف) «8»:
أَجْمَعوا أَمْرَهم عِشاءً فلمّا أصبَحوا أصبحتْ لهم ضَوْضاءُ
ط أ و ي
طوي
طوَى الأرضَ يَطويها طَيًّا، إذا قطعها؛ و كذلك الثوبَ إذا ثنى بعضَه على بعض. و طَوَى السرَّ دوني، إذا كتمه. و طَوَى الرَّكِيَّ بالحجارة. و مصدرها كلِّها الطَّيّ. و لا يسمَّى الرَّكِيُ طَوِيًّا حتى تُطوى بالحجارة.
و رجل طاوي البطن شديد الطّوَى، إذا ضَمَرَ بطنُه من الجوع. و رجل طَيّان، إذا كان طاويَ البطن من خِلقة.
وطأ
و مكان وَطيئ: بَيِّنُ الوَطاءة و الطّاءة.
و وطِئَ الأرضَ يَطَأها وَطْأً، و الموضع المَوْطِئ.
طوي
و الطّاية، غير مهموز: السطح، و الجمع طايات. و به سُمِّي الدُّكان طايةً.
______________________________
(1) الأحزاب: 26.
(2) البيت لدريد بن الصِّمَّة في ديوانه 48، و الأصمعيات 110. و انظر: السيرة 2/ 250، و مجاز القرآن 2/ 136، و الشعر و الشعراء 636، و الأغاني 9/ 5، و المنصف 3/ 78، و شرح المرزوقي 816، و ديوان المعاني 2/ 58، و المقاصد النحوية 2/ 122، و الخزانة 4/ 513؛ و من المعجمات: العين (صيص) 7/ 176، و الصحاح (صيص)، و اللسان (نوش، صيص). و روايته في الأصمعيات: غداةً دعاني و الرماحُ يَنُشْنَه.
(3) سبق إنشاد الأبيات الثلاثة الأولى في المقدمة ص 42، و الأوّل فيها برواية: خالي عُويفٌ.
(4) نسبه في اللسان (تلع) إلى غيلان الرَّبَعي. و انظر: إبدال أبي الطيّب 2/ 220، و أضداده 109، و المنصف 2/ 181، و الخصائص 1/ 280، و المعرّب 217.
و سينشده أيضا ص 866 و 1234. و يُروى: يستمسكون. و في الخصائص:
«تطرّد قوافيها كلّها على الجرّ إلا بيتا واحدا»، و هي عنده من مشطور السريع.
و التسكين الذي أثبتناه يناسب الرجز.
(5) ل: «الإلغاء». و أثبتنا الرواية الأشهر، و هي موافقة لرواية م ط، حذرَ أن تكون رواية ل محرّفة.
(6) البيت لذي الرُّمَّة في ديوانه 175، و المقاييس (ضوى) 3/ 376، و الصحاح و اللسان (ضوا). و سينشده ص 913 أيضا.
(7) بفتح الضاد في اللسان.
(8) من معلّقته الشهيرة؛ و انظر: الزوزني 158.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 243
و الطِّيَّة: النِّيَّة للسفر و غيره. و فلانٌ حسنُ الطِّيَّة و الطَّوِيَّة، إذا كان حسنَ السريرة.
و ثوبٌ حسنُ الطِّيَّة.
و الوَطيئة: تَمْرٌ يُخْرَج نواه و يُعجن باللبن.
وطأ
و وَطِئَ الرجلُ المرأةَ، كناية عن النِّكاح.
طوط
و الطُّوط: القطن. و قال قوم: بل الطُّوط قطن البَرْدِيّ. قال الشاعر (بسيط)
* صفراءُ متحمةٌ حيكت نمانمُها*
«1»:
[محبوكةٌ حُبِكَتْ منها نمائمُها] من المُدَمْقَس أو من فاخرِ الطُّوطِ
و طاط الفحلُ إذا هاجَ، فهو فحلٌ طاطٌ و طائطٌ. قال الراجز «2»:
لو أنّها لاقت غلاما طائطا ألقَى عليها كَلْكَلًا عُلابِطا
ظ أ و ي
أُهملت.
ع أ و ي
وعي
وَعى العلمَ يَعِيه وَعْيا. و في التنزيل: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ «3».
و أوعى المتاعَ يُوعِيه إيعاءً، إذا جمعه في وِعاء. و في التنزيل: وَ جَمَعَ فَأَوْعى «4».
و سمعت واعيةَ القوم، أي أصواتهم. و كذلك وَعاهم.
و جَبَر العظمُ «5» على وَعْي، إذا لم يَسْتَوِ جَبْرُه. قال أبو زُبيد (طويل)
… قد تجبّرا.
«6»:
[خُبَعْثِنَةٌ في ساعديه تزايُلٌ] تقول وَعَى من بعد ما قد تَكَسّرا
و المصدر الوَعْي.
و تقول: لا وَعْيَ لي عن كذا و كذا، أي لا ارتدادَ لي عنه.
عوي
و عَوَى الكلبُ يَعْوي عُواءً، إذا مَدَّ صوتَه، و كذلك الذئب.
و ربَّما سُمِّي رُغاء الفَصيل إذا كان ضعيفا: عُواء. قال الشاعر (طويل) «7»:
بها الذِّئبُ محزونا كأنَ عُواءهُ عُواءُ فصيلٍ آخِرَ الليلِ مُحْثَلِ
المُحْثَل: السَّيِّئ الغذاء.
و عَوَيْتُ الحبلَ أَعْويه عَيًّا، إذا لَوَيْتَه، فهو مَعْوِيّ، كما تقول: حبل مَلْوِيّ.
و العُوَّة: الدُّبُر، و الجمع عُوَّات «8».
و العَوّا: نجم من منازل القمر يُمَدُّ و يُقصر، و القصر أكثر و أفصح.
و العُوَّة «9» مثل الصُّوَّة، و هو عَلَمٌ يُنصب من حجارة على غِلَظ من الأرض يُهتدى به.
عوه
و عَوَّهَ بالمكان تعويها، إذا أقام به. قال رؤبة (رجز) «10»:
[يَكِلُّ وَفْدُ الريحِ من حيثُ انخرَقْ] شَأْزٍ «11» بمن عَوّهَ جَدْبِ المنطلَقْ
و بنو عَوْهى «12»: بطن من العرب.
عيي
و أَعْيا من المشي إعياءً، و عَيَ في الكلام عِيًّا.
عيه
و عَيِهَ الرجلُ فهو مَعِيهٌ و مَعُوهٌ، إذا أصابته عاهة. و ربما استحقَّ هذا الاسمَ إذا أصابت إبلَه العاهةُ. و لو قال قائل: أعاه الرجلُ يُعِيه، إذا أصابت إبلَه العاهةُ فهو مُعِيهٌ لكان قياسا، مثل أَجْرَبَ «13» إذا أصابَ إبلَه الجربُ.
______________________________
(1) البيت في ملحقات ديوان المتلمِّس الضُّبَعي 303، و المخصَّص 4/ 73، و الصحاح (طيط)، و اللسان (طوط، تحم). و سيورده ابن دريد ص 1015 أيضا. و رواية المخصَّص:
* صفراءُ متحمةٌ حيكت نمانمُها*
(2) الرجز منسوب في المطبوعة إلى الأغلب العجلي، و هو بلا نسبة في نوادر أبي مِسْحل 201، و المخصَّص 2/ 21، و الصحاح (طيط)، و اللسان (طوط).
و سيورده ابن دريد ص 1127 و 1211.
(3) الحاقّة: 12.
(4) المعارج: 18.
(5) ضبطه في م: «جُبر العظمُ»، على المبني للمجهول؛ و كلاهما صحيح.
(6) ديوانه 74، و المعاني الكبير 249، و السِّمط، و اللسان (وعي). و سيرد العجز ص 957 أيضا. و يُروى:
… قد تجبّرا.
(7) البيت لذي الرمّة في ديوانه 515، و اللسان (حثل)، و هو غير منسوب في الصحاح (حثل)، و اللسان (عوي). و سينشده ص 957 أيضا.
(8) ط: «عُوّان و عُوّات».
(9) بفتح أوله في اللسان.
(10) ديوانه 104، و الاشتقاق 401، و المخصَّص 10/ 28 و 16/ 91؛ و العين (عوه) 2/ 169، و المقاييس (شأز) 3/ 237، و الصحاح و اللسان (شأز، عوه)، و اللسان (خرق). و سيجيء الثاني ص 956 أيضا.
(11) م: «سارٍ».
(12) الاشتقاق 185.
(13) م ط: «مثل قولهم رجل مُجْرِب».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 244
غ أ و ي
غوي
غَوَى الرجلُ يَغْوي غَيًّا من الغَيّ، و هو خلاف الرُّشْد. و في التنزيل: وَ عَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى «1».
و غَوِيَ الفصيلُ يَغْوَى غَوًى، إذا بَشِمَ عن اللبن.
وغي
و الوَغَى: اختلاف الأصوات في الحرب. و كثر ذلك حتى سُمِّيت الحرب: الوَغَى، و كذلك الواغية.
غوغ
و الغاغَة: ضرب من النبت. قال أبو حاتم: هو الحَبَق و هو الفُوذَنَج «2».
و الغَوْغاء من الناس: الذين لا نظامَ لهم، معروف، و أُخذ من غَوْغاء الدَّبَى، و هو إذا ماجَ بعضُه في بعض قبل أن يطير، واحدته غَوْغاءة.
غوي، غيا
و الغَواية و الغَيّ واحد.
و أرضٌ مَغْواة: مَضِلَّة.
و المُغَوّاة: حفرة تُحفر للذِّئب مثل الزُّبْيَة للأسد، و يقال مُغَوّاة بمعناها «3». و مثل من أمثالهم: «من حفر مُغَوَّاةً لأخيه وقع فيها» «4».
و فلان وَلَدُ غَيَّةٍ، و قالوا ولد غِيَّةٍ، أي لِزِنْيَة.
و الغَياية: السَّحابة. و
في الحديث: «فإذا غَيايةٌ تَرَهْيَأُ»
، أي تذهب و تجيء. و قالوا: عَنانة.
و غاية كل شيء: منتهاه.
و الغاية: القَصَبَة التي يصاد بها العصافير بالرِّبْق.
و غاية الخَمّار: رايته. و كان بعض أهل اللغة يقول: كل راية غاية.
و رجل غَيّان في معنى غاوٍ. و
سأل النبيُّ صلّى اللّه عليه و سلّم قوما من العرب وفدوا إليه فقال: من أنتم؟ فقالوا: نحن بنو غَيّان. فقال: بل أنتم بنو رِشْدان «5».
و قد سمَّت العرب غُوَيَّة و غُوَيًّا.
ف أ و ي
وفي
وَفَى الرجلُ يَفي وَفاءً، و أوفى يُوفي إيفاءً، لغتان فصيحتان.
قال الشاعر (وافر) «6»:
وفاءٌ ما مُعَيَّةُ مِن أبيه لِمن أوفَى بعهدٍ أو بعَقْدِ
و مُعَيَّة بن الصِّمَّة أخو دُريد بن الصِّمَّة. و كان الصِّمَّة قُتل في جوار بَيْبَة بن سُفيان بن مُجاشِع. و كان مُعَيَّة أسيرا في أيديهم فقال الصِّمَّة و هو يكيد بنفسه- أي يجود بها- هذه الكلمة يقول: أما إذ قد غَدرتُم فأطلِقوا عن ابني مُعَيَّة فإن فيه وفاءً مني.
و مثل من أمثالهم: «لم أَرَ كاليوم قَفا وافٍ» «7». و هذا رجل كان وَفَى لقوم و كان ضئيلَ الجسم دميما فأدبر فنظرت امرأة منهم إلى قفاه فقالت: لم أر كاليوم قَفا وافٍ. فقال الرجل:
هي قفا غادرٍ شَرٌّ. يقول: لو غَدرتُ لكان شرًّا.
و يقال: أوفَى الرجلُ على الجبل أو العَلَم، إذا فَرَعَه، أي صار في فَرْعه.
فأو
و ضربه ففأَى رأسَه يفآه فَأْوا، إذا شقّه.
و الفَأْو: قطعة من الأرض تُطيف بها الجبال. قال الشاعر (بسيط) «8»:
لم يَرْعَها أحدٌ و اكتمَّ رَوْضَتَها فَأْوٌ من الأرض مَحْفوفٌ بأعلامِ
و قال الآخر (بسيط) «9»:
[راحت من الخَرْج تهجيرا فما وَقَعَتْ] حتّى انفأى الفَأْوُ عن أعناقها سَحَرا
فيأ
و فاءَ الرجلُ يَفيء، إذا رجع فَيْئَةً.
و أفاء اللّه عليهم فَيْئا كثيرا.
و الفَيء: ما نَسَخَه الظِّلُّ.
و تفيّأَتِ الشجرةُ، إذا كثر فَيئها. و في التنزيل العزيز:
______________________________
(1) طه: 121.
(2) أثبتنا هذا الوجه، و هو يوافق ط. و الذي في ل: «الفَوْتَنَج»، و في م:
«الفُوتَنَج». و ضبطه صاحب القاموس بضم الفاء و قال: «دواء، معرَّب بُوتَنك».
و أما الفوذنج الذي أثبتناه فنبتٌ، معرَّب كما في القاموس.
(3) م: «و المغوّاة حفرة للذئب أو للأسد نحو الزُّبية».
(4) المستقصى 1/ 354.
(5) و بفتح الراء أيضا كما في المنصف 1/ 134. و قد ذكر ابن جني هذه التسمية في الخصائص 1/ 250 و قال: «فهل هذا إلا كقول أهل الصناعة إن الألف و النون زائدتان؟».
(6) نسبه ص 1257 إلى دريد بن الصِّمَّة، و ليس في ديوانه و هو غير منسوب في الاشتقاق 188، و شرح المفصَّل 5/ 126، و شرح شواهد الشافية 97.
(7) أيضا ص 1257.
(8) البيت للنَّمِر بن تولب في ديوانه 111، و التنبيهات 300، و ديوان المعاني 2/ 13، و اللسان (فأي). و سينشده ص 1101 أيضا.
(9) لذي الرّمّة، و هو في ديوانه 189، و المخصَّص 10/ 131، و المقاييس (فأو) 4/ 468، و الصحاح و اللسان (فأي). و سيجيء العجز ص 1101.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 245
يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ … «1».
و تَفَيّأَ الرجلُ، إذا صار في ظل شجرة أو غيرها.
و الفِئة: الجماعة من الناس يَفيئون إلى الرئيس، أي يرجعون إليه.
فوه
و فُوَّهَة النهر: الموضع الذي يخرج منه ماؤه. و كذلك فُوَّهَة الوادي.
فيأ
و الفَيء: القطعة من الطير. قال الراعي (طويل) «2»:
كأنَّ على أعجازها حين أَبْصَرَتْ سَمامته فَيْئا من الطَّير وُقَّعا
و يُروى: سَماوته «3». سمامته و سماوته: شخصه.
فوه
و أفواه الطيب واحدها فُوهٌ.
فيف
و الفَيْف و الفَيْفاء: القَفْر من الأرض، و الجمع الفَيافي.
و فَيْفُ الريحِ: موضع كانت فيه وقعةٌ معروفة.
فوف
و الفُوف: الثوب الرقيق.
و الفُوفَة: القشرة على النَّواة.
و ثوب مفوَّف: مُوَشًّى، فيه رقة.
و الفُوف: البياض الذي يخرج على أظفار الصِّبيان.
ق أ و ي
قيأ
قاءَ يَقيء قَيْئا، إذا قَلَسَ. و استقاءَ يستقيء استقاءةً «4»، و هو في موضع استفعل من القَيء.
و ثوب يَقيء الصِّبْغَ، إذا كان مُشْبَعا.
وقي
و وقاه اللّه يَقِيه وَقْيا. و جعل اللّه فُلانا وِقاءَ فلان. و كل شيء وَقَيْتَ به شيئا فهو وِقاء له و وِقاية له. و به سُمّيت وِقايَة المرأة، و هي الخرقة التي بين جلبابها و شعرها. و الواقية: ما وقاكَ اللّه من شيء. تقول العرب: «على فلان واقية كواقية الكِلاب»؛ مثل لهم.
أوق
و الأَوْق: الثِّقَل. قال الراجز «5»:
عَزَّ على عَمِّكِ أن تَأَوَّقي أو أن تُرَيْ كَأْباءَ لم تَبْرَنْشِقي
و أن تنامي ليلة لم تُغْبَقي
كأباء من الكآبة. و تبرنشقي: تُسَرّي.
و الأُوقِيَّة: معروف، و الجمع أَواقٍ كما ترى.
قيق
و القِيقاء من الأرض، و الجمع قَياقِيّ و قَياقٍ، و هي أرض غليظة فيها ارتفاع. قال الراجز «6»:
إذا تَبارَيْنَ على القَياقي لاقَيْنَ منه أُذُنَي عَناقِ
أُذني عناق من أسماء الداهية. و رُوي عن بعض أهل اللغة أنه كان يروي: أُرَبَى عَناقِ، و هذا خلاف ما رواه أهل اللغة.
و يقال: داهيةٌ عَناقٌ كأنها معدولة عن العَنَق.
قوي
و القَواء من الأرض: القَفْر.
و القُوَّة: ضدّ الضّعف.
و قُوى الحبل، و قالوا قِوَى الحبل، واحدها قُوَّة.
و رجل مُقْوٍ، إذا كان ذا ظهر و ذا مال.
و المُقْوي أيضا: الذي لا مالَ له، مأخوذ من قَواء الأرض.
و الإقواء في الشعر: مخالفة إعراب الرَّويّ، مأخوذ من قُوى الحبل.
أوق
و الأُوقَة «7»: حفرة يجتمع فيها الماء، و الجمع أُوَق.
أيق
و الأَيْق: عَظْم الوَظيف.
ووق
و الواق: طائر معروف. و قال قوم: بل الواق الصُّرَد. قال الشاعر (مجزوء الكامل المرفَّل) «8»:
و لقد غَدَوْتُ و كنتُ لا أغدو على واقٍ و حاتِمْ
قالوا: الواق في هذا البيت الصُّرَد. و الحاتم: الغراب. قال أبو حاتم: قال أبو عبيدة: سُمِّي حاتما لأنه يَحْتِم بالفراق.
______________________________
(1) النحل: 48. و في الأصول جميعا: «يتفيَّأ».
(2) ديوانه 172، و النقائض 521، و خلق الإنسان لثابت 36؛ و من المعجمات:
العين (وقع) 2/ 176، و اللسان (سما). و في الديوان: كلّما رأت.
(3) ط: «و يُروى سمادته»؛ و جاء في البيت: «سمادته».
(4) ل ط: استقاءً.
(5) هو جندل بن المثنّى، كما ذكر ابن منظور. و الرجز في العين (أوق) 5/ 241، و الصحاح و اللسان (كأب، أوق، برشق)، و المخصَّص 5/ 24. و يُروى: أن تُؤوّقي؛ و يُروى أيضا: أو أن تبيتي ليلةً. و انظر أيضا: ص 980 و 1217.
(6) إصلاح المنطق 182، و المعاني الكبير 868 و 1144، و الإبدال لأبي الطيّب 2/ 142، و المنصف 3/ 80، و المخصَّص 12/ 145 و 16/ 64، و المقاييس (عنق) 4/ 164، و الصحاح و اللسان (عنق، قيق). و البيتان في 942 أيضا، و رواية الأوّل: إذا ترامينَ. و يُروى الأوّل أيضا: إذا تمطّين.
(7) ضبطه في ل بالفتح. أما رواية الضم فهي في م و المصادر.
(8) هو للمرقَّش (الأصغر) في عيون الأخبار 1/ 145 و الحيوان 3/ 436 و 449، و يُنسب إلى المرقَّم الذّهلي (خُزَز بن لَوذان)، في حماسة البحتري 255، و المعاني الكبير 262 و 1187، و المؤتلف و المختلف 143، و الأزمنة و الأمكنة 2/ 352. و انظر: ذيل الأمالي 3/ 106، و المخصَّص 8/ 151؛ و المقاييس (حتم) 2/ 135 و (وأق) 6/ 79، و الصحاح و اللسان (حتم، يمن).
جمهرة اللغة، ج1، ص: 246
و قال الأصمعي «1» مرةً: الحاتم: الأسود، و أنشد (طويل) «2»:
إذا ما رأت عَبْسٌ من الطير حاتما شديدَ سواد الزَّفِّ ظَلَّتْ تَفَزَّعُ
ك أ و ي
كيا
كاءَ الرجلُ عن الشيء يَكِيءُ كَيْأً، مثل كاعَ يَكِيعُ كَيْعا، إذا عجز عنه «3».
كوي
و كَواه يَكويه كَيًّا بالنار، و كَوَى الحزنُ قلبَه تشبيها بذلك.
و الكَيَّة: الموضع الذي يُكْوَى بالمِيسم. و رجل كَوّاء: خبيث اللسان شتّام للناس.
وكي
و الوِكاء: الحبل الذي يُشَدّ به السِّقاء و غيرُه. و أَوْكَيْتُ السِّقاء و غيرَه فهو مُوكًى؛ و قال قوم: وَكَيْتُه فهو مَوْكِيّ، و الأول أعلى.
كوي
و تكوَّى الرجلُ، إذا دخل في موضعٍ ضَيِّقٍ فتقبَّض فيه.
و منه اشتقاق الكُوَّة.
و كُوَيّ، زعموا: نجم من الأنواء، و ليس بثَبْت. و قالوا: هو النسر الواقع، لغة يمانية.
كيك
و كان أبو حاتم يقول: سمعت بعض من أثق به يقول:
الكَيْكَة: البيضة؛ و لم يُسمع من غيره.
مكا
و المَكْو و المَكا، مقصوران: جُحْر الحيَّة أو الحَنَش من أحناش الأرض. قال الشاعر (متقارب) «4»:
و كم دونَ بيتِك من صَفْصَفٍ و من حَنَشٍ جاحرٍ في مَكا
ل أ و ي
لأي
اللَّأْواء: الشدَّة و البؤس، و هي اللَّولاء أيضا.
لوي
و رجل أَلْوَى، إذا كان خصيما.
و لَوَى الحبلَ يَلويه لَيًّا.
و لَوَى الغريمَ يَلويه لَيًّا و لَيّانا، إذا مَطَلَه بحقّه. قال ذو الرُّمَّة (طويل) «5»:
تُطيلين لَيّاني و أنتِ مليئةٌ و أُحْسِنُ يا ذات الوِشاحِ التَّقاضيا
قال أبو بكر «6»: الخَصْم الفاعل و الخَصِيم المفعول به، يتصرَّف على وجهين.
و لِواء الجيش: معروف. قال الشاعر (كامل) «7»:
حتى إذا رُفع اللِّواءُ رأيتَه تحتَ اللِّواء على الخَميس زَعِيما
و اللَّوَى، مفتوح الأول مقصور: داء يصيب الإنسان في بطنه؛ لَوِيَ يَلْوَى لَوًى شديدا.
و لِوَى الرمل: مُسْتَرَقّه.
و اللَّوى أيضا مقصور مفتوح الأول: عيب من عيوب الخيل، و هو التواءٌ في ظهر الفرس.
و اللَّويّة: ما ادخرته المرأةُ لِتُتْحِفَ به زائرا أو ولدا.
و لاوَتِ الحَيَّةُ الحَيَّةَ، إذا التَوَتْ عليها.
ولي
و الوِلاء: مصدر والَيْتُ بين الشيئين مُوالاةً و وِلاءً.
و الوَلاء: مصدر مَوْلًى بَيِّن الوَلاء.
و الوِلاية: الإمارة.
و الوَليّ: خلاف العَدُوّ.
و الوليّ: المطرة بعد الوَسْميّ؛ وُلِيَتِ الأرضُ فهي مَوْلِيَّة، إذا أصابَها الولِيّ. قال الشاعر (طويل) «8»:
لِني وَلْيَةً تُمْرِعْ جَنابي فإنّني لِما نِلْتُ من وَسْمِيِّ نُعْماكَ شاكرُ
و الوَليَّة شبيهة بالبَرْذَعَة، تُطرح على ظهر البعير تلي سَنامَه.
و الجمع وَلايا.
و دارُ فلانٍ وَلْيُ دارِ فلانٍ، إذا كانت تليها؛ و الدار وَلْيَة، أي قريبة.
ألا
و الألِيَّة: اليمين. و الجمع ألايا. و ربما قالوا الأَلْوَة «9» في معنى الألِيَّة. و يقال: آلَى الرجلُ يُؤلي إيلاءً، إذا حَلَفَ.
______________________________
(1) م: «قال أبو حاتم: قال الأصمعي …».
(2) أنشده بدون نسبة أيضا في الاشتقاق 273.
(3) م ط: «جزع منه».
(4) المخصَّص 15/ 173، و الاقتضاب 150، و اللسان (مكا). و سينشده أيضا في 984 و 1084. و في اللسان من مهمهٍ.
(5) سبق إنشاده ص 169.
(6) قول أبي بكر سقط من ل م.
(7) نسبه في المطبوعة إلى ليلى الأخيلية، و هو في ديوانها 110، كما يُنسب إلى حُميد بن ثور، و هو في ديوانه 131. و البيت أيضا في العين (زعم) 1/ 364، و البيان و التبيين 1/ 231، و الشعر و الشعراء 362 و 593، و المعاني الكبير 85، و عيون الأخبار 1/ 278، و شرح المفضليات 555، و أمالي القالي 1/ 248، و السِّمط 43، و ديوان المعاني 1/ 138، و شرح المرزوقي 1609، و شرح التبريزي 4/ 77، و المخصَّص 15/ 138، و المقاصد النحوية 2/ 47.
(8) البيت لذي الرمّة في ديوانه 255، و اللسان (ولي). و سينشده أيضا في ص 991.
(9) ط: «الأُلُوَّة». ل: «الأَلُوَّة». و الذي أثبتناه هو ما في م، و هو موافق للمصادر.
و الكلمة مثلَّثة.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 247
و الأُلُوَّة: العود الذي يُتبخَّر به، فارسي معرب. و يقال:
أَلُوَّة، بالفتح أيضا. و
أخبرني الغَنَوي بإسناده قال: مرَّ أعرابي بالنبي صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يُدْفَن فقال (بسيط) «1»:
ألّا جعلتم رسولَ اللّه في سَفَطٍ من الأَلُوَّة أَصْدَى مُلْبَسا ذَهَبا
و يقال: فلان لا يألو أن يفعل كذا و كذا، أي لا يقصِّر.
و في لغة هذيل: لا يألو، أي لا يَغْدِر «2».
وأل
و وَأَلَ الرجلُ يَئِلُ وَأْلًا، إذا نجا. و منه اشتقاق اسم وائل «3».
و واءَلَ إلى المكان مُواءلةً و وِئالًا، إذا بادر إليه.
و وَأَلَ يَئلُ وَأْلًا، إذا لجأ إلى مَوْئل، و هو اللَّجَأ و المَلْجَأ.
و الوَأْلَة: الدِّمْنَة و البَعْرَة.
أول
و يقال: قد آل القَطِرانُ أو العسلُ، إذا أُعْقِد بالنار، يَؤول أَوْلًا.
ألا
و أَلْيَةُ الشاةِ: معروفة. و كَبْشٌ ألْيان، إذا كان عظيم الأَلْيَة، و كذلك الرجل، و لا يقال للمرأة ذلك، و إنما يقال عَجْزاءُ.
و يقال: هذه أَلْيَة و هاتان أَلْيانِ. قال الراجز «4»:
[كأنَّما عطيَّةُ بنُ كَعْبِ ظَعَينةٌ واقفةٌ في رَكْبِ]
تَرْتَجُ أَلْياه ارتجاجَ الوَطْبِ
و جمع أَلْيَة أَلَيات. و أنشد (رجز) «5»:
و قد فتحنا ثَمَّ ما لا يُفْتَحُ من أَلَياتٍ و خُصًى تَرَجَّحُ
لأي
وَ لَأْيٌ: اسم. و يقولون: بعدَ لَأْيٍ ما عرفته، أي بعد بُطء.
و اللَّأَى مثل اللَّعَى: الثور الوحشي، و الأنثى لآة مثل لَعَاة.
و اختلفوا في اسم لُؤَيّ «6»، فقال قوم: هو تصغير لَأى، و قال قوم: هو تصغير اللِّوَى؛ إما لِوَى الرمل، مقصور، و إما لِواء الجيش، ممدود.
ألا
و الأَلاء، مثل العَلاء: ضرب من الشجر، الواحدة ألاءَة، ممدودة. قال الشاعر (وافر) «7»:
فخرَّ على الألاءة لم يوسَّدْ كأنَّ جبينَه سيفٌ صقيلُ
و الأَلالاء، مثل العَلالاع: ضرب من الشجر، و الواحدة ألالاة، مقصور، تقول العرب إن الجن تستظل تحته.
و اللَّوْلاء شبيهة باللأواء. و يقال: تركتُ القومَ في لَوْلاءَ مُنْكَرِةٍ.
ليل
و اللَّيْل: ضدّ النهار.
ابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص247
ظ- الليل: فَرْخُ الحُبارى.
و ليلةٌ لَيْلاءُ، ممدودة، أي صعبة، و كذلك ليلٌ أَلْيَلُ. و قال بعض أهل اللغة: ليلةٌ لَيْلَى، مقصور، و هي أشد ليلة في الشهر ظلمةً، و آخر ليلة فيه. قال: و به سمِّيت لَيْلَى «8».
ألل
و سمعت ألِيل الماءِ، أي صوت جريه.
و الأَلِيلة: الثُّكْل. قال الشاعر (كامل) «9»:
فهي الأَلِيلةُ إن قَتَلْتُ خُؤُولتي و هي الألِيلَةُ إن هُمُ لم يُقتلوا
و الإلّ: جبل رمل يقوم عليه الإمام بعَرَفَة. قال الشاعر (طويل) «10»:
[حَلَفْتُ فلم أترك لنفسك رِيبةً و هل يأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ و هو طائعُ
بمصطحِبات من لَصافِ و ثَبْرَةٍ] يَزُرْنَ إلالًا سَيْرُهُنّ التدافعُ
أول
و الآل: السراب.
و آل كل شيء: شخصُه.
و آلُ الرجلِ: أهلُه و قرابته. قال الشاعر (طويل) «11»:
______________________________
(1) اللسان و التاج (ألا). و سيجيء ص 835 أيضا. و في اللسان و التاج: أحوى ملبَسا ذهبا.
(2) م ط: «لا يقدر».
(3) جاء بعده في ل، و هو مكرّر: «و آلى الرجل إيلاء، إذا حلف. و عليه أَلِيَّة و أَلُوَّة، أي يمين».
(4) لم أقف على قائل هذا الرجز، و هو في نوادر أبي زيد 393، و المقتضب 3/ 41، و المنصف 2/ 131، و الاقتضاب 494، و الأمالي الشجرية 1/ 20، و شرح أدب الكاتب 300، و شرح المفصَّل 4/ 143 و 145، و الخزانة 3/ 366، و الصحاح و اللسان (ألي). و سيورده ابن دريد ص 991 أيضا؛ و فيه: ظعينة قائمة؛ و في اللسان: واقفة.
(5) 991 أيضا.
(6) في الاشتقاق 24: «و اشتقاق لؤيّ من أشياء، إما تصغير لواء الجيش، و هو ممدود، أو تصغير لِوى الرمل، و هو مقصور، أو تصغير لأى تقديره لعًى، و هو الثور الوحشي، و هو مقصور مهموز».
(7) البيت لعبد الله بن عَنَمَة الضبّي من الأصمعية الثامنة، ص 37. و البيت في النقائض 192 و 236، و الكامل 1/ 229، و الإصابة 3/ 93. و سيرد أيضا في ص 1109. و في الأصمعيات: و خرّ.
(8) قارن الاشتقاق 41.
(9) المقاييس (أل) 1/ 20، و اللسان (ألل). و في اللسان: ولي الأليلةُ (في شطريه).
(10) البيتان للنابغة الذبياني، و هما في ديوانه 35- 36. و انظر: المقاييس (أم) 1/ 28، و الصحاح (أمم)، و اللسان (لصف، أمم، ألل)، و معجم البلدان (لصاف) 5/ 17.
(11) البيت للحطيئة في ديوانه 163.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 248
و لا تَبْكِ مَيْتا بعد مَيْتٍ أَجَنَّهُ عليٌّ و عَبّاسٌ و آلُ أبي بكرِ
ألل
و الأَلَّة: الحَرْبَة، أُخذت من ألَ الشيءُ يَئِلُ، إذا لمع.
أول
و الآلة: الحالة. قالت الخنساء (متقارب) «1»:
سأَحملُ نفسي على آلةٍ فإمّا عليها و إمّا لها
و يُروى: على أَلَّةٍ.
م أ و ي
موه
الماء: معروف، و أصله الهاء مكان الهمزة كأنه ماهٌ. تقول:
ماهَتِ الرَّكِيُّ، إذا كثر ماؤها. و يُجمع الماء أمواها و أمواءً.
و أنشد (رجز) «2»:
و بلدةٍ قالِصَةٍ أمواؤها [مُسْتَنَّةٍ رَأْدَ الضُّحى أفياؤها]
و أمواهها أيضا.
موأ
و يقال: ماءَتِ السِّنَّوْرُ تَمُوء مَوْءا، إذا صاحت.
أما
و الأَمَة: معروفة، تصغيرها أُمَيَّة، و تُجمع أَمَة إماءً و آمٍ و إمْوانا. قال الشاعر (بسيط)
أنا ابن أسماء أعمامي لها و أبي ….
«3»:
أمّا الإماءُ فلا يدعونني ولدا إذا ترامى بنو الإموان بالعارِ
و قال الآخر (طويل):
مَحَلَّةُ سَوْءٍ أَهْلَكَ الدَّهْرُ أهلَها فلم يبقَ منهم غيرُ آمٍ و أَعْبُدِ
و بنو أَمَةَ: بُطين من بني نصر بن معاوية، يُنسب إليهم أَمَويّ بفتح الهمزة. و أُميَّة في قريش، يُنسب إليهم أُمَويّ «4»
موا
و الماوِيَّة: المرآة.
أيم
و آمَ الرجلُ يَئِيمُ أَيْمَةً و إيمةً، إذا ماتت امرأتُه. و تَأَيَّمَتِ المرأةُ، إذا لم تتزوج بعد موت زوجها. و الرجل أَيْمانُ.
و المرأة أَيْمَى و أيِّم، و النساء أيامى. و رجل عَيْمانُ أَيْمانُ.
و الأَيْم: ضرب من الحيّات. و يقال له: الأيِّم، بالتثقيل أيضا، و هو الأصل «5». قال الهُذلي (كامل)
إلا عواسلُ ….
«6»:
إلّا عواسِرُ كالمِراطِ مُعِيدةٌ باللَّيل مَوْرِدَ أَيِّمٍ متغضِّفِ
أوم
و الأُوام: العطش.
ومأ
و أَوْمَأْتُ إلى الرجل إيماءً، مهموز.
موم
و المَوْماة: الأرض القَفْر، و الجمع المَوامي.
و المُوم: الشمع، عربي معروف «7». قال حسان (بسيط)
… غير ظاهرة
مُنْيُ الرجال ….
«8»:
[أَسْلَمْتُموها فباتَتْ غيرَ طاهرةٍ] ماءُ الرِّجالِ على الفَخْذَين كالمُومِ
و المُوم: البِرْسام.
أمم
و قد سمَّوا أُمامَة و مامَة.
يمم
و اليَمام: ضرب من الطير، الواحدة يَمامة. و سمِّيت اليمامة بامرأة كان لها حديث.
أيم
و الإيَام: الدُّخان. قال أبو ذؤيب الهُذلي يصف نحلًا (طويل) «9»:
فلمّا جَلاها بالإيَام تحيَّزتْ ثُباتٍ عليها ذُلُّها و اكتئابُها
يمم
و يقال: يَمَمْتُ الرجلَ، إذا قصدته.
______________________________
(1) ديوانها 121، و الكامل 1/ 189، و الأغاني 13/ 138 و 142، و الخصائص 2/ 171، و العين (أيل) 8/ 359، و المقاييس (أول) 1/ 162، و اللسان (فوق).
(2) الأوّل في الاشتقاق 316. و انظر: المنصف 2/ 151، و المخصَّص 15/ 106، و شرح المفصَّل 10/ 15، و شرح شواهد الشافية 437، و اللسان (موه). و في المنصف: ماصحةٍ رأد؛ و في اللسان: تستنّ في.
(3) البيت للقتّال الكلابي في ديوانه 54. و استشهد به سيبويه 2/ 99 و 192 على جمعه أمة على إموان. و انظر: نوادر أبي زيد 189، و تهذيب الألفاظ 477، و الكامل 1/ 54، و شرح المفضليات 412، و أمالي القالي 2/ 225، و أمالي ابن الشجري 2/ 53، و الصحاح و اللسان (أما). و سينشده ابن دريد ص 1302 أيضا. و يُروى صدره، كما في الكامل و الأمالي:
أنا ابن أسماء أعمامي لها و أبي ….
(4) قارن الاشتقاق 54.
(5) ط: «و هو الأصل، و أصله التثقيل»!
(6) هو أبو كبير الهذلي في ديوان الهذليين 2/ 105. و انظر: الحيوان 4/ 254، و المعاني الكبير 185، و إبدال أبي الطيّب 2/ 434، و أمالي القالي 2/ 89، و المقاييس (أيم) 1/ 166، و اللسان (عود، عسر، عبس، مرط، صيف، غضف). و في الديوان:
إلا عواسلُ ….
(7) في هامش ل بخط مختلف: «قف على أن الموم عربي و هو الشمع».
(8) ديوان حسّان 177، و الخصائص 2/ 336. و في الديوان:
… غير ظاهرة
؛ و في الخصائص:
مُنْيُ الرجال ….
(9) ديوان الهذليين 1/ 79، و فعل و أفعل للأصمعي 514، و الخصائص 3/ 304، و المنصف 1/ 262 و 3/ 63، و المخصَّص 8/ 182 و 11/ 40 و 14/ 231، و 15/ 123، و الاقتضاب 403، و شرح المفصَّل 5/ 4؛ و من المعجمات: العين (و أم) 8/ 425، و المقاييس (أيم) 1/ 166 و (جلو) 1/ 469، و الصحاح (أيم)، و اللسان (أيم، جلا). و سينشده ابن دريد أيضا ص 1334.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 249
أمم
و سِرْتُ أَمامَ الرجلِ و أمَامتَه و يَمامتَه. و أنشد (طويل)
… و اسمع يمامتي.
«1»:
فقل جَابَتي لَبَّيْكَ و اسْعَ يَمامَتي و أَلْيِنْ فِراشي إن كَبِرْتُ و مَطْعَمي
مأو
و مَأوان: موضع معروف يُهمز و لا يُهمز.
وأم
و الوِئام: مصدر واءمتُه مُواءمةً و وِئاما، إذا فعلت كما يفعل غيرك. و من أمثالهم: «لو لا الوِئامُ هَلَك اللِّئامُ» «2»، إنما يراد أنه لو لا أن اللئام يَرَوْن من يفعل فعلًا حسنا مثل فعله لما فعلوا حسنا.
و هذا أمرٌ مُواءَمٌ، مثل مُضارَب.
يوم
و بنو يامٍ: بطن من هَمْدان، منهم زُبيد اليامي و طلحة بن مُصَرَّف، منسوبان إلى يام بن أَصْبَى.
ن أ و ي
نأي
نأَى يَنْأَى نَأْيا، إذا بَعُدَ. و النَّأْيُ: البُعد. و النّائي: البعيد.
نوأ
و ناءَ يَنُوء نَوْءا، إذا تحامل لينهضَ مُثْقَلًا. و منه أنواء السَّحاب «3»، الواحد نَوْء، مهموز.
نأي
و النُّؤْي: حاجز من التراب يُطيف بالبيت ليمنع الماءَ أن يدخله. و الجمع أَناء «4».
نوي
و للنَّوَى مواضع: فالنَّوى: الدار؛ يقال: شَطَّت نَواهم، أي بَعُدَتْ دارُهم. و النَّوَى: النِّيَّة حيث انتَوَوا في الأرض، من قولهم: نَوًى شَطُونٌ، أي بعيدة. و ربما سُمِّي البعد النَّوَى بعينه.
و النَّوَى «5»: البَيْن. قال الشاعر (طويل) «6»:
فما للنَّوَى لا بارَكَ اللّه في النَّوى و هَمٌّ لنا منها كَهمِّ المُراهِن
أون، أين
و الأَوْنانِ: العِدْلانِ، الواحد أَوْن.
و شربَ حتى أَوَّنَ، إذا انتفخ جنباه.
و الأَوْن: الرِّفق في السَّير. قال الراجز
مَرُّ الليالي …
… طولُ الليالي.
«7»:
[غَيَّرَ يا بنتَ الحُلَيْسِ لَوني كَرُّ الليالي و اختلافُ الجَوْنِ]
و سَفَرٌ كان قليلَ الأَوْنِ
و إنّا: فَعَلْنا من الأَيْن، و هو التَّعب. و أنشدَنا أبو عمران الكِلابي لرجل من خَثْعَم (سريع) «8»:
أُونُوا فقد إنّا على الطُّلَّح
« … على ذي الطُّلَّح».
« … على طُلَّح».
«9»
أَيْنا كأَيْنِ الحافرِ المُوكِحِ
المُوكِح: الذي يحفر بئرا أو غيرَها حتى يبلغ إلى موضع لا يُمكنه الحفرُ.
و آنَ يَئِينُ أَيْنا، إذا أعيا. و إنْتَ يا فلانُ، أي أَعْيَيْتَ. قال الراجز «10»:
أقولُ للضَّحّاك و المُهاجرِ إنّا و رَبِّ القُلُصِ الضَّوامرِ
أي أعْيَيْنا.
و أوان الشيء: حِينه. و فعلتُ الشيءَ آونةً، أي في كل حين.
فأما الإيوان فأعجمي معرَّب، و قال قوم من أهل اللغة: بل هو إوان بالتخفيف «11».
نوي
و النَّوَى: عَجَمُ التمرِ، واحدتها عَجَمَة، بفتح الجيم.
وني
و الوَنَى: الإعياء؛ يقال: وَنِيَ الرجلُ وَنًى شديدا، و المصدر الوُنِيّ. قال الشاعر (طويل) «12»:
[فأيُّ مَزُورٍ أَشْعَثِ الرأسِ هاجعٍ] إلى جَنْبِ هَوْجاءَ الوُنِيُ عِقالُها
أي عِقالُها الوُنِيّ.
أنا
و يقال: آن لك أن تفعل كذا و كذا، و أَنَى لك أن تفعل كذا و كذا، أي حان لك.
و بلغ الشيءُ إناه، مقصور، أي منتهاه. و كذلك فُسِّر في
______________________________
(1) البيت في المقاييس (أم) 1/ 29، و اللسان (يمم). و سيجيء ص 1017 و 1251. و في المقاييس و اللسان:
… و اسمع يمامتي.
(2) المستقصى 2/ 299: لهلك الأنام.
(3) ط: «أنواء النجوم».
(4) ط: «و الجمع نُؤِيّ و أناء». و في المعجمات: نُؤيّ و نِئيّ.
(5) من هنا إلى آخر البيت: تأخر في ل إلى آخر المادة، و موضعه الصحيح ما أثبتنا.
(6) البيت في المخصَّص 17/ 11.
(7) الرجز في أضداد الأصمعي 36، و ابن السكّيت 190، و الأنباري 113، و أبي الطيّب 22، و 155؛ و في إصلاح المنطق 363، و مجالس ثعلب 306، و أمالي القالي 1/ 9، و السِّمط 42، و المخصَّص 13/ 261؛ و المقاييس (أون) 1/ 162، و الصحاح و اللسان (أون، جون). و سينشده ابن دريد أيضا في ص 1091. و يُروى:
مَرُّ الليالي …
؛ و
… طولُ الليالي.
(8) أضداد أبي الطيّب 22. و سيجيء البيت ص 565 أيضا.
(9) ل:
«… على ذي الطُّلَّح».
و هو لا يناسب البيت الذي يليه. و في م:
«… على طُلَّح».
(10) الخصائص 3/ 168، و اللسان (أين). و سينشده أيضا ص 1091.
(11) المعرَّب 19.
(12) البيت لذي الرُّمّة في ديوانه 526؛ و نقله عن ابن دريد في التاج (وني). و في الديوان: إلى دفّ هوجاء.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 250
التنزيل: غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ «1»، أي منتهاه و إدراكه، و اللّه أعلم.
و آنَيْت، إذا أبطأت. قال الحطيئة (وافر)
… فطال بي العشاءُ.
«2»:
و آنيتُ العَشاءَ إلى سُهيلٍ أو الشِّعرى فطال بيَ الأَناءُ
و الإناء واحد الآنية، ممدود: الذي يُجعل فيه الطعام و غيرُه، مثل رِداء و أَرْدِيَة.
و الإيناء: الانتظار، و هو مصدر آنَى يُؤْني إيناءً. قال الشاعر (بسيط) «3»:
و قد نَظَرْتُكُمُ إيناءَ صادرةٍ للوِرْدِ طالَ بها حَوْزي و تَنْساسي
و الأناء: الانتظار، ممدود أيضا.
نيأ
و اللَّحم النِّيءُ: خلاف النَّضيج. قال الشاعر (طويل) «4»:
و إني لأُغلي اللحمَ نِيئا و إنّني لَمِمَّن يُهِينُ اللَّحمَ و هو نَضِيجُ
نوأ
و المُناواة: أن يفعل الرجلُ كما تفعل «5». و المصدر النِّواء يا هذا.
و إبلٌ نِواءٌ، و هي السِّمان، و الواحدة ناوية، و هي مأخوذة من النَّيّ أيضا، غير مهموز، و هو الشَّحم.
أنى
و آناء الليل: واحدها إنْي، و هي الساعة من الليل. قال الشاعر (بسيط) «6»:
[حُلْوٌ و مُرٌّ كعَطْف القِدْحِ مِرَّتُه] بكل إنْيٍ قضاه الليلُ يَنتعلُ
أي قدَّره الليل.
و أ و ي
وأي
الوَأَى: الفرس الصُّلب، و كذلك الحمار الوحشي؛ فرس وَأًى مثل وَعًى، و فرس وَآةٌ مثل وَعاة «7».
و وَأَيْتُ وَأْيا، إذا وعدت وعدا.
أوا
و أَوَيْتُ إلى فلان و أواني «8» هو.
و أَوَيْتُ للرجل، إذا رحمته.
و أَوَى الرجلُ إلى الموضع يَأوي أُوِيًّا، و آوَيْتُه إلى نفسي إيواءً. و مصدر أَوَى يأوي أُوِيًّا و آوَيْتُ إيواءً.
أوأ
و الآءُ، مثل العَاع: ضرب من الشجر، الواحدة آءَةٌ مثل عَاعَة. قال الشاعر (وافر) «9»:
أَصَكَّ مصلَّمِ الأُذنين أَجْنَى له بالسِّيِّ تَننُّوم و آءُ
أيا
و الآية: العلامة. قال الشاعر (وافر) «10»:
بآيَةِ يُقْدِمون الخيلَ زُورا كأنَّ على سَنابِكها مُداما
و قال الآخر (وافر) «11»:
ألا مَن مُبْلِغٌ عني تميما بآيَةِ ما يُحبُّون الطَّعاما
و جمع آية: آي و آيات. و الآية في القرآن الكريم كأنها
______________________________
(1) الأحزاب: 53.
(2) ديوانه 54، و إصلاح المنطق 243، و الأزمنة و الأمكنة 1/ 64 و 2/ 70 و 73، و المخصَّص 13/ 264، و مختارات ابن الشجري 3/ 10؛ و العين (أن) 8/ 402، و المقاييس (أنى) 1/ 141، و (كرى) 5/ 174، و الصحاح و اللسان (أني، كرا). و سيجيء ص 1075 أيضا. و في الديوان:
… فطال بي العشاءُ.
(3) البيت للحطيئة أيضا في ديوانه 106، و فعل و أفعل للأصمعي 521، و المخصَّص 7/ 103، و مختارات ابن الشجري 3/ 7، و الصحاح (نسس)، و اللسان (جوز، نسس). و يُروى: للخِمْس.
(4) البيت من المفضلية 35، ص 172، لشَبيب بن البَرْصاء، و نوادر أبي زيد 488، و طبقات ابن سلّام 568، و المعاني الكبير 387، و الكامل 1/ 147، و السِّمط 493، و اللسان (غلا). و سينشده ابن دريد ص 480 و 1317.
(5) م: «كما يفعل الآخر». و المناوأة أصلها بالهمز.
(6) البيت للمتنخِّل الهُذلي، و هو في ديوان الهُذليين 2/ 35، و مجاز القرآن 1/ 102، و الشعر و الشعراء 553، و الأغاني 20/ 146، و المنصف 2/ 107، و الأزمنة و الأمكنة 1/ 326، و الصحاح و اللسان (أني). و عجزه سيجيء ص 1335.
(7) ط: «مثل وَعاة، إذا كان شديدا صلبا».
(8) ط: «و آواني».
(9) هو زهير بن أبي سلمى، و البيت في ديوانه 192، و المعاني الكبير 337، و الحيوان 4/ 395 و 398، و المنصف 3/ 84، و المخصَّص 11/ 7؛ و المقاييس (أيّ) 1/ 33، و الصحاح و اللسان (أوأ، تنم)، و اللسان (سكك، صلم).
و يُروى: أَسَكَّ.
(10) نسبه في الخزانة 3/ 135، و اللسان (سلم) إلى الأعشى، و ليس في ديوانه.
و استشهد به سيبويه على إضافة آية إلى الفعل على تأويل المصدر، في الكتاب 1/ 460. و انظر: الكامل 3/ 408، و التنبيهات 309، و شرح المفصَّل 3/ 18، و مغني اللبيب 420 و 638، و الهمع 2/ 51.
(11) هو ليزيد بن عمرو بن الصَّعِق، كما جاء في الكتاب 1/ 460؛ و الشاهد فيه كشاهد بيت الأعشى أعلاه. و انظر: طبقات ابن سلام 140، و الشعر و الشعراء 531، و الكامل 1/ 171، و ليس 249، و التنبيهات 309، و معجم الشعراء 480، و الاشتقاق 297، و الاقتضاب 48، و شرح المفصَّل 3/ 18، و الخزانة 3/ 138، و مغني اللبيب 420 و 638، و الهمع 2/ 51؛ و من المعجمات:
المقاييس (أيى) 1/ 168.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 251
علامة شيء ثم يُخرج منها إلى غيرها؛ هكذا يقول أبو عبيدة «1».
و يقال: تَأيّا بالمكان يَتَأيّا تَأَيِّيا، إذا أقام به.
و تَأَيّا في هذا الأمر تَئِيَّةً، أي نظر.
و تَأَيّا بالسِّلاح، إذا تعمَّده. قال الشاعر (رمل) «2»:
فتَأَيّا بطَريرٍ مُرْهَفٍ جُفْرَةَ المَحْزِمِ منه فسَعَلْ
ه أ و ي
وهي
وَهَى الشيءُ يَهِي وَهْيا، إذا ضَعُفَ. و وَهَى البناءُ مثله.
هوأ
و الهَوْء: الهِمَّة. قال الراجز
لا عاجز الهوِّ ….
«3»:
لا عاجزَ الهَوْءِ و لا جَعْدَ القَدَمْ
و فلان يَهُوء بنفسه إلى مَعالي الأمور، أي يرفعها.
هوي
و الهُوَّة من الأرض: حُفرة غامضة، و الجمع هُوًى.
و هَوى النفس مقصور، و هَواء الجوّ ممدود.
و هَوَى الشيءُ يَهْوِي هَوِيًّا و هُوِيًّا، إذا خَرَّ من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ.
و مَرَّ هَوِيٌ من الليل، أي قطعة منه. و كذلك تَهْواءٌ «4» من الليل.
هيأ
و الهيئة: الحالة الجميلة و الشارَة.
و تهيّأتُ للأمر، إذا استعددتَ له.
هيت
و تقول للرجل: هَيِتَ «5» لك، أي أَسْرِعْ. قال الشاعر (مجزوء الكامل المرفَّل) «6»:
إنَّ العِراقَ و أَهْلَهُ سَلَمٌ إليك فهِيَت هِيَتا
ها
و تقول: ها يا رجلُ بغير همز، إذا ناولته الشيء. و تقول:
هاءَ يا رجل، و هاءا يا رجلان، و هائي يا امرأة.
قال علي بن أبي طالب، رضي اللّه عنه (طويل)
… غير مذمَّمٍ.
«7»:
أ فاطمَ هائي السيفَ غيرَ ذميمِ فلستُ برِعْدِيدٍ و لا بلئيمِ
و هاؤُمُ يا قوم؛ و في التنزيل: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ «8».
و هاءا يا امرأتان، و هاؤنّ يا نساء.
هوأ
و هِئتُ إلى الشيء، إذا اشتقتَ إليه، أَهاءُ هِيئةً.
انقضى الثنائي المعتلّ
______________________________
(1) في مجاز القرآن 1/ 5: «إنما سمّيت آية لأنها كلام متصل إلى انقطاعه، و انقطاع معناه قصة ثم قصة».
(2) البيت للبيد في ديوانه 200؛ و نسبه في الصحاح و اللسان (جفر) إلى النابغة الجعدي، و هو في ديوانه 89. و انظر: الأزمنة و الأمكنة 2/ 278، و المخصَّص 5/ 75، و اللسان (سعل، أيا). و سينشده ص 841 أيضا.
(3) هو العجّاج؛ و قد سبق إنشاده ص 172 و روايته فيه:
لا عاجز الهوِّ ….
(4) بفتح التاء في م؛ و بكسرها في ل. و هو بالفتح في المعجمات.
(5) ضبطه في ل بالضم و الكسر معا. و الوجهان مذكوران في المصادر.
(6) في العين (هيت) 4/ 81 أن رجلًا قاله لعليّ عليه السلام؛ و انظر: المخصَّص 17/ 48. و سينشده ص 440 أيضا.
(7) ديوان الإمام علي 115، و معجم المرزباني 130، و شرح المفصَّل 4/ 44. ط:
… غير مذمَّمٍ.
(8) الحاقّة: 19.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 252
أبواب الثلاثي الصحيح و ما تشعب منه
حرف الباء
و ما يتصل به في الثلاثي الصحيح
[باب الباء و التاء]
ب ت ث
ثبت
ثَبَتَ الشيءُ «1» يَثْبُت ثَباتا و ثُبُوتا فهو ثابت. و رجل ثَبْتُ المقامِ و ثَبِيتُ المقامِ، إذا كان شجاعا لا يبرح موقفَه. قال الشاعر (مديد)
ثَبْتُه فَهِمُه ….
«2»:
الهَبِيتُ لا فُؤادَ له و الثَّبيتُ قَلْبُه قِيَمُهْ
أي قِوامه. و الهَبِيت «3»: الجبان الأَبْلَه.
و رجل ثابت أيضا، إذا ثَبَتَ. و يقال: ثابت الجَنان، إذا كان ثبتَ الفؤاد.
و قد سمَّت العرب ثابتا.
و أَثْبَتُّه نظرا، إذا تبيَّنته؛ و ثَبَّتَّه، إذا وَقَّفْتَه.
ب ت ج
جبت
الجِبت: كل ما عُبِدَ من دون اللّه من صنم و غيره؛ هكذا يقول أبو عُبيدة «4».
ب ت ح
بحت
البَحْت: الخالص الذي لا يخالطه شيءٌ. من ذلك قولهم:
أكل الخبزَ بَحْتا، إذا أكله بلا إدام.
و باحَتَ الرجلُ الرجلَ، إذا كاشفه الأَمرَ. و يقال: باحَتَه الوُدَّ، إذا أخلصه له.
ب ت خ
خبت
الخَبْت: الفضاء من الأرض.
بخت
و البَخْت: فارسي معرَّب «5»، و قد تكلمت به العرب، و هو الجَدّ.
خبت
و أخْبَتَ الرجلُ إخباتا فهو مُخْبِت، و هو المتألِّه المتوقِّي للمآثم. و جمع خَبْت: خُبوت و أخبات.
بخت
و البُخْت: جمع بُخْتِيّ، عربي صحيح. قال الشاعر (خفيف)
يَلْبِسُ الجيشَ بالجيوش و يسقي لبنَ البُخْت في عِساس الخَلَنْجِ
«6»:
[يَهَبُ الأَلْفَ و الخُيولَ و يَسْقي] لَبَنَ البُخْتِ في قِصاع الخَلَنْجِ
و قال الراجز «7»:
بَنَى السَّوِيقُ لحمَها و اللَّتُ كما بَنَى بُخْتَ العراقِ القَتُ
و تُجمع البُخْت بَخاتيَ و بخاتيَ و بَخاتٍ، و الذكر بُخْتِيّ، و الأنثى بُخْتِيَّة.
______________________________
(1) م: «ثبت بالمكان».
(2) البيت لطرفة، و هو في ديوانه 86، و أمالي القالي 1/ 104، و السِّمط 318، و الخزانة 3/ 162، و الصحاح و اللسان (ثبت، هبت). و في الديوان: فالهبيت؛ و في الأمالي:
ثَبْتُه فَهِمُه ….
(3) و الهبيت … آخر المادة: سقط من ل م.
(4) في مجاز القرآن 1/ 129: «بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ كل معبود من حجر أو مَدَر أو صورة أو شيطان فهو جِبت و طاغوت» (النساء: 51).
(5) المعرّب 57.
(6) البيت لعبيد الله بن قيس الرقيّات في ديوانه 181؛ و روايته فيه:
يَلْبِسُ الجيشَ بالجيوش و يسقي لبنَ البُخْت في عِساس الخَلَنْجِ
و انظر: طبقات ابن سلّام 532، و الأغاني 17/ 167 و 20/ 118، و المعرَّب 136، و البلدان (زرنج) 3/ 138؛ و المقاييس (بخت) 1/ 208، و الصحاح (بخت، خلج)، و اللسان (بخت، خلنج).
(7) سبق إنشادهما ص 79.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 253
و قد قالوا: رجل بَخِيت: ذو جَدّ. و لا أحسبه فصيحا.
أُهملت الباء و التاء مع الدال و الذال في الثلاثي.
ب ت ر
بتر
بَتَرَ الشيءَ يَبْتُرُه بَتْرا، إذا قطعه؛ و كل قَطْعٍ بَتْرٌ. و منه سيفٌ باتِرٌ و بَتّارٌ و بَتُورٌ، أي قاطع، و الجمع بَواتر و بِتار.
و حمارٌ أَبْتَرُ، و الجمع بُتر، إذا كان مقطوعَ الذَّنَب، و كذلك ما سواه من البهائم. و كل ما بُتر عن شيء فهو أَبْتَرُ.
تبر
و التِّبْر: الذهب. و قال قوم: هو الذهب المستخرَج من المعادن قبل أن يُصاغ. و قال قوم: بل الذهب كله تِبْر.
و التَّبار: الهلاك. تَبَّرَه اللّه تتبيرا، إذا أهلكه و مَحَقَه؛ هكذا فسَّره أبو عبيدة في التنزيل في قول اللّه عزَّ و جلَّ: مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ «1»، أي مُهْلَك، و اللّه أعلم.
برت
و البُرْت: الدَّليل. رجل بُرْت، إذا كان دَليلًا. قال الشاعر (كامل) «2»:
[أَذْأَبْتُه بمَهامِهٍ مجهولةٍ] لا يهتدي بُرْتٌ بها أن يَقْصِدا
و قال آخر (رجز)
و مهمهٍ طعنتُ في مغبرّهْ تله عين البُرت من ذي شرّهْ
«3»:
و ماصِحٍ تَتْلَهُ في مُغْبَرِّهْ عَيْنُ الدليلِ البُرْتِ عن ذي شَرِّهْ
تَتْلَه: تتحيّر. و الماصح: المندرس. و البرت: الدليل الماهر، عن الأصمعي. و عن ذي شَرِّه، أي عن قبيح أمره.
و كل حديدة يُقطع بها النخل أو الشجر فهي بُرْت.
رتب
و الرَّتْب: الفَوْت بين الخِنْصِر و البِنْصِر، و كذلك بين البِنْصِر و الوسطى.
و الرُّتْبَة المنزِلة و كذلك المَرْتَبَة. و بعض العرب يسمّي عَتَبات الدَّرَج رُتَبا.
و رَتَبَ الشيءُ يَرْتُبُ رُتوبا، إذا ثبت فلم يتحرَّك. قال الشاعر (كامل) «4»:
[و إذا يَهُبُّ من المنام رأيتَهُ] كرُتُوبِ كعبِ الساقِ ليس بزُمَّلِ
و التُّرْتُب: الثابت الذي لا يزول. قال الشاعر (متقارب):
بنى اللؤمُ بيتا على مَذْحِجٍ و أَضْحَى على مَذْحِجٍ تُرْتُبا
أي لا يبرح «5». يقال: لا يزال هذا الشيءُ على بني فلان تُرْتُبا، أي دائما.
و يقال: فلان في رَتَبٍ من عيشه، إذا كان في غِلَظ.
ترب
و التَّرِبَة: ضرب من النبت.
و التَّريبة: مَجال القِلادة في الصَّدر، و الجمع التَّرائب.
و التِّرْب: اللِّدَة الذي ينشأ معك، و الجمع أتراب.
و تَرِبَ الرجلُ، إذا افتقر؛ و أَتْرَبَ، إذا استغنَى. و المَتْرَبَة:
الفقر؛ و كذلك فُسِّر في التنزيل «6».
و يَتْرَب: موضع قريب من اليَمامة. و كان ابن الكلبي يقول (طويل) «7»:
مواعِيدَ عُرقوبٍ أخاه بيَتْرَبِ
و يُنكر بيثرب لأن عرقوبا عنده من العماليق، و غيره يقول:
من الأوس. و قال بعض النُّسّاب: عُرقوب بن مَعْبَد «8» أحد بني عَبْشَمْس بن سعد.
و تُرْبَة الأرض: ظاهر ترابها.
و تُرْبَة المَيّت: رَمْسُه، و تُجمع التُّربة تُرَبا.
و تُرْبَة: موضع، لا تدخله الألف و اللام.
و التُّراب و التَّيْرَب و التَّوْرَب كله من أسماء التراب. و قد قالوا: التُّرَباء و التَّرْباء، في وزن فُعَلاء و فَعْلاء.
و تُرْبان: موضع معروف.
[ب ت س]
سبت
أُهملت الباء و التاء مع الزاي و السين، إلا في قولهم السَّبت. و السَّبْت: الدهر. و السَّبت: الأديم المدبوغ «9». و غلامٌ
______________________________
(1) الأعراف: 139. و قال أبو عُبيدة في شرحه في مجاز القرآن 1/ 227: «أي مبيَّت و مُهْلَك».
(2) البيت للأعشى في ديوانه 229، و اللسان (برت)، و هو بلا نسبة في الصحاح (برت). و في الديوان: أذهبتُه.
(3) روايته في الأزمنة و الأمكنة 2/ 214:
و مهمهٍ طعنتُ في مغبرّهْ تله عين البُرت من ذي شرّهْ
و لعل صوابه: تتله.
(4) البيت لأبي كبير الهذلي في ديوان الهذليين 2/ 94. و انظر: المعاني الكبير 550، و الشعر و الشعراء 562، و شرح المرزوقي 90، و المخصَّص 2/ 56، و المقاصد النحوية 3/ 361، و الخزانة 3/ 467، و اللسان (رتب).
(5) «و التُّرتب … يبرح»: سقط من م.
(6) أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ؛ البلد: 16.
(7) سبق إنشاده ص 173، و هو لعلقمة أو جُبيهاء الأسدي.
(8) ط: «بن معبد أو معيد». و انظر ص 1123.
(9) «و السبت: الأديم المدبوغ»: زيادة من م.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 254
سَبْتٌ، أي جريء عارِم. و أنشد أبو حاتم عن أبي زيد (رجز)
تصبح … و تمسي …
يصبح مخمورا ….
«1»:
لأَنْتَ خَيْرٌ من غلامٍ أَبْتا يُصْبِحُ سكرانَ و يُمسي سَبْتا
الأَبْت: الغلام الحارّ الرأس. و يومٌ آبتٌ، أي حارّ؛ أي جريئا على الناس يؤذيهم، مأخوذ من السَّبَنْتَى.
و سمِّي السبتُ سَبْتا لأنّهم كانوا يَدَعُون العلم فيه فيَسْبُتون، أي ينامون و تسكن حركاتُهم. و أصل السُّبات السُّكون. و رجل مَسْبُوتٌ، و به سُبات. و سُبِتوا، إذا استرخوا؛ و سَبَتوا، بفتح السين، إذا تركوا العمل يوم السَّبت.
و انسَبَتَتِ البُسْرَة، إذا لانَتْ.
و سَبَتَ الشيءَ، إذا قطعه. و سَبَتَ أنفَه، إذا اصطلمه بالسيف. و سَبَتَ رأسَه، إذا حلقه «2».
و السَّبْت: ضرب من سير الإبل. قال الشاعر (طويل)
… و أما ليلها فهي تنعب.
و مطويّة الأقراب ….
«3»:
بمُقْوَرَّةِ الألياطِ أمّا نَهارُها فسَبْتٌ و أما ليلُها فذَمِيلُ
و يُروى: و أما ليلها فهي تَنْعَبُ. و النَّعب: ضرب من السَّير.
و الذَّميل: ضرب من السَّير أيضا «4».
و السَّبت: نبت يشبه الخِطْمِيَّ، زعموا.
و السِّبت: الأديم المدبوغ بالقَرَظ تُتَّخذ منه النِّعال. و
رأى النبي صلَّى اللّه عليه و سلَّم رَجُلًا يمشي بين القبور في نعلين فقال: «يا صاحبَ السِّبْتيّتين، اخلَعْ سِبْتيَّتيك»
. أُهملت الباء و التاء مع الشين و الصاد و الضاد و الطاء و الظاء.
ب ت ع
بتع «5»
البَتَع: شدة العُنُق؛ رجل ابتع و امرأة بتعاء. و كذلك هو في غير الإنسان. قال الشاعر (رجز):
كلُّ عَلاةٍ بَتَعٌ تَلِيلُها
و البِتْع: نبيذ يُتَّخذ من عسل النَّحل، و قد جاء فيه النهيُ.
تبع
تَبَعُ الرَّجل: الذين يتبعونه. و تِبْعُ المرأة: الذي لا يفارقها، يتبعها حيث كانت مثل الطِّلْب؛ رجل أَتْبَعُ و امرأة تَبْعاءُ.
و تَبِعْتُ الرجلَ و اتَّبعته، و بينهما فرق في اللغة؛ هكذا يقول أبو عبيدة: تبِعت الرجلَ، إذا مَشَيْت معه، و اتَّبعته، إذا مَشَيْت خلفَه لتلحقَه.
و بقرة مُتْبِع، إذا كان ولدها يَتْبَعها؛ و الولد تَبِيعٌ.
و التَّبابعة سُمُّوا بذلك لاتّباع بعضهم في الملك بعضا.
و سمِّي الظل تُبَّعا لاتّباعه الشمسَ. قالت سلمى الجُهَنية «6» تصف رجلًا هذه صفته (كامل) «7»:
يَرِدُ المياهَ حَضيرةً و نَفيضةً وِرْدَ القَطاةِ إذا اسمَألَ التُبَّعُ
أي إذا نقص الظلُّ. يقال: اسْمَأَلَّ الرجل، إذا نحل جسمُه. و الحَضيرة: ما بين السبعة إلى العشرة يُغزى بهم.
و النَّفيضة: الذين يتقدَّمون الجيشَ فيَنْفِضون الأرضَ نحو الطليعة. فهي تقول إن هذا الرجل ربّما غزا في نفيضة و ربما غزا في حضيرة.
و يقال: ليس عليك من هذا الأمر تَبِيعةٌ و تَباعَه و تَبِعَة، و هي أعلى، أي لا يلحقك منه شيء تكرهه.
و أَتْبَعْتُ «8» القومَ بصري، إذا أتبعتَ النظرَ في آثارهم. قال الشاعر (بسيط)
أتأرتُهم بصري ….
«9»:
______________________________
(1) نسبهما في العين (سبت) 7/ 239 إلى ابن أحمر، و ليسا في ديوانه، و هما بلا نسبة في المقاييس (سبت) 3/ 134، و اللسان (سبت). و في العين:
تصبح … و تمسي …
؛ و في اللسان:
يصبح مخمورا ….
(2) «و سبت رأسه إذا حلقه»: زيادة من ط، و جاء في موضعه في م: «و كذلك كل شيء قطعه».
(3) البيت لحُميد بن ثور في ديوانه 116. و انظر: إصلاح المنطق 10، و الأغاني 4/ 98، و المخصَّص 7/ 107، و المقاييس (سبت) 3/ 124، و الصحاح و اللسان (سبت). و سينشده في ص 368 أيضا، و فيه:
… و أما ليلها فهي تنعب.
و في الديوان:
و مطويّة الأقراب ….
(4) ل: «و النعب: ضرب من السّير أيضا». و لعل مرد السّقط تكرار لفظة «السير».
(5) تأخرت مادة (بتع) في م ط إلى ما بعد (ت ب ع).
(6) ط: «ترثي أخاها أسعد».
(7) هي سُعدى بنت الشَّمَرْدَل الجُهنية في الأصمعيات 103. و في العين (تبع) 2/ 79 أنه للفرزدق- و ليس في ديوانه- و روايته فيه: نرد المياه قديمة و حديثة؛ و نسبه له أيضا في (نفض) 7/ 47 برواية كرواية الجمهرة. و انظر: الهمز لأبي زيد 908، و نوادر أبي مِسْحل 249، و إصلاح المنطق 355، و تهذيب الألفاظ 42، و الاشتقاق 207، و الأزمنة و الأمكنة 207، و الحماسة الشجرية 82؛ و من المعجمات: المقاييس (تبع) 1/ 363 و (حضر) 2/ 76، و (نفض) 5/ 462، و الصحاح و اللسان (حضر، نفض، تبع، سمأل). و سينشده ابن دريد ص 515 و 908 أيضا.
(8) من هنا حتى مادة (ت ع ب): سقط من ل؛ و البيت من ط وحده.
(9) نسبه الطوسي في شرح ديوان لبيد 84 إلى الكميت، و هو في ديوانه (الجزء الأول، القسم الأول 176). و انظر: الكامل 1/ 246، و المقاييس (تأر) 1/ 361، و اللسان (تأر). و سينشده أيضا ص 1031 و 1092؛ و فيهما:
أتأرتُهم بصري ….
جمهرة اللغة، ج1، ص: 255
أتْبَعْتُهم بَصَري و الآلُ يرفعهم حتّى اسْمَدَرَّ بطرف العين إتآري
تعب
و تَعِبَ الرجلُ يَتْعَب تَعَبا، إذا أعيا من مشي أو عمل؛ و الرجل تَعِبٌ، و أَتْعَبَه غيرُه.
عتب
و العَتْب من قولهم: عَتَبْتُ على الرجل عَتْبا و مَعْتِبَةً، إذا وَجَدْتَ عليه مَوْجِدَةً. و الرجل عاتب. قال الشاعر (متقارب) «1»:
تَبِيتُ الملوكُ على عَتْبها و شَيبانُ إن غَضِبَتْ تُعْتَبُ
و أَعْتَبْتُ الرجلَ إعتابا، إذا عاتبك فأَرْضَيته.
و عَتَبَ البعيرُ عَتَبانا، إذا ظَلَعَ «2» و مشى على ثلاث.
و العَتَب: الغِلَظ من الأرض. قال الراجز:
من عَتَبِ الأرضِ و من وُعُورِها
و عَتَبَة الباب: أُسْكُفَّته. و قال قوم: بل العَتَبَة العليا و الأُسْكُفَّة السُّفلى.
و يقول الرجل للرجل: لك العُتْبَى، أي لك الرِّضا.
و العِتاب: معروف، و هو تعاتُبُ الرجلين.
و قد سمَّت العرب عُتْبَة و عُتَيْبَة و عَتّابا و معتِّبا و عِتْبانَ «3» و عَتِيبا، و هو أبو بطن منهم «4».
ب ت غ
بغت
البَغْت: المفاجأة. قال الشاعر (طويل) «5»:
[و لكنّهم بانُوا و لم أَدْرِ بَغْتَةً] و أَنْكَأُ شيء حين يَفْجَؤك البَغْتُ
و باغَتَه الأمرُ مُباغتةً و بِغاتا و بَغْتَةً، إذا فاجأه.
فأما الباغُوت فأعجمي معرَّب، و هو عيد للنَّصارى.
ب ت ف
أُهملت.
ب ت ق
قتب
القَتَب: قَتَب البعير، و الجمع أقتاب، إذا كان مما يُحمل عليه، فإذا كان من آلة السّانِية فهو قِتْب.
و القِتْب: المِعَى، بكسر القاف، و الجمع أقتاب. و
جاء في الحديث: «يَسحب أقتاب بطنه في النار»
، أي أمعاءه، و اللّه أعلم.
و قِتْب البطن، مؤنَّثة، تصغيرها قُتَيْبَة؛ و بها سمِّي الرجل قُتَيْبَة.
و القِتْب: بعض آلة السَّانِية في قول بعضهم، مثل أعلاقها و حِبالها. و قال آخرون: بل القِتْب قِتْب صغير يُجعل على ظهر السانية مثل أعلاق الحبال التي تعلَّق بها الدلوُ و تُشَدُّ على البعير. و يقال: ما له قَتُوبَةٌ، أي بعير يصلح للقَتْب.
ب ت ك
بتك
بَتَكَ الشيءَ يَبْتُكُه بَتْكا، إذا قطعه.
و سيف باتِك و بَتوك، إذا كان صارما. و في التنزيل:
فَلَيُبَتِّكُنَ آذانَ الْأَنْعامِ «6».
و البِتْكَة: القِطعة من كل شيء، و الجمع بِتَك. قال زهير (بسيط) «7»:
[حتَّى إذا ما هَوَتْ كَفُّ الوليد لها] طارت و في كَفّه من رِيشها بِتَكُ
كبت
و كَبَتَ اللّه أعداءه كَبْتا، إذا ردَّهم بغيظهم. و العدوّ مَكبوت، و الفاعل كابِت.
كتب
و قد كتبَ الكتابَ يَكتبه كَتْبا، إذا جمع حروفَه. و أصل الكتب ضَمُّكَ الشيء إلى الشيء.
و كتبتُ المَزادةَ و غيرَها أكْتُبُها كَتْبا، إذا خَرَزْتها. و الخُرْزَة «8»:
الكُتْبَة، و الجمع الكُتَب.
______________________________
(1) البيت للمسيّب بن عَلَس في ديوانه (مع الأعشين) 351.
(2) م: «طلع».
(3) ل م: «و عِتْبانا».
(4) في الاشتقاق 68: «و اشتقاق هذه الأسماء كلّها من العَتْب، من قولهم: عاتبت فلانا فأعتبني، أي استرضيته فأرضاني». و في الاشتقاق 153: «و اشتقاق عُتبة من شيئين: إمّا من الغِلَظ، من قولهم: عَتَبُ الأرض، و هو غِلَظ فيها. أو يكون من العِتاب. و إن قيل من عَتَبان البعير، إذا مشى على ثلاث، فهو وجه».
(5) البيت منسوب في اللسان (بغت) إلى يزيد بن ضبّة الثَّقفي؛ و هو أيضا في المصون 53، و المقاييس (بغت) 1/ 272، و الصحاح (بغت). و في اللسان:
و أفظع شيء؛ و في الصحاح: و أعظم شيء. و سينشده ابن دريد أيضا في ص 1043؛ و فيه: و أفزع شيء.
(6) النساء: 119.
(7) البيت لزهير في ديوانه 175، و المقاييس (بتك) 1/ 195، و اللسان (بتك).
و هو غير منسوب في الصحاح (بتك). و في الديوان: كفّ الظلام.
(8) ضبطه في ل بفتح الخاء، و أثبتنا رواية م و هي موافقة للمعجمات.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 256
و كتبتُ البغلة أكتِبها و أكتُبها، إذا ضَمَمْتَ أَشْعَرَيْها «1» بحَلْقَة. قال الشاعر (بسيط) «2»:
لا تَأْمَنَنَّ فَزاريا خَلَوْتَ به على قَلُوصك و اكْتُبْها بأسيارِ
و كتَّبت الكتيبةَ، إذا ضَمَمْتَ بعضَ أهلها إلى بعض.
و يقال: رجل حسن الكِتْبَة و الكِتابة.
و المُكْتِب: الذي يعلِّم الكتابة.
و المُكاتَب: الذي يشتري نفسَه و يكاتِب عليها.
و بنو كَتْب: حيّ من العرب.
و الكُتّاب: سهم صغير يتعلَّم به الصِّبيان. قال: و الكُتّاب بالتاء و الثاء.
بكت
و بَكَّتُ الرجلَ تبكيتا «3»، إذا وبَّخته.
ب ت ل
بتل
بَتَلْتُ الشيءَ أَبْتُلُه و أَبْتِلُه بَتْلًا، إذا قطعته. قال الشاعر (طويل)
… و إن تحدّثْك ….
«4»:
كَأَنَّ لها في الأرض نِسْيا تَقُصُّهُ على أُمِّها و إن تُكَلِّمْكَ تَبْلِتِ
تَبْلِت، أي تنقطع فلا تطيق الكلام إذا تحدَّثتْ و تكلَّمتْ، و لكنها جاءت بالمعنى في كلمة واحدة. قال الراجز
ميمِّنٍ في قوله ….
«5»:
[و صاحبٍ صاحبْتُهُ زَمِيتِ] مُقَرْطِسٍ في قوله بَلِيتِ
[ليس على الزّادِ بمُسْتَمِيتِ]
و النِّسْي: ما يُنسى من شيء. يقول: إذا مَشَت نظرت إلى الأرض كأنّها تطلب شيئا سقط منها. و على أَمِّها، أي على قصدها و طريقها، أي تقطِّع كلامَها رويدا رويدا؛ و هو مقلوب من البَتْل.
و حَلَفَ على يمينٍ بَتَّةً بَتْلَةً، أي قَطَعَها قَطْعا.
و سُمِّيت مريم عليها السلام البَتُولَ لانقطاعها عن الناس.
و الراهب المتبتِّل: المنقطع عن الناس. و في التنزيل: وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا «6»، أي انقطِعْ إليه انقطاعا؛ هكذا يقول أبو عُبيدة، و اللّه أعلم.
و انبتلتِ الفَسِيلةُ عن أُمها، إذا انقطعت عنها، فالنَّخلة مُبْتِلَة و الفَسِيلة بَتِيلة. قال الشاعر (سريع) «7»:
ذلك ما دِينُك إذ جُنِّبَتْ أحمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ
ما: لَغْوٌ، أي ذلك دَأْبُك. و يُروى: أجمالُها بالجيم، شبَّه الجمال بالنخل المنبتِل، و هو الذي يتفرّق عنها فسيلُها.
و البُكُر: جمع بَكُور، و هي النخلة التي تَعْجَل ثمرتُها.
و بَتِيل اليمامة: جبل منقطع عن الجبال.
تبل
و التَّبْل: الوَغْم في القلب. يقال: تَبَلَتْ فلانةٌ فلانا، إذا هيَّمته كأنها أصابت قلبَه بتَبْلٍ.
و تَبالة: موضع معروف.
و التّابِل: الأبزار، و الجمع التَّوابِل.
لتب
و لَتَبَ في سَبَلَة الناقة، إذا نَحَرَها، يَلْتِب «8» لَتْبا و هو لاتِب.
قال: و أحسب أن بني لُتْب بطن من العرب، منهم ابن اللُّتْبِيَّة من الأزد له صُحبة. و لَتَبَ بالمكان، إذا أقام به. و لَتَبَ الجُلَّ عن الدّابَّة، إذا تركه أياما و أَلْتَبَه.
ب ت م
أُهملت.
ب ت ن
تبن
تَبِنَ تَبانةً، إذا فطن للشيء.
و التَّبانة: الفِطْنَة. و رجل تَبِن: فَطِن.
و التِّبْن: معروف.
و التِّبْن: العُسّ العظيم من الخشب يُحلب فيه. و قال بعض أهل اللغة: بل التِّبْن الذي لا تُحكم صنعتُه فهو غليظ.
نبت
و نَبَتَ الشيءُ نَباتا و نَبْتا و أَنْبَتَه اللّه إنباتا.
______________________________
(1) م ط: «شفريها».
(2) لسالم بن دارة، كما مرّ في تخريجه ص 240.
(3) ط: «تكبيتا»!
(4) البيت للشنفرى الأزدي من المفضلية 20، ص 109. و انظر: مجاز القرآن 2/ 4، و تهذيب الألفاظ 508، و مجالس ثعلب 353، و الأغاني 21/ 139، و المخصَّص 14/ 27، و الاقتضاب 417؛ و من المعجمات: المقاييس (بلت) 1/ 295 و (نسي) 5/ 422، و الصحاح و اللسان (بلت، نسي). و في الأغاني:
… و إن تحدّثْك ….
(5) اللسان و التاج (بلت)، و فيهما:
ميمِّنٍ في قوله ….
(6) المزّمّل: 8. و لم أجد في مجاز القرآن (سورة المزّمّل، 2/ 273) شرحا للفظ.
(7) البيت للمتنخِّل الهذلي، و هو في ديوانه 2/ 3، و تهذيب الألفاظ 507، و المخصَّص 11/ 104 و 118؛ و المقاييس (بتل) 1/ 196 و (بكر) 1/ 288، و الصحاح (بتل)، و اللسان (بكر، بتل). و في المعجمات الثلاثة: أجمالها، و في الديوان بالحاء المهملة.
(8) بالكسر في الأصول، و هو بالضم في المعجمات.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 257
و كأن النَّبات جمع نَبْت. و قال قوم من أهل اللغة: بل النَّبات و النبت واحد.
و قد سمت العرب نابِتا و نَبْتا و نَبِيتا و نُباتةً. و بنو النَّبْت «1»:
حيّ منهم.
و ما أحسنَ نِبْتَة هذه الشجرة و الشَّعَر.
و الرجل في مَنْبِتِ صِدْقٍ، أي في أصل كريم.
و قالوا: أَنْبَتَ البَقْلُ، في معنى نَبَتَ. و أنكر الأصمعي ذلك و قال: لا أعرف إلّا نَبَتَ البقلُ و أَنْبَتَه اللّه نَباتا؛ و كان يطعن في بيت زهير (طويل) «2»:
رأيتُ ذوي الحاجاتِ حولَ بيوتهم قَطينا بها حتى إذا أنبتَ البَقْلُ
و يقول: لا يقول عربي أَنْبَتَ في معنى نَبَتَ.
و أَنْبَتَ الغلامُ، إذا راهق و استَبانَ شعرُ عانته.
و التَّنْبِيت: كل ما نَبَتَ على الأرض من النبات. قال الراجز
… يناصي خَرْقَها ….
«3»:
مَرْتٍ يناصي حَزْمَها مُرُوتُ بيداءَ لم يَنْبُت بها تَنْبِيتُ
فأما اليَنْبُوت فشجر معروف، و ستراه في موضعه إن شاء اللّه «4».
ب ت و
توبابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
جمهرة اللغة ؛ ج1 ؛ ص257
ظ- التَّوْب: مصدر تابَ يَتوب تَوْبا «5»، و مواضعها في المعتلّ كثيرة تراها إن شاء اللّه «6».
بوت
البُوت: ثمر شجر.
ب ت ه
هبت
هَبَتُ الرجل أَهْبِتُه هَبْتا، إذا ذَلَّلْتَه. و رجل هَبِيت و مَهْبُوت، إذا كان ضعيفا جبانا. و به هَبْتَةٌ، أي ضعف.
قال أبو حاتم «7»: المَهْبُوت: الطائر يُرسل على غير هداية.
و أحسبها مولَّدة.
بهت
و بَهَتُ الرجل أَبْهَتُه بَهْتا، إذا واجَهْتَه بما لم يَقُل. و لا يكون البَهْتُ إلا مواجهة الرجل بالكذب عليه. و
في حديث النبي صلَّى اللّه عليه و سلَّم: «اليهود قومٌ بُهْتٌ».
و بُهِتَ الرجل فهو مَبْهُوت، إذا استولت عليه الحُجَّة. و في التنزيل: فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ «8».
و تقول العرب: إذا استعظمتِ الأمرَ: يا لِلْبَهِيتة. و الرجل باهِت و بَهّات و مُباهِت و بَهُوت.
و البُهْتان: فُعْلان من البَهْت، كما قالوا: عُثْمان من العَثْم، و دُهْمان من الدَّهْم، و هو الجمع الكثير.
ب ت ي
بيت
البيت: معروف.
و بَيَّتُ الأمرَ تبييتا، إذا عملته بالليل.
و كل كلام لَخَّصْتَه أو رأيٍ أَجَّلْتَه بالليل فهو مُبَيَّت.
و ماءٌ بَيُّوتٌ، إذا بات ليلةً في إنائه.
و بَيَّتُ القومَ، إذا أوقعت بهم ليلًا. و المصدر التَّبييت، و الاسم البَيات. و في التنزيل: أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَ هُمْ نائِمُونَ «9».
و المَبِيت: الموضع الذي يُبات فيه. و سُمِّي البيت من الشِّعر بيتا لِضمّه الحروف و الكلام كما يَضُمُ البيتُ أهلَه.
و امرأة الرجل: بيته. قال الراجز «10»:
ما لي إذا أجذِبُها صَأَيْتُ أكِبَرٌ قد غالني أم بَيْتُ
يريد بالبيت المرأة، لأن العَزَب أقوى و أشدّ. و هذا الرجل يصف دلوا. صَأيت: من قولهم صَأَى الفَرْخُ، إذا سمعت له صوتا ضعيفا، و إنما يريد أنينَه من ثِقَل الدلو. و لا يقال:
أَعْزَبُ ألبتَّةَ، إنما يقال: رجلٌ عَزَبٌ، و امرأة عَزَب.
______________________________
(1) كذا في الأصول، و لعله النّبيت.
(2) ديوانه 111، و المعاني الكبير 539، و المحتسب 2/ 89، و مختارات ابن الشجري 2/ 16، و مغني اللبيب 102، و الصحاح و اللسان (نبت). و سيجيء ص 1262 أيضا. و ليس في فعل و أفعل للأصمعي ذكرٌ لنَبَتَ و أنبتَ.
(3) البيتان للعجاج في ديوانه 465، كما جاءا في ديوان رؤبة 25. و سيجيء الثاني منهما ص 1190 أيضا. (و انظر فيه تعليقنا على تنبيت). و انظر أيضا: العين (مرت) 8/ 119، و (نبت) 8/ 130، و اللسان (مرت، نبت). و في ديوان العجّاج:
… يناصي خَرْقَها ….
(4) ص 1201.
(5) «و التوب … توبا»: سقط من ل م.
(6) ص 1016.
(7) م ط: «قال الأصمعي».
(8) البقرة: 258.
(9) الأعراف: 97.
(10) يُنسب الرجز إلى رؤبة، كما مرّ في تخريجه ص 241.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 258
و البيت: القبر. قال الشاعر (طويل) «1»:
[و صاحبُ مَلْحُوبٍ فُجِعْنا بيومه] و عند الرِّداع «2» بَيْتُ آخرَ كَوْثَرِ
و قد سمَّى اللّه عزَّ و جلَ بَيْتَ العنكبوت بيتا، و ذلك قوله تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَ إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ «3».
و البيت من بيوتات العرب: الذي يجمع شرفَ القبيلة كآل حصن الفَزاريّين، و آل ذي الجَدَّين الشَّيبانيين، و آل عبد المَدان «4» الحارثيين. و كان ابن الكلبي يزعم أن هذه البيوت أعلى بيوت العرب.
باب الباء و الثاء
مع سائر الحروف في الثلاثي الصحيح
ب ث ج «5»
ثبج
ثَبَجُ كل شيء: وَسَطه، و جمعه أثباج و ثُبُوج.
و رجل أَثْبَجُ و امرأة ثَبْجاءُ، إذا كان عظيم الجوف. و كذلك فرس أَثْبَجُ: واسع الجوف و عظيمه. و قوم ثُبْج: جمع أَثْبَج.
و ثَبَجَ الرجلُ ثُبُوجا، إذا أَقْعَى على أطراف قدميه كأنه يستنجي وَتَرا؛ و معنى يستنجي وَتَرا: يقوم على أطراف قدميه يقطع الوتر من جلده «6»؛ يقال: استنجيتُ من هذه الشجرة غصنا، إذا أخذته منها، و من متن البعير وَتَرا. و كل شيء أخذته من شيء فقد استنجيته منه. قال الراجز «7»:
إذا الكُماةُ جثموا على الرُّكَبْ ثَبَجْتَ يا عمرُو ثُبُوج المحتطِبْ
و ثَبَّجْتُ الكلامَ تثبيجا، إذا لم تأتِ به على وجهه.
و تَثَبَّجَ الرجل بالعصا، إذا جعلها على ظهره و جعل يديه من ورائها.
و ثَبَج الرمل: معظمه، و كذلك ثَبَج البحر و ثَبَج كلِّ شيء.
ب ث ح
بحث
بحثتُ عن الشيء أبحث بَحْثا، إذا كشفت عنه؛ و كأنَّ أصل ذلك ابتحاثك التراب عن الشيء المدفون فيه.
و في مثل من أمثالهم: «كباحثةٍ عن حَتْفِها بظِلْفِها» «8»، و ذلك أن شاة بَحثت عن سِكِّين مدفون بظِلفها فذُبحت به.
و كل شيء بحثتَ عنه فقد كشفتَ عنه. ثم كثر ذلك حتى قالوا: بحثتُ عن الكلام و السِّرّ «9» و ما أشبه ذلك.
و يقال: «تركته بمَباحث البَقَر» «10»، أي بحيث لا يُدرى أين هو.
ب ث خ
خبث
خَبَثُ الحديد و الفِضَّة: ما نفاه الكِير.
و رجل خبيث: رديء المذهب. و خَبُثَ الرجلُ خُبْثا، إذا صار خبيثا.
و المُخْبِث: الذي له أصحاب خُبَثاء.
و الخِبْثَة: الفجور. و فلان لخِبْثَةٍ كما يقال لزِنْيَةٍ و لِغيَّةٍ، بالفتح و الكسر من الغَيّ؛ و أما الزِّنية فليس إلّا بالكسر.
و يكنَّى عن ذي البطن فيسمَّى خَبَثا.
و طعام مَخْبَثَة، إذا كان من غير حِلّه.
و الخبيث: ضد الطيِّب من الرزق و الولد.
و يقال للأَمة: يا خَباثِ أَقْبِلي، معدول عن الخُبْث.
و نزل به الأَخْبَثانِ: الرَّجِيع و البَوْل. و
في حديث النبي صلَّى اللّه عليه و سلّم: «لا يُصَلِ «11» أحدُكم و هو يدافِع الأَخْبَثَيْنِ»
. و ذهب منه الأطيبان: الشَّبابُ و النِّكاح، و بقي منه الأَخْبَثان.
و يسمَّى الرجل مَخْبَثان اشتقاقا من الخُبْث.
أُهملت الباء و الثاء مع الدال و الذال.
ب ث ر
بثر
ماءٌ بَثْرٌ، أي كثير؛ و البَثْر: القليل. قال أبو عبيدة: البَثْر من
______________________________
(1) البيت للبيد في ديوانه 52، و قد أنشده ابن دريد أيضا في الملاحن 13. و انظر:
السيرة 1/ 394، و المخصَّص 2/ 159، و معجم البلدان (رِداع) 3/ 39، و اللسان (بيت، ردع).
(2) م: «عند الوداع».
(3) العنكبوت: 41.
(4) ل: «و آل ذي المَدان». و الوجه الذي أثبتنا عن سائر النسخ موافق للاشتقاق، ص 399.
(5) في هذا الباب تقديم و تأخير في م.
(6) «و معنى … جلده»: زيادة من م.
(7) المقاييس (ثبج) 1/ 400، و الصحاح و اللسان (ثبج).
(8) في الميداني 2/ 157: كالباحث عن المُدْية، و يُروى: عن الشَّفْرة.
(9) م: «عن الشيء من كلام أو سرّ».
(10) في المستقصى 2/ 25: تركتُه بملاحس البقر.
(11) ط: «لا يُصَلِّيَنَّ …»، و كذا في النهاية لابن الأثير.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 259
الأضداد؛ يقال: ماءٌ بَثْرٌ: كثير، و ماءٌ بَثْرٌ: قليل.
و البَثْر الذي يظهر «1» على البدن: عربي معروف.
و البَثْرَة: الأرض السهلة الرِّخْوَة.
ثبر
و ثَبْرَة: موضع معروف. قال الراجز «2»:
نَجَّيتُ نفسي و تركتُ حَزْرَهْ نِعْمَ الفتى غادَرْتُه بثَبْرَهْ
لن يُسْلِمَ الحُرُّ الكريمُ بِكْرَهْ
قال أبو بكر: حَزْرَة ابنه، و كان بِكْرَه. و الشِّعر لعُتيبة بن الحارث بن شِهاب، و هو من الفرسان المعدودين، ففرَّ عن ابنه يوم ثَبْرَة، قتلته بنو تغلب فقال ما قال.
و الثَّبْرَة: تراب شبيه بالنُّورَة يكون بين ظهري الأرض فإذا بلغ عِرْقُ النَّخلة إليه وقف، فيقولون: بلغت النَّخلةُ ثَبْرَةً من الأرض.
و رجل مَثْبور: مُهْلَك.
و ثَبِير: جبل معروف، و هي أربعة أَثْبِرَة كلُّها بالحجاز.
و كانوا يقولون في الجاهلية إذا وقفوا بعَرَفَة: أَشْرِقْ ثَبِيرْ كيما نُغِيْر.
و مَثْبِر الناقة: الموضع الذي تطرح فيه ولدَها و ما يخرج معه.
و ثَبَرَ البحرُ، إذا جَزَرَ.
و تثابرتِ الرجالُ في الحرب، إذا تواثبت.
و المُثابِر على الشيء: المواظِب عليه.
و الثُّبُور: الويل و الهلاك؛ و كذلك فسِّر في التنزيل: دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً «3»، أي ويلًا، و اللّه أعلم.
برث
و البَرْث: الأرض السهلة، و الجمع بِراث و أبراث و بُرُوث.
و
في الحديث: «ما كان من حَرْثٍ أو بَرْثٍ»
، فالحرث:
الزرع، و البرث: البَراح الذي لا زرعَ فيه.
ربث
و تقول: رَبَثْتُ الرجلَ عن الأمر و رَبَّثْتُه، إذا حبسته عنه و صرفته.
و الرَّبائث: الأمور تَرْبُثُ عن الحركة. و
في الحديث:
«تعترض الشياطينُ الناسَ يوم الجمعة بالرَّبائث»
، أي بما يُرَبِّثهم عن الصلاة، و اللّه أعلم.
و الرَّبْث من قولهم: رَبَثَني عن كذا و كذا رَبْثا، إذا حبسني عنه. و رَبَّث فلان فلانا، إذا حبسه عن الشيء. ولى عن هذا الأمر رَبيثٌ، أي تحبُّس.
ثرب
و الثَّرْب: الشَّحم الذي على الكَرِش.
و التَّثريب: الأخذ على الذَّنْب.
و أثارِب: موضع بالشام.
أُهملت الباء و الثاء مع الزاي و السين.
ب ث ش
شبث
الشَّبَث: دُوَيْبَّة من أحناش الأرض، و الجمع الشِّبْثان.
و تشبَّثت بالشيء، إذا تعلَّقت به.
و شُبَيْث: ماء معروف.
و اشتقاق شَبَث من هذا، و هو اسم رجل «4».
أُهملت الباء و الثاء مع الصاد.
ب ث ض
ضبث
ضَبَثَ على الشيء، إذا قبض عليه قبضا شديدا، يَضْبِث ضَبْثا. و مَضابِث الأسد: مخالبه، و به سمِّي الأسد ضُباثا لشدَّة قبضه.
ب ث ط
ثبط
استُعمل من وجوهها: الثَّبْط؛ ثَبَطْتُ الرجل عن الشيء و ثَبَّطْتُه عنه، إذا رَبَّثْتَه تثبيطا و ثَبْطا. و الرجل مثبَّط و مَثْبوط، إذا أراد شيئا فرَدَدْتَه عنه و صَدَدْتَه. و الفاعل مُثَبِّط و ثابط.
و في بعض اللغات: ثَبِطَتْ شفةُ الإنسان ثَبْطا، إذا وَرِمَتْ، و ليس بالثَّبْت.
ب ث ظ
أُهملت.
ب ث ع
بثع
بَثِعَتْ شفةُ فلان تَبْثَع بَثَعا، و الشفة باثِعة، إذا غَلُظَ لحمُها و ظهر دمُها. و الرجل أَبْثَعُ و المرأة بَثْعاءُ، و هو مستقبَح.
بعث
و بَعَثْتُ الرجلَ في الحاجة أبعَثه بَعْثا، و بعثتُه على الشيء، إذا أَرَغْتَه «5» أن يفعله.
______________________________
(1) م: «يخرج».
(2) المقاييس (ثبر) 1/ 400، و اللسان (ثبر)، و معجم البلدان (ثبرة) 2/ 72.
و في اللسان: «بثَبْرَرة»، عن ابن دريد، و فيه: إنما أراد بثبرة فزاد راء ثانية للوزن.
(3) الفرقان: 13.
(4) قارن الاشتقاق 223.
(5) م: «إذا أرغمته».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 260
و البَعْث «1»: الجند يُبعثون في الأمر.
و يَوْمِ الْبَعْثِ: يوم القيامة لأن الناس يُبعثون من أجداثهم.
و يومُ بُعاثٍ: يوم معروف من أيام الأوْس و الخَزْرَج في الجاهلية؛ سمعناه من علمائنا بالعين و ضمّ الباء، و ذُكر عن الخليل بالغين معجمةً، و لم يُسمع من غيره. قال أبو بكر:
و ليس هذا صحيحا عن الخليل أيضا «2».
و انبعثَ القومُ في الخير و الشر انبعاثا، إذا تتابعوا.
و قد سمَّت العرب باعثا و بَعِيثا.
عبث
و العَبَث من قولهم: عَبَثْت بالشيء أَعْبَث عَبَثا.
و العَبِيثَة: سَمْنٌ يُلَتُّ بأَقِطٍ. قال رؤبة (رجز) «3»:
[فقلت إذ أعيا امتِياثا مائثُ] و طاحتِ الألبانُ و العَبائثُ
[إنَّكَ يا حارثُ نِعْمَ الحارِثُ]
ثعب
و الثَّعْب: انثعاب الماء. و ماء مُثْعَب و أُثْعُوب «4»، إذا سال.
و الثُّعبان: ضرب من الحيّات. قال أبو حاتم: زعموا أنها حيّاتٌ عظام تكون بناحية مصرَ. و قد جاء في التنزيل «5».
و الثُّعَبَة: دابّة أغلظ من الوَزَغَة لها عينان جاحظتان خضراوان، تلسع و ربما قتلت.
و مثل يتداوله أهل اليمن بينهم: «ما الخَوافي كالقِلَبَة و لا الخُنّاز «6» كالثُّعَبَة» «7»، فالخَوافي: سَعَف النَّخل الذي دون القِلَبَة، و الخُنّاز: الوَزَغَة.
ب ث غ
ثغب
الثَّغْب و الثَّغَب، و فتح الغين أكثر: الغدير في غِلَظ من الأرض. و قال قوم: بل كل غدير يستنقِع فيه الماء ثَغَب، و الجمع ثِغاب و أثغاب. قال عنترة «8»، و يقال عَبيد بن الأبرص (كامل)
و لقد تحلّ ….
«9»:
و لقد نَحِلُّ بها كأنَّ مُجاجَها ثَغَبٌ يصفَّقُ صَفْوُه بمُدامِ
و قال ذو الرُّمّة (طويل) «10»:
فما ثَغَبٌ باتت تُصَفِّقُه الصَّبا قَرارةَ نِهْيٍ أَتْأَقَتْهُ الرَّوائحُ
بغث
و البُغْثَة: كُدرة في وُرقة، و هو لون الأَبْغَث «11» من الطير و غيرها؛ عنز بَغْثاءُ، إذا كانت كذلك.
و بُغاثُ الطيرِ: شِرارها و ما لا يصيد منها. قال أبو عبيدة:
يقال: بَغاثَة و بَغاث، مثل نَعامة و نَعام، و الجمع: بِغْثان. قال الشاعر (وافر) «12»:
بُغاثُ الطير أكثرُها فِراخا و أُمُّ البازِ مِقْلاتٌ نَزُورُ
ب ث ف
أُهملت.
ب ث ق
بثق «13»
انبثقَ الماءُ و بَثَقَ، إذا انفجر من حوض أو سِكْر، و الماء باثِق و منبثِق.
ثقب
و ثَقَبَت النارُ تَثْقُب ثُقُوبا، إذا أضاءت، و كذلك النجم إذا أضاء، و النجم ثاقب.
و الثِّقاب: كل ما ثُقِبَتْ به النار من حُرّاق أو غيره، و هو الثَّقوب أيضا. قال الشاعر (طويل) «14»:
أذاعَ به في الناس حتى كأنّه بعَلْياءَ نارٌ أُوقِدَتْ بثُقُوبِ
______________________________
(1) في القاموس: «و البَعْث، و يحرَّك: الجيش».
(2) يعني ابن دريد أن مثل هذا تصحيف، و لا يجوز ردّه إلى الخليل. و الذي في العين (بغث) 4/ 402: «و يوم بُغاث: وقعة كانت بين الأوس و الخزرج».
(3) ديوانه 29، و قد أنشد ابن دريد البيت الثاني في الملاحن 33، و الثالث في الاشتقاق 209. و انظر: الصحاح (عبث)، و اللسان (عبث، ميث)، و الهمع 1/ 147. و سيرد الأول و الثاني ص 434 أيضا.
(4) م: «منبعث و أثعوب»!
(5) فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ*؛ الأعراف: 107، و الشعراء 32.
(6) ل: «و لا الخُثّار».
(7) المستقصى 2/ 313. و في اللسان (ثعب): «و رأيت في حاشية نسخة من الصحاح موثوق بها ما صورته: قال أبو سهل … و الذي قرأته على شيخي في الجمهرة، بفتح العين».
(8) هذا البيت و الذي يليه بنسبتهما: من ط وحده.
(9) البيت لعبيد في ديوانه 20، و المقاييس (ثغب) 1/ 378، و اللسان (ثغب).
و في الديوان:
و لقد تحلّ ….
(10) ديوانه 96، و اللسان (ثغب). و في الديوان: قرارةُ، بالضمّ.
(11) ط: «كدرة في زرقة و يقولون للأبغث».
(12) من قصيدة للعبّاس بن مرداس في شرح المرزوقي 1154، و هو في ديوانه 59.
و هو أيضا في ملحق ديوان كثيّر عزّة 530. و انظر: المخصَّص 8/ 144؛ و من المعجمات: العين (قلت) 5/ 128 و (نزر) 7/ 360، و المقاييس (نزر) 5/ 419، و الصحاح (نزر)، و اللسان (قلت، بغث، نزر). و يروى: خِشاش الطير، كما في الديوان و في الجمهرة ص 711. و يُروى أيضا: و أمّ الصقر، كما في الديوان و العين.
(13) في الأصول تقديم و تأخير في أجزاء هذا الباب، و أثبتنا ما في ل.
(14) البيت لأبي الأسود الدؤلي، و هو في ديوانه 45، و الحيوان 5/ 601، و أضداد الأنباري 214، و الخزانة 1/ 137. و في الديوان: لثقوب.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 261
يُروى بفتح الثاء و ضمّها؛ و اللغة الفصيحة: أَثْقَبْتُ النارَ إثقابا فثَقَبَت. قال الأَسْعَر الجُعْفي (طويل) «1»:
فلا يَدْعُني قومي لكعبِ بن مالكٍ لئن أنا لم أُسْعِرْ عليهم و أُثْقِبِ
فسمِّي الأَسْعَر.
و رجل ثاقِب الرأي، إذا كان جزلا نَظّارا.
و ثَقَبْتُ الشيء أَثْقُبه ثَقْبا، إذا أنفذته. و لا يكون الثَّقب إلا نافذا.
و صناعة الثاقب: الثِّقابة.
و سمِّي المُثَقِّب الشاعر بقوله (وافر)
* ظَهَرْنَ بِكِلّةٍ. و سَدَلْن أُخرى*
«2»:
أَرَيْنَ محاسِنا و كَنَنَّ أخرى و ثَقَّبْنَ الوصاوصَ للعُيونِ
و كل حديدة ثَقَبْتَ بها فهي مِثْقَب.
و ربما سُمِّي الرجل الجيّد الرأي مِثْقَبا.
و المَثْقَب: طريق في حَرّة أو غِلَظ، و كان فيما مضى طريق بين اليمامة و الكوفة يسمّى مَثْقَبا.
و الثِّقاب: رَكايا تُحفر في بطن الأرض ينفذ بعضُها إلى بعض. و زعم قوم أن الثِّقاب الهواء، و الفُقُر التي يجري فيها الماء تحت الأرض.
و الأُثْقُوب: الرجل الدخّال في الأمور.
و مِثْقَب: طريق بين الشام و الكوفة كان يُسلك في أيام بني أُميَّة.
قبث
و قد سمّت العرب قَباثا، و لا أدري مِمّا اشتقاقه «3»، و سألت أبا حاتم عنه فلم يعرفه.
ب ث ك
كثب
كَثَبْت الشيءَ أكثِبُه و أكثُبُه كَثْبا، إذا جمعته، فهو مَكثوب.
و منه اشتقاق الكَثِيب من الرَّمل.
و الكُثْبَة: كل شيء جمعته من طعام و غيره.
و يقال: نَعَمٌ كُثاب، إذا كان كثيرا.
و الكُثّاب: سهم صغير يتعلَّم به الصبيان.
و يقال: ارْمِ الصيدَ فقد أَكْثَبَك، أي دنا منك. و قال بعض أهل اللغة: معنى أَكْثَبَكَ، أي أَمْكَنَك من كاثِبته.
و الكاثِبة: موضع يد الفارس برمحه أو بعِنانه. قال الشاعر (طويل) «4»:
[لَهُنَّ عليهم عادَةٌ قد عَرَفْنَها] إذا عُرِّض الخَطِّيُّ فوق الكَواثبِ
قال أبو بكر: و هذا كما قالوا: أَفْقَرَكَ، أي أَمْكَنَك من فَقاره.
ثم كثر في كلامهم حتى صار كلُّ قريبٍ مُكْثِبا؛ و الاسم الكَثَب.
و الكاثِب: جبل معروف. قال الشاعر (متقارب)
كمتن النبيّ ….
«5»:
[لأَصبحَ رَتْما دُقاقَ الحَصَى] مكانَ النَّبيِّ من الكاثِبِ
و النَّبيّ: ما ارتفع من الأرض، غير مهموز.
و كَثَب: موضع، زعموا.
كبث
و الكَباث: ثمر الأَراك، و الواحدة كَباثة.
و يقال: تَكَنْبَثَ الرجلُ، إذا تداخل بعضُه في بعض. و رجل كُنْبُث و كُنابِث و الجمع كَنابِث، إذا كان كذلك. و النون فيه زائدة.
ب ث ل
لبث
لَبِثَ بالمكان يَلْبَثُ لَبْثا و لَبَثا و لِباثا و لَبَثانا، و هو لابِث؛ و ألْبَثْتُه إلباثا. ولي لُبْثَةٌ «6» على هذا الأمر، أي توقُّف.
______________________________
(1) أنشده أيضا في الاشتقاق 408، و فيه: لسعد بن مالك. و انظر: المؤتلف و المختلف 59، و السِّمط 94، و المزهر 2/ 438؛ و من المعجمات: المقاييس (سعر) 3/ 76، و الصحاح و اللسان (سعر). و انظر ص 714.
(2) ديوانه 156. و الذي جاء في الجمهرة هنا هو صدر البيت الثالث عشر من المفضلية 76 ص 289 مع عجز البيت الحادي عشر؛ و عجز البيت الحادي عشر مع صدر غريب في الجمهرة ص 1298. و جاء عجزه في الاشتقاق 329. و انظر أيضا: طبقات فحول الشعراء 229، و الشعر و الشعراء 311، و السِّمط 113، و الاقتضاب 426، و الصحاح و اللسان (ثقب، وصوص). و في الديوان.
* ظَهَرْنَ بِكِلّةٍ. و سَدَلْن أُخرى*
(3) في الاشتقاق 561: قُباث، بالضمّ، و فيه: «و هو من التقبُّث، و هو أن يتضامّ بعضه إلى بعض».
(4) البيت للنابغة في ديوانه 43، و فعل و أفعل للأصمعي 494 و 518، و المعاني الكبير 133 و 284 و 913، و المقاييس (عرض) 4/ 270 و (كثب) 5/ 163، و اللسان (كثب، عرض).
(5) البيت لأوس في ديوانه 11. و انظر: إصلاح المنطق 58، و المعاني الكبير 1230، و الاشتقاق 462، و أمالي القالي 2/ 27، و السِّمط 661، و معجم البلدان (كاثب) 4/ 426، و أمالي القالي 2/ 27، و السِّمط 661، و معجم البلدان (كاثب) 4/ 426 و (نبي) 5/ 259؛ و المقاييس (كثب) 5/ 163 و (نبو) 5/ 385، و الصحاح و اللسان (كثب، رتم، نبا). و سينشده أيضا ص 349 و 395 و 1028. و في الديوان:
كمتن النبيّ ….
(6) كذا في ل، و هو بكسر اللام في م، و بفتحها في ط. و هو مضموم اللام في القاموس.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 262
ثلب
و ثَلَبَ الرجلَ يَثْلُبه و يَثْلِبه، إذا ذكر قبائحَه، فهو ثالِب و الرجل مَثْلوب.
و المَثْلَبَة و المَثْلُبَة: العيب الذي يُذكر به الرجل. و قال قوم من أهل اللغة: لا يجوز إلّا مَثْلَبَة، بفتح اللام.
و الثِّلْب: البعير المُسِنّ، و لا يقال للأنثى. قال الشاعر (طويل) «1»:
ألم تَرَ أنَّ النابَ تُحْلَبُ عُلْبَةً و يُترك ثِلْبٌ لا ضِرابٌ و لا ظَهْرُ
أي لا ينزو و لا يُركب.
و يقال: ثَلَبْتُ الشيءَ، في معنى ثَلَمْته.
و يقال: تَثَلَّبَ الإناءُ، مثل تَثَلَّمَ سواء؛ و ليس هذا بأصل، إنما هو قلب الباء ميما.
و ثَلَبْتُ الشيء، إذا قلبتَه.
و ثَلَبَ خُفُّ البعير، إذا انقلب.
و الأَثْلَب: التراب؛ يقال: بِفيكَ الأَثْلَبُ، أي التراب.
و الثِّلِبّ «2»: لقب رجل من العرب. قال الراجز «3»:
يا رَبِّ إن كان بنو عَمِيرَهْ رَهْطَ الثِّلِبِ هذه مَقْصُورَهْ
ب ث م
أُهملت.
ب ث ن
بثن
البَثْنَة: الأرض السهلة. و به سُمِّيت المرأةُ بُثَيْنَةَ، و يقال بَثْنَةَ أيضا، و الفتح أفصح.
و
في الحديث «4»: «فلما ألقى الشامُ بَوانِيَهُ و صار بَثَنِيَّةً و عسلًا عَزَلني»
. فسّروه أنه بُرّ «5» يُنسب إلى مدينة يقال لها بَثَنِيَّة. و ألقى الرجل بَوانِيَه بموضع كذا و كذا، إذا استقرّ به.
نبث
و النَّبْث: مصدر نَبَثْتُ التُّرابَ أَنْبُثُه نَبْثا، فهو مَنبوث و نَبِيث، إذا استخرجته من بئر أو نهر.
و النّابثُ: الحافر، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى قالوا:
فلان يَنْبِث «6» عن عيوب الناس، أي يتتبَّعها و يُظهرها.
و نَبَثَتِ الضَّبُعُ الترابَ بقوائمها في مشيها، إذا استَثارَتْه.
و الأُنْبُوثة: لعبة يلعب بها الصِّبيان، يحفرون حَفيرا و يدفنون فيه شيئا فمن استخرجه فقد غَلب.
ثبن
و الثَّبْن: اتخاذك حُجْزَةً في إزارك تجعل فيه ما اجتنيته من رُطَب و غيره. و
في الحديث: «و لا تتَّخذ ثِبانا»
، أي لا تجعل حُجْزَةً.
و المَثْبَنَة: كيس تتَّخذ فيه المرأةُ مِرآتَها و أداتَها؛ لغة يمانية «7».
ب ث و
بوث
باثَ الشيءَ يَبُوثه بَوْثا، إذا بحثه، و أباثه يُبيثه إباثةً كذلك، إذا حرَّكه؛ و الشيء مَبُوثٌ و مُباث.
و يقال: جِئ به من حَوْثَ و بَوْثَ، و حَوْثُ و بَوْثُ، و حَوْثا و بَوْثا، ثلاث لغات، أي من حيثُ كان و لم يكن «8». و يقال:
جاء فلان بحَوْثَ بوْثَ «9»، إذا جاء بالشيء الكثير. و يقال:
تركت «10» القوم حَوْثَ بَوْثَ، إذا لم يُدْرَ أين هم. و أغار فلان على بني فلان فتركهم حَوْثا بَوْثا، إذا تركهم متفرِّقين، أي فرَّقهم و بدَّدهم.
ثوب
و ثابَ يَثوب ثَوْبا و ثُؤُوبا، إذا رجع، و كل راجعٍ ثائبٌ.
و المَثابة لها موضعان: مثابة البئر: مبلغ جُموم مائها؛ يقال:
ثاب الماءُ إذا بلغ إلى حاله الأولى بعد ما يُستقى. و المَثابة:
موقف السّانية في أعلى البئر.
و أعطيت فلانا ثوابَه، أي جزاء ما عمل.
و أثاب اللّه العبادَ يُثيبهم إثابةً و ثَوابا، إذا جازاهم بأعمالهم.
و المَثُوبة مثل المَعُوضة؛ ثَوَّبْتُ فلانا من كذا و كذا، مثل عَوَّضته.
ثأب
و الثُّؤَباء: معروف، و هو التثاؤب. و أصله من ثُئبَ الرجلُ،
______________________________
(1) نسبه في المطبوعة إلى امرأة جِران العَوْد. و البيت في الكامل 1/ 312 لامرأة شيخ من الأعراب أنشدها شعرا و هي عجوز تتصنّع.
(2) بالتاء المثنّاة في مصادر الرجز التالي.
(3) من أبيات للكذّاب الحِرمازي في البيان و التبيين 3/ 276. و انظر: المعرَّب 342، و اللسان و التاج (تلب). و في البيان: رهط التلبّ دعوةً مستورهْ؛ و في البيان و التبيين و اللسان و التاج: لا هُمَّ إن … و فيهما و في المعرّب: هؤلا مقصورة.
(4) حديث خالد بن الوليد؛ انظر: الاشتقاق 426، و النهاية 1/ 164.
(5) م: «بَرّ»!
(6) في اللسان: ينبُث، بالضمّ.
(7) بعده في ط: «وثِبان أسعد: ملك من ملوك حمير، و هو ثِبان أسعد بن ملكي كَرِب». و هو ليس في ل م؛ و الصواب أن اسمه بالتاء المثنّاة.
(8) ط: «من حيث كان و إن لم يكن»!
(9) مبني على فتح الجزءين لأنه مركَّب؛ و في ط: «بحوثَ و ببوثَ»!
(10) ط: «و يقال ركب القوم».
جمهرة اللغة، ج1، ص: 263
إذا استرخى و كَسِلَ، فهو مَثؤوب.
و مثل من أمثالهم: «أَعْدَى من الثُّؤَباء» «1».
و الأَثْأَب: ضرب من الشجر.
ثوب
و التَّثويب: الدعاء للصلاة و غيرها. و أصله أن الرجل كان إذا جاء فَزِعا أو مستصرخا لوَّح بثوبه فكان ذلك كالدعاء و الإنذار. ثم كثر ذلك حتى صار يسمَّى الدُّعاء تثويبا.
و الوَثْب: الطَّفْر؛ وَثَبَ يَثِبُ وَثْبا و وُثُوبا.
وثب
و الوَثْب، بلغة حمير: القعود؛ يسمّون السرير وِثابا، و يسمون الملك الذي يلزم السريرَ و لا يغزو: مَوْثَبان «2».
ب ث ه
هبث
الهَبْث: التبذير؛ هَبَثَ مالَه يَهْبِثه «3» هَبْثا، إذا بذَّره و فرَّقه.
و الهَنابِث: الدواهي، الواحدة هَنْبَثَة، و هي الداهية. و
يُروى بيت زعموا أنه لصفيَّة بنت عبد المطلب، و يزعمون أن فاطمة، عليها السلام، تمثّلت به (بسيط) «4»:
قد كان بعدك أنباءٌ و هَنْبَثَةٌ لو كنتَ شاهدَها لم تَكْثُرِ الخُطَبُ
بهث
و بنو بُهْثة: بطنان من العرب: بُهْثة من بني سُليم، و بُهْثة من بني ضُبيعة بن ربيعة. و اشتقاقه من البَهْث «5»، و البَهْث:
البِشر و حُسن اللقاء. و يقال: لَقِيَه فتباهثَ إليه و بَهَثَ إليه كأنه أبدى سرورا و بِشرا.
و قال قوم: البُهْثة: ولد الغِيَّة، و لا أدري ما صحَّته.
ب ث ي
ثيب
أُهملت إلا في قولهم ثَيِّب «6»، و ليس هذا موضعه.
باب الباء و الجيم
مع سائر الحروف التي تليها في الثلاثي الصحيح
ب ج ح
بجح
بَجَحْتُ بالشيء أَبْجَح و بَجِحْتُ أيضا، إذا فرحت به، و أَبْجَحَني، إذا أفرحني.
جبح
و الجِبْح، و الجمع أجباح، و هو موضع النحل.
حبج
و حَبجَ الرجلُ يَحْبَج حَبَجا و حُباجا و حُبِجَ فهو حَبِجٌ و مَحبوج، إذا أُطِم عليه، أي حُبس نَجْوُه فوَرِمَ بطنُه، أي احتبس بطنه. و الحُباج أيضا: انتفاخ البطن.
و قالوا: حَبَجَ و خَبَجَ، إذا ضَرَطَ.
و الحَوْبَجَة، زعموا: ورم يصيب الإنسان في بدنه؛ لغة يمانية لا أدري ما صحَّتها.
حجب
و حَجَبْت الشيءَ أَحْجُبه حَجْبا، إذا سترته. و الحِجاب:
السِّتر. و كذلك فسِّر في التنزيل: حِجاباً مَسْتُوراً «7»، أي ساترا، و اللّه أعلم. و كل شيء حَجَبَك فقد سَتَرَك. و احتجبتِ الشمسُ في السحاب، إذا استترت فيه.
و حاجِب كل شيء: حَرْفه. ذُكر عن الأصمعي أن امرأة قدَّمت إلى رجل خُبزةً أو قُرْصا فجعل يأكل في وسطه، فقالت: كُلْ من حَواجبه، أي من نواحيه.
و يقال: بدا حاجب من الشمس، أي بدت ناحية منها. قال الشاعر (طويل) «8»:
تبدَّت «9» لنا كالشَّمس تحت غَمامةٍ بدا حاجبٌ منها و ضَنَّت بحاجبِ
أي ناحية. و قال آخر (طويل) «10»:
و بَكْرٌ لها بَرُّ العراق و إن تَخَفْ يَحُلْ دونها من اليَمامة حاجبُ
و حاجب العين من هذا اشتقاقه لأنه يحجُب عنها شُعاع الشمس.
و قد سمَّت العرب حاجِبا «11».
و الحَجيب «12»: الأَجَمَة. قال الأَفْوَهُ (وافر) «13»:
______________________________
(1) المستقصى 1/ 237.
(2) و الجذر لذلك من الأضداد، و يذكره أصحاب الأضداد نحو ابن الأنباري 91.
و يقابله في العبرية الفعلYasab الذي يدلّ على الجلوس.
(3) بضمّ الباء في اللسان.
(4) الإبدال لأبي الطيّب 1/ 164، و اللسان و التاج (هنبث).
(5) قارن الاشتقاق 307.
(6) م: «يَثِبّ»؛ تحريف.
(7) الإسراء: 45.
(8) البيت لقيس بن الخَطيم في ديوانه 79، و جمهرة أشعار العرب 123، و ديوان المعاني 1/ 229، و الاشتقاق 235، و اللسان (حجب). و يُروى: تراءت لنا.
(9) م: «تراءت».
(10) البيت للأخنس بن شهاب التغلبي من المفضلية 41، ص 205؛ و معجم البلدان (قِضَة) 4/ 369. و في المفضليات: لها ظهر العراق.
(11) الاشتقاق 235.
(12) من هنا حتى آخر المادة: سقط من ل.
(13) ديوان الأفوه الأودي 8، و معجم البلدان (الحجيب) 2/ 226، و اللسان (حجب). و في الديوان: كآساد العرينة.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 264
فلما أن رأَوْها في وغاها كآساد الغَريفة و الحَجِيبِ
الغَريف: الشجر الملتفّ. قال الشاعر (كامل) «1»:
أم من يطالِعُه يَقُلْ لصحابه إن الغَريفَ يُجِنُّ ذاتَ القِنْطِرِ
القِنْطِر: من أسماء الداهية.
ب ج خ
خبج
خَبَجَ يَخْبِج «2» خَبْجا و خُباجا، و هو ضراط الإبل خاصةً، و ربما استُعمل لغيرها. و
في الحديث: «يَخرج الشيطانُ من البيت الذي يُقرأ فيه القرآنُ و له خَبْجٌ»
، أي ضُراط.
جبخ
و الجَبْخ، مثل الجَمْخ، و هو التكبُّر و الفخر. و رجل جامِخ و جابِخ، و قالوا: جِمِّيخ في وزن فِعِّيل.
و جَبَخَ الصِّبيان بالكِعاب و جَمَحوا، إذا طرحوها ليلعبوا بها.
و يقال: خمَجَ اللحمُ، إذا تغيَّر، يَخْمَج.
ب ج د
بجد
بَجَدَ بالمكان يَبْجُد بُجودا، إذا أقام به، فهو باجِد.
و البِجاد: كساء مخطَّط، و الجمع بُجُد.
و يقال: فلان ابن بَجْدَة هذا البلد، إذا كان عالما به.
جدب
و الجَدْب: ضد الخِصْب. و أَرَضُون جُدُوبٌ. و أَجْدَبَ المكانُ إجدابا فهو مُجْدِب و جَديب.
و جَدَبْتُ الرجل، إذا عِبْتَه. و
في الحديث: «إن عُمَرُ جَدَبَ السَّمَرَ بعد عَتمة»
، أي عابه. قال الشاعر (طويل) «3»:
فيا لك من وجهٍ جميلٍ و مَنْطِقٍ رخيمٍ و من خَلْقٍ تَعَلَّلَ جادِبُهْ
أي عائبه. يريد أن العائب له يأتي بالعلل فلا يصدّق.
دجب
و الدَّجوب، بفتح الدال: الوِعاء أو الغِرارة يُجعل فيها الطعام. قال الراجز «4»:
هل في دَجُوبِ الحُرَّةِ المَخِيطِ وَذِيلَةٌ تَشْفي من الأَطِيطِ
الوَذيلة هاهنا: القطعة من السَّنام، شبَّهها بسبيكة الفضَّة «5».
و الأَطيط، أراد أَطيط أمعائه من الجوع، و هو صوتها كما يَئِطُّ النِّسْعُ.
دبج
و الدَّبْج: النقش، أصله فارسيّ معرَّب، مأخوذ من الدِّيباج «6».
و دَبَجَ المطرُ الأرضَ، إذا رَوَّضها، يدبِجها دَبْجا.
و قد جمعوا دِيباجا دَيابِيج، في لغة من جمع ديوانا دَياوِين.
و أنشد الأصمعي عن أبي عمرو عن يونس (وافر) «7»:
عَداني أن أزورَكِ أمَّ بَكْرٍ دَياوينٌ تُشَقَّقُ بالمِدادِ
يريد تشقيق الكلام. عَداني: صَرَفني؛ و عَدِّ عن هذا، أي اصْرِفْ هَمَّك عنه «8».
ب ج ذ
جبذ
جَبَذَ الشيءَ يَجْبِذه «9» جَبْذا، مثل جَذَبَ سِواء.
و تسمّى المَنِيَّة جَباذِ، معدول عن الجَذب.
جذب
و أهل العراق يسمُّون الجُمار الجَذَب، كأنه جُذب من النخل.
و ناقة جاذِب، إذا قلَّ لبنُها، و الجمع جواذب. قال الشاعر (طويل) «10»:
[كأنَّ قُتودي فوق جَأْبٍ مُطَرَّدٍ من الحُقْبِ] لاحَتْه الجِذابُ الغَوارزُ
______________________________
(1) البيت لأبي كبير الهذلي في ديوان الهذليين 2/ 104، و الاشتقاق 104، و الصحاح (قطر)، و اللسان (قنطر). و سينشده أيضا ص 295 و 779 و 1153. و في الديوان: تُجِنّ؛ و في الاشتقاق: يَجِنّ.
(2) في اللسان: «يخبُج». و لم ينصّ عليه الجوهري و الفيروزابادي.
(3) البيت لذي الرمّة في ديوانه 43، و تهذيب الألفاظ 266، و مجالس ثعلب 228، و الأغاني 16/ 130، و ديوان المعاني 1/ 233، و أمالي القالي 1/ 95، و ذيل الأمالي 124 و 163، و السِّمط 298، و المخصَّص 12/ 172، و من المعجمات:
العين (جدب) 6/ 87، و المقاييس (جدب) 1/ 435، و الصحاح و اللسان (جدب). و في الديوان: من خدّ أسيل.
(4) الاشتقاق 25، و المخصَّص 4/ 136 و 6/ 13، و اللسان (دجب، أطط، و ذل).
و في الاشتقاق: لويّةٌ تَشفي. و البيتان في ص 612 أيضا.
(5) ط: «بسبيكة الذهب».
(6) المعرَّب 143.
(7) ليس 111، و الخصائص 3/ 158، و المنصف 2/ 32، و اللسان (دون). و في اللسان: تُنفَّق بالمدادِ.
(8) «عداني … عنه»: سقط من ل م.
(9) ط: «يجبُذه»! و هو بالكسر في النسخ و المعجمات.
(10) ديوان الشمّاخ 175، و جمهرة القرشي 154، و اللسان (جدد). و انظر ص 706.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 265
و يُروى: الجِداد. و قال آخر (طويل) «1»:
[بطعنٍ كرمحِ الشَّول أمست غَوارزا] جواذبُها تأبَى على المتغبِّرِ
بذج
و البَذَج، بفتح الباء و الذال: الحَمَل؛ فارسي معرب، و قد تكلَّمت به العرب «2». و
في الحديث: «فيخرج رجلٌ من النّار كأنَّه بَذَجٌ من الذُّل تُرْعَد أوصالُه»
. ب ج ر
جبر
جَبَرَ العظمُ جُبورا و جَبَرَه اللّه جَبْرا، و هذا من أحد ما جاء على فَعَلْتُه ففَعَلَ. قال الراجز «3»:
قد جَبَرَ الدِّينَ الإلهُ فجَبَرْ [و عَوَّر الرَّحمنُ من ولَّى العَوَرْ]
و المصدر الجُبور. قال الشاعر (طويل) «4»:
فِراقٌ كقَيْصِ السِّنّ فالصبرَ إنّه لكلّ أُناسٍ عَثْرَةٌ و جُبورُ
و يُروى: كقَيض، بالضاد المعجمة. قال أبو بكر: من رواه بالصاد أراد الانصداع، و من رواه بالضاد المعجمة أراد الانكسار، و القَيض «5» أجود. و هذا البيت في كتاب خلق الإنسان عن الأصمعي «6»، و هو لأبي ذؤيب، يرويه فِراقا كقيص السِّنّ، و هو حُجَّة للانقياص، و هو أن تَنْشَقَّ السِّنُّ طولًا فيسقط نصفُها. يقال: انقاصَتْ سِنُّه انقياصا.
و الجِبارة: واحدة الجَبائر، و هو الخشب الذي يُشَدُّ على العضو المكسور.
و الجِبارة أيضا: الدُّمْلُوج، و كذلك الجَبِيرة؛ و به سمِّيت المرأة جَبِيرة «7». قال الأعشى (مجزوء الكامل المرفَّل) «8»:
و تُرِيكَ كفًّا في الخِضا ب و مِعْصَما مِلءَ الجِبارَهْ
و قد سمّت العرب جبِيرة، و اشتقاقها من الدُّملوج.
و الجُبار: الذي لا أَرْشَ له «9». و
في الحديث: «العَجْماءُ جُبارٌ»
. و جُبار: اسم يوم الثُّلثاء عند العرب.
و أجبرتُ الرجلَ على كذا و كذا فهو مُجْبَر، إذا أكرهته عليه.
و الجَبْر: المَلِك. قال الشاعر (كامل) «10»:
[و أسْلَمْ براووقٍ حَيِيتَ به] و انْعَمَ صباحا أيُّها الجَبْرُ
و قد سمَّت العرب جَبْرا و جُبيرا و جابِرا.
و الجَبّار من النخل: الذي قد فات اليدَ. و أنشد (وافر) «11»:
أبعدَ عَطيّتي ألفا تَماما من الجَبّار آزَرَها الهِراءُ
أَذُمُّكَ ما تَرَقْرَقَ ماءُ عيني عليَّ إذا من اللّه العَفاءُ
و الهِراء، بلغة أهل نجد: الفسيل بعينه. و أهل البحرين زعموا أن الهِراء الطَّلْع؛ و الفسيل أولى بأن يكون في هذا البيت.
برج
و البُرْج من بروج الحِصن أو القصر: عربي معروف «12».
و البُرج من بروج السماء لم تعرفه العرب إنما كانت تعرف منازل القمر و قد جاء في كلامهم.
و البَرَج: نَقاء بياض العين و صَفاء سوادها. و قال قوم: بل البَرَج و النَجَل متقاربان في الصفة؛ رجل أَبْرَجُ و امرأة برجاءُ.
و تبرَّجتِ المرأةُ، إذا أظهرت محاسنَها.
رجب
و رَجَبت الرجل أرجُبه رَجْبا، إذا أكرمته و عظّمته. و به سُمِّي
______________________________
(1) البيت لأبي جُنْدَب الهُذلي في ديوان الهذليين 3/ 94، و المعاني الكبير 975، و الصحاح و اللسان (جذب، رمح).
(2) المعرَّب 58. و پادَه في الفارسية: قطيع من البقر أو غيره.
(3) مطلع أرجوزة شهيرة في ديوان العجّاج 4. و انظر: فعل و أفعل للأصمعي 477، و مجاز القرآن 2/ 228، و إصلاح المنطق 228، و المعاني الكبير 769 و 865، و الاشتقاق 105، و الخصائص 2/ 263، و الاقتضاب 407، و معاهد التنصيص 1/ 16 و 20؛ و من المعجمات: العين (جبر) 6/ 116، و المقاييس (جبر) 1/ 501، و الصحاح و اللسان (جبر، عور).
(4) البيت لأبي ذؤيب في ديوان الهذليين 1/ 138. و انظر: أضداد الأصمعي 14، و أضداد ابن السكّيت 171، و أضداد الأنباري 172، و أضداد أبي الطيّب 603؛ و إبدال أبي الطيّب 603، و أمالي القالي 2/ 23، و السِّمط 656، و المحتسب 2/ 31، و المخصَّص 1/ 153، و الصحاح و اللسان (قيص، قيض). و سيرد البيت ص 896 أيضا.
(5) «و النقيض … انقياضا»: ليس من ل م، و كأنه زيادة من النسّاخ.
(6) الكنز اللغوي 192.
(7) في الاشتقاق 444: «و الجبيرة: المِعْضد يكون في يد المرأة من فضة و غيرها».
(8) ديوانه 153، و المخصَّص 4/ 49؛ و المقاييس (جبر) 1/ 501، و اللسان (جبر).
(9) أي لا دِيَةَ له.
(10) البيت لابن أحمر في ديوانه 94، و عجزه في الاشتقاق 259 و 439. و انظر:
أضداد الأنباري 395، و المحتسب 1/ 97، و الخصائص 2/ 21، و اللسان (جبر). و في معظم المصادر: حُبيتَ به.
(11) البيتان في المخصَّص 11/ 103، و الهراءُ بضمّ الهمزة في ل، و هو الرواية كما ذكر ابن سيدة.
(12) و الصحيح أن أصله يوناني؛ فرانكل 235.
جمهرة اللغة، ج1، ص: 266
رَجَبَ لتعظيمهم إياه.
و الرُّجْبة: شيء تُسند به النَّخلة إذا مالت و كَرُمَت على أهلها؛ و النَّخلة مُرَجَّبة. قال الشاعر (طويل) «1»:
ليست بسَنْهاءٍ و لا رُجَبِيَّةٍ و لكنْ عَرايا في السِّنين الجَوائحِ
و العَرايا واحدتها عَرِيَّة، و هي النَّخلة التي تَهَبُ حملَها لزائر أو ضعيف. و
قال الحُباب بن المنذر: «أنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ و عُذَيْقُها المُرَجَّبُ»
. و الرّاجِبة: أحد فصوص الأصابع، و الجمع رَواجب. قال الراجز:
يَدْفَعُها بالرّاحِ و الرَّواجبِ
جرب
و الجَرَب: داء معروف في الناس و الإبل و غيرها؛ جَمَل أَجْرَبُ و جَرِب، و الجمع جَرْبَى و جُرْب و جِراب. قال الشاعر (كامل) «2»:
جانِيكَ من يجني عليكَ و قد يُعدي الصِّحاحَ مَبارِكُ الجُرْبِ
أنشدَناه أبو حاتم عن الأصمعي، و قال: أراد يُعدي الصِّحاحَ مَباركا الجُرْبُ. و وجه الكلام: تُعدي الجُرْبُ الصِّحاحَ مَباركَ، أي في مَباركها.
و جَرَبَ السيفُ، إذا أكله الصَّدَأُ حتى يؤثر فيه، مهموز مقصور «3».
و جِراب الرَّكيّ: ما حولها من أعلاها إلى أسفلها.
و الجَريب: موضع معروف بناحية نجد. أنشدني عبد الرَّحمن عن عمه (رجز) «4»:
حَلَّت سُليمى جانبَ الجَريبِ بأَجَلَى مَحَلَّةَ الغريبِ
قال أبو بكر «5»: أَجَلَى مثل جَمَزَى.
فأما الجَرِيب من الأرض فأحسبه معرَّبا «6».
و الجِرْبَة: القَراح.
و قد سُمِّيت السماء جِرْبَة، و جاء ذلك في الشعر القديم.
و الجَرَبَّة: العانة من الحمير. و ربما سمِّي الأقوياء من الناس إذا اجتمعوا جَرَبَّة. قال الراجز «7»:
ليس بنا فَقْرٌ إلى التَّشَكّي جَرَبَّةٌ كحُمُرِ الأَبَكِ
و الجَرْباء: السماء، ذكر بعض أهل اللغة أنها سُمِّيت بذلك لموضع المَجَرّة.
قال الشاعر (بسيط) «8»:
[و في عِضادته اليمنى بنو أَسَدٍ] و الأَجْرَبان بنو عَبْسٍ و ذُبْيانِ
و الأَنْكَدان «9»: مازن و يربوع. و الأجارب: حيّ من بني سعد.
و جَرَبَ السيفُ، إذا كان قد أكله الصَّدأ حتى يؤثّر فيه.
و الجِرْبِياء: ريح، قالوا هي الشِّمال. قال الشاعر (وافر) «10»:
[بهَجْلٍ من قَسا ذَفِرِ الخُزامَى] تَداعَى الجِرْبِياءُ به الحَنينا
و جِرِبّان الدِّرع و جُرُبّانها: جيبها، و أحسبه معرَّبا «11». و قال أبو حاتم: هو گِريبان بالفارسية. يقال: استخرج فلانٌ سيفَه من جُرُبّانه، أي من قِرابه، و القِراب غير الغِمد، و هو وعاء من
______________________________
(1) البيت لسُويد بن صامت الأنصاري (و من القصيدة نفسها أبيات في الإصابة 2/ 99). و انظر: تهذيب الألفاظ 520، و مجالس ثعلب 76، و أضداد أبي الطيّب 694، و أمالي القالي 1/ 121، و الأزمنة و الأمكنة 1/ 246، و المخصَّص 11/ 109، و السِّمط 361؛ و المقاييس (عروى) 4/ 299، و الصحاح و اللسان (رجب، سنه، عرا)، و اللسان (قرح).
(2) نسبه في المطبوعة إلى عوف بن عطيّة بن الخَرع التيمي، و الذي في الاشتقاق 202 أنه من أبيات قديمة لذؤيب بن كعب بن عمرو؛ و فيه إقواء لأن القصيدة على الضمّ، كما في الاشتقاق و حواشيه.
(3) «و جرب … مقصور»: ليس في ل م.
(4) سبق إنشادهما ص 127.
(5) قول أبي بكر هذا ليس في ل م.
(6) المعرَّب 111.ابن دريد، محمد بن حسن، جمهرة اللغة، 3جلد، دار العلم للملايين – بيروت، چاپ: اول، 1988 م.
ثبت دیدگاه